إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفقه وعلومه

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 06-11-2012
ابو عبد الله العقبي ابو عبد الله العقبي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 12
افتراضي مسائل سلطانية : للشيخ عبد الرحمن العقبي

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل سلطانية




عبد الرحمن العقبي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة


الحمد لله رب العالمين، عليه توكلت، وبه أستعين. وبعد
هذه بعض المسائل السلطانية التي أرى أن الحاجة ماسة إليها في هذه الأيام الحالكة السواد من حياة المسلمين، أيام غابت فيها الجماعة على إمام وافترقت الأمة، وطبقت الأرض إمرة السفهاء، أعاذنا الله منها وعجّل بالخلافة على منهاج النبوة، وأنهى بها الجور الذي لم نعرف غيره. وتداعت علينا الأمم، فنحن غثاء، قد نزع الله مهابتنا من صدور أعدائنا، ونطق فينا الرويبضة، وتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به. وافترق الكتاب والسلطان، واتبعنا سنن اليهود والنصارى، وعلا التحوت الوعول، وصار الإسلام غريبا، ووليه غير أهله، وحقّ للمخلصين أن يبكوا عليه، وأن يضاعفوا جهودهم في إخلاص أعمالهم ليكونوا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات لعلهم يفوزون في الدنيا بتحقيق وعد الله على أيديهم وفي الآخرة برضوان الله سبحانه. اللهم إنك قلت وأنت أصدق القائلين: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وأنا أدعوك باسمك الذي إذا سُئلت به أجبت، وبأنك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تهيء حزبا من المؤمنين الذين يعملون الصالحات وتستخلفهم في الأرض وتمكّن لهم دينهم وتبدّلهم من بعد خوفهم أمنا كما فعلت مع محمد وحزبه، إنك على ذلك قادر ونحن إلى ذلك بالأشواق.
وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

المسألة الأولى

سؤال الإمارة والحرص عليها مكروه


سؤال الإمارة والحرص عليها والترشح لها والتنازع عليها كل هذا مكروه، ويجوز للرجل أن يقبل ويسكت عند ترشيح غيره له، أما أن يطلب ذلك من غيره فمكروه سواء فعله في السر أو العلانية. والدليل على كراهية سؤال الإمارة نهيه ص لعبد الرحمن بن سمرة عن سؤالها. روى البخاري عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص: "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ: لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ، فَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ".
وعبد الرحمن بن سمرة ليس ضعيفا، والنهي هنا يشمل القوي والضعيف، فقد كان عبد الرحمن أميرا على سجستان. وقوله ص لأبي ذر: "إِنَّكَ ضَعِيفٌ" كما ورد في حديثه عند مسلم قال: "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا" هذا القول لا يتعارض مع نهيه ص لعبد الرحمن ولا يخصصه ولا يقيده، فالنهي عن سؤال الإمارة عام يشمل القوي والضعيف، وإن كان سؤال الضعيف لها أقوى في الكراهة. حتى أن القرطبي صاحب المفهم قال: "قوله: لا تسل الإمارة: هو نهيٌ، وظاهره التحريم"، ولكن الأكثر على الكراهة.
وأما القول بأن عمرو بن العاص سألها فإنه وارد في أحاديث مردودة من حيث السند أو من حيث المتن، وكلها رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق وهي:
1. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال أنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان نا جدي الحسن بن سفيان نا أمية بن بسطام نا المعتمر بن سليمان نا عوف عن شيخ من بكر بن وائل أن النبي ص أخرج شقة خميصة سوداء فعقدها في رمح، ثم هز الراية فقال: "من يأخذها بحقها؟" فهابها المسلمون من أجل الشرط، فقام رجل فقال: يا رسول الله، ما حقها؟ فأنا آخذها بحقها. فقال: لا تقاتل بها مسلما، ولا تفر بها عن كافر. قال: فأخذها فنصبها علينا يوم صفين، فما رأيت راية كانت أكسر وأقصم لظهور الرجال منها. وهو عمرو بن العاص.
قُلتُ: لي على هذا الحديث ثلاث ملاحظات:

الأولى: أنه حديث ضعيف.

الثانية: أن موضوع هذا الحديث قتال الكفار لا قتال المسلمين. وفي نفس الحديث يقول: "فنصبها علينا يوم صفين" وهذا بخلاف حقها، إذ أن رسول الله ص كما ورد في الحديث نفسه شرط عليه قائلا: "لا تقاتل بها مسلما" والقتال يوم صفين كان قتالا للمسلمين، بل كان قتالا إلى جانب الفئة الباغية على إمام دار العدل.

الثالثة: أن سؤال الإمارة لقتال الكفار جائز بدليل حديث ابن عباس عند مسلم وفيه أن أبا سفيان قال لرسول الله ص: "... وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: نَعَمْ". ونقل الحافظ في الإصابة عن ابن أبي شيبة باسناد قال عنه الحافظ لا بأس به، قال: "كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة". قُلتُ: كأن الذي كان يدفعهم إلى ذلك ما ورد في الصحيحين من حديث ابي سعيد ولفظه عند البخاري قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ، فَيَقُولُونَ: فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ ص؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ. ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ص؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ. ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ص؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ". وقد كانوا ن لا ينكرون طلب الإمارة للجهاد، روى عبد الله بن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة في المصنف وأبو نعيم في الحلية وأبو يوسف في كتاب الخراج واللفظ له: "وحَدَّثَنِي حصين أن عمر بن الخطاب س كان قد استعمل النعمان بن مقرن عَلَى كسكر. فكتب إِلَى عمر س: يا أمير المؤمنين إن مثلي ومثل كسكر مثل رجل شاب عنده مومسة تتلون وتتعطر, وإني أنشدك الله لما عزلتني عن كسكر وبعثتني فِي جيش من جيوش المسلمين. فكتب إليه عمر: أن سر إِلَى الناس بنهاوند فأنت عليهم. وهذا حين انهزمت الفرس من جلولاء فأتت نهاوند. قَالَ: فسار إليهم النعمان فالتقوا فكان أول قتيل. وأخذ سويد بن مقرن الراية ففتح الله لهم, وهزم المشركين فلم تقم لهم جماعة بعد يومئذ".
2. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهل قال سمعت عمر بن شعيب يخبر أنه سمع مولى لعمرو بن العاص يقول: سمعت عمرو بن العاص يقول: أسلمت عند النجاشي وبايعته على الإسلام، ثم قدمت على رسول الله ص المدينة، فأعلمته أني قدمت راغبا في الهجرة وفي ظهور الإسلام وأنا أحب أن يُرى أثري وغنائي عن الإسلام وأهله، فقد طالما كنت عونا. فقال رسول الله ص: الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله، وأنا باعثك في أناس أبعثهم إن شاء الله...

