إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى الفكري

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 12-06-2011
المحرر السياسي المحرر السياسي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 106
افتراضي محاولات التوفيق بين الإسلام والكفر

(محاولات للتوفيق بين الإسلام والكفر)

بقلم الشيخ: معن فريحات
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، العالِمُ بما يُبديه العبدُ وما انطوى عليه جَنانُه (قلبُه)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده.
أمّا بعد، قال الله تعالى في مُحكَم كتابه وهو أصدق القائلين: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل/ آية 89]، وقال عزّ مِن قائل: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة/ آية 3]، وقال عزّ وجلّ: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [الشورى/ آية 10].

إخوة الإيمان والإسلام
في غيهب هذا الزمان الذي نعيشُه، حيث السطحية في التفكير، وعدم الدقّة في فهم الإسلام، وفي لُجّة التدليس على المسلمين لزيادة الشُقّة بينهم وبين دينهم اتساعاً، خَرج علينا من يحاول التوفيق بين الإسلام والكفر، مبتدعين مسميات شتى، وحُجَجاً واهية لإلباس الكفر لباس الإسلام.
ومن هذه الدعوات ما يسميه دعاة التلفيق: "ما يوافِق الإسلام" أو "ما لا يخالف الإسلام"..! فلنقف لحظة مع هذا المفهوم لنرى حكم الشرع فيه.
لا يشكّ عاقل في أن الإسلام جاء بعلاجٍ شاملٍ لكل ما كان وما يكون من مشاكل إلى قيام الساعة، مبنياً على خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد، ولقد رتّبَ الشارع الحكيم سبحانه وتعالى العَذاب على من خالف أمره المنزَّل على رسوله، مما يدل على أن الحكم على أفعال العباد لا يكون إلاّ بما جاء به الشارع سبحانه وتعالى من طريق الوحي، وليس ما يوافقه، ولا ما يصدر من أي مصدر آخر. فالإسلام هو ما جاء وحياً من الله؛ أي ما جاء بالكتاب والسنّة، وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس باجتهاد شرعي. هذا وحدَه هو الإسلام، وما عداه كفرٌ سواءٌ أكان موافقاً للإسلام، أم كان لا يخالفه.
والدليل على ذلك أن الله تعالى أمَرَنا أن نأخذ ما يأمُرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نترك ما نهانا عنه، وأمرَنا أن نحتكمَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر/ آية 7]، فهو نصٌ في وجوب أخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتركِ ما نهى عنه، وإذا قُرنَت هذه الآية بقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور/ آية 63]، وعَرَفنا أن (ما) في قوله: (وَمَا آَتَاكُمُ) وقوله: (وَمَا نَهَاكُمْ) هي للعموم، ظَهَر جلياً وجوبُ ما جاء به، وتركِ ما نهى عنه، وأنه عامٌ في جميع ما أمر به وجميع ما نهى عنه. والطلب في هذه الآية سواء أكان طلبَ فِعل أم طلبَ ترْك، طلبٌ جازمٌ يفيد الوجوب، بدليل تهديد الله لمن يخالفه بالعذاب الأليم.
وقد نفى الله تبارك وتعالى الإيمان عمَّن يحكِّمُ غير الرسول صلى الله عليه وسلم في أفعاله، مما يدل على الحَصْر في التحكيم، وعلى الحَصْر في الأخذ بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله، وهذا كله صريحٌ في التقيد بما جاء به الإسلام، قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء/ آية 65].
على أن الله تعالى لم يكتفِ بذلك، بل نهى نهياً صريحاً عن الأخذ من غير ما جاء به الوحي من الله تعالى، فنعى على الذين يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما جاء به الرسول، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء/ آية 60]، فهذا صريحٌ في النهي عن التحاكم لغير ما جاء به الرسول، فقد جعل ذلك ضلالاً، إذ هو تحاكُم إلى الطاغوت، على أن هناك أحاديث تبيّن بصراحة أن الحلال ما أحلّ الله والحرام ما حرّم الله تعالى، وهذا يعني أن ما لم يُحِلُّه الله في كتابه لا يُعَدّ حلالاً، وما لم يحرّمه الله لا يُعَدّ حراماً؛ أي لا يؤخذ مطلَقاً.
فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السَّمِن والجُبن والفِراء، فقال: "الحلال ما أحلّ الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه".
وأخرج الدارقطني من حديث أبي ثعلبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله فَرَض فرائض فلا تُضيّعوها، وحَدَّ حدوداً فلا تعتدوها"، وهذا صريح بأنه لا يصح أن نتعدى ما حدده الله لنا، وعليه فلا يصح أن نأخذ من غير ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام.
اعلموا أن الحكم الشرعي قد عرَّفه الفقهاء بأنه: خطاب الشارع المتعلق بأفعال العِباد، والمسلمون مأمورون بأن يُحكِّموا الشرع في أفعالهم، وأن يُسيِّروا تصرفاتهم بحسبه، فإذا أخذوا ما يوافق الإسلام أو أخذوا ما لا يخالفه، فإنهم يكونون قد أخذوا من غير الحكم الشرعي، لأنهم لم يأخذوه بعينه، بل أخذوا ما يوافقه أو يشابهه، أو أخذوا ما لا يخالفه أي ما لا يصطدم معه، وفي كلتا الحالتين لا يكونون قد أخذوا الحكم الشرعي عينَه، بل أخذوا غيره، وغير الحكم الشرعي ليس هو الحكم الشرعي سواء أخالفه أم لم يخالفه، وافَقَه أم لم يوافقه، فلا يكون أخذُهُم له أخذاً للحكم الشرعي.
ويؤيد ذلك أحاديث كثيرة صريحة في النهي عن أخذ ما لم يأت به الرسول: فعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ". وفي رواية أخرى عنها أيضاً: "من عَمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رَدّ" [رواه مسلم].
وروى البخاري عن أبي سعيد الخُدْريّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَتَتبَعُنّ سُنَنَ من كان قَبلَكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضبّ لدخلتموه. قلت: يا رسول الله، اليهودَ والنصارى؟ قال: فمَن غيرهم؟" [رواه البخاري ومسلم]
هذه النصوص صريحة في النهي عن الأخذ من غير الإسلام، فالحديث الأول يقول: "فهو رَدّ" وحديث البخاري يتضمن معنى النهي، فأخْذ القوانين الغربية هو أخذٌ من غير الإسلام، وهو اتّباع لليهود والنصارى، ولذلك يَحرُم أخذها بغض النظر عن كونها توافق الإسلام أم تخالفه.
ولا يقال: إن هناك أموراً استجدّت في هذا العصر، لم تكن في أيام الرسول، ولا كانت من قبلُ، ولم يأتِ بها حكم شرعي فيجوز أخذها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وما سَكَت عنه فهو عَفْوٌ لكم"، ولأن الأصل في الأشياء الإباحة.
لا يقال ذلك، لأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم هذا لا يعني أن ما سَكَت عنه الشرع بمعنى أنه لم يبيّنه، فحاشا لله أن يكون كذلك، لأن الشرع لم يسكت عن أشياء لم يبيّن حكمها، بل بيَّن الشرع حكم كل شيء، فما من واقعة إلاّ ولها حكم، ولا من حادثة إلاّ ولها حكم، ولا يحق لمسلم أن يقول: إن الشارع سكت عن شيء ولم يبيِّن حُكمَه، بعد أن يقرأ قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة/ آية 3]، وقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) [النحل/ آية 89].
ولا يحق لمسلم من المسلمين أن يذهب إلى القول بأن بعض الوقائع تكون خَلْواً من الحكم الشرعي، بمعنى أن الشريعة الإسلامية قد أهملتها إهمالاً مطلَقاً، أي لم تُنَصِّب دليلاً من نص الكتاب والسنّة أو تَضعُ أمارة من عِلّة شرعية جاء بها النص صراحة، أو دلالة، أو استنباطاً، أو قياساً، تُنبِّه الشريعة بهذا الدليل أو تلك الأمارة إلى حكم الشرعِ في هذه الوقائع، هل هو الإيجاب أو الندب أو الحُرمة أو الكراهة أو الإباحة، أو البطلان والفساد، أو كونه سبباً أو شرطاً أو مانعاً... الخ. فلا يحق لأحد من المسلمين أن يذهب إلى ذلك القول؛ لأنه بهذا يطعنُ في شريعة الإسلام الكاملة، ويقول بأنها ناقصة، وهذا يناقض قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). وفوق ذلك فإنه يبيحُ تحكيمَ غير الشرع، مخالفاً بذلك قول الله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)، وإذا كان الشرعُ لم يأتِ بالحكم الشرعي وأخَذَ المسلمُ حكماً لم يأتِ به الشرع فقد حكَّم غير الشرع، وبناء عليه فالادعاء بأن الشرع لم يأتِ بأحكام لجميع الحوادث والوقائع هو ادعاء باطل.

