إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > القرآن الكريم

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 11-23-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي الأمثال في القرآن الكريم - بقلم: عبد القادر بادنجكي

الأمثال في القرآن الكريم


تعريف المثل

التعريف: لغة: عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره نحو (الصيف ضيعت اللبن) (1).
والمثل في الأدب العربي: قول محكي سائر يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لأجله، أي يشبه مضربه بمورده، مثل (رب رمية من غير رام) (2).
تعريف المثل القرآني اصطلاحا: نظم من التنزيل يعرض نمطا واضحا معروفا من الكائنات أو الحوادث الكونية أو التاريخية عرضا لافتا للأنظار، ليشبه أو يقارن به سلوك بشري، أو فكرة مجردة، أو أي معنى من المعاني، بقصد التوضيح أو الإقناع أو البرهان أو التأثير، أو لمجرد الإقتداء به، أو التنفير منه والابتعاد عنه أو بقصد بيان الفارق بين أمرين متناقضين للأخذ بأحدهما والابتعاد عن الآخر أو للبرهان على صحة أحدهما، وبطلان الآخر (3).

أنواع المثل

1. المثل الموجز السائر: وهو إما شعبي لا تعلم فيه، ولا تكلف ولا تقيد بقواعد النحو، وإما كتابي، صادر عن ذوي الثقافة العالمية كالشعراء والخطباء كقولهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.
2. المثل القياسي: هو سرد وصفي أو قصصي أو صورة بيانية لتوضيح فكرة ما عن طريق التشبيه والتمثيل ويسميه البلاغيون التمثيل المركب أو اعتبار أحدهما بالآخر لغرض التأديب والتهذيب أو التوضيح والتصوير وهذا النوع فيه إطناب إذا قورن بسابقه ويجمع بين عمق الفكرة وجمال التصوير.
3. المثل الخرافي: وهي حكاية ذات مغزى على لسان غير الإنسان لغرض تعليمي أو فكاهي وما أشبه ذلك كقولهم أكلت يوم أكل الثور الأبيض (4).

الفرق بين المثل والحكمة

يظهر الفرق بين المثل والحكمة في ثلاثة أمور:
أولاً: أن الحكمة عامة في الأقوال والأفعال والمثل خاص بالأقوال.
ثانياً: أن المثل وقع فيه التشبيه والحكمة قد يقع فيها التشبيه وقد لا يقع فإذا وقع فيها التشبيه اجتمعت مع المثل وإلا اختلفت عنه.
ثالثاً: أن المقصود من المثل الاحتجاج ومن الحكمة التنبيه والإعلام والوعظ ولا يبعد أن يقال بعد ذلك إن المثل هو من الحكمة فهي تعمه وتعم غيره ومن هنا قرر الإمام أبو هلال العسكري صاحب كتاب جمهرة الأمثال أن كل حكمة سائرة تسمى مثلا (5).

أهم أهداف الأمثال القرآنية

1- الأهداف الإعتقادية:
أ- البرهان على وجوب توحيد الله بالعبادة.
ب- البرهان على البعث والحشر والحساب.
2- الأهداف السلوكية: وسيأتي تعدادها إن شاء الله في أهمية المثل في التربية.
3- أهداف عامة:
أ- صرف الناس عن الجدل بالباطل إلى تأييد الحق
ب- التذكير بسنن الله في الأمم الماضية لأخذ العبرة منها
ج-الترغيب في الجنة والعمل الصالح المؤدي إليها (6).

