إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى الفكري

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #11  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

من إيمانهم بالمغيبات لما استحقوا الهلاك بالصاعقة على سؤالهم موسى رؤية الله جهرة أي عياناً ، وذلك كما ورد في قوله تعالى أيضاً { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } فإنه يقول{ فأخذتهم الصاعقة }،{ بظلمهم } وظلمهم أنفسهم كان مسألتهم موسى أن يريهم ربهم جهرة لأن ذلك مما لم يكن لهم مسألته.
ونجد أيضاً هذه الدلالة في قوله تعالى{ وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أُنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعَتَوْ عُتُوّاً كبيرا } يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية:-(يقول الله لقد استكبر قائلوا هذه المقالة في أنفسهم وتعظموا،{وعَتَوْ عُتُوّاً كبيرا } يقول: وتجاوزوا في الاستكبار بقيلهم ذلك حده ) والإستكبار معناه الإمتناع عن قبول الحق معاندة وتكبراً، فليس سؤالهم ذلك إذاً بدافع مما فطرهم الله عليه من الإيمان بالماديات والمحسوسات.
ثالثاً:- الإحساس، العقل، الإيمان.
إحساس الحواس بوجود الواقع قطعي، لكن قد يكفر الإنسان بالمحسوس، فالإحساس بالواقع شيء والإيمان به شيءٌ آخر. قال تعالى {وأقسموا باللهِ جهد أيمانهم لإن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم انها إذا جاءت لا يؤمنون* ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون* ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيءٍ قبلا ماكانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون} وقال { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين* وما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون* كذلك نسلكه في قلوب المجرمين* لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين* ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون* لقالوا إنما سُكِّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} وقال {وإن يروا كِسَفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحابٌ مركوم} وقال {ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ فلمسوهُ بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين}.
وكذلك العقل حكمه بوجود الواقع قطعي، لكن أيضاً قد يكفر الإنسان بوجود الواقع، أي قد يكفر الإنسان بما توصل اليه عقله وصولاً يقينياً، فما يتوصل اليه العقل ليس بالضرورة اللازمة أن يؤمن به الإنسان حتى لو كان حكم العقل قطعياً. قال تعالى {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آياتٍ الى فرعون وقومه إنهم كانوا قوماً فاسقين* فلما جائتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحرٌ مبين* وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلُوَّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } وقال {ولقد آتينا موسى تسع آيات بيناتٍ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا* قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} وقال {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} وقال {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزلٌ من ربك بالحق} وقال {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون} فالله سبحانه يقول {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوَّا} ويقول {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر} ويقول {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} ويقول { يعلمون أنه منزلٌ من ربك بالحق} ويقول {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}ويقول {ليكتمون الحق وهم يعلمون}.
كل ذلك يدل على أن الإيمان شيء وما يقطع العقل بصحته شيءٌ آخر.
ورد في منشورات الحزب ما نصه:-(العقيدة في اللغة هي ما عقد عليه القلب، والقلب يطلق على العقل ويطلق على القلب المعروف ويراد منه في هذه الحالة الوجدان. ومعنى انعقاد القلب عليها هو احتواؤه لها وضمها اليه ضماً كاملاً وأكيداً بارتياح. وهذا يعني أن يأخذ الوجدان هذه الفكرة ويشدها اليه ويوافقه العقل على ذلك ولو موافقة تسليم. فالإعتقاد أصله إنعقاد القلب على موافقة العقل، أي اصله التصديق الجازم من قبل القلب أي من قبل الوجدان ولكن شرط هذا التصديق الجازم موافقة العقل، فإذا تم هذان الأمران: التصديق الجازم من قبل القلب أي الوجدان وموافقة العقل لهذا التصديق، فقد حصل إنعقاد القلب أي حصلت العقيدة بمعنى حصل الإعتقاد). وعليه لا يتوقف حصول الإيمان على العقل وحده، فقد يصدر العقل حكمه بوجود الواقع حكماً قطعياً ومع ذلك قد يكفر الإنسان بوجوده إذا لم يتجاوب الوجدان مع الحكم الذي أصدره العقل. فلأجل حصول الإعتقاد لابد من تجاوب الوجدان مع ما يقرُ بوجوده العقل حتى لو كان حكم العقل قطعياً. والوجدان هو إحساسات الغريزة، ورد في كتاب الفكر الإسلامي صفحة 16 ما نصه (وذلك أن الوجدان إحساس غريزي أو شعور داخلي، يظهر بوجود واقع محسوس يظهر معه أو من تفكير بهذا الشعور).
قال تعالى {ولا نكلف نفساً إلا وسعها ولدينا كتابٌ ينطق بالحق وهم لايُظلمون* بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون* حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجئرون* لاتجئروا اليوم إنكم منا لا تُنصرون* قد كانت آياتي تُتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون* مستكبرين به سامراً تهجرون* أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأتِ آبائهم الأولين* أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون* أم يقولون به جِنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون* ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون} وقال {بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم} وقال { ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما} وقال {قل لا أتبع أهواءكم}. واتباع الهوى هو إلغاء الإنسان عقله وما يتوصل اليه من حقائق في السيطرة على إحساساته الغريزية، فيندفع لتحقيق ما تتطلبه الطاقة من إشباعات دون أن يجعل لعقله أي أثر أو تأثير في حركة الطاقة وبالتالي لا يكون لما يتوصل اليه من حقائق أي أثر فيما تتطلبه الطاقة من إشباعات، {بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون}، فيحصل حينئذٍ التناقض بين الإشباع الذي يتوصل اليه عقله وصولاً يقينياً، والإشباع الذي تدفع لطلبه الطاقة الحيوية فيتولد في النفس نتيجة لذلك مشاعر الكراهية لماجزم العقل بصدقه وبصحته {وأكثرهم للحق كارهون} لأن مشاعر ا لكراهية تتولد في النفس تجاه ما يقف حائلاً بين الإنسان وبين حصوله على ما يحقق الإشباع، قال تعالى {أفكلما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون* وقالوا قلوبنا غُلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً مايؤمنون* ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين* بئسمااشتروا به انفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده} وقال { ود أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.
كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن ما يتوصل اليه الإنسان بعقله وصولاً يقينياً لا يؤدي بالضرورة الى حصول الإعتقاد، سواء أكان إدراك الإنسان ناتجاً عن مشاهدة وحس بالواقع أو كان ناتجاً عن حس بأثر الواقع.فلأجل حصول الإعتقاد لابد من أن يتجاوب الوجدان مع حكم العقل أو مع مايتوصل اليه العقل.والتجاوب الوجداني لا يؤثر فيه كون الواقع المدرك مادي محسوس أو كونه مما لا يقع عليه حس الإنسان، فقد يكون واقعاً مادياً محسوساً ولا يتجاوب معه وجدان الإنسان، فعلى سبيل المثال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب، فقال إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع اليهم بعد أن قيل قد مات؛ ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات) فعمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رفض تصديق أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات مع أن منطق الإحساس يوصل قطعاً الى أنه صلى الله عليه وسلم قد مات، فالرفض هنا هو رفض وجداني وليس هو رفضاً حسياً أو عقلياً، وفي مقابل ذلك نجد أن الواقع قد يكون مما لا يقع عليه حس الإنسان ومع ذلك يتجاوب معه وجدان الإنسان فيحصل الإعتقاد بوجوده كالإيمان بالله تعالى وكالإيمان بالجنة والنار.... الخ. لكل ذلك لم يصح قول المؤلف أن الله سبحانه وتعالى قد فطر الإنسان وجبله على الإيمان بالماديات والمحسوسات أكثر بكثير من إيمانه بالمغيبات، فهذا القول قد ثبت مخالفته لواقع الإنسان ولواقع الإيمان وقد ثبت أيضاً مخالفته لما دلت عليه النصوص الشرعية، من هنا فإن كل ما ينبني على هذا القول خطأ في خطأ ومن ذلك ما نص عليه المؤلف في صفحة 60 وهو قوله:-(وحيث أن الله سبحانه الذي فطر الإنسان وجبله على هذه الصفة هو الذي أنزل الشريعة الإسلامية على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأمره بتبليغها للناس ليؤمنوا بها ويصدقوا، فإنه سبحانه قد كلف رسوله الكريم بتجسيد هذه الشريعة في دولة، أي بجعل الشريعة-وهي مجموعة أفكار وأحكام-مجسدة في كيان وواقع محسوس، هو الدولة الإسلامية، وقد كان من نتيجة هذا التجسيد دخول الناس في الإسلام أفواجا).
وعلاوة على أن ما ورد في هذا النص خطأ لكونه قد بني على خطأ فإن دخول الناس في دين الله أفواجا في حال وجود الدولة الإسلامية ليس هو بسبب ما في فطرة الناس من الإيمان بالماديات والمحسوسات أكثر بكثير من إيمانهم بالمغيبات، وذلك لأن فطرة المؤلف تتعلق بالإيمان والإيمان هو العقيدة، أما الدولة الإسلامية فهي تجسيد للنظام المنبثق عن العقيدة الإسلامية وليست هي تجسيد للعقيدة الإسلامية، بل يستحيل أن تجسد الدولة واقع العقيدة في كيان أو في واقع مادي محسوس فلا يمكن على سبيل المثال لا الحصر أن تجسد الملائكة أو الجنة أو النار كواقع مادي محسوس. فلا يرد القول أن دخول الناس في دين الله أفواجا هو بسبب إيمان الناس بالماديات والمحسوسات لأن دخول الناس في دين الله أفواجا يعني إيمان الناس بعقيدة الإسلام لا إيمانهم بدولة الإسلام، ومن نافلة القول أن لا يرد القول مطلقاً بأن الله سبحانه وتعالى قد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتجسيد الشريعة في دولة بسبب فطرة المؤلف.
الإيمان أو الإعتقاد أصله إنعقاد الوجدان على موافقة العقل أي أصله التصديق الجازم من قبل الوجدان وموافقة العقل لهذا التصديق. من هنا يجب أن يبحث أثر تطبيق الإسلام على الناس من قبل الدولة الإسلامية في دخولهم في دين الله أفواجا من ناحية تأثير هذا التطبيق على العقل من جهة ومن ناحية تأثيره على الوجدان من جهة أخرى لأن موضوع البحث هنا هو إيمان الناس بالإسلام نتيجة تطبيقه عليهم من قبل الدولة الإسلامية. وحتى يدرك أثر تطبيق الإسلام من قبل الدولة على الإيمان لا بد من إدراك الواقع الذي يحسه الناس جراء تطبيق الإسلام عليهم من قبل الدولة ، وهذا الواقع المحسوس يتمثل بثلاثة أمور رئيسة ، أولها : علاقة الحكام بالمحكومين وثانيها: علاقة المسلمين مع بعضهم البعض من جهة ومع غيرهم ممن يحمل التابعية من جهة أخرى، وثالثها: معالجات الإسلام لجميع شؤون الحياة. هذا هو واقع الإسلام مطبقاً على الناس من قبل الدولة الإسلامية، فما هو أثر هذا الواقع المحسوس على العقل من جهة وعلى وجدان الناس من جهة أخرى بحيث أدى هذا التأثير الى إعتناق الناس الإسلام؟ أما من جهة العقل فقد كان الواقع المدرك حساً لهذه الأمور الثلاثة بمثابة الحافز المحرك للعقول للتفكير في صحة العقيدة الإسلامية، وأما من جهة الوجدان فإن تطبيق الإسلام عليهم من قبل الدولة قد ضمن لهم إشباع الطاقة الحيوية إشباعاً صحيحاً مما جعلهم يشعرون بالطمأنينة في ظل نظام الإسلام، فحصل إرتباط طبيعي وحتمي بين الطاقة الحيوية ومعالجات الإسلام فكان من الطبيعي أن يُوجَدْ فيهم الإستعداد الوجداني للتجاوب مع العقيدة التي انبثق عنها نظام الإسلام. ولما كانت العقيدة الإسلامية موافقة للعقل وموافقة للفطرة ووجد الحافز العقلي لإعمال الذهن ووجد الإستعداد الوجداني لإحتضان الفكرة الإسلامية حصل هذا التجاوب الهائل في إقبال الناس على إعتناق الإسلام والدخول في حظيرته.


أخطاء ومخالفات حزبية وشرعية متفرقة

اولا:- فصل الصفات عن الاحكام

يقول المؤلف في صفحة 5 ما نصه: "يتمثل فيه الاسلام في افكاره واحكامه وما يدعو اليه من صفات وأخلاق حسنة فاضلة..." وفي صفحة 6 ما نصه :"يهييء نفسه لتجسيد الاسلام فيه أفكارا وأحكاما وصفات" وما نصه :"تحلى برأس الخير وقمة الفضل قولا وفعلا وصفات" وفي صفحة 83 ما نصه :"فحامل الدعوة هو الذي يتمثل الاسلام فيه قولا وعملا وخلقا".
التعليق:- أقوال المؤلف هذه تخالف ما تبناه الحزب من ان الصفات هي احكام شرعية باعتبارها من أفعال الانسان. وان المسلم انما يتقيد بها على اعتبار انها احكام شرعية لا على انها صفات حسنة فاضلة. وقد نص الحزب في كتاب الشخصية الجزء الاول صفحة 150 على ان الصفات أحكام شرعية بإعتبارها من أفعال الإنسان بقوله "أما الاحكام الشرعية فهي خطاب الشارع المتعلق بافعال العباد. وبعبارة اخرى هي الافكار المتعلقة بفعل من أفعال الانسان, او بصفة من صفاته باعتبارها من أفعاله."
وفي كتاب نظام الاسلام في صفحة 114 يقول الحزب:- "ومع ان الشريعة الاسلامية فصلت الانظمة تفصيلا دقيقا، كأنظمة العبادات والمعاملات والعقوبات، فانها لم تجعل للأخلاق نظاما مفصلا، انما عالجت احكام الاخلاق على اعتبار انها اوامر ونواه من الله، دون النظر الى تفصيل انها اخلاق يجب ان تعطى جانبا خاصا من العناية يمتاز على غيره، بل هي من حيث تفصيل الاحكام، اقل تفصيلا من غيرها، ولم يجعل لها في الفقه بابا خاصا، فلا نجد في كتب الفقه التي تحوي الاحكام الشرعية بابا يسمى باب الاخلاق. ولم يعن الفقهاء والمجتهدون في أمر الاحكام الخلقية بالبحث والاستنباط".
وعليه فلم يرد في ثقافة حزب التحرير مطلقا وصف الاسلام بانه افكار واحكام وصفات، بل "افكار واحكام" فحسب لان حزب التحرير تبنى ان الصفات احكاما شرعية، وانها تعتبر من أفعال الانسان، اما المؤلف كما هو واضح من النصوص المذكورة أعلاه فقد جعل الصفات شيئا آخر غير الاحكام كما لم يعتبرها من افعاله وذلك انه يقول "افكارا وأحكاما وصفات" و "قولا وفعلا وصفات" و "قولا وعملا وخلقا"، حتى اسم الكتاب اراده المؤلف ان يكون مخالفا لما تبناه حزب التحرير حين أسماه "حمل الدعوة الاسلامية واجبات وصفات" اذ فصل الصفات عن الواجبات فكان ذلك عنوانا وبالخط الاحمر للكتاب الذي تبناه حزب التحرير فجعله بذلك جزءا من ثقافته بل ولاغيا لكل النصوص السابقة له اذا تناقضت مع ما ورد فيه.

