إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفرق الإسلامية

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص

الجمعة 26 جمادى الأولى 1432

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


جميع المقالات القادمة منقولة وبدون تعليق وكل هذا لا يغني عن مشاركتهم بأرض الواقع

لأنه هناك من يحبك وهناك من يكرهك

كما أن هذا البحث هام وعميق ويكفي أنه من عمل الأنبياء دعوة الناس الى التعرف على عظمة الله

وتعريفهم على بيوت الله حيث السكينة والطمئنينة .

إعداد : ن س أ / القدس
علماً أن المراكز التي تمارس هذا النوع من النشاط في بيت المقدس هي


1 ـ مركز الدعوة في بيت عور التحتا .

وهي قرية من قرى ( رام الله )

2 ـ مركز الدعوة في يطا .

وهذا في منطقة ( الخليل )


3 ـ مركز الدعوة في اللد

4 ـ يوجد الكثير من المراكز غير ما ذكر في بيت لحم وأريحا ونابلس ولكني لم أتشرف في زيارتهم للمعرفة والتأكد ..

أما المراكز الثلاث الأولى فإني أعرفها وزرتها .... والله الموفق .
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص


الجمعة 26 جمادى الأولى 1432

هذا العمل مقدمة للتوسع أو الإختصار في المستقبل
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص

نشأت في الهند وامتدت إلى معظم دول العالم

"جماعة الدعوة والتبليغ": لا نتدخل في السياسة لأنها سياسة رأي وانتقام ,ليست سياسة دين ورحمة

ما هي قصة "أهل الدعوة" أو "جماعة الدعوة والتبليغ" التي تنشط في طرابلس والشمال، وما هي أصولها ومبادئها، وما هي هيكليتها التنظيمية؟

كيف انتقلت من الهند وباكستان إلى لبنان، ومن هم مؤسسوها…؟

لماذا لا يشاركون في الحياة السياسية وكيف ينظرون إلى العمل السياسي وكيف يفصلون بين الدين والسياسة…؟ ولماذا ترحب بهم الحكومات العربية ولا تعترض على عملهم الحكومات الأجنبية؟

أسئلة كثيرة ترتسم حول "جماعة الدعوة والتبليغ" حملتها "الرقيب" إلى أمير "جماعة الدعوة والتبليغ" في طرابلس الشيخ عبد القادر صالح العبدو (أبو إبراهيم)، فكانت إجابات رسمت صورة واضحة لمعالم هذه الجماعة.

النشأة التاريخية… والمؤسس الأول

س: متى نشأت "جماعة الدعوة والتبليغ" وأين؟

ج: الدعوة إلى الله في الأساس هي عمل الأمة وفق قول الله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير" و "كنتم خير أمة أخرجت للناس".

وقد بدأت الدعوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن لم نحدث جديداً في ما نقوم به، لكن الأمة تركت نيابة النبوة… تركت واجب الدعوة.

وقبل نحو قرن من الزمن رأى أحد كبار العلماء والمشايخ في الهند، وهو فضيلة الشيخ مولانا محمد إلياس رحمه الله، حالة المسلمين الدينية في الهند في وضع سيء للغاية، ووجد من المسلمين في بعض المناطق الهندية من لا يعرفون عن الإسلام إلاّ اسمه، حتى أن بعضهم لا يحسنون التلفظ بالشهادتين.

تألم الشيخ من هذه الحال، وبدأ التفكير في العمل للعودة بهؤلاء الناس إلى أصول دينهم، فبدأ بهذه الدعوة من قرية "نظام الدين" خارج دلهي عاصمة الهند، فكان يخرج إلى السوق وإلى القرى ويتصل بالمسلمين ويدعوهم إلى المساجد وحلقات التعليم…

المبادئ والأصول

س: ما هي أهم مبادئ جماعة الدعوة والتبليغ وأصول العمل فيها؟

ج: اجتمع حول الشيخ اليأس نخبة من مختلف الطبقات من التجار والموظفين والأساتذة والطلاب والعمال وغيرهم…

وقد وضع بعض الأصول لهذه الجماعة ومنها:

-الخروج على النفقة الخاصة، فكل من يخرج في سبيل الله ينفق من جيبه الخاص، لا على حساب جمعية أو تبرعات، ومن لم يستطع الخروج أو الإنفاق فليعمل في مسجد الحي وفي الجولات المحلية.

