المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات العناية بالبشرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    استكشف سر جمال شعرك في ويلنس سوق، الوجهة الأولى للعناية بالش...  آخر رد: الياسمينا    <::>    ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال  آخر رد: الياسمينا    <::>    موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفرق الإسلامية
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 06-06-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *


الاثنين 5 رجب 1432هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين 5 رجب 1432



سأعمل إن شاء الله على بدء صفحة جديدة من هذه المجموعة
تحت نفس العنوان تحمل عبارة الجزء الثاني .

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


* معالجات من أوراق طالب عوض الله / عدة حلقات مختارة تصل عبر البريد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعة 10 جمادى الثانية 1432

توثيق هام
مرجع لمجموعة مقالات وكتابات وتمهيد لتأسيس مكتبة الشباب المسلم

1432هـ .

الجزء الأول : تم
وهذا الجزء الثاني : بدأ ....

يتبع إن شاء الله
الجمعة 10 جمادى الثانية 1432

الاثنين 20 جمادى الثانية 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 06-06-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

الاثنين 5 رجب 1432

الموضوع / مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

مجموعة طالب عوض الله * الجزء الأول ‏( 1 2 3 ... الصفحة الأخيرة)
نائل أبو محمد منذ 19 دقيقة
بواسطة نائل أبو محمد 61 1,534 منتدى الفرق الإسلامية
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 06-08-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

بسم الله الرحمن الرحيم



مـيـثـــاقـــًــا غــلــيــظــــــــًــا




الحمدُ للهِ الذي خلقنا من نفسٍ واحدةٍ وجعلَ منها زوجَها ليسكنَ إليها (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً ). وأشهدُ أن لا إلهَ لنا غيره ولا ربَّ لنا سواهُ، خلقَ فسوى، وقدَّرَ فهدى، و (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ وخليلُهُ وصفوتُهُ من خلقِهِ، اللهم صلِّ وسلمْ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ. أمـا بـعد ..



فقد حكي أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً، فسأله عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي، ولقد مكثت زوجتي معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة وكنت لها ظالماً. العقد الفريد

وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما. وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. من كتاب الإصابة وسير أعلام النبلاء

وَقَالَ الإمام أَحْمَدُ رحمه الله: أَقَامَتْ أُمُّ صَالِحٍ (زوجته) مَعِي عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا اخْتَلَفْت أَنَا وَهِيَ فِي كَلِمَةٍ. الآداب الشرعية والمنح المرعية



وبعد أخوة الإيمان:

لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه, فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.

وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة.

وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها.

وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله تعالى وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض.

وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها.

وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة.

وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي.

ومهما كانت فهي الأم والعرض المصون الذي يجب أن يُصان ولو بضرب الرقاب.



عباد الله:

ما أحوج حامل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية إلى الجندي المجهول, الزوجة التي تشاطره همومه، وتشاركه الرأي والمشورة، فتنصحه وتعظه، وتعينه على دنياه وآخرته, مشعرة إياه بالانسجام والتوافق والتأييد والثقة والمشاركة، وما أعظم الدعم الذي قدَّمته أمُّنا خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم إذ رجع بعد نزول جبريل عليه في الغار يرجف فؤاده من هول المطلع، فقال: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي)، وقال لخديجة: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي).

فانظر إلى موقف المرأة الصالحة الواعية الودود المحبَّة لزوجها كيف تُزيل ما ألَمَّ به من عناء وقلق، فتقول له في ثقة وحزم: "كَلا، وَالله مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ" (رواه البخاري).



وإن الذي دفعنا للوقوف على هذا الموضوع بالتحديد هو مشاهدتنا ومعرفتنا بالعلاقة السائدة هذه الأيام عند بعض المسلمين وزوجاتهم, والتي اعتراها الغبار وشابتها الشوائب, فوجب إزالة الأتربة عنها وتصفيتها.



فلا يُعقل لمسلم حامل للدعوة مثلا أن يكون فظاً جلفاً غليظاً مع زوجته أم ولده وهو الذي يتأسى بالحبيب محمد صلى الله وعليه وسلم, حيث قال: "حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ". رواه أحمد والترمذي عن ابن مسعود

كما لا يُعقل أن يهاجمها بالتجريح وقبح الكلام والضرب أو تسفيه للرأي, وكأنها أقل منه منزلة أو عقلا أو رأياً !!!

أو أن يمنعها من زيارة أهلها وأقربائها!!!

أو أن يتمنن عليها بالإنفاق وقد يمنعها ذلك أيضا!!



بل ووصل البعض أن منعوا زوجاتهم أن يحملن الدعوة أيضاً, وأجلسوهن في الخدور, بعيدات عن الفكر السوي ومرتع لوسائل الإعلام المغرض, فباتت زوجة حامل الدعوة الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر كسائر النساء اللاتي تم غزوهن الفكري وضرب مفاهيمهن الإسلامية, وبذلك قَبِلَ حامل الدعوة أن يُطعن من الخلف, لأنه غفل عن زوجته فما أحاطها اهتماما ولا جلس معها يناقشها أو يُعلمها مما فتح الله عليه.



وإني لأعجب كل العجب من مسلم لا يبدأ بأهله وزوجه وولده!

أوليسوا من هذه الأمة؟!

ألم يقل الله سبحانه وتعالى " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ "؟! وقال أيضاً: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ "



فما هذه أخلاق المسلم, ولا هي أخلاق حامل دعوة, بل إن الدعوة التي يحملها لتبغضه وتمقته, فخيركم خيركم لأهله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم, وهو والله خيرنا لأهله.



فهذا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام لم يخجل يوماً من أن يُصرح بحبه لأزواجه رضي الله عنهن, حيث روى خالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ. صحيح البخاري



وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا قَالَتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ فَيَقُولُ أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ قَالَتْ فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا فَقُلْتُ خَدِيجَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا. صحيح مسلم



بل وأكثر من هذا, فرسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب أم المؤمنين عائشة زوجه فيسابقها عدواً وجرياً أكثر من مرة, فعَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَت : سَابَقَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَقْتُهُ ، فَلَبِثْنَا حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي ، فَقَالَ : " هَذِهِ بِتِيكِ " . رجاله ثقات، على شرط الشيخين البخاري ومسلم, وفي رواية: تصف عائشة رضي الله عنها تلك الأجواء الجميلة لها مع زوجها الحبيب عليه الصلاة والسلام أثناء السباق, فتقول: خَطَطْتُ خَطًّا بِرِجْلِي ، ثُمَّ قُلْتُ : تَعَالَ نَقُومُ عَلَى هَذَا الْخَطِّ . قَالَتْ : فَنَظَرَ فِي وَجْهِي فَكَأَنَّهُ عَجِبَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ ، قَالَتْ : فَقُمْنَا عَلَى ذَلِكَ الْخَطِّ ، قَالَتْ : قُلْتُ أذْهَبُ ؟ قَالَ : اذْهَبِي ، فَخَرَجْنَا ، فَسَبَقَنِي. إسناده حسن.



ولله در تلك المرأة أم زرع حين مدحت زوجها على الرغم من طلاقها منه, مع أن المرأة المطلقة ولا أعمم لا تكاد تذكر لزوجها السابق حسنة، إلا أن أم زرع لم تكن تبحث عن المال ولا الجاه بل كانت تبحث عن حسن العشرة والسكن والكلمة الطيبة والتودد, حيث روى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قالت أم زرع: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ.

