إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > القرآن الكريم > آيات القرآن الكريم

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 05-23-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي الفاتحة 001 - آية 003 - الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مرحبا بكم معنا في المسجد الأقصى المبارك
سورة 001 - الفاتحة - آية رقم 003

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

صدق الله العظيم
السابق التالي
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 12-05-2010 الساعة 10:14 AM
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 12-02-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق

تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


قال أبو جعفر: قد مضى البـيان عن تأويـل قوله «الرحمن الرحيـم»، فـي تأويـل «بسم الله الرحمن الرحيـم»، فأغنى ذلك عن إعادته فـي هذا الـموضع. ولـم يحتـج إلـى الإبـانة عن وجه تكرير الله ذلك فـي هذا الـموضع، إذ كنا لا نرى أن «بسم الله الرحمن الرحيـم» من فـاتـحة الكتاب آية، فـيكون علـينا لسائلٍ مسألة بأن يقول: ما وجه تكرير ذلك فـي هذا الـموضع، وقد مضى وصف الله عزّ وجلّ به نفسه فـي قوله «بسم الله الرحمن الرحيـم»، مع قرب مكان إحدى الآيتـين من الآخرى ومـجاورتها لصاحبتها؟ بل ذلك لنا حجة علـى خطأ دعوى من ادعى أن بسم الله الرحمن الرحيـم من فـاتـحة الكتاب آية، إذ لو كان ذلك كذلك لكان ذلك إعادة آية بـمعنى واحد ولفظ واحد مرتـين من غير فصل يفصل بـينهما. وغير موجود فـي شيء من كتاب الله آيتان متـجاورتان مكرّرتان بلفظ واحد ومعنى واحد، لا فصل بـينهما من كلام يخالف معناه معناهما، وإنـما يأتـي بتكرير آية بكمالها فـي السورة الواحدة، مع فصول تفصل بـين ذلك، وكلام يُعترض به بغير معنى الآيات الـمكرّرات أو غير ألفـاظها، ولا فـاصل بـين قول الله تبـارك وتعالـى اسمه «الرحمن الرحيـم» من «بسم الله الرحمن الرحيـم»، وقول الله: «الرحمن الرحيـم»، من «الـحمد لله رب العالـمين».

فإن قال قائل: فإن «الـحمد لله رب العالـمين» فـاصل بـين ذلك. قـيـل: قد أنكر ذلك جماعةٌ من أهل التأويـل، وقالوا: إن ذلك من الـموخَّر الذي معناه التقديـم، وإنـما هو: الـحمد لله الرحمن الرحيـم رب العالـمين ملك يوم الدين. واستشهدوا علـى صحة ما ادّعوا من ذلك بقوله: «مَلِكِ يَوْم الدّين» فقالوا: إن قوله: «ملك يوم الدين» تعلـيـم من الله عبده أن يصفه بـالـمُلْك فـي قراءة من قرأ مَلِك، وبـالـمِلْك فـي قراءة من قرأ «مالك».

قالوا: فـالذي هو أولـى أن يكون مـحاور وَصْفه بـالـمُلْك أو الـمِلْك ما كان نظير ذلك من الوصف، وذلك هو قوله «رَبّ العالـمين»، الذي هو خبر عن ملكه جميع أجناس الـخـلق، وأن يكون مـجاور وصفه بـالعظمة والألوهة ما كان له نظيراً فـي الـمعنى من الثناء علـيه، وذلك قوله: { الرَّحْمَنِ الرَّحيـم }. فزعموا أن ذلك لهم دلـيـل علـى أن قوله «الرحمن الرحيـم» بـمعنى التقديـم قبل «رب العالـمين»، وإن كان فـي الظاهر مؤخراً. وقالوا: في نظائر ذلك من التقديـم الذي هو بـمعنى التأخير والـمؤخر الذي هو بـمعنى التقديـم فـي كلام العرب أفشى وفـي منطقها أكثر من أن يحصى، من ذلك قول جرير بن عطية:

طافَ الـخَيالُ وأيْنَ منْكَ لِـمَامافـارْجِعْ لزَوْرِكَ بـالسَّلام سَلاما


بـمعنى طاف الـخيال لـماماً وأين هو منك. وكما قال جل ثناؤه فـي كتابه:

{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَـٰبَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَاً } (الكهف18: 1)

الـمعنى: الـحمد لله الذي أنزل علـى عبده الكتاب قـيـماً ولم يجعل له عوجاً، وما أشبه ذلك. ففـي ذلك دلـيـل شاهد علـى صحة قول من أنكر أن تكون «بسم الله الرحمن الرحيـم» من فـاتـحة الكتاب آية.



