إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > القرآن الكريم > منتدى القرآن الكريم لمشاركات الأعضاء

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 02-05-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي تفسير سورة البقرة (20) الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

الأحد 13 ربيع الأول 1433
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِما كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِما يَكْسِبُونَ﴾ [79].

لما وصف الله الأميين بالظن لأنهم يظنون أنهم محقون وهم مبطلون متخرصون؛ لأن الذي يحسن فهم معاني الكتاب يقلد غيره، فكلما سمع من الأحبار والرهبان شيئاً ظن أنها من كتاب الله فصدقها وهي ليست من الكتاب فيصدقون قومهم فيما هو كذب على الله ويتركون التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم فيما هو متيقن أنه من عند الله، فهم على هذه الحال متبعون لأهوائهم باتباعهم لأحبارهم ورؤسائهم المفترين على الله الذي أتى بوصف رجال الكهنوت، رجال الشعوذة والدجل، ورجال الانتهازية والمراء، الذين يستغلون جهل أولئك الأميين، فيزورون الكذب على كتاب الله، ويدخلون فيه ما ليس منه، ويكتمون منه ما شاءوا، ويحرفون ما لا يوافق أهواءهم بالتأويلات الفاسدة الموافقة لأهوائهم وأغراضهم، ويكتبون كلاماً من عند أنفسهم، كالاستدراك على الله، ويزعمون أنه من عند الله، وما هو من عند الله، كما قاله سبحانه في الآية (78) من سورة آل عمران.

وذلك أنه لما درس الأمر فيهم، وساءت رعاية علمائهم لعامتهم، ورغبوا في الدنيا، وتعقلوا بها حرصاً وطمعاً، عملوا على ما يصرف وجوه العامة إليهم، فبدلوا بعض شريعة الله، وأحدثوا فيها ما ليس منها، ثم ألحقوا بها وقالوا لعوامِّهم: هذا من عند الله، ليتقبلوها ويذعنوا لها، فتقوى رئاستهم عليهم بها، وينالوا بسببها السحت الحرام من حطام الدنيا، مما هو بيع للذمم والضمائر، كما ينالون عزاً ووجاهة وشرفاً عند العامة.

قال الأستاذ الإمام محمد عبده: "من شاء أن يرى نسخة مما كان عليه أولئك اليهود فلينظر فيما بين يديه، فإنه يراها واضحة جلية، يرى كتباً ألفت في عقائد الدين وأحكامه، حرفوا فيها مقاصده، وحولوها إلى ما يغر الناس ويمنيهم ويفسد عليهم دينهم، ويقولون هي من عند الله، وما هي من عند الله، وإنما هي صادَّةٌ عن النظر في كتاب الله والاهتداء به، ولا يعمل هذا إلا أحد رجلين: رجل مارق من الدين، يتعمد إفساده ويتوخى إضلال أهله، فيلبس الدين، ويظهر بمظهر أهل الصلاح، يخادع بذلك الناس ليقبلوا ما يكتب ويقول، ورجل يتحرى التأويل ويستنبط الحيل، ليسهل على الناس مخالفة الشريعة؛ ابتغاء المال والجاه".

قال صاحب المنار: "ثم ذكر الأستاذ وقائع طابق فيها بين ما كان عليه اليهود من قبل وما عليه المسلمون الآن، ذكر وقائع للقضاة والمأذونين وللعلماء والواعظين، فسقوا فيها عن أمر ربهم، فمنهم من يتأول ويغير بأنه يقصد نفع أمته، كما كان أحبار اليهود يفتون بأكل الربا أضعافاً مضاعفة ليستغني شعب إسرائيل، ومنهم من يفعل ما يفعل عامداً عالماً أنه مبطل، ولكن تغره أماني الشفاعات والمكفرات.