من خصائص الأمثال القرآنية وإعجازها

أ‌) الجمع بين الحكم والحكمة مثال { لا إكراه في الدين } (7).
ب‌) الجمع بين معان متفاوتة، كلها صحيحة مقبولة مثال { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } (8).
ت‌) إيجاز اللفظ، وإعجاز المعنى مثال { وأحضرت الأنفس الشح } (9).
ث‌) جوامع الكلم تتناسب مع تفاوت الأفهام البشرية وتنوع إدراكاتها مثال: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } (10) (11).
ج‌) دقة التصوير مع إبراز العناصر المهمة من الصورة التمثيلية.
ح‌) التصوير المتحرك الحي الناطق، ذو الأبعاد المكانية والزمانية والذي تبرز فيه المشاعر النفسية والوجدانية والحركات الفكرية للعناصر الحية في الصورة.
خ‌) صدق المماثلة بين المثل والممثل له.
د‌) التنويع في عرض الأمثال، مرة بالعرض المفاجئ وبالتمثيل البسيط وأخرى بالتمثيل المركب الذي يطابق كل جزء منه جزءا من الممثل له، وأخرى بالتمثيل المركب الذي ينتزع منه وجه الشبه بنظرة كلية عامة وغير ذلك من فنون القول وأساليبه.
ذ‌) البناء على المثل والحكم عليه كأنه عين الممثل له، على اعتبار أن المثل قد كان وسيلة لإحضار صورة الممثل له في ذهن المخاطب ونفسه، وإن حضرت صورة الممثل له ولو تقديرا، فالبيان البليغ يستدعي تجاوز الممثل، ومتابعة الكلام عن الممثل له، وتسقط صورة المثل لتبرز القضايا المقصودة.
ر‌) كثيرا ما يحذف من المثل القرآني مقاطع من الصورة التمثيلية، اعتمادا على ذكاء أهل الاستنباط، إذ باستطاعتهم أن يتصوروا في أذهانهم كامل الصورة ويتموا ما حذف منها (12).

أهمية المثل في التربية

1- الأهداف التربوية العامة، وتشمل:
أ- تعرية الباطل وتزييفه، وفضح مواقفه.
ب- توضيح الحق وتثبيته، وإقامة حججه وبراهينه.
ج- التحذير من عاقبة كفر النعمة، وبطر المعيشة.
د- استخلاص سنن الله تعالى في الكون والحياة والإنسان.
2- الأهداف التربوية الخاصة، ومن أهمها:
أ- تقريب الحقائق الغيبية للأذهان.
ب- تصوير الحقائق الإيمانية المجردة بصورة محسوسة.
ج- ربط عالم الشهادة بعالم الغيب.
د- فضح تناقض المشركين والمنافقين في مواقفهم.
هـ - تقرير حقائق للترغيب بها، أو التنفير منها.
و- تفاهة مواقف الكافرين من الحقائق الكبرى (13).

أهم من ألف في أمثال القرآن:

1- الأمثال من الكتاب والسنة تأليف أبي عبد الله محمد بن علي ابن الحسن المعروف بالحكيم الترمذي المتوفى سنة 320 هـ.
2- أمثال القرآن تأليف إبراهيم بن محمد بن نفطويه المتوفى سنة 323 هـ.
3- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف الحسن بن الفضل.
4- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق القضاعي.
5- أمثال القرآن تأليف أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي المتوفى سنة 381 هـ.
6- أمثال القرآن لأبي عبد الرحمن بن حسين السلمي النيسابوري المتوفى سنة 406 هـ.
7- أمثال القرآن لأبي الحسن علي بن محمد المعروف بالماوردي الفقيه الشافعي المتوفى سنة 450 هـ.
8- درر الأمثال لابن أبي الأصبع العدواني المتوفى سنة 654 هـ.
9- أمثال القرآن لابن القيم المتوفى سنة 751 هـ.
10- أمثال القرآن للأستاذ محمود بن الشريف (14).
______________________________
1) المفردات في غريب القرآن الصفحة 464.
2) التربية بضرب الأمثال الصفحة17.
3) التربية بضرب الأمثال الصفحة 19.
4) الأمثال في القرآن الكريم الصفحة 19-20.
5) ضرب الأمثال في القرآن الصفحة 32.
6) التربية بضرب الأمثال الصفحة 67 – 68.
7) سورة البقرة الآية 256
8) سورة البقرة الآية 195
9) سورة النساء الآية 128
10) سورة النحل الآية 125
11) ضرب الأمثال في القرآن الصفحة 51 – 55.
12) أمثال القرآن الصفحة 11.
13) ضرب الأمثال في القرآن الصفحة 59.
14) الأمثال في القرآن الكريم الصفحة 58-59-60.


