موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > السنة النبوية العطرة > منتدى السنة النبوية الشريفة لمشاركات الأعضاء
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 10-11-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي متفرقات للمراجعة


أنا فتاة أؤدي فرائضي والحمد لله، لكن أختي تنعتني بالمنافقة وهي غير ملتزمة وعائلتي ضدي، لأني لا أصافح ولا أذهب إلى الأعراس التي توجد بها معازف، وأخاف أن أكون منافقة ولا أدري، أفتوني وجزاكم الله كل خير.


الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يزيدك ثباتا على الحق وحرصا على الدين، وننصحك بأن تستمري فيما أنت عليه من التمسك بالشرع المطهر والحفاظ على تعاليم الدين من ترك مصافحة الرجال وترك سماع المعازف وغيرها، فإن التمسك بأحكام الشرع والعض عليها بالنواجذ هو سبيل سعادة العبد في دنياه وأخراه، ولا يضر سب أختك لك ووصفها لك بالنفاق، بل ضرر ذلك يعود عليها هي، فإنه لا يجوز لها أن تصف مسلما بذلك دون قيام بينة واضحة، فكيف والبينة قائمة على خلاف ذلك.

فاعلمي أن ما يصيبك من أختك أو غيرها من الأذى هو من البلاء الذي قدر الله أن يصيب من لزم طريق الحق وحاد عن سواه، فاصبري وصابري ولا يحملنك ما تلقينه من الأذى على ترك الحق ومقارفة الباطل، وأما خوفك من النفاق فهو أمر حسن، وهذه طريقة الصالحين المخلصين من عباد الله أنهم يخافون ذنوبهم ويسيؤون الظن بأنفسهم، لكن يجب عليك أن تقرني إلى هذا الخوف حسن الظن بالله تعالى، والرجاء لرحمته وتمام منته سبحانه حتى لا تيأسي من روح الله، ولا تقنطي من رحمة الله، فالخوف والرجاء أمران لا بد من اجتماعهما في طريق السير إلى الله تعالى، ولا يزال المؤمن خائفا راجيا حتى يلقى الله تعالى فيؤمنه مما يخاف ويؤتيه ما يرجو، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 143897.

والله أعلم.
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 10-11-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: متفرقات للمراجعة

رابط المشاركة

http://www.islamweb.net/fatwa/index....waId&Id=161943
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 10-11-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: متفرقات للمراجعة

