المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات العناية بالبشرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    استكشف سر جمال شعرك في ويلنس سوق، الوجهة الأولى للعناية بالش...  آخر رد: الياسمينا    <::>    ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال  آخر رد: الياسمينا    <::>    موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى الفكري
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 05-09-2012
محب الأقصى محب الأقصى غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 218
افتراضي المرأة ..الزواج... للمفكر الأمريكي ول ديورانت .... ليتنا نسمع هذا الكلام من علمانيين زماننا !!!


بسم الله الرحمن الرحيم

فقد انقطعت عن الشبكة لفترة ولعلي اعاود المشاركة هنا

أنقل عن كتاب مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب
وللاستزادة يراجع الكتاب وهو موجود في الشاملة
اما من نفس الكتاب المطبوع فيبدأ النقل من ص 152- 158

يقول " ول ديورانت " الفيلسوف الأمريكى فى كتابه " مباهج الفلسفة " " ص 126 - 127 من الترجمة العربية " .
" فحياة المدينة تفضى إلى كل مثبط عن الزواج ، فى الوقت الذى تقدم فيه إلى الناس كل باعث عل الصلة الجنسية وكل سبيل يسهل أداءها . ولكن النمو الجنسى يتم مبكرا عما كان من قبل ، كما يتأخر النمو الاقتصادى . فإذا كان قمع الرغبة شيئا عمليا ومعقولا فى ظل النظام الاقتصادى الزراعى فإنه الآن يبدو أمرا عسيرا وغير طبيعى فى حضارة صناعية أجلت الزواج حتى بالنسبة للرجال حتى لقد يصل إلى سن الثلاثين ،و لا مفر من أن يأخذ الجسم فى الثورة ، وأن تضعف القوة على ضبط النفس عما كان فى الزمن القديم ، وتصبح العفة التى كانت فضيلة موضعا للسخرية ، ويختفى الحياء الذى كان يضفى على الجمال جمالا ، ويفاخر الرجال بتعداد خطاياهم ، وتطالب النساء بحقها فى مغامرات غير محدودة على قدم المساواة مع الرجال ، ويصبح الاتصال قبل الزواج أمرا مألوفا ، وتختفى البغايا من الشوارع بمنفسة الهاويات لا برقابة البوليس . لقد تمزقت أوصال القانون الأخلاقى الزراعى ، ولم يعد العالم المدنى يحكم به " 87" .
ولا يناقش " ول ديورانت " تلك الأسباب التى قال إنها تعطل الشباب عن الزواج الباكر ، إنما يأخذها أمرا واقعا وقضية مسلمة وينظر إلى آثارها كذلك على أنها أمر واقع لا حيلة فيه أكثر من كلمة أسى عابرة يقولها ويدعها تمضى تصيب من تصيب !
ولكن ! أهى حقا كذلك ؟ أهى أمر لا مفر منه ؟
من الذى وضع العوائق فى طريق الزواج ، ثم وضع الصداقة (أو البغاء !) بديلا من الزواج ، ثم زعم أنه تطور حتمى جاء به الطور الاقتصادى الجديد ؟!
إنهم - كلهم - يهود !
ثم سمموا أفكار الأمميين ، فأصبحوا يرددون وراءهم ما يقولون !
لو بقيت الأسرة الكبيرة على ترابطها وظل الأب ينفق على أولاده حتى يتكسبوا (وهم ينفقون عليه فى كبرته إذا احتاج) وظلت أسعار الحاجيات فى النطاق المعقول ، وجعلت رواتب الخريجين بحيث تكفى لتكوين أسرة أو أعطى الراغبون فى الزواج منحة تمكنهم من إنشاء الأسرة فأى حتمية كانت تقف فى طريق ذلك كله وتمنع تنفيذه ؟
كلا ! إن القضية كلها أن الشياطين لا يريدون ! لا يريدون أن يظل للأمميين دين ولا أخلاق ولا أسرة ولا زواج ، لأن هذه كلها " عوائق " تمنع دوران العجلة الشريرة التى تنشر الفساد !
لذلك أنشأوا الواقع على هذه الصورة وزعموا أنه التطور الحتمى . وأن عجلته ستسحق كل من يقف فى الطريق !
ودارت العجلة دورتها فأحدثت كثيرا من الشر .