قُلتُ: هذا الحديث عن الواقدي وهو عن مولى لعمرو مجهول فهو ضعيف.

3. أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد نا الزبير قال: وهاجر عمرو بن العاص في الهدنة التي كانت بين رسول الله ص وبين قريش هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة. فلما رآهم رسول الله ص قال: "رمتكم مكة بأفلاذ كبدها". فاشترط عمرو على رسول الله ص حين بايعه أن يغفر له ما تقدم من ذنبه، فقال رسول الله ص: "الإسلام يَجُبُّ ما قبله"، واشترط عليه أن يشركه في الأمر فأعطاه ذلك....
قُلتُ: هذا الحديث ذكره الزبير بن بكار في كتابه "نسب قريش". والزبير اسمه الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام. وكان قاضيا في مكة وتوفي عام 256 للهجرة. وقد ذكره الزبير دون إسناد، ونقله عنه ابن عساكر دون إسناد أي من الذين روى عنهم الزبير. هذا من حيث السند، أما المتن فإن "الأمر" إن كان الخلافة فإن رسول الله ص لم يستخلف، وإن كان الإمارة الخاصة فإنها ليست شركة. ولم يؤثر عن عمرو أنه طالب بما يترتب على هذه الشركة مع حاجته إليها عندما عزله عثمان وولى مكانه ابن أبي السرح. وإنما كان مع معاوية يطالب بدم عثمان الذي عزله.
فهذه الأحاديث الثلاثة ضعيفة ولا تصلح للاحتجاج بها على أن عمرًا سأل الإمارة، إلا أن يكون هناك دليل لا أعرفه والله أعلم.
والمترشح للإمارة سواء كانت الإمارة عامة أي خلافة، أو خاصة، فإنه داخل في حكم السائل لها، وهو المكروه. فإن قيل أن الصحابة ن تنازعوا عليها في السقيفة، والمنازع طالب لها فيكون تنازعهم دليلا على جواز سؤالها، قُلتُ: لم يرو أن صحابيا طلب الإمارة لنفسه مطلقا، لا في السقيفة ولا في غيرها، إلا أن تكون إمارة على جيش لقتال المشركين. وما حصل في السقيفة كان خلافا بين المهاجرين والأنصار قبل أن يعلم الأنصار أن الخلافة في قريش، وبعد أن علموا سلّموا الأمر لأهله. روى أحمد باسناد صححه الألباني عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ... فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ... وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا سَعْدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ: "قُرَيْشٌ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ فَبَرُّ النَّاسِ تَبَعٌ لِبَرِّهِمْ وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ لِفَاجِرِهِمْ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: "صَدَقْتَ نَحْنُ الْوُزَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْأُمَرَاءُ". ويؤكد هذا ما رواه البزار بإسناد حسن عن عمر أنه قال: "إِنَّا قُلْنَا لَهُمْ : إِنَّا نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ". وقال قائل الأنصار كما في حديث ابن عباس عن عمر عند البخاري: "مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ".
وأما المهاجرون فإن الذين حضروا السقيفة هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، ولم يطلبها أحد لنفسه. فهذا أبو بكر يقول كما ورد في حديث ابن عباس عن عمر عند البخاري: "وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَنَا، فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا، كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ".
قُلتُ: ليس في حديث السقيفة ما يدلّ على أن أحدا من الصحابة سأل الإمارة لنفسه، وكذلك أهل الشورى الستة، فإن الذي رشحهم عمر، ولم يكن هناك مجال لأحدهم أن يرشح نفسه أو أن يقترح على عمر ذلك. قال المسور بن مخرمة في حديثه عند البخاري: "أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمْ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ. فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ".
وينبغي للخليفة أن لا يولي أحدا يسأل الامارة أو يحرص عليها، بدليل حديث أبي موسى عند البخاري ومسلم. ولفظه عند البخاري، عَنْ أَبِي مُوسَى س قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ص أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي، فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَقَالَ الْآخَرُ مِثْلَهُ، فَقَالَ: "إِنَّا لَا نُوَلِّي هَذَا مَنْ سَأَلَهُ وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ". وفي رواية مسلم: عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ص أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَمِّي، فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلَّاكَ اللَّهُ ﻷ. وَقَالَ الْآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: "إِنَّا وَاللَّهِ لَا نُوَلِّي عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ".


المسألة الثانية

نحن منهيون عن سبّ الصحابة في قوله ص: "لا تسبُّوا أصحابي"، فهل يدخل في هذا النهي قول القائل ماعز زنا وحاطب تجسس ومعاوية حوَّل الخلافة من خلافة على منهاج النبوة إلى خلافة عاض؟