ثانيا:- مقومات الشخصية الاسلامية هي :القول والفعل والصفات

ورد في صفحة 63 ما نصه: "فان عليه ان يمثل الاسلام في شخصه، في قوله وفعله وصفاته، فان لم يكن يمثل الاسلام في قوله وفعله وصفاته فانه لا يكون حامل دعوة, ولكن مجرد مسلم من المسلمين"
ويتابع المؤلف قوله في صفحة 64 فيقول "فان الواجب عليه ان هو قال ان يقول افكارا واحكاما شرعية او ما لا يتعارض معهما، والواجب عليه ان هو فعل فعلا ان يفعله حسب الاحكام الشرعية، كما ان الواجب عليه ان يتصف بالصفات المشروعة، والاخلاق الحميدة الفاضلة، ولا يتصف بأية صفة او خلق ذميم، فما حث عليه الاسلام من الصفات اخذها، وما ذمها ونهى عنها تركها وكرهها، ولا يكون المسلم حامل دعوة ان نقصت فيه احدى هذه المقومات الثلاث، فحامل الدعوة هو المثال الحي للاسلام، وهو القدوة بين الناس، وهو الامام فيهم، وبقدر تمثل الاسلام فيه في القول والفعل والصفات بقدر صلاحه لحمل الدعوة ونجاحه فيه ..." وفي نهاية الصفحة يقول :"ولا يجوز له ان يتهاون في اي من هذه المقومات الثلاث لشخصه كحامل دعوة".
التعليق:- هذه النصوص من أولها لآخرها تخالف ما تبناه حزب التحرير سواء فيما يتعلق بفصل الصفات او الاخلاق عن الاحكام الشرعية وجعلها امرا آخر غيرها او فيما يتعلق بالشخصية الاسلامية ونصه على ان لها مقومات ثلاث هي القول والفعل والصفات او افكارا واحكاما وصفات، وقول المؤلف بان الشخصية لها ثلاث مقومات يؤكد على ان المؤلف يفصل فعلا بين الاحكام والصفات وانه يجعل من الصفات امرا مغايرا للاحكام، والا لما صلحت الصفات ان تكون احدى ثلاث مقومات للشخصية الى جانب الافكار والاحكام لو لم تكن شيئا آخر او امرا مغايرا لها.
ورد في كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الاول في صفحة 5 ما نصه "الشخصية في كل انسان تتالف من عقليته ونفسيته" وفي صفحة 7 يقول "ومن هذه العقلية والنفسية تتكون الشخصية". الا ان المؤلف وهو عضو في حزب التحرير وقد أقسم كغيره من شباب حزب التحرير على تبني افكار الحزب لم ينص ولا مرة واحدة في كتابه "حمل الدعوة الاسلامية صفات وواجبات" على ان الشخصية الاسلامية تتكون من العقلية الاسلامية ومن النفسية الاسلامية، بل جعلها بدلا عن ذلك تتكون من مقومات ثلاث هي :القول والفعل والصفات. وفوق ذلك فان ما قاله حزب التحرير قول صحيح، منطبق على الواقع تمام الانطباق وما قاله المؤلف قول خطأ ولا ينطبق على الواقع ولا بوجه من الوجوه، فاذا كان لا بد للمؤلف من ان ينص على امر في الاسلام بالغ الاهمية في تكوين الشخصية الاسلامية فهو العقيدة لا الاخلاق، اذ العقيدة هي اساس تكوين العقلية والنفسية. والاخلاق باعتبارها من افعال الانسان، انما يتقيد بها المسلم باعتبارها احكاما شرعية منبثقة عن العقيدة الاسلامية، ولا يكون تقيده بهاعلى هذا الوجه الا اذا كانت نفسيته نفسية اسلامية اي الا اذا كانت دوافعه مربوطة بالمفاهيم التي تكونت بها عقليته. لذلك لم تصلح الاخلاق ولا حتى العبادات او المعاملات ان تكون ايٌ منها بحد ذاتها مقوما من مقومات الشخصية.
ما قام به المؤلف من فصل الإخلاق عن الأحكام الشرعية، ومن جعل الأخلاق واحدة من ثلاث مقومات لشخصية حامل الدعوة يدل على أن المؤلف قد قصد إبراز الناحية الخلقية في الدعوة والى إعطاء الأخلاق جانباً خاصاً من العناية يمتاز على غيره، على النقيض مما تبناه الحزب في هذه المسألة، والذي يؤكد على ذلك ما أورده المؤلف من نصوص يبرز فيها العناية الخاصة التي أولاها المؤلف للدعوة الى الأخلاق، وذلك مثل قوله في صفحة 5 ( فمن نهض من المسلمين بمثل عمل الأنبياء والمرسلين فإن عليه أن يجعل من نفسه مثالاً للفضل والكرم والخير، يتمثل فيه الإسلام في أفكاره وأحكامه وما يدعو اليه من صفاتٍ وأخلاقٍ حسنة فاضلة، وإلا لم يصلح للقيام بهذا العمل وإن قام به لم ينجح فيه ولم يجرِ الخير على يديه ) وفي صفحة 66 يقول ( ويجب على حامل الدعوة كذلك أن يتحلى بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة ) وفي نفس الصفحة يقول( وهؤلاء بدلاً من أن يتخذهم الناس قدوة لهم يقلدونهم في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم) وفي صفحة 67 يقول (وقد حض الإسلام على التحلي بحسن الخلق وحث كثيراً عليه ) وفي نفس الصفحة يقول ( فليحرص حامل الدعوة على التحلي بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة الفاضلة لينال الفضل من الله سبحانه، وليكتمل تمثل الإسلام فيه) وفي صفحة 83 يقول ( وحامل الدعوة هو الذي يتمثل الإسلام فيه قولاً وعملاً وخلقاً)

ثالثا: وجه النصر الذي انزل على موسى وعيسى عليهما السلام:

ورد في صفحة 43 ما نصه : "وان الله سبحانه ينصر الأنبياء انفسهم كما نصر نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا، او ينصر شرائعهم كما نصر شريعة موسى وشريعة عيسى، او ينصر النبي وشريعته كما نصر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم" انتهى النص
ما اورده المؤلف في هذا النص خطأ ويتناقض مع نصوص القرآن وبيان ذلك على النحو التالي:-
حسب تصنيف المؤلف لاوجه النصر او حالاته نجد انه قد استثنى موسى وعيسى عليهما السلام من الوجه الاول للنصر وهو "نصر الانبياء انفسهم" وبناء عليه استثناهما من الوجه الثالث للنصر وهو "نصر النبي وشريعته" من أجل ذلك اصطنع لهما وجها آخر للنصر مختلفا عن الاول والثالث وهو "نصر شريعتهم او دعوتهم او فكرتهم" كما نص على ذلك في أكثر من موضع من هذا البحث.
وفساد هذا القول ومناقضته لنصوص القرآن يظهر اذا ثبت لنا ان موسى وعيسى عليهما السلام قد انجاهما الله تعالى كما نجا نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا، وانهما لا يفترقان عن هؤلاء الانبياء من هذه الناحية في شيء، فيكونان وجميع هؤلاء الانبياء سواء من حيث انطباق الوجه الاول من النصر عليهم، لان نصر النبي نفسه هو عين نجاة النبي كما عبر عن ذلك القرآن بقوله تعالى مخبرا عن نوح "فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ..." وعن هود "ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ" وعن صالح "فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ ..."
وعن شعيب "ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين" وعن لوط "وان لوطا لمن المرسلين. اذ انجيناه واهله اجمعين الا عجوزا في الغابرين. ثم دمرنا الآخرين". ثم لننظر ماذا أخبرنا تعالى عن موسى عليه السلام:- قال تعالى "وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين" ثم ماذا اخبرنا تعالى عن عيسى عليه السلام:- قال تعالى "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما" وقال تعالى "وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات...".
أليس ينطبق على موسى وعيسى ما ينطبق على جميع الانبياء سالفي الذكر تمام الانطباق؟ ألم ينجهما سبحانه وتعالى كما نجا نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا؟ فإذا كان ذلك كذلك فان المؤلف يكون قد أخطأ باستثنائه موسى وعيسى من الوجه الأول للنصر وهو "نصر النبي نفسه" لأن هذا ثابت بنص القرآن القطعي، ويكون قد أخطأ أيضا باستثنائهما من الوجه الثالث للنصر وهو "نصر النبي وشريعته" على اعتبار أن المؤلف يرى أن الله سبحانه وتعالى قد نصر شريعتهما.
أما كيف انتصرت شريعة موسى وعيسى عليهما السلام فهذا ما يحتاج الى شرح وبيان من قبل المؤلف؟!

رابعا: الايمان بوعد الله بالنصر

كتاب "حمل الدعوة الاسلامية" تضمن عبر صفحاته مقارنة -بقصد أو بدون قصد- بين إيمان موسى ويقينه بوعد الله وإيمان محمد ويقينه بوعد الله عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم، فأي الايمانين وأي اليقينين ايمان موسى ويقينه أم ايمان محمد ويقينه كان هو الراجح في ميزان المؤلف؟!
ورد في صفحة 46 ما نصه:- "ثم ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لو كان يملك أسباب انزال النصر لأنزله في معركة أحد لشدة حاجته اليه، ولأنزله في معركة الخندق عندما ضيق عليه الحصار فزلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون، يقول تعالى في سورة الأحزاب: "إ‎ذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا" انتهى
هنا ينص المؤلف على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في معركة الخندق قد زلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون.
أما ايمان موسى عليه السلام ويقينه بوعد الله فقد قام المؤلف بوصفه في صفحة 34-35 حيث قال ما نصه:-
"قال تعالى في سورة الشعراء مخاطبا موسى وهارون: "فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني اسرائيل" فاعتبره نبي الله موسى أمرا مؤكدا لا بد من وقوعه، وقد تكرر الأمر هذا في آية أخرى من نفس السورة: "فأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي انكم متبعون"، فأيقن أن خروج بني اسرائيل من مصر ونجاتهم من فرعون كائن لا محالة لا يشك قي وقوعه وحصوله، ولهذا لما وصل أصحاب موسى الى شاطيء البحر ورأو جيش فرعون يتعقبهم فشكوا في الوعد الالهي: "فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون" لم يشك نبي الله، ولم يجعل الحالة الصعبة التي كانوا عليها تؤثر في ايمانه بوقوع وعد الله، وانما أجابهم اجابة الواثق بوعد الله بالنجاة والخلاص من فرعون: "قال كلا ان معي ربي سيهدين"... فهذا نبي الله موسى قد أمره ربه بتخليص بني اسرائيل من حكم فرعون وتسلطه، فاعتبر أمر الله قائما لا يتطرق اليه الشك، حتى عندما سار ببني اسرائيل، فوصلوا الى بحر لا يملكون السفن لاجتيازه ورأوا جيش فرعون الذي لا قبل لهم بقتاله خلفهم، وظل الايمان ايمانا واليقين يقينا، رغم أن موسى عليه السلام لم يقف آنذاك على كيفية حصول النجاة، ولا رأى أمامه أية وسيلة للنجاة، ومع ذلك بقي على ايمانه بحصول النجاة فقال: "كلا ان معي ربي سيهدين" فكلمة (كلا) تعني أن جيش فرعون لن يصل اليهم لأن وصوله يعني عدم تحقق النجاة اليقينية عنده، وقد قال ما قال رغم أنه لم يكن واقفا على كيفية النجاة وهنا قمة الايمان فقال: "إن معي ربي سيهدين" انتهى النص
وعليه فالمؤلف يقول أن محمدا عليه السلام قد زلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون، أما موسى عليه السلام فانه أولا قد اعتبر مجرد أمر الله تعالى له بتخليص بني اسرائيل من حكم فرعون "أمرا مؤكدا لا بد من وقوعه" وأيقن أنه "كائن لا محالة لا يشك في وقوعه وحصوله" و "يقينا قائما لا يتطرق اليه الشك" وثانيا أنهم لما وصلوا الى البحر يتعقبهم جيش فرعون "لم يشك نبي الله ولم يجعل الحالة الصعبة التي كانوا عليها تؤثر في ايمانه بوقوع وعد الله" "وانما أجابهم اجابة الواثق بوعد الله بالنجاة والخلاص من فرعون: "قال كلا إن معي ربي سيهدين" "وظل الايمان ايمانا واليقين يقينا" "وهنا قمة الايمان""
لذلك نجد أن مؤلف كتاب "حمل الدعوة الاسلامية" قد خص موسى عليه السلام بالاقتداء به في إيمانه بوعد الله كما ورد ذلك في صفحة 35 حيث يقول المؤلف بالنص:-
"فعلى حامل الدعوة حين يتلو قوله تعالى في سورة النور: "وعد الله الذين آمنوا منكم..." أن يثق بوعد الله هذا، وأن الله القوي العزيز سيمكنه من اقامة الخلافة، وأن هذه الخلافة لا شك ستقوم وان هو لم ير الأحوال المواتية ولا الظروف المهيئة، ولا القوى الى جانبه، مقتديا بنبي الله موسى في ايمانه بوعد الله رغم عدم رؤيته للأحوال والظروف المواتية..".

خامسا:- خالف المؤلف رأي الحزب في مدلول لفظ الجلالة "الله"

ورد في صفحة 27 ما نصه:- "وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الاله واجب الحمد".
أما الحزب فقد فرق بين مدلول لفطة "إله" ولفظ الجلالة "الله" وقد بين ذلك في كتاب الفكر الاسلامي في صفحة 18-19 حيث يقول:- " و"اله" في اللغة ليس لها إلا معنى واحد هو المعبود، وليس لها أي معنى شرعي غير ذلك. فلا إله، معناها في اللغة وفي الشرع لا معبود. وإلا الله معناها في اللغة، وفي الشرع، الذات الواجب الوجود، وهو الله".
وفوق ذلك فان المعنى الذي قال به الحزب للفظ الجلالة "الله" هو الصحيح، وما أورده جلال السيوطي في كتاب الأشباه والنظائر في النحو يؤكد على صحة قول الحزب.
في الجزء الرابع صفحة 5 نص على ما يلي:- "حكى أبو القاسم الزجاجي قال: أخبرنا أبو اسحق بن السري الزجاج، قال: أخبرني محمد بن يزيد المبرد، قال سمعت المازني يقول، سألني الرياشي فقال لي، لم نهيت أن يكون الله تعالى أصله الإله ثم خفف بحذف الهمزة كما يقول أصحابك، فقلت لو كان مخففا منه لكان معناه في حال تخفيف الهمزة كمعناه في حال تحقيقها لا يتغير المعنى، ألا ترى أن الناس والأناس بمعنى واحد؟ ولما كنت أعقل لقولي: الله فضل مزية على قولي الإله، ورأيته قد استعمل لغير الله في قوله "وانظر الى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا" وقوله "أألهتنا خير أم هو" ولما لم يستعمل الله إلا للباري تعالى، علمت أنه علم وليس بمأخوذ من الإله".
وأيضا ما أورده الأديب اللغوي أبي هلال العسكري في كتابه "الفروق اللغوية" حيث قال:- "(الفرق) بين قولنا الله وبين قولنا إله أن قولنا الله اسم لم يسم به غير الله وسمى غير الله إلها على وجه الخطأ وهي تسمية العرب الأصنام آلهة وأما قول الناس لا معبود إلا الله فمعناه لا يستحق العبادة إلا الله تعالى.