-عدم التدخل في الأمور السياسية.

-عدم التعرض للمسائل الاجتهادية الخلافية، بل كل مسلم يعمل في ضوء المذهب الفقهي الذي اختاره، أو الرائج في بلده.

-الاهتمام بالإيمان والإخلاص، والصلاة والعلم والذكر وإكرام المسلم والدعوة إلى الله…

الأهداف والطموحات

س: ما هي أهم أهدافها وطموحاتها على المستوى الإسلامي العام؟

ج: نحن نعمل في كل أنحاء العالم على دعوة الناس إلى هذا الدين، ولنا جهود واضحة في معظم دول العالم: فرنسا، استراليا وغيرها، إضافة إلى الدول العربية والإسلامية… وفي هذه البلاد لا تعارض الحكومات العربية عملنا، لأننا لا نتدخل في السياسة ولا في شؤون الدولة أو الأعمال المسلحة، وهذا مقبول في عالمنا العربي.

"الدعوة والتبليغ" في لبنان

س: متى تأسست "جماعة الدعوة والتبليغ" في لبنان؟

ج: تأسست الجماعة في لبنان منذ حوالي 35 سنة على يد الشيخ حبيب سرحال من دلهون (إقليم الخروب) والشيخ عبد المجيد أبو الذهب (بيروت) والشيخ سعد الدين عكاوي (بيروت)، ثم انتشر العمل الدعوي في لبنان.

ومن أوائل المؤسسين في طرابلس: الشيخ مصطفى الحاج (أبو أنور)، الشيخ عمر فاهمة والشيخ محمد مرعي.

انطلق العمل في طرابلس في البداية من جامع محمود بك في التبانة، عندما قدمت جماعة من الباكستان والهند وصارت تتجول في مساجد المدينة، ثم انتقل مركز الدعوة إلى مسجد طينال.

الأنشطة وأساليب العمل

س: ما هي طبيعة الأنشطة التي تقوم بها "جماعة الدعوة والتبليغ"؟

ج: يترتب على كل عضو في الجماعة أن يخرج في العمر أربعة أشهر إلى الهند والباكستان حتى يقوم على تعلم أصول عمل أهل الدعوة والتبليغ… ونحن نخرج للدعوة في كل سنة 40 يوماً للدعوة، وفي كل شهر ثلاثة أيام، وفي الأسبوع لدينا جولتان: جولة في مسجد الحي، وجولة في مسجد آخر، وحلقتا تعليم: واحدة في مسجد الحي وثانية في البيت لتعليم الزوجة والأولاد.

والجولة للدعوة كالعمود الفقري للدعوة، وموضوع الجولة هو أن الله تعالى جعل حل مشاكلنا وقضايانا في الدنيا والآخرة في أن نعيش في هذه الدنيا على سنّة نبينا صلى الله وعليه وسلم وسيرته الطيبة، ولكي نحيي هذه السنّة في حياتنا لا بد من جهود، ولكي نرغّب أهل الحي لا بد من أن نجمعهم في المسجد للجولة، وذلك عن طريق الاعلان بعد صلاة الجماعة، ولو تولى الاعلان أحد الشخصيات من أهل الحي أو إمام المسجد لكان أحسن وأولى، ولكن لو فوّضوا أمر الاعلان إلى الدعاة فليقم أحدهم بالاعلان.

وفي الاجتماع بالمسجد يقوم بإلقاء الكلمة من يتم اختياره بالمشورة، وفي نهاية البيان يطلب الدعاة من الحاضرين الخروج في سبيل الله لأربعة أشهر بالجدّ، وتُكتب أسماء الملبين فوراً، ثم تكتب الأسماء لأربعين يوماً، ثم يُقبل أي وقت يرغب فيه راغب ويختاره.

المطالبة والتشكيل

س: كيف ينتظم المدعوون في الجماعة؟

ج: إن الجهود عند المطالبة والتشكيل تصبح روحاً للدعوة، فلو لم تُصرف الجهود بالجد على المطالبة تأخرت الأمور المطلوبة، ولم تظهر التضحية فذهبت روح العمل…

ويبدأ صاحب البيان (الخطاب) نفسه بالطلب ويقوم بتسجيل الأسماء شخص آخر، ولا يطيل الكلام الكاتب والمسجّل. ثم يتم لقاء أخوي يتذاكر فيه الدعاة تضحيات الأنبياء والصحابة ويرغّبون الحاضرين في تشكيل جماعة محلية.