ولندع ول ديورانت نفسه يصف جانبا من هذا الشر ، كما وجده فى بلاده فى أوائل القرن ، وكما تخيل نتائجه المقبلة . وإن كان الواقع الذى حدث بالفعل أفظع بكثير مما تخيله فى ذلك الحين :
" ولسنا ندرى مقدار الشر الاجتماعى الذى يمكن أن نجعل تأخير الزواج مسؤولا عنه . ولا فى أن بعض هذا الشر يرجع إلى ما فينا من رغبة فى التعدد لم تهذب ، لأن الطبيعة لم تهيئنا للاقتصار على زوجة واحدة . ويرجع بعضها الآخر إلى ولاء المتزوجين الذين يؤثرون شراء متعة جنسية جديدة على الملال الذى يحسونه فى حصار قلعة مستسلمة . وكلن معظم هذا الشر يرجع فى أكبر الظن فى عصرنا الحاضر إلى التأجيل غير الطبيعى لحياة الزوجية . وما يحدث من إباحة بعد الزواج فهو فى الغالب ثمرة التعود قبله . وقد نحاول فهم العلل الحيوية والاجتماعية فى هذه الصناعة المزدهرة ، وقد نتجاوز عنها باعتبار أنها أمر لا مفر منه فى عالم خلقه الإنسان . وهذا هو الرأى الشائع لمعظم المفكرين فى الوقت الحاضر . غير أنه من المخجل أن نرضى فى سرور عن صورة نصف مليون فتاة أمريكية يقدمن أنفسهن ضحايا على مذبح الإباحية وهى تعرض علينا فى المسارح وكتب الأدب المكشوف ، تلك التى تحاول كسب المال باستثارة الرغبة الجنسية فى الرجال والنساء المحرومين - وهم فى حقى الفوضى الصناعية - من حمى الزواج ورعايته لصحة .
" ولا يقل الجانب الآخر من الصورة كآبة . لأن كل رجل حين يؤجل الزواج يصحب فتيات الشوارع ممن يتسكعن فى ابتذال ظاهر . ويجد الرجل لإرضاء غرائزه الخاصة فى هذه الفترة من التأجيل نظاما دوليا مجهزا بأحدث التحسينات ومنظما بأسمى ضروب الإدارة العلمية .. ويبدو أن العالم قد ابتدع كل طريقه يمكن تصورها لإثارة الرغبات وإشباعها " ..
" وأكبر الظن أن هذا التجدد فى الإقبال على اللذة ، قد تعاون أكثر مما نظن مع هجوم دارون على المعتقدات الدينية . وحين اكتشف الشبان والفتيات - وقد أكسبهم المال جرأة - أن الدين يشهر بملاذهم التمسوا فى العلم ألف سبب وسبب للتشهير بالدين . وأدى التزمت فى حجب الحياة الجنسية والزهد فيها إلى رد فعل فى الأدب وعلم النفس صور الجنس مرادفا للحياة . وقد كان علماء اللاهوت قديما يتجادلون فى مسألة لمس يد الفتاة أيكون ذنبا ؟ أما الآن فلنا أن ندهش ونقول : أليس من الإجرام أن نرى تلك اليد ولا نقبلها ؟ لقد فقد الناس الإيمان وأخذوا يتجهون نحو الفرار من الحذر القديم إلى التجربة الطائشة " ..
" وكانت الحرب العظمى الأولى آخر عامل فى هذا التغيير . ذلك أن تلك الحرب قوضت تقاليد التعاون والسلام المتكونين فى ظل الصناعة والتجارة ، وعودت الجنود الوحشية والإباحية ، حتى إذا وضعت الحرب أوزارها عاد آلاف منهم إلى بلادهم فكانوا بؤرة للفساد الخلقى . وأدت تلك الحرب إلى رخص قيمة الحياة بكثرة ما أطاحت من رؤوس ، ومهدت إلى ظهور العصابات والجرائم القائمة على الاضطرابات النفسية ، وحطمت الإيمان بالعناية الإلهية ، وانتزعت من الضمير سند العقيدة الدينية . وبعد انتهاء معركة الخير والشر بما فيها من مثالية ووحدة ، ظهر جيل مخدوع وألقى بنفسه فى أحضان الاستهتار والفردية والانحلال الخلقى . وأصبحت الحكومات فى واد والشعب فى واد آخر ، واستأنفت الطبقات الصراع فيما بينها . واستهدفت الصناعات الربح بصرف النظر عن الصالح العام ، وتجنب الرجال الزواج خشية مسؤوليته ، وانتهى الأمر بالنساء إلى عبودية خاملة أو إلى طفيليات فاسدة . ورأى الشباب نفسه وقد منح حريات جديدة تحميه الاختراعات من نتائج المغامرات النسائية فى الماضى " 88" وتحوطه من كل جانب ملايين المؤثرات الجنسية فى الفن والحياة " ..
