مبنى المسجد الأقصى المبارك

[admin]

	مبنى المسجد الأقصى المبارك تاريخ هذا البناء جليل، فالمصائب التي مر بها كثيرة، وما تبقى من البناء الأصلي منه فقليل جدا، ومع كل مصيبة كانت تصيب البناء كانت تتبعها مراحل عمرانية بما تشمله من هندسة معمارية وزخارف فنية وغيرها. وتعود إقامة هذا البناء إلى العهد الأموي، إلى عهد عبد الملك بن مروان الذي قام ببناء قبة الصخرة، فبعد انتهائه من بناءها، قام بتأسيس المبنى، واستمر البناء وتم الانتهاء منه في عهد ابنه الوليد، وقد ورد ذلك في وثائق وجدت في مقاطعة الفيوم المصرية، كتبت على ورق البرديّ، جاء فيها أن والي مصر حينها، وهو (قرة بن شريك)، أرسل بنائين وعمال مهرة لمدة 12 شهر للمساعدة في بناء المسجد الأقصى، وكان ذلك سنة 97هـ الموافق 715-716للميلاد، أما التاريخ المدون لبداية البناء فكان سنة 74 هـ الموافق 693م. وتم بناء هذا المبنى بخمسة عشر رواق، أوسطها أكبرها وأعلاها، وفي زلزلة سنة 138هـ الموافق 754-755م أصيب المسجد بضرر كبير، فرممه أبو جعفر المنصور في العهد العباسي، وما هي إلا مدة قصيرة، إذ هدم جراء هزة أرضية جديدة، ثم في الزلزال الذي تبعها ببضعة سنين تهدمت أروقته الخمسة عشر، وبزيارة الخليفة العباسي المهديّ له سنة 163هـ الموافق 779م، أمر بإعادة بنائه، ولكن بخمسة أروقة بدلا من خمسة عشر رواق، وتم بناء سنة 780م. وفي العهد الفاطمي أصيب البناء بزلزال آخر وكان ذلك سنة 406هـ الموافق 1016م، فتهدمت أجزاء كثيرة منه، فبدأ بترميم هذا البناء في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، وبدأت عملية الترميم عام 412هـ الموافق 1022،وأنتهي من ترميم المبنى في عهد ابنه (الظاهر لإعزاز الله) بعد ست سنوات أي في عام 418هـ الموافق 1028م، إلا أن زلزالا آخر أصاب المسجد بسوء بعد إنتهاء الترميم بأربع سنوات أي عام 422هـ الموافق 1030م، فأمر الخليفة الظاهر لإعزاز الله بترميمه من جديد، وبدأت عملية الترميم عام 425هـ الموافق 1033م، وتم الانتهاء من الترميم سنة 427هـ الموافق 1046م، كما وأضيف إليه في نفس العهد الفاطمي رواقان فأصبح بسبعة أروقة. وفي العهد الصليبي سنة 493هـ الموافق 1099م، أعيث بالمسجد الفساد، وغيروا معالم هذا المبنى خاصة، ومعالم المسجد عامة، وقد حولوا قسما من هذا المبنى إلى مساكن لفرسان الهيكل، والقسم الآخر إلى كنيسة. وفي العهد الأيوبي، استرد المسلمون المسجد الأقصى بقيادة صلاح الدين الأيوبي سنة 583هـ الموافق 1187م، وطهر المسجد من كل خبث صليبي، وهدم كل زيادة منهم، وعمّر عمائر كثيرة في المسجد، وأمر بإحضار منبر نور الدين فحضر، وبقي الأيوبيون من بعده يسيرون على دربه، ويقتدون بأفعاله الطيبة، محافظين على المسجد مواصلين الترميم والتجديد. أما رواق المسجد (في شماله، خارج أبوابه) فقد زاده الملك عيسى سنة 614هـ الموافق 1217م، وقد ورد ذلك في نقش على واجهة الرواق الأوسط، من الخارج. إن محمد بن قلاوون جدد السور القبلي، وفتح فيه شباكين، وقد ورد نقشا في الخشب فوق كل واحد منهما، لا زالا موجودين. وأعظم ترميم حصل للقبة على يدي محمد قلاوون، سنة 728هـ الموافق 1327م، وقد ورد ذلك في شريط كتابي على محيط القبة. وفي العهد العثماني استمرت مسيرة الترميمات الطيبة، وكَرس ثلة من خلفائهم جل همهم للمسجد الأقصى المبارك، وأعمال الخير عامة. وسنة 1346هـ الموافق 1927م، كانت مأساة المسجد الكبرى، فقد حصلت زلزلة عظيمة، حيث اضطر المجلس الإسلامي الأعلى إلى ترميم جذري، اثر على تغيير معظم الآثار القديمة، وتجديدها بحديث. وفي العهد الأردني، منذ مطلع الخمسينات وحتى سنة 1967م، فقد وجهت عناية خاصة لهذا المسجد، ولعل أكبرها وأكثرها وضوحا ذاك الترميم لقبة الصخرة المشرفة منذ سنة 1958م، وقد أعيدت إليها نضارتها بلونها الأصفر، والذي انقطع عنها ما يزيد على ألف سنة. والحق يقال فان العناية الأردنية لا زالت موجهة للمكان بشكل خاص. وسنة 1389هـ الموافق 21/8/1969م، حرق المسجد الأقصى المبارك على يدي يهودي متعصب وبعد تخطيط دنيء، حيث التهمت النيران السقف الخشبي للجزء الجنوبي في شرقه، واتت على منبر صلاح الدين التاريخي، وكان له مضاعفات سيئة، تشكلت لجنة الإعمار وقامت بالترميم ولا زالت إلى الآن ترمم، وقد استبدل المنبر من يومها بمنبر حديدي بسيط الصناعة، لا فن فيه ولا نضارة، وهو منبر مؤقت حتى يتم الإنتهاء من المنبر الجديد الذي بدئ العمل به منذ سنوات.