المصادر و المراجع

1. المفردات في غريب القرآن تأليف الراغب الأصفهاني ضبطه وراجعه محمد خليل عيتاني دار المعرفة بيروت الطبعة الأولى 1418 هـ 1998م.
2. التربية بضرب الأمثال تأليف عبدالرحمن النحلاوي دار الفكر دمشق دار الفكر المعاصر بيروت الطبعة الأولى 1419 هـ 1998م.
3. الأمثال في القرآن الكريم تأليف ابن قيم الجوزية دار المعرفة بيروت تحقيق سعيد محمد نمر الخطيب الطبعة الرابعة 1421 هـ- 2000 م.
4. ضرب الأمثال في القرآن أهدافه التربوية وآثاره إعداد عبدالمجيد البيانوني دار القلم دمشق الدار الشامية بيروت الطبعة الأولى1411 هـ 1991م.
5. أمثال القرآن وصوره من أدبه الرفيع تأملات وتدبر عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني دار القلم دمشق الطبعة الثانية 1412 هـ 1992م
6. الأمثال في القرآن الكريم تأليف الدكتور الشريف منصور بن عون العبدلي عالم المعرفة للنشر والتوزيع.
7. الإتقان في علوم القرآن تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي تحقيق محمد شريف سكر دار إحياء العلوم بيروت الطبعة الثالثة 1416 هـ 1996م.
8. مناهل العرفان في علوم القرآن تأليف محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة بيروت الطبعة الثانية 1422 هـ 2001 م.

الأمثال في القرآن – 2

دلّت غير واحدة من الآيات القرآنية على أنّ القرآن مشتمل على الاَمثال، وأنّه سبحانه ضرب بها مثلاً للناس للتفكير والعبرة، قال سبحانه: (لَوْ أَنْزَلْنا هذا الْقُرآنَ عَلى جَبلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصدّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الاََمْثالُ نَضْربُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفكَّرون). (الحشر59: 21) إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على وجود الاَمثال في القرآن، وانّ الروح الاَمين نزل بها، وكان مَثَلاً حين النزول على قلب سيد المرسلين، هذا هو المستفاد من الآيات.
ومن جانب آخر أنّ المثل عبارة عن كلام أُلْقيَ في واقعة لمناسبة اقتضت إلقاء ذلك الكلام، ثمّ تداولت عبر الزمان في الوقائع التي هي على غرارها، كما هو الحال في عامة الاَمثال العالمية. وعلى هذا فالمثل بهذا المعنى غير موجود في القرآن الكريم، لما أنّ قوام الاَمثال هو تداولها على الاَلسن وسريانها بين الشعوب، وهذه الميزة غير متوفرة في الآيات القرآنية. كيف وقد أسماه سبحانه مثلاً عند النزول قبل أن يعيها النبي (عليه الصلاة والسلام) ويقرأها للناس ويدور على الاَلسن، فلا مناص من تفسير المثل في القرآن بمعنى آخر، وهو التمثيل القياسي الذي تعرّض إليه علماء البلاغة في علم البيان وهو قائم بالتشبيه والاستعارة والكناية والمجاز.
فعامة ما ورد في القرآن الكريم من الاَمثال فهو من قبيل التمثيل لا المثال المصطلح. ويظهر من بعضهم أنّ التمثيل من معاني المثل ثم أطلق على الكلام البليغ الشائع الحسن المشتمل إمّا على تشبيه بلا شبيه أو استعارة رائقة تمثيلية وغيرها، أو حكمة وموعظة نافعة، أو كناية بديعة أو نظم من جوامع الكلم الموجز، وقد امتازت صيغة المثل القرآني بأنّها لم تنقل عن حادثة معينة، أو واقعة متخيلة، أُعيدت مكرورة تمثيلاً، وضرب موردها تنظيراً، وإنّما ابتدع المثل القرآني ابتداعاً دون حذو احتذاه، و بلا مورد سبقه فهو تعبير فني جديد ابتكره القرآن حتى عاد صبغة متفردة في الاَداء والتركيب والاِشارة". "وعلى هذا فالمثل في القرآن الكريم ليس من قبيل المثل الاصطلاحي، أو من نسخ ما يعادله لفظاً ومعنى، الفقر بالاَمثال بمضمونه، بل هو نوع آخر أسماه القرآن مثلاً من قبل أن نعرف علوم الاَدب "المثل"، و من قبل أن تسمّي به نوعاً من الكلام المنثور وتضعه مصطلحاً له. بل من قبل أن يعرف الاَُدباء "المثل" بتعريفهم