قُلتُ: قبل الإجابة على هذا السؤال يحسن بيان بعض الفروع المتعلقة بهذه المسألة:
الفرع الأول: سبّ الصحابة حرام، ودليل ذلك ما رواه:
• البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ س قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ص: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".
• مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".
• أحمد وحسنه الزين والترمذي وقال حسن غريب وابن حبان في صحيحه واللفظ له: أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثني عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن المغفل قال: قال رسول الله ص: "الله الله في أصحابي، لا تتخذوا أصحابي غرضا. من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه".
قال أبو حاتم: هذا عبد الله بن عبد الرحمن الرومي، بصريٌّ روى عنه حماد بن زيد، مات قبل أيوب السختياني.
قلتُ: النهي في حديثي أبي سعيد وأبي هريرة عند البخاري غير جازم، ولكنه في حديث عبد الله بن مغفل جازم لوجود أكثر من قرينة على الجزم. فيكون النهي عن سبهم واتخاذهم غرضا جازما.
• قال عياض في إكمال المعلم: وسب أصحاب النبي ص وتنقصهم أو أحد منهم من الكبائر المحرمة، وقد لعن النبي ص فاعل ذلك، وذكر أنه من آذاه وآذى الله فإنه لا يقبل منه صرف ولا عدل.
• قال الحافظ في الإصابة: وقد ذكر الخطيب في "الكفاية" فصلا نفيسا... ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله ص فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة.
الفرع الثاني: الصحابة كلهم في الجنة مبعدون عن النار:
قال الحافظ في الإصابة: وقال أبو محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا، قال الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (الحديد:10) وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} (الأنبياء:101)، فثبت أن الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار، لأنهم المخاطبون بالآية السابقة. انتهى
الفرع الثالث: الصحابة كلهم عدول:
• ابن عبد البر في الاستيعاب: الصحابة ن قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول.
• الغزالي في المستصفى: الفصل الرابع في عدالة الصحابة ن: والذي عليه سلف الأمة وجماهير الخلف أن عدالتهم معلومة بتعديل الله ﻷ إياهم وثنائه عليهم في كتابه، فهو معتقدنا فيهم إلا أن يثبت بطريق قاطع ارتكاب واحد لفسق مع علمه به، وذلك مما لا يثبت فلا حاجة لهم إلى التعديل....
• النووي في التقريب: الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به.
• ابن كثير في الباعث الحثيث: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم....
• السخاوي في الغاية: الصحابة بأسرهم عدول مطلقا لظواهر الكتاب والسنة....
• الآمدي في الإحكام في أصول الأحكام: اتفق الجمهور من الأئمة على عدالة الصحابة....
• الحافظ في الإصابة: اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة....
• ابن الصلاح في المقدمة: للصحابة بأسرهم خصيصة وهي: أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة و إجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة....
• الجويني في البرهان: فقد ثبت تعديلهم بنصوص الكتاب وسيرة الرسول ؛ واتفاق الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ن أجمعين ولا احتفال بعد ذلك بمطاعن النابغة الثائرين بعد انقراض الأئمة الماضين... فإن الأمة مجمعة على أنه لا يسوغ الامتناع عن تعديل جميع أصحاب رسول الله ص.
الفرع الرابع: ماعز صحابي:
• قال ابن عبد البر في الاستيعاب: ماعز بن مالك الأسلمي معدود في المدنيين، وكتب له رسول الله ص كتاباً بإسلام قومه، وهو الذي اعترف على نفسه بالزنا تائباً منيباً وكان محصناً فرجم. روى عنه ابنه عبد الله بن ماعز حديثاً واحداً.
الفرع الخامس: هؤلاء الثلاثة داخلون في عموم الصحابة الذي وعدهم الله الحسنى في قوله ﻷ: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (الحديد:10)، وفوق ذلك فقد ورد في كل منهم حديث خاص أو أكثر يدل على توبته أو غفران ذنبه أو دعاء الرسول ص له وذلك كما يلي:
• مسلم عن بريدة: ... فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: "أَزَنَيْتَ؟" فَقَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ. فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ: قَائِلٌ يَقُولُ: لَقَدْ هَلَكَ، لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ. وَقَائِلٌ يَقُولُ: مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ، إِنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ص فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ: اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ. قَالَ: فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: "اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ" قَالَ: فَقَالُوا: غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: "لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ".
• البخاري عن علي: ... وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ.
• ابن حبان في صحيحه: أخبرنا ابن قتيبة بعسقلان حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث عن أبي الزبير عن جابر أن عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء رسول الله ص فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار, فقال له رسول الله ص: "كذبت إنه لا يدخلها فإنه قد شهد بدرا والحديبية".
• أحمد وأبو داود وابن حبان باسناد صحيح عن العرباض قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص وَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى السَّحُورِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: "هَلُمُّوا إِلَى الْغداءِ الْمُبَارَكِ" ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ".
الفرع السادس: هناك فرق كبير بين سبّ الصحابي وبين ذكر أخباره في كتب الحديث والسير والرجال والتاريخ. فنفس الخبر يمكن أن يستعمل في السبّ. فمثلا: ما ورد في صحيح مسلم عن ماعز وسؤاله ص له: "أَزَنَيْتَ؟" وجوابه بنعم، إذا اقتصر على هذا فهو جائز، أما إذا تعدّى القول ذلك فقال مثلا: ماعز رجل زانٍ ارتكب الفاحشة فهو فاسق، لم يكن هذا جائزًا، لأنه لم يقصد به الإخبار وإنما أريد به التنقص والسب فكان حراما.
وبناء على ما سبق يمكن القول بأن ما ورد في السؤال جائز، فيقال ماعز زنى فرُجم، وحاطب تجسس، ومعاوية حوَّل الخلافة التي على المنهاج إلى خلافة ملك عاض، ولا شيء في مثل هذه الأقوال. أما إذا تعدَّى القول مجرد ذكر الخبر إلى الذمِّ والتنقص فهو من السبّ المحرم. فلا يوصف الصحابي بأنه مجرم ولا فاسق ولا محتال ولا كذّاب ولا عدوّ للإسلام ولا خائن ولا أشباه هذا مما يُراد به تنقص الصحابي فكل هذا سبٌّ غير جائز.
ومن المعلوم أن الصحابة غير معصومين، فهم بشر يزلُّون زلاَّت المطيعين، ولكنهم ليسوا فساقًا مصرِّين على المعصية، فحذار من إطالة اللسان في أعراضهم. وحذار من اعتماد روايات الكذَّابين والمدلسين والوضّاعين. فمن قال إن معاوية فاسق، وقد روى لنا مائة وثلاثة وستين حديثا فأين يذهب بهذه الأحاديث، أيشطبها من ديننا؟!!. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.