__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق

تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق

{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }


قد مضى تفسيرها وإنما أعاد الرحمن والرحيم للمبالغة وقال علي بن عيسى الرمّاني: في الأول ذكر العبودية فوصل ذلك بشكر النعم التي بها يستحق العبادة وهاهنا ذكر الحمد فوصله بذكر ما به يستحق الحمد من النعم فليس فيه تكرار.


__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق

تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق



{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }


وأما قوله تعالى: { ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } فاعلم أن الرحمة عبارة عن التخليص من أنواع الآفات، وعن إيصال الخيرات إلى أصحاب الحاجات، أما التخليص عن أقسام الآفات فلا يمكن معرفته إلا بعد معرفة أقسام الآفات، وهي كثيرة لا يعلمها إلا الله تعالى، ومن شاء أن يقف على قليل منها فليطالع «كتب الطب» حتى يقف عقله على أقسام الأسقام التي يمكن تولدها في كل واحد من الأعضاء والأجزاء، ثم يتأمل في أنه تعالى كيف هدى عقول الخلق إلى معرفة أقسام الأغذية والأدوية من المعادن والنبات والحيوان، فإنه إذا خاض في هذا الباب وجده بحراً لا ساحل له.

وقد حكى جالينوس أنه لما صنف كتابه في منافع أعضاء العين قال: بخلت على الناس بذكر حكمة الله تعالى في تخليق العصبين المجوفين ملتقيين على موضع واحد، فرأيت في النوم كأن ملكاً نزل من السماء وقال يا جالينوس، إن إلهك يقول: لم بخلت على عبادي

بذكر حكمتي؟ قال: فانتبهت فصنفت فيه كتاباً، وقال أيضاً: إن طحالي قد غلظ فعالجته بكل ما عرفت فلم ينفع، فرأيت في الهيكل كأن ملكاً نزل من السماء وأمرني بفصد العرق الذي بين الخنصر والبنصر؛ وأكثر علامات الطب في أوائلها تنتهي إلى أمثال هذه التنبيهات والإلهامات، فإذا وقف الإنسان على أمثال هذه المباحث عرف أن أقسام رحمة الله تعالى على عباده خارجة عن الضبط والإحصاء.

أحوال الآخرة وتقسيمها إلى عقلية وسمعية:


__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق

تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }


وقوله تعالى: { ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } تقدم الكلام عليه في البسملة بما أغنى عن الإعادة. قال القرطبي: إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله: رب العالمين؛ ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب؛ كما قال تعالى:

{نَبِّىءْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ *وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } [الحجر15: 49 - 50] وقوله تعالى:
{ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [الأنعام6: 165]

قال: فالرب فيه ترهيب، والرحمن الرحيم ترغيب. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع في جنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من رحمته أحد ".



__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق

تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق

{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }


{ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } كرره للتعليل على ما سنذكره.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #7  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق

تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق

{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }


{ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ } أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله.


__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #8  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير التفسير/ ابن عرفة (ت 803 هـ) مصنف و مدقق

تفسير التفسير/ ابن عرفة (ت 803 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }


قوله تعالى: { ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }.

قال ابن عرفة: قدم أولا الوصف برَبّ العَالمِينَ تنبيها على أصل النشأة، وأنه هو الخالق المبدئ، ثم ثنى بحال الإنسان في الدّنيا من النعم والإحسان، فلولا رحمة الله تعالى لما كان ذلك.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #9  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق 1-5

تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق 1-5

{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } * { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }


قوله تعالى: { ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }

نَعْتٌ أوْ بَدَلٌ - وقرئا منصوبين، ومَرْفُوعَيْنِ، وتَوْجِيهُ ذلك ما ذكر في: { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ، وتقدم الكلام على اشْتِقاقِهما في " البَسْمَلَةِ " فَأَغْنَى عن إِعَادَتِه.

قوله تعالى: { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }

يجوزُ أنْ يكونَ صِفَةً أيضاً، أوْ بَدَلاًَ، وإن كان البدلُ بالمشتقِّ قليلاً، وهو مُشْتَقٌّ من " المَلْك " - بفتح الميم - وهو: الشَّدُّ والرَّبْطُ، قال الشاعرُ في ذلك: [الطويل]

49 - مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَايَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا


ومنه: إِمْلاَكُ العَرُوسِ؛ لأنّه عَقْدٌ، ورَبْطٌ، لِلنِّكَاحِ.

