منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات العناية بالبشرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    استكشف سر جمال شعرك في ويلنس سوق، الوجهة الأولى للعناية بالش...  آخر رد: الياسمينا    <::>    ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال  آخر رد: الياسمينا    <::>    موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الدراسات والأبحاث والإصدارات
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #21  
قديم 09-07-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فأما آيات التعريف فهي:


1." وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ",يونس107


2." قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",يوسف98


3." نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",الحجر49


4." َقالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",القصص16


5." ُقلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",الزمر53


6." تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",الشورى5


7." أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",الأحقاف8


وجاء في سورة سبأ "الرحيم الغفور":


8." يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ",سبأ2


والآيات التي جاء فيها نكرة,اذكر منها :


1."إ ِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ",البقرة173


2." قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ",آل عمران31


3." وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ",النساء152


4." اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ",المائدة98


5." وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ",التوبة102


6." ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ",النحل119


7." يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ",التحريم1

وغيرها من الآيات.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
 
  #22  
قديم 09-08-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


والآيات التي جاء فيها الغفور مقرونًا مع اسماء آخرى :


1."غفور حليم"


1."لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ",البقرة225
2."َاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ",البقرة235
3."إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ",آل عمران155
4." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ",المائدة101
في هذه الآيات قرن الغفور بالحليم, حيث أن المقام هنا مقام امهال وابطاء, فأصل الحلم هو الأناة,ومعنى الحليم الذي يمهل بتأخير العقاب,لأن هذه مغفرة لذنب هو من قبيل التقصير في الأدب مع الله تعالى، فلذلك وصف الله نفسه بالحليم، لأن الحليم هو الذي لا يستفزه التقصير في جانبه، ولا يغضب للغفلة، ويقبل المعذرة.
وقد تأتي بترتيب معكوس "حليم غفور" كما في الآيتين التاليتين:
1." تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ",الإسراء44
2." إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ",فاطر41
والوجه البلاغي في هذا:الإنسان كثيراً ما يغفل الاستدلال بظواهر الكون وآياته دلالة الحال، فيقف على قدرة الله وبديع صُنْعه، وكذلك كثيراً ما يغفل عن تسبيح الله تسبيح المقالة؛ لذلك أخبر سبحانه أنه حليمٌ لا يعاجل الغافلين بالعقوبة، وغفور لمن تاب وأناب.
2."عفو غفور"


1." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ",النساء43
2."فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً ",النساء99
3."ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ",الحج60
4."الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ",المجادلة2
نلاحظ أنه في هذه الآيات اقترن العفو بالغفور وتقدم عليه,وهو على وزن فعول الذي يفيد الثبوت والدوام,ومعنى "العفو" الذي يمحو الذنوب,وقيل تعني أيضًا التيسير,لأن في الآية رخصة للمؤمنين, وقيل أنها أبلغ من الغفور لما تنبئ عن محو الذنوب بينما الغفور تنبئ عن سترها.والوجه البلاغي في ايراهما معًا هو أن الله سبحانه تعالى يمحو الذنوب وييسر لعباده ويستر فضائحهم,فمحو الذنوب وغفرها أنفع للعبد.

والملاحظ أن العفو لم تأت إلا عند الكلام عن المؤمنين,فالذنوب يمحوها الله تعالى للمؤمنين بعد سترها.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
 
  #23  
قديم 09-09-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
3."غفور شكور"
جاءت هذه الصيغة في ثلاث آيات وهي:
1." لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ",فاطر30
2." وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ",فاطر34
3." َذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ",الشورى23
وهذه الآيات أيضًا في حق المؤمنين والمطيعين,لأن الله هو المجازعلى شكره بما شاء من النعم,ومن معاني "الشكور" المجازي على العمل اليسير بالخير الوفير,واقتران الاسمين يدل على مدى غفران الله لزلات عباده وعظيم جزائه على طاعاتهم.
وآية الشورى يتبن لنا عظيم جزائه بزيادة الحسنات.
4."الغفور الودود"
جاءت هكذا في آية واحدة من سورة البروج:" وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ",البروج,14, "ودود"فَعول بمعنى فاعل مشتق من الودّ وهو المحبة فمعنى الودود: المحِبّ وهو من أسمائه تعالى، أي إنه يحب مخلوقاته ما لم يحيدوا عن وصاياه وأوامره,فهو سبحانه وتعالى يغفر ذنوب عباده من محبته لهم ووده بانعامه سبحانه وإكرامه جل شأنه ومن هنا فسر الودود بكثير الإحسان.
وقال القشيري في لطائفه:" الغفور " كثيرُ المغفرة، " الودود " مبالغة من الوَادِّ، ويكون بمعنى المودود؛ فهو يغفر له كثيراً لأنه يَوَدُّهم، ويغفرُ لهم كثيراُ لأنهم يودُّنه".
5."العزيز الغفور"
وردت مرة واحدة في سورة الملك:" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ",الآية كما هو واضح ذكرت الموت كما ذكرت البلاء,ففي الموت قهر وهي من صفة العزيز الذي لا يغلبه ولا يقهره أحد وهو الذي قهر عباده بالموت,وفي البلاء اختبار فالعبد قد يطيع وقد يظلم,وقد يقوم بزلات في اختباره وعمله,فوافقت اسماؤه المقامين,العزيز لخلقه الموت وقهر عباده به,والغفور لمل يقع عباده من زلات وفلتات.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
 
