المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات العناية بالبشرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    استكشف سر جمال شعرك في ويلنس سوق، الوجهة الأولى للعناية بالش...  آخر رد: الياسمينا    <::>    ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال  آخر رد: الياسمينا    <::>    موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > مكتبة الكتب والصور والأفلام
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #11  
قديم 05-12-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

وماذا عن الهيكل؟
يقول بن غوريون ـ وردّد ذلك من بعده مناحيم بيغن ـ : "لاقيمة لإسرائيل بدون القدس, ولا قيمة للقدس بدون الهيكل." والصهيونية على ـ الرغم من أنها مذهب سياسي ـ تتخذ من الهيكل والأرض المقدسة اسماً لها، وشعاراً مقدساً تكافح من أجله, وتعتبر نفسها الحركة التي تستهدف إعادة مجد إسرائيل, وبناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى, ومن ثم السيطرة على العالم وحكمه من القدس على يد ملك اليهود الذي هو مسيحهم المنتظر.
جاء في شرح معنى الصهيونية في دائرة المعارف البريطانية: "إن اليهود يتطلعون إلى اقتداء إسرائيل، واجتماع الشعب في فلسطين، واستعادة الدولة اليهودية، وإعادة بناء هيكل سليمان, وإقامة عرش داود في القدس, وعليه أمير من نسل داود".
حتى الماسونية ـ الجمعية السرية التي استطاع اليهود جذب المئات, من غير اليهود باسم الحرية والإخاء والمساواة, بواجهاتها المتعددة كالروتاري, والليونز ـ هدفها الأساسي الأسمى: إعادة بناء الهيكل. يعرِّف المستشرق الهولندي (دوزي) الماسونية فيقول: "جمهور كبير من مذاهب مختلفة، يعملون لغاية واحدة هي: إعادة الهيكل الذي هو رمز دولة إسرائيل"، وكلمة ماسونية مأخوذة من التعبير الإنجليزي (Free mason), ومعناه: البناؤن الأحرار. ومما يدل على أن الماسونية أداة صهيونية ما جاء في البروتوكولات اليهودية عنها: "نحن جيش مشتّت عن الوصول لأغراضه بالطرق المستقيمة, فالمراوغة فحسب هي الوسيلة الصحيحة, وهي الأصل في تنظيمنا للماسونية التي لا يفهمها أولئك الخنازير من الأمميين"[1].
ويقول إدريس راغب وهو أحد الماسونيين العرب: "إن الاعتقاد بوجوب إقامة الهيكل يقوّي أيماننا بالوعود المذكورة بالكتاب".
وقالت دائرة المعارف الماسونية الصادرة في فيلادلفيا سنة 1906م: "يجب أن يكون كلّ فعل ماسوني رمزاً لهيكل اليهود, وهو بالفعل كذلك, وأن يكون كل أستاذ على كرسيه ممثلاً لملك اليهود, وكلّ ماسوني تجسيداً للعامل اليهودي"، ومن الأدعية التي يقرأها جميع الحاضرين من الدرجة 33 في المحافل الماسونية: "سنعود إلى عهد سليمان بن داود, ونبني الهيكل الأقدس, ونقرأ فيه التلمود, وننفذ كل ما جاء في الوصايا والعهود, وفي سبيل مجد إسرائيل نبذل كل مجهود".

المنظمات والجماعات اليهودية المعنيّة بهدم الأقصى وبناء الهيكل:
هي أكثر من عشرين منظمة وجماعة من أهمها:
- جماعة (جوش ايمونيوم), ومعناها (كتلة الإيمان) , وتطلق على نفسها ايضاً: (حركة التجديد الصهيوني)، وهي أداة طيِّعة في يد (أريل شارون) رئيس كتلة الليكود لتنفيذ سياساته في المناطق المحتلة.
- منظمة (يشيفات اتريت كوهانين) أي: التاج الكهنوتي , وتعود جذورهم إلى الحاخام (إبراهام يتس حامدكول) الحاخام الفلسطيني الأول, وهذه المنظمة لديها خطط هندسية جاهزة لإنشاء الهيكل, وهي تعقد ندوات دورية عن الهيكل وسبل العمل لإعادة بنائه.
- جماعة (أمناء الهيكل)، وتقوم هذه الجماعة بإقامة الصلوات اليهودية في الساحة المحيطة بحائط البراق.
- حركة (كاخ) ومعناها (هكذا) بالبندقية: ومؤسسها هو الحاخام اليهودي الأمريكي (مائير كاهانا)، ومن جماعته (واين جودمان) الذي قام بالهجوم على الأقصى في 11/4/1982م، وتسبب هذا الهجوم في استشهاد وجرح عدد من المسلمين، وقد قام (كاهانا) بدفع أتعاب المحاماة عنه حتى أطلق سراحه[2].
حتى النصارى يشاركون في الجريمة:
يشاطر النصارى الإنجيليون اليهودَ عقيدة قدسية الهيكل, وضرورة إقامته مكان المسجد الأقصى؛ لأن كليهما يأخذ عقيدته من التوراة المحرفة التي أفاضت الحديث عن الهيكل, والأنشطة التي يقومون بها واسعة النطاق, فكتبهم تزيد على ثلث مجموع الكتب التي يشتريها الجمهور, ويملكون ويديرون 1300 محطة راديو, وتنظم الكنيسة رحلات دورية سياحية دينية للقدس لزيارة الأماكن اليهودية, والمسيحيين المقدسة, ومن أبرز شخصياتهم الممثلة للتحالف القوي بين الصليب ونجمة داود:
- المطران (جيم دولوس): وهو عضو في منظمة الهيكل المقدس اليهودية.
- والقس (جيمي سواغارت): وهو يرى أنه ينبغي أن يُبني الهيكل للتمهيد لمجيء المسيح.
ولعل من أخطر شخصيات (المسيحيين الأصوليين) رجلين:
الأول: (جيري فالويل)، وله منظمة يسمونها منظمة (الأغلبية الأخلاقية) أو (الأغلبية المعنوية)، لها برنامج إذاعي وتلفزيون يومي يستمر ساعة كاملة، ومما يقوله: "إن الوقوف ضد إسرائيل هو وقوف ضد الله"، ويقول في برنامجه (ساعة من إنجيل زمان) حينما غزا اليهود لبنان واحتلوا بيروت عام 1982م: "يذكر سفر التكوين من التوراة أن حدود (إسرائيل) ستمتد من الفرات إلى النيل وستكون الأرض الموعودة.. وهي العراق وسورية وتركيا والسعودية ومصر والسودان وجميع لبنان والأردن والكويت".
الرجل الثاني: (بات روبرتسُن): النجم التلفزيوني الديني, المعروف في أنحاء أمريكا كلها، يملك هو وجماعته الإنجيلية الأصولية المحطة المشهورة C.B.N. وهي تذيع باستمرار على مدار 24ساعة, وفي برامجه يؤكد دائماً على عداوة العرب ويسميهم أعداء الله, ويعتقد أنه لا مجال للعدل مع الفلسطينيين طالما أن رغبة الله هي تأسيس (إسرائيل) وفي تعيين حدودها, وكان (بات روبرتسن) ضمن الوفد الرسمي الذي رافق (الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش) في زيارته للسودان عام 1985م، التي وقّع على إثرها اتفاق أمريكي سوداني بترحيل يهود الفلاشا إلى (إسرائيل), وهو يدل على قوة العلاقة التي تربط هذا الرجل بالرئيس بوش.
وهناك نحو 250 منظمة تحمل أفكار الإنجيليين,بدأت حرباً مكشوفة ضد المسلمين في أمريكا, وكلها تؤمن بحرفية التوراة والإنجيل, وتدعم اليهود لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل فوق أنقاضه، تهيئةً لقدوم المسيح حسب تنبؤات الكتاب المقدس, ومن أشهر هذه المنظمات: السفارة المسيحية الدولية في القدس، أسسها الإنجيليون في سبتمبر 1985م وجعلوا مقرها في القدس, يقول رئيس هذه الطائفة: "إنّا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم, وإن القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام الله, وإن الله قد أعطى هذه الأرض لإسرائيل إلى الأبد[3].