المناهج والتعليم

س: ما هي أهم المراجع التي تعتمدها الجماعة لتهيئة الدعاة؟

ج: يتم إعطاء الأولوية للآداب وإنشاء الرغبة لطلب العلم، والتركيز على فضائل القرآن الكريم والتمرين على قراءة سوره بالتجويد… وأما الكتب فهي مؤلفات شيخ الحديث مولانا محمد زكريا ومنها: "فضائل القرآن المجيد"، "فضائل التبليغ"، "فضائل الذكر"، "فضائل الصدقات"، كذلك يُقرأ تأليف الشيخ احتشام الحسن الكاندهلوي "العلاج الوحيد لانحطاط المسلمين اليوم".

الهيكلية التنظيمية في لبنان

س: ما هو الشكل التنظيمي الذي تعتمدونه، وهل هناك هيكلية مركزية للجماعة في لبنان؟

ج: تعتمد "جماعة الدعوة والتبليغ" منهج الشورى، انطلاقاً من قوله تعالى "وشاورهم في الأمر" وقوله سبحانه "المشورة" حيث يتشاور الأخوة مجتمعين في مقتضيات هذه الدعوة، وفي نظم الترتيب لها، وفي وضع الجدول لاتمام هذه المقتضيات، والتنظيم المناسب، فيكون مجلس "المشورة" متسماً بإبداء الرأي مع عدم إصرار أحد على رأيه، وعدم استعمال أسلوب المعارضة لرأي الآخر. وليست كثرة الآراء أساس القرار عندنا، وليس من الضروري أخذ رأي كل شخص في كل الأمور، ولكن لا بد من إرضاء الجميع.

ولدينا أيضاً فيصلة وهي موقع "الأمير"، والأمير ليس ثابتاً بل يتغير كل ثلاثة أشهر، وأمير لبنان هو الشيخ حبيب سرحال، وهو يشاور أهل شورى طرابلس لتحديد من يكون "الفيصلة"-أو الأمير-في أمور أهل الجماعة كل ثلاثة أشهر، والأمير يفصل في كل أمور الجماعة وترتيب أعمالها.

مراكز النشاط

س: ما هي أبرز المراكز التي تنشطون فيها في لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً؟

ج: نحن نعمل في كل أنحاء لبنان، ولدينا مراكز منتشرة بدءاً من بيروت (مسجد الدنا) وفي صيدا (جامع الإمام علي) وفي البقاع (مسجد أبي بكر الصديق) وفي طرابلس (مسجد طينال) ونتجول في بقية المناطق المحيطة، ونخرج إلى بلاد خارجية مثل استراليا وألمانيا وأي بلد يعطينا تأشيرة نخرج إليه للدعوة في سبيل الله.

المشاركة السياسية

س: لماذا لا تشاركون في الحياة السياسية (الانتخابات مثلاً) وهل تنطلقون في ذلك من أنكم تحرّمونها أم تفضلون التفرغ للدعوة؟

ج: نحن لا نشارك في الحياة السياسية لأننا نترك هذا الأمر لأهل السياسة لمعرفتهم بأمور السياسة ولمعرفتنا بالأمور الدينية، ونحن نشارك في الانتخابات من دون أن نرشح أحداً من الجماعة لموقع ما، بل إننا نشارك في انتخاب الرجل المناسب للمكان المناسب، ونحن لا نشارك رغبة منا في التفرغ لأعمال الدعوة وليس لأننا نعتبر ذلك حراماً.

ونحن نفصل بين السياسة والدين، لأن هذه السياسة ليست سياسة إسلامية، بل هي سياسة رأي، لأن مفهومنا لسياسة الدين إشاعة الرحمة والشفقة والعدل بين الناس. أما المفهوم الراهن والسائد للسياسة فهو يعتمد على الانتقام فضح الأمة.

س:كيف هي علاقتكم بالحركات الإسلامية؟

ج: نحن نحترم كل الحركات الإسلامية، ولا نُكره أحداً على الانضمام إلينا، ونلتقي معهم على الدعوة إلى الله تعالى.

رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص

الجمعة 26 جمادى الأولى 1432



معنى التبليغ

البلوغ، والإبلاغ، والتبليغ بمعنى : الانتهاء، والوصول، والإيصال، والتوصيل إلى غاية مقصودة أو حدٍ مراد، سواء كان هذا الحد أو تلك الغاية مكاناً أو زماناً أو أمراً من الأمور المقدرة معنوياً (1).

ومن هذا المعنى أخذ معنى المبالغة في البيان التي هي الوصول باللفظ إلى أبعد من الحد للمعنى الواقعي.

وما ورد في القرآن الكريم من لفظ «بلغ» ومشتقاته يعود في أصله لهذا المعنى. نحو قوله تعالى : ( ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محلّه)(2). أي حتى يصل الهدي المكان المخصص له، والغاية أو الهدف هنا مكاني.

ونحو قوله تعالى : ( حتى إذا بلغ أشده، وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك..)(3).

بمعنى حتى إذا وصل إلى الزمن الذي يكون فيه متكاملاً عقلاً وجسداً وهو الزمن الذي يكون قد مضى من عمره أربعون سنة. والغاية كما هو واضح زمانية.

ونحو قوله تعالى : ( قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً)(4).

أي أنني قد وصلت إلى الحد الذي لا يقبل عنده عذري. وهو أمر معنوي.

ومن ثم فإن معنى التبليغ المراد بيانه هو إيصال شيء إلى شيء آخر، وغالباً ما يستعمل معنى التبليغ في الأمور المعنوية ويقل في الأمور المحسوسة نحو قولنا: أبلَغت أو بلّغت زيداً رسالة، أو فلاناً إنذاراً.

قال تبارك وتعالى : ( أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم)(5).

بمعنى أنني مكلف بأن أوصل لكم رسالات الله وهي تعاليمه وإرشاداته وقد ورد مشتقات لفظ (بلغ) في القرآن الكريم لمقاصد منها:

قوة التوكيد:

( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين)(6).

والحجة البالغة هنا بمعنى الحجة الواصلة إلى الحد النهائي وهذا التعبير يفيد قوة توكيد الحجة.

ومنها الكفاية:

( إن في هذا لبلاغ لقومٍ عابدين)(7).

بمعنى إن في هذا الإنذار والبلاغ ما يكفي من القوة للردع أو الإرشاد.

ومنها قصد الإنذار:

( هذا بلاغ للناس لينذروا به)(8).

بمعنى هذا إنذار للناس، ونفس هذا المعنى جاء في قوله تعالى أيضاً ( بلاغ أفهل يهلك إلا القوم الفاسقون)(9).

بمعنى هذا بلاغ. حذف المبتدأ لتوجيه الاهتمام على الخبر. بمعنى هذا إنذار.

ومما تقدم نصل إلى المعنى المراد من تبليغ الإسلام وهو:

إيصال التعاليم والإرشادات الإسلامية إلى الناس.

( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واله يعصمك من الناس)(10).

ويمكن أن نستنبط من هذا المعنى العام للتبليغ معنى اصطلاحي، بأن التبليغ الإسلامي هو العرض والتقديم للتعاليم والإرشادات السماوية الإسلامية للناس...

وقبل الدخول في الفرق بين الدعوة والتبليغ يجدر بنا أن نذر الحكم الشرعي منهما على ضوء العقل والنقل.

آخر تعديل بواسطة نائل أبو محمد ، 04-29-2011 الساعة 07:20 PM
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص



الحكم الشرعي للدعوة الإسلامية


من طبيعة الإنسان ـ كل إنسان- إنه إذا اعتقد عقيدة معينة وصل إليها بعقله أو تذوقها وأدركها بوجدانه من طبيعته أن يدعو إلى هذه العقيدة فيبني محاسنها ويدرأ عنها ما يعيبها. وهذه طبيعة جُبل عليها الإنسان.

وينطبق هذا على الجماعات. فكل جماعة بنهج حياتي اختارته لنفسها سواء عن طريق الثورات أو عن طريق الإهتداء الذاتي، فإنها تقوم بالدعوة إلى نهجها وعقيدتها فيه فغريزة حب البقاء ليست محصورة في البقاء الجسدي أو المادي، بل تتعداه إلى البقاء المعنوي الذي يتمثل في العقيدة والفكر.