  #24  
قديم 09-10-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وأهم الملاحظات على إيراد " الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ":
أولًا:جاءت معرفة كما جاءت نكرة,وكان الوجه الثاني أكثر ترددًا من الأول,فقد نيف على الستين آية,بينما الأول لم يتجاوز السبع آيات.
وهذا يفيد أن المقصود الأعظم من ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم النفوذ إلى الصفة..أي إلى المغفرة، وجذب القلوب إليها أولاً ، ذلك لأن لام التعريف تدخل الأعلام للمدح والتعظيم.
ثانيًا:كان اسم الغفورفي الحالتين هو المقدم على الرحيم.
ثالثًا:في كل الآيات كان اسم "الرحيم" هو كلمة الفاصلة ,على نحو" الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" أو نكرة على نحو" غَفُورُ رَّحِيمُ", أو " غَفُورًا رَّحِيمًا",إلا في آية سبأ فقد جاء "الغفور" مقدمًا على "الرحيم" وكان "الرحيم هو كلمة الفاصلة,وسوف يأتي بيانه في موضعه إن شاء الله.
رابعًا:جاء هذا التعبير في مجمل الآيات بعد طلب المغفرة"الإستغفار" أو بعد إخبار الله خبرًا مؤكدًا على أنه "الغفورالرحيم",كما في قوله تعالى:" وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ", وقوله تعالى:" فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ",
خامسًا: جاءت كلها في حق المؤمنين عند وقوعهم في زلات وفلتات لا تصل حد الشرك,أو لبيان رخصة من الله كما هو الحال في آية البقرة وأكل الميتة أو لحم الخنزير,مصداقًا لقول الله تعالى:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ",فالله سبحانه وتعالى يستر ذنوب عباده المؤمنين ويرحمهم ما لم يشركوا به ويعبدوا من دونه.
سادسًا:تقديم "الغفور" على "الرحيم" وذلك للأسباب التالية:
1.المغفرة كما بيّن العلماء سلامة والرحمة غنيمة, فقدمت السلامة على الغنيمة تقديم أولوية.
2.المغفرة خاصة بالمؤمنين والرحمة عامة, فقدم الخاص على العام.
3.في كثير من الآيات جاءت المغفرة مباشرة بعد طلبها, فوافق تقديم المغفرة على الرحمة لطلبها,كما في قوله تعالى:" دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً".
4.المغفرة تعني ستر الذنوب, وقد يتبع الستر الرحمة,فالستر يكون بين العبد وربه, والرحمة تظهر آثارها في الآخرة. والدنيا مقدمة في الترتيب الزمني على الآخرة.
وأما تفصيل الآيات التي ذكرت " الْغَفُورُ الرَّحِيمُ":
1."." وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ",يونس107
الآية وإن كانت خطابًا للرسول عليه الصلاة والسلام_ لأنه أولى الناس بالخير ونفي الضر. فيعلم أن غيره أولى بهذا الحكم وهذا المقصود_ فهي لأمته أيضًا,وفيها بيان أن الضر إن يمس العبد فلا قدرة لأحد من خلقه في صرفه,غالأمر له وحده شبحانه,والخير إن أصاب فلا يستطيع أحد أن يرد فضل الله,وقال ابن عاشور:"والتذييل بجملة: "وهو الغفور الرحيم " يشير إلى أن إعطاء الخير فضل من الله ورحمة وتجاوز منه تعالى عن سيئات عباده الصالحين، وتقصيرهم وغفلاتهم، فلو شاء لما تجاوز لهم عن شيء من ذلك فتورطوا كلهم.
ولولا غفرانه لَما كانوا أهلاً لإصابة الخير، لأنهم مع تفاوتهم في الكمال لا يخلون من قصور عن الفضل الخالد الذي هو الكمال عند الله، كما أشار إليه النبي بقوله: " إني ليُغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة",والنكتة البلاغية في تقديم الغفور هنا على الرحيم هو أن الله سبجانه وتعالى ذكر أولًا مس الضر فيلجأ الإنسان لطلب المغفرة تبعًا لهذا,وذكر الخير وأنه يصيب من يشاء وهذا من واسع رحمته فجاء الرحيم تبعًا لهذا , فوافقت اسماؤه الحالتين_المغفرة والرحمة_.
2." قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",يوسف98, في هذه الآية قال يعقوب عليه السلام لأبنائه سوف أطلب من الله أن يغفر لكم ذنبكم,فهو الغفور وهو أيضًا الرحيم فيرحمكم بعد المغفرة.
فجملة :" إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " في موضع التعليل لجملة " أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ "وأكد بضمير الفصل لتقوية الخبر.
3." ." نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",الحجر49,هنا بيّن لنا الله عظيم الخبر فخاطب رسوله أمرًا أن ينبئ عباده المتقين كما دل السياق بأنه يغفر الذنوب ويرحم, ويدخلهم جناته, فيتمتَّعون بخيْراتها خالدين فيها.
4. ." َقالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",القصص,16,قال الألوسي:"فَٱغْفِرْ لِى" فاستر على ذلك، وجعله من عمل الشيطان لما فيه من الوقوع في الوسوسة وترقب المحذور، ولا يخفى ما فيه، ويأبـى عنه قوله تعالى: "فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ " وترتيب { غفر } على ما قبله بالفاء يشعر بأن المراد غفر له لاستغفاره وجملة " إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " كالتعليل للعلية أي إنه تعالى هو المبالغ في مغفرة ذنوب عباده ورحمتهم، ولذا كان استغفاره سبباً للمغفرة له وتوسيط { قال } بين كلاميه عليه السلام لما بينهما من المخالفة من حيث إن الثاني مناجاة ودعاء بخلاف الأول.
5." ُقلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",الزمر53,وفي هذه الآية نلاحظ أيضًا أن العباد الذين أسرفوا أي ارتكبوا ذنوبًا ذُكرت أولًا, وهذا مقام اعتراف بالذنب وطلب المغفرة,وأعقبها بجملة" لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ " فرحمة الله سبقت غضبه,وجاء بعدها بجملة مؤكدة :" إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ",فمن رحمته يغفر الذنوب فلا تيأسوا من افراطكم في المعاصي فهي بمثابة تعليل للنهي عن اليأس من رحمة الله ,وذيلها بجملة " إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " تعليل لجملة " إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً "أي لا يُعجزه أن يغفر جميع الذنوب ما بلغ جميعها من الكثرة لأنه شديد الغفران شديد الرحمة.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
 