أيها المؤمنون:
بقيت مسألتان: الأولى تتعلق بمعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وما سَكَت عنه فهو عَفْو"، فالحديث ليس معناه أن الشرع لم يبيّن حُكمَه، بل معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُخاطِب الصحابة فيقول لهم: ما جاء به النص الشرعي فخذوه، ولا تسألوا عن غيره حتى لا يُحرَّم عليكم، فهو نظير قوله عليه السلام في حديث آخر: "ذروني وما تركتُكُم، فإنّما أهلَك من كان قَبلكم بكثرة السؤال، واختلافهم على أنبيائهم، ما نهيتكم عنه فانتهوا، وما أمرتُكُم به فائتوا به ما استطعتم".
فيكون معنى ما سكت عنه الرسول أي ما لم يحرِّمه، فقد رفعه الله عنكم وعفا عنه، فلا تُثقِلوا على أنفسكم بالسؤال والبحث عنه فيُحرَّمُ عليكم بسبب سؤالكم، فتكونوا كبني إسرائيل شدّدوا على أنفسهم بكثرة السؤال عن البقرة، فشدّد الله عليهم، بدليل أن نص الحديث كاملاً هو ما رواه ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله فَرَض فرائض فلا تُضيّعوها، وحَدَّ حدوداً فلا تعتدوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم من غير نسيان، فلا تبحثوا عنها".
فالمرادُ النهيُ عن البحث عنها، وليس المراد أن هناك أموراً لم يبيِّن الله حكمها.
أمّا الاستدلال بقاعدة: "الأصل في الأشياء الإباحة" فإنها خاصة بالاشياء لا بالأفعال، فالأشياء التي في الكون مباحة لنا بعموم نصوص القرآن مِن مِثل قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا) [البقرة/ آية 29]، وقوله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ) [البقرة/ آية 60]، وغير ذلك من النصوص، فالأصل فيها الإباحة لعموم النصوص، وإذا حُرِّم شيء فلا بد من نص على تحريمه؛ لأن عموم الإباحة يشمل كل شيء، وإخراجه من هذا العموم يحتاج إلى نص يستثنيه منه.
هذا في الأشياء، أمّا الأفعال، فالقاعدة الشرعية تنص على أن: "الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي"، فالأصل فيها التقيد بخطاب الشارع، فإذا نَصّ الشارع على إباحة الفعل كان مباحاً، وإذا لم يَنصّ على إباحيّته فلا بد من البحث عن حكمه في الأدلة الشرعية، فليس الأصل في الأفعال الإباحة، بل الأصل فيها التقيد بالحكم الشرعي.
وأمّا المسألة الثانية فهي تتعلق بالعلوم والفنون والصناعات والاختراعات وما شابهها، فقد يقال: إن اختراع القنبلة الذرية، ورَسْمَ الخُطَط الحربية، والرحلة إلى القمر، كلها أفعال لا تخالف الإسلام فنأخذها لأنها توافق الإسلام ولا تخالفه، فيكون أخذُنا لها أخذاً لما لا يخالف الإسلام، وأخذاً لما يوافق الإسلام.
للإجابة عن ذلك نقول: إن هناك فَرْقاً بين الأفكار المتعلقة بالعقائد والأحكام الشرعية، وبين الأفكار المتعلقة بالعلوم والفنون والصناعات والاختراعات وما شابهها، فالأفكار المتعلقة بالعقائد والأحكام الشرعية لا يجوز أن تؤخذ إلاّ مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب أو سنّة، أو مما أرشدا إليه من إجماع الصحابة أو القياس باجتهاد شرعي.
أمّا الأفكار المتعلقة بالعلوم والفنون وما شاكلها فيجوز أخذُها إن لم تخالف الإسلام، والدليل على ذلك ما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أن بشر مثلكم، إذا أمرتُكُم بشيء من أمور دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من أمور دنياكم فإنّما أنا بشر"، وما رُوي عن عائشة وأنس معاً أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بقومٍ يُلقِّحون، فقال: لو لم تفعلوا يصلًُحُ، قال: فخرجَ شيصاً؛ أي بسراً رديئاً، فمرّ بهم فقال: ما لِنخلِكم؟ قالوا: قلتَ كذا وكذا، قال: "أنتم أدرى بأمور دنياكم".
ويروي أهل السِّيَر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لمّا خرج للقاء المشركين في غزوة بدر، ونزل عند أدنى ماء بدر، قال له الحُبابُ بن المنذر: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلَكَهُ الله تعالى فليس لنا أن نتقدّمه أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. قال الحُبابُ: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزِل، فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم، فإني أعرفُ غزارة مائه، بحيث لا يَنزَحُ، فننزِلَهُ ثم (نُغَوِّرُ) ما عداه من القلبِ، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماءً فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أشرتَ بالرأي"!! ٍ[سيرة ابن هشام، ص160].
فهذه النصوص كلها دليل على أن ما كان من غير العقائد والأحكام الشرعية إذا لم يخالف الإسلام، أي إذا لم يأتِ نصٌ بالنهي عنه، نأخذه إذا وافق الإسلام، وإن جاء نصٌ بالنهي فإنا لا نأخذه لأن الشرع نهى عنه، فمثلاً نهى الشرع عن تصوير ذوات الأرواح من إنسان وحيوان وطير، وغير ذلك، رسماً أو نحتاً باليد، فقال صلى الله عليه وسلم: "كل مصوِّرٍ في النار"، وقال: "الذين يضعون هذه الصور يُعذَّبون في النار" [متفق عليه]، وقال عليه الصلاة والسلام: "لعن الله المصوِّرين".
فهذه النصوص في النهي عن التصوير، فالرسم باليد وإن كان فناً من الفنون، فإنه يخالف الإسلام لورودِ النصوص في النهي عنه، فكان لذلك حراماً، فلا يَحِلّ لمسلمٍ أن يرسم صورة لذي روح ولا أن ينحتها. وأمّا التصوير بالآلة فإنه مباح ضمن الحدود الشرعية، لأنه ليس تصويراً باليد من قِبل الإنسان، وإنّما هو حبسٌ للظل، وهذا لا يدخل تحت النهي المذكور، فكان مباحاً لأنه فنّ، وليس من العقائد والأحكام الشرعية، وما دام لا يخالف الإسلام. وأمّا إن كان من العقائد والأحكام الشرعية فلا يصحّ أن يؤخذ إلاّ مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى.