العُذْرُ بالجَهْل ِوقيامُ الحُجَّةِ
ـ خطورة تكفير المسلم:
قبل الحديث عن عذر المسلم بجهله، وبيان الحالات التي يعذر بها، لا بد من أن نبين خطورة الإقدام على تكفير المسلم من دون بينة ظاهرة تدل على كفره، وما يترتب على ذلك من مزالق عقدية لا يحمد عقابها.
وإذا كان عدم تكفير الكافر ـ الظاهر كفره ـ هو خطأ ومزلق عقدي ينقض الإيمان، فإن الإقدام على تكفير المسلم كذلك يعتبر خطأ ومزلقاً عقدياً لا تُحمد عقباه ..!
وقد تُقرر أن الخطأ في تكفير المسلم أشد خطراً على صاحبه من الخطأ في عدم تكفير الكافر، وذلك من أوجه:
منها: أن تكفير المسلم يتضمن تكذيب الله ورسوله، ورد النصوص الشرعية من الكتاب والسنة؛ وذلك أن الشارع الحكيم يصف ذاك المسلم بصفة الإسلام، ويحكم له ما للمسلمين من حرمة وحقوق .. ويأبى المكفِّر له إلا أن يصفه بالكفر ويحكم عليه بالخروج من دائرة الإسلام .. وهو بذلك مثله مثل من يرد حكم الله تعالى فيحرم ما أحل الله، ويحلل ما حرم الله .. انتصارا لهواه ونفسه .. وهذا لا شك فيه أنه كفر.
ومنها: أن تكفير المسلم ورميه بالكفر والإلحاد ونحو ذلك .. يتضمن اعتبار الإسلام الذي يعتقده والذي به صار مسلماً .. كفراً، والإيمان الذي يعتقده وصار به مؤمناً إلحاداً .. علماً أن الشارع يعتبره مسلماًً ومؤمناً له ما للمسلمين والمؤمنين وعليه ما عليهم .. فتكفير المسلم من هذا الوجه كذلك يُعتبر كفراً ومروقاً لوصف الإسلام والإيمان بالكفر ..!
ومنها: أن تكفير المسلم، ورميه بالكفر كقتله لما يترتب على التكفير من تبعات جسام، وهدر لجميع حرماته وحقوقه التي صانها وحفظها له الإسلام.
لذا نجد أن النصوص الشرعية قد نصت على تكفير من كفر مسلماً، وان تكفير المسلم كقتله، كما في صحيح مسلم وغيره، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما".
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت " أي إن لم يكن في حكمه على الآخرصائباً ومحقاً رجع تكفيره على نفسه.
وقال:" كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه "[1].
وتكفيره بغير حق انتهاك لجميع هذه الحرمات.
وقال:" من قال في مؤمن ما ليس فيه، حُبس في ردغة الخبال، حتى يأتي بالمخرج مما قال "[2].
وأي قول أغلظ وأشد من أن يُشار إلى المسلم ـ بغير حق ـ بالكفر والخروج من الدين، الذي يعني ذلك بالنسبة للمُكفَّر قتله وهدر لجميع حرماته وحقوقه..؟!
كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-:" إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فهو كقتله، ولعن المؤمن كقتله"[3].
فالحذر الحذر ـ يا أخوة الإسلام ـ من التسرع وقلة الورع في تكفير عباد الله المسلمين.
ومنها: أن الخطأ في عدم تكفير الكافر يعتبر خطأ في حق الله دون العبد؛ من جهة كونه لم يُصب حكم الله فيه .. بينما الخطأ في تكفير المسلم خطآن: خطأ بحق الله تعالى، وخطأ بحق العبد، والأول خطؤه ـ إن كان عن اجتهاد وتأويل ـ قد يغفره الله له، بينما الآخر ولو غُفر له خطؤه المتعلق بحق الله تعالى، يبقى حق العبد عليه إلى أن يقتص الله من الظالم للمظلوم، هذا إن وجد الظالم مخرجاً مما قال في أخيه المسلم بغير حق.
كما في الحديث:" الظلم ثلاثة، فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك ،قال تعالى:{إن الشرك لظلم عظيم}. وأما الظلم الذي يغفره فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدبر لبعضهم من بعض"[4].
لأجل ذلك احتاط أهل العلم أشد الاحتياط في إصدار الحكم بالكفر على المسلم المعين، حيث إن كان كفره يُحتمل من تسع وتسعين وجهاً، ووجه واحد يصرف عنه حكم الكفر، تراهم كانوا يأخذون بالوجه الواحد ـ الغير مكفر ـ احتياطاً لدينهم، وصوناً لحرمات ذلك المعين.
