ما العلاقة بين التحدي والإعجاز؟

[admin]

	ما العلاقة بين التحدي والإعجاز؟ يتبادر لنا أحيانا عندما نقرأ أية من آيات القرآن الكريم أن الله يتحدانا، كما في قوله عز وجل في سورة البقرة 2 – آية 23 (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا، من نحن، ومن الله؟ وما هو مقامنا، وما هو مقام الله؟ وما هي قدرتنا، وما هي قدرة الله؟ وما هو علمنا، وما هو علم الله؟ ونحن نعلم أن القوة والقدرة والعلم وكل شيء لله وحده، وأن كل مخلوقاته عز وجل عاجزة لا تقوى على تحريك ساكن، ولا حتى على إسكان متحرك إلا إذا شاء عز وجل ومكّن، فالذي في الآية الكريمة ليس بتحدي، إنما هو نور وهداية وإرشاد، يدل الله به عبادة ويرشدهم إلى طريقةٍ يستدلوا بها على عجزهم، لعلهم يعودوا ويرجعوا له سبحانه وتعالى، فالله أعلم بنا من علمنا بأنفسنا، ويعلم عجزنا وتقصيرنا وعدم إستطاعتنا على الأتيان بشيء، ونحن البشر نعتقد أحيانا أننا نستطيع ونقدر، وإلا فلماذا حاول بعض الشعراء أن ينظموا كلمات يقلدوا بها القرآن؟ أليس هذا من جهلهم، وعدم إعترافهم بعجزهم وتقصيرهم؟ فما نراه في آيات القرآن ليس بتحدي وحاشى لله أن يجعل الله من عباده نداً له يتحداهم، ولكنه إرشادٌ لهم على ضعفهم وتقصيرهم وعجزهم، رحمة منه سبحانه وتعالى، فهو يعطيهم فرصةً أخرى للعودة للصراط المستقيم.

[نائل أبو محمد]

الخميس 1 صفر 1432
للتذكير

[نائل أبو محمد]

السبت 26 شوال 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك