المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات العناية بالبشرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    استكشف سر جمال شعرك في ويلنس سوق، الوجهة الأولى للعناية بالش...  آخر رد: الياسمينا    <::>    ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال  آخر رد: الياسمينا    <::>    موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى الفكري
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #12  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

من إيمانهم بالمغيبات لما استحقوا الهلاك بالصاعقة على سؤالهم موسى رؤية الله جهرة أي عياناً ، وذلك كما ورد في قوله تعالى أيضاً { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } فإنه يقول{ فأخذتهم الصاعقة }،{ بظلمهم } وظلمهم أنفسهم كان مسألتهم موسى أن يريهم ربهم جهرة لأن ذلك مما لم يكن لهم مسألته.
ونجد أيضاً هذه الدلالة في قوله تعالى{ وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أُنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعَتَوْ عُتُوّاً كبيرا } يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية:-(يقول الله لقد استكبر قائلوا هذه المقالة في أنفسهم وتعظموا،{وعَتَوْ عُتُوّاً كبيرا } يقول: وتجاوزوا في الاستكبار بقيلهم ذلك حده ) والإستكبار معناه الإمتناع عن قبول الحق معاندة وتكبراً، فليس سؤالهم ذلك إذاً بدافع مما فطرهم الله عليه من الإيمان بالماديات والمحسوسات.
ثالثاً:- الإحساس، العقل، الإيمان.
إحساس الحواس بوجود الواقع قطعي، لكن قد يكفر الإنسان بالمحسوس، فالإحساس بالواقع شيء والإيمان به شيءٌ آخر. قال تعالى {وأقسموا باللهِ جهد أيمانهم لإن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم انها إذا جاءت لا يؤمنون* ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون* ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيءٍ قبلا ماكانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون} وقال { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين* وما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون* كذلك نسلكه في قلوب المجرمين* لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين* ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون* لقالوا إنما سُكِّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} وقال {وإن يروا كِسَفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحابٌ مركوم} وقال {ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ فلمسوهُ بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين}.
وكذلك العقل حكمه بوجود الواقع قطعي، لكن أيضاً قد يكفر الإنسان بوجود الواقع، أي قد يكفر الإنسان بما توصل اليه عقله وصولاً يقينياً، فما يتوصل اليه العقل ليس بالضرورة اللازمة أن يؤمن به الإنسان حتى لو كان حكم العقل قطعياً. قال تعالى {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آياتٍ الى فرعون وقومه إنهم كانوا قوماً فاسقين* فلما جائتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحرٌ مبين* وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلُوَّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } وقال {ولقد آتينا موسى تسع آيات بيناتٍ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا* قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} وقال {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} وقال {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزلٌ من ربك بالحق} وقال {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون} فالله سبحانه يقول {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوَّا} ويقول {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر} ويقول {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} ويقول { يعلمون أنه منزلٌ من ربك بالحق} ويقول {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}ويقول {ليكتمون الحق وهم يعلمون}.
كل ذلك يدل على أن الإيمان شيء وما يقطع العقل بصحته شيءٌ آخر.
ورد في منشورات الحزب ما نصه:-(العقيدة في اللغة هي ما عقد عليه القلب، والقلب يطلق على العقل ويطلق على القلب المعروف ويراد منه في هذه الحالة الوجدان. ومعنى انعقاد القلب عليها هو احتواؤه لها وضمها اليه ضماً كاملاً وأكيداً بارتياح. وهذا يعني أن يأخذ الوجدان هذه الفكرة ويشدها اليه ويوافقه العقل على ذلك ولو موافقة تسليم. فالإعتقاد أصله إنعقاد القلب على موافقة العقل، أي اصله التصديق الجازم من قبل القلب أي من قبل الوجدان ولكن شرط هذا التصديق الجازم موافقة العقل، فإذا تم هذان الأمران: التصديق الجازم من قبل القلب أي الوجدان وموافقة العقل لهذا التصديق، فقد حصل إنعقاد القلب أي حصلت العقيدة بمعنى حصل الإعتقاد). وعليه لا يتوقف حصول الإيمان على العقل وحده، فقد يصدر العقل حكمه بوجود الواقع حكماً قطعياً ومع ذلك قد يكفر الإنسان بوجوده إذا لم يتجاوب الوجدان مع الحكم الذي أصدره العقل. فلأجل حصول الإعتقاد لابد من تجاوب الوجدان مع ما يقرُ بوجوده العقل حتى لو كان حكم العقل قطعياً. والوجدان هو إحساسات الغريزة، ورد في كتاب الفكر الإسلامي صفحة 16 ما نصه (وذلك أن الوجدان إحساس غريزي أو شعور داخلي، يظهر بوجود واقع محسوس يظهر معه أو من تفكير بهذا الشعور).
