إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفرق الإسلامية

 
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #21  
قديم 10-24-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
Exclamation رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .

الانتخابات المؤامرة في تونس

محمود الكرعاني - تونس

ستجري في تونس في 23/10/2011م انتخابات المجلس التأسيسي الذي ستكون مهمته صياغة دستور جديد للبلاد. وتوجد بعثة للاتحاد الأوروبي هي أكبر بعثة دولية ستراقب الانتخابات. وسترصد كل المراحل في الحملة الانتخابية إلى يوم الانتخابات. وستقدم تقريرها النهائي في 25/10.
وقال رئيس البعثة ميخائيل غاير: «إنه متفائل بأنه أول اختيار ديمقراطي سيجري في ظروف طيبة مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية لا تثير القلق».
وقالت كاترين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان: «تمثل هذه الانتخابات لحظة تاريخية في المسار الانتقالي لتونس الديمقراطية».
وهذه الانتخابات يعدها الغرب أول اختبار للديمقراطية الناشئة في تونس منذ الإطاحة ببن علي على أثر احتجاجات شعبية. وسيتنافس في هذه الانتخابات عشرات الأحزاب والمستقلين على 218 مقعداً في المجلس التأسيسي.
إن الصراع الأبدي بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين الاستضعاف والاستعلاء. . . . بين شعب حالم يتوق للحرية والانعتاق وبين حاكم ظالم يبحث عن التسلط والتجبر، سنة عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: } وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ {
ويتجلى هذا الصراع أو التدافع المجبول في الإنسان بأشكال وصور عديدة طبقاً للإطار والحيثيات، ونحن الآن بصدد الحديث عن الثورة التونسية محاورة ومثاقفة يجدر بنا تبيان طرفي النزاع أو بالأحرى طرفي الصراع، لأنهما تقريباً على طرفي نقيض حتى وإن تماثلا في بعض الأحيان، فمن جهة نجد شعباً أعزل ثائراً على أوضاعه البائسة يتلمس طريقه نحو التحرر والانعتاق من ربقة الظلم والاستبداد يقابله في ذلك أخطبوط بلون الحرباء وسم الأفعى يملك السلطة والمال والإعلام، ينشب مخالبه بقوة في مراكز القرار حتى يحافظ علىمصالحه وذلك بتأبيد حالة البؤس والهوان... شقان متقابلان لا يلتقيان إلا مخاتلة، وجهان رئيسيان لمعركة واحدة، معركة الهوية والتأصيل ضد الاستيلاب والتغريب، أو النهوض بالاعتماد على الذات ضد النكوص والارتهان للآخر والإبقاء على حالة التبعية. وتمتد تمظهرات هذا التمايز لتشمل الأخلاق والسلوك والممارسة اليومية لتصل إلى الأطروحات والرؤى والمشاريع الاستشرافية... إذن وباعتبار الشق التغريبي هو المتنفذ وهو المالك الحقيقي للسلطة قبل الثورة وبعدها فهو يعمل جاهدًا وبكل الوسائل المتاحة والخسيسة للحيلولة دون ارتقاء الآخر، إلى مصاف الحكم والإدارة، وشعاره في ذلك «الغاية تبرر الوسيلة» و«من ليس معي فهو ضدي» ومن هنا بدأت فصول المؤامرة تحاك ضد هذا الشعب التونسي المسلم الطيب الأبي وذلك باعتماد المخططات والنظرات الاستشرافيةلمراكز البحوث الاستعمارية. حيث عمدوا أولاً إلى استئصال كل المعارضين وأخص بالذكرالإسلاميين عندما زج بهم بورقيبة ومن بعده بن علي في السجون والمعتقلات وأبعدهم عنمراكز القرار والتواصل مع الناس فكرياً وسياسياً؛ فكانت حملة شرسة أتت على الأخضرواليابس، فعمد نظام الفاسد بن علي إلى منع الإسلاميين من العمل في الوظيفة العموميةلاعتبار سوابقهم العدلية وبالتالي أحال الآلاف من المعلمين والأساتذة والأساتذة الجامعيين والمهندسين والأطباء وغيرهم من الموظفين على البطالة المهنية والعطالة الفكرية، كما منع التلاميذ والطلبة من إتمام تعليمهم بعد خروجهم من السجن وذلك بإيهامهم بعدم القبول بالوظيفة العمومية، بل عمد إلى المحجبات ومنعهن من مزاولة دراستهن. وبناء عليه ذهب كل هؤلاء للبحث عن لقمة العيش لهم ولأبنائهم، وتركوا أماكنهم مرتعاً لذئاب التغريب والتمييع... وبعد سقوط بن على بدأت المخابرات الأجنبية تعمل جاهدة لتوجيه مسار الثورة حتى لا تنفلت وتخرج عن المسارات المرسومة لها مسبقاً؛ فكان أن جيء بشخصيات من خارج الحدود للإشراف على تكوين هيئة عليا للانتقال الديمقراطي، باعتبار أن هذه الهيئة يجب أن تتكون من النخبة ومن الشخصيات الوطنية، وباعتبار كذلك أن الإسلاميين كانوا مغيبين عن الساحة، إذن لم يبق من الإنتليجنسيا إلا فلول اليسار الانتهازي والعلمانيين المتواطئين مع بن علي، فكانت فسيفساء هذه الهيئة أغلبيتها من التغريبيين الباحثين عن موطئ قدم في تمفصلات الثورة ليواروا سوءاتهم وللمحافظة على عروشهم المبنية على التزلف والتملق... وبعد أن جلسوا في مقاعدهم وبدأت عملية التصويت على القوانين والأنظمة التي ستنظم الحياة السياسية ظهر بشكل واضح أن العملية هي للتزكية أقرب منها للتصويت باعتبار أن أغلب الأعضاء «الأصوات» هم من أزلام الغرب وبطانته، بالتالي يقع تمرير كل المشاريع عن طريق هذه الهيئة بشكل {ديمقراطي} وباسم الشعب الحاضر تمثيلاً بهؤلاء والغائب فعلياً، ففتحت الأبواب على مصراعيها لمناقشة مسلمات وقواسم مشتركة بين كل التونسيين كمسألة الهوية وشكل الدولة المرتقبة ومسالة التطبيع مع دولة يهود. . . وغير ذلك من المسائل المراد من وراء إثارتها إحداث نوع من الإرباك والتشكيك لخلخلة الأواصر الاجتماعية وضرب العقيدة الإسلامية باعتبارها العروة الوثقى لكل التونسيين، وهي الجامع الذي يشدهم لبقية الأمة...
ثاني فصول المؤامرة اتضحت معالمها يوم أن منع حزب التحرير من تأشيرة العمل القانوني، ذلك أن هذا الحزب زيادة على الشعبية التي يحظى بها وعراقته في الحياة السياسية التونسية فإنه – ويا للغرابة- هو الوحيد -على حد علمنا- الذي يملك رؤية أيديولوجية حضارية وثقافية كاملة متكاملة ومنسجمة داخل نسق فكري واحد، وهو كذلك الوحيد الذي يطرح مشروعاً مجتمعياً مترابطاً يسيجه بنظام اجتماعي سياسي اقتصادي يكمل بعضه بعضاً في تناغم تام يموضعه بدستور غاية في الحرفية ويفي تمام الوفاء بمبدئه الأم وبشكل بعيد عن كل الإسقاطات والترقيعات من هنا وهناك، لذلك ولخوف السلطة من توسعه وانتشاره خصوصاً وإنه يعتمد الإسلام كمحدد وحيد للعلاقات ولشؤون الحياة، وهو كذلك من القلائل الذين ناكفوا بورقيبة وبن علي جهرة وبدون مواربة، لذلك سعت الحكومة الانتقالية إلى منعه من العمل القانوني بعد أن تأكد لديها استحالة ترويضه أو استدراجه إلى حلبة الاعتدال والوسطية على النمط الغربي... ومن ثمة أقصت الإسلام الراديكالي من حلبة الصراع ليخلفه إسلام «معتدل» ليبرالي لا لون ولا طعم ولا رائحة له، يتشكل مع الواقع ويتأثر به، وكذلك بقايا من اليسار المنهك بانقساماته، الحامل لوزر نظرياته الفاشلة ولوثة تعامله مع بن علي وتزكية ظلمه وفساده، إضافة إلى التيارات العلمانية المحسوبة على الغرب الاستعماري، والمنبوذة اجتماعياً والمرفوضة أخلاقياً وقيمياً، يضاف إلى هذه الأطياف الطيف القومي بدفاتره الملوثة وأياديه الملطخة بدماء الأبرياء...
أما الفصل الثالث وهو الأخطر في نظرنا وتكمن خطورته في تقييد إرادة المترشحين للمجلس التأسيسي حيث عمدت هذه الهيئة بدعم فكري وتقني من الغرب الخائف على مصالحه من وضع سياج أسموه العهد الجمهوري، وجعلوا فيه أطراً قانونية وتنظيمية لا يمكن لواضعي الدستور الجديد تجاوزها، بل واعتبرت خطوطاً حمراء لا يجب المساس بها كالديمقراطية والنظام الجمهوري ومجلة الأحوال الشخصية... ولتمرير هذا الطعم المسموم ألحق به شعار فضفاضٌ سمي بالهوية العربية الإسلامية لذر الرماد في العيون، وقد اعتبر المتتبعون للشأن السياسي هذا العهد في حقيقة الأمر ملاحقة فكرية لحركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية والمتوقع فوزها بأغلبية المقاعد حتى لا تعتمد المشروع الإسلامي... وتمتد فصول المؤامرة هذه المرة لتتدخل في تقنيات العملية الانتخابية وذلك بالاعتماد على نظام التمثيل النسبي مع الأخذ بأكبر البقايا وهذا الإجراء يمكن الأحزاب الصغيرة من الحصول على مقاعد بالمجلس المرتقب مقابل حرمان الأحزاب الكبيرة من أصوات مناصريها الزائدة على النصاب، وبعد ذلك تعقد هذه الأحزاب تحالفات فيما بينها لإجهاض أي سيطرة للأغلبية على المجلس وهذا كله لا يخدم الإسلاميين... وتقنياً كذلك وقع تمرير قانون يسمح بتغيير القوائم الانتخابية قبل 24ساعة من موعد الاقتراع، ويعني ذلك إمكانية دخول التجمعيين أزلام النظام السابق هذه القوائم والالتفاف على الثورة خصوصاً وأن أسماءهم {قوائم المناشدين} بقيت سرية بين أعضاء الهيئة العليا... ولتهميش العملية الانتخابية أكثر ولسحب البساط قدر الإمكان من تحت حركة النهضة قاموا بإنشاء العشرات من الأحزاب السياسية ذات الطابع العائلي أو العشائري بطرق مريبة منها سرعة تسليمهم التراخيص القانونية، ومنها كذلك ما يتعلق بمؤسسيها، إذ العديد منهم معروف بعلاقاته المشبوهة مع رموز الفساد في نظام بن علي... وأخيرًا وليس آخراً هو تاريخ إجراء الانتخابات، وهو يتزامن مع تواجد آلاف التونسيين بالعربية السعودية لأداء مناسك الحج، وهو كذلك يحرم عشرات الآلاف من طلبة الولايات الداخلية من الإدلاء بأصواتهم وذلك لبعدهم عن مقرات سكناهم بسبب الدراسة والتكلفة الغالية للتنقل، وهاتان الشريحتان محسوبتان بشكل كبير على الإسلاميين... نتبين إذاً مما أسلفنا ذكره أن جماعة بن عاشور-الهيئة العليا- وتكنوقراط السبسي بمعاضدة اليسار المتفرنس هي كلها قوى متعاونة مع بعضها للالتفاف والوصاية على الإرادة الشعبية والتحكم في مسارات الثورة والتضييق على الاختيارات وحصرها في برامج ومقترحات وتطلعات تتطابق مع النهج الغربي العلماني، الديمقراطي، الرأسمالي واستنساخاً لتجاربه ورؤاه في الحياة، فحتى المشهد السياسي قسم كما يشتهي وطبقاً لتصوراته يمين ويسار- بالأسماء فقط- ولكن كلهم لم يخرجوا عن الرؤية الليبرالية المهادنة والمتلونة، فلا اليسار مؤدلج ووفي لأطروحاته الماركسية، ولا اليمين يتبنى الإسلام فكراً وممارسة ويدافع عن مشروعه، فكل الرؤوس مشرئبة نحو الغرب تعمل على نيل رضاه الديمقراطي والحداثي-أو هكذا شبه لهم-.
وأمام هذا الواقع التزويري الذي يمارس الغرب سحره وألاعيبه فيه، ينبري حزب التحرير كعادته لإبطال هذا السحر وكشف هذه الألاعيب مبيناً كلمة الحق بكل وسيلة متاحة طامعاً من الله سبحانه وتعالى أن يبلغ صوته قلوب المسلمين في تونس، ومن ذلك بيان للناس فيه هدى وموعظة للمؤمنين في إطار حملته على الدستور الذي سيمدد الغرب بواسطته حكمه للبلاد، والذي سيمكن عملاءه من الوصول إلى سدة الحكم، وإليكم هذا البيان:
بسم الله الرحمان الرحيم

} وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ {
دستوركم شرع ربّكم فلا تتبدّلوا الخبيث بالطيّب