" لما كان اليوم هو عصر الآلة ، فلابد أن يتغير كل شئ . فقد قل أمن الفرد فى الوقت الذى نما فيه الأمن الاجتماعى . وإذا كانت الحياة الجسمانية أعظم أمنا مما كانت فالحياة الاقتصادية مثقلة بألف مشكلة معقدة مما جعل الخطر جاثما كل لحظة . أما الشباب الذى أصبح أكثر إقداما واشد غرورا من قبل فهو عاجز ماديا وجاهل اقتصاديا إلى حد لم يسبق له مثيل . ويقبل الحب فلا يجرؤ الشاب على الزواج وجيبه صفر من المال . ثم يطرق الحب مرة أخرى باب القلب أكثر ضعفا (وقد مرت السنوات) ومع ذلك لم تمتلئ الجيوب بما يكفى للزواج . ثم يقبل الحب مرة أخرى أضعف حيوية وقوة عما كان من قبل (وقد مرت سنوات) فيجد الجيوب عامرة فيحتفل الزواج بموت الحب "
" حتى إذا سئمت فتاة المدينة الانتظار اندفعت بما م يسبق له مثيل فى تيار المغامرات الواهية . فهى واقعة تحت تأثير إغراء مخيف من الغزل والتسلية وهدايا من الجوارب وحفلات من الشمبانيا فى نظير الاستمتاع بالمباهج الجنسية . وقد ترجع حرية سلوكها فى بعض الأحيان إلى انعكاس حريتها الاقتصادية . فلم تعد تعتمد على الرجل فى معاشها ، وقد لا يقبل الرجل على الزواج من امرأة برعت مثله فى فنون الحب ، فقدرتها على سكب دخل حسن هو الذى جعل الزوج المنتظر مترددا ، إذ كيف يمكن أن يكفى أجره المتواضع للإنفاق عليهما معا فى مستواهما الحاضر من المعيشة ؟
" وأخيرا تجد الرفيق الذى يطلب يدها للزواج ، ويعقد عليها لا فى كنيسة ، لنهما من أحرار الفكر الذين ألحدوا عن الدين ، ولم يعد للقانون الخلقى الذى ظل جاثما على إيمانهما المهجور أثر فى قلبيهما ، إنهما يتزوجان فى قبو المكتب البلدى (الذى يفوح منه عبير السياسة) ويستمعان إلى تعاويذ العمدة . إنهما لا يرتبطان بكلمة الشرق ، بل بعقد من المصلحة ن لهما الحرية فى أى وقت فى التحلل منه . فلا مراسيم مهيبة ، ولا خطبة عظيمة ، ولا موسيقى رائعة ، ولا عمق ولا نشوة فى الانفعال تحيل ألفاظ وعودهم إلى ذكريات لا تمحى من صفحة الذهن . ثم يقبل أحدهما صاحبه ضاحكا ، ويتوجهان إلى البيت فى صخب .
" إنه ليس بيتا ! فليس ثمة كوخ ينتظر الترحيب بهما أنشئ وسط الحشائش النضرة والأشجار الظليلة ، ولا حديقة تنبت لهما الزهور والخضراوات التى يشعران بأنها أبهى وأحلى لأنها من زرع أيديهما . بل يجب أن يخفيا أنفسهما خجلا كأنهما فى زنزانة سجن فى حجرات ضيقة لا يمكن أن تستبقيهما فيها طويل ، ولا يعنيان بتحسينها وتزيينها بما يعبر عن شخصيتهما . ليس هذا المسكن شيئا روحيا كالبيت الذى يتخذ مظهرا ويكسب روحا قبل ذلك بعشرين عاما (لكتاب مكتوب سنة 1929) بل مجرد شئ مادى فيه من الجفاف والبرودة ما تجده فى مارستان . فهو يقوم وسط الضوضاء والحجارة والحديد حيثل ا ينفذ إليه ربيع ، ولا ينبت لهما الصيف الزرع النضر بل سيلا من المطر .. ولا يريان مع ورود الخريف قوس قزح فى السماء أو أى ألوان على أوراق الشجر بل المتاعب والذكريات الحزينة .