أقول: لقد كثر الدس والتلبيس على هذه الأمة منذ القرن الثالث وعصر المأمون حتى تفاقمت الشرور في القرون الوسطى، وكل هذا جرى بحكم دقيق من الماسونية اليهودية، فاليهود هم أمة الخبث والإفساد، ولا تجد مذهباً شارداً عن صراط الله أو منفرداً للناس عن وحي الله، إلا ووراءه يهودي أو تلاميذ يهود، انظر إلى جعد بن درهم وجهم بن صفوان طواغيت أكثر المذاهب المبتدعة، معلمهم يهودي اسمه (طالوت) حفيد لابن الأعصم ساحر النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر إلى من قبله كعبد الله بن سبأ اليهودي، مؤسس المذاهب الغالية في علي رضي الله عنه وبنيه، وانظر إلى جد العبيد بن عبد الله بن ميمون بن القداح وذريته من منتحلي النسب الفاطمي والمذهب الباطني الهدام، أساسهم من اليهود، وانظر إلى الطوائف الأخرى والطرائق الضالة، كيف عملوا على تبديل حسنها وتكدير مشاربها الصافية حتى أحدثوا فيها طوائف الاتحادية المتفقة مع النصارى في اعتقاد اتحاد اللاهوت بالناسوت، وطوائف الحلولية الذين يزعمون أن الله يتجلى في المظاهر الحسنة، ولاسيما في الأمرد الجميل، مما جعلهم يدينون الله بالرقص حوله، وبتقبيله أو بشيء آخر.

وبما فتنوا به الناس من تقديس الأضرحة حتى ولو كان المقبور فيها مجهولاً أو حيواناً، وقد وضعوا أوضاعاً مختلفة من ضروب الصور تقعد الأمة عن الجهاد وتجعل بعضهم يهيمون في الفلوات ويألفون المزابل والمغارات، وأحدثوا بدعة الزوايا بدلاً من المساجد.

وكما عبثوا في المتدينين، عبثوا في العلماء والمتكلمين، فأنشؤوا الخلافات المذهبية فيما بينهم، حتى جعلوهم أحزاباً متناحرة، وأضاعوا طاقاتهم، كما غزوا الطبقات العالية بأنواع الترف والميوعة واللهو والسكر وركزوا من يحتل الصدارة عند الحاكمين، ليخدم أغراضهم، إلى غير ذلك من مكر الماسونية اليهودية في تلك العصور التي هيأت الفرصة لغزو التتار ثم الصليبيين، ولكن مع كل هذا فالأمة المحمدية أمة مرحومة مهما ابتليت بمشابهة اليهود والنصارى، ومهما عبثت الماسونية بعقائدها وأخلاقها فإن الله سبحانه وتعالى حباها بمكرمتين:
إحداهما: أنها لا يزال فيها ((طائفة منصورة قائمة بالحق، لا يضرها من خذلها، ولا من خالفها، حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك))[1] كما نص على هذا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

وثانيهما: أن الله قيض لدينه من يذب عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين[2]، كما ورد الحديث الصحيح المشهور بذلك، هذا زيادة على حفظ الله للقرآن، فكل هذه الأمور من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم.

فحفظ القرآن لنا من أعظم النعم، خصوصاً إذا أضيفت إليه هاتان المكرمتان، والمقصود التنبيه على ما حصل وعلى ما يعمله أعداؤنا ضدنا، لنكون على حذر، ولا نغتر بالأماني، ولا نسلك مسالك المغضوب عليهم، فيكون لنا نصيب من ويلاتهم، فإنهم يستخدمون الدين ويخلقون في إطاره البدع.

وقوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾. الويل في اللغة العربية: الهلاك وشدة العذاب، سواء كان في قعر جهنم أو في واد عمقه أربعون خريفاً، كما ورد به الأثر[3]، أو هو الوادي الذي يسيل فيه صديد أهل النار، فإن للمفسرين عدة وجوه في ذلك، ويجمعها شدة العذاب، مهما كان نوعه أو موقعه.