[1] الخطر اليهودي ـ بروتوكولات حكماء صهيون ترجمة التونسي, بروتوكول 11ص 143, وأنظر قبل أن يهدم الأقصى, لعبد العزيز مصطفى ص73.

[2] قبل أن يهدم الأقصى 98 -105.


[3] قبل أن يهدم الأقصى 92 98, القدس بين الوعد الحق والوعد المفتري , د. سفر الحوالي.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #12  
قديم 05-12-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

إستراتيجية اليهود لهدم الأقصى وبناء الهيكل

على أنقاضه

لم تنقطع محاولات اليهود الجادة يوماً لتشييد هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى, واتبع اليهود للوصول إلى هذا الهدف البعيد خطين:
1/ هدم المسجد الأقصى أولاً: ومضى العمل لتحقيق هذا الغرض في اتجاهين:
الأول: محاولات اليهود عصابات وأفراداً حرق ونسف المسجد الأقصى, وهي كثيرة جداً منها: في 21 أغسطس 1969م أقدم (دينس مايكل) على إشعال النار في المسجد الأقصى, وأتت النيران على أثاث المسجد وجدرانه، والتهمت منبره الذي كان صنعه نور الدين محمود زنكي ونصبه صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير المسجد. ومن مساعيهم لنسف المسجد بالمتفجرات المحاولات التي اكتشفت في سنوات :1980م،1982، 1984م, وكثيراً ما اكتشف حراس المسجد الأقصى من المسلمين أعداداً من اليهود في الساحات المحيطة بالمسجد وهم يُعِدّون لعملية نسف تام للمسجد مستخدمين قنابل ومتفجرات مادة (tnt), كما تكرر ذلك في عام 1989م.
الاتجاه الثاني: مواصلة الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، والتي شرع فيها منذ حرب يونيو 1967م، حيث هدم اليهود (حي المغاربة) كلياً لتكون الأرض جاهزة لأي أعمال حفر وتنقيب, وتم إجلاء أعداد كبيرة من سكان القدس القديمة, وأقصت بيوتاً عربية كثيرة سكن (أريل شارون) في أرض واحدةٍ منها تأكيداً على تهويد القدس. والهدف النهائي لهذه الأنفاق والحفريات هو تفريغ الأتربة, والصخور من تحت المسجد الأقصى وقبة الصخرة تمهيداً لانهياره بفعل تقلبات مناخية, أو اهتزازات طبيعية, وقد أدت حالياً إلى حدوث تشققات وانهيارات في أسوار المسجد الأقصى, لا سيما الحائط الجنوبي منه, وجرفت أكثر من مائة قبر من قبور الصحابة والتابعين التي كانت موجودة قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى، يصحب ذلك حركة بناء مكثفة لتغيير ملامح المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى.

2/ تشييد الهيكل الثالث: واتخذ اليهود, لتحقيق هذا الهدف البعيد عدداً من الأساليب:
1- محاولات اقتحام اليهود المسجد الأقصى لإقامة الصلاة اليهودية عنوة: في 30يناير 1976م أقرت إحدى المحاكم الإسرائيلية حق اليهود في الصلاة بساحات الأقصى في أي وقت يشاءون من النهار، ففي 15 أغسطس 1967م دخل (شلومو تمورين) الحاخام الأكبر لإسرائيل ولجيشها مرتدياً الزي العسكري إلى ساحة المسجد الأقصى، يرافقه عشرون من ضباط الجيش، واصطفوا لتأدية الشعائر اليهودية، وأوعز للجيش الاستيلاء على مفتاح باب المغاربة؛ لتيسير الدخول إلى حائط المبكى كلما أرادوا، كما أقدم الحاخام اليهودي (مائير كاهانا) زعيم حركة (كاخ) في 7 أغسطس 1984م على محاولة لتدنيس المسجد الأقصى, وذلك برفع العلم الإسرائيلي وكان ذلك في ذكرى تحطيم المعبد القديم وهو يوافق 7 أغسطس من كل سنة وقام آلاف من اليهود وقتها بإقامة الشعائر اليهودية في المسجد الأقصى.
2- استجاشة العواطف الدينية عند اليهود والإنجيليين الأصوليين، بما تبثه وسائل الإعلام عن خبراء سلطة الآثار من اكتشافات حفرية تَمُتُّ بصلةٍ إلى الهيكل الأول أو الثاني, كالحديث عن (الشارع العتيق) المكتشف (صدفةً!!) في عام 1997م، ومن ذلك ما قام به الفيزيائي الأمريكي (لاجرت دولفين) مع اليهودي (ستانلي فولت) من محاولة التحليق فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها بأشعة إكس بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي الذي ابتكره دولفين لتصوير باطن الأرض, ليثبت للعالم أن المسجد الأقصى مُقَام في موضع الهيكل, وهذه عوامل نفسية تشكل آلية من آليات تعميق المعتقد اليهودي والصليبي الإنجيلي بضرورة إقامة الهيكل.
3- القيام بوضع حجر الأساس, للهيكل الثالث بالقرب من مدخل المسجد الأقصى وبلغت زِنة هذا الحجر (3.5) طن وقال (جرشون سلمون) زعيم جماعة (أمناء الهيكل) : "إن وضع حجر أساس الهيكل يمثل بداية حقبة تاريخية جديدة" وأضاف: "لقد انتهى الاحتلال الإسلامي، ونريد أن نبدأ عهداً جديداً من الخلاص للشعب اليهودي"، كما توجد في المدينة المقدسة وحدها سبع مؤسسات تتولى مهمة الإعداد لبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #13  
قديم 05-12-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