وقُرِىءَ: " مَالِك " بالألَفِ.

قال الأَخْفَش - رحمه الله تعالى - يُقال: مَلِك بَيِّنُ المُلْكِ - بضم الميم، و " مَالِك " من " الِمَلْكِ " بفتح الميم وكسرها.

ورُويَ ضمُّها - أيضاً - بهذا المعنى.

وروي عن العربِ: " لِي في هَذَا الوَادي مَلْكٌ ومُلْكٌ ومِلْكٌ " مُثَلَّثُ الفاء، ولكن المعروفَ الفرقُ بَيْنَ الأَلْفَاظِ الثَّلاثَةِ:

فالمفْتُوحُ: الشَّدُّ والرَّبْط.

والمضْمُومُ: هو القَهْرُ والتسلُّطَ على من يتأتّى منه الطاعَةُ، ويكون باسْتِحْقَاقٍ وغَيْرِه، والمقصور: هو التّسَلُّطَ عَلَى مَنْ يتأتّى منه الطاعة ومَنْ لا يتأتى منه، ولا يكونُ إلاَّ باستحقاقٍ؛ فيكونُ بَيْنَ المقصورِ والمضمُُومِ عمومٌ وخُصوصٌ من وجه.

وقال الرَّاغِبُ: المِلْكُ أي " بالكَسْرِ " كالجِنْسُ للملك، أَي " بالضَّم " فكُلُّ مِلْكٍ " بالكسر " ملك، وليس كُلُّ ملكٍ مِلْكاً، فعلى هذا يكُونُ بينهما عُمُومٌ وخُصُوصٌ مُطْلَقٌ، وبهذا يُعْرَفُ الفرقُ بين ملك ومالك، فَإِنَّ ملكاً مأْخُوذَةٌ مِنْ المُلْكِ بالضمِ ومالِكاً مأخوذ من المِلك " بالكَسْرِ " وقيل: إنَّ الفرقَ بينهما: أَنَّ المَلِكَ: اسْمُ كُلِّ مَنْ يَمْلِكُ السياسة، إِمَّا في نَفْسِه، بِالتمكُّنِ مِنْ زمامِ قواه وصرفها عَنْ هَوَاهَا.

وإِمَّا في نَفْسِهِ وفي غَيْرِهِ، سَوَاءٌ تولى ذلك أَوْ لَمْ يتولّ.

وقد رَجَّحَ كُلُّ فَرِيقٍ إِحْدَى القِرَاءَتَيْنِ على الأُخْرَى تَرْجِيحاً يكادُ يسقط القِرَاءَاتِ الأُخْرَى، وهذا غَيْرُ مَرْضيٍّ؛ لأنَّ كِلْتَيْهِما مُتَوَاتِرةٌ، ويدلُّ على ذلك ما رُوِيَ عن ثَعْلَب - رحمه الله تعالى - أنه قال: إِذَا اخْتَلفَ الإِعْرَابُ في القرآن عن السّبعةِ، لم أُفَضِّلُ إِعْرَاباً على إعراب في القرآنِ، فإذا خرجتُ إلى كلامِ الناسِ، فضَّلْتُ الأَقْوَى. نقله أَبُو عَمْرو الزّاهد في " اليَوَاقيت ".

قال أَبُو شَامَة - رحمه الله: - قَدْ أَكْثَر المُصَنِّفُونَ في القراءَات والتفاسِيرِ مِنَ التّرْجِيحِ بَيْنَ هَاتَيْنِ القِرَاءَتَيْنِ، حتى أن بعضهم يبالغ في ذلك إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى، وليْسَ هذا بِمَحْمُودٍ بعد ثُبُوتِ القِراءَتَيْنِ، وصحَّةِ اتصافِ الربِّ - سبحانه وتعالى - بهما حتى إني أُصَلِّي بهذه في رَكْعَةٍ، وبهذه في رَكْعة، ذكر ذلك عند قَوْلِه تعالى: مَالِك يَوْمِ الدِّين.
-1-

وَروَى الحُسَيْنُ بنُ عَليٍّ الجعفي، وعبدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو: " مَلْكِ " بِجَزْمِ اللاَّمِ على النَّعْتِ أيضاً.