وإنما استحقوا ذلك لافترائهم على الله بكل إصرار فيما يكتبونه بأيديهم حسب أهوائهم ومطابقة مصالحهم، ثم ينسبونه إلى الله، لأغراض نفسية وأطماع مادية، ولذا يقول الله سبحانه: ﴿لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾. والثمن القليل: هو أغراض الدنيا وأعراضها، مهما كثرت أو تضخمت، فإنهم مهما حصلوا على ذلك من وجاهة عند العامة، أو نالوا من المال الكثير والهدايا والتحف الثمينة، فإنها شيء قليل بالنسبة لما أضاعوا من حظوظهم العالية عند الله، فإن أدنى حظ يحصل عليه الإنسان من الله لا تعدله الدنيا قيمة، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾ [النساء: 77].

فهم والعياذ بالله باستبدالهم أغراض الدنيا وأعراضها بحظوظهم من الله، خسروا أنفسهم، وكان حظهم الويل المضاعف، حظهم الويل الذي هو شدة العذاب ﴿مِما كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ من الكذب والبهتان، ولهم الويل مرة أخرى ﴿مِما يَكْسِبُونَ﴾ من مال وجاه ورئاسة، يتذوقون شدة العذاب على هذا، وعلى هذا فالويل والهلاك محيط بهم ونازل عليهم من جانب الوسيلة ومن جانب المقصد، وتأكيده سبحانه لا يهديهم في أول الآية وآخرها: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ﴾.

ثم قال: ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِما كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ لإفادة أنهم تولوا الكتابة بأنفسهم ولم يأمروا غيرهم من روادهم بها، بل باشروا كتابة الكذب والافتراء على الله بأيديهم على علم منهم وتعمد وإصرار، بكتابة الباطل وإخفاء الحق ونسبة ذلك إلى الله، ولهذا استحقوا مضاعفة الويل من صديد أهل النار في أسفل جهة، على ما كتبت أيديهم من ذلك، وعلى ما يكسبونه من الخطايا من جميع ما يعمل بأسباب تحريفهم وكتابتها في كل ظلم وكفر وفسق وجور إلى يوم القيامة، ولهذا عبر الله بلفظ المضارع في الاكتساب دون الكتاب قائلاً: ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِما كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِما يَكْسِبُونَ﴾، لأن الكتابة مضت وانتهت، ولكن آثارها السيئة باقية، لأنه يعمل بها، ويعتمد عليها، ويساء إلى الله، وإلى صالحي خلقه بسببه.

فمساوئ الاكتساب بسببها باقية خالدة، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعلية وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة))[4].

ومما حرفوه التوراة، وافتروا به على الله: كتمانهم لذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته، وإبقائهم ذكر الدجال، وتكرير قصته، وطمسهم لآية الرجم، وتقييدهم النواهي فيما بينهم دون الناس كقولهم: "لا تسرق من يهودي، لا تقتل إسرائيلياً، لا تأخذ الربا عليه" إلى غير ذلك مما سنوضح بعضه، فقد وضعوا في التلمود إباحة الكذب والأيمان لمصلحة اليهود، ولو كانت زهيدة كما ذكروا: أقسم عشرين يميناً كاذباً كي تنفع يهودياً بفلس... وفي سفر يشوع: أن يشوعاً عاهد أهل (أريحا)، وما كان الله يرى هذا العهد - إن صح هذا التعبير - حتى أرغى وأزبد وأمرهم بالنقض، لأن أهل (أريحا) من الأمميين، أي غير اليهود، وليسوا جديرين بمعاهدة أبناء الله وأحبائه، وصفوة خلقه، أمرهم بالنقض وشفعه بقوله: اقتل صغيراً كبيراً بقراً جمالاً حميراً اجعل المدينة تلا.. وحرفوا الوصايا بقيود كاذبة افتروها على الله كمثل: لا تقتل يعني يهودياً، لا تسرق، يعني من يهودي، لا تزن يعني بيهودية، لا تشهد بالزور، يعني على يهودي.. وأباحوا لليهودي أموال وأعراض وديار وكرامات غير اليهود من الأمم الذين يطلقون عليهم أسم الأمميين.