  #25  
قديم 09-12-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

6." تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ",الشورى5,في هذه الآية ذكر الله استغفار الملائكة للناس,فالمقام مقام استغفار,وذيّل الآية بجملة " الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " للتنبيه على أن الملائكة وإن كانوا يستغفرون للبشر إلا أن المغفرة المطلقة والرحمة المطلقة للحق سبحانه وتعالى وبيانه من وجوه الأول: أن إقدام الملائكة على طلب المغفرة للبشر من الله تعالى إنما كان لأن الله تعالى خلق في قلوبهم داعية لطلب تلك المغفرة، ولولا أن الله تعالى خلق في قلوبهم تلك الدواعي وإلا لما أقدموا على ذلك الطلب وإذا كان كذلك كان الغفور المطلق والرحيم المطلق هو الله سبحانه وتعالى الثاني: أن الملائكة قالوا في أول الأمر :" أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ" ثم في آخر الأمر صاروا يستغفرون لمن في الأرض، وأما رحمة الحق وإحسانه فقد كان موجوداً في الأولى والآخر فثبت أن الغفور المطلق والرحيم المطلق هو الله تعالى الثالث: أنه تعالى حكى عنهم أنهم يستغفرون لمن في الأرض ولم يحك عنهم أنهم يطلبون الرحمة لمن في الأرض فقال: "أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ "يعني أنه يعطي المغفرة التي طلبوها ويضم إليها الرحمة الكاملة التامة,هذا ما قاله الرازي.
7." أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ",الأحقاف8,هنا قد يتبادر لذهن القارئ أن الآية لم تكن في حق المؤمنين,لذكره الإفتراء ,رغم أنه تحداهم بلغتهم ولم يستطيعوا صنعًا.
ولهذا قال رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام :" كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ " فقطع القول بينهم وأكد الكلام بما قرن بالفاعل من حرف الجر تحقيقاً للفعل ونفياً للمجاز فقال: "به شهيداً " أي شاهداً بليغ الشهادة لأنه الأعلم بجميع أحوالنا " بيني وبينكم " يشهد بنفسه الأقدس للصادق منا وعلى الكاذب، وقد شهد بصدقي بعجزكم عن معارضة شيء من هذا الكتاب الذي أتيت به فثبت بذلك أنه كلامه لأني لا أقدر وحدي على ما لا تقدرون عليه فرادى ولا مجتمعين وأنتم عرب مثلي، بل وأنا أمي وفيكم أنتم الكتبة والذين خالطوا العلماء وسمعوا أحاديث الأمم وضربوا - بعد بلاد العجم - في بلاد العرب، فظهر بذلك ظهور الشمس أنكم كاذبون " وهو الغفور " الذي من شأنه أن يمحو الذنوب كلها أعيانها وآثارها فلا يعاقب عليها ولا يعاتب " الرحيم "الذي يكرم بعد المغفرة ويفضل بالتوفيق لما يرضيه، ففي هذا الختام ترغيب للنبي في الصفح عنهم فيما نسبوه إليه في افتتاحها من الافتراء، وندب إلى الإحسان إليهم، وترغيب لهم في التوبة، ومنع من أن يقولوا: فلم لا يعاجلنا بالعقوبة على نسبتنا لك إلى الكذب إن كنت صادقاً بأنه يجوز أن يمهل الكاذب، وأما أنه يؤيده بما يشد به كذبه اللازم منه أنه يزيد فيه فلا يجوز، لأن ذلك قادح في الحكمة وفي الكبرياء وفي الملك.
8." يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ",سبأ2, هذه هي الآية الوحيدة التي جاء فيها الترتيب معكوسًا أي " الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ",فقدّم الرحيم على الغفور,وذلك :
_لأن الإنزال سبق العروج , وفي الإنزال رحمة للعباد, حيث ينزل الرزق من السماء، غفور عندما تعرج إليه الأرواح والأعمال فرحم أولاً بالإنزال وغفر ثانياً عند العروج.
_ولأن السياق سياق الحمد,كما ذكرت الآية الأولى من السورة والسابقه لهذه:" ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ", فناسب تقديم الوصف الناظر إلى التكميل على الوصف النافي للنقص فقال: "وهو " أي والحال أنه وحده مع كثرة نعمه المقيمة للأبدان " الرحيم " أي المنعم بما يرضاه الله من إنزال الكتب وإرسال الرسل لإقامة الأديان " الغفور"أي المحاء للذنوب أما من اتبع ما أنزل من ذلك كما بلغته الرسل فبالمحو عيناً وأثراً حتى لا يعاقبهم على ما سلف منها ولا يعاتبه.
_ولأن ما سبق من كلام يدل على ربوبية الله وملكه ,والربوبية والملك لا تنتظم إلا بالرفق والإصلاح والرحمة,فقدّم الرحيم على الغفور.(البقاعي).
_وقيل هذا تقديم عام على خاص,حيث أن الرحمة عامة تشمل المؤمن والكافر, بينما المغفرة تخص المؤمنين, فقدّم العام "الرحيم" على الخاص "الغفور".
_ لم يتقدّم الآية ما يخصّ المكلَّفين أبداً والمغفرة لا تأتي إلا للمكلَّفين والمذنبين الذين يغفر الله
تعالى لهم وإنما جاء ذكرهم بعد الآيتين الأولى والثانية لذا اقتضى تأخير الغفور لتأخر المغفور لهم في سياق الآية.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة

آخر تعديل بواسطة سليم ، 09-16-2010 الساعة 01:39 AM
رد مع اقتباس
 
 
  #26  
قديم 09-16-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام ورحمة الله وبركاته
"التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"كما هوبيّن مؤلف من اسمين :الأول هو التوّاب ,والتواب من تاب يتوب إذا رجع,وهو فعل يتعدى بحرف الجر, ومعناه يعتمد على حرف الجر في التعدي:فإن كان بإلى فهو في حق البشر إذ يتوبون أي يعودون إلى الله بعد معصيتهم,كما في قوله تعالى:" وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ",وإن تعدى بعلى فهي في حق الله تعالى أي يتوب عليهم ويقبل رجوعهم إليه كما في قوله تعالى:" ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ", والثاني هو الرحيم.
والتوّاب من اسماء الله وهو الذي يتوب على عباده,وهو على وزن فعّال للمبالغة في كثرة الحدوث,وقد يوصف الإنسان بالتوّاب كما قال تعالى في سورة البقرة:" إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ", وكما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:" كلّ بني آدم خطّاء و خير الخطّائين التّوّابون",وقد ورد اسم "التوّاب " في القرآن الكريم أحدى عشرة مرة,مفردًا ومقرونًا باسم آخر معرفًا ونكرة,فأما مفردًا فقد جاء في آية واحدة من سورة النصر حيث يقول الله تعالى:" فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً",وأما معرفًا مقرونًا فقد جاء في ست آيات وهي:
1. ." فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",البقرة 37
2."وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",البقرة54
3.." رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"البقرة128
4." إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",البقرة160
5." أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "التوبة104
6." وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",التوبة118
وأما نكرة مقرونًا فقد ورد في ثلاث آيات وهي:
1." وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً "النساء16
2." وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً "النساء64
3." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ "الحجرات12
وجاء نكرة مقرونًا باسمه الحكيم في آية واحدة وهي:
1." وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ "النور10
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
 