سادسا:- "ما لا يتعارض مع الأفكار والأحكام الشرعية"
يقول مؤلف الكتاب في صفحة 64 ما نصه "فان الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكارا وأحكاما شرعية، أو ما لا يتعارض معهما".
وهذا يتناقض مع ما تبناه حزب التحرير وما نص عليه في كتبه ومنشوراته مناقضة صريحة فقد
ورد في كتاب التفكير في صفحة 145 ما نصه:- "وإذا كانت الأفكار تبنى على العقيدة، فتكون مقياسا لصحة هذه الأفكار وعدم صحتها، أي لتعيين الموقف منها للأخذ أو الرفض فان الأحكام الشرعية تنبثق انبثاقا من العقيدة، أي تستنبط وتؤخذ من العقيدة، فما انبثق من هذه العقيدة وكان حكما شرعيا كان وحده هو الذي يؤخذ، وما لا ينبثق عنها يرفض كله، سواء وافق العقيدة أو خالفها لذلك فانا لا نأخذ ما يوافق الاسلام، وإنما نأخذ فقط ما هو اسلام ليس غير، لأن الحكم الشرعي ينبثق عن العقيدة انبثاقا ويؤخذ منها ولا يبنى عليها، بخلاف الفكر فانه يبنى على العقيدة بناء" . وورد أيضاً في كتاب كيف هدمت الخلافة صفحة 68 ما نصه "ومن هذا كله المذكور في هذه البنود الثمانية يتبين أن الفكرة التي تقول: "إن ما لا يخالف الاسلام ولم يرد نص على النهي عنه يجوز أخذه" فكرة باطلة من أساسها. ويتضح من تدقيق الأدلة أن أخذ أي حكم من غير ما جاء به الشرع أخذ لحكم كفر، لأنه أخذ لغير ما أنزل الله".
وقد عنون الحزب نشرة صادرة بتاريخ 7/8/1966م ب "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف الاسلام كلها أحكام كفر وليست من أحكام الاسلام".
ولا يرد القول هنا أن قصد المؤلف من قوله "أو ما لا يتعارض معهما" هو فيما يتعلق بالعلوم والفنون، وذلك للأسباب التالية
1- التلقي الفكري للكلام الوارد في هذا النص، يقتضي أن نفهم معاني الجمل كما تدل عليه من حيث هي لا كما يريد لافظها أو كما يريد قارئها أن تكون، فلا قيمة لما قد يكون قصده المؤلف أو لما أراده من معنى بهذا الكلام.
2- وفوق ذلك لم أجد في كلام المؤلف حول الموضوع محل البحث أية اشارة تدل أو تشير الى قصد المؤلف بأنه إنما أراد بهذا الكلام "العلوم والفنون وما شاكلها" اللهم إلا إذا كانت القرينة هي عصمة المؤلف من الوقوع في الخطأ والزلل. بل ان "العلوم والفنون" لم يتطرق اليها المؤلف في الكتاب كله.
3- لقد حذر الحزب المسلمين من خطورة فكرة "ما يوافق الاسلام أو ما لا يخالفه" بقوله "فكل ما ليس له دليل من الكتاب والسنة، ولا مما أرشد إليه الكتاب والسنة من الأدلة، فانه أفكار كفر وأحكام كفر، سواء خالفت الاسلام أم لم تخالفه. وافقته أم لم توافقه، فليحذر المسلمون من أن يدخل عليهم أحد خديعة الأخذ بما يوافق الاسلام أو العمل بما لا يخالف الاسلام. فان هذا هو المنزلق الفظيع الذي أدى الى ترك الاسلام وقبول أحكام الكفر وأفكار الكفر، وهذا هو أيضا المنزلق الخطر الذي يؤدي الى التنكب عن الاسلام والانحراف عن طريقه".
فما دامت هذه الفكرة بهذه الخطورة على المسلمين، وما دام كتاب "حمل الدعوة" موجها إلى الشباب وإلى الناس كما يقول مؤلف الكتاب في المقدمة، فكان الأولى به وهو من هو في حزب التحرير أن يتقيد بما تميز به حزب التحرير من "الدقة والوضوح" بأن يتخير الألفاظ والمصطلحات ذات الدلالة الواضحة المحددة بهدف الحفاظ على نقاء مفاهيم الحزب وبلورتها، لا أن يأتي بعبارات غامضة مبهمة تحتمل التأويل والتفسير بأفهام تخالف فهم الحزب وتخالف آرائه. هذا وإن أهم ما تميز به كتاب "حمل الدعوة" من أوله الى آخره هو عباراته الغامضة الفضفاضة التي فيها قابلية المط والشد لتضيق وتتسع حسب الطلب. إن هذا الكتاب كما أسلفت موجه الى الناس كما هو موجه الى الشباب وإن الناس والشباب سوف يقرأون الكتاب ولن يقرأوا الفنجان لمعرفة ما يريد مؤلف الكتاب.
4- وحتى لا تتخذ عالمية "العلوم والفنون وما شاكلها" ذريعة لادخال هذه الفكرة الخطرة الى عقول المسلمين قام الحزب بتوضيح هذه الناحية بما لا يدع مجالا لأي ابهام أو لبس في الموضوع مخرجا العلوم والفنون التي لا تخالف الاسلام من حرمة أخذ ما لا يخالف الاسلام، لقد وضح الحزب ذلك في كتبه ونشراته وعلى وجه الخصوص في نفس النشرة سالفة الذكر "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف..." فالحزب قام بالتوضيح وهو في معرض نقض الفكرة فمن باب أولى ان يقوم المؤلف وهو في معرض الترويج للفكرة بتخصيص قوله " فإن الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكاراً وأحكاماً شرعية، أو ما لا يتعارض معهما" بالعلوم والفنون " لا أن يبقيه عاما بحيث يشمل جميع الافكار والاحكام.

سابعا:- مفهوم الخير والشر

ورد في صفحة 105 ما نصه:- "إن البلاء في ذاته شر، وإن العذاب شر كذلك، وأنهما أمران لا بد لحامل الدعوة من مجابهتهما..".
ما قاله المؤلف يخالف ما تبناه الحزب في مسألة الخير والشر، وذلك كما ورد في كتاب المفاهيم في صفحة 21:-
"أما الأفعال التي تحصل من الانسان أو عليه في الدائرة التي تسيطر عليه فان الانسان يصفها بالخير أو الشر تبعا لمحبته وكراهيته، أو نفعه أو ضره، "إن الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا" "وإنه لحب الخير لشديد" لكن هذا الوصف لا يعني أنه وصف لها في حقيقتها، فقد يرى شيئا خيرا وهو شر، وقد يراه شرا وهو خير "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".


ثامناً:- حمل الدعوة .

ورد في صفحة 107 ما نصه ( حمل الدعوة كلمتان ثنتان ، "حمل" و "الدعوة" ، فالحمل شيء والدعوة شيء آخر أما الدعوة فهي مجموعة الأفكار والأحكام الشرعية أو هي الإسلام كله، وأما الحمل فهو التبليغ بمعنى أنه تبليغ الناس الأفكار والأحكام الشرعية).
رد مع اقتباس
 
 
  #12  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

من إيمانهم بالمغيبات لما استحقوا الهلاك بالصاعقة على سؤالهم موسى رؤية الله جهرة أي عياناً ، وذلك كما ورد في قوله تعالى أيضاً { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } فإنه يقول{ فأخذتهم الصاعقة }،{ بظلمهم } وظلمهم أنفسهم كان مسألتهم موسى أن يريهم ربهم جهرة لأن ذلك مما لم يكن لهم مسألته.
ونجد أيضاً هذه الدلالة في قوله تعالى{ وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أُنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعَتَوْ عُتُوّاً كبيرا } يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية:-(يقول الله لقد استكبر قائلوا هذه المقالة في أنفسهم وتعظموا،{وعَتَوْ عُتُوّاً كبيرا } يقول: وتجاوزوا في الاستكبار بقيلهم ذلك حده ) والإستكبار معناه الإمتناع عن قبول الحق معاندة وتكبراً، فليس سؤالهم ذلك إذاً بدافع مما فطرهم الله عليه من الإيمان بالماديات والمحسوسات.
ثالثاً:- الإحساس، العقل، الإيمان.
إحساس الحواس بوجود الواقع قطعي، لكن قد يكفر الإنسان بالمحسوس، فالإحساس بالواقع شيء والإيمان به شيءٌ آخر. قال تعالى {وأقسموا باللهِ جهد أيمانهم لإن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم انها إذا جاءت لا يؤمنون* ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون* ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيءٍ قبلا ماكانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون} وقال { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين* وما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون* كذلك نسلكه في قلوب المجرمين* لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين* ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون* لقالوا إنما سُكِّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} وقال {وإن يروا كِسَفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحابٌ مركوم} وقال {ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ فلمسوهُ بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين}.
وكذلك العقل حكمه بوجود الواقع قطعي، لكن أيضاً قد يكفر الإنسان بوجود الواقع، أي قد يكفر الإنسان بما توصل اليه عقله وصولاً يقينياً، فما يتوصل اليه العقل ليس بالضرورة اللازمة أن يؤمن به الإنسان حتى لو كان حكم العقل قطعياً. قال تعالى {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آياتٍ الى فرعون وقومه إنهم كانوا قوماً فاسقين* فلما جائتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحرٌ مبين* وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلُوَّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } وقال {ولقد آتينا موسى تسع آيات بيناتٍ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا* قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} وقال {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} وقال {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزلٌ من ربك بالحق} وقال {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون} فالله سبحانه يقول {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوَّا} ويقول {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر} ويقول {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} ويقول { يعلمون أنه منزلٌ من ربك بالحق} ويقول {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}ويقول {ليكتمون الحق وهم يعلمون}.
كل ذلك يدل على أن الإيمان شيء وما يقطع العقل بصحته شيءٌ آخر.
ورد في منشورات الحزب ما نصه:-(العقيدة في اللغة هي ما عقد عليه القلب، والقلب يطلق على العقل ويطلق على القلب المعروف ويراد منه في هذه الحالة الوجدان. ومعنى انعقاد القلب عليها هو احتواؤه لها وضمها اليه ضماً كاملاً وأكيداً بارتياح. وهذا يعني أن يأخذ الوجدان هذه الفكرة ويشدها اليه ويوافقه العقل على ذلك ولو موافقة تسليم. فالإعتقاد أصله إنعقاد القلب على موافقة العقل، أي اصله التصديق الجازم من قبل القلب أي من قبل الوجدان ولكن شرط هذا التصديق الجازم موافقة العقل، فإذا تم هذان الأمران: التصديق الجازم من قبل القلب أي الوجدان وموافقة العقل لهذا التصديق، فقد حصل إنعقاد القلب أي حصلت العقيدة بمعنى حصل الإعتقاد). وعليه لا يتوقف حصول الإيمان على العقل وحده، فقد يصدر العقل حكمه بوجود الواقع حكماً قطعياً ومع ذلك قد يكفر الإنسان بوجوده إذا لم يتجاوب الوجدان مع الحكم الذي أصدره العقل. فلأجل حصول الإعتقاد لابد من تجاوب الوجدان مع ما يقرُ بوجوده العقل حتى لو كان حكم العقل قطعياً. والوجدان هو إحساسات الغريزة، ورد في كتاب الفكر الإسلامي صفحة 16 ما نصه (وذلك أن الوجدان إحساس غريزي أو شعور داخلي، يظهر بوجود واقع محسوس يظهر معه أو من تفكير بهذا الشعور).
قال تعالى {ولا نكلف نفساً إلا وسعها ولدينا كتابٌ ينطق بالحق وهم لايُظلمون* بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون* حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجئرون* لاتجئروا اليوم إنكم منا لا تُنصرون* قد كانت آياتي تُتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون* مستكبرين به سامراً تهجرون* أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأتِ آبائهم الأولين* أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون* أم يقولون به جِنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون* ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون} وقال {بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم} وقال { ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما} وقال {قل لا أتبع أهواءكم}. واتباع الهوى هو إلغاء الإنسان عقله وما يتوصل اليه من حقائق في السيطرة على إحساساته الغريزية، فيندفع لتحقيق ما تتطلبه الطاقة من إشباعات دون أن يجعل لعقله أي أثر أو تأثير في حركة الطاقة وبالتالي لا يكون لما يتوصل اليه من حقائق أي أثر فيما تتطلبه الطاقة من إشباعات، {بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون}، فيحصل حينئذٍ التناقض بين الإشباع الذي يتوصل اليه عقله وصولاً يقينياً، والإشباع الذي تدفع لطلبه الطاقة الحيوية فيتولد في النفس نتيجة لذلك مشاعر الكراهية لماجزم العقل بصدقه وبصحته {وأكثرهم للحق كارهون} لأن مشاعر ا لكراهية تتولد في النفس تجاه ما يقف حائلاً بين الإنسان وبين حصوله على ما يحقق الإشباع، قال تعالى {أفكلما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون* وقالوا قلوبنا غُلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً مايؤمنون* ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين* بئسمااشتروا به انفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده} وقال { ود أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.
كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن ما يتوصل اليه الإنسان بعقله وصولاً يقينياً لا يؤدي بالضرورة الى حصول الإعتقاد، سواء أكان إدراك الإنسان ناتجاً عن مشاهدة وحس بالواقع أو كان ناتجاً عن حس بأثر الواقع.فلأجل حصول الإعتقاد لابد من أن يتجاوب الوجدان مع حكم العقل أو مع مايتوصل اليه العقل.والتجاوب الوجداني لا يؤثر فيه كون الواقع المدرك مادي محسوس أو كونه مما لا يقع عليه حس الإنسان، فقد يكون واقعاً مادياً محسوساً ولا يتجاوب معه وجدان الإنسان، فعلى سبيل المثال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب، فقال إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع اليهم بعد أن قيل قد مات؛ ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات) فعمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رفض تصديق أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات مع أن منطق الإحساس يوصل قطعاً الى أنه صلى الله عليه وسلم قد مات، فالرفض هنا هو رفض وجداني وليس هو رفضاً حسياً أو عقلياً، وفي مقابل ذلك نجد أن الواقع قد يكون مما لا يقع عليه حس الإنسان ومع ذلك يتجاوب معه وجدان الإنسان فيحصل الإعتقاد بوجوده كالإيمان بالله تعالى وكالإيمان بالجنة والنار.... الخ. لكل ذلك لم يصح قول المؤلف أن الله سبحانه وتعالى قد فطر الإنسان وجبله على الإيمان بالماديات والمحسوسات أكثر بكثير من إيمانه بالمغيبات، فهذا القول قد ثبت مخالفته لواقع الإنسان ولواقع الإيمان وقد ثبت أيضاً مخالفته لما دلت عليه النصوص الشرعية، من هنا فإن كل ما ينبني على هذا القول خطأ في خطأ ومن ذلك ما نص عليه المؤلف في صفحة 60 وهو قوله:-(وحيث أن الله سبحانه الذي فطر الإنسان وجبله على هذه الصفة هو الذي أنزل الشريعة الإسلامية على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأمره بتبليغها للناس ليؤمنوا بها ويصدقوا، فإنه سبحانه قد كلف رسوله الكريم بتجسيد هذه الشريعة في دولة، أي بجعل الشريعة-وهي مجموعة أفكار وأحكام-مجسدة في كيان وواقع محسوس، هو الدولة الإسلامية، وقد كان من نتيجة هذا التجسيد دخول الناس في الإسلام أفواجا).
وعلاوة على أن ما ورد في هذا النص خطأ لكونه قد بني على خطأ فإن دخول الناس في دين الله أفواجا في حال وجود الدولة الإسلامية ليس هو بسبب ما في فطرة الناس من الإيمان بالماديات والمحسوسات أكثر بكثير من إيمانهم بالمغيبات، وذلك لأن فطرة المؤلف تتعلق بالإيمان والإيمان هو العقيدة، أما الدولة الإسلامية فهي تجسيد للنظام المنبثق عن العقيدة الإسلامية وليست هي تجسيد للعقيدة الإسلامية، بل يستحيل أن تجسد الدولة واقع العقيدة في كيان أو في واقع مادي محسوس فلا يمكن على سبيل المثال لا الحصر أن تجسد الملائكة أو الجنة أو النار كواقع مادي محسوس. فلا يرد القول أن دخول الناس في دين الله أفواجا هو بسبب إيمان الناس بالماديات والمحسوسات لأن دخول الناس في دين الله أفواجا يعني إيمان الناس بعقيدة الإسلام لا إيمانهم بدولة الإسلام، ومن نافلة القول أن لا يرد القول مطلقاً بأن الله سبحانه وتعالى قد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتجسيد الشريعة في دولة بسبب فطرة المؤلف.
الإيمان أو الإعتقاد أصله إنعقاد الوجدان على موافقة العقل أي أصله التصديق الجازم من قبل الوجدان وموافقة العقل لهذا التصديق. من هنا يجب أن يبحث أثر تطبيق الإسلام على الناس من قبل الدولة الإسلامية في دخولهم في دين الله أفواجا من ناحية تأثير هذا التطبيق على العقل من جهة ومن ناحية تأثيره على الوجدان من جهة أخرى لأن موضوع البحث هنا هو إيمان الناس بالإسلام نتيجة تطبيقه عليهم من قبل الدولة الإسلامية. وحتى يدرك أثر تطبيق الإسلام من قبل الدولة على الإيمان لا بد من إدراك الواقع الذي يحسه الناس جراء تطبيق الإسلام عليهم من قبل الدولة ، وهذا الواقع المحسوس يتمثل بثلاثة أمور رئيسة ، أولها : علاقة الحكام بالمحكومين وثانيها: علاقة المسلمين مع بعضهم البعض من جهة ومع غيرهم ممن يحمل التابعية من جهة أخرى، وثالثها: معالجات الإسلام لجميع شؤون الحياة. هذا هو واقع الإسلام مطبقاً على الناس من قبل الدولة الإسلامية، فما هو أثر هذا الواقع المحسوس على العقل من جهة وعلى وجدان الناس من جهة أخرى بحيث أدى هذا التأثير الى إعتناق الناس الإسلام؟ أما من جهة العقل فقد كان الواقع المدرك حساً لهذه الأمور الثلاثة بمثابة الحافز المحرك للعقول للتفكير في صحة العقيدة الإسلامية، وأما من جهة الوجدان فإن تطبيق الإسلام عليهم من قبل الدولة قد ضمن لهم إشباع الطاقة الحيوية إشباعاً صحيحاً مما جعلهم يشعرون بالطمأنينة في ظل نظام الإسلام، فحصل إرتباط طبيعي وحتمي بين الطاقة الحيوية ومعالجات الإسلام فكان من الطبيعي أن يُوجَدْ فيهم الإستعداد الوجداني للتجاوب مع العقيدة التي انبثق عنها نظام الإسلام. ولما كانت العقيدة الإسلامية موافقة للعقل وموافقة للفطرة ووجد الحافز العقلي لإعمال الذهن ووجد الإستعداد الوجداني لإحتضان الفكرة الإسلامية حصل هذا التجاوب الهائل في إقبال الناس على إعتناق الإسلام والدخول في حظيرته.