واليهود منذ فارقهم موسى أخذوا يزعمون أن لديهم وحياً مكتوباً ووحياً غير مكتوب، كي يلصقوا جميع خرافاتهم وأغراضهم الملعونة ومفاهيمهم الملتوية بالوحي الموسوي، ومن جملة افترائهم على الله كتابتهم: (مباح لإسرائيل بل يفرض عليه قتل من أمكنه من الجوييم) يراد بهذه الكلمة كل شخص غير يهودي، ويباح بل يفرض اغتصاب ماله وسرقته، وليكن مبدؤكم أولاً: المساواة في المذاهب والأديان والوحدة، ثم تشن غارة على الكنيسة، فكل حزب وكل ثورة تقرب لنا الطريق وتوصلنا بعد أوان لغايتنا القصوى، إن أملاك غير اليهود تعتبر كالمال المتروك الذي يحق لليهودي أن يمتلكه، إن الله قد منح اليهود السلطة على مقتضيات الشعوب.

عن لآدم زوجة شيطانية (ليليت) تزوجها 12 سنة، فولدت له الشياطنة (غير اليهود)، ولذا فجسمهم جسم إنسان، وروحهم روح الحيوان، لا تشفق على الشياطين ولا ترحم، غشهم، سلم عليهم، واهزأ بهم في قلبك، السرقة منهم هي استرداد لمالك الذي سلبوه، أموالهم مباحة، سفك دمهم قربان لإله إسرائيل، الله يكافئ على قتلهم، احلف واشهد زوراً لتسلب مالهم وممتلكاتهم، فرقنا الله بينهم لنسخرهم كحيوان إنساني.

هذه النصوص الخبيثة الخطيرة كثيرة جداً في أسفار التلمود، لاسيما أسفار (مجيلا، وشؤبين، وجياموت). وهناك أبشع منها كقولهم: من رأى أن يجامع أمه فسيؤتي الحكمة، ومن رأى أن يجامع أخته فمن نصيب نور العقل، ازن بالذكور والإناث من غير اليهود، لأنهم حيوانات.

اليهود أحب إلى الله من الملائكة، واليهود من عنصر الله، كالولد من عنصر أبيه، ومن صفع اليهودي كأنه يصفع الله، ولولا اليهود لارتفعت البركة من الأرض واحتجبت الشمس وانقطع المطر، وما سوى اليهود فهم كلاب وخنازير، يحرم على اليهود العطف عليهم، وكل شر يفعله بهم فهو قربى إلى الله، وقد أعرضت عن ذكر شيء كثير خجلاً من كتابته، طهر الله طروسنا من هذا الرجس، ومما تقرؤه أيها القارئ وتسمعه أيها السامع من إباحة اللواط والزنا بغير اليهود، تلمس أن مذهب الشيوعية الماركسية منبثق من ذلك.

هذا وإن تلك الافتراءات التي ذكرنا النزر اليسير منها من كتاب (المشنا والجمارا والتلمود) وتفاسيرها الفضيحة المشبعة بالتعالي والأنانية، والصلف والجرأة على الله، قد حدت بالماسونية اليهودية إلى سبك تقاريرها في محافلها المختلفة منذ عشرات القرون إلى هذا القرن، ضد جميع الأمم والشعوب عامة والمسلمين خاصة، من عرب وعجم، لقد عملت على بث بذور التفرقة والشقاق في كل ناحية، وخصصت رجالاً يدخلون في الدين ليفسدوه ويخلطوه على أهله، إما بالإفراط أو بالتفريط، وبث البدع والخرافات ونشر المنطق والفلسفة لتعميق الزندقة والإلحاد، واختلاق عشرات الآلاف من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدح بعض الأطعمة والبلدان والقبائل والأعمال والمكان، وغير ذلك من الطرائق المحدثة، ومدح بعض الأشخاص والقبور والأعمال المحدثة. وقد كسبوا أدمغه وأقلاماً تعمل لحسابهم ومصالحهم من حيث نشعر أو من حيث لا نشعر.