المسألة الثالثة

صحبة معاوية س


قبل الخوض في هذه المسألة وبيان ما هو الصواب فيها لا بد من التعرض لمسألتين هما تعريف من هو الصحابي ثم بيان طريق معرفة الصحابي، وهاتان المسألتان كالمقدمتين لمسألتنا:
المقدمة الأولى: من هو الصحابي؟
• البخاري في بَاب فَضَائِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ص: وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ ص أَوْ رَآهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ.
• ابن كثير في الباعث الحثيث: والصحابي من رأى رسول الله ص في حال إسلام الراوي، وإن لم تطل صحبته له، وإن لم يرو عنه شيئاً. هذا قول جمهور العلماء، خلفاً وسلفاً. وقد نص على أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة: البخاري وأبو زرعة، وغير واحد ممن صنف في أسماء الصحابة، كابن عبد البر، وابن مندة وأبي موسى المديني، وابن الأثير في كتابه "الغابة في معرفة الصحابة" وهو أجمعها وأكثرها فوائد وأوسعها. أثابهم الله أجمعين... وقال آخرون: لا بد في إطلاق الصحبة مع الرؤية أن يروي حديثاً أو حديثين.
• ابن الحاجب: الصحابي من رآه ص وإن لم يرو عنه ولم تطل مدته.
• الآمدي في الإحكام في أصول الأحكام: اختلفوا في مسمى الصحابي: فذهب أكثر أصحابنا وأحمد بن حنبل إلى أن الصحابي من رأى النبي ص وإن لم يختص به اختصاص المصحوب، ولا روى عنه ولا طالت مدة صحبته. وذهب آخرون إلى أن الصحابي إنما يطلق على من رأى النبي ص واختص به اختصاص المصحوب وطالت مدة صحبته وإن لم يرو عنه.
• الحافظ في الإصابة: وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي ص مؤمنا به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى... وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري وشيخه أحمد ابن حنبل ومن تبعهما، ووراء ذلك أقوال أخرى شاذة.
• ابن الصلاح في المقدمة: اختلف أهل العلم في أن الصحابي من؟ فالمعروف من طريقه أهل الحديث: أن كل مسلم رأى رسول الله ص فهو من الصحابة. قال البخاري في صحيحه: من صحب النبي ص أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه. وبلغنا عن أبي المظفر السمعاني المروزي أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثًا أو كلمه، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصحابة... والظاهر يقع على من طالت صحبة للنبي ص، وكثرت مجالسته له على طريق التبع له والأخذ عنه. قال: وهذا طريق الأصولين... وروينا عن شعبة عن موسى السيلاني وأثنى عليه خيراً قال: أتيت أنس ابن مالك فقلت: هل بقي من أصحاب رسول الله ص أحد غيرك؟ قال: بقي ناس من الأعراب قد رأوه، فأما من صحبه فلا. إسناده جيد، حدث به مسلم بحضرة أبى زرعة.
• النووي في التقريب: اختلف في حد الصحابي، فالمعروف عند المحدثين أنه كل مسلم رأى رسول الله ص، وعن أصحاب الأصول أو بعضهم أنه من طالت مجالسته على طريق التبع.
• السبكي في جمع الجوامع: الصحابي من اجتمع مؤمنا بمحمد ص وإن لم يرو ولم يطل.
• السخاوي في الغابة: واختلف في حد الصحابي، المعروف عند أهل الحديث وجماعة من الأصوليين أن كل من رأى النبي ص وهو مسلم. وممن صرّح بذلك البخاري فإنه قال في صحيحه: ومن صحب النبي ص أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، وسبقه شيخه ابن المديني فقال: ومن صحب النبي ص أو رآه ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي ص. والتقييد بالمسلم يخرج من رآه من الكفار.
• الغزالي في المستصفى: فإن قيل القرآن أثنى على الصحابة فمن الصحابي؟ أَمَن عاصر رسول الله ص أو من لقيه مرة أو من صحبه ساعة أو من طالت صحبته؟ وما حد طولها؟ قلنا: الإسم لا يطلق إلا على من صحبه. ثم يكفي للاسم من حيث الوضع الصحبة ولو ساعة، ولكن العرف يخصص الاسم بمن كثرت صحبته، ويعرف ذلك بالتواتر والنقل الصحيح، وبقول الصحابي كثرت صحبتي ولا حد لتلك الكثرة بتقدير بل بتقريب.
• أبو الحسين البصري في المعتمد: أما الصحابي فينبغي أن يجتمع فيه أمران حتى يكون صحابيا: أحدهما أن يطيل مجالسة النبي ص لأن من رآه من الوافدين عليه وغيرهم ولم يطل المكث لا يسمى صحابيا. والآخر أن يطيل المكث معه على طريق التبع له والأخذ عنه والاتباع له.
المقدمة الثانية: طريق معرفة الصحابي
• أبو الحسين في المعتمد: وأما طريقنا إلى كون الصحابي صحابيا فطريقان: أحدهما يقتضي العلم وهو الخبر المتواتر بأنه صحب النبي ص ليتبعه، والآخر يقتضي الظن وهو إخبار الثقة بذلك إما هو وإما غيره.
• ابن الصلاح في المقدمة: ثم أن كون الواحد منهم صحابيا: تارة يعرف بالتواتر: وتارة بالاستفاضة القاصرة عن التواتر، وتارة بأن يروى عن آحاد الصحابة أنه صحابي، وتارة بقوله إخباره عن نفسه بعد ثبوت عدالته بأنه صحابي، والله أعلم.
• النووي في التقريب: ثم تعرف صحبته بالتواتر، أو الاستفاضة، أو قول صحابي، أو قوله إذا كان عدلاً.
• الزركشي في البحر: يعرف الصحابي بالتواتر والاستفاضة وبكونه مهاجرا أو أنصاريا، وبقول صحابي آخر معلوم الصحبة، وما يلزم منه أن يكون صحابيا كقوله: كنت أنا وفلان عند النبي ص أو دخلنا على النبي ص، وهذان يشترط فيهما أن يعرف إسلامه في تلك الحالة.
• الحافظ في الإصابة: وذلك بأشياء: أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي، ثم بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروى عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا. وكذا عن آحاد التابعين، بناء على قبول التزكية من واحد وهو الراجح. ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي... ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير:... وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: الأول: أخرج ابن أبي شيبة قال: كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة. وقد قال الحافظ عن اسناد هذا الأثر: لا بأس به.
• ابن كثير في الباعث الحثيث: وتعرف صحبة الصحابي تارة بالتواتر، وتارة بأخبار مستفيضة، وتارة بشهادة غيره من الصحابة له، وتارة بروايته عن النبي ص سماعاً أو مشاهدة مع المعاصرة.
• الغزالي في المستصفى: ويعرف ذلك بالتواتر والنقل الصحيح وبقول الصحابي كثرت صحبتي ولا حد لتلك الكثرة بتقدير بل بتقريب.
قلتُ: بعد هاتين المقدمتين يتبين أن معاوية صحابي على رأي الأصوليين والمحدثين لا خلاف في هذا، وبيان ذلك:
أ‌- البخاري في صحيحه: باب مناقب المهاجرين وفضلهم ... باب ذكر معاوية س:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: دَعْهُ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ ص.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: أَصَابَ، إِنَّهُ فَقِيهٌ.
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ س قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً لَقَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ ص فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
قلتُ: هذا البخاري يعدُّ معاوية من المهاجرين، وهذا ابن عباس يشهد له أنه صحب رسول الله ص، ومعاوية نفسه يقول: "لَقَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ ص".
وقال الحافظ في الفتح: أَسْلَمَ قَبْل الْفَتْح، وَأَسْلَمَ أَبَوَاهُ بَعْده، وَصَحِبَ النَّبِيّ ص وَكَتَبَ لَهُ، وَوَلِيَ إِمْرَة دِمَشْق عَنْ عُمَر بَعْد مَوْت أَخِيهِ يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان سَنَة تِسْع عَشْرَة وَاسْتَمَرَّ عَلَيْهَا بَعْد ذَلِكَ إِلَى خِلَافَة عُثْمَان ثُمَّ زَمَان مُحَارَبَته لِعَلِيٍّ وَلِلْحَسَنِ. ثُمَّ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاس فِي سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَة سِتِّينَ.