أي الفريقين أحق بالمسجد الأقصى؟

لقد أسس اليهود آمالهم العريضة على شفا جُرُفٍ هارٍ من مقدمات مغلوطة، ومماحكات مكشوفة, وتُرّهات مفضوحة, إنهم يزعمون ـ زوراً وبهتاناً ـ أن التوراة هي التي منحتهم هذا الحق!!!
ومن هم اليهود في نصوص التوراة حتى يكونوا الوصاة عليها؟
جاء في توراتهم: قال الرب: "ها أنذا جالب شراً على أورشليم, ويهوذا, وأدفعهم إلى أيدي أعدائهم غنيمة ونهباً لجميع أعدائهم: لأنهم عملوا الشر في عيني"[1].
وتقول عنهم: "إن الله قال: اذهب قل لهذا الشعب: اسمعوا سمعاً, ولا تقهقهوا, وابصروا إبصاراً ولا تعرفوا غلظ قلب هذا الشعب, وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه، ويسمع بأذنيه، ويفهم بقلبه"[2].
وتقول: "وصار مرشدو هذا الشعب مضلين, لأجل ذلك لا يفرح الرب بفتيانه، ولا يرحم يتاماه وأرامله؛ لأن كل واحد منهم منافق وفاعل شر"[3].
ثم من هم اليهود في حقائق التاريخ؟
إنهم المتطاولون على الله، الواصفون إياه سبحانه بالنقص والعيب والسوء، كما حكى القرآن عنهم: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)[4] وقال أيضاً عنهم: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق)[5].
إنهم الجاحدون, الكاتمون ما أنزل الله على رسله: (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء من موسى نوراً وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً)[6].
إنهم قتلة الأنبياء: (حزقيال) و (إشعيا) و (أرميا) و (زكريا) و(يحي) (ويقتلون النبيين بغير الحق)[7]، (وقتلهم الأنبياء بغير حق)[8].
فأي الفريقين أحق بالمسجد الأقصى؟
(من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل)[9] أمّن قال الله عنهم: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)[10] أمة السبق بالخيرات, الشهيدة على القرون الخاليات (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)[11].

ألم تر أن السيف ينــقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا


إن الأحق بالأرض المقدسة, مُتعبَّد إبراهيم, ومحراب داود, ومسجد سليمان هم الصالحون العابدون, الموحدون المصلحون, بل هم الأحق بالأرض كلها كما قال سبحانه: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون. إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)[12].
إننا نستند في وعدنا وحقنا نحن المسلمين لسدانة المسجد الأقصى وبيت المقدس إلى كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وحقائق التاريخ، إن الوعد الذي يزعمه اليهود الملعونون على لسان داود وعيسى بن مريم ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه منسوخ وباطل مفترى. لأن وعد التوراة بالتمكين لأولياء الله قد تحقق على يد الصالحين من بني إسرائيل, وبلغ أوْجَهُ زمن النبيين الكريمين داود وسليمان عليهما السلام, وفضّلهم الله على العالمين من أهل زمانهم لما كان فيهم من الأخيار الأبرار, فلما بعث فيهم المسيح ابن مريم كفروا به وبدلوا نعمة الله كفراً, وأحلوا قومهم دار البوار, وإنما هم ينتظرون اليوم بدويلتهم الكافرة مسيحهم الأعور الدجال.
قال ابن القيم: "ومن تلاعبه يعني الشيطان بهم يعني اليهود أنهم ينتظرون قائماً من ولد داود النبي إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم, وإن هذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الذي وعدوا به, وهم في الحقيقة إنما ينتظرون مسيح الضلالة الدجال, فهم أكثر أتباعه وإلاّ فمسيح الهدى عيسى ابن مريم عليه السلام يقتلهم ولا يُبقي منهم أحداً.. "[13].
وإذا كان الله تعالى قد أعطى إبراهيم الخليل عليه السلام وعداً[14] فهو وعد الله لهذه الأمة الموحدة التي بارك الله تعالى فيها بكثرة العدد, فيهم قبائل الأرض من الهنود والعرب والزنوج والفرس والأوربيين والأفغان والبربر.., فهو الشعب الذي دخل في جميع الشعوب, أما اليهود فإنهم في الأرض شرذمة قليلة[15], ولا يصفو منهم من هو من بني يعقوب إلا أقل القليل[16], فالواقع يشهد أن هذه الوعود ليست لبني إسرائيل وأنهم يكذبون ويفترون على الله حين يجعلونها فيهم وإنما هي في بني إسرائيل فالسعداء بوعد إبراهيم عليه السلام, إنما هم أتباع النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم, كما قال تعالى : (إنّ أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين)[17], أما اليهود أعداء الله ورسله فإنهم محرومون من هذا الوعد الإلهي لخليله إبراهيم بنص الكتاب. (قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) [18], واليهود من أظلم الظالمين كما قال سبحانه وتعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين)[19], ووعد الله تعالى فيهم بالعذاب والذلة والمسكنة واضح جلي كما قال تعالى : (وإذ تأذن ربك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب)[20] وقوله: (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلاّ بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب منه وضربت عليهم المسكنة)[21] ومهما بدا حبل أمريكا وأوروبا وروسيا لهم ممدوداً طويلاً فانه لا يلبث أن ينقطع ليرجعوا إلى ما كتبه الله عليهم من تسليط أمم الأرض عليهم وماربك بظلام للعبيد.
فإن ابتغوا الرحمة من هوان الدنيا وعذاب الآخرة, فسبيل ذلك الإذعان للإسلام (عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً)[22].



[1] سفر الملوك الثاني 21/12 - 15

[2] سفر أشعيا 6/ 8 - 13

[3] سفر أشعيا 9/ 13 17.

[4] المائدة آية 64.

[5] آل عمران آية 181.

[6] الأنعام آية 91.

[7] البقرة آية 61.

[8] النساء آية 155.

[9] المائدة آية 60.

[10] آل عمران آية 110.

[11] البقرة آية 143.

[12] الأنبياء الآيات 105-107.

[13] اغاثة الهفان 2/338.

[14] جاء في الإصحاح (12) أن مما وعد به الرب إبراهيم قوله: (وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض).

[15] إن يهود العالم اليوم، وإن أسموا أنفسهم شعب التوراة، وزعموا أنهم من بني إسرائيل، كي يستدروا عطف النصارى بكذبتهم الكبرى أنهم يهود الأرض المقدسة، وأنهم شعب المسيح عليه السلام، إنما يرجعون في الحقيقة –إلا النزر اليسير منهم- إلى يهود الخزر الذين لا صلة لهم ببني إسرائيل، ولا بالأرض المقدسة، كما أن منهم "الفلاشا"، سكان الحبشة، ومنهم "الألمان" ذو السحنة الألمانية، ومنهم "التامل" أي اليهود السود في الهند، ومن الثابت تاريخياً أن يهود الخزر، الذين هاجروا من روسيا إلى غربي أوروبا هم الذين وجهوا الثورة الفرنسية والأمريكية فتركوا بصماتهم الخبيثة في الثقافة والاقتصاد، والأخلاق والفن في الحياة الأوروبية.