أخطاء ومخالفات حزبية وشرعية متفرقة

اولا:- فصل الصفات عن الاحكام

يقول المؤلف في صفحة 5 ما نصه: "يتمثل فيه الاسلام في افكاره واحكامه وما يدعو اليه من صفات وأخلاق حسنة فاضلة..." وفي صفحة 6 ما نصه :"يهييء نفسه لتجسيد الاسلام فيه أفكارا وأحكاما وصفات" وما نصه :"تحلى برأس الخير وقمة الفضل قولا وفعلا وصفات" وفي صفحة 83 ما نصه :"فحامل الدعوة هو الذي يتمثل الاسلام فيه قولا وعملا وخلقا".
التعليق:- أقوال المؤلف هذه تخالف ما تبناه الحزب من ان الصفات هي احكام شرعية باعتبارها من أفعال الانسان. وان المسلم انما يتقيد بها على اعتبار انها احكام شرعية لا على انها صفات حسنة فاضلة. وقد نص الحزب في كتاب الشخصية الجزء الاول صفحة 150 على ان الصفات أحكام شرعية بإعتبارها من أفعال الإنسان بقوله "أما الاحكام الشرعية فهي خطاب الشارع المتعلق بافعال العباد. وبعبارة اخرى هي الافكار المتعلقة بفعل من أفعال الانسان, او بصفة من صفاته باعتبارها من أفعاله."
وفي كتاب نظام الاسلام في صفحة 114 يقول الحزب:- "ومع ان الشريعة الاسلامية فصلت الانظمة تفصيلا دقيقا، كأنظمة العبادات والمعاملات والعقوبات، فانها لم تجعل للأخلاق نظاما مفصلا، انما عالجت احكام الاخلاق على اعتبار انها اوامر ونواه من الله، دون النظر الى تفصيل انها اخلاق يجب ان تعطى جانبا خاصا من العناية يمتاز على غيره، بل هي من حيث تفصيل الاحكام، اقل تفصيلا من غيرها، ولم يجعل لها في الفقه بابا خاصا، فلا نجد في كتب الفقه التي تحوي الاحكام الشرعية بابا يسمى باب الاخلاق. ولم يعن الفقهاء والمجتهدون في أمر الاحكام الخلقية بالبحث والاستنباط".
وعليه فلم يرد في ثقافة حزب التحرير مطلقا وصف الاسلام بانه افكار واحكام وصفات، بل "افكار واحكام" فحسب لان حزب التحرير تبنى ان الصفات احكاما شرعية، وانها تعتبر من أفعال الانسان، اما المؤلف كما هو واضح من النصوص المذكورة أعلاه فقد جعل الصفات شيئا آخر غير الاحكام كما لم يعتبرها من افعاله وذلك انه يقول "افكارا وأحكاما وصفات" و "قولا وفعلا وصفات" و "قولا وعملا وخلقا"، حتى اسم الكتاب اراده المؤلف ان يكون مخالفا لما تبناه حزب التحرير حين أسماه "حمل الدعوة الاسلامية واجبات وصفات" اذ فصل الصفات عن الواجبات فكان ذلك عنوانا وبالخط الاحمر للكتاب الذي تبناه حزب التحرير فجعله بذلك جزءا من ثقافته بل ولاغيا لكل النصوص السابقة له اذا تناقضت مع ما ورد فيه.

ثانيا:- مقومات الشخصية الاسلامية هي :القول والفعل والصفات

ورد في صفحة 63 ما نصه: "فان عليه ان يمثل الاسلام في شخصه، في قوله وفعله وصفاته، فان لم يكن يمثل الاسلام في قوله وفعله وصفاته فانه لا يكون حامل دعوة, ولكن مجرد مسلم من المسلمين"
ويتابع المؤلف قوله في صفحة 64 فيقول "فان الواجب عليه ان هو قال ان يقول افكارا واحكاما شرعية او ما لا يتعارض معهما، والواجب عليه ان هو فعل فعلا ان يفعله حسب الاحكام الشرعية، كما ان الواجب عليه ان يتصف بالصفات المشروعة، والاخلاق الحميدة الفاضلة، ولا يتصف بأية صفة او خلق ذميم، فما حث عليه الاسلام من الصفات اخذها، وما ذمها ونهى عنها تركها وكرهها، ولا يكون المسلم حامل دعوة ان نقصت فيه احدى هذه المقومات الثلاث، فحامل الدعوة هو المثال الحي للاسلام، وهو القدوة بين الناس، وهو الامام فيهم، وبقدر تمثل الاسلام فيه في القول والفعل والصفات بقدر صلاحه لحمل الدعوة ونجاحه فيه ..." وفي نهاية الصفحة يقول :"ولا يجوز له ان يتهاون في اي من هذه المقومات الثلاث لشخصه كحامل دعوة".
التعليق:- هذه النصوص من أولها لآخرها تخالف ما تبناه حزب التحرير سواء فيما يتعلق بفصل الصفات او الاخلاق عن الاحكام الشرعية وجعلها امرا آخر غيرها او فيما يتعلق بالشخصية الاسلامية ونصه على ان لها مقومات ثلاث هي القول والفعل والصفات او افكارا واحكاما وصفات، وقول المؤلف بان الشخصية لها ثلاث مقومات يؤكد على ان المؤلف يفصل فعلا بين الاحكام والصفات وانه يجعل من الصفات امرا مغايرا للاحكام، والا لما صلحت الصفات ان تكون احدى ثلاث مقومات للشخصية الى جانب الافكار والاحكام لو لم تكن شيئا آخر او امرا مغايرا لها.
ورد في كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الاول في صفحة 5 ما نصه "الشخصية في كل انسان تتالف من عقليته ونفسيته" وفي صفحة 7 يقول "ومن هذه العقلية والنفسية تتكون الشخصية". الا ان المؤلف وهو عضو في حزب التحرير وقد أقسم كغيره من شباب حزب التحرير على تبني افكار الحزب لم ينص ولا مرة واحدة في كتابه "حمل الدعوة الاسلامية صفات وواجبات" على ان الشخصية الاسلامية تتكون من العقلية الاسلامية ومن النفسية الاسلامية، بل جعلها بدلا عن ذلك تتكون من مقومات ثلاث هي :القول والفعل والصفات. وفوق ذلك فان ما قاله حزب التحرير قول صحيح، منطبق على الواقع تمام الانطباق وما قاله المؤلف قول خطأ ولا ينطبق على الواقع ولا بوجه من الوجوه، فاذا كان لا بد للمؤلف من ان ينص على امر في الاسلام بالغ الاهمية في تكوين الشخصية الاسلامية فهو العقيدة لا الاخلاق، اذ العقيدة هي اساس تكوين العقلية والنفسية. والاخلاق باعتبارها من افعال الانسان، انما يتقيد بها المسلم باعتبارها احكاما شرعية منبثقة عن العقيدة الاسلامية، ولا يكون تقيده بهاعلى هذا الوجه الا اذا كانت نفسيته نفسية اسلامية اي الا اذا كانت دوافعه مربوطة بالمفاهيم التي تكونت بها عقليته. لذلك لم تصلح الاخلاق ولا حتى العبادات او المعاملات ان تكون ايٌ منها بحد ذاتها مقوما من مقومات الشخصية.
ما قام به المؤلف من فصل الإخلاق عن الأحكام الشرعية، ومن جعل الأخلاق واحدة من ثلاث مقومات لشخصية حامل الدعوة يدل على أن المؤلف قد قصد إبراز الناحية الخلقية في الدعوة والى إعطاء الأخلاق جانباً خاصاً من العناية يمتاز على غيره، على النقيض مما تبناه الحزب في هذه المسألة، والذي يؤكد على ذلك ما أورده المؤلف من نصوص يبرز فيها العناية الخاصة التي أولاها المؤلف للدعوة الى الأخلاق، وذلك مثل قوله في صفحة 5 ( فمن نهض من المسلمين بمثل عمل الأنبياء والمرسلين فإن عليه أن يجعل من نفسه مثالاً للفضل والكرم والخير، يتمثل فيه الإسلام في أفكاره وأحكامه وما يدعو اليه من صفاتٍ وأخلاقٍ حسنة فاضلة، وإلا لم يصلح للقيام بهذا العمل وإن قام به لم ينجح فيه ولم يجرِ الخير على يديه ) وفي صفحة 66 يقول ( ويجب على حامل الدعوة كذلك أن يتحلى بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة ) وفي نفس الصفحة يقول( وهؤلاء بدلاً من أن يتخذهم الناس قدوة لهم يقلدونهم في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم) وفي صفحة 67 يقول (وقد حض الإسلام على التحلي بحسن الخلق وحث كثيراً عليه ) وفي نفس الصفحة يقول ( فليحرص حامل الدعوة على التحلي بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة الفاضلة لينال الفضل من الله سبحانه، وليكتمل تمثل الإسلام فيه) وفي صفحة 83 يقول ( وحامل الدعوة هو الذي يتمثل الإسلام فيه قولاً وعملاً وخلقاً)

ثالثا: وجه النصر الذي انزل على موسى وعيسى عليهما السلام:

ورد في صفحة 43 ما نصه : "وان الله سبحانه ينصر الأنبياء انفسهم كما نصر نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا، او ينصر شرائعهم كما نصر شريعة موسى وشريعة عيسى، او ينصر النبي وشريعته كما نصر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم" انتهى النص
ما اورده المؤلف في هذا النص خطأ ويتناقض مع نصوص القرآن وبيان ذلك على النحو التالي:-
حسب تصنيف المؤلف لاوجه النصر او حالاته نجد انه قد استثنى موسى وعيسى عليهما السلام من الوجه الاول للنصر وهو "نصر الانبياء انفسهم" وبناء عليه استثناهما من الوجه الثالث للنصر وهو "نصر النبي وشريعته" من أجل ذلك اصطنع لهما وجها آخر للنصر مختلفا عن الاول والثالث وهو "نصر شريعتهم او دعوتهم او فكرتهم" كما نص على ذلك في أكثر من موضع من هذا البحث.
وفساد هذا القول ومناقضته لنصوص القرآن يظهر اذا ثبت لنا ان موسى وعيسى عليهما السلام قد انجاهما الله تعالى كما نجا نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا، وانهما لا يفترقان عن هؤلاء الانبياء من هذه الناحية في شيء، فيكونان وجميع هؤلاء الانبياء سواء من حيث انطباق الوجه الاول من النصر عليهم، لان نصر النبي نفسه هو عين نجاة النبي كما عبر عن ذلك القرآن بقوله تعالى مخبرا عن نوح "فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ..." وعن هود "ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ" وعن صالح "فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ ..."
وعن شعيب "ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين" وعن لوط "وان لوطا لمن المرسلين. اذ انجيناه واهله اجمعين الا عجوزا في الغابرين. ثم دمرنا الآخرين". ثم لننظر ماذا أخبرنا تعالى عن موسى عليه السلام:- قال تعالى "وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين" ثم ماذا اخبرنا تعالى عن عيسى عليه السلام:- قال تعالى "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما" وقال تعالى "وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات...".
أليس ينطبق على موسى وعيسى ما ينطبق على جميع الانبياء سالفي الذكر تمام الانطباق؟ ألم ينجهما سبحانه وتعالى كما نجا نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا؟ فإذا كان ذلك كذلك فان المؤلف يكون قد أخطأ باستثنائه موسى وعيسى من الوجه الأول للنصر وهو "نصر النبي نفسه" لأن هذا ثابت بنص القرآن القطعي، ويكون قد أخطأ أيضا باستثنائهما من الوجه الثالث للنصر وهو "نصر النبي وشريعته" على اعتبار أن المؤلف يرى أن الله سبحانه وتعالى قد نصر شريعتهما.
أما كيف انتصرت شريعة موسى وعيسى عليهما السلام فهذا ما يحتاج الى شرح وبيان من قبل المؤلف؟!