ب‌- الترمذي في السنن في كتاب المناقب: باب مناقب معاوية بن أبي سفيان س:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص: عَنْ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ".
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
قلتُ: الحديث صححه الألباني، وأخرجه أحمد وصححه الزين. ووجه الاستدلال به أن الترمذي عدَّ معاوية من الصحابة وذكر له هذه المنقبة وهي دعاؤه ص له.
ت‌- أحمد في مسنده وفي فضائل الصحابة تحت عنوان: فضائل معاوية بن أبي سفيان م:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص وَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى السَّحُورِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: "هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ". ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ".
قُلتُ: الحديث صححه الزين، ورواه ابن حبان في صحيحه، ورواه أبو داود وصححه الألباني. ويُستفاد منه أن أحمد عدَّ معاوية من الصحابة, والعرباض بن سارية س يُفهم من كلامه أنه يعتبر معاوية كذلك عندما يروي دعاء النبي ص له، ودعاؤه ص له يدل على صحبته.
ث‌- ابن عبد البر في الاستيعاب:
وولاه عمر على الشام عند موت أخيه يزيد... ثم كانت قيسارية في ذلك العام وأميرها معاوية بن أبي سفيان. وذكر الدولابي عن الوليد بن حماد عن الحسن بن زياد عن أبي إسماعيل محمد بن عبد الله البصري، قال: جزع عمر على يزيد جزعاً شديداً، وكتب إلى معاوية بولايته الشام، فأقام أربع سنين ومات، فأقره عثمان عليها اثنتي عشرة سنة إلى أن مات....
قُلتُ: سبق قول الحافظ في الإصابة: "ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير:... وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: الأول: أخرج ابن أبي شيبة قال: كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة". وقال الحافظ عن اسناد هذا الأثر: "لا بأس به".وإذا كان الأمر كذلك، أمكن القول أن معاوية كان صحابيا لأن عمر أمَّره على غزو قيسارية مكان أخيه يزيد، وكان هو الذي افتتحها.
ج‌- أحمد في مسنده باسناد صححه أحمد شاكر:
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ غُلَامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللَّهِ ص خَلْفِي مُقْبِلًا، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ ص إِلَّا إِلَيَّ. قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ. قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي، فَأَخَذَ بِقَفَايَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً فَقَالَ: "اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ". قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ. فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللَّهِ ص فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ.
قُلتُ: في هذا الحديث شهادة من ابن عباس أن معاوية كان كاتب رسول ص. وأيضا فإن الرسول ص دعاه لحاجة في الغالب هي الكتابة، وممن ذكر هذا:
• الذهبي في تاريخ الإسلام: وقد صحَّ عن ابن عباس قال: كنت ألعب فدعاني رسول الله ص وقال: "ادع لي معاوية" وكان يكتب الوحي.
• خليفة في تاريخه: تسمية من كتب له ص: زيد بن ثابت كاتب الوحي وقد كتب له معاوية بن أبي سفيان....
• ابن حزم في جوامع السيرة النبوية: "كُتَّابُهُ ص: علي بن أبي طالب وعثمان وعمر وأبو بكر وخالد بن سعيد بن العاصي وأبي بن كعب الأنصاري وحنظلة بن الربيع الأسيدي ويزيد ابن أبي سفيان وزيد بن ثابت الأنصاري من بني النجار ومعاية بن أبي سفيان. وكان زيد بن ثابت من ألزم الناس لذلك، ثم تلاه معاوية بعد الفتح. فكانا ملازمين للكتابة بين يديه ص في الوحي وغير ذلك، لا عمل لهما غير ذلك".
• الحافظ المزي في تهذيب الكمال: "فصل في ذكر كُتَّابِهِ ورسلِهِ ص: وكتب له ص: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وثابت بن قيس بن شماس وعامر بن فهيرة وعبد الله بن الارقم الزهري وخالد بن سعيد بن العاص الاموي وشرحبيل بن حسنة وحنظلة بن الربيع الاسيدي وزيد بن ثابت ومعاوية بن أبي سفيان، وكانا ألزمهم لذلك وأخصهم به".
• ابن عبد البر في الاستيعاب: وهو أحد الذين كتبوا لرسول الله ص.
• ابن كثير في جامع المسانيد والسنن: كان أسلم عام الفتح، وقيل أسلم معاوية قبل الفتح وإنما كان مستخفيا بمكة. ثم كان ممن يكتب الوحي بين يدي رسول الله ص.
• ابن كثير في البداية والنهاية: وقال أبو عوانة عن سليمان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الاقمر الزبيدي عن عبد الله بن عمرو قال: كان معاوية يكتب للنبي ص.
قُلتُ: كتابة معاوية أثبتها كل من ابن عباس وعبد الله بن عمرو، وكذلك أثبتها كل من ابن حزم وابن عبد البر وابن كثير والحافظ المزي وخليفة والذهبي وغيرهم.
ح‌- أبو نعيم في معرفة الصحابة: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ... كَانَ مِنَ الْكَتَبَةِ الْحَسَبَةِ الْفَصَحَةِ، أَسْلَمَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ، وَقِيلَ: عَامَ الْقَضِيَّةِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَعَدَّهُ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ... حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَجَرِيرٌ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
قُلتُ: من يروي عنه مثل هذا العدد من الصحابة لا بد أن يكون صحابيا. وقد زاد الحافظ في الإصابة على الذين ذكرهم أبو نعيم حيث قال: وروى عنه من الصحابة: "ابن عباس وجرير البجلي ومعاوية بن حديج والسائب بن يزيد وعبد الله بن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهم".
خ‌- الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة: "معاوية بن أبي سفيان... وعن خالد بن معدان: كان طويلا أبيض أجلح، وصحب النبي ص وكتب له، وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقره عثمان...".
قُلتُ: خالد بن معدان تابعي وشهد لمعاوية بالصحبة والكتبة.
د‌- الذهبي في سير أعلام النبلاء: "معاوية بن أبي سفيان:... مسنده في مسند بقيّ مائة وثلاثة وستون حديثا. وقد عمل الاهوازي مسنده في مجلد. واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة".
قُلتُ: قد جمعت من أحاديث معاوية أربعين حديثا كلها يقول فيها سمعت رسول الله ص يقول أو رأيت. فالذي يروي أكثر من مائة وستين حديثا يصرح في أربعين منها بالسماع أو الرؤية من الرسول ص يجب أن يكون صحب النبي ص على رأي الأصوليين أيضا، لأنه لا بد من طول الصحبة حتى يروي هذه الروايات المصرحة بالسماع أو الرؤية منه ص. وتثبت هذه الأحاديث أيضا أنه أخذ عنه ص مباشرة. ومن هذه الأحاديث:
1) البخاري: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ص يَقُولُ: "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ".
2) البخاري: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا. فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا. فَلَمَّا أَنْ قَضَى التَّأْذِينَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص عَلَى هَذَا الْمَجْلِسِ حِينَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ يَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ مِنِّي مِنْ مَقَالَتِي.
3) البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ م يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبْ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ".
4) البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ وَكَانَتْ فِي يَدَيْ حَرَسِيٍّ فَقَالَ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ص يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ وَيَقُولُ: "إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَهَا نِسَاؤُهُمْ".