وقد أقاموا الفتنه على عثمان رضي الله عنه، ولعبوا دوراً كبيراً في عهد علي رضي الله عنه، مع كثرة ما اختلقوا له من الأحاديث بإيحاء التلمود كقولهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ((إذا مت فغسلني وحنطني وألبسني وأجلسني أخبرك بما يكون إلى يوم القيامة)) ، وأنشؤوا بدعة القدرية والاعتزال وغيرها من فرق الجهمية المتشعبة، وعملوا على الإطاحة بالدولة الأموية حامية الدين والعروبة، وقامعة كل بدعة، وكسلوا أبا مسلم الخراساني الذي قام على أساس: إن استطعت ألا تترك بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل. حتى قبل: إنه قتل مائة ألف بيده ومئات الألوف بسببه وأقام دولة عجيبة حصل في عهدها من الشرور ما الله به عليم، وأقاموا دولاً أخرى من الفاطميين الكاذبين الباطنيين الشيوعيين والقرامطة الذين هدفهم إفناء العرب والذين قال الأصمعي في أمثالهم:
لو كنت سائلهم عن أصل دينهمو
فإن دينهمو أن يقتل العربُ


ثم عملوا على إغراء التتار من جهة، والصليبين من جهة، على غزونا، وأجروا من الفضائح ما يندى له الجبين، وأغروا نصارى العرب على خيانة المسلمين، ومساعدة الغزاة، فجرى علينا من خيانتهم فجائع وفضائح سجلها واعترف بها قادة الغزو، كاعتزاز بهم وافتخار، وأفراخ الإفرنج والماسونية في هذا الزمان يقلبون الحقائق زاعمين أن إخوانهم النصارى قد شاركوهم المآسي، ولكن فضحهم الله من تقارير قادة الغزو، ثم ركزوا مهمتهم في الغزو الثقافي حسب وصايا المحافل الماسونية الناجمة من أكاذيب أسلافهم، سبكوا الجيل الجديد بطريق التربية والتعليم، كما أوصى بذلك المحفل الثالث عشر الماسوني قائلاً: تجب تربية الأطفال وفق منهاج مقرر من قبلنا، إن السيطرة على الشبيبة من أولى غايات الماسونية وأهدافها، دع الكهول والشيوخ جانباً، وتفرغوا للشباب، بل تفرعوا حتى للأطفال، إذ الانطباعات الأولى لا تنسى، وعليه يجب أن تبنى هذه الانطباعات على أساس أفكارنا، ولا بد من تربية للأطفال بعيدة عن الدين، إن الماسونية تستعين بالفرق والأندية الرياضية والجمعيات الموسيقية والدورات لإدامة نفوذها في أوساط الشبيبة.

وتصر مضابط المؤتمر الماسوني عام (1900م) على ما نصه: "إننا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم، إنما غايتنا الأساسية هي إبادتهم من الوجود، وإن النضال ضد الأديان لا يبلغ نهايته إلا بعد فصل الدين عن الدولة".

وقد جعل لهم ما أرادوا، وكسبوا أغلب شباب الأمة، كما قرروا أيضاً عام (1923م) في محفلهم بأن الجمعيات الرياضية والفرق الموسيقية التي تربي الناشئة هي المرتع الخصيب لنمو الماسونية فيها، ويمكن إضافة المكتبات والدورات وغيرها لجلب الكبار.