أيها المؤمنون:
هذا هو واقع الإسلام، فما جاء به الوحي من كتاب الله وسنّة رسوله هو الإسلام وهو الشرع، وما لم يأتِ به الوحي فليس من الشرع، ولا هو من الإسلام، فكل ما ليس له دليل من الكتاب والسنّة، ولا مما أرشد إليه الكتاب والسنّة من الأدلة، فإنه أفكار كفر، وأحكام كُفر، سواء أوافقت الإسلام أم لم توافقه، وخالفته أم لم تخالفه. فمن هذا الباب أدخَل الكافر المستعمِرُ أفكاره وأحكامه بحُجّة أنها توافق الإسلام ولا تخالفه، فأدخلوا علنيا فكرة الديمقراطية، وفكرة الحريات العامة، وفكرة قبول الآخر، وفكرة احترام رأي الأغلبية، وفكرة تقارب الأديان، وحوار الحضارات، وفكرة الوسطية، وفكرة الاعتدال والتطرف، وفكرة الإرهاب، وأفكاراً أخرى كثيرة.
فاحذروا أيها المسلمون من أن يُدخِلَ أحدٌ عليكم من مثل هذه الأفكار بحجة أنها توافق الإسلام أو لا تخالفه، واعلموا أن كل ما لا يخالف الإسلام أحكام كفر وأفكار كفر، لا يحل أخذها مطلَقاً، فانبذوها، وحاربوها؛ لأنها خديعة فظيعة لإدخال أحكام الكفر على المسلمين، ووسيلة للتنكّب عن طريق الهدى طريق الإسلام، وهي وسيلة أيضاً للحيلولة بين المسلمين وبين تطبيق الإسلام عملياً في واقع حياة الأمّة، وهي أفكار كفر أمرَنا الله تعالى أن نكفر بها جملةً وتفصيلاً باعتبارها من الطاغوت، وذلك لقوله عزّ وجلّ: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا).
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 02-01-2012
رفيق بالخصم رفيق بالخصم غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 50
افتراضي رد: محاولات التوفيق بين الإسلام والكفر