  #27  
قديم 09-16-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام ورحمة الله وبركاته
ولنبدأ بورود "التوّاب " مفردًا نكرة كما جاء في سورة النصر:" فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ",هذه الآية من سورة النصر وكما قال جلُّ العلماء أنه فيها نُعيت للرسول نفسه, وقد بكى أبو بكر الصديق عندما سمعها من الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه فهم منها دنو أجل الرسول عليه الصلاة والسلام.
الخطاب كان للرسول عليه الصلاة والسلام وقد أمره الله بثلاثة أمور وهي :التسبيح والحمد والإستغفار,فالتسبيح التنزيه لا التلفظ بكلمة سبحان الله، والباء للملابسة والجار والمجرور في موضع الحال والحمد مضاف إلى المفعول والمعنى على الجمع بين تسبيحه تعالى وهو تنزيهه سبحانه عما لا يليق به عز وجل من النقائص وتحميده وهو إثبات ما يليق به تعالى من المحامد له لعظم ما أنعم سبحانه به عليه عليه الصلاة والسلام، وقيل أي نزهه تعالى عن العجز في تأخير ظهور الفتح واحمده على التأخير وصفه تعالى بأن توقيت الأمور من عنده ليس إلا لحكمة لا يعرفها إلا هو عز وجل وهو كما ترى، وأيد ذلك بما في «الصحيحين» عن مسروق عن عائشة " قالت كان رسول الله يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن " تعني هذا مع قوله تعالى: "وَٱسْتَغْفِرْهُ " أي اطلب منه أن يغفر لك وكذا بما في «مسند الإمام أحمد» و«صحيح مسلم» عن عائشة أيضاً قالت " كان رسول الله يكثر في آخر أمره من قول سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه وقال إن ربـي كان أخبرني أن سأرى علامة في أمتي وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده واستغفره " الخ وروى ابن جرير من طريق حفص بن عاصم عن الشعبـي عن أم سلمة " قالت كان رسول الله في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا قال سبحان الله وبحمده قال إني أمرت بها وقرأ السورة " وهو غريب وفي «المسند» عن أبـي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال " لما نزلت على رسول الله " إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ" كان يكثر إذا قرأها وركع أن يقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم ثلاثاً".
تذييل للكلام السابق كله وتعليل لما يقتضي التعليل فيه من الأمر باستغفار ربه باعتبار الصريح من الكلام السابق .
وقد اشتملت الجملة على أربع مؤكدات هي: إنّ، وكانَ، وصيغة المبالغة في التوّاب، وتنوين التعظيم فيه.
وحيث كان توكيد بــــ (إنَّ) هنا غير مقصودٍ به ردُّ إنكار ولا إزالة تردد إذ لا يفرضان في جانب المخاطب فقد تمحض (إنَّ) لإفادة الاهتمام بالخبر بتأكيده.
وقد تقرر أن من شأن (إنَّ) إذا جاءت على هذا الوجه أن تغني غَناء فاء الترتيب والتسبب وتفيد التعليل وربط الكلام بما قبله كما تفيده الفاء، وقد تقدم غير مرة، منها عند قوله تعالى:" إنك أنت العليم الحكيم".
فالمعنى: هو شديد القبول لتوبة عباده كثير قبوله إياها.
وقال ابن عاشور:" ومقتضى الظاهر أن يقال: إنه كان غفّاراً، كما في آية:"فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفّارا" ًفيُجرى الوصف على ما يناسب قوله: " وَٱسْتَغْفِرْهُ "، فعُدل عن ذلك تلطفاً مع النبي بأنَّ أمره بالاستغفار ليس مقتضياً إثبات ذنب له لما علمت آنفاً من أن وصف (تواب) جاء من تاب عليه الذي يستعمل بمعنى وفقه للتوبة إيماء إلى أن أمره بالاستغفار إرشاد إلى مقام التأدب مع الله تعالى، فإنه لا يُسأل عما يفعل بعباده، لولا تفضله بما بيَّن لهم من مراده، ولأن وصف (توّاب) أشد ملاءمة لإقامة الفاصلة مع فاصلة " أَفْوَاجاً " لأن حرف الجيم وحرف الباء كليهما حرف من الحروف الموصوفة بالشدة، بخلاف حرف الراء فهو من الحروف التي صفتها بين الشدة والرِّخوة".اهـ
وأما "تواب" مقرونًا باسم "حكيم" فقد جاء في آية واحدة من سورة النور :
1." ." وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ",هذه هي الآية الوحيدة التي اقترن اسمه "التواب" باسمه "الحكيم",على غير اقترانه "بالرحيم",فما هي النكتة البلاغية في ذلك؟.
الملاحظ من سياق الآيات التي سبقت هذه الآية كانت في بيان أحكام شرعية بما يتعلق بقذف المحصنات والملاعنة بين الزوجين,فالأمر هنا أمر أحكام ,والأحكام يلزمها حكيم خبير وهو الله سبحانه وتعالى,فهويحكم الأمور فيمنعها من الفساد بما يعلم من عواقب الأمور.,فاقتضى السياق اقتران اسمه "التوّاب" باسمه "الحكيم".
قال ابن عاشور:"تذييل لما مر من الأحكام العظيمة المشتملة على التفضل من الله والرحمة منه، والمؤذنة بأنه تواب على من تاب من عباده، والمنبئة بكمال حكمته تعالى إذ وضع الشدة موضعها والرفق موضعه وكف بعض الناس عن بعض فلما دخلت تلك الأحكام تحت كلي هذه الصفات كان ذكر الصفات تذييلاً".اهـ
كما ونلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في سياق الآية فضله و رحمته,حيث قال:" وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ",فصفة الرحمة قد وُجدت فلذلك ذيّل الآية باسمه الحكيم.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
 