أيّها الأهل في تونس، إنّكم مسلمون، جزء من أمّة الإسلام أعرق الأمم على الأرض، قاسيتم الظّلم الشديد من جراء بُعدكم عن الإسلام ، ومن جراء سيطرة الغرب وأفكاره وأنظمته وعملائه عليكم. وبعد أن انكشف لكم كيدُ الغرب الكافر المستعمر، وأدركتم فساد أفكاره وأنظمته، وانكشفت لكم أوروبا وأمريكا على حقيقتها البشعة، حقيقة مصاصي الدماء، ومستعبدي أمم الأرض، حقيقة الحقد اللئيم والعداء المتأصل للإسلام والمسلمين، وحقيقة ما جرته على المسلمين وبلادهم من ويلات ونكبات، وما ألحقت بهم من دمار وهلاك ودعم للطواغيت فيها لعقود، و بعد أن انكشف لكم فساد دعوات القومية الضيقة وتهافت الأطروحات الوطنيّة الهالكة المنحطّة، ومدى خطرهما عليكم، وعلى كيانكم باعتباركم أمة واحدة. قد آن الأوان لتعودوا إلى إسلامكم؛ ففيه الحلّ لمشاكلكم، فهو أملكم في الخلاص، وفي إنقاذكم من الظّلم، وآن لكم أن تُدركوا أنّ العقيدة الإسلامية عقيدة سياسية، وأنّ الكتاب والسنة يحويان نظاماً كاملاً للحياة والدولة والمجتمع، وأنّ لهما الصّفة السياسية والصّفة التشريعية، ولذلك فالأمر الطبيعي وأنتم تشعرون بضرورة التغيير وبناء مجتمعكم على أسس الإسلام المتينة، وتؤمنون بالكتاب والسنة، أن تجعلوا الكتاب والسنة ميثاقاً بينكم، وأن تتّخذوهما مصدراً وحيداً للدّستور والقوانين. وتتركوا كل مصدر سواهما، ولقد عرضناعليكم وما زلنا مشروع دستور مستنبط من كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّملمناقشته ووضعه موضع التنفيذ. ونعرض عليكم اليوم أهمّ أسس نظام الحكم في الإسلام.
إنّ نظام الحكم في الإسلام هو نظام فريد متميّز عن جميع أنظمة الحكم في العالم، فهو نظام أساسه الإيمان بأن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله، وقوامه أحكام الله المستنبطة من الكتاب والسنّة.
ويتضمّن مشروع الدستور الذي نعرضه عليكم أركان الحكم في الإسلام وهي أركان لا يوجد سلطان الإسلام إلاّ بها مجتمعة وهي قواعد استنبطت بالاستقراء من الأحكام الشرعيّة.
المادة 22 - يقوم نظام الحكم على أربع قواعد هي:
1 - السيادة للشرع لا للشعب.
2 - السلطان للأمة.
3 - نصب خليفة واحد فرض على المسلمين.
4 - للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية
في دولة الإسلام السيّد المتفرّد بالسيادة الذي له وحده الأمر والنهي هو الله سبحانه وتعالى } الا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين { فالله الذي خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا ومنّ علينا بنعم لا نحصيها، سخّر لنا الأرض ومكّننا فيها، وأسبغ علينا نعمه } ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ {،} أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ {.
وإنّه من تمام نعمته على عباده أن أرسل إلينا محمدا عليه الصلاة والسلام هادياً ومبشرًا بشرع يحمينا من تقلب أهوائنا وتسلط قوِيّنا على ضعِيفنا فقال تعالى }... ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً....{، فمِن نِعم الله علينا أن جعل التشريع له وحده فليس للمسلم حاكمًا أو محكومًا أن يسير وفق هواه أو يخضع لمخلوق، بل هو يسير وفق أوامر الله ونواهيه يقول الله تعالى:} فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً {. وفي دولة الإسلام الأفراد والجماعة يخضعون لأحكام الله خالقهم ومدبّر أمرهم، وليس للأمّة ولا للخليفة حقّ التشريع، فالمشرّع هو الله سبحانه وتعالى، هذا هو الحقّ الذي قامت عليه الأدلّة القاطعة، وهذا وحده الذي يضمن أن لا يستعبد القوي الضعيف، فبشرع الله وحده يتساوى النّاس. وبإبعاد التشريع عن هوى الإنسان ضمن لنا الإسلام أن لا يستعبد البشر بعضهم بعضًا، بل الكلّ يخضع لشرع الله ووحيه الذي أوحاه إلى نبيّنا محمّد صلّى الله عليهوسلّم.
وقد خاطب الله سبحانه وتعالى المسلمين جميعًا بتنفيذ شرعه ووحيه الذي أوحاه إلى رسوله، فجعل بذلك للأمّة سلطان التنفيذ لا التشريع، وبيّن الإسلام كيفيّة التنفيذ، ففرض أن يختار المسلمون من يرتضونه من بينهم ليحكمهم بشرع الله.
( المادة 24 : الخليفة هو الذي ينوب عن الأمة في السلطان وفي تنفيذ الشرع، المادّة25: الخلافة عقد مراضاة واختيار، فلا يجبر أحد على قبولها، ولا يجبر أحد على اختيارمن يتولاها، المادّة 26: لكل مسلم بالغ عاقل رجلاً كان أو امرأة الحق في انتخاب الخليفة وفي بيعته، ولا حق لغير المسلمين في ذلك) فليس الخليفة ملكًا يرث الحكم عن أبيه، ولا يختصّ بامتيازات من بين الناس، وليس هو رمزًا للأمّة، ولا هو مصدر القوانين، إنّما هو فرد من أفراد المسلمين وكلّ من توفّرت فيه الشروط الشرعيّة يجوز له أن يترشّح ليختاره الناس(المادّة 31: يشترط في الخليفة حتى تنعقد له الخلافة سبعة شروط وهي أن يكون رجلاً مسلماً حراً بالغاً، عاقلاً، عدلاً، قادراً من أهل الكفاية.) وليس الخليفة دكتاتورًا متسلّطا يحكم الناس بهواه بالغلبة والقهر (المادّة 28: لا يكون أحد خليفة إلا إذا ولاه المسلمون. ولا يملك أحد صلاحيات الخلافة إلا إذا تم عقدها له على الوجه الشرعي كأي عقد من العقود في الإسلام. المادّة 37: الخليفة مقيد في التبني بالأحكام الشرعية فيحرم عليه أن يتبنى حكماً لم يستنبط استنباطاً صحيحاً من الأدلة الشرعية، وهو مقيد بما تبناه من أحكام، وبما التزمه من طريقة استنباط، فلا يجوز له أن يتبنّى حكماً استنبط حسب طريقة تناقض الطريقة التي تبناها، ولا أن يعطي أمراً يناقض الأحكام التي تبناها.) ومتى بايع المسلمون خليفة يحكمهم بشرع ربّهم كان عليهم واجب الطاعة له والامتثال لأوامره،وليس معنى وجوب الطّاعة أن يسكتوا عليه إن ظلم وأكل الحقوق، بل إنّ الله سبحانهوتعالى فرض على الناس محاسبة الحاكم، فأمرهم أمرًا جازمًا ملزمًا بالتغيير عليهم، إذا هضموا حقوق من يرعون شؤونهم، أو قصّروا بواجباتهم نحوهم، أو أهملوا شأنا منشؤونهم، وعدّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أفضل الجهاد فقال «أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر» وتوعّدهم بغضب الله إن هم سكتوا عن الحقّ فقال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» ويسقط حقّ الطاعة للحاكم إذا هو أمر بأمر مخالف للشرع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَالَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ عَلَيْهِ وَلَا طَاعَةَ»
هكذا جعل الإسلام الأمة قوَّامة على قيام الحاكم بمسؤولياته، فألزمها بالإنكار عليه، وعيّن لها كيفيات عمليّة تسلكها فلا تكون محاسبتها شكليّة:
الأولى: هي مجلس الشورى، أو مجلس الأمة، الذى له حق المحاسبة في كل ما يقع منالحاكم من أفعال وتصرفات. (المادّة20: محاسبة الحكام من قبل المسلمين حق من حقوقهم وفرض كفاية عليهم. ولغير المسلمين من أفراد الرعية الحق في إظهار الشكوى من ظلم الحاكم لهم، أو إساءة تطبيق أحكام الإسلام عليهم.)
الثانية: هي الأحزاب السياسية التي تقوم على العقيدة الإسلامية، وعملها الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. (المادّة 21: للمسلمين الحق في إقامة أحزاب سياسية لمحاسبة الحكام، أو الوصـول للحـكم عن طريق الأمة على شرط أن يكون أساسها العقيدة الإسلامية، وأن تكون الأحكام التي تتبناها أحكاماً شرعية. ولا يحتاج إنشاء الحزب لأي ترخيص ويمنع أي تكتل يقوم على غير أساس الإسلام.)
الثالثة: عامّة المسلمين، وذلك بموجب ما فرضه الله على كل فرد منهم من قول الحق والمحاسبة، وتوجيه النقد بكل الوسائل مثل: الحديث، الندوات، المحاضرات، الخطب، الكتب، الصحف، المجلات، الإذاعة، والتلفاز، الشريط، والنشرات، وغير ذلك من الوسائل.
الرابعة: هي محكمة المظالم، التي لها صلاحية إصدار الحكم بعزل الخليفة إذا أخلّ بالشرع بأن لم ينفذه، أو نفذ غيره، أو لم يحمل دعوته، فقد وجب خلعه، ويخلع بحكم صادر عن محكمة المظالم، فيصبح بمجرد صدور الحكم مخلوعاً فاقداً للصلاحية، ولا يعتبر ولياً للأمر، وإذا لم يخضع لحكم محكمة المظالم كان متمرداً على حكم الله، وكان على المسلمين بمجموعهم أن يخلعوه فعلياً بالقوة، فقد حُلّت من أعناقهم بيعته.
أيّها المسلمون:
إن الله قد حصر حق التشريع به فقط، فكما أفردتم الله بالخلق، فأفردوه بالتشريع، وفرض عليكم أن تسودكم أحكامه المنبثقة من عقيدتكم، لتحققوا سيادة الإسلام فيكم، وقد حرم عليكم، أن تتحاكموا لأي شرع أو قانون، ما لم يكن منبثقاً عن العقيدة الإسلامية، وباجتهاد صحيح معتبر.
قال تعالى } أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً{
ولذلك كله فإننا ندعوكم في حزب التحرير أن تعملوا معنا لاستئناف تطبيق الإسلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية التي وعد بها الرسول عليه الصلاة والسلام ونوحد أمّة الإسلام كلّهامن جديد في هذه الدولة فتكون أقوى وأعز.

16/9/2011م حزب التحرير
18/شوال/1432هـ تونس

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذوالقعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011


__________________
[
 
 
  #22  
قديم 10-24-2011
ابو عمر ابو عمر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 92
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر مشاهدة المشاركة
من الواضح ان كاتب المقال غير مدرك لحقيقة الموقف الدولي ولا لحقيقة المخططات التي رسمتها امريكا لمنطقة العالم الاسلامي من اجل الابقاء على تفردها في الموقف الدلي وترسيخ سيطرتها ونفوذها على بلاد المسلمين

منذ اواسط السبعينيات من القرن المنصرم وامريكا تستخدم ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي وتنفيذ ما رسمته من سياسات
وبعد ان طمأن بريجينسكي مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق اصحاب القرار في الادارة الامريكية بان لا يخشو من استخدام ما يسمى الاسلام السياسي في صياغة منطقة العالم الاسلامي صار مهندس الجهاد الافغاني حيث اثمرت هذه المشاريع عن استنزاف الاتحاد السوفياتي تهيئة لانهياره وانشاء امارة اسلامية في افغانستان من قبل حركة طالبان وتزامن مع ذلك اسقاط نظام شاه ايران القائل ان امريكا رمتني كالفأر الميت والمجىء بالخميني واعلانها جمهورية اسلامية وبعد ذلك انشئت امريكا حكومة اسلامية في السودان وكان عرابها في ذلك حسن الترابي ومن المحطات المهمة في استخدام امريكا لما يسمى الاسلام السياسي احداث 11 ايلول 2001 والتي بدا واضحا ان امريكا هى التي قامت بعملية التفجير والصقتها في تنظيم القاعدة حيث اعترف بتنفيذها باعتباره احد ادوات امريكا في المنطقة ومنذ ذلك الحين وامريكا والغرب الكافر من ورائها يحذرون من الاسلام السياسي المتمثل بعودة الخلافة ويقصدون من وراء ذلك ما يلي
1- حشد وتأييد الراى العام الغربي عامة والامريكي خاصة بالالتفاف وراء امريكا في حملتها العسكرية على بلاد المسلمين في افغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها من بلاد المسلمين
2- الضغط على حكام اوروبا لبقاء سيرهم وراء امريكا في تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي وتهديدهم وتخويفهم من عودة الخلافة بحيث ان اوروبا لها حدود مشتركة مع بلدان العالم الاسلامي
3- تشويه فكرة الخلافة في اذهان ابناء الامة الاسلامية من خلال ربطها في تنظيمات هنا وهناك ولذلك ليس غريبا ان نسمع عن سبع امارات اسلامية بين افغانستان وباكستان ودولة العراق الاسلامية او امارة اسلامية في احد مساجد غزة واخيرا وليس اخرا امارة اسلامية في درنة الليبية
وعليه فان تداول فكرة الخلافة في الاوساط السياسية والاعلامية الغربية في العقود الاخيرة ياتي في سياق استخدام امريكا لهذا المصطلح من اجل تنفيذ مشاريعها في منطقة العالم الاسلامي التي تهدف الى ابقاء السيطرة والنفوذ على بلاد المسلمين والحيلولة دون عودة الاسلام الحقيقي الى معترك الحياة
ولذلك فان القول ان الخلافة على الابواب وانها على مرمى حجر قول خطير علاوة على انه غير دقيق مخالف للواقع
فالخطر من تلوين الحقائق سيؤدي الى الاحباط وحصول انتكاسة لدي ابناء الامة عامة واتباع هذا القول خاصة بحيث تفقد الامة ثقتها باى عمل حقيقي وجاد في التغيير
يرفع للتذكير لاهميته
 
 
  #23  
قديم 10-25-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .

نداء إلى ثوار ليبيا المجاهدين





محمد حمد جاسم الجبوري – العراق





إن الثورات العربية المعاصرة،التي قدحت في بداية الأمر في تونس وامتدت إلى مصر واليمن وليبيا وسورية، ما زالتمشتعلة ولن تنطفئ إن شاء الله إلا على حرق المبدأ الرأسمالي الذي طبقه علينا الغربقسراً بنواطيره وحكامه (الملك الجبري) والذي يحكمنا بحضارته العلمانية الرأسماليةالهابطة، والتي أدت وتؤدي إلى كوارث ودمار ونهب خيرات الشعوب وإبقاء الهيمنةالغربية جاثمة على صدر الأمة وإبعاد الإسلام عن الحكم ونظامه نظام الخلافة الراشدةالثانية على منهاج النبوة.

إن استغلال ثورة ليبيا ما هو إلا شكل من أشكال الاستغلال وركوب الموجة بشكل علني كي يسقط الغرب والحكام العملاء له استمرار هذهالثورات في بقية منطقتنا، وهو أسلوب من أساليب طعن الثورات والالتفاف عليها، وهوأمر يستدعي الوقوف عليه وتأمله لأخذ العبرة والعظة منه، وعدم الوقوع في فخاخه وخططهوأساليبه ووسائله، ومنها السيطرة الإعلامية المهولة له في إدارة دفة الثورات وسياق أهدافها لمصلحته، والعمل على عدم ظهور فكر إسلامي يقود ولو قسماً منها؛ خوفاً من أن تمتد النار إلى مبادئه ونظامه وحكامه العملاء القائمين حراساً عليها، ولكي لا تتحررالأمة وتستأنف نظام الخلافة على منهاج النبوة مرة أخرى لقيادة الأمة نحو تطبيق الإسلام تطبيقاً جذرياً شاملاً في العصر الراهن، بعدما ألغاها على يد ربيب اليهود (أتاتورك) عام 1924م ووضع النظام الرأسمالي موضع التطبيق بدلاً من أحكام الإسلامونظام الخلافة، وبعد ما قسم المنطقة إلى أكثر من خمسين بلداً ووضع الحواجز فيمابينها ووضع حكاماً يسوسون الأمة بشتى أنظمة الكفر لمصلحته مستبدلاً نظامه الساقط الذي لا يعرف قيمة خلقية ولا روحية ولا إنسانية بجوهرة الإسلام.

لقد جعل الغربالأمة الإسلامية ممزقة وفرض عليها التحاكم لنظامه العلماني الذي يقوم على مقياس المنفعة فحسب، والحياة عندها ملعب سباق وتنافس وتقاتل وتصارع في سبيل الحصول علىهذه المنفعة التي لا تعرف التراحم فيما بين الناس، فلو كانت الثورة إسلامية إيمانيةلما وقعت مرة أخرى في أحضان الغرب. إن إدراك الثوار أن خلاصهم ليس بتبديل أشخاص أوبعض بنود الدستور أو القانون، وإنما يكون بتبديل النظام الرأسمالي المطبق عليهم بنظام إسلامي، عندها فقط يكون مسار الثورة قد توجه نحو الخلاص الفعلي من براثن الغرب وحكامه العملاء أمثال زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي صالح وبشارالأسد... وإلا فإنهم سيلحقون بهم بإذن الله قريباً عندما ستتحرك الأمة للخلاص منهمومن نظامهم العفن ودساتيرهم العلمانية كما تخلصت من سابقيهم وبالتالي الرجوع إلى الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية ونظام حكم الخلافة الراشدة الثانية على منهاجالنبوة.

من هنا نوجه نداء حاراً إلى إخواننا الثوار أن يتحرروا من كل خائن عميل يتعامل مع دول الكفر بريطانيا وأميركا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من دول الغرب الكافر،وأن يشدوا أزر بعضهم ويتعاونوا مع كل من يعمل لقيام دولة الخلافة الراشدة الثانيةعلى منهاج النبوة، ويتخلصوا من كل قذافي جديد بلباس آخر وثوب آخر وأسلوب آخر؛ إذالإسلام علمنا أن الاستعانة بالغرب الكافر في عملية التغيير حرام ولا يجوز شرعاًحيث قال تعالى في قرآنه الكريم }ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا{ فهو قدحرم الولاء للكفار ولا يجوز طلب المساعدة منهم لأنها مشروطة بشروطهم التي تعيدالاستعمار مرة أخرى إلى أرض المسلمين.

فعلى الثوار الانتباه ومراقبة المجلس الوطني الانتقالي الذي يقود الثورة؛ فإنه مليء بالأخطار القاتلة وسادر بالعمالة منقمة رأسه إلى أخمص قدميه. فإن الاعترافات الدولية لم تكن لتؤيده لولا أنه يسير علىنهج من سبقوه، ولولا أنه قبل بشروطهم وإرضاء أطماعهم الاستعمارية في كنوز الأمةالموجودة في ليبيا لما أيدوه أبداً. لقد أعلنوا شروطهم للمساعدة صراحة والمجلس الانتقالي أخفى موافقته على كل شروطهم نفاقاً. ولو قرأتم هذا الخبر لتيقن عندكمالأمر: بتاريخ 01/09/2011م ذكر موقع ميدل إيست أونلاين الإلكتروني: "أشارت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن فرنسا قد تكون أبرمت اتفاقاً مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بداية النزاع يمنحها 35% من النفط الليبي فيما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن "لا علم له بذلك".

وحصلت الصحيفة على رسالة تحمل تاريخ 3نيسان/إبريل موجهة من المجلس الوطني الانتقالي إلى أمير قطر يقول فيها المجلس إنه وقع اتفاقاً يمنح 35% من إجمالي النفط الخام إلى الفرنسيين مقابل الدعم الكامل والدائم لمجلسنا. ورداً على سؤال من إذاعة أرتي الخميس قال وزير خارجية جوبيه: «لاعلم لديه بمثل هذه الرسالة. معتبرًا في الوقت نفسه أنه من المنطقي أن تحظى الدول التي ساندت الثوار بامتيازات في عملية إعادة الإعمار وأضاف: "إن المجلس الوطني الانتقالي قال بشكل رسمي إنه سيعامل الذين ساندوه بأفضلية في إعادة الإعمار ما يبدولي أمراً منطقياً عادلاً».

إن أي اعتماد على قدرات الدول الغربية هو هدر للثورةوضياع لحق الله والأمة، وهو طريق مسدود يؤدي إلى الهاوية بهؤلاء العملاء وإلى تجددالمآسي في بلاد المسلمين. إن هذا الغرب سيأخذ على عاتقه تصفية كل اتجاه نظيف شريف في الثورة والإبقاء على العملاء الخالصين لسياساته ليحافظ على مصالحه في ليبيا. هذاما جرى من قبل ويجري الآن والشقي من لا يتعظ، فالغرب لا عهد له ولا ميثاق ولا شرف،هكذا كان وما يزال وسيبقى، فهو عدو الإسلام الأول، وهو الذي أبعده عن الحكم ومايزال وهذا ظاهر للعيان ولا يغفل عنه إلا كل أعمى لا يهتدي سبيلاً.

والتجربة التي شاهدناها في كل تصرفات الغرب الخبيثة أن الغرب لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالحه قبل كلشيء، وهو يقبل بالقليل في بداية الأمر ليصبح كل شيء في يده في المستقبل؛ ولذلك فكل قليل أو كثير مضل ومضر بمصالح الأمة ومصالح ديننا الذي هو عصمة أمرنا في الدنياوالآخرة .

إن الغرب يمتلك شبكات تبني العملاء وتوصلهم إلى الحكم تحت أسماءوشعارات مختلفة ومتخفية. وسلوك هؤلاء ومفاهيمهم هي التي تقرر استقامتهم على الطريقةأو انحرافهم. والمسلمون عليهم أن يقيسوا هؤلاء ويزنوهم بمقياس وميزان الشرع. لا أنيؤخذوا بتصريحاتهم التمويهية ولا بطبعة الصلاة على جباههم فإن الله سبحانه لا يعبأبمن لا تكون أعمالهم كلها منطلقة من الإيمان بالله ولا بمن لا تكون أعمالهم كلهاbخالصة لوجهه الكريم. فكل من لا يحمل الفكر الإسلامي النقي ويعمل وفق طريقة الرسول لإقامة الخلافة الإسلامية لا يمكن الثقة به في قيادة الأمة ونهضتها من كبوتهاوتحريرها من سيطرة الأخطبوط الغربي الجاثم على رقابها. والذي ينظر اليوم إلى مايحدث في ليبيا من ارتماء كلي في أحضان الغرب يحق له أن يتنبأ أن الحكام الجددلليبيا لن يكونوا أحسن سيرة من القذافي.

إن شباب حزب التحرير المجاهدين العاملين الصادقين لهم خبرتهم السياسية وتربيتهم الإسلامية الكبيرة في فهم الإسلام وطريقةإعادته إلى الحكم تماماً كما أقامه عمل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الأطهار رضي الله عنهم وهؤلاء هم أحق بمد اليد إليهم وإعانتهم في عملهم الذي سيعيد للمسلمين سيرتهم الأولى: خلافة راشدة على منهاج النبوة.

إن الإسلام أمرنا أن نكفر بالطاغوت وأن لانتبعه وأن لا نتعاون معه أو نشاركه في ثوراتنا. فثوراتنا هي ضد الطاغوت نفسه ومن تبعه من الحكام العملاء والخونة لله ولرسوله وقدأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكفر بالطاغوت في نص الكتاب العزيز، وأن ننصر الله ورسوله والمؤمنين قال تعالى: }يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { وقال تعالى: }لاَّ تَجِدُ قَوْماًيُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْأَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْبِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ {وقال تعالى: } وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْإِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {

والله سبحانه وتعالى قد حدد شروط نصره للمؤمنين بقوله تعالى: }يٰأَيُّهَاٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { وبقوله }وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنكَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ { فالآيات والأحاديث فيهذا الباب كثيرة، وهي تبين أن النصر له أحكامه وشروطه التي يجب الأخذ فيها قالتعالى: }إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { فلا نصرولا إظهار للدين ولا تبديل للأوضاع بحسب ما يريده الله سبحانه وتعالى إلا بامتثا لأوامره واجتناب نواهيه والحمد لله رب العالمين.



منقول عن : مجلة الوعي ،العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م
__________________
[
 
 
  #24  
قديم 10-26-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
Exclamation رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .


الأجهزة الأمنية تلاحق شباب حزب التحرير في رقعة والكرمل ويطا لليوم الرابع على التوالي

أفاد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين بأن أجهزة السلطة الأمنية لا زالت لليوم الرابع على التوالي تلاحق شباب حزب التحرير في كل من رقعة والكرمل ومدينة يطا في محافظة الخليل وتعتدي على حرمات البيوت بالمداهمة والتفتيش وتعتقل شباب حزب التحرير وأقاربهم.
يأتي ذلك إثر مشاركة شباب حزب التحرير الفاعلة في الاحتجاج مع أهل الكرمل ويطا على عقد مباراة كرة قدم نسائية في ملعب يطا الجمعة 21/10/2011م والتي عدّها أهل المنطقة اعتداءً صارخاً على القيم والمفاهيم الإسلامية التي يدين بها أهل فلسطين.
وأفاد شهود عيان بأن تلك الأجهزة حاصرت منذ الساعات الأولى لصباح هذا اليوم الاثنين مدرسة ذكور رقعة الثانوية بحثا عن شباب حزب التحرير، وقامت بتفتيش أحد المحال التجارية ونصبت حاجزا في منطقة الكراج وسط مدينة يطا ودققت في هويات المارين، ولازالت الأجهزة الأمنية تتواجد في محيط بيوت العديد من شباب الحزب في المدينة.
ووصف المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين هذه الإجراءات بالممارسات التعسفية غير المسؤولة والمعادية للناس والتي تعبر عن عدم الاتعاظ بما جرى ويجري للحكام المستبدين في المنطقة العربية.
وبحسب المكتب فإن سعي السلطة لفرض الفساد على الناس بالقوة واستمرار ملاحقة المنكرين له والاعتداء على بيوتهم واعتقال أقاربهم يلاقي سخطاً شديداً من الناس وبخاصة من وجهاء المنطقة.
وأفاد المكتب بأن الأجهزة الأمنية لا زالت حتى اللحظة تعتقل أقارب عدد من شباب حزب التحرير كرهائن في صورة تذكر بممارسات الاحتلال والحكام المستبدين أمثال الهالك القذافي والأسد. على حد وصفه.


24/10/2011م
From:
"إصدارات المكتب الإعلامي" <pal.tahrir.media@gmail.com>
__________________
[
 
 
  #25  
قديم 10-26-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
Exclamation رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .




نعم: الديمقراطية المدنية تناقض الإسلام جملةً وتفصيلاً


دعا الدكتور يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة في 21-10-2011م أهلَ ليبيا ليقيموا "الجمهورية الإسلامية الديمقراطية المدنية"، ورأى أنه "ليس هناك تعارض بين الإسلامية والديمقراطية والمدنية"، ودعا إلى إقامة تجمع يضم مصر وليبيا وتونس بقوله: "لا بد أن تستقر الأمور ويُوجد نوع من التكتل والعالم يتكتل. رأينا أوروبا وآسيا ولم نر من هذه التكتلات إلا خيراً لأصحابها، لماذا لا يتكتل الثوريون الخيّرون مع بعضهم بعضاً".