" وتصاب المرأة بخيبة أمل ، فهى لا تجد فى هذا البيت شيئا يجعل جدرانه تحتمل فى الليل والنهار ، ول تلبث غلا قليلا حتى تهجره فى كل مناسبة ولا تعود إليه إلا قبل مطلع الفجر .. ويخيب أمل الرجل ، فهو لا يستطيع أن يتجول فى أنحاء هذا البيت يعزى شعوره ببنائه وغلاحه ما تصاب به أصابعه من دق المطارق .. ويكتشف بعد قليل أن هذه الحجرات تشبه تمام الشبه تلك التى كان يعيش فيها وهو أعزب ،وأن علاقاته مع زوجته تشبه شبها عاديا تلك العلاقات غير البريئة التى كان يعقدها مع المستهترات من النساء . فلا جديد فى هذا البيت ، ولي فيه ما ينمو ، ولا يمزق سكون الليل صوت الرضيع ولا يملأ مرح الأطفال لانهار بهجة ولا أذرع بضة تستقبل الزوج عند عودته من العمل وتخفف عنه وطأته . إذ أين يمكن أن يلعب الطفل ؟ وكيف يمكن للزوجين تخصيص حجرة أخرى للأطفال وتوفير العناية بهم وتعليمهم سنين طويلة فى المدينة ؟ والفطنة فيما يظنان أفضل جوانب الحب .. فيعنزمان منع السنل .. إلى أن يقع بينهما الطلاق !
" ولما كان زواجهما ليس زواجا بالمعنى الصحيح لأنه صلة جنسة لا رباط أبوة فإنه يفسد لفقدانه الأساس الذى يقوم عليه ، ومقومات الحياة . يموت هذا الزواج لانفصاله عن الحياة وعن النوع . وينكمش الزوجان فى نفسيهما وحيدين كأنهما قطعتان منفصلتان ، وتنتهى الغيرية الموجودة فى الحب إلى فردية يبعثها ضغط حياة المساخر ، وتعود إلى الرجل رغبته الطبيعية فى التنويع ، حين تؤدى ألفة إلى الاستخفاف ، فليس عند المرأة جديد تبذله أكثر مما بذلته ..
" ولندع غيرنا من الذين يعرفون يخبرونا عن نتائج تجرابنا . أكبر الظن أنها لم تكون شيئا نرغب فيه أو نريده .. فنحن غارقون فى تيار من الغيير ، سيحملنا لاريب إلى نهائيات محتومة لا يحلة لنا فى اختيارها . وأى شئ قد يحدث مع هذا ، الفيضان الجارف من العادات والتقاليد والنظم . فالآن وقد أخذ البيت فى مدننا الكبرى فىالاختفاء فقد فقد الزواج القاصر على واحدة جاذببيته الهامة . ولا ريب أن زواج المتعة سيظفر بتأييد أكثر فأكثر حيث لا يكون النسل مقصودا ، وسيزداد الزواج الحر ، مباحا كان أم غير مباح . ومع أن حريتهما إلى جانب الرجل أميل فسوف تعتبر المرأة هذا الزواج أقل شرا من عزلة عقيمة تقضيها فى أيام لا يغازلها أحد . سنهار " المستوى المزدوج " وستحث المرأة الرجل بعد تقليده فى كل شئ على التجربة قبل الزواج . سينمو الطلاق ، وتزدحم المدن بضحايا الزيجات المحطمة ثم يصاغ نظام الزواج بأسره فى صور جديدة أكثر سماحة ، وعندما يتم تصنيع المرأة ، ويصبح ضبط الحمل سرا شائعا فى كل طبقة يضحى الحمل أمرا عارضا فى حياة المرأة ، أو تحل نظم الدولة الخاصة بتربية الأطفال محل عناية البيت .ز وهذا كل شئ ! " " 89" .
يضيف الشيخ محمد قطب

إن إخراج المرأة من البيت ودفعها إلى العمل فى الخارج - أيا كانت الدوافع الت أدت إليه وايا كانت النوايا الكامنة وراءئ ذلك -قد أحدث دمارا عنيفا فى المجتمع ، لا يمكن الإحاطة بكل أبعاده ، لأنه ما زال يلد شرورا جديدة حتى هذه اللحظة .
إن تخصيص المرأة للبيت لوظيفة الأمومة ورعاية النشء لم يكن ظلما للمرأة ، ولا تحقيرا لها ، ولكن الجاهلية هى التى جعلته كذلك حين عيرت المرأة بأنها تحمل وتلد ولا تصنع غير ذلك !