  #28  
قديم 09-17-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وباقي الآيات الوارد فيها "التوّاب" نكرة فكلها مقرونة باسمه "الرحيم":
1." وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً "النساء16,هذه الآية نزلت في الزانيين,"فاللذان " هنا هنا صنفا الزناة اي المحصن وغير المحصن كما قال ابن عباس ومجاهد,لأن الحكم الشرعي الخاص بالنساء قد ذكره في الآية السابقة لهذه في قوله تعالى:" وَٱللاَّتِي يَأْتِينَ ٱلْفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَٱسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي ٱلْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ ٱلْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً "وقد كان هذا الحكم الشرعي فيهما قبل نسخها بآية النور,والحكم الشرعي وقتئذ كان الإيذاء أي الذم والتعنيف أوالإيلام غير الشديد بالفعل كالضرب غير المبرح، والإيلام بالقول من شتم وتوبيخ، فهو أعمّ من الجلد، والآية أجملته، فهو موكول إلى اجتهاد الحاكم كما قال ابن عاشور.
وقوله تعالى :" كَانَ تَوَّاباً " أي رجاعاً بمن رجع عن عصيانه إلى ما كان فيه من المنزلة" رَّحِيماً "أي يخص من يشاء من عباده بالتوفيق لما يرضاه له، فتخلقوا بفعله سبحانه وارحموا المذنبين إذا تابوا، ولا يكن أذاكم لهم إلا لله ليرجعوا، وليكن أكثر كلامكم لهم الوعظ بما يقبل بقلوبهم إلى ما يُرضي الله.
2." وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً "النساء64,هذه الآية نزلت في المنافقين عندما تحاكموا إلى الطاغوت, والقصة أن منافقًا ويهوديًا اختصما,فدعا المنافق إلى كعب بن الأشرف ليحكم بينهما ودعا اليهودي إلى النبي فأتياه فقضى لليهودي فلم يرض المنافق, فقتله عمر بن الخطاب,وفي هذه الآية أكد الله تعالى أن رسله يبعثهم كي يُطاعوا ,لأن طاعتهم من طاعة الله ولأنهم حملة رسالاته,وأنهم لو جاؤا بعدها واستغفروا الله وطلبوا أن يغفر لهم الرسول عليه الصلاة والسلام لتاب الله عليهم ورحمهم لأنه تواب رحيم.
ونلاحظ أن الآية لم تقصر الإستغفار على الله ,بل قرنه باستغفار الرسول لهم,وفي هذا تفخيم لشأن رسول الله حيث عدل عن خطابه إلى ما هو من عظيم صفاته ، وتعظيم لاستغفاره عليه الصلاة والسلام حيث أسنده إلى لفظ منبىء عن علو مرتبته.
3." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ",الحجرات 12,نلاحظ أن الآية بدأت بخطاب المؤمنين,إذن هو خطاب لمن آمن من العرب ,ولكن بعض عادات العرب القبيحة في الجاهلية بقيت متفشية بينهم منها ما ذكرت هذه الآية,والآية حرمت الظن والتجسس والغيبة بقرينة وصف الظن بالإثم, وكره آكل لحم أخيه, "وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رحيم " عطف على جُمل الطلب السابقة ابتداء من قوله: " اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ "هذا كالتذييل لها إذ أمر بالتقوى وهي جُماع الاجتناب والإمتثال فمن كان سالماً من التلبس بتلك المنهيات فالأمر بالتقوى يجنبه التلبس بشيء منها في المستقبل، ومن كان متلبساً بها أو ببعضها فالأمر بالتقوى يجمع الأمر بالكف عما هو متلبس به منها.
وجملة " إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ "تذييل للتذييل لأن التقوى تكون بالتوبة بعد التلبس بالإثم فقيل:" إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ "وتكون التقوى ابتداء فيرحم الله المتقي، فالرحيم شامل للجميع.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
 