إننا بداية نثني على الدعوة لوحدة بلاد المسلمين، حيث إنها واجب شرعي، والواجب في هذه الوحدة أن تكون في ظل دولة الخلافة...

ولكننا ننبه لمفهوم خطير جداً من شأنه أن يبقينا في ظل هذه الأنظمة الفاسدة العميلة وقبل ذلك كله إثم وعذاب الله أعاذنا وإياكم منه، هذا المفهوم هو " أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية المدنية"! فتختزل الديمقراطية بآلية الانتخاب التي تُمكّن الناس من انتخاب من يمثلهم في السلطة التشريعية -البرلمان-، والتي يعتبرها البعض موازيةً لمجلس الشورى، والشورى عمليةٌ شرعيةٌ جاءت النصوص الشرعية توصي بها...

إن اختزال الديمقراطية بآلية الانتخاب هو أمر مُخلٌّ وقاصر يؤدي إلى نتيجة خاطئة في إصدار الحكم الشرعي الصحيح ، والحكمُ على الشيء فرعٌ عن تصوره.

فالديمقراطية، في حقيقتها، تتجاوز العملية الانتخابية لتكون نظام حكم منبثقاً عن العقيدة العلمانية القائمة على فصل الدين عن الحياة. فالمجلس التشريعي، أيّاً كان مسمّاه، إنما يشرّع باسم الشعب وبناء على أن السيادة للشعب في زعم أرباب الديمقراطية. وهذا ما يتصادم كلّيةً مع الشريعة الإسلامية والتشريع الإسلامي القائم على العقيدة الإسلامية التي تقضي بأن الحكم لله والسيادة للشرع لا لسواه.

نعم إن الإسلام يوصي بالشورى القائمة على انتخاب الأمة مَنْ يمثّلها تمثيلا صحيحا في مجلس الأمة، أو مجلس الشورى، ولكن ليس لمجلس الشورى، ولا للخليفة الحاكم، أن يشرع خارجاً عن أحكام الشرع المستمدة من مصادر التشريع التي نزل بها الوحي السماوي.

أما النظام الجمهوري فهو من إفرازات النظام العلماني حيث تقوم حفنة من الطبقة الحاكمة باستعباد الناس ابتداء من التشريع وانتهاء بفرض القوانين التي تضع الإنسان في موضع الربوبية في التحليل والتحريم. بينما جاءت النصوص الشرعية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة بوجوب مبايعة إمام، أو خليفة المسلمين.

وقد عبّر الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه عن جوهر النظام الإسلامي في كلمته المأثورة جواباً لرستم قائد الفرس حين سأله: "ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
أما لفظ "الدولة المدنية" الذي كثر تداوله مؤخرا، فما هو إلا محاولة يائسة من دعاة العلمانية لتلبيسها على البسطاء من المسلمين....

طبعا سيخرج من يقول هنا وهناك: نحن إنما نقصد المعنى الإسلامي في الشورى والديمقراطية الإسلامية!!
فنقول لهم: إن العبرة ليست بما تقصدون أو لا تقصدون، فقد نهانا المولى عز وجل أن نتشبه بالكفار " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ( البقرة آية 104)
فلو فرضنا أن المعنى بين اللفظ المستورد والمعنى الإسلامي متطابق، فقد أغنانا ربُّنا عن اللجوء إلى البشر وكنا ملزمين باعتماد المعنى الإسلامي، فما بالكم إذا كان المعنى مختلفاً بل متناقضاً؟

وفي هذا السياق يحق لنا أن نستغرب تلك الدعوات للوحدة بشكل مبتور ناقص بل ويختلف عما جاء في ديننا العظيم! فالإسلام يوجب وحدة المسلمين تحت قيادة خليفة يجمع شملهم ويحمي بيضتهم ويسهر على تطبيق كافة أحكام الدين، فلا بد من تذكير الأمة كافة ومن بينهم أهل مصر وتونس وليبيا، بوجوب مبايعة خليفة يسوسهم بشرع الله؟ والخير في الدعوة إلى إقامة الخلافة يأتي من كونه طاعةً لربنا وليس من صنيع الشعوب الأوروبية أو غيرها.
إن البشرية التي شهدت بالأمس القريب احتضار ووفاة النظام الاشتراكي الماركسي في شرق أوروبا، وتشهد اليوم انهيار النظام الرأسمالي في الغرب، وكلاهما نظامان يقومان على استعباد طغمة من الناس للناس، هذه البشرية تتطلع إلى فجر جديد للإسلام يخلّصها من ضنك العيش المادي الخانق ويخرجها إلى سعة الدنيا والآخرة، وهذه فرصة أمة التوحيد لإعلاء كلمة الله سبحانه بتطبيق شرعه وحمل رسالته إلى البشرية جمعاء، وإلى هذا يدعوكم حزب التحرير للعمل معه للفوز برضوان الله في الدارين بإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي بشّر بها عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يقول الحق تعالى:
﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾
(المائدة 48)

عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير




المكتب الإعلامي

المركزي


http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/...ts/entry_15140


From: mohamad khilafah <muslim1924@gmail.com>
__________________
[
 
 
  #26  
قديم 10-26-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
Exclamation رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .

الأربعاء 28 ذو القعدة 1432 هـ 26/10/2011م رقم الإصدار: ص/ب ن-99/011

بيان صحفي

السلطة تنسّق مع اليهود وتستنفر البلطجية والجواسيس لفرض مباراة كرة قدم نسائية

وتضرب وتعتقل وجهاء يطا المحتجين على إشاعتها لأسباب الفاحشة والرذيلة!



بالرغم من استنكار واعتراض وجهاء محافظة الخليل لدى مكتب المحافظ ورئيس بلدية دورا ومديرية تربية جنوب الخليل على عقد مباراة كرة قدم نسائية في مدينة دورا يوم الخميس 20/10/2011، إلا أن سلطة الإثم أصرت على عقدها، ثم أتبعتها بعقد مباراة أخرى في اليوم التالي، الجمعة، في قرية الكرمل شرق مدينة يطا بين فتيات من الكرمل وفريق إناث سويدي، متحديةً أهل فلسطين ووجهاءها مجاهرةً بالمعصية ومتعاونة على الإثم والعدوان مع الاحتلال اليهودي، وجندت أوباشها وأزلامها وبلطجيتها والجواسيس لفرض المباراة ولقمع واعتقال الذين احتجوا ورفضوا هذه الرذيلة.



إن الوجهاء والمشايخ وأهالي يطا والكرمل لمّا علموا أن السلطة مُصرّةٌ على الاستمرار في المعصية ونشر الرذيلة رغم محاسبة وجهاء محافظة الخليل، ولمّا علموا أن السلطة أحضرت الفتيات السويديات كاشفاتٍ لعوراتهن ليلعبن على ملعب الكرمل، خرجوا من مسجد بلال بن رباح في مسيرة حاشدة ضمت الوجهاء وأساتذة الجامعات والمدرسين باتجاه الملعب بعد صلاة الجمعة لإنكار هذا المنكر ورفض عقد المباراة بين أهليهم، وقد أسمعوا صوتهم للموجودين في نادي الكرمل، وعندما همّوا بمغادرة النادي وجدوا أن الشرطة استدعت الأجهزة الأمنية بعد التنسيق مع اليهود يرافقها البلطجية والجواسيس ليعتدوا على الناس بالهراوات والسكاكين وإطلاق الرصاص!!



لم يكتف رجال السلطة وأزلامها بالاعتداءات على الناس المحتجين وإصرارهم على عقد المباراة وحضورها ومشاهدة الفتيات خاصة الفتيات السويديات "بالشورت" وهن يركضن خلف الكرة، لم يكتفوا بذلك، بل وصف الذي تولّى كِبَرَهُ منهم (وهو مشبوه معروف) وجهاءَ وأساتذة ومدرّسي وأكارم يطا والكرمل "بالغوغاء المعزولين"، وصف لا يليق إلا بقائله، وبالأجهزة الأمنية والبلطجية الذين داهموا المنازل والمحالّ التجارية والمدارس بحثاً عن المشاركين في مسيرة الاحتجاج من شباب حزب التحرير وأقاربهم، ولا تزال حملة المداهمات والاعتقالات مستمرة حتى إعداد هذا البيان.



إن تصرفات وأقوال السلطة وأزلامها تشبه تماما ما قام به قذافي ليبيا ومبارك مصر وبن علي تونس وبشار سوريا وعلي اليمن، وكأن السلطة وأزلامها لم يستوعبوا الدرس ولم يعتبروا بما جرى للقذافي ومبارك وبن علي وأزلامهم، فهذه الأمة ومنها أهل فلسطين لن تنسى مَن ظلمها وأشاع الفاحشة فيها وكالَ لها التُّهم، واعتقل وعذّب أبناءها لأنهم أنكروا المنكرات وطالبوا بالحقوق ورفضوا إشاعة الفاحشة فيهم، "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ "

وإننا في حزب التحرير نتوجه إلى أهلنا في فلسطين المباركة، أهل المسجد الأقصى المبارك، فنقول: أتقبلون بأن تقوم السلطة بإحضار الفتيات شبه العاريات من اليابان ومن السويد وكافة دول الكفر الحاقد على الإسلام والمسلمين وتجوب بهم مدن فلسطين ليلعبن كرة قدم مع بنات من فلسطين لم يردعهن دينهن عن لعب الكرة أمام الرجال ويختلطن بالديّوثين؟، أتقبلون الدّياثة وإشاعة الفاحشة والرذيلة فيكم؟ هل هذه هي فلسطين؟! هل هذه هي أكناف بيت المقدس؟! أليست السلطة التي ترعى الفواحش بين ظهرانيكم دخيلة عليكم؟

ألم يكْفِكم أن السلطة تحولت من حركة تحرر وطني إلى مجموعة مرتزقة تحرس أمن الاحتلال مقابل أموال دول المانحين الذين دعموا الاحتلال اليهودي!؟، كيف ترضون لها أن تتحول إلى مجموعة ديوثين يشجعون على كشف العورات والاختلاط والرذيلة؟! أيرضى رجل كريم أن تلعب ابنته كرة قدم أمام الرجال؟!، أيرضى رجلٌ غيورٌ وقورٌ يخاف الله أن يشاهد الفتيات شبه العاريات وهن يعبثن بالكرة؟! أليس من يحاول إدخال هذه الثقافة إلى عقر داركم مشبوهاً يعمل لصالح الكفار؟



إن الواجب عليكم أن تدركوا أنفسكم وبناتكم وشبابكم وتقولوا للسلطة ورجالاتها قولاً بليغاً وتمنعوا منكراتها، حتى ترعوي هذه السلطة وتتراجع عن شنيع فعالها، وحتى نستحق نصر الله فيهيئ لنا ولأمة الإسلام خليفة راشدا يحرك الجيوش ويحرر فلسطين من الاحتلال اليهودي ويرفع عنا غمة السلطة الظالمة.



(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)

--
__________________
[
 
 
  #27  
قديم 10-28-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .


وجهاء يطا يسلمون عريضة لمكتب محافظ محافظة الخليل بخصوص التطورات والأوضاع المتوترة التي نجمت عن مباراة كرة القدم النسائية في يطا

أفاد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أنه على أثر ممارسات السلطة في مدينة يطا والمتمثلة في استنفارها لعناصرها وبلطجيتها لفرض مباراة كرة قدم نسائية في قرية الكرمل شرق يطا وسط مهرجان احتفالي و رقص يوم الجمعة الموافق 21/10/2011،

و على أثر قمعها لوجهاء يطا الذين احتجوا على تلك المباراة و تلك النشاطات التي تمس القيم و المفاهيم الإسلامية التي يدين بها أهل فلسطين، وعلى أثر ما تلا ذلك من عربدات وملاحقات و اعتقالات و خاصة لشباب حزب التحرير الذين شاركوا في الاحتجاج،

على أثر ذلك كله تنادى عدد من مخاتير يطا لاستنكار تلك الممارسات ووضع حد لها من خلال إعداد وثيقة تكشف الحقيقة و تحذر السلطة من نتيجة أعمالها غير المسئولة والتي تعادي أهل فلسطين و قيمهم الإسلامية.

و قد وقع على تلك العريضة أكثر من مئتين من مخاتير ووجهاء مدينة يطا وتم تسليمها لمكتب المحافظ في محافظة الخليل يوم الأربعاء الموافق 26/10/2011 حيث استلمها السيد فريد اعمر مدير دائرة الإصلاح و العشائر في محافظة الخليل والذي وعد بتسليمها للمحافظ،

ومن الجدير بالذكر أن المحافظ كان قد أخبر رئيس بلدية يطا ووجهاء آخرين بأنه لا يريد استقبالهم ولهذا أعطيت لمستشاره لشئون العشائر فريد اعمر.

27/10/2011

ملاحظة: نسخة من التواقيع محفوظة لدى المكتب الإعلامي



وهذا نص العريضة المذكورة

بسم الله الرحمن الرحيم

بخصوص الإشكال الذي حدث يوم الجمعة الماضية 21/10/2011 في قرية الكرمل وما تبعه من مشاكل المباراة المعلن عنها والتي تخالف كل ما لدينا من أعراف وتقاليد، ومن غير المقبول أن يقوم نفر منبوذ بفرض لعب النساء علينا، ولا نقبل أبدا بأن تكون البنات فرجة للهامل والكامل.