شرح الرواية وألفاظها: ((زوجي أبو زرع فما أبو زرع!): أي هل تعرفون شيئاً عن أبي زرع؟ (أناس من حلي أذني): النوس يعني الاضطراب والحركة، ومنه الناس؛ لأنهم يتحركون ذهاباً وإياباً. ومنه الحديث الذي في البخاري ، قال ابن عمر: (دخلت على حفصة ونوساتها تنطف)، النوسات: هي الظفائر، تنطف: يعني تقطر ماء، فقد كانت مغتسلة، وإنما سميت الظفيرة بهذا الاسم لأنها تتحرك إذا حركت المرأة رأسها. (أناس من حلي أذني): أي: ألبسها ذهباً في آذانها، وهي تتحرك، فالذهب يتحرك في آذانها بعدما كانت خالية، (وملأ من شحم عضدي)، تريد أن تقول: إنه كريم.. يعني أنه أخذها نحيلة والآن تخمت وسمنت لكرمه. (وبجحني فبجحت إلي نفسي)، يقول لها مداعبا ومغازلا: يا سيدة الجميع! يا جميلة! يا جوهرة! حتى صدقت ذلك، من كثرة ما بجحها إلى نفسها، (فبجحت إلى نفسي): أي: فصدقته، (وجدني في أهل غنيمة بشق)، يعني: شق جبل، أي أنها كانت تعيش في مكان فقير، فنقلها نقلة عظيمة، (فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق) نقلها إلى (أهل صهيل): أصحاب خيل، (وأطيط): أصحاب إبل, (ودائس) أي: ما يداس، وهذا كناية عن أنهم أهل زرع, (ومنق): المنق: هو المنخل، وفيها دلالة على الترف، فعندهم من كل المال، فهم أغنياء، عندهم خيل وإبل وزرع وطعام وافر, (فعنده أقول فلا أقبح) تقول: مهما قلت فلا أحد يجرؤ أن يقول لي: قبحك الله.. (وأرقد فأتصبح): تنام حتى وقت الضحى، وهذا يدل على أنه كان لديها الخدم الذين يقومون على عمل البيت, (وأشرب فأتقنح) أي: تشرب وتأكل تغصباً، فتأكل حتى تشبع، فيقال لها: كلي، فتتغصب الزيادة، وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك دلال وحب. فقولها: فأتقنح فيه دلالة على أنها تترك الأكل والشرب زهداً فيه لكثرته.

والأجمل من هذا وذاك, حين روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا الحديث بحضرة زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال لها: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ. وفي رواية النسائي قال لها: (كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ ولكني لا أطلقك). رواه البخاري ومسلم



عباد الله:

إن المسلم لا يتوانى عن مسح دموع أمته التي تذوق الويلات صباح مساء, فكيف لو كانت هذه الدموع دموع زوجته أو أهله من رعيته المسؤول عنهم, بل ويصرح لهم حبه وعطفه وخوفه عليهم تأسيا بالقدوة والأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم, فهذه صفيه رضي الله عنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها ، فأبطأت في المسير ، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى ، وتقول حملتني على بعير بطئ ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها .رواه النسائي

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ. صحيح مسلم



إخواني وأخواتي الكرام:

اسمحوا لي أن أقف هنا وإياكم قليلاً على هذه الرواية التي تُظهر حلم النبي ورزانته وتّأنيه ووقاره والتُّؤَدَةُ التي كان ينعم بها صلى الله عليه وسلم مع أهله وأزواجه, فلا تراه مغاضباً على كل زلة أو موبخاً أو مهدداً. قيل لأعرابي: من العاقل؟ قال: (الفطن المتغافل). يعني: الذي يتجاهل بإرادته. فعن أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا أَتَتْ بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَّزِرَةً بِكِسَاءٍ وَمَعَهَا فِهْرٌ فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ كُلُوا غَارَتْ أُمُّكُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحْفَةَ عَائِشَةَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ. صحيح النسائي



صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما نحات على الأيك الحمائم



كنت قد سألت العديد من الرجال عن موقفهم لو فعلت نسائهم كما فعلت عائشة رضي الله عنها من كسر وعاء أم سلمة في حضرة ضيوف لهم, وكانوا آنذاك لم يسمعوا بهذه الرواية فأجابوا: " أطلقها فوراً", وأخر قال: " أكسر رأسها"...

لكن الحبيب صلى الله عليه وسلم ذو التُّؤَدَةُ لم يزد على أن جمع بين فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ مبرراً فعل أم المؤمنين عائشة بأنها غارت.



رحم الله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: " كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ".

فعَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَالَ, قال عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ, قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ إِذْ قَالَتْ امْرَأَتِي لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا (أي تشير عليه بالرأي والمشورة) قَالَ فَقُلْتُ لَهَا مَا لَكَ وَلِمَا هَا هُنَا وَفِيمَ تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ ( أي ما تصنعين هنا وما دخلك أنت في أمري) فَقَالَتْ لِي عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ وَإِنَّ ابْنَتَكَ (حفصة رضي الله عنه زوجة النبي) لَتُرَاجِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ! فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ فَقَالَتْ حَفْصَةُ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ فَقُلْتُ تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ وَغَضَبَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يَا بُنَيَّةُ: لَا يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا ( يُرِيدُ عَائِشَةَ) قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي مِنْهَا فَكَلَّمْتُهَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ دَخَلْتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَبْتَغِيَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ... صحيح البخاري



انظروا عباد الله إلى قول عمر الفاروق في أخر الرواية حين قال: "فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ", يقصد بذلك: أن أم سلمة رضي الله عنها بينت لعمر كثير من الأمور التي يجهلها في الحياة الزوجية تأسياً بأسوته وقدوته صلى الله عليه وسلم حتى خجل من نفسه رضي الله عنه وأرضاه.



فالزوجة أخي المسلم رعاك الله: ليست شريكة الحياة للزوج، وإنما هي صاحبته، فالعشرة بينهما ليست عشرة شركاء، وإنما عشرة صحبة، يصحب أحدهما الآخر صحابة تامة من جميع الوجوه، صحبة يطمئن فيها أحدهما للآخر، إذ جعل الله هذه الزوجية محل اطمئنان للزوجين, قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم21

فالزوج في بيته ليس حاكماً ولا متسلطاً وليس "سي السيد" الذي لا يُردّ له طلب, بل هو الأب والأخ الرؤوف العطوف الرحيم بزوجته القائم على رعايتهم, المربي المثال القدوة, اللين السهل, الودود القريب من أهله بحيث يسكن إليه أهله. فلا يعش أهله معه في خوف وترقب على فعالهم إن هم أخطئوا . بل إن معنى قيادة الزوج للبيت هي رعاية شؤونه وإدارته، وليس السلطة أو الحكم فيه، ولذلك فإن للمرأة أن ترد على زوجها كلامه، وأن تناقشه فيه، وأن تراجعه فيما يقول، لأنهما صاحبان وليسا أميراً ومأموراً، أو حاكماً ومحكوماً، بل هما صاحبان جعلت القيادة لأحدهما من حيث إدارة بيتهما، ورعاية شؤون هذا البيت. ولما كانت الحياة الزوجية قد يحصل فيها ما يعكر صفوها، فقد جعل الله قيادة البيت للزوج على الزوجة، فجعله قواماً عليها. قال تعالى: " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ " وقال: : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ " ووصى المرأة بطاعة زوجها.





والسكن أخي المسلم: هو الاطمئنان، أي ليطمئن الزوج إلى زوجته والزوجة إلى زوجها، ويميل كل منهما للآخر ولا ينفر منه. فالأصل في الزواج الاطمئنان، والأصل في الحياة الزوجية الطمأنينة، وحتى تكون هذه الصحبة بين الزوجين صحبة هناء وطمأنينة بيَّن الشرع ما للزوجة من حقوق على الزوج، وما للزوج من حقوق على الزوجة.



ولما في العشرة والمعاشرة من أهمية بين الزوجين قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء19. والعِشرة: هي المخالطة والممازجة وعاشره معاشرة وتعاشر القوم واعتشروا. فأمر الله سبحانه وتعالى بحسن صحبة النساء إذا عقدوا عليهن لتكون الخلطة فيما بينهم وصحبتهم مع بعضهم على الكمال، فإنه أهدأ للنفس، وأهنأ للعيش، ومعاشرة الرجال للنساء تكون زيادة على وجوب إيفائها حقها من المهر والنفقة أن لا يعبس في وجهها بغير ذنب، وأن يكون منطلقاً في القول، لا فظاً ولا غليظاً ولا مظهراً ميلاً إلى غيرها.



وقد وصَّى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء فروى مسلم في صحيحه عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع «فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف». ورُوي عنه عليه السلام أنه جميل العشرة يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويضاحك نساءه وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله، ويسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك. وروى ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خياركم خياركم لنسائهم».