وقرأ الأَعْمَش، ومحمدُ بنُ السّميفع، وأَبُو عَبْد الملك قاضي الجُنْد: " مَالِكَ " بنصب الكاف على النِّداءِ. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بعض غزواته: يا مالك يوم الدين، وقُرىء بنصبِ الكَافِ من غير ألف النداء أيضاً، وهي قراءةُ عَطِيَّةَ بن قَيْس، وقرأ عَوْن العُقَيْلِيُّ بالأَلف وَرَفْعِ الكَاف، على مَعْنَى: " هُوَ مَالِك ".

وقرأ أَبُو حَيْوَة شُرَيح بنُ يَزيد: برفع الكافِ مِنْ غَيْر أَلِف.

وقرأَ يَحْيَى بنُ يَعْمُر " مالك " بالإمالة والإضجاع البليغ. وقرأ أَيُّوبُ السَّخْتيَانِيّ: بَيْنَ الإِمَالةِ والتّفْخِيمِ، ورواها قُتَيْبَةُ عنِ الكِسَائي.

وقرأ الحَسَنُ { مَلَك يَوْمَ الدِّين } على الفِعْلِ، وهو اختيارُ أَبِي حَنِيفَة - رضي الله تعالى عنه - ورُويتْ أيضاً عَنْ أَبِي حَيْوَة، ويَحيَى بن يعمر فمما رجحت به قراءة " مَالِكِ " أَنَّها أمْدَحُ؛ لعُمُومِ إضافَتِه، إِذْ يُقالُ: " مَالِكُ الجِنِّ، والإِنْسِ، والطَّيرِ " ولا يُقالُ: " مَلِك الطّيْرِ " ، وأنشدوا على ذلك: [الكامل]

50 - سُبْحَانَ مَنْ عَنَتِ [الوُجُوهُ] لِوَجْهِهِمَلِكِ المُلُوكِ وَمَالِكِ العَفْوِ


وقالُوا: فُلاَنُ مَالِك كَذَا، لِمَنْ يَمْلِكُه، بخلافِ مَلِك فَإِنَّهُ يُضَافُ إلى غَيرِ المُلُوكِ نحو: " مَلِكِ العَرَب، والعَجَمِ " ، ولأَنَّ الزيادةَ في البناءِ تَدُلُّ على الزيادَةِ في المعنى، كما تقدم في " الرحمن " ولأَنَّ ثواب تَالِيها أَكثرُ من ثَوابِ تَالِي " مَلِك ".

ومما رُجِّحَتْ به قراءَةُ " مَلِكِ " ما حكاه الفَارسِيّ، عن ابن السّرَّاجِ، عَنْ بَعْضِهم: أنه وصف [نَفْسَه] بِأنه مَالِكُ كُلِّ شَيْءٍ، بقوله: " رَبِّ العَالَمِينَ " ، فلا فَائِدَةَ في قراءَةِ مَنْ قَرَأَ " مَالِكِ "؛ لأنها تَكْرَارٌ.

قال أَبُو عَليٍّ: ولا حُجَّةَ فِيه؛ لأنَّ في التَّنْزِيلِ مِثْلهُ كَثِيرٌ، يَذْكُرُ العَامَُّ، ثُمَّ الخَاصُّ؛ نحو:


وقال أَبُو حَاتم: " مَالِكِ " أَبْلَغُ في مَدْحِ الخَالِقِ، و " مَلِكِ " أَبْلَغ في مَدْحِ المَخْلُوقِ، والفرق بَيْنَهُمَا: أَنَّ المَالِكَ مِنَ المخلوقين قد يَكُونُ غيرَ مَلِكٍ، وإذا كَانَ اللهُ - تعالى - مَلِكاً كان مالكاً [أيضاً] واختاره ابنُ العَرَبيِّ.

ومِنْهَا: أَنَّها أَعَمُّ إذ تُضَافُ للمملوكِ وغَيْرِ المَمْلُوكِ، بخلاف " مَالِكِ " فإنه لا يُضَاف إلاَّ لِلْمملوكِ كما تقدم، ولإشْعَارِه بالكثرةِ، ولأنه تَمدَّحَ تعالى - بقوله تعالى - " مَالِكِ المُلْكِ " ، وبقوله تعالى:

{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلْمُلْكِ } [آل عمران3: 26]،

ومَلِكٌ مأخوذٌ منه [كما تقدّم، ولم يتمدح بـ " مالك المِلْك " بكسر الميم الذي " مالك " مأخوذ منه].


وقال قَوْمٌ: " مَعْنَاهُمَا: واحِدٌ؛ مثلُ: فَرِهِين وفَارِهِين، وحَذِرِين وحَاذِرِين ".