ومن جهة أخرى عندما خرج أبناؤنا في المسيرة التي انطلقت من مسجد الكرمل خرجوا من أجل الأعراض التي يجب أن تحموها أنتم ونحن، ونحن نعلم من شهود العيان ومن الفيديوهات التي نشروها أنهم قالوا رأيهم ولم يخربوا شيء ولو مجرد قلب كرسي، وعلمنا بوجود شباب من عائلة مدير النادي كانوا يحملون السكاكين والعصي، وشوهد شاب بلباس مدني يحمل مسدس، وعليه اتفق القائمون على المسيرة مع الشرطة على الخروج وأن تمنع الشرطة حملة السكاكين والعصي من الاقتراب، ولكن بعدما خرجوا تم الغدر بهم وهاجمتهم جموع البلطجية والأمن الوطني والوقائي.

ولذلك لا يوجد أي مبرر لاعتقال أو ملاحقة أحد منهم وتردد الأجهزة الأمنية وخاصة الوقائي على المدارس لاعتقال أبنائنا المدرسين أمام طلبتهم وهو أمر مستهجن ومرفوض ولا يتماشى مع أخلاق الشرطة والعسكر.

ونحن نتساءل لصالح من تستمر الملاحقات، هل هي لصالح أشخاص معينين في الوقائي؟ ونتساءل هل من الحكمة أن ينطلق المناديب مع سيارات الأمن للتدليل على بيوت أبناءنا ونحن في بلد عشائري لا ينسى فيه الشخص حقه وقد يترتب على ذلك ما يترتب من مشاحنات وربما مصادمات بين العشائر والحمايل.

ولذلك نخاطبكم بأن تتحلوا بالحكمة وأن توقفوا تلك المهزلة، ونحن باسمنا وباسم وجهاء ومخاتير يطا لن نقف مكتوفي الأيدي فأبناؤنا الذين شاركوا في تلك المسيرة هم من خيرة الناس وسمعتهم كالذهب وغالبيتهم العظمى من الجامعيين وحتى حملة الشهادات العليا.

وأعلموا أنكم تتحملون المسئولية الكاملة عن الفتن التي ستعم يطا وقد توقع الدموم بين العشائر والحمايل

واقبلوا فائق الاحترام

المصدر

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

http://www.pal-tahrir.info/events/28...ية-في-يطا.html
__________________
[
 
 
  #28  
قديم 10-28-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
Exclamation رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .


الوعي العام لعملية التغيير الصحيح

حمد طبيب


موضوع الوعي العام يرتبط ارتباطاً حتمياً بالتغيير الجذري المبدئي، لأنه لا يمكن تحقّقه في المجتمعات -أي التغيير- دون مقدمات، وأهم هذه المقدمات وأولاها هو الوعي العام على ما يراد إيجاده في المجتمع من عملية تغيير شاملة، قائمة على أساس مبدئيٍّ فكريٍّ صحيح، وهذا الأمر أيضاً هو من أحكام الطريقة في عملية التغيير الشرعية التي لا تجوز مخالفتها أو الحيد عن تفاصيلها؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد سار في هذا الطريق في المدينة المنورة في عملية تهيئة الأجواء من أجل توطئة الأرضية لإقامة الدولة الإسلامية، لذلك ومن هذا المنطلق لا بد من فهم معنى الوعي العام، وكيف يتحقق من أجل عملية التغيير الخاصة (المبدئية ).
فالوعي إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية، نجد أن معناه حسب ما ورد في الصحاح للجوهري الحفظ والفهم؛ قال: وعاه أي حفظه وفهمه،تقول: وعيت الحديث أعيه وعياً.. أما كلمة العام فهي مأخوذة من عمّ الشيء أو الأمر؛ أي شمل الجميع، قال: عم الشيء يعم عموماً أي شمل الجماعة، يقال: عمهم بالعطية.. فيصبح معنى الوعي العام كما وردت في لغة العرب هو فهم الأمة وحفظها لما يراد إيصاله إليها من فكر، وانتشار هذا الفهم والحفظ عند معظم الناس في المجتمع فيتحقق معنى الشمول.
أما كيف يتحقق هذا الوعي في المجتمع، فلا بد قبل بيان كيفية تحقّقه ومعرفة ذلك في المجتمع من بيان أنواع هذا الوعي العام في أي مجتمع كان وتأثيره في عملية التغيير. أما هذه الأنواع فهي:
الوعي على حاجات المجتمع المتعلقة بالنواحي الغريزيّة والحاجات العضوية: قد يقول قائل هنا: إن مظاهر الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع بشكل فردي عند كل إنسان، وهي تحتاج إلى مفهوم عن الأشياء التي تشبع الحاجات، ولا تحتاج إلى وعي وإحاطة، ولا دخل لموضوع الوعي بهذا الأمر. فنقول: هذا الكلامُ صحيح لأن الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع، ولكنّها لا تدفعه للتغيير المجتمعي الشامل على أساس الحاجات العضوية والغرائز، فلا بد من أن يسبق عملية التغيير للمجتمع على أساس هذه النظرة وعي وإحاطة وتشخيص للواقع حتى وإن كانت متعلقة بالحاجات العضوية والغرائز؛ لأن الموضوع هنا هو عملية تغيير وليس عملية إشباع فقط. فمثلاً نقول: إن نسبة البطالة كذا في المجتمع، وإن عدد الجوعى كذا، وعدد العاطلين عن العمل ومَنْ أجورهم دون الحد الأدنى كذا... فهذه الأمور كلها تتعلق بالحاجات العضوية من مأكل ومشرب ومسكن، وقد يكون الأمر ناتجاً عن الكبت والتضييق والاستعباد كما جرى في العصور الوسطى عند الشعوب الأوروبية، أو في العصور القديمة عند الرومان، ثم تقوم الشعوب بشكل جماعي منظم بعد تشخيص واقعها هذا، بالعمل لتغيير هذا الواقع مع أن الدافع لذلك هو دافع غرائزي ابتداء يتعلق بالحاجات العضوية أو بغريزة حب البقاء.
فكل عمليات التشخيص هذه التي تسبق التغيير تحتاج إلى وعي وإدراك عليها، حتى وإن كان دافعها في البداية غريزي أو نابعاً من حاجات عضوية، والوعي العام على الواقع هذا يكون مقدمة لعملية تغيير شاملة قائمة على أساس تحسين الوضع المعيشي فقط، أو الانعتاق من ربقة العبودية، وهذا الوعي العام يُحدث رأياً عاماً في أوساط الشباب والقادرين على التغيير، فيندفع هؤلاء الناس إلى عملية تغيير شاملة تحسّنُ الوضع المعيشي، أو تنتج تحرراً وانعتاقاً من العبوديات؛ كما جرى في عهد الكنيسة أو في عهد الرومان ..
الوعي العام الناتج عن الأفكار الخاطئة المغلوطة: سواء أكانت هذه الأفكار ناتجة عن مبدأ أم كانت بدون أساس مبدئي، وذلك كما جرى في كثير من بلاد أوروبا الغربية عندما فُصل الدين عن الحياة، وأصبح عند الشعوب مبدأٌ اسمه (الحل الوسط)، وأصبح لهذا المبدأ عقيدة وفكرٌ جديد، وصار له رأيٌ عام معاكس لظلم الكنيسة والتسلط. فالشعوب في أوروبا أصبحت تعي على هذا الفكر الجديد؛ أي أصبح هناك وعيٌ عام في أوساط الجماهير، وفي أوساط القادرين على التغيير من القوى السياسية، ثم أصبح هذا الوعي العام رأياً عاماً عند عامة الناس، وقامت عملية تغييرٍ جذريّ على أساسه في معظم دول أوروبا، ثم انتقلت إلى شعوب أخرى في مناطق كثيرة من العالم عندما أصبح لهذا الفكر الجديد رأي عام نابع من قناعات الشعوب به (أصبح له وعيٌ عام).
الوعي العام الناتج عن المبدأ الصحيح: والمبدأ الصحيح – كما نعلم – هو ما كانت عقيدته مبنية على العقل، أي تقنع العقل الإنساني بشكل عام، وكانت موافقة للفطرة الإنسانية؛ أي لغريزة حب التدين؛ بمعنى أنه يقرّر ما في الإنسان من احتياج للخالق العظيم.. وهذا لا يوجد إلا في مبدأ الإسلام لأنه يقنع العقل الإنساني في كل مكان بأن لهذا الكون خالقاً خلقه، وأيضاً يقرّر ما في الإنسان من احتياج لهذا الخالق.
والحقيقة أن هذا الوعي العام – الناتج عن المبدأ الصحيح – لا يمكن تحققه إلا عند المسلمين، والسبب أنه لا يوجد في العالم كله مبدأ يتصف بصفة إقناع العقل وموافقة الفطرة إلا مبدأ الإسلام فقط.
أما تحقيق هذا الوعي العام فإنه يكون بوضوح أفكار الإسلام الرئيسة المراد إيجاد التغيير على أساسها في أذهان الناس؛ عقيدةً وأحكاماً، عند عامة الناس في المجتمع؛ أي حصول الوعي على عموم أفكار الإسلام عند عامة المجتمع!!، وهذه الأفكار العامة مثل وحدانية الله عز وجل، وأنه هو المشرع فقط، ولا يجوز أخذ تشريع من غيره، وأن التشريع من غير الله كفر لا يُقبل أبداً. والوعي أيضاً أن الأمة الإسلامية أمة واحدة من دون الناس، تسودها أخوة الإسلام، وتربطها عقيدة الدين فوق العرقيات والإقليميات، وأن الدولة الإسلامية هي عنوان هذا الوحدة، وعنوان قوة المسلمين، وأنها فرض على الأمة الإسلامية وقضية مصيرية من قضاياها، والأمة بدونها ضائعة ضعيفة، عدا عن وقوعها في دائرة الغضب الإلهي. والوعي العام أن الكفار أعداءٌ للأمة لا يريدون لها الخير وأنهم يحرصون على عدم عودة الإسلام بعودة الوحدة إلى الأمة، أي بعودة دولة الإسلام، وأنهم يسهرون على منعها، ويعملون بكل ما أوتوا من قوة وبأس. والوعي أن طريقة نهضة الأمة الإسلامية هي بفكرها ومبدئها، وليس عن طريق أفكار الغرب ولا عن طريق الحركات أو الأحزاب العميلة المرتبطة بالغرب، حتى وإن كانت إسلامية .فهذا كله هو من الوعي العام الواجب إيجاده في الأمة، ويحتاج في نفس الوقت أيضاً إلى وعي خاص على كل جزئية منه عند طائفة خاصّة من أبناء الأمة من أجل إحداث عملية التغيير المبدئي في المجتمع؛ أي عند القائمين على عملية التغيير من الأحزاب، وعند أهل القوة والنصرة والمنعة، أو وجهاء الناس لأنهم في مقدمة الصفوف من أجل عملية التغيير، ويحتاجون إلى وعي خاص فوق الوعي العام الموجود عند باقي الأمة، وذلك حتى تكون نصرتهم صحيحة وعملهم سليماً، ولا يحدث عندهم أيّ انحراف أثناء عملية التغيير الجذري .
هذا الوعي العام إذا حصل عند الأمة فإنه يُحدث بشكل تلقائي رأياً عاماً شاملاً في أوساط الجماهير السياسية والفكرية، وعند عموم الناس، فيصبح عند الأمة الاستعداد لقبول هذه العملية التغييرية على أساس الفكرة المراد إيجادها في المجتمع، وتصبح الأمة حارسة لهذه العملية داعمة لها..
ومع هذا الوعي العام على الإسلام، وعلى الكفر وأساليبه وغاياته، وعلى عملية التغيير المراد إيجادها في المجتمع يجب أن يكون عند الأمة وعيٌ عامٌ على من يحمل هذا الفكرة ويعمل لها، ويريد إيجاد واقع عملي لها في الحياة؛ أي يجب أن يكون هناك وعي على الأحزاب القائمة على التغيير وعلى إخلاصها وصدقها. والوعي المطلوب هنا على الأحزاب هو وعيٌ على استقامة هذه الأحزاب، واستقامة تمسّكها بالفكر الذي تحمله، وإخلاصها للأمة، وعدم ارتباطها بأي جهة أخرى، وقدرتها على القيادة وكفاءتها في تقدم الصفوف وقدرتها على الاستمرارية بعد عملية التغيير ..
والحقيقة أن الوعي المطلوب اليوم في بلاد المسلمين هو الوعي العام على عملية التغيير المبدئية الصحيحة، وعلى المخلصين من القائمين عليها، وذلك بجانب هذا الرأي العام الكاسح الموجود للإسلام، وليس الوعي المرتبط بالغرائز والحاجات العضوية؛ أي الوعي على حالة الفقر من حيث المأكل والمشرب والأجور والحاجات المعيشية وحرية التصرف والانعتاق من القيود المفروضة على الناس فقط.
فالناظر اليوم في بلاد المسلمين يرى أن عموم المسلمين عندهم رأيٌ عام للإسلام والحمد لله، وأصبح الإسلام مطلباً كذلك عند الأغلبية الساحقة، وهذا الرأي العام يأخذ اتجاه الوعي العام الكامل ولكنه تعترضه وتحاول أن تحرفه عنه أفكار مخلوطة ومتداخلة تجمع بين النقيضين أحياناً، ومشوهة عن الإسلام، وواردة إلينا من ثقافات الغرب المسمومة، عبر بعض الحركات الإسلامية وغير الاسلامية التي تخدم الاستعمار، وبسبب تضليل علماء السوء والمؤسسات الدينية التي ترعاها الدول الكافرة في بلاد المسلمين، وبسبب وجود وسائل الإعلام والمنابر بيد الحكام، وبسبب الحرب الشريرة التي تشنها الدول الكافرة ضد الوعي الصحيح حتى لا تنقلب الأمور عليها رأساً على عقب، وتنفلت من يدها في بلاد المسلمين .
أما بالنسبة لحزب التحرير وفكرته ودعوته فإن هناك في أكثر الدول في العالم الإسلامي رأيٌ عام له؛ أي للحزب نفسه، نتيجة السجون والقتل والتنكيل، ونتيجة معرفة الأمة بإخلاصه وإحساسهم بذلك، ولكن هذا الرأي العام للحزب كذلك يعترضه الغرب الكافر والحركات الإسلامية وغير الإسلامية وتحاول أن تشوه صورته لكي تبعد الناس عن فكرته وطريقته وغايته حتى لا يوجد وعيٌ على الحزب في هذه الدول عند عموم المسلمين، والسبب في عدم تحقّق هذا الوعي العام ليس راجعاً للحزب وفكره، أو إلى جهوده في إيصال الفكرة، وإنما راجع إلى حالة التضييق والتعتيم التي تمارس ضدّ فكره وضدّ رجالاته وأعماله، وإحاطة الناس بهالة من الخوف والكبت والقهر والسجون لمن يقترب من هذا الحزب، ورغم ذلك يوجد وعيٌ عند كثيرٍ من أبناء المسلمين في تلك البلاد وخاصة بين أوساط المثقفين والمتعلمين.
ويمكن القول إن الأمة فيها رأي عام للإسلام، وفي بعض بلاد المسلمين يوجد فوق الرأي العام للإسلام رأي عام عظيم للحزب، ولكن مازال الوعي العام يحتاج إلى اكتمال عند عموم الأمة، وإن كان موجوداً عند الكثير من أفرادها، وهذه هي المشكلة التي تعاني منها الأمة الإسلامية اليوم .
والناظر في الأحداث العالمية التي حدثت، ومازالت تحدث في بلاد المسلمين وخارجها يرى أنها كلّها تستنهض فكر الأمة نحو الوعي العام، وخاصة ما جرى من احتلال اليهود لأرض فلسطين، وعجز الأنظمة عن مواجهة ذلك طوال ستين عاماً، وما جرى من احتلال أفغانستان والعراق ومساعدة الحكام والجيوش في بلاد المسلمين لهذا الاحتلال، ولهث الدول في العالم الإسلامي خلف يهود للسلام، ووقوف حكام المسلمين في صفّ أميركا لمحاربة الإرهاب (الإسلام)، وتصفية المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية كقادة الجهاد والعلماء، وأخيراً جاءت هذه الثورات والانتفاضات العارمة كرافدٍ جديد يصب في بوتقة الوعي العام عند الأمة، والتي ثارت في وجه الحكام كالبركان، وحطّمت الكثير مما أقامه الحكام من حواجز أمام الوعي العام كي لا يتحقق .
وقد ساعد أيضاً في هذا الاستنهاض الفكري نحو الوعي العام ما جرى من تهاوي الأفكار العالمية كالاشتراكية والرأسمالية، وعجزها عن معالجة شؤون الناس في مجالات الحياة المختلفة كالنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي، ويمكن القول إن الأمة قد أخذت تشق طريقها بتسارع كبير نحو تحقق الوعي العام على الإسلام وعلى الحزب أيضاً.
وقبل أن نختم نقول: إن هذه الثورات ستحطم بإذن الله كل القيود والسدود التي أقامها الحكام لعدم وصول الأمة إلى درجة الوعي العام الصحيح على دينها وواقعها وعلى الأحزاب المخلصة التي تريد نهضتها وتغيير واقعها، وستُظهر هذه الثورات الحكام وأفكارهم الهزيلة أمام شعوبهم على أنها أوهى من بيت العنكبوت، وستصل الشعوب عما قريب في خضم هذه الأحداث المتعاقبة والمتسارعة إلى قناعة تامة أن خلاصهم ليس بالأفكار الغربية الواهية المزيفة كالديمقراطية والحرية، وإنما في فكر الإسلام العالي الراقي، وسيحصل عندها أيضاً قناعة تامة ناتجة عن وعي عام أن الحزب؛ أي حزب التحرير هو وحده الذي يحمل لواء التغيير الصحيح في العالم الإسلامي، ويسعى له بصدق وجد وإخلاص وعمل دؤوب متواصل.. وفي هذا مؤشر خير بإذنه تعالى كي تحتضن الأمة الأفكار الصحيحة ليصبح عندها وعي عام عليها، ويصبح عندها أيضاً وعيٌ عام على فكر الحزب وطريقته لعملية التغيير الشاملة الصحيحة..
نسأله تعالى أن يهيئ الظروف لتحقّق هذا الأمر عما قريب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م