رابعا: الايمان بوعد الله بالنصر

كتاب "حمل الدعوة الاسلامية" تضمن عبر صفحاته مقارنة -بقصد أو بدون قصد- بين إيمان موسى ويقينه بوعد الله وإيمان محمد ويقينه بوعد الله عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم، فأي الايمانين وأي اليقينين ايمان موسى ويقينه أم ايمان محمد ويقينه كان هو الراجح في ميزان المؤلف؟!
ورد في صفحة 46 ما نصه:- "ثم ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لو كان يملك أسباب انزال النصر لأنزله في معركة أحد لشدة حاجته اليه، ولأنزله في معركة الخندق عندما ضيق عليه الحصار فزلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون، يقول تعالى في سورة الأحزاب: "إ‎ذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا" انتهى
هنا ينص المؤلف على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في معركة الخندق قد زلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون.
أما ايمان موسى عليه السلام ويقينه بوعد الله فقد قام المؤلف بوصفه في صفحة 34-35 حيث قال ما نصه:-
"قال تعالى في سورة الشعراء مخاطبا موسى وهارون: "فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني اسرائيل" فاعتبره نبي الله موسى أمرا مؤكدا لا بد من وقوعه، وقد تكرر الأمر هذا في آية أخرى من نفس السورة: "فأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي انكم متبعون"، فأيقن أن خروج بني اسرائيل من مصر ونجاتهم من فرعون كائن لا محالة لا يشك قي وقوعه وحصوله، ولهذا لما وصل أصحاب موسى الى شاطيء البحر ورأو جيش فرعون يتعقبهم فشكوا في الوعد الالهي: "فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون" لم يشك نبي الله، ولم يجعل الحالة الصعبة التي كانوا عليها تؤثر في ايمانه بوقوع وعد الله، وانما أجابهم اجابة الواثق بوعد الله بالنجاة والخلاص من فرعون: "قال كلا ان معي ربي سيهدين"... فهذا نبي الله موسى قد أمره ربه بتخليص بني اسرائيل من حكم فرعون وتسلطه، فاعتبر أمر الله قائما لا يتطرق اليه الشك، حتى عندما سار ببني اسرائيل، فوصلوا الى بحر لا يملكون السفن لاجتيازه ورأوا جيش فرعون الذي لا قبل لهم بقتاله خلفهم، وظل الايمان ايمانا واليقين يقينا، رغم أن موسى عليه السلام لم يقف آنذاك على كيفية حصول النجاة، ولا رأى أمامه أية وسيلة للنجاة، ومع ذلك بقي على ايمانه بحصول النجاة فقال: "كلا ان معي ربي سيهدين" فكلمة (كلا) تعني أن جيش فرعون لن يصل اليهم لأن وصوله يعني عدم تحقق النجاة اليقينية عنده، وقد قال ما قال رغم أنه لم يكن واقفا على كيفية النجاة وهنا قمة الايمان فقال: "إن معي ربي سيهدين" انتهى النص
وعليه فالمؤلف يقول أن محمدا عليه السلام قد زلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون، أما موسى عليه السلام فانه أولا قد اعتبر مجرد أمر الله تعالى له بتخليص بني اسرائيل من حكم فرعون "أمرا مؤكدا لا بد من وقوعه" وأيقن أنه "كائن لا محالة لا يشك في وقوعه وحصوله" و "يقينا قائما لا يتطرق اليه الشك" وثانيا أنهم لما وصلوا الى البحر يتعقبهم جيش فرعون "لم يشك نبي الله ولم يجعل الحالة الصعبة التي كانوا عليها تؤثر في ايمانه بوقوع وعد الله" "وانما أجابهم اجابة الواثق بوعد الله بالنجاة والخلاص من فرعون: "قال كلا إن معي ربي سيهدين" "وظل الايمان ايمانا واليقين يقينا" "وهنا قمة الايمان""
لذلك نجد أن مؤلف كتاب "حمل الدعوة الاسلامية" قد خص موسى عليه السلام بالاقتداء به في إيمانه بوعد الله كما ورد ذلك في صفحة 35 حيث يقول المؤلف بالنص:-
"فعلى حامل الدعوة حين يتلو قوله تعالى في سورة النور: "وعد الله الذين آمنوا منكم..." أن يثق بوعد الله هذا، وأن الله القوي العزيز سيمكنه من اقامة الخلافة، وأن هذه الخلافة لا شك ستقوم وان هو لم ير الأحوال المواتية ولا الظروف المهيئة، ولا القوى الى جانبه، مقتديا بنبي الله موسى في ايمانه بوعد الله رغم عدم رؤيته للأحوال والظروف المواتية..".

خامسا:- خالف المؤلف رأي الحزب في مدلول لفظ الجلالة "الله"

ورد في صفحة 27 ما نصه:- "وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الاله واجب الحمد".
أما الحزب فقد فرق بين مدلول لفطة "إله" ولفظ الجلالة "الله" وقد بين ذلك في كتاب الفكر الاسلامي في صفحة 18-19 حيث يقول:- " و"اله" في اللغة ليس لها إلا معنى واحد هو المعبود، وليس لها أي معنى شرعي غير ذلك. فلا إله، معناها في اللغة وفي الشرع لا معبود. وإلا الله معناها في اللغة، وفي الشرع، الذات الواجب الوجود، وهو الله".
وفوق ذلك فان المعنى الذي قال به الحزب للفظ الجلالة "الله" هو الصحيح، وما أورده جلال السيوطي في كتاب الأشباه والنظائر في النحو يؤكد على صحة قول الحزب.
في الجزء الرابع صفحة 5 نص على ما يلي:- "حكى أبو القاسم الزجاجي قال: أخبرنا أبو اسحق بن السري الزجاج، قال: أخبرني محمد بن يزيد المبرد، قال سمعت المازني يقول، سألني الرياشي فقال لي، لم نهيت أن يكون الله تعالى أصله الإله ثم خفف بحذف الهمزة كما يقول أصحابك، فقلت لو كان مخففا منه لكان معناه في حال تخفيف الهمزة كمعناه في حال تحقيقها لا يتغير المعنى، ألا ترى أن الناس والأناس بمعنى واحد؟ ولما كنت أعقل لقولي: الله فضل مزية على قولي الإله، ورأيته قد استعمل لغير الله في قوله "وانظر الى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا" وقوله "أألهتنا خير أم هو" ولما لم يستعمل الله إلا للباري تعالى، علمت أنه علم وليس بمأخوذ من الإله".
وأيضا ما أورده الأديب اللغوي أبي هلال العسكري في كتابه "الفروق اللغوية" حيث قال:- "(الفرق) بين قولنا الله وبين قولنا إله أن قولنا الله اسم لم يسم به غير الله وسمى غير الله إلها على وجه الخطأ وهي تسمية العرب الأصنام آلهة وأما قول الناس لا معبود إلا الله فمعناه لا يستحق العبادة إلا الله تعالى.


سادسا:- "ما لا يتعارض مع الأفكار والأحكام الشرعية"
يقول مؤلف الكتاب في صفحة 64 ما نصه "فان الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكارا وأحكاما شرعية، أو ما لا يتعارض معهما".
وهذا يتناقض مع ما تبناه حزب التحرير وما نص عليه في كتبه ومنشوراته مناقضة صريحة فقد
ورد في كتاب التفكير في صفحة 145 ما نصه:- "وإذا كانت الأفكار تبنى على العقيدة، فتكون مقياسا لصحة هذه الأفكار وعدم صحتها، أي لتعيين الموقف منها للأخذ أو الرفض فان الأحكام الشرعية تنبثق انبثاقا من العقيدة، أي تستنبط وتؤخذ من العقيدة، فما انبثق من هذه العقيدة وكان حكما شرعيا كان وحده هو الذي يؤخذ، وما لا ينبثق عنها يرفض كله، سواء وافق العقيدة أو خالفها لذلك فانا لا نأخذ ما يوافق الاسلام، وإنما نأخذ فقط ما هو اسلام ليس غير، لأن الحكم الشرعي ينبثق عن العقيدة انبثاقا ويؤخذ منها ولا يبنى عليها، بخلاف الفكر فانه يبنى على العقيدة بناء" . وورد أيضاً في كتاب كيف هدمت الخلافة صفحة 68 ما نصه "ومن هذا كله المذكور في هذه البنود الثمانية يتبين أن الفكرة التي تقول: "إن ما لا يخالف الاسلام ولم يرد نص على النهي عنه يجوز أخذه" فكرة باطلة من أساسها. ويتضح من تدقيق الأدلة أن أخذ أي حكم من غير ما جاء به الشرع أخذ لحكم كفر، لأنه أخذ لغير ما أنزل الله".
وقد عنون الحزب نشرة صادرة بتاريخ 7/8/1966م ب "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف الاسلام كلها أحكام كفر وليست من أحكام الاسلام".
ولا يرد القول هنا أن قصد المؤلف من قوله "أو ما لا يتعارض معهما" هو فيما يتعلق بالعلوم والفنون، وذلك للأسباب التالية
1- التلقي الفكري للكلام الوارد في هذا النص، يقتضي أن نفهم معاني الجمل كما تدل عليه من حيث هي لا كما يريد لافظها أو كما يريد قارئها أن تكون، فلا قيمة لما قد يكون قصده المؤلف أو لما أراده من معنى بهذا الكلام.
2- وفوق ذلك لم أجد في كلام المؤلف حول الموضوع محل البحث أية اشارة تدل أو تشير الى قصد المؤلف بأنه إنما أراد بهذا الكلام "العلوم والفنون وما شاكلها" اللهم إلا إذا كانت القرينة هي عصمة المؤلف من الوقوع في الخطأ والزلل. بل ان "العلوم والفنون" لم يتطرق اليها المؤلف في الكتاب كله.
3- لقد حذر الحزب المسلمين من خطورة فكرة "ما يوافق الاسلام أو ما لا يخالفه" بقوله "فكل ما ليس له دليل من الكتاب والسنة، ولا مما أرشد إليه الكتاب والسنة من الأدلة، فانه أفكار كفر وأحكام كفر، سواء خالفت الاسلام أم لم تخالفه. وافقته أم لم توافقه، فليحذر المسلمون من أن يدخل عليهم أحد خديعة الأخذ بما يوافق الاسلام أو العمل بما لا يخالف الاسلام. فان هذا هو المنزلق الفظيع الذي أدى الى ترك الاسلام وقبول أحكام الكفر وأفكار الكفر، وهذا هو أيضا المنزلق الخطر الذي يؤدي الى التنكب عن الاسلام والانحراف عن طريقه".
فما دامت هذه الفكرة بهذه الخطورة على المسلمين، وما دام كتاب "حمل الدعوة" موجها إلى الشباب وإلى الناس كما يقول مؤلف الكتاب في المقدمة، فكان الأولى به وهو من هو في حزب التحرير أن يتقيد بما تميز به حزب التحرير من "الدقة والوضوح" بأن يتخير الألفاظ والمصطلحات ذات الدلالة الواضحة المحددة بهدف الحفاظ على نقاء مفاهيم الحزب وبلورتها، لا أن يأتي بعبارات غامضة مبهمة تحتمل التأويل والتفسير بأفهام تخالف فهم الحزب وتخالف آرائه. هذا وإن أهم ما تميز به كتاب "حمل الدعوة" من أوله الى آخره هو عباراته الغامضة الفضفاضة التي فيها قابلية المط والشد لتضيق وتتسع حسب الطلب. إن هذا الكتاب كما أسلفت موجه الى الناس كما هو موجه الى الشباب وإن الناس والشباب سوف يقرأون الكتاب ولن يقرأوا الفنجان لمعرفة ما يريد مؤلف الكتاب.
4- وحتى لا تتخذ عالمية "العلوم والفنون وما شاكلها" ذريعة لادخال هذه الفكرة الخطرة الى عقول المسلمين قام الحزب بتوضيح هذه الناحية بما لا يدع مجالا لأي ابهام أو لبس في الموضوع مخرجا العلوم والفنون التي لا تخالف الاسلام من حرمة أخذ ما لا يخالف الاسلام، لقد وضح الحزب ذلك في كتبه ونشراته وعلى وجه الخصوص في نفس النشرة سالفة الذكر "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف..." فالحزب قام بالتوضيح وهو في معرض نقض الفكرة فمن باب أولى ان يقوم المؤلف وهو في معرض الترويج للفكرة بتخصيص قوله " فإن الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكاراً وأحكاماً شرعية، أو ما لا يتعارض معهما" بالعلوم والفنون " لا أن يبقيه عاما بحيث يشمل جميع الافكار والاحكام.

سابعا:- مفهوم الخير والشر

ورد في صفحة 105 ما نصه:- "إن البلاء في ذاته شر، وإن العذاب شر كذلك، وأنهما أمران لا بد لحامل الدعوة من مجابهتهما..".
ما قاله المؤلف يخالف ما تبناه الحزب في مسألة الخير والشر، وذلك كما ورد في كتاب المفاهيم في صفحة 21:-
"أما الأفعال التي تحصل من الانسان أو عليه في الدائرة التي تسيطر عليه فان الانسان يصفها بالخير أو الشر تبعا لمحبته وكراهيته، أو نفعه أو ضره، "إن الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا" "وإنه لحب الخير لشديد" لكن هذا الوصف لا يعني أنه وصف لها في حقيقتها، فقد يرى شيئا خيرا وهو شر، وقد يراه شرا وهو خير "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".


ثامناً:- حمل الدعوة .

ورد في صفحة 107 ما نصه ( حمل الدعوة كلمتان ثنتان ، "حمل" و "الدعوة" ، فالحمل شيء والدعوة شيء آخر أما الدعوة فهي مجموعة الأفكار والأحكام الشرعية أو هي الإسلام كله، وأما الحمل فهو التبليغ بمعنى أنه تبليغ الناس الأفكار والأحكام الشرعية).
رد مع اقتباس
 
 
  #13  
قديم 10-22-2011
ابو البراء الشامي ابو البراء الشامي غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 823
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

[youtube]
رد مع اقتباس
 
 
  #14  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

التعليق:-
1:- لم يفرِّق حزب التحرير كلمة (حمل الدعوة) الى كلمتين ثنتين فلم يجعل " الحمل " شيئاً و "الدعوة" شيئاً آخر بل إن الحزب إستعمل كلمة الدعوة كرديف لكلمة حمل الدعوة فعلى سبيل المثال ورد في تعميم صادر بتاريخ 8/4/1975 ما نصه ( وليس المقصود من كلمة الدعوة الأعمال الحزبية فإن القيام بها لا ينسيه الحزب ولا يعوقه عن الحزب، ولكن الإقتصار على القيام بها وحدها قد ينسيه الدعوة ويعوقه عنها. والدعوة أوسع من الأعمال الحزبية فهي تشمل الدعوة الى الإسلام ، وتفهيم الإسلام، والدعوة الى العمل بأحكام الشرع ، كما تشمل سماع الإذاعة ، وقراءة الصحف ، وقراءة الكتب ، والمراجعة في الكتب وما شاكل ذلك لهذا فإن المعقول في عدم نسيان الدعوة وعدم إعاقته عنها ، أن يخصص للدعوة الليل أو النهار ، فلا يشتغل في الليل إن كان عمله نهاراً، ويجب أن ينهي عمله بمجرد دخول صلاة المغرب مثلاً، ولا يشتغل في النهار إن كان عمله ليلاً، على أن لا يمضي نهاره نائماً، فتخصيص وقت للدعوة أمر ضروري ولو ضحى بمصالحه).
ومثلاً كما ورد في كتاب التفكير في صفحة 91 ما نصه:- (فمثلاً أسلوب الدعاية لفكرة يتشابه مع أسلوب الدعوة لهذه الفكرة).وفي كتاب التكتل الحزبي صفحة52 مانصه وهذا يحتاج الى الدعوة والى الدعاية ، حتى يجمع الأمة حوله على أساس المبدأ ). وفي كتاب الدولة الإسلامية صفحة 190 ما نصه ولهذا كان لا بد من أن تبعث الدعوة الى العالم الإسلامي، ليعمل لإستئناف الحياة الإسلامية ، وذلك بالكتب والرسائل و الإتصالات وكافة وسائل الدعوة ، ولا سيما الإتصالات لأنها أنجح طرق الدعوة ، إلا أن بعث الدعوة بهذ الشكل المفتوح إنما هو للوقود في المجتمع، حتى يتحول هذا الجمود الذي فيه الى حرارة . ولا يمكن أن يتحول الى غليان ثم الى حركة إلا إذا كانت الدعوة العملية في توجيهها السياسي محصورة العمل في إقليم أو أقاليم يبدأ منها العمل ثم تنطلق منها الدعوة الى باقي اجزاء العالم الإسلامي ).
2:- أما لغةً فلا كلمة " الدعوة" تعني الإسلام ولا كلمة " الحمل "تعني التبليغ مطلقاً. فهذا المعنى الذي أورده المؤلف لكلمة الدعوة ولكلمة الحمل هو من وضعه هو لا من وضع العرب ولا غرابة في ذلك فله سابقة وضع معنى لفظة التدبر الواردة في آيات القرآن.