وكما قرروا في بروتوكولاتهم أنهم كسبوا بواسطة المربيات المتخرجات على أفكارهم في بيوت الحكام والطبقات العالية، إنشاء أولاد في تلك البيوت قد أضلتهم الحسرة والمجون المبكر الذي غرتهم به تلك المربيات وغيرهن من وكلائنا الشرعيين وكما قالوا فيها: لقد بذرنا الخلاف بين كل واحد وغيره بنشر التعصبات الدينية.. إلى كلام لا ينبغي ذكره وهو موجود فيها، حتى قالوا: لقد فصلنا بين قوة الدولة والشعب، فجعلنا كلاً في خوف من الآخر، لهذا لا يتحد علينا شعب وحكومة.. إلخ.

ونصوصهم في محافل الماسونية على إقامة الثورات المتواصلة معروف لا نطيل بذكره، خصوصاً في مقام التفسير، والوقائع شهدت بحصول جميع ما قرروه تماماً من إفساد الشباب، وتلقينه مبادئ خاطئة، وإحداث الاضطرابات والفوضى، وإحداث مجتمعات الكراهية فيمن حولهم من الشعوب، بحيث انعدمت المحبة الصحيحة، وفقدت الثقة بين كل واحد والآخر، والعجب أنه مع اتضاح فسادهم وتخريبهم للعالم تجدهم المسيطرين على أزمة الأمور في أغلب دول العالم الراقية، فكيف بغيرها؟! لأن لهم ركائز في جميع المرافق الدولية والميادين، كما اعترف بذلك كبار الحكام في أوروبا حتى قبل هذا القرن، وبواسطة تفوقهم في الثروة واستيلائهم على أغلب ذهب العالم يقومون بأزمات يسيطرون بها على الرأي العام في جهة، وباحتكارات عظيمة للمواد الغذائية والضرورية يتحكمون بأسعارها وفقاً لوصايا الحاخام الأكبر، وكل هذا نتيجة قسوة القلوب وخبث الضمائر.

ومن عجب أمر أمة الخبث والفساد قوتهم وسرعة تصميمهم على تنفيذ مخططات طواغيتهم من الحاخامان ومقررات محافل ماسونيتهم، وكسبهم أعظم رجال المعمورة في التنفيذ والتأييد، مع تمردهم على نصوص التوراة وتحريفها وهي من عند الله.

وهكذا شأن المتتلمذين عليهم ممن تخرج في المدارس الاستعمارية وجامعاتها، التي مشت على ما خططته اليهود في الميدان الثقافي بكامله، فإن موفقهم من القرآن أفضح من موقف أولئك من التوراة، فنجدهم كأنهم أبعد الناس عنه، بل أعظم سخرية به والعياذ بالله، وأعجب من هذا أن الكثير ممن يشتم اليهود ويعاديهم قد سلك مسلكهم في نبذ الكتاب ظهرياً برفض الاحتكام إليه، وترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإضاعة الصلاة، واتباع الشهوات، والمسارعة في الإثم والعدوان، وأكل السحت، فما قيمة شتمهم لهم؟ بل إنهم أصبحوا لا يشتمون اليهود وإنما يشتمون الصهيونية والصهاينة، ويصرحون بمؤاخاة اليهود، ومسالمتهم، وهذا من أكبر المغالطات، بل من أجهل الجهالات، فإن كل يهودي لا بد له أن يكون صهيونياً بطبيعة حاله.

فالصهيونية من ضروريات دينهم، ولكنهم يخادعون جميع الشعوب بالتفريق بين الصهيونية واليهودية، ليعيشوا بأمان، وليصطادوا في الماء العكر ما يريدون ويعبثوا في الظلام بجميع مقدرات العالم تحت هذ الستار، إيهاماً وتضليلاً لأطفال العقول، وما أكثر أطفال العقول ممن كبر سنه وتضخم شعره! بل ما أكثر الشعر بلا شعور، وأكبر الأجسام بلا أذهان! ألا فأعلموا أن التفريق بين الصهيونية واليهود خداع صادر من مكر اليهود.