ويُقالُ: المَلِكِ والمالِكِ: هو القَادِرُ على اختراع الأعيان من العَدَمِ إلى الوجود، ولا يَقْدِرُ عليه أحد غير الله تعالى.
-2-

وجمع " مَالِكِ ": مُلاَّك ومُلَّك، وجَمْعُ " مَلِك ": أَمْلاَك ومُلُوك.

وقُرِىء: " مَلْك " بسكون اللاّم، ومنه قول الشاعر: [الوافر]

51 - وَأَيَّامٍ لَنَا غُرٍّ طوَالٍعَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا


كما يُقالُ: فَخِذٌ وفَخْذٌ، وجَمْعُه على هذا: أَمْلُك ومُلُوك، قاله مَكِّيٌّ رحمه الله.

و " مَلِيك " ، ومنه: الكامل

52 - فَاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيكُ فَإِنَّمَاقَسَمَ الخَلاَئِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَا


و " مَلَكي " بالإشْبَاعِ، وتُرْوَى عن نَافِع - رحمه الله -.

إذا عُرِفَ هذا فيكونُ " مَلِك " نعتاً لله - تعالى - ظاهراً، فإنه معرفة بالإضافة.

وأما " مَالِك " فإِنْ أُرِيدَ به مَعْنَى المُضِيّ، فجعلُه نَعْتاً واضِحٌ أيضاً؛ لأن إضافَتَه مَحْضَة فيتعرَّفُ بها، ويُؤيّد كونَهُ ماضِيَ المَعْنَى قِراءةُ من قرأ: { مَلَكَ يَوْمَ الدِّينِ } فجعل " مَلَك " فِعْلاً مَاضِياً، وإن أُرِيد به الحالُ، أو الاستقبالُ [فَيُشْكِلُ؛ لأنه: إِمَّا أنْ يُجْعَلَ نعتاً لله، ولا يجوزُ؛ لأنَّ إضافَةَ اسمِ الفَاعِلِ بمعنى الحالِ، أو الاستقبال] غَيْرُ محضةٍ، فلا يُعرف، وإذا لم يتعرّفْ، فلا يكون نعتاً لمعرفةٍ؛ لما عرفت فيما تقدم من اشتراط الموافقة تَعْرِيفاً وتنكيراً.

وإِمَّا أنْ يُجعَلَ بَدَلاً، وهو ضَعيفٌ، لأن البدل بالمشتقاتِ نادِرٌ كما تقدم.

والذي يَنْبَغِي أَنْ يُقالَ: إنه نعتٌ على مَعْنَى أنَّ تَقْييدَهُ بالزمانِ غَيْرُ مُعْتَبرٍ؛ لأَنّ الموصوفَ إِذَا عُرِّفَ بِوَصْفٍ كان تقْييدُه بزمانٍ غير معتبرٍ، فكان المعنى - والله أعلم - أنه متَّصِفٌ بمالك يوم الدِّين مطلقاً من غير نظر إِلَى مُضِيٍّ وَلاَ حَالٍ، ولاَ اسْتِقبالٍ، وهذا مَالَ إلَيهِ الزمخشريُّ رحمه الله تعالى.

وإضافَةُ " مَالِكِ " و " مَلِكِ " إلى " يَوْمِ الدِّينِ " مِنْ بابِ الاتِّساعِ؛ إذْ متعلّقُهما غيرُ اليومِ، والتقديرُ: مَالِكِ الأَمْرِ كُلِّهِ يَوْم الدِّينِ.

ونظيرُ إِضَافَةِ " مَالِكٍ " إلى الظَّرْفِ - هُنَا - نَظِيرُ إِضَافَةِ " طَبّاخٍ " إلى " ساعات " في قول الشاعر: [الرجز]

53 - رُبَّ ابْنِ عَمِّ لِسُلَيْمَى مُشْمَعِلْطَبَّاخِ سَاعَاتِ الكَرَى زَادَ الكَسِلْ


إِلاَّ أَنَّ المَفْعُولَ في البيت مَذْكُورٌ - وهو " زادَ الكَسِلْ " ، وفي الآية الكريمةِ غيرُ مذكورٍ؛ للدلاَلةِ علَيه.

ويجوزُ أَنْ يكونَ الكَلاَمُ [على ظاهِرِه] من غيرَ تَقْديرِ حَذْفٍ.