[16] الوعد الحق والوعد المفترى ص22.

[17] آل عمران آية 68.

[18] البقرة آية 124.

[19] الصف آية 7.

[20] الأعراف آية 167.

[21] آل عمران آية 112.

[22] الإسراء آية 8.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #14  
قديم 05-12-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

الطريق إلى خلاص المسجد الأقصى

1. كل المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها يتطلعون إلى خلاص المسجد الأقصى وفلسطين من أيدي أعداء الله اليهود الغاصبين، ولكن هذه الأمنية تحتاج لتحقيقها واقعاً إلى تغيير في نفوسنا، يخلصنا أولاً من العبودية لغير الله في أي صورة من صور الشرك وعبادة غير الله. فلا بدّ من تغيير عميق للجذور, نبني به رجل العقيدة المسلم, الذي يحقق العبودية لله تعالى في نفسه ويعبِّد الآخرين لخالقهم, وبهذا الأساس الصلب سينفذ جيل النصر القادم لا محالة إلى اليهود القابعين في بيت المقدس, وبذلك الوصف سينادي الحجر والشجر جند الله المؤمنين الذين سينازلون اليهود: (يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي وارئي تعال فاقتله)، وسبيل ذلك التربية المتوازنة على العقيدة الصافية التي لا تكدرها شائبة, من خرافة ومحدثة وشبهة، العقدية التي يريدها القرآن الكريم، وتريدها السنة الصحيحة أن نعتقدها بشمولها عبادة ونكساً، وولاءً وبراءً، شريعة وحكماً، دون تجزئة , أونسيان حظ مما ذكرنا به، كما قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)[1].
2. السعي الدؤوب لوحدة المسلمين على كلمة سواء من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاعتصام بهما (واعتصموا بحل الله جميعاً ولا تفرقوا)[2]، وأثبت الواقع أنه لم ولن تكون القومية العربية إطاراً يحقق الوحدة لأنها بناء قائم على جرفٍ هارٍ ودعوة مالها من الله من برهان ولا نصير، في حين اثبت الإسلام صلاحيته لتوحيد شعوب مترامية المسكن, مختلفة الأجناس, صهرهم في بوتقة واحدة, وصقلهم وهذب أخلاقهم وطباعهم، وأبدع بهم حضارة حكمت الشرق والغرب، وحقق لها شعور الانتماء الواحد , أكثر من الذي يشعر به أبناء البلد الواحد, واعتبر الإسلام هذه الرابطة أقوى وشيجة بقوله تعالى : (إنما المؤمنون إخوة)[3] وقوله تعالى : (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)[4], وبمثل قوله عليه الصلاة والسلام: (أن آل أبى فلان ليسوا بأوليائي أن وليّ الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم أبلها ببلالها)[5].
إن رابطة البنوّة فَصَمَتْ بين نوح عليه السلام وابنه عندما انعدمت رابطة الإيمان (إنه ليس من أهلك أنه عملٌ غيُر صالح)[6], كذلك رابطة الأبوة بين إبراهيم عليه السلام وأبيه فصمت لما انعدمت رابطة العقيدة (فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه أن إبراهيم لأواه حليم)[7]. كذلك لم ينفع أبا لهب وهو العربي القرشي رابطةُ النسب والقوم، وكان من الهالكين لكفره, لكنّ بلالاً الحبشي, وصهيباً الرومي, وسلمان الفارسي كانوا من خير أبناء هذه الأمة, وهكذا ضمّت دائرة الإسلام العرب والفرس والأكراد والترك والبربر والهنود والصين والأفارقة وغيرهم, وجعلت منهم أمة واحدة من دون الناس كما قال عليه الصلاة والسلام, فكان لهم التاريخ الواحد, والمآثر الواحدة, والأفراح والأعياد الواحدة, ولغة الدين الواحدة، وسل التاريخ ينبئك!! فها هم أولئك المماليك الذين حموْا هذه البقعة من بلاد الشام وبيت المقدس لم يكونوا من جنس العرب، وإنما كانوا من جنس التتار، ولكنهم قاتلوا حميّة للإسلام، وحمى صلاح الدين هذه البلاد من اندثار العروبة والعرب واللغة العربية، وهو كردي لا عربي, ولكن حفظ لها عروبتها ولغتها حين حفظ لها إسلامها من غارة الصليبيين, وكان الإسلام في ضميره هو الذي كافح الصليبيين كما كان الإسلام في ضمير بيبرس والمظفر قطز.
لقد آن الأوان لننبذ كل تلك الطروح القومية والوطنية والاشتراكية والشيوعية والعلمانية وسواها من رايات الفشل والشقاق , ونتخذ راية الإسلام شعاراً لتوحيد الجهد والجهاد في سبيل الله (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)[8].
3. ما أشبه الليلة بالبارحة! فكما رزء المسلمون في القرن الخامس الهجري قبل فتح بيت المقدس بالحركات الباطنية كالعبيديين, والحشاشين, والنصيريين والدروز, فإننا اليوم مبتلون بهذه الحركات وغيرها مما لم يكن في الماضي كالقاديانية والبهائية, وإذا كان الإمامان نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي قد وفقا لإدراك خطر الدولة العبيدية على وحدة المسلمين ولم شعثهم، فإننا اليوم ينبغي أن نتصدى لهؤلاء بكل الوسائل الممكنة, ويجب أن نحذر من اعتبارهم في أي وحدة لانهم كالسوس ينخر من الداخل.
4. إن السبيل الأوحد في إدارة الصراع مع اليهود, لإخراجهم من بيت المقدس وفلسطين هو قتالهم في سبيل الله، وإن من أعظم صور الجهاد، وأروع ضروب الاستشهاد، ما يقوم به شباب الجهاد في فلسطين من عمليات فدائية، أفزعت اخوان القردة والخنازير، وأقضّت مضاجعهم، حتى أبلغت قلوبهم حناجرهم. ولما كانت هذه العميات الجهادية تستوجب وجود عنصر بشري لإحداث التفجير، بسبب إحكم العدو للتدابير الأمنية، سواءً بتدريع جسم المجاهد بالمتفجرات، أو باقتحام الثكنات بعربة ملغّمة، أو بالسقوط عليها بطائرة مفخخة. فإن جماهير العلماء في عصرنا الحاضر قد نصوا على جواز ومشروعية هذه العمليات الفدائية، لعموم نصوص الكتاب والسنة المحرّضة على قتال الكافرين، بُغية الإثخان في أعداء الله، والانتصار للدين، ومن ذلك قول الله تعالى : (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)[9]، وقوله تعالى : (يقاتلون في سبيل الله فيَقتُلون ويُقتلون)[10] وقرأ حمزة والكسائي وخلف بتقديم المفعول على الفاعل (فيُقتلون ويَقتُلون)، وقوله سبحانه: (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون)[11]، وقوله عز وجل: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك)[12]، ومن الأحاديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة يُحبهم الله –ذكر منهم- الرجلُ يلقى العدو في فئةٍ فينصُبُ لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه)[13]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما سمع هيْعَةً أو فزعة طار عليه يبتغي القتلَ والموتَ مظانَّهُ)[14]، ولحديث الغلام في قصة أصحاب الأخدود، وذلك أنَّه علَّم ملك نجران كيف يقتله، وأنه لا سبيل لهم إلى قتله إلا بالطريقة التي دلهم عليها، فكان متسبباً في قتل نفسه، من أجل دخول دخول أهل تلك البلاد في دين الله، وكان ما أراد، حيث قالوا جميعاً: آمنا بالله رب الغلام. ومن المعلوم بداهة أن قتل الأعداء من أعظم المخاطرة، لما في ذلك من تعريض النفس للتلف..