أخي المسلم:

إياك ثم إياك أن تأتي يوم القيامة وزوجك تجرّك أمام الخلائق وقد وُضع كتابك, فتخاصمك وتشكوك إلى الله وتقول: يا رب خذ لي مظلمتي من زوجي فإنه ما اتقى الله فيّ وقد أخذني من قبل بأمانتك واستحللني بكلمتك... يا رب خذ لي مظلمتي منه!!!

فاتق الله أخي وتأسّ بالحبيب صلى الله عليه وسلم في حياته وعشرته مع أزواجه وصبره وحلمه عليهن, ولك الأجر إن شاء الله.



أختي المسلمة:

اتقي الله في زوجك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاك به خيراً, ففِي الْمُسْنَدِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا يَصْلُحُ لِبَشَرِ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرِ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرِ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا, مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا, وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةٌ تَجْرِي بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحِسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ". وفي رواية: " وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ وَمِنْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ, لَكَانَ لَهَا أَنْ تَفْعَلَ". أَيْ لَكَانَ حَقُّهَا أَنْ تَفْعَل. رواه ابن ماجه



كوني رعاك الله كعائشة رضي الله عنها: التي ملأت بيتها بالسعادة ، وخففت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أحزانه ، وهمومه ، وكانت نعم الزوجة . حيث جاء في الرحيق المختوم أن رسول صلى الله عليه وسلم عَرَقَ مرة وهو عند عائشة رضي الله عنها، وكان يَخْصِفُ نعلاً، وهي تغزل غزلاً، فجعلت تبرق أسارير وجهه، فلما رأته بُهِتَتْ وقالت‏:‏ والله لو رآك أبو كَبِير الهُذَلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك‏:‏ وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ** برقت كبرق العارض المتهلل



هكذا الزوجة الصالحة مع زوجها ، فإنها تخفف عنه هموم الدعوة ، وتعيد له نشاطه من جديد ، ولا تكون سبباً في كثرة المشاكل ؛ والتي تؤدي إلى فتور الزوج ، وكثرة همومه ومشاكله الحياتية ؛ والتي تؤثر على حياته الدعوية .



وكوني كخديجة رضي الله عنها: فيما روينا آنفاً حين آوت زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته وأعانته في شدّة وأحلك الظروف, فلم ينس رسول الله لها هذا الصنيع, فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ ، قَالَتْ : فَغِرْتُ يَوْمًا ، فَقُلْتُ : مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ ! قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا . قَالَ : " أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا ؟ ! قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ أَوْلَادَهَا وَحَرَمَنِي أَوْلَادَ النَّاسِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ



عباد الله:

ما بينكم وبين أزواجكم أسمى من أن تدنسه لحظه غضب عارمة. فآثـِـروا السكوت على سخط المقال، والعفو عن الزلات أقرب إلى العقل والتقوى، وتذكروا دومًا أن الله قد أغلظ ميثاق الزواج فقال سبحانه (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) مشبهًا ميثاق الزواج هذا بالميثاق الذي أخذه على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام إذ قال (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) فكونوا عباد الله وإمائه على قدر هذا الميثاق الغليظ، وكونوا على قدر تلك النعمة التي أنعمها الله على بني آدم إذ جعل رجالها سكنًا لنسائها وجعل نساءها سكنًا لرجالها، فكيف يمكن لمثل هذه النعمة أن نجحدها بنفرةٍ هنا تجرح، أو كلمةٍ هناك تنقح، فتقر المودة ويستقر النفور، إياكم عباد الله، فتلك عدّها الله آيةً من آياته من لم يشكره عليها فقد جحدها، وما شكره إلا بالمحافظة عليها وأداء الحق تجاهها، فكونوا كما يحب ربكم، ويرضى نبيكم.



وآخر القول دعاء وحمد، فاللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا،

والحمد لله رب العالمين.





فكرة وإعداد:

راجي العقابي و تــراب

03 – 06 – 2011



http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=61158

__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 06-08-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

الأربعاء 7 رجب 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 06-09-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

سم الله الرحمن الرحيم




"الطائفية" فتنة للعبث بأمن مصر

علي عبدالعال(كاتب صحفي مصري )

أحداث إمبابة مؤشر كبير على أن الأمور ربما تكون مقبلة على اشتعال في مصر ما لم تعالج النزاعات الطائفية على أسس سليمة.. حينما تصل الأمور إلى السلاح، وأساليب القنص، واعتلاء أسطح المباني لإطلاق النار على المارة، ليثبت كل طرف أنه الأقوى، فمن الضروري أن تلجأ الدولة إلى أساليب رادعة.
إن ما يجري من هذه الأحداث المتتابعة بات يمثل تهديدًا حقيقيًا لسمعة هذا البلد العريق، ونسيجه الوطني، ووحدة أبنائه، ما يستلزم وقفة صارمة من الجميع.
مصر أمامها الكثير والكثير من التحديات، وهي تحديات ثقيلة لا تخفى على أحد، وأيضا يحيط بها الكثير والكثير من الأخطار، وهي أخطار جسيمة، تؤثر حتما على حاضرها ومستقبلها وأمنها وموضعها بين الأمم، وهو ما يستوجب علينا ضرورة الشعور بهذه المسؤولية الكبيرة تجاهها.
ليس معقولا أن نتخلى عن كل قضايانا المصيرية ليتفرغ كل منا للآخر، ولم يعد مقبولا أن نستيقظ كل يوم على حادث طائفي جديد، تُزهق فيه الأرواح بين الجانبين، في ظل هذا الاحتقان والتجييش الحاصل بين الشركاء.
أغلى ما يملكه المصريون وحدتهم، فيها سر قوتهم وسر بقائهم، وإذ لم يعد سرًا تلك الرغبة لدى بعض الأطراف الخارجية في النيل منها فمن الضروري أن يعي أبناء هذا الوطن خطورة ما يراد لهم، ومن الضروري أيضا أن يكونوا حريصين على تفويت الفرصة على هؤلاء المتربصين، وأن يظهروا من أنفسهم اهتماما حقيقيا باستقرار وطنهم وسلامته.
لا يمكن لأحد أن يتصور أن تنتهي يوما ما أخبار الراغبين في دخول الإسلام أو حتى المرتدين عنه، وهو ما يستوجب إيجاد صيغ قانونية فاصلة وحلول قاطعة للتعامل مع هؤلاء بعيدا عن المسكنات، وجلسات الصلح، وتطييب الخواطر.
إذ لم يعد مقبولا اختطاف النساء أو اللجوء لقتلهن وذبح أبنائهن، ولا أن تتحول الكنائس والأديرة إلى معتقلات تدار بعيدًا عن سلطة الدولة، ولا أن يطبق القساوسة ما يرونه عادلا بأيديهم.
وإذا كنت أعتقد جازما أن اتهام السلفيين بكل ما يقع من حوادث هنا وهناك تسطيح متعمد للأمور، يُخل بالوقوف على حقيقة أسبابها، ويُشوش على محاولة فهمها، فمن الأهمية بمكان أن يتوقف هؤلاء عن كل ما قد يؤدي إلى مزيد من الشحن، ويستتبع ردود أفعال، وأن يكتفوا بالإجراءات القانونية تجاه ما يعتقدون أنه حق يطالبون به. وحيث لا يمكنني تجاهل دور العابثين والغوغاء من الطرفين، أرى واجبًا على العقلاء أن يهبوا لنجدة هذا البلد بأن يأخذوا على أيديهم حتى لا تغرق السفينة بالمصريين.. مخطأ من يظن أن الأوضاع في مصر يمكن أن تتحمل مثل هذا الشرخ بين أبنائها، خاصة وهي التي لم تتعاف بعد من معركة الثورة وما استلزمته من تضحيات، ولها عدو متربص يترقبها على الحدود، وأكثر منه خطأ من يتصور أن المصريين يمكن أن يقبلوا مثل هذا العبث بأمن بلادهم، من أي جهة.
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 06-10-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *


بسم الله الرحمن الرحيم
المختار من مجلة الزيتونة


ثوابت المرأة المسلمة



عبد العزيز كحيل
مهما تأثّرت المرأة المسلمة بدعوات التحرّر، ومهما أرادت الانعتاق من "التقاليد الاجتماعية" التي تثقل كاهلها فإنها – ما دامت مسلمة - ملتزمة بأحكام شرعية ثابتة بالقرآن والسنّة والإجماع، هي عبارة عن ثوابت دينية لا تقبل اجتهاداً أيّاً كان مبناه ودوافعه فضلاً عن التجاوز تحت أيّ ذريعة مصلحية أو تجديدية أو غيرها لأنّ المساس بهذه الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة ليس سوى هدم لبناء الإسلام في مجال الأحوال الشخصية ولنسيجه الاجتماعي بأكمله، وتتمثّل هذه الثوابت في الآتي:
1.الميراث: نصيب المرأة من التركة هو نصف نصيب الرجل في حالتين أساسيّتين:
أولا:الأخت : " يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين " – سورة النساء11
ثانيا:زوجة المتوفى : " ولكم نصف ما ترك أزواجكم (...) ولهنّ الربع ممّا تركتم "- سورة النساء 12
وخلافاً لما يظنّ من ليس له علم بالقرآن فإنّ نصيب الأنثى لا يساوي شطر نصيب الذكر في جميع الأحوال، فقد يتساوى نصيبهما:
- "ولأبويه لكلّ واحد منهما السدس" – سورة النساء 11
- "وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخٌ أو أختٌ فلكلّ واحد منهما السدس" – سورة النساء 12
بل قد تأخذ المرأة أكثر من نصيب الرجل إن كان عمّاً مثلاً : " فإن كنّ نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف " – سورة النساء 11 ، فقد تأخذ المرأة نصف التركة ويتقاسم باقي الورثة - من غير الإخوة طبعاً - النصف الآخر ويكون نصيبها بالتالي أكبر .
ومهما يكن فإن المؤمنة – كالمؤمن - لا تجادل في أوامر الله سواءً عرفت الحكمة منها أو لم تعرف: " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً " – سورة الأحزاب 36، فلا يجوز لمسلمة متعلّمة أو غير متعلّمة مهما كان اتجاهها الفكري أو السياسي أن تطالب بتعديل هذا الحكم الشرعي لأنّ في ذلك اتهاماً للوحي المنزّل بدعوى انحيازه للرجل، وهذا ما لا يجرأ عليه من آمن بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمّد - صلى الله عليه وسلم - نبيّاً ورسولاً.
2. الشهادة: ماذا يضير المرأة المسلمة أن تعادل شهادتها نصف شهادة الرجل إذا كان الله تعالى قد شرع ذلك في آية محكمة من كتابه؟ وبعيداً عن التفاصيل التي ذكرها الفقهاء في شهادة المرأة ومجالاتها وشروطها فإنّ البصيرة لا تخطئ مواطن الحكمة الربانية التي أعطت للمرأة في هذه القضية ما لم تعطِ الرجل من حقّ مراجعة الغير والتأكّد والتوثيق: " واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء أن تضلّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى " – سورة البقرة 282
وسواء في الميراث أو الشهادة لا ينبغي للمسلمين أن يلقوا بالاً لدعاوي العلمانيين الذين يزعمون أنّ هذه الأحكام فيها انتقاص لكرامة المرأة وحقوقها وحكمٌ عليها بنقص الأهلية وتثبيتٌ لهيمنة الرجل، ولسنا بصدد درء هذه الشبهات وإنما غرضنا بيان التزام المسلمة بأحكام الشرع وهي مطمئنّة إلى حكمة الله وعدله، فهو ربّ الذكر والأنثى،وهو يعلم ،والبشر لا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء، وأين مزاعم العلمانيين من محكمات الشرع؟ : " قل أأنتم أعلم أم الله " – سورة البقرة 140
3. تعدّد الزوجات: هذا حكم ثابت بالقرآن الكريم ،ووقع عليه إجماع المسلمين وعملوا به منذ عصر الصحابة ولم تثر الشبهة حوله إلاّ بعد ضعف الأمّة الإسلامية واستقواء الغرب بالاستعمار والاستشراق ونشوء بطانة بين أظهرنا تتذرّع بتحرير المرأة وتهاجم الأحكام الشرعية... " وفيكم سمّاعون لهم " – سورة التوبة 47، فأمّا المرأة المسلمة فلا يسعها إلاّ الامتثال لهذه الرخصة التي أعطاها الخالق عزّ وجلّ للرجل، وله في ذلك حكَم جليلة بسط العلماء القول فيها، وتحذَر المؤمنة التقية الانقياد وراء ذريعة "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم" – سورة النساء 126، فهذا يخصّ الجانب العاطفي الذي لا يقع تحت طائلة الحساب والمؤاخذة، وقد عدّدت أجيال وأجيال وهذه الآية قائمة لم تمنعهم من ذلك لأنّهم فهموا معناها وكانوا يحرصون على العدل المادّي بين النّساء ،أي في النفقة والمعاشرة الزوجية .
قد لا تقبل المرأة أن يتزوّج بَعلها عليها، هذا من حقّها ،لكنّ الذي لا يجوز بحال هو المطالبة بإلغاء التعدّد كما تفعل الحركات النسوية العلمانية لأنّ في ذلك اعتراضاً على حكم الله تعالى ومُكابرةً وقحة.
4. الزواج بالكافر: مهما كان في دين المسلمة رقّة ،ومهما كان عندها تقصير في أداء الفرائض واجتناب المعاصي فإنّها لا تُقدم على الزواج بغير المسلم لأنّ هذا محرّم بنصّ القرآن ، بل لعلّه بلغ درجة المعلوم من الدين بالضرورة، يقول الله تعالى : "ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا" – سورة البقرة 221، أي لا تزوّجوهم بناتكم إلاّ إذا دخلوا الإسلام، ويقول : "فإن علمتموهنّ مؤمنات فلا ترجعوهنّ إلى الكفّار، لا هنّ حلٌّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ" – سورة الممتحنة 10
وهذا نهي صريح لا مجال للتساهل فيه أو تعدّد الآراء والاجتهادات.
5. الحجاب: فرض الله تعالى على المسلمة لباس الاحتشام صوناً لعرضها وحفظاً لكرامتها حتى لا تغدو فتنةً للناس ولا فريسةً لمن في قلوبهم مرض، فأوجب عليها ستر جسدها بلباس سابغ واسع فضفاض وتغطية شعرها ،وذلك في حضرة من ليسوا من محارمها، قال تعالى : " يا أيّها النبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً" – سورة الأحزاب 59، وقال "وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ ..." – سورة النور 31
ولم يكن لباس المرأة مشكلةً منذ فرضه الله تعالى ولا دار حوله نقاش ولا تخلّت عنه المسلمات إلاّ بعد دخول الاستعمار البلادَ الإسلامية واستفحال التبعية للغرب واستهداف حملات التشويه لكلّ ما يلتزم به المسلمون ،خاصة ما تعلّق بالأخلاق والعفّة والتميّز الإيماني. ويكذب من يزعم أن الحجاب يحبس المرأة في ظلمة الجهل ويقزّم شخصيّتها ويعطّلها عن العطاء العلمي والعملي، والواقع يرد هذه التّرّهات من أساسها. هذه أهمّ ثوابت المرأة المسلمة، وهي الهدف الدائم المستمرّ للمؤامرات المتستّرة بتحرير المرأة وترقيتها، فعلى المسلمة الثبات على دينها والاستعانة بربّها وإحباط المخططات المعادية بمزيد من الالتزام والفهم الصّحيح.





منقول عن : مجلة الزيتونة
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #7  
قديم 06-10-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *


بسم الله الرحمن الرحيم

قلب الداعية
الطاقة والإمكانات ..

خالد روشة

إني أتحدث عن ذاك القلب الذي هو مصدر للدافعية , ومنبع للإشراق والإشعاع ومركز للطاقة والإنجاز ، ولا غرو فإن الدعاة إلى الله هم منبع الخير كله لهذه الأمة " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " ..
ونحاول في هذا المقال أن ندقق في أهم مكونات وإمكانات ذات القلب المشع بالخير والحياة وذلك عبر مقطوعات تبصيرية موجزه ورجاؤنا في هذا المقام الدلالة لا التفصيل .