ونسْبَةُ " المِلْك " و " المُلْك " إلى الزمان في حَقِّ اللهِ - تعالى - غَيْرُ مُشْكِلَةٍ، ويُؤيِّدُه ظاهرُ قِرَاءَةِ مَنْ قَرأ: { مَلَكَ يَوْمَ الدّين } فِعْلاً ماضياً، فإن ظاهِرَهَا كونُ " يَوْمَ " مَفْعُولاً به والإضافةُ على مَعْنَى " اللامِ " ، لأَنَّها الأصل.

ومِنْهم مَنْ جعلها في هذا النحو على معنى " في " مُسْتَنِداً إلَى ظاهِرِ قَولِه تبارك وتعالى:

{ بَلْ مَكْرُ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } [سبأ34: 33]

قال: المعنى " مَكْرٌ في اللَّيْلِ " إذ اللَّيلُ لاَ يُوصَفُ بالمكرِ، إنما يُوصَفُ بِه العُقَلاَءُ، فالمَكْرُ واقِعٌ فيه.

-3-

والمشهورُ أَنَّ الإضافَةَ: إِمَّا على معنى " اللامِ " وإما على مَعْنى [مِنْ]، وكونُها بمعنى " في " غَيْرُ صَحِيحٍ.

وأَمَّا قولُه تعالى: " مَكْرُ اللَّيْلِ " فلا دَلاَلَةَ فِيه؛ لأنَّ هذا من بَابِ البَلاَغَةِ، وهو التَّجوزُ في أَنْ جَعَلَ ليلهم ونهارهم ماكِرَيْنِ مبالغةً في كَثْرة وقوعه منهم فيهما؛ فهو نَظيرُ قَوْلِهِمْ: نَهَارُهُ صَائِم، ولَيْلُهُ قَائِم؛ وقول الشاعر في ذلك البيت: [البسيط]

54 - أَمَّا النَّهَارُ فَفِي قَيْدٍ وَسِلْسِلَةٍوَاللَّيْلُ فِي بَطْنِ مَنْحُوتٍ مِنَ السَّاجِ


لما كانت هذه الأشياءُ يكْثُر وقُوعها في هذه الظروفِ، وَصَفُوهَا بها مُبَالغةً في ذلك، وهو مَذْهَبٌ حَسَنٌ مَشْهُورٌ في كَلاَمِهِمْ.

و " اليَوْمُ " لُغَةً: القِطْعَةُ مِنَ الزَّمَانِ، أيَِّ زَمَنٍ كَان مِنْ لَيْلٍ وَنَهار؛ قال اللهُ تبارك وتعالى:

{ وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ *إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ } [القيامة: 29 و30]

وذلك كنايةٌ عن احتضار الموتى، وهو لا يختَصُّ بِلَيْلٍ ولا نَهَار. وأما في العُرْف: فهو من طُلُوعِ الفَجْرِ إلى غُرُوبِ الشمس.


وقال الرَّاغِبُ: " اليوم " يُعَبَّرُ به عن وَقْتِ طُلُوعِ الشمسِ إلى [غُرُوبِها].

وهذا إنَّما ذكرُوهُ في النَّهارِ لا في اليَومِ، وجعلوا الفرقَ بينهما ما ذكرتُ، وقد يُطْلَقُ اليوم على السَّاعَةِ، قال تبارك وتعالى:

{ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } [المائدة5: 3]،

وربما عُبِّرَ عَنِ الشِّدَّةِ باليوم، يُقالُ يَوْمٌ أَيَوْمُ؛ كما يُقالُ: لَيْلَةٌ لَيْلاَءُ. ذكره القُرْطُبِيُّ رحمه الله تعالى. و " الدِّينِ " مضافٌ إِلَيه أَيْضاً، والمرادُ به - هنا - الجَزَاءُ؛ ومنه قولُ الشاعر: [الهزج]

55 - وَلَمْ يَبْقَ سِوَى العُدْوَانِ دِنَّاهُمْ كَمَا دَانُوا


أي: جَازيْنَاهُمْ كما جَازَوْنَا.

وقال آخَرُ في ذلك: [الكامل]

56 - وَاعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ مُلْكَكَ زَائلٌوَاعْلَمْ بَأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ


ومثله: [المتقارب]

57 - إِذَا مَا رَمَوْنَا رَمَيْناهُمُوَدِنَّاهُمْ مِثْلَ مَا يَقْرِضُونا


ومثله [الطويل]

58 - حَصَادَكَ يَوْمَاً مَا زَرَعْتَ وإِنَّمايُدانُ [الفَتَى] يَوْماً كَمَا هُوَ دَائِنُ


وقال ابنُ عباسٍ - رضي الله تَعَالَى عنهما - ومُقاتِلٌ والسُُّدِّيُّ: { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }: قَاضِي يَوْمِ الحِسَابِ؛ قال تعالى:

{ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } [التوبة9: 36].