الجود بالمـال جود فيه مكرمـة والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وإذا كان أكثر أهل العلم قديماً قد ذهبوا إلى مشروعية الاقتحام على العدو، والانغماس في صفوفه، مع تحقُّق الهلاك، وضعف العدة، وقلة العدد، بقصد النكاية بالعدو، وكسر عنفوانه، وفلِّ شوكته، وتوهين قناته، فإن الصورة العصرية أيضاً مشروعة لذات المقصد والغاية. قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني ـ تلميذ الإمام أبي حنيفة ـ رحمهما الله: "لو حمل رجل واحد على ألف من المشركين وهو وحده فلا بأس بذلك، إذا كان يطمع في النجاة، أو نكاية في العدو. وإن كان قصده إرهاب العدو، وليعلم صلابة المسلمين في الدين، فلا يبعد جوازه. وإن كان فيه نفع للمسلمين فتَلِفتْ نفسه لإعزاز الدين، وتوهين الكفر، فهو المقام الشريف الذي مدح الله تعالى به المؤمنين بقوله تعالى : (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)"[15].
وصحح أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله جواز الاقتحام على العساكر لمن لا طاقة له بهم؛ لأربعة وجوهٍ: طلب الشهادة، ووجود النكاية، وتجرئة المسلمين عليهم، وضعف نفوسهم ليروا أن هذا صنع واحد فما ظنك بالجمع.[16] ومن شواهد ذلك في السيرة: حمل سلمة بن الأكوع والأخرم الأسدي وأبي قتادة وحدهم رضي الله عنهم على عيينة بن حصن ومن معه، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (خير رَجّالتنا سلمة)[17]. قال ابن النحاس: "وفي الحديث الصحيح الثابت أول دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده، وإن غلب علىظنه أنه يُقتل إذا كان مخلصاً في طب الشهادة كما فعل سلمة بن الأخرم الأسدي"[18]، ومن المشهور أيضاً فعل البراء بن مالك في معركة اليمامة، فإنه احتُمِل في ترس على الرماح، وألقوه على العدو فقاتل حتى فتح الباب، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة[19]، ومن ذلك أيضاً قصة أنس بن النضر رضي الله عنه في وقعة أحد، فقد قال: "واهاً لريح الجنة"، ثم انغمس في المشركين حتى قُتل[20].
ولا ريب أن البون شاسع بين من قتل نفسه جزعاً من الحياة و تخلصاً من آلامها كما في قصة قُزمان الذي نحر نفسه فاستعجل الموت[21]، أو ما يقع من حوادث انتحارية جراء المعيشة الضنك، وبين صورة ذلك الشاب المجاهد، الذي يقتل نفسه ليحيي أنفس الأجيال المسلمة من بعد ذلك (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)[22] فحاشا لمثل هذه الصورة الفدائية المشرقة أن تكون مجرد حماسة فائرة، أو عزمة مفردة، أو تغريراً بأنفس متهورة في باطل فضلاً عن أن تكون انتحاراً أو قتلاً للنفس بغير حق. قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله: "إن التغرير في النفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في المشركين"[23]، ونقل النووي الاتفاق على التغرير بالنفس في الجهاد[24].
وما دامت الجيوش الباسلة في بلاد المسلمين (مدجَّنةً) لا تحرك ساكناً إزاء غطرسة اليهود ومجازرهم، وحالها أنها (ملجّمة) من قِبل المخذِّلين والمنافقين، فلا سبيل إلى زعزعة هذا الكيان الجرثومي إلا بهاتيك العمليات الجهادية الفدائية، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
أما مفاوضات الاستسلام, فإنها تزيد اليهود غطرسة وعدواناً, ولا تورثنا إلاّ ذلاً وهواناً, لأن مشكلة فلسطين والمسجد الأقصى, قضية إسلامية بحتة, وماهي بمشكلة العرب وحدهم.. أو الفلسطينيين وحدهم.. فليس من حق كائن من كان أن يساوم عليها*, فهي من شمالها إلى جنوبها بقدسها الشريف أرض إسلامية تنتظر المخلص الإسلامي المجاهد, وهذا واجب كل مسلم وهو في حق مسلمي فلسطين ومن جاورهم أوجب, وإن أخشى ما يخشى اليهود اليوم أن تستيقظ روح الإسلام في النفوس , وتنتشر روح الجهاد وحب الاستشهاد، كما صرخ طائرهم بن غوريون قائلاً: "نحن لا نخشى الاشتراكيات, ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة نحن نخشى الإسلام هذا المارد الذي نام طويلاً, وبدأ يتململ من جديد".
5. يجب أن ننزع من قلوبنا حب الدنيا والتهالك عليها, ونتعلق بالآخرة التي نعيمها هو النعيم السرمدي الباقي (ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزينّ الذي صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)[25], وها هو ذا صلاح الدين في الماضي قد شمر عن ساعد الجد وترك اللهو, وتقمص بلباس الدين, وحفظ ناموس الشرع, فحمل هموم الإسلام والمسلمين, ولم يهدأله بال, ولم يذق طعم الراحة حتى لقي ربه, يصف صاحب كتاب (الروضتين في أخبار الدولتين) صلاح الدين وهو ينقل الحجارة بنفسه لعمارة سور القدس فيقول: (ولو رأيته وهو يحمل حجراً في حجره, لعلمت أن له قلباً قد حمل جبلاً في فكره)
سيُدرك النصر إن يأذن به صمـد بعد امتحان بخير المال والولــد
ودولة الظلم لن تبقي إلى أمــد وهل تدوم ومادامت الي أحــد

ستشرق الشمس لا تجـزع لغيبتها ويبزغ الفجر فوق السهل والنجد
وترجع القدس تزهو في مآذنــها وعد الإله الكريم المنعـم الصمد


(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).



[1] البقرة آية 208.

[2] آل عمران آية 103.

[3] الحجرات آية 10.

[4] الأنبياء آية 92.