الطاقة المفقودة :
يحتاج الداعية إلى الله أن يتصف قلبه دوما بوجود الطاقة الدافعية التي تمكنه من توجيه الآخرين وبث الروح فيهم والحياة في قلوبهم ، وتلك الطاقة كثيرا ما نفتقدها من قلوب كثير من الدعاة الذين ينبغي أن يوجهوا ويقودوا ويعلموا ويربوا .
والمدعو الذي يشعر بافتقاد تلك الطاقة من قلب مربيه لا يلبث أن يفر منه ويسقطه من عينه , ذلك أن هناك حدسا يستشعر به ذاك المدعو قوة قلب مربيه من ضعفه ومهما حاول الداعية أن يلبس قلبه ثوب القوة ويقَنعه بقناع الطاقة فإنه لن يفلح لأن طاقة القلب المنبثقة من الداعية هي أمر غير مرئي يتكون من عدة مكونات أساسية نستطيع أن نصفها أنها خليط من الإخلاص والصدق والمروءة , فهي محسوسة بأثرها مختفية بذاتها , فهي جلية الأثر ظاهرة تعبر عن نفسها حين يستطيع ذاك القلب القوي أن يجذب الآخرين حيث تتمثل فيه معاني القلب السليم .

الهمة العالية :
لما أراد عبد القادر الجيلاني أن ينصح تلاميذه أوجز لهم القول بجملة واحدة فقال لهم ( سيروا مع الهمم العالية ) وكان ينادي بها أهل بغداد ...
وصدح بها ابن القيم لما قارن بين حياتين أو بين نوعين من حياة الناس فقال : ( لكن يغلط الجفاه في مسمى الحياة حين يظنونها التنعم في أنواع المأكل والمشرب والملابس والمناكح , أو لذة الرياسة والمال وقهر الأعداء , والتفنن بأنواع الشهوات ولا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم بل قد يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان , فمن لم تكن عنده لذة إلا اللذة التي تشاركه فيها السباع والدواب والأنعام فذلك ممن ينادى عليه من مكان بعيد , ولكن أين هذه اللذة من اللذة بأمر إذا خالط بشاشته القلوب سلى عن الأبناء والنساء والأوطان والأموال والإخوان والمساكن ورضي بتركها كلها والخروج منها رأسا وعرض نفسه لأنواع المكارة والمشاق وهو متحل بهذا منشرح الصدر به , يطيب له هجر ابنه وأبيه وصاحبته وأخيه , لا تأخذه في ذلك لومة لائم , حتى أن أحدهم ليتلقى الرمح بصدره ويقول فزت ورب الكعبة , ويستطيل الآخر حياته حتى يلقى قوته من يده ويقول إنها لحياة طويلة لو صبرت حتى آكلها , ثم يتقدم إلى الموت فرحا مسرورا ) مفتاح دار السعادة
إن الهمة العالية هي سلاح القلب في كل موطن وفي كل موقف , يذود بها عن حماه ويخترق بها المصاعب والمشاق , ويتقدم بها الصفوف , ويعتلي بها أعلى الدرجات .

الطهارة :
هي مكون أصيل من مكونات قلب الداعية , فهو قلب طاهر لا دنس فيه , لم يتلوث بمرض شبه ولا شهوه , وإن سقطت به كبوته ذات مرة إذا به يعود وينيب ويتطهر فإن الله " يحب التوابين ويحب المتطهرين " , وطهارة القلب إنما تكون بعلاج أمراضه الكامنة فيه والمسيطرة عليه , وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ذكرا حول مرض القلب فقال عن المنافقين :" في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " وقال عن مرضى الشهوات :" فيطمع الذي في قلبه مرض"..
يقول ابن القيم رحمه الله في تعليقه على قوله تعالى :" وثيابك فطهر " : قال الجمهور من المفسرين ثيابك فطهر يعنى قلبك فطهره.

أما شكل القلب الطاهر فهو ذاك القلب السليم الذي ذكره الله في كتابه بقوله :" ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " .
والقلب السليم هو الذي امتلأت جنباته بالتوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى فآثر الآخرة على الدنيا فلم يحمل لأحد من المسلمين غلا ولا حقدا ولا حسدا ولا غشا ولا يصل إليه عجب ولا يتطرق إليه كبر , فهو منكسر بين يدي ربه, متذلل به يخشى من تقلب القلوب ويحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه .

تدريب القلوب :
هو سؤال يلح علينا بعد حديثنا عن بعض مواصفات قلب الداعية ذاك السؤال مفاده : هل نستطيع تدريب القلوب كما ندرب الأبدان حتى تصير قلوبا مؤهلة لتحمل تلك المسؤولية؟
وللجواب على ذلك دعونا ننظر إلى تلك التحولات التي حولها الإسلام لكثير من الأشخاص فتغيرت أحوالهم وسلوكياتهم وأهدافهم وآمالهم وطموحاتهم , بل نستطيع أن نقول إنه قد غير حياتهم بالكلية من ظلام لا نور فيه إلى نور لا ظلام , ونستطيع أن نؤكد هاهنا أن حياة هؤلاء لم تتغير بهذا الشكل إلا بعد تغير قلوبهم وطهارتها وسلامتها ونقائها وخلوصها لربها حتى أن قال الله سبحانه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - الذين مروا بتلك العملية من التحول من الظلمات إلى النور-" رضي الله عنهم ورضوا عنه " .
وكثيرا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلمح ويصرح بإمكانية تدريب القلب على التغير إلى الأصلح , فتارة يقول: ( من تصبر صبره الله ) , وتارة يقول : ( إنما الحلم بالتحلم ) , ولا شك أن الصبر والحلم لا يستطيع المرء أن يتصف بهما إلا بعد أن يدرب عليهما قلبه .

بل لقد كان يعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علاجات مختلفات لأمراض القلوب ويأمر بالتدريب عليها والمداومة والمكاثرة فيها حتى يعالج تلك الأمراض , فتراه يعالج مرض الشهوة في قلوب الشباب فيأمرهم الصوم , ويعالج البخل في قلوب محب المال بتدريبه على الإنفاق وتشجيعه عليه وتعريفه بثوابه وتحذيره من الادخار والمنع من الصدقة ( لا توك فيوك الله عليك ) البخاري , - وتوك يعني تغلق وتدخر-
وقد نجحت أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في تدريب القلوب وإصلاحها وترك لنا منهجا رائعا في ذلك ما على الدعاة إلا أن يقتدوا به وبأساليبه فيسيروا في ركب القلوب السابقة .

عن المشكاة الإسلامية
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #8  
قديم 06-12-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
Post رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