موضوع نافع لكل مسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 02-01-2012
ابو البراء الشامي ابو البراء الشامي غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 823
افتراضي رد: محاولات التوفيق بين الإسلام والكفر

الموقع الرسمي لحزب التحرير عربي
http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic/
الموقع الرسمي لحزب التحرير بالالماني
http://www.hizb-ut-tahrir.org/DE/
الموقع الرسمي لحزب التحرير بالتركي
http://www.hizb-ut-tahrir.org/TR/
الموقع الرسمي لحزب التحرير بالانكليزي
http://www.hizb-ut-tahrir.org/EN/
المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير عربي
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/
موقع المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير بالانكليزي
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/english.php
موقع المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير بالالماني
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/deutsch.php
موقع المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير بالتركي
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/turkish.php
تلفزيون و فضائية حزب التحرير البث المتلفز
http://www.htmedia.info/
راديو واذاعة حزب التحرير
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info//index.php/radio
راديو و اذاعة حزب التحرير
http://www.fomny.org/Video/Arabic-Ra...-ut-tahrir.htm
موقع الخلافة بالعربية
http://khilafah.net/main//index.php/default/index
موقع أمير حزب التحرير حفظه الله تعالى
http://hizb-ut-tahrir.info/arabic/in...tameer/categ_9
قاعة البث الحي لحزب التحرير
http://www.alummah-voice.com/live/index.php
موقع المكتب الاعلامي لحزب التحرير لبنان
http://www.tahrir.info/
موقع المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين
http://www.pal-tahrir.info/
موقع حزب التحرير أمريكا
http://www.hizb-america.org/
موقع حزب التحرير باكستان
http://www.hizb-pakistan.org/
موقع حزب التحرير ماليزيا
http://www.mykhilafah.com/
موقع حزب التحرير ولاية تركيا
http://www.turkiyevilayeti.org/
موقع حزب التحرير اندونيسيا
http://hizbut-tahrir.or.id/
موقع حزب التحرير استراليا
http://www.hizb-australia.org/
موقع حزب التحرير بريطانيا
http://www.hizb.org.uk/hizb/index.php
موقع حزب التحرير فرنسا
http://albadil.edaama.org/
موقع حزب التحرير ألمانيا
http://www.islam-projekte.com/
موقع حزب التحرير الدنمارك
http://www.hizb-ut-tahrir.dk/new/
موقع حزب التحرير بنغلاديش
http://www.khilafat.org/index.php
موقع حزب التحرير هولندا
http://www.kalifaat.org/
موقع حزب التحرير اوكرانيا
http://www.hizb.org.ua/
موقع الخلافة بالانكليزي
http://www.khilafah.com/
موقع أرشيف حزب التحرير
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabi.../category/P30/

مواقع صديقة
شبكة و منتديات الناقد الاعلامي
http://naqed.info/oldf/index.php?
منتدى العُقاب
http://alokab.com/forums/
نداءات من بيت المقدس
http://www.al-aqsa.org/index.php/default/main
مجلة الوعي
http://www.al-waie.org
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 02-10-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: محاولات التوفيق بين الإسلام والكفر

الجمعة 18 ربيع الأول 1433
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.