ومن المستحيل أن يوجد يهودي لا يعمل لصالح دولة إسرائيل المزعومة ولكن يا للعقول وزيغه الأذهان، إن اليهود سرطان قد صنعت بيدها جمعيات سرية وجواسيس محنكين، يتقمصون أسماء وأعمالاً ووظائف شتى في أغلب ربوع العالم، ليستعينوا بواسطتهم ببعض الناس على بعض، ويضربوا بعضهم ببعض ويتخذوا منهم دروعاً زمنية، أو مسوحاً دينية، أو دثاراً إنسانياً، ولفيفاً من وكلائهم وعملائهم، في كل بلد منهم جماعة، لا تدين بالولاء إلا لهم، وتتنكر لمن سواهم مهما تفيئوا من ظليل النعمة.

إن اليهودي يردد في كل عام دعواته الملعونة المأفونة في أعياده السنوية، كعيد الحاقوكا، عيد الغور، قائلاً: يا إله إسرائيل كما أعنتني على إلحاق الأذى بالحيوانات الناطقة في العام الماضي، أكمل نعمتك علي وألحق بيدي الأذى لتلك الحيوانات في العام الآتي، فأي فرق بين اليهودي والصهيوني بعد هذا؟

قال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاما مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لَا تَعْلَمُونَ﴾ [80].

هذا من بعض مفتريات اليهود وأمانيهم الباطلة، أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة، قالوا إنها سبعة أيام بعدد الأيام التي عبدوا فيها العجل على الخلاف فيها، هل هي سبعة أيام أو أربعين يوماً، وروى محمد بن إسحاق عن سيف بن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس: "أن اليهود كانوا يقولون: إن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وإننا نعذَّب بكل ألف يوماً في النار، وإنما هي سبعة أيام معدودة[5].

وقد روى الحافظ أبو بكر بن مرديه حديثاً موصولاً إلى أبي هريرة قال: لما فتحت خيبر أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجمعوا إلي من كان من اليهود هاهنا)). فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أبوكم؟ قالوا: فلان. قال: كذبتم، بل أبوكم فلان. قالوا: صدقت وبررت، ثم قال لهم: هل أتنم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أهل النار؟ فقالوا: نكون فيها يسيراً ثم تخلفوننا فيها. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسئوا، والله لا نخلفكم فيها أبداً، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم، قال: هل جعلتم في هذه الشاة سماً، قالوا: نعم. قال: فما حملكم على ذلك؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك))[6]. ورواه الأمام أحمد والبخاري والنسائي من حديث الليث بن سعد بنحوه، فمن أكاذيب اليهود وغرورهم زعمهم أن من لم تدركه السعادة فإنه لن يدخل النار إلا أياماً معدودة، أشهر الأقوال فيها أنها سبعة أيام.

وظاهر الآية تدل عليه، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم برد مفحم دامغ فقاله له: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لَا تَعْلَمُونَ﴾. والمعنى: هل أنتم جاءكم عهد من الله بذلك فاتخذتموه أماناً لكم من الخلود في النار أو طول المكث فيها، هل عهد الله إليكم بنجاتكم منها بأمر خاص بوحي خاص ومنحة خاصة خالصة؟ أو هل عندكم عهد عام من عهود الله الشرعية بإنجائكم من النار، وإدخالكم الجنة باتباعكم شريعته، وطاعة أوامره، واجتناب نواهيه، وحمل رسالته والوقوف عند حدوده.