والمنشأ النفس للدعوة يعود إلى النفور والخوف من الوحدة والانعزال، وانفطار الإنسان على غريزة حب الانتماء، لأن الإنسان كما هو معروف خلق بطبعه مدنياً أي أنه خلق اجتماعياً.

فيندفع بغريزة الخوف من الوحدة والعزلة الاجتماعية إلى دعوة غيره إلى ما يؤمن به ويعتقده ليجد فيمن يتبعه وينتمي إليه أنساً وأماناً اجتماعياً.

وهناك عامل نفسي آخر يدفع الإنسان إلى الدعوة وهو عامل الحب الذي يولد الخوف على المحبوب.

وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى هذا العامل النفسي في الدعوة. في قوله تعالى في قصة نوح ( عليه السلام ) : ( وهي تجري بهم في موج كالجبال. ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء واستوت على الجودي وقيل بُعداً لـــلقوم الظالمين ونادى نــــوح ربه فقــــــال رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق وأنت أحم الحاكمين) (11).

هذه الآيات من قصة نوح (عليه السلام ) تبين الدافع في دعوة نوح لابنه فإن حبه لابنه الذي هو من أهله وبضعة منه دفعه إلى دعوته بأسلوب يشوبه الخوف عليه من غضب الله في الدنيا بالغرق والآخرة بالنار.

والخوف المتولد من الحب يظهر بجلاء في الألفاظ والأسلوب ( يا بني اركب معنا) ونداءه بالبنوّة لتذكيره بالعلاقة الروحية بينهما. وقوله ( رب إن ابن من أهلي) أسلوب رجاء واستعطاف يؤكد دافع الحب للخوف على ابنه.

وفي سورة الأحقاف مورد آخر لا يقل في ظهور دافع الحب في الدعوة عن هذا المورد.

( والذي قال لوالديه أُفٍ لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن، إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين)(12).

فإن استغاثة الوالدين بالله ليعينهما في دعوة ابنهما العاق إلى الإيمان وقولهم ( ويلك آمن) أسلوب تغمره المشاعر بالحب لولدهما والخوف عليه من الهلكة وغضب الله.

والدعوة إلى الإسلام لا تختلف عن هذه الفطرة والمشاعر فهي تنطلق من منطلقة ومبنية على نفس القاعدة، إلا أنها تزيد عليه في سمو الهدف وطهارة الوسيلة، فالإسلام هدفه السمو الروحي للإنسان والرقي الفكري للفرد والمجتمع، والدعوة إلى الإسلام تعني الدعوة إلى تلك المثل والمعاني السامية.

والفطرة وغريزة الفرد المسلم تدعوه للدعوة إلى ما يعتقد به، علاوة على ذلك العقيدة التي رسخها في النفوس أتباعه بقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) : «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

فالعقل والنفس الروح توجب على المسلمين دعوة غيرهم إلى الإسلام ودعوة بعضهم إلى التمسك به والالتزام بتعاليمه بدافع الحب للآخرين والخوف من الضعف والعزلة ورجاءً في الثواب من الله سبحانه وتعالى ورغبة في إسعاد البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور.


آخر تعديل بواسطة نائل أبو محمد ، 04-29-2011 الساعة 07:23 PM
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص

الأدلة النقلية على وجوب الدعوة

أدلة وجوب الدعوة إلى الإسلام والحث عليها وردت في أكثر من موضع في كتاب الله الكريم أذكر منها على سبيل ذكر الأصرح والأوضح دلالة.

1- قوله تعالى : ( إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن»(13).

2- وقوله تعالى : ( ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكن من المشركين) -(14).

3- وقوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) (15).

وجه الاستدلال في الآيتين الأولى والثانية. هو أن حكم وجوب الدعوة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس ضمن الأحكام الخاصة به صلوات الله عليه وآله كوجوب قيام الليل عليه بقوله : ( ثم الليل إلا قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) .

بل يتعدى الوجوب في الآيتين إلى المؤمنين الذين اتبعوه وآمنوا برسالة الإسلام. ويدل على تعد الوجوب قوله تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)(16).

وكذلك قوله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) .

فإن أسلوب الحث والتحريض على الدعوة إلى الإسلام، وتفضيل الانشغال بالدعوة عن غير ذلك من انشغالات يدل دلالة صريحة على تعدي وجوب العمل بالدعوة إلى الإسلام العزيز.