[5] رواه البخاري ومسلم.

[6] هود آية 36.

[7] التوبة آية 114.

[8] الأعراف آية 128.

[9] الأنفال آية 39.

[10] التوبة آية 111.

[11] التوبة آية 12.

[12] النساء آية 84.

[13] رواه أحمد.

[14] رواه مسلم.

[15] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 2/314.

[16] السابق.

[17] متفق عليه.

[18] مشارق الأنوار 1/540، نقلاً عن فتوى الشيخ حمود السبيعي.

[19] وقصته مذكورة في سنن البيهقي كتاب السير باب التبرع بالتعرض للقتل 9/44، وتفسير القرطبي 2/64، وأسد الغابة 1/206.

[20] متفق عليه.

[21] متفق عليه.

[22] المائدة آية 32.

[23] قواعد الأحكام 1/11.

[24] شرح مسلم 12/187.

* في ذيل هذه الرسالة نص فتوي علماء الأزهر سنة 1956م في الصلح مع اليهود, وكذلك ما صدر عن جماعة من العلماء والدعاة في السودان من فتوى شرعية في حرمة الصلح مع اليهود إبان انتفاضة رجب المباركة سنة 2000م.

[25] النحل آية 69.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #15  
قديم 05-12-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

فتوى علماء الأزهر في الصلح
مع اليهود سنة 1956م

بعد قيام دولة اليهود في فلسطين سنة 1948م بيّن علماء المسلمين حكم الصلح مع دولة اليهود, ففي الفتوى الصادرة عن لجنة الفتوى فتوى الأزهر سنة 1956م إجابة على حكم الصلح والسلام مع دولة اليهود في فلسطين أعلنت اللجنة:
(إن الصلح مع (إسرائيل) لايجوز شرعاً لما فيه من إقرار للغاصب على الاستمرار في غصب ما اغتصبه وتمكينه والاعتراف بحقيّة يده على المعتدي من البقاء على عدوانه, فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين واعتدوا فيها على أهلها وعلى أموالهم بل يجب على المسمين أن يتعاونوا جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم لردّ هذه البلاد إلى أهلها..
ومن قصر في ذلك أو فرّط فيه أو خذل المسلمين عن الجهاد, أو دعا إلى ما من شأنه تفريق الكلمة , وتشتيت الشمل, والتمكين لدول الاستعمار من تنفيذ مخططهم ضد العرب والإسلام وضد فلسطين فهو في حكم الإسلام مفارق جماعة المسلمين ومقترف أعظم الآثام).

فتوى علماء ودعاة السودان ببطلان الصلح مع اليهود ووجوب الجهاد لتحرير الأقصى

الحمد لله منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، سريع الحساب، القائل: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) [التوبة: 14]، وصلى الله على خيرته من خلقه، وصفيه من عباده، محمد نبي المرحمة، ونبي الملحمة، القائل: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يُعبد الله تعالى وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجُعل الذلّ والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم) [رواه أحمد].

وبعد، فإن المجازر التي يرتكبها أحفاد القردة والخنازير في بيت المقدس والضفة وقطاع غزة، وغيرها من مدن فلسطين ولبنان، والتي راح ضحيتها آلاف القتلى من الرجال والنساء والولدان، إن هذه المذابح لم تكن الأولى في تاريخ اليهود الأسود، ولن تكون الأخيرة (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) [البقرة: 217]؛ لأنّ عداوة اليهود وحربهم للإسلام أمر لا يحتاج إلى دليل، إلا إذا كانت الشمس تحتاج في إثباتها إلى دليل، وحسبنا ما أخبر به القرآن عنهم مؤكداً: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) [المائدة: 82].

أليس اليهود هم الذين ألبوا الأحزاب على الدولة المسلمة الأولى في المدينة، لما غلبهم الإسلام بعز عزيز؟ فاستمرّوا يكيدون له بنفث المفتريات؟ وبالبث بين صفوف المسلمين؟ وإثارة الفتنة بينهم؟ (يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً) [النساء: 51]. أليسوا هم الذين حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالرحى مرة، وبالسم ثانية، وبالسحر تارة أخرى؟ أليس اليهود هم قتلة الأنبياء، ومشعلو الفتن، وموقدو الحروب، ومصاصو الدماء؟ إن منهم (كعب بن الأشرف)، و(أبا عفك)، و(سلام بن أبي الحُقيق) الذين ابتغوا الفتنة من قبل، وقلّبوا الأمور في أشرف قرون الدنيا، ثم الأفعى (عبد الله بن سبأ) رأس الفتنة في مقتل عثمان رضي الله عنه، وبمثل ذا مضوا على مرِّ الدهور وكرِّ العصور (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) [المائدة: 64]، حتى توالت نكبات القرن الحالي على أيدي شياطينهم المعاصرين، ومنهم (مدحت باشا) و (مصطفى كمال أتاتورك)، اللذان استخدما المخططات الماسونية في دولة بني عثمان حتى سقطت الخلافة، ثم موجة الإلحاد وإبليسها اليهودي (كارل ماركس)، والنزعة الحيوانية ومؤسسها اليهودي (فرويد)، ونظريات هدم الأسرة وتفكيك الروابط الاجتماعية على يد اليهودي (دوركايم)، ونزعة أدب الانحلال على يد اليهودي (جان بول سارتر)، وحركة الاستشراق لضرب الإسلام على يد اليهودي (جولد تسيهر)، وحركات التنصير في ديار المسلمين على يد اليهودي (صمويل زويمر)، وهلم جراً، كلما هلكت أمة منهم اقتفت أثرها أخرى، (أتواصوا به بل هم قوم طاغون) [الذاريات: 53].

ولم تكد الدنيا تستيقظ من الفاجعة الأولى (هدم الخلافة)، حتى مُنيَ المسلمون بخنجر مسموم غُرز في قلب بلاد المسلمين، وهي الفاجعة الأخرى (إنشاء دولة يهود، إسرائيل)، وهاهي تلكم الحرب الكئيبة والتي تشنّها هذه الجِبِلّة النكدة الشريرة لم تضع أوزارها بعد، وتكشف كل يوم عن وجهها الكئيب، وتاريخهم الحديث مليء بالمذابح التي دبرها ونفذها زعماء العصابات اليهودية لإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين، وإرهاب كل من يبقى حياً كي يفر طلباً للنجاة تاركاً وراءه أرضه وبيته، وقبل ذلك كرامته، ولئن نسينا فلن ننسى (مذبحة دير ياسين) عام 1948م، و(خان يونس)عام 1956م، و(مذبحة كفر قاسم)عام 1959م، و(تل الزعتر)، و(صبرا وشاتيلا)؛ تلك المذبحة التي تدمي القلب وتدمع العين، والتي ارتكبتها القوات الإسرائيلية وقوات الكتائب المارونية ضد اللاجئين الفلسطينيين العزّل، والتي قدِّر عدد الضحايا فيها بما يزيد على أربعة آلاف، وهو رقم الجثث التي عثر عليها فقط!