أي: الحسابُ المستقيمُ.


وقال قَتَادَةُ: " الدِّين: الجَزَاءُ ويقعُ على الجزاءِ في الخَيْرِ والشَّرِّ جمِيعاً ".

وقال مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِي: " مَالِكِ يَوْمِ الدِّين، يوم لا ينفعُ فيه إلاّ الدِّين ".

وقيل: الدين القَهْرُ: يُقالُ: دِنْتُهُ فَدَانَ أي: قَهَرْتُهُ فذلّ.

وقيل: الدينُ الطاعَةُ؛ ومنه: " وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً " ، أَيْ: طَاعَةً، وله مَعَانٍ أُخَرُ: العادَةُ؛ كقولِه هذا البيت: [الطويل]

59 - كَدِينِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرثِ قَبْلَهَاوَجَارَتِهَا أُمِّ الرِّبابِ بمَأْسَلِ


أَيْ: كَعَادَتِكِ. ومثله: [الوافر]

60 - تَقُولُ وَقَدْ دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِيأَهَذَا دِينُهُ أَبَداً وَدِينِي


ودَانَ: عَصَى وأطاعَ: وذَلَّ وعَزَّ، فهو من الأضدَادِ [قاله ثعلب].

والقضاءُ؛ ومنه قولُه تبارك وتعالى:
-4-

{ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ } [النور24: 2]،

أَيْ: في قَضَائِهِ وحُكْمِه.

والحَالُ؛ سُئِلَ بعضُ الأعرابِ فقال: " لو كنتُ على دِينٍ غيرِ هذه، لأَجَبْتُكَ " ، أَيْ: على حَالَةٍ.

والدَّاءُ؛ ومنه قولُ الشاعرِ في ذلك: [البسيط]

61 - يَا دِينَ قَلْبِكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا


ويُقالُ: دِنْتُهُ بفعله أَدِينُه دَيْناً أَدِينُه دَيْناً وَدِيناً - بفتح الدَّال وكَسْرِها في المصدر - أيْ: جَازَيْتُه.

ويُسْتعارُ للملّة والشريعَةِ أيضاً؛ قال اللهُ تعالى:

{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ } [آل عمران3: 83]،

يَعْنِي: الاسلامَ؛ بدليلِ قَوْلِه تَعَالَى:


ويُقَالُ: دِينَ فُلاَنٌ يُدَانُ إذا حُمِلَ على مَكْروهٍ، ومنه قِيل للعبدِ: مَدِين، ولِلأَمَةِ: مَدِينَة.

وقِيل: هو من دِنْتُهُ: إذا جازيته بطاعته، وجعل بعضُهم " المَدِينَة " مِنْ هذا البابِ قاله الرَّاغِبُ، وسيأتي تحقيقُ هذه اللفظةِ عند ذكرها إِنْ شاء اللهُ تعالى.

وإنما خُصَّ " يوم الدين " بالذكر مع كونِه مالِكاً للأيّام كُلِّها؛ لأنَّ الأَمْلاَكَ يومئذَ زائِلة، فلا مُلْكَ ولاَ أَمْرَ إِلاَّ لَه؛ قال الله تعالى:


فصل فيمن قرأ بالإدغام هنا

قرأ أَبُو عَمْرو - رحمه الله تعالى: - " الرَّحِيم ملك " بإدغام المِيمِ في الميم، وكذلك يُدْغِمُ كُلَّ حَرْفَينِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، أَوْ مَخْرج واحد، أو [كانا] قرِيبَي المَخْرج، سواءٌ كانَ الحرفُ سَاكِناً أَوْ مُتَحَرِّكاً، إِلاّ أَنْ يَكُونَ الحرفُ الأوَّلُ مُشَدَّداً، أَوْ مُنَوَّناً، أَوْ مَنْقُوصاً أَوْ مَفْتُوحاً، أَوْ تَاءَ الخِطَابِ قبلَه ساكِن في غَيْرِ المِثْلَين، فإنه لا يدغمها وإدغامُ المتحرك يَكُونُ في الإِدغَامِ الكَبيرِ، وافَقه حَمْزَة من إدغام المتحركِ في قوله تعالى:

{ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ } [النساء4: 81]
{وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا *فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً *فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً } [الصافات37: 1 و 2 و 3]،
{ وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } [الذاريات51: 1].