وأما الآية الثالثة فدلالة وجوب الدعوة الإسلامية فيها صريحة وقاطعة : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) فدخول لام الأمر على الفعل المضارع المجزوم بها ( ولتكن) يقوّي معنى الأمرية في الجملة.

ونظراً لوجود مقومات أصالة الأمرية في الآية، صيغة الأمر، والاستعلاء والإلــــزام، فالأمر على أصل وضعه وهو لزوم الأمر والإتيان بالفعل وتنجيزه.

رد مع اقتباس
 
 
  #7  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص


نوع الوجوب

بعد بيان حكم الوجوب الشرعي للدعوة يلزمنا البحث عن نوع هذا الوجوب، هل هو وجوب عيني يلزم كل فرد من أفراد المسلمين إن لم يأتي به يأثم كالصلاة اليومية؟.

أم أنه وجوب كفائي إن قام به بعض المسلمين سقط عن الآخرين وإن لم يفعلوا جميعاً أثموا جميعاً كصلاة الجنازة؟.

فقد ذهب أكثر الفقهاء والمفسرين على أن الوجوب للدعوة الإسلامية كفائي وليس عيني وذهبت القلة منهم على انه وجوب عيني. ومنشأ الخلاف ناتج عن اختلاف نظرهم في الآية الشريفة ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير..) .

فالقائلون بالوجوب العيني رأوا أن حرف الجر (من) في قوله (منكم) للتبيين. أي لتبيين الجنس بمعنى: ولتكونوا أمة تدعون إلى الخير، أو بعبارة أخرى، ولتكونوا جنس أمة تدعوا إلى الخير، وكان القصد من حرف الجر (من) تخصيص المخاطبة الإسلامية دون غيرها.

وأما القائلون بالوجوب الكفائي فقد رأوا أن حرف الجر (من) ليس لبيان الجنس وإنما القصد منه التبعيض بمعنى وليكن بعضكم يدعو إلى الخير، وبعبارة أخرى وليكن منكم جماعة تتخصص بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا هو رأي الجمهور من الفقهاء ورأي اغلب المفسرين، والحق معهم إذ يدل على هذا المعنى تخصيص الوجوب بطائفة من المسلمين تتخصص وتتحمل مسؤولية الدعوة وإرشاد الناس وهدايتهم في قوله تعالى
: ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )(17).

فقد استثنى الله سبحانه وتعالى من القتال طائفة من كل قبيلة من القبائل التي دخلت الإسلام لتتخصص بالتفقه والتعلم للجهاد في ميدان آخر لا يقل أهمية عن ميدان القتال والجهاد في سبيل الله وهو ميدان الدعوة إلى الإسلام.

فإن شأن الدعوة يحتاج عقلاً إلى فرقة من المؤمنين الرساليين ليتخصصوا ويتزودوا بما يلزم من علم وعقل وفهم وحكمة وبصيرة للتصدي للدعوة إلى الله وسياقة الناس إليه تبارك وتعالى. لأن الداعية لا شك أنه سوف يواجهه معارضات فطرية وعقائدية وجدلية وتساؤلات فقهية وحجج وبراهين، وغير ذلك مما لا يستطيع غير المتخصص القيام بها أو التصدي لها.

ومن ثم فإن وجوب الدعوة الإسلامية وجوب كفائي، ومع ذلك فهناك وجوب آخر يفرضه حق الإسلام على كل فرد ينتمي إليه وهو أن يكون داعيه بسلوكه وأخلاقه وبما يقدر عليه. فإن احترام الإسلام حقه على المسلمين ألا يهينوه أو يشوهوه بسلوكهم، فسلوك المسلم واجهة لدينه ومعتقده. فالمسلم إذا شرب الخمر أو ساير بسلوكه غير المسلمين وتخلق بالخلق السيء فإن ذلك يوحي للفهم الخاطئ للإسلام وشرائعه. وإذا تخلق بأخلاق الإسلام وتعاليمه فإن ذلك مما يحبب الآخرين للإسلام ويرغبوا بالدخول في هديه.

رد مع اقتباس
 
 
  #8  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص


حكم التبليغ

بعد أن بينت حكم الدعوة إلى الإسلام يأتي دور حكم التبليغ الإسلامي.

إن من الملاحظ في الآيات الموجبة للدعوة مثل ما ورد في وقوله تعالى : ( وإن تكذبوا فقد كذّب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين)(18).