وكذلك لو حصل التردد أو الظن في تكفير شخص بعينه كانوا يتوقفون عن تكفيره، طلباً لليقين والسلامة معاً .. وهذا ـ مما لا شك فيه ـ هو المذهب الحق الذي لا نرى غيره لتضافر الأدلة الدالة عليه، وتواصل عمل السلف به وذلك أن الإسلام الصريح لا ينقضه إلا الكفر البواح الصريح الذي لا يحتمل وجها آخر غير الكفر، كما في الحديث الصحيح:" إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان". وهذا في شأن الخروج على الحكام.
قال الخطابي: معنى قوله بواحاً، يريد ظاهراً بادياً من باح بالشيء يبوح به بواحاً، وإذا أذاعه وأظهره.
وفي قوله :" عندكم من الله فيه برهان " قال ابن حجر : أي نص آية أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل، ومقتضاه أنه لا يجوز الخروج عليهم ما دام فعلهم يحتمل التأويل[5].
وفي " الهندية": إذا كان في المسألة وجوه توجب الكفر ووجه واحد يمنع فعلى المفتي أن يميل إلى ذلك الوجه، إلا إذا صرح بإرادة توجب الكفر، فـلا ينفعه التأويل حينئذ[6].
وقال الغزالي في فيصل التفرقة: ولا ينبغي أن يظن أن التكفير ونفيه ينبغي أن لا يدرك قطعاً في كل مقام، بل التكفير حكم شرعي، يرجع إلى إباحة المال وسفك الدم، والحكم بالخلود في النار، فمأخذه كمأخذ سائر الأحكام الشرعية، فتارة يُدرك بيقين وتارة بظن غالب، وتارة بتردد فيه، ومهما حصل تردد فالوقف فيه عن التكفير أولى[7].
وقال ابن حجر في الفتح 12/314: قال الغزالي: ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وجد إليه سبيلاً، فإنَّ استباحة دماء المصلين المقرين بالتوحيد خطأ، والخطأ في ترك ألف كافرٍ في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلمٍ واحد ا- هـ.
أما الغلو في الدين، وتكفير من لا يصح تكفيره من المسلمين، والاستهانة بمحرمات الناس وحقوقهم .. فإن ذلك من أخلاق وصفات الخوارج المارقين الغلاة الذين توعدهم الإسلام في الدنيا بالقتل .. وفي الآخرة بسوء العذاب الأليم.
ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه، تحت باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم طائفة من الأحاديث منها، قوله -صلى الله عليه وسلم-:" سيخرج قوم آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة ".
وفي الصحيح كذلك عن ابن عمر أنه كان يقول: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين!!
ومن صفاتهم أيضاً قوله -صلى الله عليه وسلم- فيهم:" يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصومه مع صومهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " متفق عليه.
أي من كثرة ما يصلون ويصومون، يرى المسلم صلاته وصومه ليس شيئا قياساً إلى صلاتهم وصيامهم .. وهذا مما يرهب كثيراً من عوام المسلمين إذ كيف يُقدمون على قتال من كانت هذه هي صفاتهم!!
وقال -صلى الله عليه وسلم-:"سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن، لايجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شرار الخلق والخليفة"[8].
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" الخوارج كلاب أهل النار"[9].
كل ذلك بسبب غلوهم وتنطعهم في الدين، وتكفيرهم ـ بالذنوب والمعاصي التي هي دون الكفر ـ من لا يجوز تكفيره من المسلمين .. وإعمالهم للسيف في رقاب أبناء الأمة بغير وجه حق!
أعاذنا الله منهم ومن طريقتهم، وأخلاقهم .. ومن أن نكثر سوادهم بقول أو فعل .. وجعلنا ممن يتمسكون بالكتاب والسنة، وعلى منهج وغرس السلف الصالح بإذن الله.
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 10-11-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: متفرقات للمراجعة