لا بد من هذا أو هذا، فإما أن يكون هذا القول صادراً منكم عن ثقة بوعد الله الذي قمتم بطاعته وسارعتم إلى مرضاته، أو أن يكون عندكم عهد من الله بالعفو الخاص عن مساوئكم التي لا تحصى، والعفو عن تقصيركم في طاعته واطراح وحيه، فإن كان عندكم أحد العهدين اللذين ترتكزون عليهما في دعواكم فإن الله لن يخلف عهده، وإن لم يكن عندكم شيء من ذلك فأنتم مفترون على الله، لأن كل من يقول على الله بغير علم ولا برهان فإنه مفتر على الله سبحانه وتعالى، فما قولكم هذا إلا استخفاف بجناب الله، ومحاولة لتبديل كلماته من عقوبة المسيء المخالف بالنار، وتنعيم المطيع المحسن للأعمال بالجنة.

هذه كلمات الله التي حقت على الفريقين: ﴿لَا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: 115]. فقولكم هذا يا بني إسرائيل مجرد افتراء على الله، ومحاولة لتبديل كلماته، ولا مبدل لها، يقول الله: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَماتُهُمْ سَاءَ ما يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الجاثية: 21، 22]. فما أعظم هذا التلقين من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يقول له: (قل) لهم ﴿أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لَا تَعْلَمُونَ﴾. ذلك أن قولهم لا يجوز صدوره بتاتاً إلا من أحد أمرين: إما اتخاذ عهد صادر من الله، سواء كان العهد خاصاً بالعفو عن مساوئهم، أو العهد عاماً بمجازاتهم على إحسانهم، كما وعده ، ووعده الحق.

وإما أن يكون صدوره مجرد افتراء على الله، وهذا من أفضح أنواع الكفر، فهو أعظم من الشرك الذي لا يغفره الله، كما سيأتي توضيحه في سورة الأعراف، خصوصاً إذا كان الافتراء فيه محاولة لتبديل كلمات الله في حكمه على المعرضين عن وحيه بالخلود في النار إلا ما شاء الله، وعلى المطبعين بدخول الجنة ﴿وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ﴾ [الأنعام: 34] وإنما هو افتراء منهم يزيد في إجرامهم وذنوبهم، ولهذا لقن الله نبيه صلى الله عليه وسلم حجة دامغة تقمعهم على رءوسهم، ثم أتاهم بالجواب القاطع والقول الفصل في هذه الدعاوي ببيان الحقيقة الكلية التي عليها مدار العقيدة الإسلامية وتنبثق منها أغلب التصورات الصحيحة، وهي أن الجزاء من جنس العمل ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾ [النبأ: 26] كما نص عليه في الآيتين (81، 82).

[1] أخرجه البخاري (7311) ومسلم (1921/171) وأحمد (4/244) من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
وأخرجه مسلم (1923/177) وأحمد (3/384) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
والحديث يروى عن عدد من الصحابة.
[2] أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/344) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وذكره العقيلي في الضعفاء (1/10).
وأورده ابن عدي في الكامل (2/31) والعقيلي (19) من حديث أبي أمامة وابن عمر رضي الله عنهم.
وذكره الذهبي في الميزان (2/50) وضعفه، في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن العذري (1/166).
وقال العقيلي في الضعفاء (4/256) ترجمة معان بن رفاعة: قال ابن معين: كان ضعيفاً. اهـ، وذكر له هذا الحديث ثم قال: لا يعرف إلا به وقد رواه قوم مرفوعاً من جهة لا تثبت.
[3] إسناد ضعيف:
أخرجه الترمذي (3164) وأحمد (3/75) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه.
والحديث فيه ابن لهيعة ودراج متكلم فيهما. انظر: تهذيب الكمال (15/487) و(8/477).
[4] أخرجه مسلم (1017/69) والترمذي (2675) والنسائي (5/75) وابن ماجه (203) أحمد (4/357، 360، 361) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنهما.
[5] إسناده حسن: أخرجه الطبراني في الكبير (11/96) وفيه بن إسحاق وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (10/246) وحسّن إسناده.
[6] أخرجه البخاري (5777) وأحمد (2/451) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/37310/#ixzz1lXx9vtWI
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.