هنالك ـ وبعد مضي خمسين عاماً على قيام دولة يهود ـ فشلت العنتريات العربية في استرداد الحقوق، ووقفت سدّاً منيعاً أمام الزحوف المجاهدة المنطلقة لتحرير فلسطين المغتصبة، بدعوى أن ذلك واجب الحكومات العربية التي انهزمت شرّ هزيمة. لقد فشلت الأنظمة العربية، بكل أثوابها العلمانية المتعددة، من اشتراكية وقومية وتقدمية وبعثية!

أيها المسلمون.. إن الذي هُزم وتراجع أمام اليهود ليس هو الإسلام بل العلمانية، والذي ألقى السلاح وطلب الاستسلام، ليس هو الإسلام بل العلمانية، بدءاً بقبول (مشروع روجرز)، إلىكارثة (كامب ديفيد)، إلى الغرق في الوحل بمهزلة (الحكم الذاتي) في غزة وأريحا، ثم معاهدة الاستسلام بين الأردن ودولة يهود.. وهكذا هرول حكام العرب والمسلمين في السنوات الأخيرة نحو الاعتراف بدولة يهود، فمنهم من عقد الصلح، ومنهم من فتح لها المكاتب، وتبادل السفراء، ومنهم من يقوم بالتجارة معها، ومنهم من يستقبل ممثليها علناً، ومنهم من يستقبلهم سراً، وكلهم يعلنون بأن السلام مع دولة يهود هدف استراتيجي، وقد ضجوا من قبل بشعارات: (لا صلح، ولا اعتراف، ولا مفاوضات) مع دولة يهود، وتباهوا بما تنص عليه دساتير وقوانين البلاد العربية، من جعل الاجتماع أو الاتصال بالعدو الإسرائيلي خيانة وجريمة، واليوم يهرولون نحو ما كان بالأمس عاراً وشناراً.

أيها المسلمون.. إن اليهود الذين تأذّن الله ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، ازدادوا غطرسةً وعناداً، وامتلأوا علواً وفساداً، إنهم يهجّرون المسلمين من أهل فلسطين لاستقدام مزيد من يهود العالمين، إنهم ينسفون المنازل بالطائرات، ويصادرون الأرض بالدبابات، ويعتقلون الناس، ويعذبونهم، ويكسّرون عظامهم، ويقتّلونهم، إنهم يرتكبون المجازر بالليل والنهار، والصباح والمساء، على مرأىً من العالم ومسمع.

إننا ـ أيها المسلمون! بين يدي هذا السيل المتلاطم من المآسي والقروح، والأمة مأزومة مكلومة جرحى، جراحها تنكأ جراحاً، كلما أراد أن يندمل جرح انفغر آخر، وتقيّحت جروح أخرى ـ نذكّر المسلمين عامة، ومن بفلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن خاصة، بالحقائق الشرعية الآتية:

أولاً: المسارعة إلى الله عز وجل بالتوبة الصادقة، بمراجعة دينه، ونصرة منهجه عقيدة وشريعة، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة، فاليهود المجبولون على الجبن والحرص على الحياة، أربعة ملايين يهودي، ونحن مائة وثلاثون مليوناً من العرب، ومليار ومائتا مليون من المسلمين خامدون خمود القبور، لا نملك من أمرنا نقيراً ولا قطميراً، ودولة يهود أكثر نفيراً، وأسمع قيلاً، وأشد تقتيلاً. نعم...إن الله يعذبنا بتسليط أبشع وأحطّ المخلوقات، علينا وعلى مقدساتنا وأعراضنا، لأننا تركنا منهجه ودينه، وارتمينا في أحضان المناهج الغربية والشرقية، التي صاغها اليهود أنفسهم، وكل هذا الذي نرى إنما هو عقاب للمسلمين؛ إذ تنكبوا طريق الحق إلى طريق الغواية والغرب، فهل وعينا ـ بعد نصف قرن من (تيه العرب) بين الاشتراكية واللبرالية والقومية ـ نداءَ الناصحين (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون. وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) [المائدة: 23].

ثانياً: إن صراعنا مع اليهود والنصارى في القدس وفلسطين إنما هو صراع بين وعدين، بين الوعد الحق والوعد المفترى..صراع بين عقيدة التوحيد التي جاء بها نبي الله إبراهيم عليه السلام، وجدّدها سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وسيجدّدها آخر الزمان عيسى عليه السلام، وبين عقيدة الشرك والخرافة والدجل، التي أسسها الأحبار والرهبان، مستندين في ذلك على أوهام وهرطقات، وعليه فإن صراعنا مع اليهود على أرض فلسطين الجريحة، وأرض القدس الذبيحة، إنما هو صراع وجود، لا صراع حدود، وحسمه لن يكون بتسوية سلمية أو سياسية، وإنما حسمه سيكون عن قتالٍ دامٍ تتحمل الأجيال القادمة مسؤولية إنجازه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر ـ ووراءه اليهودي ـ: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله) [رواه ابن ماجه]،ولن يكون قتالهم جهاداً في سبيل الله دون مراجعة دين الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، أدخل الله عليهم ذلاً لا يرفعه حتى يراجعوا دينهم) [رواه أحمد].

ثالثاً: إن الحكم الشرعي المتفق عليه لدى المسلمين في الأعداء المحاربين الذين يغتصبون أرض المسلمين، ويقاتلونهم لأجل دينهم، ويخرجونهم من ديارهم، هو وجوب قتالهم وجهادهم، لأن دفع الصائل، والثأر للأعراض والحرمات التي انتهكها العدو فرض عين على كل من قَدِر في المحل، ويتوسع هذا الفرض عند عدم قيام أو تقصير أهل ذلك المحل، هذا هو الحكم في أي أرض اجتاحها عدو، ناهيك عن أرض بيت المقدس التي كانت في غالب عمر الدنيا قبل الإسلام أرضاً للتوحيد والإيمان، ثم كانت بعد البعثة النبوية معقلاً للقوة، ومعقداً للعزة تحت راية الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتُمِل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعُمِد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان ـ حين تقع الفتن ـ بالشام) [رواه أحمد بسند صحيح]، وهذه البقعة بين دمشق وبيت المقدس كما في الحديث الآخر: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة) [رواه أبو يعلى]. تلك هي الأرض، وأما الغزاة فإنهم اليهود شرُّ الدوابِّ قتلة الأنبياء، شيمتهم الغدر، وسجيّتهم الخيانة.