بسم الله الرحمن الرحيم


الديمقراطية وعدم القدرة على الحكم


د. ياسر صابر

فى سبعينيات القرن المنصرم ظهر فى الغرب مصطلح عدم القدرة على الحكم " ungovernability" والذى يعنى أن النظام الديمقراطى بوصفه نظام حكم لم يعد قادر على إيجاد حلول للمشاكل المتجددة ، وبالتالى ضعفت ثقة الناس بالبرلمان وبالأحزاب السياسية والسياسيين . وقد وصلت فى إحدى الدراسات نسبة من لايثقون بالأحزاب السياسية 80 بالمائة ، وأن الأحزاب السياسية فى الغرب قد فقدت منذ ثمانينات القرن المنصرم مايزيد عن ثلث أعضائها ، أما نسبة الذين لايثقون فى الحكومات الغربية قد زاد عن 60 بالمائة ، والذين لايثقون فى البرلمان تزيد نسبتهم عن 50 بالمائة [1]. وبعد أن أصبح هذا المصطلح متداولاً بين السياسيين والمفكرين وجدت مدرسة جديدة تنادى بفترة مابعد الديمقراطية " Postdemocracy " على شاكلة مدرسة مابعد الحداثة تتركز مطالبها فى ضرورة المشاركة فى صنع القرار وألا يقتصر فقط على السياسيين أو أعضاء البرلمان [2].
ومن مظاهر عدم القدرة على الحكم هو التغيير السريع فى الحكومات الغربية فما تلبث حكومة أن تتشكل إلا وتبدأ المشاكل التى تزاحمها فيها المعارضة ، فتبدأ المعارضة بتهيئة الطريق لإعتلاء سدة الحكم حتى يتأتى لها ذلك بناءاً على وعودها الإنتخابية ، وماأن تحل محل الحزب الحاكم إلا وتواجه بنفس ماواجه رفقائها السابقين . وتستمر لعبة " القط والفأر" هذه بين الحكومة والمعارضة إلى أن يهتدى الفرقاء إلى حل وسط تختلط فيه الرؤى ولو متناقضة إلى أن تخرج بتحالف للسلطة ، إلا أن هذا الإجراء لايستطيع التغلب على المشكلة الأساسية وهى عدم القدرة على الحكم لأنها ليست مشكلة رجال السياسة بقدر ماهى مشكلة مبدأ . وبدل من أن يصارح السياسيون شعوبهم بأن المشكلة هى مشكلة أفكار وليست مشكلة حكومات يحاولون إشغال شعوبهم بمشاكل متوهمة ، وعملية متعمدة لتضليلهم بدل أن يفكروا فى مشاكلهم الحقيقية وطريقة الخروج منها . فبعد أن سقطت الإشتراكية وإختفت دولتها ، وجدت الأنظمة الغربية ضالتها فى التخويف من الإسلام كوسيلة للهروب من حل مشاكل شعوبها وقد تلقف اليمين المتطرف هذا التحول بترحاب شديد ومن يتابع الدعايات الإنتخابية فى الغرب فى الأعوام العشر الأخيرة يلاحظ أنها تكاد تنحصر فى الحجاب ، المآذن ، وبعضها يتعرض إلى مسألة طرد المسلمين ! ولو سألنا السياسيين الغربيين ماعلاقة هذه الأمور بمشاكلكم الحقيقية التى منها الأزمات الإقتصادية الطاحنة التى كادت أن تعصف بهم إلى الهاوية ، أوشيخوخة المجتمع بعد التفكك الأسرى وضياع معنى الأسرة فى الغرب مما يهدد الغرب بأزمات ديموغرافية أو الجريمة أو المخدرات التى أدى إليها الخواء الفكرى عند الشعوب الغربية التى لم تدرك إلى الأن مغزى الحياة أو ماهى السعادة الحقيقية وغيرها الكثير ؟ فلن تأتينا منهم أى إجابة !
إن فشل الديمقراطية كنظام حكم فى حل المشاكل المتجددة التى تنشأ فى المجتمع ليست غريبة لأنها تعتمد على فكرة لم توجد إلا نظرياً ، ولم توجد أى تجربة ديمقراطية تثبت لنا عن دليل أن الشعب يستطيع حكم نفسه بنفسه بل الحادث هو أن الديمقراطية قد نقلت سيطرة الكنيسة ورجال الإقطاع إلى البرلمان فكانت نوع آخر من الإستعباد ، يستعبد فيه الإنسان أخيه الإنسان حين يعطى لنفسه الحق فى أن يكون مشرعاً له . حين يعطى الإنسان لنفسه الحق أن يضع مقاييساً لغيره من البشر فيسمح بهذا ويمنع هذا أو بمعنى آخر يصبح الحل والحرمة مصدره البشر. ولأن الحال هكذا فلاتوجد أى قوة ذاتية فى مسألة التشريع تجعل الناس تخضع للقانون بناءأ عن قناعة وانقياد بل فى معظم الحالات يكون الخضوع للقانون الذى لايتفق معه الكثير من الناس خشية العقوبة وهذا يعنى أنه إذا إستطاع الإنسان التهرب من القانون أو إستغلال أى أوضاع تجعله يسير بعيداً عنه فلن يدخر وسعاً فى ذلك . ولو إفترضنا جدلاً أن الشعب يختار ممثليه فى البرلمان بنسبة 100 % فهذا لايعنى أن الشعب يشارك بمجموعه فى التشريع لأن من يشرعون هم عدد قليل من هؤلاء ولايمكن لهذا العدد القليل أن يعكس رأى الشعب ، ناهيك عن أن مسألة التشريع ليست من صفات البشر الذين يتصفون بالنقص والتفاوت فى الفهم الذى يتأثر بالبيئة والزمن ، وهذا هو السبب الرئيس وراء ظهور مصطلح عدم القدرة على الحكم.
أما من ناحية التطبيق فإن هناك أمثلة كثيرة تبين أن الشعوب فى الديمقراطيات العريقة لم تستطع أن تملى إرادتها على الساسة ليتحقق معنى الديمقراطية بل المتحكم دائماً هم رجال المال والشركات الكبرى التى تنتفع من وراء السياسيين وتوجه مسألة التشريع أو مسألة التطبيق فى الإتجاه الذى يخدم هذه القلة المنتفعة ، لذلك فالحاكم الحقيقى فى الغرب ليس هو الشعب بل أصحاب رؤوس الأموال .
ولنعد بالذاكرة إلى الوراء تحديداً عندما شن الغرب حربه على العراق عام 2003 فلقد خرجت الملايين فى مدريد ، برلين ، لندن وباريس وغيرها من العواصم الأوروبية لتعارض سياسة دولها التدخل فى الحرب على العراق ولو أن الشعب هو الذى يحكم نفسه بنفسه لرجع السياسيون على أراء شعوبهم وهذا مالم يحدث ، فالدولة الديمقراطية تحترم رأى الشعوب لأن هذه حرية تعبير عندهم أما الرأى الذى يراه السياسيون فهو الذى يُنفذ رغماً عن الشعوب .
إن فلسفة الحكم فى الإسلام تختلف كل الإختلاف عن الديمقراطية ، فنظام الحكم فى الإسلام يقوم على أساس أن السيادة للشرع والسلطان للأمة ، والسيادة للشرع تعنى أنه لايجوز لأحد أن يشرع سوى الخالق فإرادة الأفراد والأمة يتم تسييرها حسب الشرع ، حسب أوامر الله ونواهيه " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " النساء 65، وهنا تكمن قوة الإسلام فى نظام حكمه فالجميع يتساوى أمام المشرع وبذلك ينتهى إستعباد البشر لبعضهم البعض حين يعطوا لأنفسهم الحق فى التشريع ، وتنتقل هذه العبودية للخالق الذى خلق الإنسان ولهذا فإنه تكريم من رب العالمين لبنى البشر أن يكونوا عبيداً له ، وأن أرقى مافى الإنسان أنه عبدٌ لله . وحين يكون التشريع من خالق الإنسان فيكون متكاملاً ، ولايخضع لعامل الزمان والمكان " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " الملك 14 . ولأن السيادة للشرع فيستوى بذلك الجميع أمام المشرع حكاماً ومحكومين ويحرص الجميع على الإلتزام بالقانون عن رغبة صادقة لأن الإلتزام به يكون عبادة يُتقرب بها إلى الله ويُبتغى بها رضوانه .
أما السلطان للأمة فتعنى أن الأمة وحدها هى صاحبة الحق فى أن تختار من يحكمها ولأن تطبيق الإسلام فرضٌ على الأمة فوجب عليها أن تقوم بتطبيقه وهذا لايتم إلا أن تنيب الأمة عنها من يقوم بهذا الفرض ، ولهذا فالحاكم فى الإسلام هو نائب عن الأمة فى تطبيق مافرضه الله عليها أى الإسلام . وينتقل هذا السلطان من الأمة إلى الحاكم بموجب البيعة التى تُعطى له منها وطالما ملتزم الحاكم بشروطها وهى تطبيق الإسلام فتصبح طاعته واجبه . ولأن المحاسبة فرض على الأمة تمارسها ممارسة حقيقية فلايستطيع الحاكم أن يسىء إستغلال السلطان الممنوح له من الأمة وشتان الفارق بين المحاسبة فى الإسلام والمعارضة فى الديمقراطية فالأولى تعلقت بفرض يجب على الأمة أن تمارسه ، والثانية تعلقت بحرية رأى يمكن للناس أن يمارسوها أو لايمارسوها وحتى إذا مارسوها فليست ضمانة أن يلتزم الحكام فى النظام الديمقراطى بها والمثال الذى سقناه فى البداية دليل على ذلك.
لهذا فهاتين القاعدتين السيادة للشرع والسلطان للأمة تجعلان نظام الحكم فى الإسلام نظاماً متميزاً قادراً على إيجاد أى حلول لأى مشاكل تستجد فى المجتمع نظراً لكمال التشريع الإسلامى وصلاحيته لكل زمان ومكان ، وبأن هذه الحلول هى التى ستطبق لأنها أحكام شرعية وجب على الأمة أن تحاسب الحاكم على تطبيقها ، وهذا مايمنح نظام الحكم فى الإسلام القدرة على الحكم إلى أن تقوم الساعة دون أزمات ، بعكس الديمقراطية التى فشلت فى ذلك فشلاً ذريعاً لدرجة أن الغرب يبحث عن بديل لها . ولكن أنى له أن يهتدى إلى البديل وأصحاب البديل الحقيقى مشغولون الأن بالبحث فى سلة مهملات الغرب عن ديمقراطيته القاصرة التى يظنون أنها البلسم الشافى للقمع الذى عانوه فى ظل أنظمة ديكتاتورية لم يأتى بها إلا الغرب الديمقراطى مغتصباً بها سلطاننا الذى فرطنا فيه .
لقد آن الأوان لندرك عظمة الإسلام وتميزه فى عقيدته وفى كل أنظمة حياته ، وبأن الحل الحقيقى لنا وللعالم هو عندنا حتى لاينطبق علينا قول الشاعر:
كا لعيس في البيداء يقتلها الظمأ = والماء فوق ظهورها محمول .