5) البخاري: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ".
6) البخاري: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ص يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ عُمَيْرٌ فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ وَهُمْ بِالشَّأْمِ.
7) مسلم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يَدْعُوهُ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
8) مسلم: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي دَارِهِ بِصَنْعَاءَ فَأَطْعَمَنِي مِنْ جَوْزَةٍ فِي دَارِهِ عَنْ أَخِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "لَا تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَةِ فَوَاللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا فَتُخْرِجَ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنِّي شَيْئًا وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُهُ".
9) أحمد بإسناد صححه الزين والحاكم وصححه ووافقه الذهبي: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَهُ: أَمَا خِفْتَ أَنْ أُقْعِدَ لَكَ رَجُلًا فَيَقْتُلَكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتِ لِتَفْعَلِيهِ وَأَنَا فِي بَيْتِ أَمَانٍ وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ص يَقُولُ يَعْنِي: "الْإِيمَانُ قَيْدُ الْفَتْكِ"، كَيْفَ أَنَا فِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكِ وَفِي حَوَائِجِكِ؟ قَالَتْ: صَالِحٌ. قَالَ: فَدَعِينَا وَإِيَّاهُمْ حَتَّى نَلْقَى رَبَّنَا ﻷ.
10) أحمد بإسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".
11) أحمد بإسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ بَيْتًا فِيهِ ابْنُ عَامِرٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وَجَلَسَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: اجْلِسْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الْعِبَادُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي النَّارِ".
12) أحمد باسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ مَعْبَدٍ الْقَاصِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ".
13) أحمد باسناد صححه الهيثمي والزين: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَمُصُّ لِسَانَهُ أَوْ قَالَ شَفَتَهُ يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص.
14) أحمد باسناد صححه الهيثمي والزين: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "إِنَّ مَا بَقِيَ مِنْ الدُّنْيَا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ وَإِنَّمَا مَثَلُ عَمَلِ أَحَدِكُمْ كَمَثَلِ الْوِعَاءِ إِذَا طَابَ أَعْلَاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ وَإِذَا خَبُثَ أَعْلَاهُ خَبُثَ أَسْفَلُهُ".
15) أحمد باسناد حسنه الزين: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ص قَصَّرَ مِنْ شَعَرِهِ بِمِشْقَصٍ، فَقُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَنَا هَذَا إِلَّا عَنْ مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ: مَا كَانَ مُعَاوِيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مُتَّهَمًا.
16) أحمد باسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَهُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ مُعَاوِيَةُ فَسَأَلَهُمْ عَنْ حَدِيثِهِمْ، فَقَالُوا: كُنَّا فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا أَزِيدُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص؟ قَالُوا: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ ﻷ وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللَّهُ ﻷ".
17) أحمد باسناد حسنه الزين: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا".
18) أحمد بإسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَصَّرْتُ عَنْ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ ص عِنْدَ الْمَرْوَةِ.
19) أحمد بإسناد صححه الزين والحاكم ووافقه الذهبي وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ فِي جَسَدِهِ يُؤْذِيهِ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ".
20) أحمد بإسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ ص وَكَانَ قَلَّمَا خَطَبَ إِلَّا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي خُطْبَتِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوٌ خَضِرٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ بَارِكَ اللَّهُ ﻷ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَدْحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ".
21) أحمد بإسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ عَنْ أَبِي هِنْدٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَدْ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ، فَتَذَاكَرْنَا الْهِجْرَةَ وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ انْقَطَعَتْ وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ لَمْ تَنْقَطِعْ، فَاسْتَنْبَهَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ فِيهِ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الرَّدِّ عَلَى النَّبِيِّ ص، فَقَالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ: "لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا".
22) أحمد بإسناد صححه الزين والحاكم وصححه ووافقه الذهبي: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص وَهُوَ يَقُولُ: "كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا أَوْ الرَّجُلُ يَقْتُلُ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا".
23) أحمد بإسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ يُوسُفَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ صَلَّى أَمَامَهُمْ فَقَامَ فِي الصَّلَاةِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ فَسَبَّحَ النَّاسُ فَتَمَّ عَلَى قِيَامِهِ ثُمَّ سَجَدْنَا سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَ أَنْ أَتَمَّ الصَّلَاةَ ثُمَّ قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "مَنْ نَسِيَ مِنْ صَلَاتِهِ شَيْئًا فَلْيَسْجُدْ مِثْلَ هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ".
24) أحمد بإسناد صححه الزين: قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَشِّرٍ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ فِي شَعَرِهَا مِنْ شَعَرِ غَيْرِهَا فَإِنَّمَا تُدْخِلُهُ زُورًا".
25) أحمد بإسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَشِّرٍ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: ... وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَخَيْرُ نِسْوَةٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ وَأَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ".
26) أحمد بإسناد صححه الزين: قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ جَدِّي يُحَدِّثُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَخَذَ الْإِدَاوَةَ بَعْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللَّهِ ص بِهَا، وَاشْتَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ، فَبَيْنَا هُوَ يُوَضِّئُ رَسُولَ اللَّهِ ص رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ: "يَا مُعَاوِيَةُ إِنْ وُلِّيتَ أَمْرًا فَاتَّقِ اللَّهَ ﻷ وَاعْدِلْ"، قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَظُنُّ أَنِّي مُبْتَلًى بِعَمَلٍ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ص حَتَّى ابْتُلِيتُ.