المراجعة والتصحيح
"الحق ما زال مصونا عزيزا..
لا يُنال مع الإضراب عن طلبه وعدم التشوق
والإشراف إلى سببه"

حتى لا يسترسل المسلم في خطأ وقع فيه، أو هوى انساق إليه، لا بد له في حياته من وقفات مع نفسه وإخوانه، للمراجعة والتصحيح من جديد، والسير -بعدئذ- على بصيرة ونظر سديد، خاصة في المسائل العلمية التي تحتاج إلى علم أكيد، والتأصيلات المنهجية التي ظهر فيها ضعف شديد..
ذلك أن المرء إذا اتخذ لنفسه مجرد آراء لا يحيد عنها، ولا يقبل المراجعة فيها، ظانا الأخذ بالصواب في خصوصها(1)، قد لا يسلم من هوى يطغيه، أو انحراف وظلم يرديه، ف"إن السنن ووجوه الحق لتأتي كثيرا على خلاف الرأي..".(2)
فقد كثر في هذا الحين الكلام في مسائل المنهاج دون علم ولا سراج وهاج، بل بالظن والوهم وفساد التصور بعيدا عن مسالك الحجاج، وصدق من قال: "ليس عند أكثر الناس سوى رسوم تلقوها عن قوم معظمين عندهم، ثم لإحسان ظنهم بهم قد وقفوا عند أقوالهم؛ ولم يتجاوزوها، فصارت حجابا لهم وأي حجاب"(3).
فالواجب على المكلف إذا لاح له الصواب أن يسعى للأخذ به حتى يصير من أولي الألباب، وأن يكون دأبه الدوران مع الحق حيث دار(4)، لا أن يدور حيث دار شيخه ولو خالف الحجة كالشمس في رابعة النهار(5)، فهذا المسلك لا شك أنه يحمل على طلب الحق وتحريه، بخلاف المقلد خامد الذهن بليد الفكر مغبون العقل، فــ" التقليد يُبعد عن الحق، ويروج الباطل"(6)، و"لا يورث إلا بلادة"(7)، و"المقلد راض أن يغبن عقله".(8)
فاحذر -عبد الله- التفريط في تحري الحق(9 )؛ فإن البعض يعتقد الباطل ويدين الله به، مع علمه بوجود مخالفه، وهو مع ذلك لم يدقق ويحقق ما الذي حمله على الركون إلى ما يعتقده ويدعو إليه وقد أخذه ابتداء دون بينة بل على عِلاَّته(10).
فالآفة إذن التي تحمل الناس على عدم المراجعة والتصحيح لما هم عليه من سبيل مبناه على الرأي ومجرد النظر بلا دليل صحيح:
اعتقاد المبطل أنه هو المحق، وأن مخالفه هو المبطل، فمثل هذا انتقاله عن ضلاله وباطله صعب إلا أن يشاء الله، وقد كان أول ظهور لهذه الصفة بصورة جماعية مع ظهور الخوارج.(11)
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "المصيبة العظمى: رضا الإنسان عن نفسه واقتناعه بعلمه(12)، وهذه محنة قد عمت أكثر الخلق".(13)
فالسلامة في النظر الدقيق وطرح كل تخمين وقول فيه تزويق فإن "الميل إلى الأقوال الباطلة ليس من شأن أهل التحقيق الذين لهم كمال إدراك، وقوة فهم، وفضل دراية، وصحة رواية، بل ذلك دأب من ليست له بصيرة نافذة، ولا معرفة نافعة".(14)
يقول العلامة ابن ناصر السعدي رحمه الله: "فإن من اعتاد الجري على أقوال لا يبالي دل عليها دليل صحيح أو ضعيف أو لم يدل: يخمد ذهنه، ولا ينهض بطلب الرقي، والاستزادة في قوة الفكر والذهن".(15)
فلا تسترسل -يا رعاك الله- مع ما أنت عليه، وفيه ما فيه دون مراجعة من للحق يريد، ولا تصحيح المستفيد فإن "انتقال الإنسان من قول إلى قول لأجل ما تبين له من الحق محمود فيه، بخلاف إصراره على قول لا حجة معه عليه، وترك القول الذي توضحت حجته، أو الانتقال عن قول إلى قول لمجرد عادة، واتباع هوى، فهذا مذموم".(16)
قال العلامة صديق حسن خان رحمه الله: "الحق ما زال مصونا عزيزا نفيسا كريما، لا يٌنال مع الإضراب عن طلبه، وعدم التشوق والإشراف إلى سببه، ولا يهجم على البطالين المعرضين، ولا يناجي أشباه الأنعام الضالين".(17)
ومن الأمور المعينة في مسار التصحيح والمراجعة عدم الغفلة عن الاستشارة التي تفتح باب الاستنارة، وهذا في غير ما بان وكان خفيا، أو لم يظهر وكان ظنيا(18) فلا شك أن المشاورة مشاركة للعقلاء في فهومهم وعلومهم "ولهذا كان من سداد الرأي وإصابته أن يكون شورى بين أهله، ولا ينفرد به واحد".(19)
فــ"من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذ ربما يزل، والعقل الفرد ربما يضل.(20)
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: "فإن الله لم يجمع الصواب كله لواحد، ولذلك شرعت المشاورة، فإن الصواب قد يظهر لقوم، وقد يغيب عن آخرين، وقد قيل للشافعي رحمه الله: (أين العلم كله؟ فقال: في العالَم كله).
يعني: أن الله فرقه في عباده، ولم يجمعه في واحد".(21)
فمن أغفل المشورة أصيبت مقاتله، ولا يغفلها إلا متكبر أو جاهل، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو أعلم الخلق والمسدد من عند الحق، وصحابته العلماء رضي الله عنهم كالمقدم الصديق أبي بكر، ومن ضرب الله الحق على لسانه وقلبه كعمر وغيرهم يشاورون غيرهم، فمن هذا الذي فوقهم علما وهدى وبصيرة حتى يستغني عن المشاورة؟ وقد "كان يقال: اجتماع آراء الجماعة وعقولها مبرمة لصعاب الأمور".(22)
فلا تغفل رحمك الله عن المراجعة والتصحيح، بناء على توقع حصول الخطأ منك وصدور الرأي القبيح، ما دام الأمر لم يقم على التدقيق والتنقيح، أخذا بالبرهان الصريح، خاصة فيما له تعلق بالأمور المنهجية التي خاض كثير من الناس فيه بلا نهج صحيح، كل ذلك طلبا للحق ورجاء في رأب الصدع بين القلوب، وأن يلتئم الصف الجريح.