__________________
[
 
 
  #29  
قديم 10-29-2011
ابو عمر ابو عمر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 92
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب عوض الله مشاهدة المشاركة

الوعي العام لعملية التغيير الصحيح

حمد طبيب


موضوع الوعي العام يرتبط ارتباطاً حتمياً بالتغيير الجذري المبدئي، لأنه لا يمكن تحقّقه في المجتمعات -أي التغيير- دون مقدمات، وأهم هذه المقدمات وأولاها هو الوعي العام على ما يراد إيجاده في المجتمع من عملية تغيير شاملة، قائمة على أساس مبدئيٍّ فكريٍّ صحيح، وهذا الأمر أيضاً هو من أحكام الطريقة في عملية التغيير الشرعية التي لا تجوز مخالفتها أو الحيد عن تفاصيلها؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد سار في هذا الطريق في المدينة المنورة في عملية تهيئة الأجواء من أجل توطئة الأرضية لإقامة الدولة الإسلامية، لذلك ومن هذا المنطلق لا بد من فهم معنى الوعي العام، وكيف يتحقق من أجل عملية التغيير الخاصة (المبدئية ).
فالوعي إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية، نجد أن معناه حسب ما ورد في الصحاح للجوهري الحفظ والفهم؛ قال: وعاه أي حفظه وفهمه،تقول: وعيت الحديث أعيه وعياً.. أما كلمة العام فهي مأخوذة من عمّ الشيء أو الأمر؛ أي شمل الجميع، قال: عم الشيء يعم عموماً أي شمل الجماعة، يقال: عمهم بالعطية.. فيصبح معنى الوعي العام كما وردت في لغة العرب هو فهم الأمة وحفظها لما يراد إيصاله إليها من فكر، وانتشار هذا الفهم والحفظ عند معظم الناس في المجتمع فيتحقق معنى الشمول.
أما كيف يتحقق هذا الوعي في المجتمع، فلا بد قبل بيان كيفية تحقّقه ومعرفة ذلك في المجتمع من بيان أنواع هذا الوعي العام في أي مجتمع كان وتأثيره في عملية التغيير. أما هذه الأنواع فهي:
الوعي على حاجات المجتمع المتعلقة بالنواحي الغريزيّة والحاجات العضوية: قد يقول قائل هنا: إن مظاهر الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع بشكل فردي عند كل إنسان، وهي تحتاج إلى مفهوم عن الأشياء التي تشبع الحاجات، ولا تحتاج إلى وعي وإحاطة، ولا دخل لموضوع الوعي بهذا الأمر. فنقول: هذا الكلامُ صحيح لأن الغرائز والحاجات العضوية تدفع الإنسان للإشباع، ولكنّها لا تدفعه للتغيير المجتمعي الشامل على أساس الحاجات العضوية والغرائز، فلا بد من أن يسبق عملية التغيير للمجتمع على أساس هذه النظرة وعي وإحاطة وتشخيص للواقع حتى وإن كانت متعلقة بالحاجات العضوية والغرائز؛ لأن الموضوع هنا هو عملية تغيير وليس عملية إشباع فقط. فمثلاً نقول: إن نسبة البطالة كذا في المجتمع، وإن عدد الجوعى كذا، وعدد العاطلين عن العمل ومَنْ أجورهم دون الحد الأدنى كذا... فهذه الأمور كلها تتعلق بالحاجات العضوية من مأكل ومشرب ومسكن، وقد يكون الأمر ناتجاً عن الكبت والتضييق والاستعباد كما جرى في العصور الوسطى عند الشعوب الأوروبية، أو في العصور القديمة عند الرومان، ثم تقوم الشعوب بشكل جماعي منظم بعد تشخيص واقعها هذا، بالعمل لتغيير هذا الواقع مع أن الدافع لذلك هو دافع غرائزي ابتداء يتعلق بالحاجات العضوية أو بغريزة حب البقاء.
فكل عمليات التشخيص هذه التي تسبق التغيير تحتاج إلى وعي وإدراك عليها، حتى وإن كان دافعها في البداية غريزي أو نابعاً من حاجات عضوية، والوعي العام على الواقع هذا يكون مقدمة لعملية تغيير شاملة قائمة على أساس تحسين الوضع المعيشي فقط، أو الانعتاق من ربقة العبودية، وهذا الوعي العام يُحدث رأياً عاماً في أوساط الشباب والقادرين على التغيير، فيندفع هؤلاء الناس إلى عملية تغيير شاملة تحسّنُ الوضع المعيشي، أو تنتج تحرراً وانعتاقاً من العبوديات؛ كما جرى في عهد الكنيسة أو في عهد الرومان ..
الوعي العام الناتج عن الأفكار الخاطئة المغلوطة: سواء أكانت هذه الأفكار ناتجة عن مبدأ أم كانت بدون أساس مبدئي، وذلك كما جرى في كثير من بلاد أوروبا الغربية عندما فُصل الدين عن الحياة، وأصبح عند الشعوب مبدأٌ اسمه (الحل الوسط)، وأصبح لهذا المبدأ عقيدة وفكرٌ جديد، وصار له رأيٌ عام معاكس لظلم الكنيسة والتسلط. فالشعوب في أوروبا أصبحت تعي على هذا الفكر الجديد؛ أي أصبح هناك وعيٌ عام في أوساط الجماهير، وفي أوساط القادرين على التغيير من القوى السياسية، ثم أصبح هذا الوعي العام رأياً عاماً عند عامة الناس، وقامت عملية تغييرٍ جذريّ على أساسه في معظم دول أوروبا، ثم انتقلت إلى شعوب أخرى في مناطق كثيرة من العالم عندما أصبح لهذا الفكر الجديد رأي عام نابع من قناعات الشعوب به (أصبح له وعيٌ عام).
الوعي العام الناتج عن المبدأ الصحيح: والمبدأ الصحيح – كما نعلم – هو ما كانت عقيدته مبنية على العقل، أي تقنع العقل الإنساني بشكل عام، وكانت موافقة للفطرة الإنسانية؛ أي لغريزة حب التدين؛ بمعنى أنه يقرّر ما في الإنسان من احتياج للخالق العظيم.. وهذا لا يوجد إلا في مبدأ الإسلام لأنه يقنع العقل الإنساني في كل مكان بأن لهذا الكون خالقاً خلقه، وأيضاً يقرّر ما في الإنسان من احتياج لهذا الخالق.
والحقيقة أن هذا الوعي العام – الناتج عن المبدأ الصحيح – لا يمكن تحققه إلا عند المسلمين، والسبب أنه لا يوجد في العالم كله مبدأ يتصف بصفة إقناع العقل وموافقة الفطرة إلا مبدأ الإسلام فقط.
أما تحقيق هذا الوعي العام فإنه يكون بوضوح أفكار الإسلام الرئيسة المراد إيجاد التغيير على أساسها في أذهان الناس؛ عقيدةً وأحكاماً، عند عامة الناس في المجتمع؛ أي حصول الوعي على عموم أفكار الإسلام عند عامة المجتمع!!، وهذه الأفكار العامة مثل وحدانية الله عز وجل، وأنه هو المشرع فقط، ولا يجوز أخذ تشريع من غيره، وأن التشريع من غير الله كفر لا يُقبل أبداً. والوعي أيضاً أن الأمة الإسلامية أمة واحدة من دون الناس، تسودها أخوة الإسلام، وتربطها عقيدة الدين فوق العرقيات والإقليميات، وأن الدولة الإسلامية هي عنوان هذا الوحدة، وعنوان قوة المسلمين، وأنها فرض على الأمة الإسلامية وقضية مصيرية من قضاياها، والأمة بدونها ضائعة ضعيفة، عدا عن وقوعها في دائرة الغضب الإلهي. والوعي العام أن الكفار أعداءٌ للأمة لا يريدون لها الخير وأنهم يحرصون على عدم عودة الإسلام بعودة الوحدة إلى الأمة، أي بعودة دولة الإسلام، وأنهم يسهرون على منعها، ويعملون بكل ما أوتوا من قوة وبأس. والوعي أن طريقة نهضة الأمة الإسلامية هي بفكرها ومبدئها، وليس عن طريق أفكار الغرب ولا عن طريق الحركات أو الأحزاب العميلة المرتبطة بالغرب، حتى وإن كانت إسلامية .فهذا كله هو من الوعي العام الواجب إيجاده في الأمة، ويحتاج في نفس الوقت أيضاً إلى وعي خاص على كل جزئية منه عند طائفة خاصّة من أبناء الأمة من أجل إحداث عملية التغيير المبدئي في المجتمع؛ أي عند القائمين على عملية التغيير من الأحزاب، وعند أهل القوة والنصرة والمنعة، أو وجهاء الناس لأنهم في مقدمة الصفوف من أجل عملية التغيير، ويحتاجون إلى وعي خاص فوق الوعي العام الموجود عند باقي الأمة، وذلك حتى تكون نصرتهم صحيحة وعملهم سليماً، ولا يحدث عندهم أيّ انحراف أثناء عملية التغيير الجذري .
هذا الوعي العام إذا حصل عند الأمة فإنه يُحدث بشكل تلقائي رأياً عاماً شاملاً في أوساط الجماهير السياسية والفكرية، وعند عموم الناس، فيصبح عند الأمة الاستعداد لقبول هذه العملية التغييرية على أساس الفكرة المراد إيجادها في المجتمع، وتصبح الأمة حارسة لهذه العملية داعمة لها..
ومع هذا الوعي العام على الإسلام، وعلى الكفر وأساليبه وغاياته، وعلى عملية التغيير المراد إيجادها في المجتمع يجب أن يكون عند الأمة وعيٌ عامٌ على من يحمل هذا الفكرة ويعمل لها، ويريد إيجاد واقع عملي لها في الحياة؛ أي يجب أن يكون هناك وعي على الأحزاب القائمة على التغيير وعلى إخلاصها وصدقها. والوعي المطلوب هنا على الأحزاب هو وعيٌ على استقامة هذه الأحزاب، واستقامة تمسّكها بالفكر الذي تحمله، وإخلاصها للأمة، وعدم ارتباطها بأي جهة أخرى، وقدرتها على القيادة وكفاءتها في تقدم الصفوف وقدرتها على الاستمرارية بعد عملية التغيير ..
والحقيقة أن الوعي المطلوب اليوم في بلاد المسلمين هو الوعي العام على عملية التغيير المبدئية الصحيحة، وعلى المخلصين من القائمين عليها، وذلك بجانب هذا الرأي العام الكاسح الموجود للإسلام، وليس الوعي المرتبط بالغرائز والحاجات العضوية؛ أي الوعي على حالة الفقر من حيث المأكل والمشرب والأجور والحاجات المعيشية وحرية التصرف والانعتاق من القيود المفروضة على الناس فقط.
فالناظر اليوم في بلاد المسلمين يرى أن عموم المسلمين عندهم رأيٌ عام للإسلام والحمد لله، وأصبح الإسلام مطلباً كذلك عند الأغلبية الساحقة، وهذا الرأي العام يأخذ اتجاه الوعي العام الكامل ولكنه تعترضه وتحاول أن تحرفه عنه أفكار مخلوطة ومتداخلة تجمع بين النقيضين أحياناً، ومشوهة عن الإسلام، وواردة إلينا من ثقافات الغرب المسمومة، عبر بعض الحركات الإسلامية وغير الاسلامية التي تخدم الاستعمار، وبسبب تضليل علماء السوء والمؤسسات الدينية التي ترعاها الدول الكافرة في بلاد المسلمين، وبسبب وجود وسائل الإعلام والمنابر بيد الحكام، وبسبب الحرب الشريرة التي تشنها الدول الكافرة ضد الوعي الصحيح حتى لا تنقلب الأمور عليها رأساً على عقب، وتنفلت من يدها في بلاد المسلمين .
أما بالنسبة لحزب التحرير وفكرته ودعوته فإن هناك في أكثر الدول في العالم الإسلامي رأيٌ عام له؛ أي للحزب نفسه، نتيجة السجون والقتل والتنكيل، ونتيجة معرفة الأمة بإخلاصه وإحساسهم بذلك، ولكن هذا الرأي العام للحزب كذلك يعترضه الغرب الكافر والحركات الإسلامية وغير الإسلامية وتحاول أن تشوه صورته لكي تبعد الناس عن فكرته وطريقته وغايته حتى لا يوجد وعيٌ على الحزب في هذه الدول عند عموم المسلمين، والسبب في عدم تحقّق هذا الوعي العام ليس راجعاً للحزب وفكره، أو إلى جهوده في إيصال الفكرة، وإنما راجع إلى حالة التضييق والتعتيم التي تمارس ضدّ فكره وضدّ رجالاته وأعماله، وإحاطة الناس بهالة من الخوف والكبت والقهر والسجون لمن يقترب من هذا الحزب، ورغم ذلك يوجد وعيٌ عند كثيرٍ من أبناء المسلمين في تلك البلاد وخاصة بين أوساط المثقفين والمتعلمين.
ويمكن القول إن الأمة فيها رأي عام للإسلام، وفي بعض بلاد المسلمين يوجد فوق الرأي العام للإسلام رأي عام عظيم للحزب، ولكن مازال الوعي العام يحتاج إلى اكتمال عند عموم الأمة، وإن كان موجوداً عند الكثير من أفرادها، وهذه هي المشكلة التي تعاني منها الأمة الإسلامية اليوم .
والناظر في الأحداث العالمية التي حدثت، ومازالت تحدث في بلاد المسلمين وخارجها يرى أنها كلّها تستنهض فكر الأمة نحو الوعي العام، وخاصة ما جرى من احتلال اليهود لأرض فلسطين، وعجز الأنظمة عن مواجهة ذلك طوال ستين عاماً، وما جرى من احتلال أفغانستان والعراق ومساعدة الحكام والجيوش في بلاد المسلمين لهذا الاحتلال، ولهث الدول في العالم الإسلامي خلف يهود للسلام، ووقوف حكام المسلمين في صفّ أميركا لمحاربة الإرهاب (الإسلام)، وتصفية المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية كقادة الجهاد والعلماء، وأخيراً جاءت هذه الثورات والانتفاضات العارمة كرافدٍ جديد يصب في بوتقة الوعي العام عند الأمة، والتي ثارت في وجه الحكام كالبركان، وحطّمت الكثير مما أقامه الحكام من حواجز أمام الوعي العام كي لا يتحقق .
وقد ساعد أيضاً في هذا الاستنهاض الفكري نحو الوعي العام ما جرى من تهاوي الأفكار العالمية كالاشتراكية والرأسمالية، وعجزها عن معالجة شؤون الناس في مجالات الحياة المختلفة كالنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي، ويمكن القول إن الأمة قد أخذت تشق طريقها بتسارع كبير نحو تحقق الوعي العام على الإسلام وعلى الحزب أيضاً.
