إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الدراسات والأبحاث والإصدارات

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 05-12-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي مقدمة كتاب البابا والإسلام



مقدمة كتاب البابا والإسلام

معركة فرضت علينا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى من اتبع ما جاء به إلى يوم الدين.

(وبعد)


واعتبر المسلمون عامة: أن هجوم البابا على الإسلام لم يكن له مُبرِّر يقتضيه إطلاقا، إذ لم يصدُر من المسلمين شيء يُوجب توجيه هذه الهجمة إلى الإسلام.

بل الواقع أن المسلمين في كل مكان، جاملوا البابا منذ تنصيبه على كرسي البابوية، وكنت ممَّن هنَّأ البابا على منصبه، وتلقيتُ بسبب ذلك نقدا شديدا، بل هجوما صارخا من بعض المسلمين.

جاءت كلمات البابا في محاضرة علمية ألقاها في جامعة غوتسبيرغ في جنوب ألمانيا، وهي الجامعة التي كان يُدرِّس فيها (علم الأديان) من قبل - ووصل فيها إلى درجة (الأستاذية) - منذ سنة 1969م إلى سنة 1977م.

فلم يكن هذا حديثا إلى الجمهور، ولا حديثا ورَّطه فيه صحفي مُشاغب، ولا حديثا عابرًا مع زوَّار له، بل كان محاضرة مُعدَّة مدروسة، تُلقى على أكاديميين مُعتبرين، في جامعة مُحترمة، من أستاذ (بروفيسور) مُتخصص في مادته، مُمارس لها سنين عدَّة، فهو يعي ما يقول، ويعني ما يقول.

وهو باعتباره (بابا)، تُدقَّق كلماته، وتُراجع فكرتها ومضامينها وأُسلوبها، من قبل الأُطر والأجهزة العلمية والفنية من حوله، حتى لا يكون فيها ما يقتضي الاعتذار، أو التراجع منه، وهو ما لا يليق بالبابا الذي يُفترض فيه (العصمة) في زعمهم.

ومع هذا كلِّه وقع البابا في ما وقع فيه، من أخطاء وتجاوزات، لا يُعفيه من تبعتها وتحمُّل مسؤوليتها قوله: إن المسلمين لم يفهموا كلامه! أو إنه لم يقصد بها الإساءة إلى المسلمين. إذ الكلام الصريح لا يُبحث فيه عن النية والقصد، فالنية والقصد ترجع إلى صاحبها، وهل يأثم عند الله أو لا؟ ولكن المُؤاخذة تكون على مضمون الكلام، وما يتضمَّنه من صواب أو غلط، من قصد أو شطط.

وكل الذين سمعوا كلام البابا من المسلمين أو من غير المسلمين: استنكروه واستنشعوه، لما فيه من تهجُّم مقبوح على الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام.

وليس معقولا أن كلَّ هؤلاء من أهل الشرق وأهل الغرب، ومن المسلمين وغير المسلمين، لم يُحسنوا فهم ما عناه البابا بكلامه. فالأصل في الكلام أنه يقال ليُفهم مضمونه، ويؤثِّر في سامعه، وقد يتطلَّب منه عملا يقوم به، إيجابا أو سلبا. ولا سيما كلام رجل كالبابا له منزلته الدينية والعالمية، وخصوصا بين أتباعه من الكاثوليك، الذين يُضفُون عليه القداسة!

أجل، لم يكن هناك أي توتُّر بين البابا وأي فئة من المسلمين، ولا وُجِد باعث ظاهر يدعو إلى رمي هذه القذائف، إلا أن يكون البابا قد أراد أن يُهدي إلى الرئيس الأمريكي بوش - ومعه اليمين المسيحي المُتصهين - هدية تشدُّ أزره في مُحاربة الإسلام تحت عنوان (مُحاربة الإرهاب). فأراد البابا أن يمنحه غطاء دينيا - وإن كان كاثوليكيا - يسنده ويُبرِّر تصرفاته في العراق وغيرها، ما دام يُحارب الإسلام الذي يحمل بذور العنف في تعاليمه، والذي لم يجئ نبيه إلا بالأشياء الشريرة، واللاإنسانية، ومنها نشر دينه بالسيف.

كما اتَّهم البابا الإسلام بأنه بفرضه الجهاد - أو الحرب المقدسة كما سمَّاها - يُنافي العقل، كما يُنافي الطبيعة الإلهية.