  #29  
قديم 09-23-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

الخميس 15 شوال 1431
يستحق الرفع والقراءة ..
رد مع اقتباس
 
 
  #30  
قديم 09-25-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام ورحمة الله وبركاته
وأهم الملاحظات على إيراد " التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ":
أولًا:في كل الآيات جاء "التوّاب"متقدم على "الرحيم" سواء كان معرفًا أو نكرة.
ثانيًا: كان "الرحيم" هو الكلمة الفاصلة في كل الآيات .
ثالثًا: في كل آيات التعريف جاء " التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " بعدذكر فعل التوبة بصيغة الماضي مثل"تاب" أو المضارع "أتوب" أو طلب التوبة من الله "تب",أو بيان من الله أنه قابل التوبة, ولكل منها وجهها البلاغي :
1." ." فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",البقرة 37,هنا الكلام عن آدم عليه السلام,ويُلاحظ أنه استهل الآية بالفاء وتدل على مبادرة آدم عليه السلام بطلب العفو,وأُختير فعل "تلقى" وهو على صيغة تفعل من لقي لما فيه من تكلف وطلب,والتكلف في الحصول وتطلبه يكون في الأمر المحبوب على عكس لاقى لما في من دلالة على لقاء غير المحبوب كما لو قلنا لاقي العدو.
وجاء بعد التلقي بفاء آخرى ودخلت على فعل"تاب"_ وهو بصيغة الماضي وذلك لحدوثه ووقوعه_ و لبيان أن الكلمات التي تلقاّها آدم عليه السلام هي كلمات عفو ومفغرة وليست توبيخ .
وذيّل الآية بقوله تعالى:" إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "مؤكدًا أن الله تعالى هو الذي يقبل التوبة ويرحم عباده,فقبل توبة آدم ورحمه .
2."وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",البقرة54,وهذه الآية نزلت في حق قوم موسى عليه السلام,وعبادتهم العجل ,وهو ظلم بمعنى شرك بالله,وطلب الله من موسى أن يخبرهم بأن توبتهم تكون بقتل أنفسهم,غمن قتل نفسه يكون قد ندم فتاب إلى الله ,ويتوب الله عليه ويرحمه بتقبل توبته.
من النكت البلاغية هنا قول الله تعالى:" الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ ",فطلب التوبة إلى البارئ, فالبارئ من براءة, وكأن القصد التوبة البراء من الرياء,فإن التوبة الحقة هي التي لا رياء فيها, والقصد منها الرجوع إلى الله, ولهذا عقب بقوله تعالى:" فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ",فإن كانت توبة حقة_براء_ بعيدة عن الرياء فقتل النفس يبدو يسيرًا.
3.." رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"البقرة128,هنا يسأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يجعله وذريته مسلمين,وأن يريهم مناسكهم,وبعد ذلك طلب التوبة له وذريته من بعده,وهي الآية الوحيدة التي جاء فيها التوبة بالأمر_ دعاء الإنسان_,وكذلك توجيه الخطاب إلى الله سبحانه وتعالى حيث قال تعالى:" إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ".
4." إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",البقرة160,هذه الآية جاءت في اليهود الذين أنكروا البينات في التوراة التي تذكر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وقيل والمراد أيضًا نكرهم لحكم الرجم ,وقد استثنى من هؤلاء استثناءًحقيقيًا من تاب بصدق وجعل التوبة مربوطة بأمرين ,أولهما الإصلاح,أي إصلاح ما نتج عن طمسهم الآيات والتي منها نبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والثانية البيان أي بيان ما كتم, لأن شرط كل توبة أن يتدارك التائب ما يمكن تداركه مما أضاعه بفعله الذي تاب عنه.فيقبل الله توبتهم,لأنه هو التواب الرحيم.
وقد عقب بقوله تعالى:"َوأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ليعطف على ما قبله وتذييل له والالتفات إلى التكلم للافتنان مع ما فيه من الرمز إلى اختلاف مبدأ فِعْليه السابق واللاحق.ونلاحظ أنه في هذه جاء فعل التوبة من الناس أولًا ومن الله ثانية, وعقب بدلالة واضحة بأنه هو التواب الرحيم.
5." أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "التوبة104,هذه أولى الآيات من سورة التوبة التي تذكر أن الله تواب رحيم, في هذه الضمير يعود على الذين اعترفوا بذنوبهم,أو لغيرهم والمراد التحضيض على التوبة والصدقة والترغيب فيهما, " وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "عطف على " أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ " ، تنبيهاً على أنه كما يجب العلم بأن الله يفعل ذلك يجب العلم بأن من صفاته العُلى أنه التواب الرحيم، أي الموصوف بالإكثار من قبول توبة التائبين، الرحيم لعباده، ولا شك أن قبول التوبة من الرحمة فتعقيب"التواب" بـــ " الرحيم" في غاية المناسبة.
6." وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ",التوبة118,في قوله تعالى:" ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ "يدل على أن التوبة فعل الله وقوله: "لِيَتُوبُواْ " يدل على أنها فعل العبد, وقوله تعالى:" إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ"واعلم أن ذكر الرحيم عقيب ذكر التواب، يدل على أن قبول التوبة لأجل محض الرحمة والكرم، لا لأجل الوجوب.
رابعًا:لم يأت اسم "التواب" في حق الله تعالى إلا مفردًا,وإن جاء جمعًا فهو يدل على الناس كما في قوله تعالى في سورة البقرة:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ".
هذا ما كان من آيات القرآن التي جاء فيها اسمه "الرحيم" مقترنًا مع اسماء اخرى.




__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.