تاسعاً:- قراءة القرآن مندوبة
ورد في صفحة 89 ما نصه:-( وليعلم حامل الدعوة أن حمل الدعوة واجب في حين أن قراءة الفرآن مندوبة، فلا يصح أن يجعل قراءة القرآن تحول بينه وبين واجب حمل الدعوة، فما دام يستطيع حمل الدعوة فليحملها، حتى إذا لم يعد يستطيع مواصلة العمل لتعب أو لظروف طارئة فليقرأ القرآن في هذه الظروف والأحوال).
كل ما نص عليه المؤلف هنا يخالف ما نص عليه الحزب في تعميم غير مؤرخ حيث ورد ما يلي :-( وإذا كانت قرائة القرآن فرضاً على كل مسلم لقوله تعالى { فاقرأوا ما تيسر من القرآن} فإن تلاوته لحامل الدعوة فوق كونها قياماً بفرض أوجبه الله عليه هي جلاء للقلب وغذاء للعقل، وتهذيب للنفس، وشفاء لما في الصدور، وهداية الى الطريق وفرج لكل ضيق) فالمؤلف يقول أن قراءة القرآن مندوبة وأنه لا يصح لحامل الدعوة أن يجعل قراءة القرآن تحول بينه وبين واجب حمل الدعوة وقد سمح له بقراءة القرآن في حالة التعب أو في الظروف الطارئة ثم يدعي بعد ذلك المؤلف أن كتابه حمل الدعوة الإسلامية هو من أجل معالجة النفسية لدى شباب الحزب.
عاشراً:- فكان هو الحقيقة.
ورد فىصفحة 7ما نصهإن الله سبحانه وتعالىكان وليس معه شيء ،وكان وليس قبله شيء، فكان هو الحقيقه ،وكان هو الحق)
قوله (فكان هو الحقيقه ) يدل على حصر الحقيقه بالذات الواجب الوجود وهو الله تعالى ،وهذا ما قال به الفلاسفه او بتعبير أدق هذا بعضاً من أوهام وأخاليط الفلاسفه، لان الفلاسفه الذين قالوا بهذه الفكره اعتبروا أن كل ما سوى الله تعالى ليس بحقيقة وإنما هو إنعكاس لهذه الحقيقة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا بد من التفريق بين وجود الله تعالى وذات الله فوجود الله حقيقة لأن الحس قد نقل أثره وهو المخلوقات من عدم الى الدماغ بواسطة الحواس، وهذا جعلنا نحكم على وجوده، أما ذات الله فإنها لا تقع تحت الحس ولذلك فإننا لا نستطيع الحكم عليها. إلا أن المؤلف لم يُورد فيما نص عليه أية قرينة أو إشارة تدل على أن وصف الحقيقة هو وصف لوجود الله تعالى لا لذاته بل أن القرينة تدل على أن وصف الحقيقة هو وصف للذات لا لوجود الذات وهي دلالة قوله على حصر الحقيقة بالذات الواجب الوجود وهو الله تعالى مع أن الذات الواجب الوجود لا تقع تحت الحس فلا يصح إصدار حكم عليها بل يستحيل أصلاً البحث فيها لذلك كانت صفات الله تعالى توقيفية لا تؤخذ إلا من النصوص القطعية وكما وردت بالنصوص القطعية، ورد في كتاب الشخصية الجزء الأول صفحة 95 ما نصه:-(ولهذا كان بحث المتكلمين جميعاً في صفات الله في غير محله وهو خطأ محض، فصفات الله توقيفية، فما ورد منها في النصوص القطعية ذكرناه بالقدر الذي ورد في النصوص ليس غير، فلا يجوز أن نزيد صفة لم ترد ولا أن نشرح صفة بغير ما ورد عنها بالنص القطعي.


أمثلة على تضارب آراء المؤلف وتناقضها

أولا:- أصل الدين أو أصل الديانات.

لقد نص المؤلف في كتابه على ثلاثة مفاهيم مختلفة لأصل الدين وهي كما أوردها المؤلف كما يلي:
المفهوم الأول لأصل الدين أورده المؤلف في صفحة 27 حيث يقول:
"فأصل الديانات كلها هو :الأيمان بوجود الله وإنه رب هذا الكون، وأن الواجب على الناس عبادته وحمده، هذا الأصل العظيم جاء ذكره كاملا في أعظم سورة في القرآن، في مبتدأ هذه السورة قال تعالى: "الحمد لله رب العالمين" فرب العالمين يعني أن للمخلوقات ربا أي خالقا ومالكا، وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الإله واجب الحمد، ففي هؤلاء الكلمات الأربع جاء ذكر الدين أي أصل الديانات كلها...".
أما المفهوم الثاني فقد نص عليه المؤلف في صفحة 31 حيث يقول:- "فنجيب على هذه الشبهة بأن الاقتداء بهدى الأنبياء والمرسلين متعلق بأصول الدين والتوحيد والطاعة، وليس بالأحكام التفصيلية..." وكذلك قوله في نفس الصفحة:- "والقول إننا مأمورون باتباع ملة إبراهيم لا يعني أننا مأمورون باتباع أحكام دين نوح، ودين إبراهيم ودين موسى ودين عيسى التفصيلية، وإنما المقصود اتباع هؤلاء الأنبياء في أصول الدين والتوحيد والطاعة الإجمالية، وهذه عند الله واحدة"
أما المفهوم الثالث فقد أورده المؤلف في صفحة 93 حيث يقول:- "وتقتضي منا أن نبادر الى شكره وحمده وحده لا نشرك في الشكر والحمد معه سواه، وهذا المعنى هو أصل الدين، وهو الغاية الرئيسية من انزال الشرائع كلها..." وكذلك قوله في نفس الصفحة:- "فالدين القيم هو ما فطر الله الناس عليه فطرة لا تتغير، وهو التوجه الى الله وحده دون سواه في الشكر والحمد والعبادة، ونحن نقول إن الاسلام دين الفطرة، وهذه الآية الكريمة قد شرحت أصل الدين الفطري بأنه يعني التوجه الى الله وحده دون أي انحراف بهذا التوجه الى غيره، أي توحيد الله بالعبادة دون شرك، وهذا المعنى هو ما جاءت به أيضا الآية الكريمة في سورة الذاريات: "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"، وهو المعنى نفسه نجده مختصرا في قوله "لا إله إلا الله، ومعناها لا معبود سوى الله". انتهى قول المؤلف.
التعليق:-
المفهوم الأول لا يدل على إفراد الله تعالى بالعبودية أي لا يدل على وحدانية المعبود، وذلك أن أصل الديانات حسب هذا المفهوم هو 1-الإيمان بوجود الله 2- أن الله تعالى رب هذا الكون أي خالقه ومالكه 3- أن الواجب على الناس عبادته وحمده.
وهذه الأمور الثلاثة لا تدل مطلقا على توحيد العبادة بالذات الواجب الوجود، والدليل على ذلك هو أن هذه الأمور الثلاثة التي نص عليها المؤلف كمفهوم لأصل الديانات يقر بها الكفار من اليهود والنصارى ولم يكن ينكرها كفار مكة، فاليهود والنصارى وكذلك كفار مكة كلهم يؤمن بوجود الله وأنه خالق هذا الكون وإن الواجب على الناس عبادته وحمده ولكنهم كلهم أشرك بالله إذ لم يقروا بوحدانية الإله فلم يعترفوا بتوحيد العبادة بالذات الواجب الوجود وهو الله تعالى، قال تعالى "لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم" وقال "وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون" وقال "أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب".
وبذلك يتبين أن هذا المفهوم لأصل الديانات يختلف عن المفهوم الثالث الذي نص عليه المؤلف وهو وحدانية المعبود أي "لا إله إلا الله" بمعنى لا معبود إلا الله تعالى، ولا أدل على وجود الاختلاف بين المفهومين هو أن المؤلف في المفهوم الأول لم ينص ولا مرة واحدة على كلمة التوحيد ولم يستعمل أي لفظ يدل عليه مثل "وحده" "دون سواه" على النقيض عما أورده من ألفاظ تدل صراحة على وحدانية المعبود في المفهوم الثالث كقوله "الى شكره وحمده وحده لا نشرك في الشكر والحمد معه سواه" وكقوله " وهو التوجه الى الله وحده دون سواه في الشكر والحمد والعبادة" وكقوله "أي توحيد الله بالعبادة دون شرك".
وعلى ذلك يوجد فرق واختلاف بَيِن بين المفهومين، والفرق بينهما هو ذات الفرق بين الاسلام والكفر.
أما المفهوم الثاني فإنه وإن تضمن التوحيد إلا أنه قد أضاف إليه أصول الدين والطاعة الإجمالية، وقد تم توضيح مدلول أصول الدين والطاعة الإجمالية في موضع آخر.

ثانيا:- شرع من قبلنا.
في صفحة 31 يقول المؤلف "وهنا قد يتبادر إلى الذهن أننا نقول بأن شرع من قبلنا هو شرع لنا ظنا أن الإقتداء بهدى الأنبياء والمرسلين يعني الالتزام بِشرائعهم وأحكام دياناتهم، فنجيب على هذه الشبهة بأن الإقتداء بهدى الأنبياء والمرسلين متعلق بأصول الدين والتوحيد والطاعة، وليس بالأحكام التفصيلية"
1- المؤلف أراد بهذا النص أن يوحي بأنه لا يقول بأن شرع من قبلنا شرع لنا، لكنه في هذا النص نفسه يثبت بأنه يقول بأن شرع من قبلنا هو شرع لنا بدليل أنه نص على استثناء "الأحكام التفصيلية" فحسب من شرع من قبلنا ولم ينص على استثناء الأحكام الإجمالية والتفصيلية معا من الإتباع، أي لم ينف عدم إتباع شرعهم جملة وتفصيلا، بدليل أنه نص على إتباعهم في "الطاعة الإجمالية" إلى جانب أصول الدين والتوحيد فهو يقول في نفس الصفحة "لا يعني أننا مأمورون بإتباع أحكام دين نوح، ودين إبراهيم ودين موسى ودين عيسى التفصيلية وإنما المقصود إتباع هؤلاء الأنبياء في أصول الدين والتوحيد والطاعة الإجمالية، وهذه عند الله واحدة" وذلك أن الأحكام تدخل في الشرع أي في التشريع لا في العقائد سواء أكانت أحكاما إجمالية أم تفصيلية.
وأيضا كان بإمكان المؤلف أن يستثني الأحكام على إطلاقها دون إضافة أي قيد لو أنه فعلا لا يقول بأن شرع من قبلنا شرع لنا، وإضافة إلى ذلك فإن المؤلف عندما نص على الطاعة الإجمالية فإنه عطفها على أصول الدين والتوحيد مما يدل على أنها أمرٌ مغايرٌ للتوحيد. ولو كان المؤلف جادا في نفي الشبهة عن نفسه لنص على أصل التوحيد فقط بدل قوله :أصول الدين والتوحيد والطاعة الإجمالية، هذا مع أننا لسنا مأمورين بإتباعهم لا في شرعهم ولا في أصول الدين ولا في التوحيد ولا في الطاعة الإجمالية.
2- والدليل أيضا على أن المؤلف لم يكن جادا في نفي الشبهة عن نفسه وأنه يقول فعلا ويدعو صراحة إلى الأخذ بشرع من قبلنا في كل شيء في الأحكام التفصيلية كما في الأحكام الإجمالية، أقوال المؤلف المبعثرة هنا وهناك عبر صفحات هذا الكتاب والتي تتناقض تناقضا صريحا مع قوله بنفي شبهة انه يقول بأن شرع من قبلنا هو شرع لنا، ومن الأمثلة على ذلك قوله في صفحة 14 ما نصه: "وهذا هو السبيل القويم والمنهاج المستقيم الذي جاءت به رسل الله سبحانه. قال تعالى في سورة الأعراف: "لقد جاءت رسل ربنا بالحق" وهو السبيل نفسه والمنهاج نفسه المطلوب من المسلمين العاملين المخلصين الداعين الى الله، قال تعالى في سورة الأعراف "وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون"" وقوله في صفحة 28 "فإننا ولا شك مطالبون بتعلم آيات القرآن كلها وتعليمها والعمل بها، ومنها آيات القصص، وإلا لما كان لإيرادها الكثيف في القرآن معنى، وإلا لما أنزلت علينا بالحق، والله منزه عن العبث واللغو"
المؤلف هنا يطالب صراحة بالعمل بآيات القصص دون تقييد أو تخصيص وآيات القصص تشمل العقائد والأحكام الإجمالية والتفصيلية، وقد استخدم المؤلف هنا أُسلوبا في غاية الدهاء لردع عقل القاريء عن أية محاولة للتفكير في صحة أقواله بأن جعل أي نفي للنتيجة "الحكمة" التي توصل إليها مساويا لقولك بأن "إيراد قصص الأنبياء والمرسلين الكثيف في القرآن ليس له معنى" ولقولك بأنها "لم تنزل علينا بالحق" ولقولك "بأن الله سبحانه ليس منزها عن العبث واللغو" تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ومن أقوال المؤلف التي تدعو صراحة الى التأسي بالأنبياء والمرسلين في حمل الدعوة أي في الأعمال وبالتالي في الأحكام، قوله في صفحة 5 "فتبليغ الشرائع ونشر الهدى هو أفضل عمل وأكرمه على الإطلاق، فان نهض مسلم بمثل هذا العمل إقتداءً بهم وامتثالا لأمرهم" وقوله في صفحة 13 "فان اقتدى مسلم بهم وقام بما قاموا به أي قام بنشر الهدى وتعليم الشرائع وحمل الدعوة" وفي صفحة 29 "وبعبارة أخرى فان قصص الأنبياء والمرسلين ما هي إلا نماذج لكيفية حمل الدعوة الى الأمم المختلفة" وقوله في صفحة 30 "فان المسلم يحتاج الى الوقوف على عدد من النماذج لكيفية حمل الدعوة الى جميع الأقوام والأمم، فحبانا رب العالمين نماذج عدة لكيفية حمل الدعوة التي تصلح لحامل الدعوة في التسلح بها والاستفادة منها".
وفوق ذلك فان المؤلف قد لجأ الى أسلوب الاحتيال على النصوص الشرعية وتحميلها ما لا يقصد منها بهدف إعطاء الشرعية لأقواله في النصوص المذكورة أعلاه فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول المؤلف في صفحة 30 ما نصه "والدليل على ما نقول قوله تعالى في سورة يوسف: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" فقد بين سبحانه أن هذه القصص: تصديق للإسلام، وتفصيل لكل شيء، وهدى ورحمة لنا نحن المسلمين، وما دامت هذه القصص فيها تفصيل كل شيء، وأنها هدى ورحمة لنا، فان علينا تعلمها للاهتداء بها والاسترشاد بهديها".
من ذلك كله يتبين أن المؤلف لم يكن صادقا فعلا في نفي الشبهة عن نفسه وأن ما قاله في هذا النص ما هو إلا من قبيل حفظ خط الرجعة كما يقال.