أقسام التمثيل
قد عرفت أنّ التمثيل عبارة عن إعطاء منزلة شيء لشيء عن طريق التشبيه أو الاستعارة أو المجاز أو غير ذلك، فهو على أقسام:

1. التمثيل الرمزي: وهو ما ينقل عن لسان الطيور والنباتات والاَحجار بصورة الرمز والتعمية ويكون كناية عن معاني دقيقة، وهذا النوع من التمثيل يعجّ به كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفع، وقد استخدم هذا الاَُسلوب الشاعر العارف العطار النيشابوري في كتابه "منطق الطير". ويظهر من الكتاب الاَوّل أنّه كان رائجاً في العهود الغابرة قبل الاِسلام. وهناك محاولة تروم إلى أنّ القصص القرآنية كلّها من هذا القبيل أي رمز لحقائق علوية دون أن يكون لها واقعية وراء الذهن، وبذلك يفسرون قصة آدم مع الشيطان، وغلبة الشيطان عليه، أو قصة هابيل وقابيل وقتل قابيل أخاه، أو تكلم النملة مع سليمان (عليه السلام)، وغيرها من القصص، وهذه المحاولة تضادّ صريح القرآن الكريم، فانّه يصرّح بأنّها قصص تحكى عن حقائق غيبيّة لم يكن يعرفها النبي (عليه الصلاة والسلام) ولا غيره، قال سبحانه: (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاَُولى الاََلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلّ شَىءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُوَْمِنُون). (يوسف12: 111)، فالآية صريحة في أنّ ما جاء في القصص ليس أمراً مفترىً، إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على أنّ القرآن بأجمعه هو الحقّ الذي لا يدانيه الباطل.

2. التمثيل القصصي: وهو بيان أحوال الاَُمم الماضية بغية أخذ العبر للتشابه الموجود. يقول سبحانه: (ضَرَبَ اللهُ مَثلاً لِلّذِينَ كَفَرُوا امرأةَ نُوحٍ وَامرأةَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَينِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيئاً وقِيلَ ادْخُلا النّارَ مَعَ الدّاخِلِين). (التحريم66: 10) والقصص الواردة في أحوال الاَُمم الغابرة التي يعبر عنها بقصص القرآن، هي تشبيه مصرّح، وتشبيه كامن والغاية هي أخذ العبرة.

3. التمثيل الطبيعي: وهو عبارة عن تشبيه غير الملموس بالملموس، والمتوهم بالمشاهد، شريطة أن يكون المشبه به من الاَُمور التكوينية، قال سبحانه: (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الاََرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالاََنْعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الاََرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيّنَت وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالاََمْسِ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون). (يونس10: 24) والاَمثال القرآنية تدور بين كونها تمثيلاً قصصيّاً، أو تمثيلاً طبيعيّاً كونيّاً. وأمّا التمثيل الرمزي فإنّما يقول به أهل التأويل.


أقسام الأمثال، ظاهر وكامن


ذكر ان الاَمثال على قسمين: ظاهر وهو المصرّح به، وكامن وهو الذي لا ذكر للمثل فيه وحكمه حكم الاَمثال. وقد حاول البعض تفسير المثل الكامن، فمن أمثلة الاَوّل، قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذي اسْتَوقَدَ ناراً. . .) (البقرة2: 17)، ضرب فيها للمنافقين مثلين: مثلاً بالنار ومثلاً بالمطر ـ ثمّ ويمكن تفسير المثل الكامن بالتمثيلات التي وردت في الذكر الحكيم من دون أن يقترن بكلمة "مثل" أو "كاف" التشبيه، ولكنّه في الواقع تمثيل رائع لحقيقة عقلية بعيدة عن الحسن المجسّد بما ف التمثيل من الاَمر المحسوس، ومن هذا الباب قوله سبحانه:
1. (أَفَمَنْ أسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيرٌ أَمْ مَن أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بهِ في نارِ جَهَنَّم وَاللهُ لا يَهْدي القَوم الظّالِمين). (التوبة9: 109) إنّه سبحانه شبَّه بنيانهم على نار جهنم بالبناء على جانب نهر هذا صفته، فكما أنّ من بنى على جانب هذا النهر فإنّه ينهار بناءه في الماء ولا يثبت، فكذلك بناء هوَلاء ينهار ويسقط في نار جهنم، فالآية تدلّ على أنّه لا يستوي عمل المتقي وعمل المنافق، فإنّ عمل الموَمن المتقي ثابت مستقيم مبني على أصل صحيح ثابت، وعمل المنافق ليس بثابت وهو واهٍ ساقط.