وقبل أن نختم نقول: إن هذه الثورات ستحطم بإذن الله كل القيود والسدود التي أقامها الحكام لعدم وصول الأمة إلى درجة الوعي العام الصحيح على دينها وواقعها وعلى الأحزاب المخلصة التي تريد نهضتها وتغيير واقعها، وستُظهر هذه الثورات الحكام وأفكارهم الهزيلة أمام شعوبهم على أنها أوهى من بيت العنكبوت، وستصل الشعوب عما قريب في خضم هذه الأحداث المتعاقبة والمتسارعة إلى قناعة تامة أن خلاصهم ليس بالأفكار الغربية الواهية المزيفة كالديمقراطية والحرية، وإنما في فكر الإسلام العالي الراقي، وسيحصل عندها أيضاً قناعة تامة ناتجة عن وعي عام أن الحزب؛ أي حزب التحرير هو وحده الذي يحمل لواء التغيير الصحيح في العالم الإسلامي، ويسعى له بصدق وجد وإخلاص وعمل دؤوب متواصل.. وفي هذا مؤشر خير بإذنه تعالى كي تحتضن الأمة الأفكار الصحيحة ليصبح عندها وعي عام عليها، ويصبح عندها أيضاً وعيٌ عام على فكر الحزب وطريقته لعملية التغيير الشاملة الصحيحة..
نسأله تعالى أن يهيئ الظروف لتحقّق هذا الأمر عما قريب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
انجازات الثورات المباركة ؟!!!!!لا بارك الله فيها
ان اخطر ما تتعرض له الامة الاسلامية منذ ما يزيد عن قرن من الزمان انها ضحية للتضليل السياسي وكذلك سوء التفكير السياسي ولقد عانت الأمّة الإسلامية من سوء التفكير السياسي الكثير من المصائب والويلات، فالدولة العثمانية مثلاً، حين كانت أوروبا تحاربها في القرن التاسع عشر، إنّما كانت تحاربها في الأعمال السياسية أكثر منها في الأعمال العسكرية، وإنه وإن وقعت أعمال عسكرية ولكنها كانت مساعدة للأعمال السياسية، فمثلاً ما كانوا يسمونه بمشكلة البلقان، وهي مشكلة خلقتها الدول الغربية بالتصريحات، فأعلنوا أن دول البلقان يجب أن تحرَّر من العثمانيين، أي من المسلمين، ولكن لم يكونوا يعنون أنهم سيحاربون الدولة العثمانية وإنما كانوا يعتمدون على إيجاد القلاقل والاضطرابات في البلقان فجاءوا بفكرة القومية والتحرر، فأخذها البلقانيون وأخذوا يقومون بالثورات، فكانت الدولة العثمانية تقوم بعمليات عسكرية ضد هذه الثورات مراعية وضع الدول الأخرى وتحاول استرضاء الدول الأخرى، مع أن هذه الدول الأخرى هي التي كانت تسند الثورات وهي التي كانت توهم العثمانيين وهي التي كان تجعلهم يشتغلون ضد الثورات من أجل أن يكون عملهم إنهاكاً لقواهم للقضاء على الثورات، وهكذا كان من نتيجة خطأ الدولة العثمانية وضلالها في التفكير السياسي أن خسرت البلقان، ثم لاحقتها فكرة القومية في عقر دارها حتى قضت عليها
فهدم الغرب الكافر دولة الخلافة الاسلامية على يد المجرم مصفى كمال عام 1924 ولكن بعد ان جعلت منه بريطانيا بطلا عسكريا بحيث مكنته من معارك مصطنعة مع جيوشها وكذلك جعلت امريكا من عميلها عبد الناصر بطلا قوميا يهاجم امريكا في كل مناسبة امعانا في تضليل المسلمين ولكنه يعمل في الخفاء لتنفيذ مشاريعها في المنطقة ولذلك يقول رجل المخابرات الامريكي مايلز كوبلاند في كتابه لعبة الامم
( إن الشرط اللازم لبقاء أي حاكم فى السلطة... واستمرار تقدمه في مجال البناء والإصلاح هو أن يظهر بمظهر يستحيل القول معه أنه صنيعة لنا، وأن يتصرف بطريقة لا تظهر أي انسجام مع أذواقنا وميولنا. وباختصار، فإن مساندتنا لاي زعيم للوصول الى سدة الحكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التى نريدها لا بد أن ترتطم بالحقيقة القاسية وهي أنه لا بد له من توجيه بعض الإساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة على السلطة ويضمن استمرارها. كما أن هيكل النظام السياسي الذي يتبع ذاك الحاكم لا بد أن يكون طبيعياً وفطرياً وغير مصطنع، وبالتالي يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تضمر عداءلمصالحنا ) فالغرب الكافر يتقن صناعة العملاء وتلميعهم ولم يقتصر الغرب الكافر في صناعته للعملاء على الحكام بل انه تجاوز ذلك الى صناعة المنظمات والاحزاب كمنظمة التحرير الفلسطينية ومن يدور في فلكها كحركتى حماس والجهاد الاسلامي من اجل بيع فلسطين وتثبيت كيان يهود خنجرا مسموما في خاصرة الامة الاسلامية وكذلك مثل حزب الله في لبنان بحيث جعلته امريكا قاعدة متقدمة لايران في جنوب لبنان تمهيدا لانشاء الهلال الشيعي في منطقة الشرق الاوسط بقيادة ايران علاوة على استخدامه كأداة في ضرب قوة الردع الاسرائيلي تمهيدا لحل القضية الفلسطينية حسب المشروع الامريكي القائم على اساس حل الدولتين وايضا قامت امريكا بصناعة تنظيم القاعدة من اجل السير قدما في تنفيذ مشروعها شرق اوسط كبير القائم على اساس ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وتقسيم منطقة العالم الاسلامي وبخاصة الشرق الاوسط على اسس طائفية واثنية
وبناء على ما تقدم فان التضليل السياسي هو ديدن الغرب الكافر حيث ان الغرب الكافر حقق نجاحات منقطعة النظير في تنفيذ مشاريعه الخبيثة وجرائمه النكراء على شعوب العالم عامة والامة الاسلامية خاصة من خلال التضليل السياسي حيث تعاني هذه الشعوب والامم من سوء التفكير السياسي
واليوم تمارس امريكا والغرب الكافر من ورائها اخطر عملية تضليل سياسي على الامة الاسلامية حيث ان المشروع الامريكي شرق اوسط كبير القائم على اساس ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين والتقسيم الجغرافي على اسس طائفية واثنية والذي تريد امريكا من خلاله صياغة منطقة العالم الاسلامي بما يوافق مصالحها
فان امريكا تعمل على تنفيذ هذا المشروع من خلال الشعوب بحيث تدفع الشعوب بالمطالبة بالمشاريع الامريكية على انها مطالب الشعوب ومن هنا نشهد الثورات والاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة والتي تسمى بالربيع العربي حتى تحقق اهدافها المرسومة لها امريكيا
ولكن المصيبة التي ما بعدها مصيبة والبلاء الذي ما بعده بلاء ان ينجذب ابناء المسلمين وبخاصة الذين يدٌَعون الوعى السياسي الى مشاريع امريكا والغرب الكافر من ورائها كما ينجذب الفراش الى النار والادهى والامر من ذلك يباركون المشروع الامريكي من حيث لا يعلمون ويتغنون بالثورات وما حققته من انجازات !!!ولكن عن اى انجازات يتحدثون ؟!!
هل يتحدثون عن انجازات ثورة تونس ؟!! التي افرزت انتخابتها للمجلس التأسيسي اليوم عن صعود حزب النهضة العلماني بثوب اسلامي والذي بشر زعيمه راشد الغوشي الغرب قبل المسلمين في تونس بانه لن يطبق الشريعة الاسلامية ولن يمنع البكيني على شواطىء تونس ولن يفرض الحجاب على المرأة المسلمة الذي فرضه رب العالمين
ولعلهم يتحدثون عن انجازات ثورة مصر!!! التي راح ثوارها يطالبون بالدولة المدنية مع ان مقومات الدولة المدنية تقوم على اساس الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان وكلها افكار كفر او انهم يقصدون بانجازات ثورة مصر صياغة دستور علماني جديد اول من يوقع عليه ويعمل على شرعنته الحركات الاسلامية كالحرية والعدالة (اخوان مسلمين) او العلماء المتهتكين في دين الله مثل القرضاوي مفتي قناة الجزيرة الامريكية او انهم يقصدون بانجازات ثورة مصر شرعنة القواعد العسكرية الامريكية المتواجدة على الاراضي المصرية وفي قناة السويس وهذا من خلال اعطاء الشرعيية لقادة المجلس العسكري الذي يستمد شرعيته من الثوار والكل يذكر شعار(الجيش والشعب يد واحدة)
ولعلي بهم يتحدثون عن انجازات ثورة ليبيا التي دخلت في نفق مظلم يصل الى اتون حرب اهلية على اسس اثنية من خلال ظهور امراء الحرب كما حصل في الصومال او الصراع بين القوى السياسية العلمانية والاسلامية منها حتى تتمكن امريكا من بناء قيادة الافريكوم في عمق الصحراء الليبية وكذلك نقل مصانع المواد السامة الى الصحراء الليبية الشاسعة , ولعلي بهم يقصدون بانجازات ثورة ليبيا صياغة دستور يؤسس الى الفيدرالية الوجه الاخر للتقسيم
نعم هذه هى الانجازات التي افرزتها ثورات المنطقة حتى الان وينطق بها الواقع وما خفى كان اعظم هذه هى الانجازات التي تساهم في ضرب ما تبقى من المنظومة الثقافية عند المسلمين وبخاصة فيما يتعلق بنظام الحكم في الاسلام وكيف لا واصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا ويتكلمون لغتنا ويلبسون ثوب الاسلام ينادون بالدولة المدنية مع انها شكل من اشكال انظمة الكفر والامة مطالبة شرعا في اقامة دولة اسلامية تحكم بالكتاب والسنة هذا من جانب اما الامر الاخر فان من الانجازات التي تعمل هذه الثورات على تحقيقها هو التقسيم الجغرافي لمنطقة العالم الاسلامي على اسس اثنية وطائفية اى حفر خندق بين ابناء الامة الاسلامية لا يمكن عقد جسر فوقه لا قدر الله
اما القول ان هذه الثورات قادت الامة لكسر حاجز الخوف عند الامة من الانظمة الدكتاتورية البوليسية مما قادها للوقوف في وجه الظالم والمطالبة برحيله وهذا الامر لطالما كنا ننادي به ونعمل على تحقيقه
نعم ان ثقافة الخوف ثقافة مميتة في الامة ثقافة تدفع بصاحبها الى الرضوخ والخنوع والغاء الكرامة حتى يصل الحال الى الذل والمهانة ولذلك عالج الاسلام هذه المسألة فوجه نظر الانسان باتجاه الذي يستحق ان يُخشى وهو الله سبحانه وتعال (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) [الأحزاب: آية 37] والاسلام هو الذي غذى ثقافة المواجهة والتصدي للحاكم الجائر الظالم فيقول رسولنا الكريم "سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجلٌ قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام "لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم"
وعليه فان الاسلام امر بثقافة المواجهة ونهى عن ثقافة الخوف ولكن بشرط ان تكون ثقافة المواجهة مصحوبة بثقافة الوعى السياسي وهذا ما لم يتوفر في هذه الثورات فما زالت الامة تعاني من سوء التفكير السياسي وضحية للتضليل السياسي وسهلة الوقوع في الفخاخ السياسية التي ينصبها الغرب الكافر لها علاوة على ذلك اين الخشية من الله في هذه الثورات؟!! التي تستضىء بنار المشركين وتطالب بالحماية الدولية وتنادي بافكار الكفر وانظمة الكفر
ايها المسلمون
ان الثورات المباركة هى الثورات التي تكون بقواها الذاتية وتعمل من اجل تحرير الامة من سيطرة ونفوذ الغرب الكافر ولاستئناف الحياة الاسلامية معا ولكن الثورات التي تكون بقوى الغرب الكافر من امريكا وبريطانيا وفرنسا وقوات الناتو وتعمل من اجل بقاء سيطرة ونفوذ امريكا والغرب الكافر من ورائها جاثما على صدورالامة وضرب ما تبقى من منظومتها الثقافية وتكون بعض قيادة هذه الثورات صنعت في الفريدوم هاوس بيت الحرية التابع للمخابرات الامريكية السي اى ايه والبعض الاخر من الاحزاب العلمانية والاسلامية التي تتلقى الدعم المالي والتوجيه السياسي من وزارة الخارجية الامريكية فهى ثورات مصطنعة ولا يجوز تكثير سوادها ولا الرضى عن اعمالها ولا تجوز مباركتها بل يجب كشفها وبيان زيفها واماطة اللثام عنها لاظهار الوجه القبيح الذي يقف خلفها وهذا لا يعني السكوت على هؤلاء الحكام المجرمين صنيعة الغرب الكافر بل يجب العمل على خلعهم عن عروشهم من اجل استئناف الحياة الاسلامية وليس الحياة العلمانية ومن اجل اقامة دولة اسلامية وليس دولة مدنية
ايها المسلمون
إلى متى تظل الامة تعاني من سوء التفكير السياسي؟ وإلى متى تظل ألعوبة يلعب بها الغرب الكافر وادواته العملاء ؟ أمَا آن لهذه الأمّة أن تدرك أنه لا خلاص لها من المصائب والويلات الا بالوعى السياسي ولا نجاة لها إلاّ بالإسلام، ولا أمل بنجاتها إلاّ على أيدي المخلصين الواعين؟ لذلك ندعو الأمّة لأن تضع حداً لهذه المؤامرات التي تنفذها امريكا والغرب الكافر من ورائها والتي تستهدف الامة وبلاد الإسلام، وأن لا تَقبل نظام حكم لها إلاّ النظام الذي يجمع صفوفها ويوحدها تحت راية واحدة ويطرد أعداءها ويطهّر بلادها، ألا وهو نظام الخلافة لأنه هو الوحيد الذي جعله الله نظام الحكم في الإسلام.
 