رابعاً: إن حكام العرب والمسلمين الذين عقدوا صلحاً مع دولة يهود لا يمثلون شعوبهم، وإن ما أبرموه من صلح واتفاقات باطل لا قيمة له شرعاً، لما يلي:
[1] لأن هؤلاء الحكام يحملون الولاء للدول الكبرى قبل الولاء لدينهم أو حتى لشعوبهم، إذ أن الغرب وأمريكا هي التي أوصلتهم إلى كراسي الحكم، وهي التي تحافظ على بقائهم في السلطة، لذلك فإنهم يسوسون شعوبهم بالعلمانية، وينبذون أحكام الإسلام وراءهم ظهرياً، وقد انسلخوا من كل خلق كان يزيّن العرب الجاهليين، حتى من نخوة الخنساء التي قالت:
ولن أسالم قوماً كنت حربهمُ حتى تعودَ بياضاً حلكة القار
[2] الصلح الجائز شرعاً لا يكون مع هذا النوع من المحاربين، لأن جنوحه للسلم شرطه الجلاء عن كل أراضي المسلمين، وبغير هذا الشرط يعد الصلح تفريطاً بأرض إسلامية مقدسة، وإقراراً للعدو اليهودي الغاصب باحتلاله أراضي إسلامية، لذا فلا وجه للاستشهاد بآية الأنفال: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) [ الأنفال : 61 ] على هذا الصلح، وإنما الآية التي تناسب هذه الحال هي قوله تعالى : (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) [محمد: 35].
[3] إن هذا الصلح الذي عقده حكام العرب والمسلمين اليوم مشروط بإلغاء المقاطعة، وبضرورة التطبيع مع دولة يهود، في الأصعدة السياسية والإعلامية والسياحية، وأخطر من ذلك التطبيع الثقافي، الذي يعني إزالة كل ما في الكتب والصحف والمناهج من كون اليهود أعداء لأمتنا، وكسر الحاجز النفسي لنسف عقيدة (الولاء والبراء)، والتهويد القسري لأجيال المسلمين.
[4] هذا بالإضافة إلى المكاسب الكبيرة، التي جنتها دولة يهود من انتعاش الاقتصاد اليهودي، وتفريط الأمة في بناء قوتها ابتهاجاً بهذا السلام الموهوم، بينما العدو مسلح نووياً واقتصادياً وإعلامياً.

خامساً: إن قضية فلسطين قضية إسلامية، لا تخصُّ الفلسطينيين وحدهم، ولا العرب وحدهم، ولا المسلمين في هذا الزمان وحدهم، بل هي قضية المسلمين عامة عربهم وعجمهم إلى قيام الساعة، وكل محاولة لتأطيرها باسم العروبة يعد خدمة لاستراتيجية اليهود، كمل نشرت صحيفة (يديعوت أحرنوت) اليهودية في 11/3/1987م مقالاً جاء فيه: "إن على وسائل إعلامنا أن لا تنسى حقيقة مهمة هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب، هذه الحقيقة هي أننا نجحنا بجهودنا وجهود أصدقائنا في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب طوال ثلاثين عاماً، ويجب أن يبقى الإسلام بعيداً عن تلك المعركة..".

أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.. هبوا لنجدة إخوانكم المستضعفين في فلسطين، خلِّصوا أنفسكم من تضليلات حكامكم وتضليلات الدول الغربية، التي توهمكم بأنكم ضعفاء، وبأن اليهود أقوياء، وما عليكم إلا الخضوع لدولتهم، فلا قِبَل لكم بها، ما دامت دول الغرب والشرق تدعمها، لا تنخدعوا بهذه الأكاذيب (لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون) [آل عمران: 111]، انفضوا أيديكم من الحكام العملاء، ولا يغرنكم منهم الضجيج، فالأمة لم تذق في حكمهم إلا القمع والفقر والإذلال والهزائم، قولوا لحكام العرب والمسلمين: أخرجوا من سجونكم المجاهدين المتلهفين لقتال يهود، الذين تفرَق منهم إسرائيل، وترتجف منهم أمريكا.

أيها الحكام.. كفاكم إذلالاً لشعوبكم المسلمة، لقد عجزتم بعروشكم ودباباتكم وطائراتكم عن قتال اليهود، فما عليكم لو فتحتم حدودكم الموصدة أمام شعوبكم، ليسيلوا كالسيل العرم نحو العدو الغاصب، فيشرّدوا بهم من خلفهم لعلهم يذّكّرون.

أيها الحكام.. لِمَ تصدون عن سبيل الله من أراد قتال يهود، تبغونها عوجاً، أ تبتغون العزة عند أمريكا واليهود؟ فإن العزة لله جميعاً.

أيها المجاهدون في أرض فلسطين ولبنان.. سعِّروا الحرب على يهود، (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) [النساء: 104]، فأنتم أفضل الناس سبيلاً، وأصدقهم قيلاً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله) [رواه الترمذي]، وإن ما حلَّ بساحتكم من قتل وتنكيل، ونصب وهمٍّ وحزن، لا يذهبه إلا ملاحقة اليهود في جحورهم، كما قال نبيكم صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهمّ والغمّ) [رواه أحمد والحاكم]. (ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين) [الأنفال: 18].
الموقعون على الفتوى:

الشيخ/ محمد الفاضل التقلاوي
الأستاذ/ الصادق عبد الله عبد الماجد
بروفيسور/ أحمد علي الأزرق
الأستاذ/ كمال عثمان رزق
الدكتور/ الحبر يوسف نور الدائم
الشيخ/ سليمان أبو نارو
البروفيسور/ عباس محجوب
الشيخ/ محمد عبد الكريم
الشيخ/ محمد الأمين إسماعيل
الدكتور/ القرشي عبد الرحيم
الدكتور/ عبد الحي يوسف
الدكتور/ خضر عبد الرحيم
الدكتور/ إسماعيل حنفي
الدكتور/ العبيد معاذ
الدكتور/ محمد الحسن عبد الرحمن
الدكتور/ صالح التوم
الشيخ/ مدثر أحمد إسماعيل
الشيخ/ ياسر عثمان جاد الله
الشيخ/ مساعد بشير علي
الدكتور/ علاء الدين الأمين الزاكي
الشيخ/ عطية محمد سعيد
الشيخ/ عماد بكري أبو حراز
الدكتور/ بسطامي محمد سعيد
الأستاذ/ جمال الطاهر الحسن
الشيخ/ الأمين الحاج محمد أحمد
الشيخ/ العبيد عبد الوهاب حسن
الشيخ/ عبد الرحيم أبو الغيث
الدكتور/ عبد الله عبد الحي
الشيخ/ علي أبا صالح
الشيخ/ دفع الله محمد حسن
الشيخ/ إبراهيم عبد الله الأزرق
الشيخ/ محمد هاشم الحكيم
الشيخ/ عمر عبد الله عبد الرحمن
الشيخ/ بكري مكيال
الشيخ/ عمر النقر
الشيخ/ محمد سيد محمد حاج




__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #16  
قديم 05-12-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

رابط الكتاب من موقع المسجد الاقصى المبارك

__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #17  
قديم 05-13-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة admin مشاهدة المشاركة
رابط الكتاب من موقع المسجد الاقصى المبارك



الجمعة 10 جمادى الثانية 1432

اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.