1. ترجم الحافظ الذهبي رحمه الله لأبي حيان التوحيدي، ونقل عنه أنه قال: "أناس مضوا تحت التوهم، يظنون أن الحق معهم، ولكن الحق ورائهم".
فتعقبه الإمام الذهبي رحمه الله بقوله: "وأنت حامل لوائهم" السير 17/121-122.
2. قالها أبو الزناد رحمه الله كما في صحيح البخاري رحمه الله.
3. كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين 210.
4. قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "ندور مع السنة حيث دارت" شرح أصول الاعتقاد للالكائي رحمه الله 1/64.
5. وقد استعملها صاحب تاج العروس في مواضع منها 1/19، ويقال كالشمس في رائعة النهار انظر المعجم الوسيط 1/382، وكذا جواهر الأدب 1/399.
6. كما قال ابن بدران رحمه الله في المدخل 490.
7. انظر منهاج السنة 5/281 لابن تيمية رحمه الله.
8. قاله ابن حزم رحمه الله في مداواة النفوس 74.
9. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ينبغي أن يعرف أن عامة من ضل في هذا الباب، أو عجز فيه عن معرفة الحق، فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وترك النظر، والاستدلال الموصل إلى معرفته" الفتاوي 3/314.
10. أما بعد أن ينتهي النظر إلى تحقيق معنى ما حصل على حسب ما أداه إليه البرهان الشرعي بحيث يحصل له العلم في ذلك، فلا بد من الثبات والصلابة وأن يعرض عن كل المشككين، تشبها بالعلماء الراسخين كما قال العلامة المعلمي رحمه الله: "والعالم الراسخ هو الذي إذا حصل له العلم الشافي بقضية لزمها، ولم يبال بما قد يشكك فيها، بل إما يعرض عن تلك المشككات، وإما أن يتأملها في ضوء ما قد ثبت" الأنوار الكاشفة 34، وانظر الموافقات 4/225.
11. انظر الاستقامة 1/13-14 لابن تيمية رحمه الله.
12. وهذا في حق من لم يضبط الأمور ويحقق المسائل فتذكر.
13. صيد الخاطر 374.
14. كما قال الشوكاني رحمه الله في أدب الطلب 40.
15. المناظرات الفقهية 37.
16. الفتاوي الكبرى 5/125 لابن تيمية رحمه الله، وقال الإمام الشافعي رحمه الله:" وليست تدخلني أنفة من إظهار الانتقال عما كنت أرى إلى غيره إذا بانت الحجة فيه بل أتدين بأن علي الرجوع عما كنت أرى إلى ما رأيت الحق " جُمَّاع العلم 23.
17. قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر 175.
18. قال العلامة السعدي رحمه الله: "إنما التي تحتاج إلى مشاورة: الأمور الخفية التي لا تعلم حقيقتها ولا منفعته" تيسير اللطيف المنان 149.
19. كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين 1/84، وما أحسن ما سطره هو نفسه رحمه الله في هذا الصدد حيث قال: "وإذا عظم المطلوب، وأعوزك الناصح العليم، فارحل بهمتك من بين الأموات، وعليك بمعلم إبراهيم عليه السلام" مفتاح دار السعادة 1/32.
20. قاله أحد البلغاء كما في درر السلوك 74، وقال السعدي رحمه الله: "الفكر والمشاورة أكبر الأسباب لإصابة الصواب، والسلامة من التبعة، ومن الندم الصادر من العجلة، ومن عدم استدراك الفارط" تيسير اللطيف المنان 150.
21. أحكام الجهاد وفضائله 95.
22. العقل وفضله لابن أبي الدنيا رحمه الله 46.


أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني
عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي
الدولة: المغرب

رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 10-12-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: متفرقات للمراجعة

الأربعاء 15 ذو القعدة 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 10-12-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: متفرقات للمراجعة

الأربعاء 15 ذو القعدة 1432

http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=11515
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.