2. (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ اسْتَكْبَروا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدخُلُونَ الجنَّةَ حتّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِين). (الاعراف7: 40) كانت العرب تمثّل للشيء البعيد المنال، بقولهم: لا أفعل كذا حتى يشيب الغراب، وحتى يَبْيَضَّ القار، إلى غير ذلك من الاَمثال. يقول الشاعر:



إذا شاب الغراب أتيت أهليوصار القار كاللبن الحليب


ولكنّه سبحانه مثّل لاستحالة دخول الكافر الجنّة بأنّهم يدخلون لو دخل الجمل في ثقب الاِبرة، وقال: (ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط معبراً عن كونهم لا يدخلون الجنة أبداً. ففي الآية تمثيل وليس لها من لفظ المثل وحرف التشبيه أثر.

3. (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبّهِ وَالّذي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرّفُ الآيات لِقَوْمٍ يَشْكُرُون). (الاعراف7: 58) إنّ هذا مثل ضربه الله تعالى للموَمن والكافر فأخبر بأنّ الاَرض كلّها جنس واحد، إلا أنّ منها طيّبة تلين بالمطر، ويحسن نباتها ويكثر ريعها، ومنها سبخة لا تنبت شيئاً، فإن أنبتت فممّـا لا منفعة فيه، وكذلك القلوب كلّها لحم ودم ثمّ منها ليّن يقبل الوعظ ومنها قاسٍ جافٍ لا يقبل الوعظ، فليشكر الله تعالى من لانَ قلبه بذكره. وفي ذيل الآية (كَذلِكَ نُصَرّفُ الآيات) إلمام إلى كونه تمثيلاً، كما في الآية التالية. قال سبحانه: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاََنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلّ الثَّمراتِ وَأَصابَهُ الكِبَر وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعفاءُ فَأَصابَها إعصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون). (البقرة2: 266) أخرج البخاري عن ابن عباس، قال: قال عمر بن الخطاب يوماً لاَصحاب النبي فيمن ترون هذه الآية نزلت (أَيَوَدُّ أَحدكُمْ أَنْ تَكُون لَهُ جَنَّة مِنْ نَخيل وَأَعْناب)؟ قالوا: الله أعلم، فغضب عمر، وقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم. فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء، فقال: يا بن أخي: قل ولا تحقِّر نفسك، قال ابن عباس: ضربت مثلاً لعملٍ، قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لرجل غني عمل بطاعة الله، ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله. (صحيح البخاري: التفسير: تفسير سور ة البقرة، باب قوله: (أيودّ أحدكم) رقم 4264.

وحصيلة البحث: إنّ التمثيل الوارد في القرآن الكريم، تارة يقترن بكلمة المثل، وأُخرى يقترن به مع لفظ الضرب حيث اختار سبحانه مادة الضرب لقسم كبير من أمثال القرآن، وثالثة بحرف كاف التشبيه، ورابعة بذكر مادة المثل بدون اقتران بواحد منهما مثل قوله: (وَالْبَلَدُ الطَّيّبُ يخْرجُ نَباتهُ بِإِذْنِ رَبّهِ وَالّذِي خَبُثَ لا يَخرجُ إِلا نَكِداً). (الاعراف7: 58).
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 11-25-2010 الساعة 04:12 PM
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 11-24-2010
ام داود ام داود غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فلسطينية
المشاركات: 221
افتراضي رد: الأمثال في القرآن الكريم - بقلم: عبد القادر بادنجكي

ماشاء الله تبارك الله جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 12-19-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: الأمثال في القرآن الكريم - بقلم: عبد القادر بادنجكي

الاثنين 24 محرم 1433
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.