27) الطبراني في الكبير وقال الهيثمي رجاله ثقات: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن سُلَيْمَانَ الْحَرْمَلِيُّ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن كَعْبٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بن يَزِيدَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى مَسْلَمَةَ بن مَخْلَدٍ أَنْ سَلْ عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ هَلْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لا يَأْخُذُ ضَعِيفُهَا حَقَّهُ مِنْ قَوِيِّهَا وَهُوَ غَيْرُ مُضْطَهَدٍ"، فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، فَاحْمِلْهُ إِلَيَّ عَلَى الْبَرِيدِ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: نَعَمْ، فَحَمَلَهُ عَلَى الْبَرِيدِ مِنْ مِصْرَ إِلَى الشَّامِ، فَسَأَلَهُ مُعَاوِيَةُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَثَّبَتَ.
28) الطبراني في الكبير: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بن غَيْلانَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبِ بن الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَمْرو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "قُرَيْشٌ وُلاةُ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
29) الطبراني في الكبير وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَحْيَى الْقَزَّازُ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بن يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بن سَلامٍ عَنْ أَبِي سَلامٍ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شِبْلٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ: إِذَا أَتَيْتَ فُسْطَاطِي، فَقُمْ فِي النَّاسِ، فَأَخْبِرْهُمْ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: "إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ يُحِلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ؟ فَقَالَ: "إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ فَيَأْثَمُونَ".
30) أبو يعلى في مسنده: حدثنا داود بن رشيد حدثنا أبو تميلة قال: سمعت محمد بن إسحاق قال: ادعى نصر بن الحجاج بن علاط السلمي عبد الله بن رباح مولى خالد بن الوليد، فقام عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال: مولاي ولد على فراش مولاي، وقال نصر: أخي أوصاني بمنزله، قال: فطالت خصومتهم، فدخلوا معه على معاوية وفهر تحت رأسه، فادعيا، فقال معاوية: سمعت رسول الله ص يقول: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر"، فقال نصر: فأين قضاؤك هذا يا معاوية في زياد؟ فقال معاوية: قضاء رسول الله ص خير من قضاء معاوية....
31) الترمذي وحسنه الألباني: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ".
32) الطبراني في الكبير وحسنه الهيثمي: حَدَّثَنَا عَمْرُو بن إِسْحَاقَ بن إِبْرَاهِيمَ بن الْعَلاءِ حَدَّثَنِي أَبِي وَحَدَّثَنَا عُمَارَةُ بن وَثِيمَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ بن زِبْرِيقٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بن الْحَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن سَالِمٍ حَدَّثَنَا نُمَيْرُ بن أَوْسٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ".
33) أبو داود باسناد صححه الألباني: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ الْمُغِيرَةُ بْنُ فَرْوَةَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ تَوَضَّأَ لِلنَّاسِ كَمَا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ص يَتَوَضَّأُ....
34) الطبراني في الكبير باسناد قال فيه الهيثمي رجاله ثقات: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن دُحَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بن جُنَاحٍ عَنْ يُونُسَ بن مَيْسَرَةَ بن حَلْبَسَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ: "إِنَّكُمْ تَتَحَدَّثُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً وَأَنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً، وَتَتْبَعُونِي أَفْنَادًا".
35) الطبراني في الكبير باسناد حسنه الهيثمي: حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "مَنْ دَعَا بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ الْخَمْسِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ".
36) الطبراني في الكبير وقال الهيثمي رجاله ثقات: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بن سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ضِمَامُ بن إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ يَأْثُرُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ عِنْدَ خُطْبَتِهِ: إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا، وَالْفَيْءُ فَيْئُنَا، فَمَنْ شِئْنَا أَعْطَيْنَاهُ وَمَنْ شِئْنَا مَنَعْنَاهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ. فَلَمَّا كَانَ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا كَانَ الْجُمُعَةُ الثَّالِثَةُ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِمَّنْ حَضَرَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: كَلا، إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا وَالْفَيْءُ فَيْئُنَا، فَمَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَاكَمْنَاهُ إِلَى اللَّهِ بِأَسْيَافِنَا. فَنَزَلَ مُعَاوِيَةُ فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ فَأَدْخَلَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَلَكَ الرَّجُلُ. ثُمَّ دَخَلَ النَّاسُ فَوَجَدُوا الرَّجُلَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلنَّاسِ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ أَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "سَيَكُونُ أَئِمَّةٌ مِنْ بَعْدِي يَقُولُونُ وَلا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ، يَتَقَاحَمُونَ فِي النَّارِ كَمَا تَتَقَاحَمُ الْقِرَدَةُ"، وَإِنِّي تَكَلَّمْتُ أَوَّلَ جُمُعَةٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلِيَّ أَحَدٌ، فَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَكَلَّمْتُ فِي الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلِيَّ أَحَدٌ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنِّي مِنَ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَكَلَّمْتُ فِي الْجُمُعَةِ الثَّالِثَةِ فَقَامَ هَذَا الرَّجُلُ فَرَدَّ عَلِيَّ، فَأَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ.
37) الطبراني في الكبير باسناد حسنه قلعجي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بن كُرَيْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ بن ذِي كَلاعٍ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "سَتَفْتَحُونَ مَنَابِتَ الشِّيحِ".