وزعم البابا فيما نقله نقل المقرِّ له: أن المشيئة الإلهية عند المسلمين لا يحدُّها شيء، ولا يقيِّدها شيء، ولا بأيِّ نوع من المعقولية.

واتَّكأ البابا على فِقرة نقلها من كتاب للإمبراطور البيزنطي (الأرثوذوكسي): مانويل الثاني الذي نشره رجل الدين الألماني اللبناني الأصل ثيودور خوري: حوارات مع مسلم، (المحاورة السابعة) وهي فِقرة مُسفَّة غاية الإسفاف، تتَّسم بالجهل الفاضح، والتحامل الواضح على الإسلام.

وحين أظهر العالم الإسلامي غضبه على هذه الكلمات المُسيئة، ومنها: ما أصدره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من بيانات[1]، زعم البابا أنه ناقل، وكما يقول علماؤنا: ناقل الكفر ليس بكافر. ولكنه نقل هذا الكلام مُستشهدا به، ولهذا لم يردَّ عليه.

من هنا كان علينا نحن أن نردَّ على الكلمات المثيرة التي أساءت إلى عقيدة الإسلام، وإلى شريعة الإسلام، وإلى نبي الإسلام، وإلى كتاب الإسلام، وإلى حضارة الإسلام، وإلى أمة الإسلام.

وسيكون ردُّنا ردًّا علميا موضوعيا موثَّقا بالأدلَّة القاطعة من نصوص الإسلام ومن تاريخ أمته، ومن كتاب القوم المقدس أيضا، ليهلِك مَن هلك عن بيِّنة، ويحيا من حيِّ عن بيِّنة.

لا ننكر أن في لقاء البابا في جامعة غوتنبورغ بعض الجوانب الإيجابية لا بد أن ننوِّه بها، إحقاقا للحقِّ، وإنصافا للرجل، وقد علَّم الإسلام المسلم: أنه إذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحقِّ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وقد قال تعالى في كتاب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].

فقد ذكروا أن البابا أكَّد على ضرورة تعميق أُطر الحوار بين العالمين المسيحي والإسلامي، معتبرا أن العالم الغربي، قد فقد الاعتقاد بالله في خضم النفعية العملية، (وأزيد على هذا: وفي خضم المادية الحسِّية، والإباحية البهيمية).

كما قالوا: إن البابا دعا: الرئيس الألماني (هورسف كولر) إلى ضرورة أن تعمل الدولة الألمانية على تحقيق اندماج أفضل للمسلمين المقيمين داخلها، محذِّرا من الإفراط في التعقيدات تجاه أبناء الأقلية المسلمة.

فهذا لا يسعنا إلا أن نقدِّره للبابا ونشكره عليه. وقد علمنا ديننا: أنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس[2].

كما نقدِّر للبابا موقفه المحافظ من التيارات الإباحية المنتشرة في الغرب اليوم، والتي باركتها - للأسف - بعض الكنائس، مثل: الزواج المثلي، وإباحة الإجهاض بإطلاق، ونزع أيدي الوالدين من تربية أولادهما. وهو ما وقف فيه الأزهر والجهات الإسلامية المختلفة مع الفاتيكان في موقف واحد، ضد هذه الاتجاهات المنحرفة، وذلك في مؤتمر السكان في القاهرة 1994م. ومؤتمر المرأة في بكين 1995م، وغيرها.

ولكنا ننتقد بقوة موقفه من الإسلام؛ الذي لا يقوم على أساس منطقي أو علمي أو تاريخي، والحقُّ أحق أن يتَّبع وينصر.

وإلى القارئ الكريم: بياننا حول هذا الموضوع.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.



الدوحة في: رمضان 1427هـ الفقير إلى عفو ربه

سبتمبر 2006م يوسف القرضاوي


--------------------------------------------------------------------------------

[1]- انظر: الملاحق في آخر الكتاب: ملحق (1)، وملحق (2).

[2] - إشارة إلى حديث رواه أحمد في المسند (7504)، وقال محققوه: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، وأبو داود في الأدب (4811)، والترمذي في البر والصلة (1954)، وقال: حسن صحيح، والطيالسي في المسند (1/326)، والبخاري في الأدب المفرد (218)، والبيهقي في الشعب (6/516)، وفي الكبرى (6/182)، عن أبي هريرة، ونصه: "مَن لم يشكر الناس لم يشكر الله".
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.