نجد أن الوجوب كما هو ظاهر في جميع الآيات التي تتحدث عن التبليغ مخصوصة بالرسل صلوات الله عليهم أجمعين وليست متعدية إلى غيرهم، وذلك على خلاف ما جاء في وجوب الدعوة صحيح! إن ذلك لا يعني وقف التبليغ على الرسل فقط. لأن مرحلة التبليغ الديني خاصة الإسلامي منه يكون على مرحلتين المرحلة الأولى هي مرحلة إبلاغه من الله سبحانه وتعالى إلى الناس، وأستطيع أن أعبر عنه بمرحلة التلقّي، وهذه المرحلة لا شك في أنها مقصورة على الرسل الذين يتلقون من الله تعاليمه ثم يبلغونها لمن حولهم من الناس ثم تأتي المرحلة الثانية للتبليغ وهي مرحلة الانتشار، وهذه المرحلة – مرحلة الانتشار – من وظائف أتباع الرسل الذين آمنوا بتعاليمهم، وفي الأمة الإسلامية المكلف بها العلماء باعتبار أنهم ورثته في من تعاليمه ودينه.

فإن من أهم وظائف نشر التعاليم الإسلامية ونشرها بين الناس وهذا هو معنى التبليغ وحكمه الوجوب على العلماء القادرين على ذلك.

ومن هنا يكون حكم التبليغ كحكم الدعوة واجب كفائي.

إلا أن حكم التبليغ واجب على كل عالم وإن لم يكن واجب على كل فرد من أفراد الأمة.

رد مع اقتباس
 
 
  #9  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص


الفرق بين الدعوة والتبليغ

بعد أن بينا معنى الدعوة وحكمها والتبليغ وحكمه يظهر للمتأمل ثمة فوارق بينهما في المعنى والتطبيق العملي.

فحكم الدعوة في القرآن الكريم كما ذكرت سابقاً شمل النبي (صلى الله عليه وسلم ) وطائفة من المؤمنين الواعين المخلصين.

وأما حكم التبليغ فهو مخصوص بالأنبياء والعلماء بصفتهم ورثتهم. وصلى الله عليه وسلم من ثم كان الفارق بين الداعية والمبلغ، فالداعية لا يلزمه أن يكون متبحّراً في أحكام الشريعة على عكس المبلغ الذي يلزمه معرفة أحكام الشريعة وأبعادها ومحيطاً بها إحاطة تؤهله إلى تقديمها وتبليغها للناس.

كما أن المبلغ لا يلزمه معرفة الثقافة العامة للشعوب والمجتمعات ولا لغات المجتمعات الأخرى على العكس من الداعية الذي يلزمن معرفة أمور كثيرة سوف نذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى.

فالدعوة : هي حسن الطلب والتلطف فيه من الداعية لدخول الناس إلى الإسلام أو التمسك به إن كانوا مسلمين قد ابتعدوا عن أصل الإسلام وروحه.

أما التبليغ: فهو حسن العرض لتعاليم الإسلام وتعليمها وإرشاد الناس إليها ومن هنا فإن الدعوة تتقدم على التبليغ في الرتبة. بمعنى الدعوة إلى الإسلام تسبق تبليغ تعاليمه.

وبعبارة أخرى. التبليغ مرحلة ثانية تلي مرحلة الدعوة.

وللتوضيح أكثر امثل لذلك برجل أعدّ وليمة وجهزها للناس. فإن أول ما يقوم به ويفعله هو أن يدعو الناس إليها. وبعد تلبية الدعوة تأتي مرحلة تقديم المائدة.

وهذا هو عين ما أشار إليه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في معنى ما ورد عنه:«ومثلي ومثلكم كرجل اعدّ وليمة ودعا الناس إليها فمن دخل أكل ومن لم يدخل لم يأكل».

ومع هذه الفوارق التي ذكرتها إلا أن التوافق والمشتركات بين الدعوة والتبليغ أكثر وأعم مما أدى إلى استعمال كل لفظ منهما مقام الآخر وأهم هذه المشتركات هو التداخل بين وظيفة المبلغ ووظيفة الداعية.