وأَدْغَمَ التاءَ فيما بعدَها من الحُرُوف وافَقَهُ حَمْزَةُ بروايةَ رَجَاء، وخَلَف، والكِسَائِي [في إدغام الساكن وهو إدغام الساكن في المتحرك] إِلاَّ في الراءِ عند اللام، والدال عند الجيم، وكذلك لا يُدْغِمُ حَمْزَةُ الدَّالَ عند السين والصاد والزاي، ولا إدغام لسائر القراء إلاّ في أحرف معدودة.

فصل في كلام القدرية والجبرية

قال ابنُ الخَطِيب: قالتِ القدريَّةُ: إن كان خَالِقُ أَفْعالِ العبادِ، هو الله - تعالى - امتنع القول بالثواب، والعقاب، والجزاءِ، لأن الثوابَ للرّجل على ما لم يعملْ عَبَث، وعقابه على ما لم يعمل ظُلْمٌ وعلى هَذا التقديرِ، فيبطل كونه مَالِكاً ليوم الدين.

وقالت الجبريةُ: لو لم تَكُنْ أعمالُ العبادِ بتقدير الله وترجيحه، لم يكن مالكاً لها، ولما أَجْمَعَ المسلِمُون على كونه مَالِكاً للعباد، ولأعمالِهم، عَلِمْنَا أَنَّهُ خالقٌ لها مقدرٌ لَهَا.
-5-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #10  
قديم 12-20-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق 1-2

تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق 1-2

{ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }


أخرج الترمذي وابن أبي الدنيا وابن الأنباري كلاهما في كتاب المصاحف عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { ملك يوم الدين } بغير ألف.

وأخرج ابن الأنباري عن أنس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر، وعمر، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل { ملك يوم الدين } بغير ألف.

وأخرج أحمد في الزهد والترمذي وابن أبي داود وابن الأنباري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يقرأون { مالك يوم الدين } بالألف.

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف من طريق سالم عن أبيه. أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يقرأون { مالك يوم الدين }.

وأخرج وكيع في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود وابنه عن الزهري. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، كانوا يقرأونها { مالك يوم الدين } وأوّل من قرأها ملك بغير ألف مروان.

وأخرج ابن أبي داود والخطيب من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب والبراء بن عازب قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر { ملك يوم الدين }.

وأخرج ابن أبي داود عن ابن شهاب. أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر وعثمان، ومعاوية، وابنه يزيد، كانوا يقرأون { مالك يوم الدين } قال ابن شهاب: وأوّل من أحدث ملك، مروان.

وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري عن الزهري. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { ملك يوم الدين } وأبا بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة ، والزبير، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل.

وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، كلهم كانوا يقرأ { ملك يوم الدين }.

وأخرج ابن أبي داود وابن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { مالك يوم الدين }.

وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري والدارقطني في الأفراد وابن جميع في معجمه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { ملك يوم الدين }.

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { مالك يوم الدين }.

وأخرج الطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود. أنه قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { مالك يوم الدين } بالألف { غير المغضوب عليهم } خفض.

واخرج وكيع والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طرق عن عمر بن الخطاب. أنه كان يقرأ { مالك يوم الدين } بالألف.
-1-

وأخرج وكيع وسعيد بن منصور عن أبي قلابة، أن أبي بن كعب كان يقرأ { مالك يوم الدين }.

وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي داود عن أبي هريرة، أنه كان يقرأها { مالك يوم الدين } بالألف.

وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبيدة، أن عبد الله قرأها { مالك يوم الدين }.

وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود وأناس من الصحابة في قوله { مالك يوم الدين } قال: هو يوم الحساب.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { مالك يوم الدين } يقول: لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدينا. وفي قوله { يوم الدين } قال: يوم حساب الخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم. إن خيراً فخير وأن شراً فشر، إلا من عفا عنه.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله { مالك يوم الدين } قال: يوم يدين الله العباد بأعمالهم.

وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت " شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضعه في المصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس، فقعد علىالمنبر، فكبر وحمد الله ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمنه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين } لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزل قوّة وبلاغاً إلى حين " قال أبو داود: حديث غريب اسناده جيد. أهل المدينة يقرأون { ملك يوم الدين } وهذا الحديث حجة لهم.
-2-
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
إضافة رد
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.