المراجع:
[1] Armin Sch&auml;fer Krisentheorien der Demokratie:Unregierbarkeit, Sp&auml;tkapitalismus und Postdemokratie, Max-Planck-Institut für Gesellschaftsforschung
[2] Post-Democracy (Themes for the 21st Century) Colin Crouch, polity Press Ltd. 2004

منقول عن : مجلة الزيتونة
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #9  
قديم 06-13-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

بسم الله الرحمن الرحيم



وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)



ننعي للأمة الاسلامية عامة ومنهم شباب حزب التحرير علم من أعلام الأمة المرحوم بإذنه تعالى



الشيخ الدكتور محمد بن حامد حواري



الذي توفاه الله تعالى في عمان ودفن بها أمس



ونحن إذ ننعيه إنما ننعي فيه مواقفه المشرفة في عمله للخلافة الراشدة، وجدّه واجتهاده في حمل الدعوة الإسلامية، وعمله الذي يحقق نهضة الأمة الإسلامية ووحدتها،


نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر وحسن العزاء.

ندعوا الله تعالى للفقيد أن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يثيبه خير الجزاء، ولآله وأصدقائه وحملة الدعوة جميل العزاء
وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله







نبذه عن الفقيد الغالي:

الشيخ الدكتور





محمد بن حامد حواري











انطلقت مجموعة من عائلة (حَوَارِيّ) مغادرين الحجاز ليستقروا في مختلف بلاد الشام.

إنها فرع من آل النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومن نسل ابن عمته صفية بنت عبد المطلب المعروف بالزبير رضي الله تعالى عنهما، ذلك أنه في يوم الأحزاب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (من يأتيني بخبر القوم؟) يقصد بني قريظة، فقال الزبير: أنا (وذهب وجاء بخبرهم، ثم قال رسول الله (من يأتيني بخبر القوم؟)، فقال الزبير: أنا (وذهب وجاء بخبرهم ثانية)، ثم قال رسول الله (من يأتيني بخبر القوم؟)، فقال الزبير: أنا (وذهب وجاء بخبرهم ثالثة)، فقال رسول الله (إن لكل نبي حواريّا، وحواريّي الزبير).

وقد وُلد فقيدنا الغالي في ربيع الثاني لسنة 1350 للهجرة من نسل حواريّ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الزبير بن العوام ، وهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم صفية بنت عبد المطلب ا، ويلتقي نسبه بنسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في سيد قريش قصي بن كلاب، وعمته خديجة بنت خويلد ا، وأخواله حمزة والعباس ا، وأولاد خاله علي (خليفة رسول الله) وجعفر ا، وحموه أبو بكر (خليفة رسول الله) ، وابنه عبد الله (خليفة رسول الله) .

هذا وقد ولد فقيدنا الغالي من أبوين حَواريّين، واستشهد والده حامد وعمه الوحيد فارس في الجهاد ضد الاستعمار البريطاني وعملائه.


وقد التحق الفقيد الغالي صاحب هذه السيرة بالجامعة السورية بدمشق ليتخرج بإجازة (ليسانس) في الآداب ثم بإجازة (ليسانس) أخرى في التربية. وقد نال الكاتب درجتي (الماجستير) و(الدكتوراه) في موضوع مقارنة الأديان الستة: الإسلام والنصرانية واليهودية والهندوسية والبوذية والكونفوشية، ثم نال درجة (دكتوراه) أخرى في مجال دراسة تفسير القرآن الكريم.
وباشر بعدها عمله في الكويت ليقضي ثلاثين عاماً من عمره هناك حتى عام 1990م بين التدريس والإشراف الفني والإداري والدراسات والبحوث والترجمة والنشاط في مختلف المجالات الفكرية والسياسية.. ودرس خلالها مقرر درجة الدبلوم العالي في الدراسات الإسلامية العليا في القاهرة. وقد كتب أكثر من مائة وعشرين دراسة شملت جميع الميادين التربوية والثقافية والعلمية والاتصالات، بالإضافة للعديد من سلاسل المقالات التربوية والثقافية والإدارية التي نشرت في دوريات يومية وأسبوعية كويتية. وقد كتب عشرين كتابا دمجها في عشرة كتب منها كتاب (دعوة من جامع الأحكام) وهو دراسة كاملة لتفسير الإمام القرطبي في أربعة مجلدات مع دليل موضوعات وأهداف السور.

وقد شملت مؤلفاته الكتب التالية:
1. دعوة من جامع الأحكام، وهو دراسة لتفسير الإمام القرطبي في أربعة أجزاء، بالإضافة لدليل بموضوعات وأهداف السور؛
2. الإيمان يغيّر الإنسان، في قسمين ترجمهما وسجلهما على شرائط؛
3. أئمة الشريعة الإسلامية؛
4. لمن كان له عقل.. فليتدبر هذه البحوث الإسلامية؛
5. السلام.. إلى أين؟ في أربعة أقسام؛
6. ولوج المعرفة.. في خمسة أقسام؛
7. الإمام جابر بن زيد إمام المذهب الإباضي (مطبوع مستقلا وكجزء من كتاب أئمة الشريعة الإسلامية).

انضم لصفوف حملة الدعوة مبكراً، حيث كان من الرعيل الأول، فمنذ بزوغ نور من المسجد الأقصى ، اتصل الأمير المؤسس بمشاهير العلماء والأعلام في منطقة طولكرم وجمعهم في بيت أحدهم ودعاهم للانضمام للدعوة وقد استجاب عدد منهم وكان منهم د. الحواري ، الذي أبدى نشاطا ملحوظا في حمل الدعوة في طولكرم حيث كان مدرسا في مدارس وكالة الغوث ثم في سوريا حيث واصل تعليمه الجامعي وكان له نشاط ملحوظ في مخيم فلسطين ومخيم اليرموك، ثم انتقل للعمل في الكويت حيث حمل الدعوة هناك وقام باتصالات كسب كبار العلماء الكويتيين.