ثالثا:- ألإقتداء بالأنبياء والمرسلين في موضوع النصر.
يقول المؤلف في صفحة 41 ما نصه "قلنا من قبل إن حامل الدعوة، يعمل عمل الأنبياء إلا ما استثنيناه، وقلنا إن الأنبياء هم القدوة والأسوة في أصل الدين والعقيدة، وهذا القول ينسحب على موضوع نصر الله سبحانه لأنبيائه ورسله".
في هذا البحث سوف أعرض سلسلة من الآراء المتضاربة مع بعضها البعض:-
اعتبر المؤلف النصر هنا من أصل الدين والعقيدة. إلا أنه في صفحة 43 اعتبره حكما شرعيا إذ يقول المؤلف "ولا يصح القول أو الإدعاء باقتصار نزول النصر على حملة الدعوة بواحدة بالذات من هذه الأحوال، ونفي ما سواها، لا يصح هذا القول وهذا الادعاء ولا يجوز، لأن تخصيص نصر حملة الدعوة بأي منها تخصيص دون مخصص، وهو تشريع عقلي وليس تشريعا شرعيا، فليحذر حامل الدعوة من مخالفة هذا الحكم الشرعي، والأخذ بالهوى في اختيار حالة معينة دون غيرها واستبعاد ما سواها، وليعلم أن النصر من عند الله ينزله على المؤمنين إن هم نصروه بالطاعة والالتزام والتقيد بعيدا عن اتباع الهوى والتشريعات العقلية"
إلا أن المؤلف قد خالف ما قاله في هذا النص أيضا، إذ أنه في نصوص أخرى اختار حالة معينة من حالات النصر دون غيرها مستبعدا ما سواها، وهذه الحالة التي اختارها المؤلف هي "قيام الخلافة" أي "نصر الشريعة" لأن قيام الخلافة نصر للشريعة الاسلامية. بل إنه جزم بقيامها واعتبر قيامها وعدا من الله تعالى، وقد ورد ذلك في صفحة 35 حيث يقول: "فعلى حامل الدعوة عندما يتلو قوله تعالى في سورة النور: "وعد الله الذين آمنوا منكم..." أن يثق بوعد الله هذا، وأن الله القوي العزيز سيمكنه من اقامة الخلافة، وان هذه الخلافة لا شك ستقوم وإن هو لم ير الأحوال المواتية ولا الظروف المهيأة، ولا القوى الى جانبه، مقتديا بنبي الله موسى عليه السلام في إيمانه بوعد الله رغم عدم رؤيته للأحوال والظروف المواتية"
فالمؤلف في فصل "النصر لحامل الدعوة" حدد ثلاثة أوجه لنصر الله لأنبيائه ورسله:-
أ- أن ينصر الأنبياء أنفسهم كما نصر نوحا وهودا ... الخ
ب- أن ينصر شرائعهم "نصر الدعوة أو الفكرة التي حملها النبي و الرسول" كما نصر موسى وعيسى ويونس.
ج- أن ينصر النبي وشريعته كما نصر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم قال "ولا يصح القول أو الادعاء باقتصار نزول النصر على حملة الدعوة بواحدة بالذات من هذه الأحوال ونفي ما سواها" واعتبر ذلك "تخصيصا دون مخصص" و "تشريعاً عقلياً وليس تشريعا شرعيا" وحذر حامل الدعوة من "مخالفة هذا الحكم الشرعي ومن الأخذ بالهوى في اختيار حالة معينة دون غيرها واستبعاد ما سواها" واعلم حامل الدعوة أن "النصر من عند الله ينزله على المؤمنين ان هم نصروه بالطاعة والالتزام والتقيد بعيدا عن اتباع الهوى والتشريعات العقلية" والمؤلف عندما قال بهذا الرأي كان قد نسي أنه قد نص على حالة واحدة بالذات وهي إقامة الخلافة أي "نصر الشريعة" وأنه قد نص على الدليل المخصص وهو قوله تعالى "وعد الله الذين آمنوا..." أي أن نصر الشريعة وعد من الله والله لا يخلف وعده لذلك قال "أن يثق بوعد الله هذا، وأن الله القوي العزيز سيمكنه من اقامة الخلافة، وأن هذه الخلافة لا شك ستقوم" وفوق ذلك فان المؤلف قد صرح في تتمة كلامه في نفس الصفحة أي في صفحة 35 على أن دين الاسلام سيعلو على جميع الأديان حيث قال: "وإذا قرأ حامل الدعوة قوله تعالى في سورة الصف: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" تأكد لديه أن اليوم الذي سيعلو فيه دين الاسلام على جميع الأديان آت لا محالة، وهكذا يأخذ حامل الدعوة الوعود التي قطعها رب العالمين على نفسه بتصديق قطعي ويقين ثابت بأنها ستتحقق لا محالة ولو أنه لم يشاهد مقدماتها، ولا رأى ما يدل على تحققها". حقا انه أمر يدعوا الى العجب! فالمؤلف يقول أنه لا يجوز اختيار حالة واحدة بالذات لأن ذلك يعتبر تخصيصا دون مخصص وهنا ينص على واحدة بالذات وهي علو دين الاسلام على جميع الأديان أي "نصر الشريعة" ثم يأتي بالمخصص على هذه الحالة!!
وفي صفحة 52 اقتضى موضوع البحث وهو "الطائفة الظاهرة" إجراء تغيير في الرأي حين نص على أن حزب التحرير "سينتصر ويقيم دولة تقاتل الأعداء في آخر الزمان" وكرر هذا القول في صفحة 56 "فقوله صلى الله عليه وسلم :يقاتلون على الحق، يقاتلون على أمر الله، جاء القتال... فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم، يدل دلالة صحيحة على أن هذه الطائفة سيكون لها دولة تعلن الجهاد والقتال وتنتصر على الأعداء، وهذه هي الغاية التي يسعى إليها "حزب التحرير" منذ نشأته، وهي إعادة الخلافة الراشدة." فالمؤلف هنا قد خصص حالة النصر بواحدة بالذات وهي إقامة الدولة.
ثم في صفحة 58 ينص على دليل آخر يخصص حالة النصر بإقامة الخلافة الراشدة حيث يقول "وبحمل الدعوة كما حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة، مصداقا لما جاء في الحديث الذي رواه أحمد من طريق حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها..." وأخيرا فان المؤلف في نفس فصل "النصر لحامل الدعوة" الذي قال فيه بعدم جواز الأخذ بالهوى في اختيار حالة معينة دون غيرها واستبعاد ما سواها فانه يقول في صفحة 48 ما نصه "لأن كل ذلك من الشروط الواجب توفرها إن نحن رجونا الله سبحانه أن يكرمنا بنصره، سواء في إقامة الخلافة أو في خوض المعارك"
رابعا:- النصر له شروط وليس له أسباب

يقول المؤلف في صفحة 47 ما نصه :- "وكما قلنا فان نصرتنا لله سبحانه تعني تقيدنا بأوامره ونواهيه والتزامنا بطاعته والاجتهاد في الطاعة، فإن نحن نفذنا أوامره كلها ومن الأوامر الإعداد بقدر الاستطاعة نصرنا الله، وإن قصرنا في تنفيذ شيء منها لا ينصرنا سبحانه، وهكذا جميع العوامل التي يجب توفرها قبل النصر كلها شروط وليست أسبابا"
إلا أن المؤلف كان قد قال في صفحة 36 ما نصه "ويستدل بهذه القصة على أن انتصارات المسلمين عبر التاريخ إنما كانت بسبب أخذهم بالهدي الإلهي، وإن هزائمهم في المائتي سنة الأخيرة إنما كانت بسبب تركهم الهدي الإلهي، والأخذ بالقوانين والتشريعات والاستعدادات التي أوحت لهم بها عقولهم فحسب".
فجعل المؤلف الأخذ بالهدي الإلهي هنا سببا للنصر لا شرطا له.

خامسا:- تفرد الإنسان بالعقل على سائر المخلوقات.
يقول المؤلف في صفحة 8 ما نصه "إن الخالق قد ميز الانسان وكذلك الجان بأن حباه العقل، فهو بالعقل قد تفرد على سائر المخلوقات"
المؤلف في هذا النص يتناقض مع نفسه، إذ كيف تفرد الانسان بالعقل على سائر المخلوقات مع أن الجان كما يقول قد مُيز أيضا بأن حباه الخالق العقل؟ فأين هو التفرد؟!
سادسا:- في العقل والتفكر .
في صفحة 23 نص المؤلف على أن العقل هو ثمار للتفكر ونتاج له ليس غير، فقال أن التفكر هو الأداة، وما سواه ناتج عنه حاصل بسببه، لكن المؤلف في صفحة 8 قال قولا يتناقض في مضمونه مع هذا القول. وذلك أنه قد قال "إن الخالق الحق قد ميز الانسان، وكذلك الجان بأن حباه العقل" ويقول "فهو بالعقل قد تفرد على سائر المخلوقات" وقال "وجعل العقل مناط التكليف، وجعله قادرا على إدراك التكليف هذا، والقيام بتبعاته، وقال "إن هذا العقل منه من انطلق من قاعدة الانقياد والطاعة لله، فعندما عرض عليه الاسلام قبله واستسلم الى الله بالطاعة، فكان عقلا مستنيرا واعيا مدركا لمسؤولياته، ناهضا لتحمل ما قبله، هذا العقل هو عقل الانسان المسلم" ثم قال "في مقدمته العقل والانسان المسلم، ولم يتخلف عنه سوى العقل والانسان الكافر".
كل ذلك من قول المؤلف يدل على أن العقل ليس هو ثمرة من ثمار التفكر، بل يدل على أنه الأصل وما سواه ناتج عنه حاصل بسببه، وإلا كان على المؤلف أن يقول "بأن حباه التفكر" أو "وجعل التفكر مناط التكليف" ...الخ أما وقد خص العقل وليس التفكر بهذه الصفات فيكون العقل هو الاداة وما سواه ناتج عنه حاصل بسببه.


سابعا:- فيالتحدي .
في صفحة 19 يقول المؤلف "ويكفي مثالا على الاعجاز في خلق هذه المخلوقات قوله سبحانه في الحديث الذي رواه أبو هريرة قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة"...فالتحدي بخصوص الآيات الكونية كالتحدي الذي جاء بخصوص الآيات القرآنية..."
هذا القول يتناقض مع ما أورده المؤلف في صفحة 16 وهو قوله "فالتحدي لا يكون إلا في أمر يدعي صاحبه أنه عالم به بصير به قادر عليه، فان عجز عن الاتيان بما ادعى أنه عالم به، فهو الأمر المطلوب، وهو إقامة الحجة عليه" وقوله "والعرب لم يكونوا يتقنون ويبدعون سوى التعبير بلغتهم ويدعون العلم التام بأساليب التعبير فيها".
فالمؤلف قد نفى عن العرب أن يكونوا يتقنون ويبدعون سوى التعبير بلغتهم، واشترط المؤلف في صحة التحدي أن يكون في أمر يدعي صاحبه أنه عالم به بصير به قادر عليه، والعرب كما سائر الناس لم يدعوا العلم بالخلق والقدرة عليه، بل ان العرب كانوا يقرون بأن الله تعالى خالق كل شيء وبيده ملكوت كل شيء، فكيف نوفق بين هذا الشرط الذي اشترطه المؤلف لصحة التحدي وبين قوله أن التحدي بخصوص الآيات الكونية كالتحدي الذي جاء بخصوص الآيات القرآنية، واستدلاله بالحديث الذي رواه أبو هريرة لاثبات أن الله سبحانه قد تحدى البشر بالخلق:- "فليخلقوا ذرة..." وإذا أراد المؤلف أن ينفي وجود تناقض بين القولين فانه إذا يريد أن يثبت أن تحدي الله للبشر هو تحد في غير موضعه أو ليس له جدوى والعياذ بالله وذلك أنه يقول "وحيث أن العرب يدعون البراعة في اللغة العربية واتقانها، وأنهم أهل فصاحة وبلاغة وبيان، فان تحدي الله لهم في لغتهم وأساليب التعبير فيها هو تحد في موضعه" ويقول "وأن التحدي في العادة لا يكون إلا في أمر يدعي أصحابه البراعة فيه والاتقان له، وإلا لم يكن للتحدي جدوى". فقوله "وإلا لم يكن للتحدي جدوى" استثناء، بمعنى أنه إذا جرى التحدي على غير العادة بأن كان في أمر لا يدعي أصحابه البراعة فيه والاتقان له فانه لا يكون للتحدي جدوى.

ثامنا:- دلالة آيات القرآن على وجود الله تعالى . ورد في صفحة 17 ما نصهوحيث أن هذه الجمل بسبب كونها معجزة تدل على القائل القدير وهو الله سبحانه فإنه سبحانه سماها آيات أي علامات على وجوده سبحانه.فالقرآن يتشكل من جمل كل جملة منه علامة دالة على وجود الله لأن غير الله لا يستطيع الإتيان بمثلها).
في هذا النص يريد المؤلف أن يثبت أن سبب تسمية آيات القرآن آيات هو أن كل آية معجزة تدل على وجود الله تعالى لذلك قال ( كل جملة منه علامة دالة على وجود الله ).
أما في صفحة 22 فيريد المؤلف أن يثبت أن حكمة إستعمال لفظة التدبر مع آيات القرآن هو أن الإيمان بوجود الخالق القدير يحتاج من الإنسان لأن ينظر في آيات الله التنزيلية كلها فقال هذه هي الحكمة وهذا هو القصد من إستعمال لفظ التدبر مع آيات القرآن ، ولو إستعمل لفظ النظر أو التلاوة أو القراءة هنا لما قامت الحجة ولما انقطعت التعلة ، فحتى تكون جمل القرآن آيات ، أي علامات على وجود الخالق القدير لابد من إستعراضها بالكامل، والتيقن عندها من أنها فعلاً آيات ربانية وليست جملاً من صياغة البشر ).
فهنا إشترط المؤلف إستعراض آيات القرآن بالكامل حتى تكون جمل القرآن آيات أي علامات على وجود الخالق القدير (فحتى تكون جمل القرآن آيات أي علامات على وجود الخالق القدير لا بد من إستعراضها بالكامل).

تاسعا:- أقواله في أصحاب الميمنة
في فصل "حب الدنيا" صفحة 77 قسم المؤلف الناس ثلاثة أقسام: كفار ومؤمنون ومؤمنون متقون، وذلك حسب تفسيره الذي انفرد به عن كل المفسرين لقوله تعالى "وكنتم أزواجا ثلاثة، فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة، والسابقون السابقون، أولئك المقربون" والتناقض الذي وقع به المؤلف هنا هو فيما قاله بحق المؤمنين الذين هم أصحاب الميمنة، ففي صفحة 77 يقول "أما إن هو اجتاز أولاهما فحسب ولم يجتز الثانية فقد فاز فوزا متواضعا، ودخل النار فترة ثم دخل الجنة أبدا" وفي صفحة 78 يقول "يتبين مما سبق أن المسلمين وإن نجاهم الله سبحانه من الخلود في النار، ووعدهم بدخول الجنة، فان عليهم حتى ينجوا من عذاب النار المؤقت أن يجتازوا عقبة حب الدنيا، فمن اجتازها أمن من دخول النار، ومن لا أصابته النار قليلا أو كثيرا".
فالمؤلف هنا يقرر أن "أصحاب الميمنة" وهم المؤمنون الذين لم يجتازوا العقبة الثانية، يدخلون النار وقد عبر عن ذلك بقوله "ودخل النار فترة" وبقوله "أصابته النار قليلا أو كثيرا".
إلا أن المؤلف يقول بعد قوله هذا مباشرة "فحب الدنيا هو الحاجز الوحيد أمام المسلمين الذين إن هم اجتازوه فقد عصموا أنفسهم من العذاب واستحقوا الدرجات العليا في الجنة، وإن هم تنافسوا في الدنيا وأحبوها وآثروها على الآخرة فان أمرهم الى الله إن شاء عذبهم بما كسبوا، وإن شاء غفر لهم".
فالمؤلف هاهنا يحيل أمر هؤلاء المؤمنين الى الله تعالى إن شاء عذبهم بما كسبوا، وإن شاء غفر لهم.