والجاهلية - دائما - تظلم المرأة وتقسو عليها وتهينها وتعيرها ، ولا ينقذها من ذلك شئ إلا شرع الله ومنهجه المنزل لإصلاح البشرية و" ولندع غيرنا من الذين يعرفون يخبرونا عن نتائج تجرابنا . أكبر الظن أنها لم تكون شيئا نرغب فيه أو نريده .. فنحن غارقون فى تيار من الغيير ، سيحملنا لاريب إلى نهائيات محتومة لا يحلة لنا فى اختيارها . وأى شئ قد يحدث مع هذا ، الفيضان الجارف من العادات والتقاليد والنظم . فالآن وقد أخذ البيت فى مدننا الكبرى فىالاختفاء فقد فقد الزواج القاصر على واحدة جاذببيته الهامة . ولا ريب أن زواج المتعة سيظفر بتأييد أكثر فأكثر حيث لا يكون النسل مقصودا ، وسيزداد الزواج الحر ، مباحا كان أم غير مباح . ومع أن حريتهما إلى جانب الرجل أميل فسوف تعتبر المرأة هذا الزواج أقل شرا من عزلة عقيمة تقضيها فى أيام لا يغازلها أحد . سنهار " المستوى المزدوج " وستحث المرأة الرجل بعد تقليده فى كل شئ على التجربة قبل الزواج . سينمو الطلاق ، وتزدحم المدن بضحايا الزيجات المحطمة ثم يصاغ نظام الزواج بأسره فى صور جديدة أكثر سماحة ، وعندما يتم تصنيع المرأة ، ويصبح ضبط الحمل سرا شائعا فى كل طبقة يضحى الحمل أمرا عارضا فى حياة المرأة ، أو تحل نظم الدولة الخاصة بتربية الأطفال محل عناية البيت .ز وهذا كل شئ ! " " 89" .
إن إخراج المرأة من البيت ودفعها إلى العمل فى الخارج - أيا كانت الدوافع الت أدت إليه وايا كانت النوايا الكامنة وراءئ ذلك -قد أحدث دمارا عنيفا فى المجتمع ، لا يمكن الإحاطة بكل أبعاده ، لأنه ما زال يلد شرورا جديدة حتى هذه اللحظة .
إن تخصيص المرأة للبيت لوظيفة الأمومة ورعاية النشء لم يكن ظلما للمرأة ، ولا تحقيرا لها ، ولكن الجاهلية هى التى جعلته كذلك حين عيرت المرأة بأنها تحمل وتلد ولا تصنع غير ذلك !
والجاهلية - دائما - تظلم المرأة وتقسو عليها وتهينها وتعيرها ، ولا ينقذها من ذلك شئ إلا شرع الله ومنهجه المنزل لإصلاح البشرية وإقامة العدل فى الأرض .




{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [سورة الحديد 57/25]
كل جاهلية من جاهليات التاريخ عيرت المرأة بوظيفتها ، وجعلتها تشه=عر أنها دون الرجل من أجل هذه الوظيفة .. بينما يقول الوحى المنزل من عند اله :
{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)} [سورة لقمان 31/14]
فالوصية هى بالوالدين كليهما ، لكن التكريم الأكبر هو للأم الت حملته وهنا على هن .
ويسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أولى الناس بحسن صحابتى قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال أمك : قال ثم من ؟ قال : ثم ابوك ! " 90 " والحديث واضح الدلالة على تكريم الأم ووظيفة اأمومة .
أما وهى زوجة فهذا هو المنهج الربانى :
{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19)} [سورة النساء 4/19]
ويقول رسول الله صلى الله عيه وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى " 91 " .
فالمنهج الربانى الذى خصص المرأة لوظيفتها لم يعيرها بها ويجعلها مهينة منأجلها ن بل كرمها من أجل تلك الوظيفة وأكرمها وهى تقوم بها ، وقال لها إن قيامها بهذه الوظيفة هو سبيلها إلى رضوان الله والجنة ، كما أن القتال فى سبيل الله هو طريق الرجل إلى رضوان الله والجنة ، فجعل هذه مكافئة لتلك ، لأن الله يعلم سبحانه أن هذا هو الميزان الصحيح الذى يقيم الحياة البشرية بالقسط ، ويعلم خطورة الدور الذى تقوم به المرأة فى رعاية البيت وتنشئة النشء ويعلم كذلك مدى الفساد الذى يمكن أن ينشأ حين تهجر المرأة وظيفتها من أجل أى شئ آخر فى هذا الوجود ، فضلا عن أن يكون هذا الشئ هو مجرد اللهو والعبث والفساد الخلقى !
ولكن الجاهلية التى يسيطر عليها اليهود ويوجهونها قد ضربت بالمنهج الربانى عرض الحائط .. واتبعت وحى الشياطين ، فأى أصابها حين فعلت ذلك وأى خبال ؟!


آخر تعديل بواسطة محب الأقصى ، 05-09-2012 الساعة 01:33 PM
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.