له : شرح كتاب نظام الاسلام للعلامه الدكتور محمد الحواري

http://www.alokab.com/forums/index.p...t=#entry256952


مـوقع الـشيخ الـدّكــتور محـمّد بـن حــامد الـحواريّ:

http://mohd.hawarey.org/

بـعض مؤلـفـّات للـشيخ التـّي لـم تـنشر علي الـموقـع:

بـــــــحوث اســــــلَامـــــــيّـة http://www.mediafire.com/?du6c1537u0nf7gz

الخـــلَافات الســـياســية بـيــن أنظـــمة الحــكم والمــعــارضـة http://www.mediafire.com/?rax26a2o5b2bhbo

ثلـاثـون نـدوة وتـعقيـب عـن تـأثيرات العقيدة الِـإسلـاميّـة وتشريعاتهـا في الـفرد والـمجتمع: http://www.mediafire.com/?6qa6evxsxpd300a

عشـرون نـدوة وتـعقيـب فـي شـرح ومناقشة مـشروع تـطبيـق الاسلـام في الحيـاة: http://www.mediafire.com/?fgfxymh9j01aku8
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #10  
قديم 06-14-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *


الجزيرة والجزرة




نسرين عز الدين



خلال ثورة مصر، حصلت قناة الجزيرة على ما كانت تسعى إليه، تهنئة الإدارة الأميركية على تغطيتها للأحداث. إذن وأخيرا وجدت قناة الجزيرة الإنكليزية جمهورا لها بعد طول مقاطعة.
كتبت الصحيفة الأميركية التي نقلت الخبر حينها أنه لا يمكن أن يكون هناك شخص أكثر سعادة من عبد الرحمن فقرا مدير مكتب الجزيرة في واشنطن. وعلّق فقرا على "الحدث الجلل" بقوله "من يسعى من الأميركيين إلى فهم الوضع في المنطقة، عليه أن يتوجه إلى القناة".
حققت الجزيرة ما حققته خلال ثورتي تونس ومصر، وفجأة أصيبت بالعمى حين وصلت الأحداث إلى البحرين. وفي الوقت الذي كانت تهلل فيه لضربات الناتو في ليبيا كانت تتغاضى عن الضربات التي تنهال على المتظاهرين في البحرين بلا هوادة.
شخصيا كنت من أولئك الذين آمنوا بهذه القناة، وكنت من أشد المدافعين عنها، حالي حال عدد كبير من العرب الذين ظنوا في مرحلة ما أنهم وجدوا فيها صوتا للشعوب. لكن الصورة تغيرت وانقلبت وتحوّلت الجزيرة إلى شيء آخر.. كثير من خيبة الأمل وقليل من المهنية.
لم تتحدث القناة القطرية كثيرا عن البحرين، وحين تحدثت في مناسبات قليلة جدا وحاولت أن تستضيف شخصيات معارضة عبر الهاتف كان أسلوب مقدمي النشرات "وقحا"، استخفاف واستفزاز ومقاطعة دائمة، فالرأي الآخر لا وجود له في حالة البحرين. وقاحة لم نلمسها حين قررت الجزيرة استضافة ناطق باسم الجيش الإسرائيلي خلال أحداث يوم النكبة الأسبوع الفائت. حينها أعطت القناة لهذا الرجل 15 دقيقة كاملة للحديث بلا مقاطعة تذكر وبلا استفزاز.
مهلا قالت الجزيرة يومها، سنسمعكم في هذا اليوم تحديدا "الرأي الآخر"، لأن شعارنا يقول إننا الرأي والرأي الآخر، وبينما يطلق رصاص الجيش الإسرائيلي على رؤوسكم وصدوركم، سنسمعكم الرأي الإسرائيلي، لأنه ليس برأي ثابت وليس برأي يعرفه العرب ولن يكون كلاما مكررا سمعه العرب ملايين المرات.
أمس حين خرج أوباما بخطابه الموده الى العالم العربي، قررت القناة أن تقوم "بتغطية خاصة".. قبل وبعد وما بعد بعد الخطاب.
تحدث الرئيس الأميركي وبشكل مباغت عن البحرين، وإن كانت "إفتتاحية" الحديث "إنطلقت من مبدأ "ملتوٍ"، إلا أنه تحدث في دقائق معدودة أكثر مما تحدثت الجزيرة خلال الأسابيع الماضية. صحيح أنه تحدث عن "شرعية قانونية" وحق لبقاء الحكم رغم كل ما يحدث إلا أنه أشار أيضا إلى الإعتقالات والعنف.. فماذا حصل للقناة القطرية في تلك اللحظة؟
ما حصل أنها تلقفت سريعا جملة "إيران حاولت استغلال الأوضاع في البحرين" ووضعتها في شريطها الإخباري، أما بقية الحديث فلم يجد له طريقا لينضم الى عواجل الجزيرة. إنتهى أوباما من حديثه عن البحرين وإنتقل إلى نقاط أخرى، دقائق طويلة مرّت قبل أن تضع الجزيرة خبرا عاجلا "متأخرا جدا" يتحدث عن ضرورة الحوار الجدي بين المعارضة والحكومة البحرينية.. تأخير قد يكون مرده إلى بلبلة ما اضطر خلالها المسؤول عن إختيار العواجل إلى العودة الى من هو أعلى مرتبة منه كي يقرر ماذا سيختار وماذا سيهمل من حديث الرئيس الأميركي عن البحرين، أو إلى مداولة ونقاش حول ما قاله وحول ماذا ستختار القناة من أقوال لن تخرجها عن خطها المعتمد في تغطية أحداث البحرين والمتمثل بـالإنتقائية حينا وبالتجاهل التام في أحيان أخرى.
هذا ما تم اختياره عن البحرين، فلا كلمة إعتقالات ولا كلمة عنف ولا كلمة سجون وجدت آذانا صاغية في القناة، بينما كل شاردة وواردة عن سوريا في الخطاب كان تخرج بشكل عاجل على الشاشة وتبقى لوقت طويل.
نظرية المؤامرة التي تم الترويج لها بقوة خلال التظاهرات البحرينية، إستخفت بها الجزيرة حين وصل الأمر الى سوريا. وتحولت التقارير الإخبارية عن سوريا إلى "ميني دراما" يؤديها المقدم بصوت بكائي حينا وغاضب في أحيان أخرى. وبعيدا عما يحدث فعليا سياسيا وعسكريا في سوريا، دخلت الجزيرة في معركة مع التلفزيون الرسمي السوري. وليس انتقاصا من قيمة أي وسيلة إعلامية، لكن أن تدخل قناة "بحجم الجزيرة" في صراع مع وسيلة إعلامية حكومية، فهذا إخبار لنا، نحن الذين كنا نؤمن بهذه القناة، بأنهم يرون أنفسهم هكذا..محطة اخبارية عليها أن تتصارع مع إعلام حكومي لتثبت نفسها !.
تقول الجزيرة إنها تتعرض لهجوم عنيف ولإنتقادات لاذعة،لا وبل تشعر في أحيان عدة بأنها معنية بالدفاع عن نفسها ولو بشكل غير مباشر، فتقوم بوضع خبر في شريطها الإخباري عن ارتفاع عدد المتتبعين لها على صحفة فايسبوك الى مليون.. صحيح أنها تتعرض لهجوم، وصحيح أنه هجوم عنيف لكنه يأتي من جهة تشعر بأنه تمت خيانتها.. من جمهور يشعر بأنه تم خداعه وتضليله، جمهور لجأ إلى هذه القناة بعد أن شعر باليأس من قنوات محلية واخرى عربية تنتهج علنا سياسة الأحزاب والدول الممولة لهم. جمهور رأى فيها، رغم الشوائب الظاهرة في أحيان كثيرة، بعضًا من الأمل في إعلام يسير بين التبعية السياسية وبين نبض الشارع.. وفجأة إنهار كل شيء.
أصبحت وبشكل علني العصا التي تضرب بها قطر على رؤوس من تريد إزاحتهم من دربها وعلى رؤوس من تريد قطر حشرهم في الزاوية من أجل مفاوضات حول ملفات ومن اجل مكانة سياسية عربية وعالمية.
تحب أميركا سياسة العصا والجزرة، وباتت قطر بدورها مغرمة بهذه السياسة، فها هي الجزيرة تتحول الى عصا بينما تبقى الجزرة معلقة في مكان ما.
يرى البعض أنه كان للعرب نصيب في ثورة واحدة وهي ثورة الياسمين، وفي ثورة ممزوجة بالسياسة في مصر، أما بقية الأحداث في اليمن وليبيا وسوريا فهي حرب سياسية وقودها الشارع. وكان لنا نحن الجمهور العربي نصيب في إعلام جميل في ثورتين.. وجزيرة بوجهها الحقيقي في البقية.
وجه ليتنا لم نره ولم نعرف له ملامح ولم نسمع له صوتا.


نسرين عز الدين


Saturday, May 21, 20114:14 AM
From : "eklim alkhroub" <eklimkhroub@gmail.com>
__________________
[
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.