 
  #30  
قديم 10-29-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
Exclamation رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .

جامعة الأنظمة العربية امتعضت كــ " ثورٍ له خوار "

سيف الدين عابد
يتقلّب الشعب السوري الأبي بين مهلة وأخرى !!
ومع كلّ مهلة تعطى للنظام القمعي النصيري في سوريا تراق المزيد من الدماء وتُنتهك المزيد من الأعراض وتُدمَر المزيد من البيوت والمساجد.

كلّ يوم في سوريا يُودّعُ شهداء، أطفال ونساء وشباب وشيوخ

كلّ ساعة في سوريا تُخطّ ملاحم بطولية مدادها دماء قانية طيبة طاهرة

في ظلّ نظام " عفلقيّ " لا وازع ولا رادع له من دين ولا أخلاق ولا إنسانية

يتقلّب المحيط الإقليميّ لسوريا بين ذئاب شرسة تعين النظام وتقتل الشعب يداّ بيد مع مجرمي نظام البعث

من مثل حزب الله مدّعي البطولات والمقاومة والصمود على الحقّ حتى كشفته ثورة الأبطال في اوريا وأزالت

ورقة التوت عن جسده، ولبنان التي تعتبر الحليف لنظام سوريا في تقتيله وقمعه.

وبين متآمرين على الشعب السوري يلبسون لبوس الحمل الوديع، ويدّعون الحرص على السوريين وعلى دمائهم

وأعراضهم وما هم على الحقيقة إلا الحليف الأكبر والأفعل لنظام البعث السوري، وأعني تحديداً النظام التركي

وكذا النظام الإيراني الذي يمقت أهل السنة حيثما كانوا، فلا يضيره أن يعين نظام بشار المجرم على قتل شعبه

فتلك سياسة انتهجها مع المسلمين السنة في إيران فما الذي قد يردعه في سوريا وغيرها

وهؤلاء مجتمعين: سوريا، تركيا وإيران لهم سيّد واحد مطاع وهم الأمريكان، فقد كانوا إلى زمن قريب العبد

المطيع للسيّد الأمريكاني في كلّ سياساته في المنطقة، ابتداءً من سياسته في أفغانستان، وليس انتهاءً في



سياسته في العراق، إلى أن بدأ هؤلاء الأمريكان يفقدون عبداً أخلص لهم فبدأ يترنّح وقد خطى جلّ المسافة

على طريق الانهزام والاندثار...وهذا هو النظام السوري البعثي النصيري.

كانت تركيا – نظاماً – قد أعطت لحليفها، نظام سوريا، مهلة أسبوعين ليبدأ في الإصلاحات عسى أن يجد

موقفهم هذا حظوة عند الشعب، فما كان من الشعب السوري الأبي إلا أن أرسل رسالة واضحة مدوّية لنظام

تركيا يقول فيها: خمسة عشر يوماً كافية لقتلنا يا اردوغان...


وهذا ما حصل: انقضت فترة الإمهال التركية، ولم تقدّم الحكومة التركية شيئاً للمقتول وبقيت تُمهل القاتل

وهذا ما كنّا نتوقعه منذ البداية، فتركيا ليست أكثر من وكيل أمريكي في التعاطي مع عبد مثلها لصالح سيّدهم

الأمريكي، فبعد أن نفضت أمريكا يدها – أو كادت – من نظام سوريا التابع لها أوكلت مهمة المتابعة الحثيثة له

للنظام التركي، مع بقائها ترقب الشأن السوري عن كثب حتى إذا سقط – وسيسقط قريباً بإذن الله – ادّعت

حينها أنها كانت مع الشعب ضدّ نظامه فتعمل على محاولة إيجاد عميل غير بشار يسوس السوريين،

متجاهلة وعي الشعب السوري المسلم، ومتجاهلة فضح أمرها وانكشاف مخططاتها.

ولما انقضت المهلة التركية، التي كانت –بحسب ما قال الشعب السوري- كافية لقتله ولسقوط مئات الشهداء

وآلاف الجرحى ومثلهم أخفاهم النظام القمعي في غياهب السجون وتحت ثرى الشام الطاهر في مجازر

جماعية كُشف بعضُها ولم يكشف جُلّها.

أقول، لما انقضت تلك المهلة التركية بتبعاتها البشعة تلك جاء دور "جامعة الأنظمة العربية" التي يشوب

تحركاتها الكثير من الشك، فهي صمتت دهراً ونطقت جُرماً ...

فأطلت برأسها من تحت ركام التخاذلات الجمّة وبعد موات سريريّ طويل ألمّ بها لتقترح مهلة أخرى للنظام السوري،

يقتل في خلالها ما يشاء، ويغتصب قدر ما يشاء، ويغيّب عن الوجود بشراً أيضا قدر ما يشاء تحت ستار ومظلة تلك

الجامعة التي يحفل تاريخها بالعار والذلّ

وكان ردّ الشعب السوري الأبي أن أطلق جمعةً سمّاها: جمعة شهداء المهلة العربية

والتي أثخن فيها بشار الأسد في الشعب السوري تقتيلاً وتدميراً وتهجيراً، وارتفعت خلالها حدّة الهمجية

السورية فزادت من استخدام الطائرات والمدافع والدبابات!!

وحذّرت تلك الجامعة المنتنة بمن فيها وما فيها من نذالة وانحطاط يندى له الجبين، حذّرت نظام سوريا من

إجراءات عقابية إن انتهت المهلة ولم يوقف الأعمال العسكرية،

فانتهت المهلة، ويا للموقف ( المشرّف) الذي وقفته بعد انتهائها:

فقد عبّرت جامعة الأنظمة العربية عن: امتعاضها من عمليات القتل في سوريا!!

لقد "امتعض " العرب يا أهل حمص

لقد امتعض العرب يا شام الإباء

فبشراكم بشراكم!!

جامعة الأنظمة العربية باتت كـــ " ثور له خوار"

يُعبد من دون الله من قِبَل من عاش مهزوماً في فكره ومعتقده!!

تأبى تلك الجامعة، وكلّ الأنظمة التي خلفها إلا أن يقفوا مواقف الخذلان العار في زمن تطلب فيه

الشعوب العزّة والكرامة والانعتاق من ظلم الظالمين وتجبّر المتجبّرين!!

ولا جرم أن تكون هذه مواقف جامعة الذلّ تلك، فهي رجع صدى لمواقف الأنظمة التي تمثلها

ومن يرجو كرامة ونصراً عند أنظمة كتلك فهو جاهل لم يعد معذوراً بجهله بعد هذه الثورات

ومن يظن بها خيراً فلا يكون إلا كمن يستجير من الرمضاء بالنار

هذه الجامعة تدرك، كما تدرك كلّ الأنظمة الخانعة خلفها أن المسألة الآن هي ليس البحث في أن دور

باقي الأنظمة قادم أو لا، بل المسألة هي: متى، وعلى من يكون الدور الآن.

لذا فلا نعطيّن تلك الأنظمة حجماً أكبر من حجمها، ولا دوراً أعظم من دورها، فهي تابعة بالنيابة عن الحكام

التي تمثلهم، والذين ضجّت بهم الأرض الآن فما عادت تحتمل وجودهم ولا النظر إلى صورهم الهالكة المتهالكة

وأن نصر المؤمنين لا يكون إلا من عند ربّهم، فهو ناصرهم، وهو القادر على أن يقلب الأرض على رؤوس الحكام إن

صبرنا واحتسبنا وبه سبحانه لذنا

فلتبق الثورة في سوريا: لله

كما قال أهلنا فيها: هي لله هي لله

وما النصر إلا من عند الله

سيف الـدّيـن عـابـد
.

http://tareekalezzah-saifuddin.blogs...g-post_29.html


From:"saifuddin 3abed" <saifuddin_3abed@live.com>
__________________
[
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.