رد مع اقتباس
 
 
  #10  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص



الفرق بين الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


إن كثيراً من المفسرين خاصة القدماء منهم لم يفرقوا بين مسألة الدعوة ومسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوهموا أن المسألتين مسألة واحدة يدرك ذلك من يراجع تفسير الآية الكريمة : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) .

فعلى سبيل المثال نذكر قول ابن كثير القرشي في تفسير الآية نجده يقول:«والمقصود في هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من أفراد الأمة بحسبه كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، وفي رواية وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» انتهى.

وبعدها ساق ابن كثير روايات كلها تتعلق بمسألة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر.

واستشهاده بروايات تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تفسير آية تشمل الدعوة أيضاً دليل على عدم تفريقه بين المسألتين. لذلك أضربت فتواه بين الوجوب الكفائي الظاهر من الآية وبين الوجوب العيني الظاهر من الروايات.

والحق أن الروايات مدارها حول الأمر بالمعروف وليس الدعوة.

وكذلك ما ذكره جلال الدين السيوطي في ( الدر المنثور ) لم يخرج عما ذكره ابن كثير وتابعهما على ذلك عدد كبير من المفسرين.

لكن الواقع الذي لا ريب فيه أن ثمة فارق كبير بين مسألة الدعوة، ومسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهم هذه الفوارق:

1 ـ اختلافهما في الآية الشريفة :

تقول الآية : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..) .

فإن الوصل بين جملة ( يدعون إلى الخير) وجملة يأمرون بالمعروف) بحرف العطف (واو) يدل على تباعد معنى الجملتين وإن كان الفاعل لهما واحد وهذا التباعد بين معنيي الجملتين يظهر الفارق بين الموضوعين، موضوع الدعوة وموضوع الأمر بالمعروف.

ولو كان كل منهما بمعنى الآخر وبينهما وحدة موضوع ما عطفت الثانية على الأولى لأن العطف يشير إلى اختلاف المعطوفات، وتكون الجملة على الشكل التالي (أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، بدون حرف العطف (الواو) وتكون جملة (يأمرون) حينئذٍ بدلاً للجملة قبلها ولكن العطف أكد اختلاف الموضوعين.

2) الاختلاف في المعنى:

فالدعوة إلى الخير الذي هو الإسلام تعني طلب الدخول في هذا الخير بكل جزئياته سواء كانت عقائدية أو تشريعية.

أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عنوانهما يتعلق بالأعمال وهي جزء من الإسلام، كالفواحش والكبائر والصغائر التي أمر الله بتركها وكالصلاة والصوم وصلة الرحم والبر وعمل الخير وغيرهما مما أمر الله بإتيانها.

3) الاختلاف في الترتيب الطبيعي:

فالدعوة – إلى الإسلام – بحسب الترتيب الطبيعي (المنطقي) مقدمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فبعد دعوة الناس للإسلام ودخولهم فيه تأتي مرحلة التبليغ – كما ذكرت سابقاً – فيصل المسلمون حينئذٍ شرائع الإسلام وتعاليمه. فيتعلم المسلم ما عليه فعله، وما عليه تركه، فإن فعل ما أمر بتركه، أو ترك ما أمر بفعله حينئذٍ يأتي دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4) اختلافهما في ميدان التطبيق:

دائرة الدعوة وميدان العمل فيها أوسع من ميدان الأمر بالمعروف لأن الدعوة ميدانه المجتمعات الإسلامية والمجتمعات غير الإسلامية. وأما الأمر بالمعروف فميدانه المجتمع الإسلامي فقط.

مثال على ذلك:

لو رأينا شخصاً مسيحياً أو يهودياً أو ينتمي إلى دين يبيح شرب الخمر رأيناه يشرب خمراً فإنه لا يحق للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يأمره أو ينهاه.

ولكنه إذا رأى مسلماً يشرب الخمر فعليه أمره ونهيه إذا كان من الآمرين بالمعروف قس على ذلك.

5) الاختلاف في كيفية الأداء :

الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال الحسن، والحوار الهادف ولا سبيل للداعية بعدها على المدعو.

أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيكون باليد (القوة) إذا كان للآمر سلطان أو اللسان أو الهجران عن الشخص المرتكب للمنكر.

ويكفي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون عارفاً بالمعروف والمنكر أما الداعية فيلزمه معارف عديدة وقدرات خاصة.

هذه هي أهم الفوارق بين الدعوة والتبليغ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.