عاشرا:- أقواله في "الفطرة"

يقول المؤلف صفحة 93 ما نصه: "فالدين القيم هو ما فطر الله الناس عليه فطرة لا تتغير، وهو التوجه الى الله وحده دون سواه في الشكر والحمد والعبادة"
إلا أنه في الصفحة التالية أي صفحة 94 يغير رأيه فيقول:- "فالله سبحانه خلق الانسان على الفطرة، بمعنى على الدين القيم، أو الدين الحنيف، أو العبادة الخالصة لله سبحانه، فيأتي اليهودي والنصراني والمجوسي فيغيرون فطرة أبنائهم ويحرفونها ليجعلوا عبادتهم مصروفة لغير الله أو متجهة لله وغيره معا".
ففي النص الأول يقول "فطرة لا تتغير" وفي النص الثاني يقول "فيغيرون فطرة أبنائهم".

حادي عشر:- حكمة خلق الكون.
يقول المؤلف في صفحة 26 ما نصه "فالكون كله مخلوق لخالق: خلقه الله لأمرين اثنين: أولهما ليدل هذا الكون عليه سبحانه وثانيهما لعبادته" وفي صفحة 77 ظهرت حكمة ثالثة وهي في قول المؤلف "وخلق الدنيا لتكون ساحة اختبار" وهذا يتناقض مع قوله "خلقه لأمرين اثنين:" أي كان عليه أن يقول "خلقه الله لثلاثة أمور"
ثاني عشر : - الآيات الكونية
ورد في ص 37 ما نصه :- ( فالأنبياء والرسل أتوا بآيات كونية ظهر فيها الإعجاز ليتوصلوا بها إلى هداية أقوامهم , فنجاة نوح بالطوفان آية كونية , وناقة صالح آية كونية , والخسف بقوم لوط آية كونية , ونجاة إبراهيم من النار آية كونية , وفلق البحر لموسى آية كونية , وهكذا سائر المعجزات التي أتوا بها ) .
السؤال هنا هو كيف يكون الخسف بقوم لوط , والطوفان , وفلق البحر , معجزات الهدف منها التوصل بها إلى هداية أقوامهم ؟! إذ كيف يهتدوا بعد أن خسف بهم ؟! أو بعد أن أخذهم الطوفان ؟! أو بعد أن كان فرعون وقومه من المغرقين ؟!!!
رد مع اقتباس
 
 
  #15  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

وبهذا كون بينا لكل المسلمين تهافت كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات وبينا أنه كتاب شعوذه ولا يهدم فقط فكر حزب التحرير بل يهدم الاسلام كله !
رد مع اقتباس
 
 
  #16  
قديم 10-22-2011
ابو البراء الشامي ابو البراء الشامي غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 823
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

[youtube]
رد مع اقتباس
 
 
  #17  
قديم 10-22-2011
ابو البراء الشامي ابو البراء الشامي غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 823
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

الموقع الرسمي لحزب التحرير عربي
http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic/
الموقع الرسمي لحزب التحرير بالالماني
http://www.hizb-ut-tahrir.org/DE/
الموقع الرسمي لحزب التحرير بالتركي
http://www.hizb-ut-tahrir.org/TR/
الموقع الرسمي لحزب التحرير بالانكليزي
http://www.hizb-ut-tahrir.org/EN/
المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير عربي
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/
موقع المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير بالانكليزي
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/english.php
موقع المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير بالالماني
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/deutsch.php
موقع المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير بالتركي
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/turkish.php
تلفزيون و فضائية حزب التحرير البث المتلفز
http://www.htmedia.info/
راديو واذاعة حزب التحرير
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info//index.php/radio
راديو و اذاعة حزب التحرير
http://www.fomny.org/Video/Arabic-Ra...-ut-tahrir.htm
موقع الخلافة بالعربية
http://khilafah.net/main//index.php/default/index
موقع أمير حزب التحرير حفظه الله تعالى
http://hizb-ut-tahrir.info/arabic/in...tameer/categ_9
قاعة البث الحي لحزب التحرير
http://www.alummah-voice.com/live/index.php
موقع المكتب الاعلامي لحزب التحرير لبنان
http://www.tahrir.info/
موقع المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين
http://www.pal-tahrir.info/
موقع حزب التحرير أمريكا
http://www.hizb-america.org/
موقع حزب التحرير باكستان
http://www.hizb-pakistan.org/
موقع حزب التحرير ماليزيا
http://www.mykhilafah.com/
موقع حزب التحرير ولاية تركيا
http://www.turkiyevilayeti.org/
موقع حزب التحرير اندونيسيا
http://hizbut-tahrir.or.id/
موقع حزب التحرير استراليا
http://www.hizb-australia.org/
موقع حزب التحرير بريطانيا
http://www.hizb.org.uk/hizb/index.php
موقع حزب التحرير فرنسا
http://albadil.edaama.org/
موقع حزب التحرير ألمانيا
http://www.islam-projekte.com/
موقع حزب التحرير الدنمارك
http://www.hizb-ut-tahrir.dk/new/
موقع حزب التحرير بنغلاديش
http://www.khilafat.org/index.php
موقع حزب التحرير هولندا
http://www.kalifaat.org/
موقع حزب التحرير اوكرانيا
http://www.hizb.org.ua/
موقع الخلافة بالانكليزي
http://www.khilafah.com/
موقع أرشيف حزب التحرير
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabi.../category/P30/

مواقع صديقة
شبكة و منتديات الناقد الاعلامي
http://naqed.info/oldf/index.php?
منتدى العُقاب
http://alokab.com/forums/
نداءات من بيت المقدس
http://www.al-aqsa.org/index.php/default/main
مجلة الوعي
http://www.al-waie.org/
رد مع اقتباس
 
 
  #18  
قديم 10-22-2011
ابو البراء الشامي ابو البراء الشامي غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 823
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

آسيا الوسطى ترقب حزب التحرير وانتشار دعوته


نشر بتاريخ: الخميس، 20 تشرين1/أكتوير 2011


حكومات آسيا الوسطى ترقب حزب التحرير وانتشار دعوته



نقلت وكالة "24 كي جي" الإخبارية كلام "تابلدي اوروزاليف" رئيس شعبة المعلومات والتحليل التابع للجنة الشئون الدينية، في مؤتمر صحفي تحت عنوان "الدين هو مسألة أمن وسلامة الدولة في ظل القيود المفروضة من قرغيزستان وآسيا الوسطى".



قال "تابلدي اوروزاليف" أنّ توزيع المنشورات الدينية في الآونة الأخيرة أصبح مألوفا، وأنّه بعد المراجعة تبين أنّ 95% من هذه المنشورات ترجع إلى نشاطات حزب التحرير، وهي جماعة دينية محظورة.



وأشار إلى حادثة حصلت في الآونة الأخيرة، حيث أنّ الكثير من الناس يميلون للمشاركة في الانتخابات الرئاسية في قرغيزستان، فدخلت بعض النساء المرتديات للحجاب إلى المسجد وطالبن المسلمين بعدم المشاركة في الانتخابات، وعلق "تابلدي اوروزاليف" على الحادثة بالقول: لا نميل إلى الربط بين هذه الحادثة والأحداث السياسية في البلاد.



وأجمل "تابلدي اوروزاليف" بالقول أنّ النساء القرغيزيات لم يرتدين الحجاب من قبل، إنّ هذا غريب بالنسبة لنا، وخصوصا أنّ دخول النساء للمسجد خلال صلاة الجمعة محرم، وأنّ هؤلاء النسوة دخلن المسجد وعملن فضيحة، يبدو أنهن حققن بعضا من أهدافهن.



http://pal-tahrir.info/hizb-world/37...شار-دعوته.html
رد مع اقتباس
 
 
  #19  
قديم 10-22-2011
سهل سهل غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 136
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستنير مشاهدة المشاركة
وبهذا كون بينا لكل المسلمين تهافت كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات وبينا أنه كتاب شعوذه ولا يهدم فقط فكر حزب التحرير بل يهدم الاسلام كله !
اخي الكريم يا من تكتب تحت اسم مستنير هذا وصفك لما جاء بالكتاب وهذا الكلام غير مطلوب هنا لك ان تضع رأيك اي ان تضع الخط الذي تريد وللقارئ ان يحكم ايهما الخط الاعوج من المستقيم

آخر تعديل بواسطة سهل ، 10-22-2011 الساعة 08:55 PM
رد مع اقتباس
 
 
  #20  
قديم 10-22-2011
ابو عمر ابو عمر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 92
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستنير مشاهدة المشاركة





سادسا:- "ما لا يتعارض مع الأفكار والأحكام الشرعية"
يقول مؤلف الكتاب في صفحة 64 ما نصه "فان الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكارا وأحكاما شرعية، أو ما لا يتعارض معهما".
وهذا يتناقض مع ما تبناه حزب التحرير وما نص عليه في كتبه ومنشوراته مناقضة صريحة فقد
ورد في كتاب التفكير في صفحة 145 ما نصه:- "وإذا كانت الأفكار تبنى على العقيدة، فتكون مقياسا لصحة هذه الأفكار وعدم صحتها، أي لتعيين الموقف منها للأخذ أو الرفض فان الأحكام الشرعية تنبثق انبثاقا من العقيدة، أي تستنبط وتؤخذ من العقيدة، فما انبثق من هذه العقيدة وكان حكما شرعيا كان وحده هو الذي يؤخذ، وما لا ينبثق عنها يرفض كله، سواء وافق العقيدة أو خالفها لذلك فانا لا نأخذ ما يوافق الاسلام، وإنما نأخذ فقط ما هو اسلام ليس غير، لأن الحكم الشرعي ينبثق عن العقيدة انبثاقا ويؤخذ منها ولا يبنى عليها، بخلاف الفكر فانه يبنى على العقيدة بناء" . وورد أيضاً في كتاب كيف هدمت الخلافة صفحة 68 ما نصه "ومن هذا كله المذكور في هذه البنود الثمانية يتبين أن الفكرة التي تقول: "إن ما لا يخالف الاسلام ولم يرد نص على النهي عنه يجوز أخذه" فكرة باطلة من أساسها. ويتضح من تدقيق الأدلة أن أخذ أي حكم من غير ما جاء به الشرع أخذ لحكم كفر، لأنه أخذ لغير ما أنزل الله".
وقد عنون الحزب نشرة صادرة بتاريخ 7/8/1966م ب "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف الاسلام كلها أحكام كفر وليست من أحكام الاسلام".
ولا يرد القول هنا أن قصد المؤلف من قوله "أو ما لا يتعارض معهما" هو فيما يتعلق بالعلوم والفنون، وذلك للأسباب التالية
1- التلقي الفكري للكلام الوارد في هذا النص، يقتضي أن نفهم معاني الجمل كما تدل عليه من حيث هي لا كما يريد لافظها أو كما يريد قارئها أن تكون، فلا قيمة لما قد يكون قصده المؤلف أو لما أراده من معنى بهذا الكلام.
2- وفوق ذلك لم أجد في كلام المؤلف حول الموضوع محل البحث أية اشارة تدل أو تشير الى قصد المؤلف بأنه إنما أراد بهذا الكلام "العلوم والفنون وما شاكلها" اللهم إلا إذا كانت القرينة هي عصمة المؤلف من الوقوع في الخطأ والزلل. بل ان "العلوم والفنون" لم يتطرق اليها المؤلف في الكتاب كله.
3- لقد حذر الحزب المسلمين من خطورة فكرة "ما يوافق الاسلام أو ما لا يخالفه" بقوله "فكل ما ليس له دليل من الكتاب والسنة، ولا مما أرشد إليه الكتاب والسنة من الأدلة، فانه أفكار كفر وأحكام كفر، سواء خالفت الاسلام أم لم تخالفه. وافقته أم لم توافقه، فليحذر المسلمون من أن يدخل عليهم أحد خديعة الأخذ بما يوافق الاسلام أو العمل بما لا يخالف الاسلام. فان هذا هو المنزلق الفظيع الذي أدى الى ترك الاسلام وقبول أحكام الكفر وأفكار الكفر، وهذا هو أيضا المنزلق الخطر الذي يؤدي الى التنكب عن الاسلام والانحراف عن طريقه".
فما دامت هذه الفكرة بهذه الخطورة على المسلمين، وما دام كتاب "حمل الدعوة" موجها إلى الشباب وإلى الناس كما يقول مؤلف الكتاب في المقدمة، فكان الأولى به وهو من هو في حزب التحرير أن يتقيد بما تميز به حزب التحرير من "الدقة والوضوح" بأن يتخير الألفاظ والمصطلحات ذات الدلالة الواضحة المحددة بهدف الحفاظ على نقاء مفاهيم الحزب وبلورتها، لا أن يأتي بعبارات غامضة مبهمة تحتمل التأويل والتفسير بأفهام تخالف فهم الحزب وتخالف آرائه. هذا وإن أهم ما تميز به كتاب "حمل الدعوة" من أوله الى آخره هو عباراته الغامضة الفضفاضة التي فيها قابلية المط والشد لتضيق وتتسع حسب الطلب. إن هذا الكتاب كما أسلفت موجه الى الناس كما هو موجه الى الشباب وإن الناس والشباب سوف يقرأون الكتاب ولن يقرأوا الفنجان لمعرفة ما يريد مؤلف الكتاب.
4- وحتى لا تتخذ عالمية "العلوم والفنون وما شاكلها" ذريعة لادخال هذه الفكرة الخطرة الى عقول المسلمين قام الحزب بتوضيح هذه الناحية بما لا يدع مجالا لأي ابهام أو لبس في الموضوع مخرجا العلوم والفنون التي لا تخالف الاسلام من حرمة أخذ ما لا يخالف الاسلام، لقد وضح الحزب ذلك في كتبه ونشراته وعلى وجه الخصوص في نفس النشرة سالفة الذكر "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف..." فالحزب قام بالتوضيح وهو في معرض نقض الفكرة فمن باب أولى ان يقوم المؤلف وهو في معرض الترويج للفكرة بتخصيص قوله " فإن الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكاراً وأحكاماً شرعية، أو ما لا يتعارض معهما" بالعلوم والفنون " لا أن يبقيه عاما بحيث يشمل جميع الافكار والاحكام.


.
في هذه الايام يخرج علينا اصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا ويتكلمون لغتنا الذين جيشتهم امريكا والغرب الكافر من ورائها لتخريب بنيان المسلمين الذي اسس على التقوى و نراهم قد لبسوا ثوب المصلحين والاتقياء ويدعون الغيرة على الاسلام مع انهم جندوا انفسهم خدمة لامريكا والغرب الكافر من ورائها فها هم ينادون " بالدولة المدنية " ويقولون انها لا تخالف الاسلام وان الدولة المدنية لا تخالف الدولة الاسلامية كالقرضاوي الذي قال ان الدولة الاسلامية دولة مدنية 100%!!!
مع ان الدولة المدنية دولة كفر ولا يجوز المطالبة والعمل على ايجادها لان من مقومات الدولة المدنية الديمقراطية والحريات والتعددية السياسية وحقوق الانسان وكل هذه افكار كفر

والمطالبة بالدولة المدنية ياتي في سياق الهجمة الشرسة من قبل الغرب الكافر وخاصة امريكا على ما تبقى من المنظومة الثقافية عند المسلمين وخاصة نظام الحكم في الاسلام حتى تحول دون عودة الاسلامي الحقيقي الصاقي النقي ليطبق في المجتمع والدولة وامعانا في تضليل المسلمين جندت اصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا كالقرضاوي وغيره من قادة الحركات الاسلامية الليبرالية امثال الغنوشي ومن لف لفهم للترويج للدولة المدنية دولة الكفر

فالحذر كل الحذر من هذه الدعوات المغرضة التي يروجها اصحاب العقول الخربة ممن يلبسون ثوب الاسلام وهم ابعد الناس عنه والحذر كل الحذر من فكرة ما يوافق الاسلام وما لا يخالف الاسلام فكلها احكام كفر وليست من احكام الاسلام
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.