38) الطبراني في الكبير وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد رب وهو ثقة: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بن سَهْلٍ الْخَوْلانِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بن خَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا بن جَابِرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بن الْمُهَاجِرِ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلا أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ فَأَتَى رَجُلا، فَقَالَ: إِنَّ الآخَرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا كُلُّهُمْ يَقْتُلُهَا ظُلْمًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لا، فَقَتَلَهُ، وَأَتَى آخَرٌ، فَقَالَ: إِنَّ الآخَرَ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ كُلُّهَا ظُلْمًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: إِنْ حَدَّثْتُكَ أَنَّ اللَّهَ لا يَتُوبُ عَلَى مِنْ تَابَ فَقَدْ كَذَبْتُكَ، هَهُنَا مَكَانٌ فِيهِ قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ، فَائْتِهِمْ تَعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ فَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ، فَاخْتَصَمَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، قَالَ: قِيسُوا بَيْنَ الْمَكَانَيْنِ فَأَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَبَ فَهُوَ مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأَنْمُلَةٍ، فَغُفِرَ لَهُ".
39) ابن خزيمة في صحيحه: أنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد ومحمد بن عجلان وثنا سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان عن ابن عجلان وثنا أيضا سعيد نا سفيان عن يحيى بن سعيد وثنا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان وثنا يحيى بن حكيم ثنا حماد بن مسعدة قالا: ثنا ابن عجلان هذا حديث عبد الجبار عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن معاوية قال: سمعت النبي ص يقول: "إني قد بدنت، فلا تبادروني بالركوع والسجود، فإنكم مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت".
40) أبو داود وصححه الألباني: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ وَابْنُ عَوْفٍ وَهَذَا لَفْظُهُ قَالَا حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: "إِنَّكَ إِنْ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ". فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةٌ سَمِعَهَا مُعَاوِيَةُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا.
قُلتُ: في هذه الأحاديث يقول معاوية مرة سمعت ومرة رأيت ومرة قصرت عن رأس رسول الله ص ومرة تذاكرنا عند رسول الله ص ومرة رفع إليه رأسه مرة أو مرتين ومرة خرج علينا رسول الله ص، وبعض هذه الأحاديث يرويها أكثر من تابعي، ومن يروي هذه الأحاديث بهذه الصيغ وكلها صحاح أو حسان ينبغي أن تطول صحبته للرسول ص. فيكون صحابيا على رأي المحدثين والأصوليين. ومن المفيد أن أجمل الأدلة على كونه صحابيا مع بعض الزيادات فأقول:
الأول: شهادة ابن عباس له بالصحبة كما ورد عند البخاري وأحمد.
الثاني: قوله عن نفسه أنه صحب كما ورد عند البخاري وسكوت كل الذين في المسجد مسجد رسول الله ص وفيه صحابة وتابعون ولم ينكروا عليه.
الثالث: شهادة عبد الرحمن بن أبي عميرة الصحابي له بأن رسول الله ص دعا لمعاوية كما ورد عند الترمذي.
الرابع: شهادة العرباض س بأن رسول الله ص دعا لمعاوية كما ورد عند أحمد وغيره.
الخامس: تولية عمر إياه لغزو قيسارية بعد أخيه يزيد، وكانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة.
السادس: شهادة عبد الله بن عمرو أن معاوية كان يكتب للرسول ص كما روى ابن كثير عن أبي عوانة.
السابع: رواية خالد بن معدان التابعي بأنه صحب كما ورد في الإصابة.
الثامن: رواية مائة وثلاثة وستين حديثا عن رسول الله ص منها أربعون حديثا يصرح فيها بالسماع أو الرؤية أو الاجتماع وهي مروية عن صحابة أو تابعين، هذا يدل أن صحبته منقولة بالتواتر. أي أن رواية هذا الجمع الكبير عنه البالغة في عددها حد التواتر تدل بدلالة الالتزام على أنه من الصحابة ن جميعا.
التاسع: لا خلاف في أن جرير بن عبد الله صحابي، وقد أسلم قبل موت الرسول ص بأربعين يوما. روى ابن خزيمة في صحيحه قال: أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا أبو محمد فهد بن سليمان البصري نا موسى بن داود نا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن جرير بن عبد الله قال: "أسلمت قبل وفاة النبي ص بأربعين يوما".
إذا كان الأمر كذلك فكيف يكون من أسلم قبل وفاة النبي ص بأربعين يوما صحابيا، ولا يكون من أسلم عام الفتح صحابيا؟! أي قبل وفاته ص بثلاث سنين.
العاشر: روى أحمد باسناد صححه الزين: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَقْطَعَهُ أَرْضًا, قَالَ: فَأَرْسَلَ مَعِي مُعَاوِيَةَ أَنْ أَعْطِهَا إِيَّاهُ -أَوْ قَالَ: أَعْلِمْهَا إِيَّاهُ- قَالَ: فَقَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ فَقُلْتُ: لَا تَكُونُ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ. قَالَ: فَقَالَ: أَعْطِنِي نَعْلَكَ. فَقُلْتُ: انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ. قَالَ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ أَتَيْتُهُ فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَذَكَّرَنِي الْحَدِيثَ. فَقَالَ سِمَاكٌ: فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ حَمَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيَّ.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: ولا يختلف في صحبة وائل بن حجر.
قُلتُ: وائل بن حجر وفد على رسول الله ص عام الوفود. وفي حديثه عند أحمد دلالتان على صحبة معاوية:
أولاهما: أن معاوية أسلم قبله بعام على الأقل فكيف لا يكون معاوية صحابيا في الوقت الذي لا يختلف فيه في صحبة وائل؟!
ثانيتهما: تكليف النبي ص لمعاوية أن يعلم وائلا الأرض التي أقطعه إياها.
الحادي عشر: قال ابن حزم في جوامع السيرة النبوية:
أصحاب المائة وشيء:... معاوية بن أبي سفيان: مائة حديث وثلاثة وستون حديثاً...
أصحاب العشرات وشيء، والعشرات وغير شيء:... وائل بن حجر: واحد وسبعون حديثاً.
قُلتُ: كيف يعتبر من روى واحدا وسبعين حديثا صحابيا غير مختلف في صحبته بينما يعتبر معاوية غير صحابي رغم أنه روى مائة وثلاثة وستين حديثا؟!
الثاني عشر: أحمد في مسنده وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وصححه الزين: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ص: أَنَّ عُيَيْنَةَ والْأَقْرَعَ سَأَلَا رَسُولَ اللَّهِ ص شَيْئًا فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ لَهُمَا، فَفَعَلَ، وَخَتَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَأَمَرَ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا. فَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَقَالَ: مَا فِيهِ؟ قَالَ: فِيهِ الَّذِي أُمِرْتُ بِهِ. فَقَبَّلَهُ وَعَقَدَهُ فِي عِمَامَتِهِ، وَكَانَ أَحْكَمَ الرَّجُلَيْنِ. وَأَمَّا الْأَقْرَعُ فَقَالَ: أَحْمِلُ صَحِيفَةً لَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ؟! فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ اللَّهِ ص بِقَوْلِهِمَا...
قُلتُ: معاوية في هذا الحديث قام بثلاث أعمال تدل على صحبته وهي:
الأول: الكتابة.
الثاني: دفع الكتاب إلى عيينة والأقرع.
الثالث: نقل قوليهما إلى الرسول ص.


يتبع ......
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 06-17-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مسائل سلطانية : للشيخ عبد الرحمن العقبي

الأحد 28 رجب 1433

للتذكير والتحريك

http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/show...E1%DA%DE%C8%ED
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.