قال تعالى {ولا نكلف نفساً إلا وسعها ولدينا كتابٌ ينطق بالحق وهم لايُظلمون* بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون* حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجئرون* لاتجئروا اليوم إنكم منا لا تُنصرون* قد كانت آياتي تُتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون* مستكبرين به سامراً تهجرون* أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأتِ آبائهم الأولين* أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون* أم يقولون به جِنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون* ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون} وقال {بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم} وقال { ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما} وقال {قل لا أتبع أهواءكم}. واتباع الهوى هو إلغاء الإنسان عقله وما يتوصل اليه من حقائق في السيطرة على إحساساته الغريزية، فيندفع لتحقيق ما تتطلبه الطاقة من إشباعات دون أن يجعل لعقله أي أثر أو تأثير في حركة الطاقة وبالتالي لا يكون لما يتوصل اليه من حقائق أي أثر فيما تتطلبه الطاقة من إشباعات، {بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون}، فيحصل حينئذٍ التناقض بين الإشباع الذي يتوصل اليه عقله وصولاً يقينياً، والإشباع الذي تدفع لطلبه الطاقة الحيوية فيتولد في النفس نتيجة لذلك مشاعر الكراهية لماجزم العقل بصدقه وبصحته {وأكثرهم للحق كارهون} لأن مشاعر ا لكراهية تتولد في النفس تجاه ما يقف حائلاً بين الإنسان وبين حصوله على ما يحقق الإشباع، قال تعالى {أفكلما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون* وقالوا قلوبنا غُلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً مايؤمنون* ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين* بئسمااشتروا به انفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده} وقال { ود أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.
كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن ما يتوصل اليه الإنسان بعقله وصولاً يقينياً لا يؤدي بالضرورة الى حصول الإعتقاد، سواء أكان إدراك الإنسان ناتجاً عن مشاهدة وحس بالواقع أو كان ناتجاً عن حس بأثر الواقع.فلأجل حصول الإعتقاد لابد من أن يتجاوب الوجدان مع حكم العقل أو مع مايتوصل اليه العقل.والتجاوب الوجداني لا يؤثر فيه كون الواقع المدرك مادي محسوس أو كونه مما لا يقع عليه حس الإنسان، فقد يكون واقعاً مادياً محسوساً ولا يتجاوب معه وجدان الإنسان، فعلى سبيل المثال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب، فقال إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع اليهم بعد أن قيل قد مات؛ ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات) فعمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رفض تصديق أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات مع أن منطق الإحساس يوصل قطعاً الى أنه صلى الله عليه وسلم قد مات، فالرفض هنا هو رفض وجداني وليس هو رفضاً حسياً أو عقلياً، وفي مقابل ذلك نجد أن الواقع قد يكون مما لا يقع عليه حس الإنسان ومع ذلك يتجاوب معه وجدان الإنسان فيحصل الإعتقاد بوجوده كالإيمان بالله تعالى وكالإيمان بالجنة والنار.... الخ. لكل ذلك لم يصح قول المؤلف أن الله سبحانه وتعالى قد فطر الإنسان وجبله على الإيمان بالماديات والمحسوسات أكثر بكثير من إيمانه بالمغيبات، فهذا القول قد ثبت مخالفته لواقع الإنسان ولواقع الإيمان وقد ثبت أيضاً مخالفته لما دلت عليه النصوص الشرعية، من هنا فإن كل ما ينبني على هذا القول خطأ في خطأ ومن ذلك ما نص عليه المؤلف في صفحة 60 وهو قوله:-(وحيث أن الله سبحانه الذي فطر الإنسان وجبله على هذه الصفة هو الذي أنزل الشريعة الإسلامية على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأمره بتبليغها للناس ليؤمنوا بها ويصدقوا، فإنه سبحانه قد كلف رسوله الكريم بتجسيد هذه الشريعة في دولة، أي بجعل الشريعة-وهي مجموعة أفكار وأحكام-مجسدة في كيان وواقع محسوس، هو الدولة الإسلامية، وقد كان من نتيجة هذا التجسيد دخول الناس في الإسلام أفواجا).
وعلاوة على أن ما ورد في هذا النص خطأ لكونه قد بني على خطأ فإن دخول الناس في دين الله أفواجا في حال وجود الدولة الإسلامية ليس هو بسبب ما في فطرة الناس من الإيمان بالماديات والمحسوسات أكثر بكثير من إيمانهم بالمغيبات، وذلك لأن فطرة المؤلف تتعلق بالإيمان والإيمان هو العقيدة، أما الدولة الإسلامية فهي تجسيد للنظام المنبثق عن العقيدة الإسلامية وليست هي تجسيد للعقيدة الإسلامية، بل يستحيل أن تجسد الدولة واقع العقيدة في كيان أو في واقع مادي محسوس فلا يمكن على سبيل المثال لا الحصر أن تجسد الملائكة أو الجنة أو النار كواقع مادي محسوس. فلا يرد القول أن دخول الناس في دين الله أفواجا هو بسبب إيمان الناس بالماديات والمحسوسات لأن دخول الناس في دين الله أفواجا يعني إيمان الناس بعقيدة الإسلام لا إيمانهم بدولة الإسلام، ومن نافلة القول أن لا يرد القول مطلقاً بأن الله سبحانه وتعالى قد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتجسيد الشريعة في دولة بسبب فطرة المؤلف.
الإيمان أو الإعتقاد أصله إنعقاد الوجدان على موافقة العقل أي أصله التصديق الجازم من قبل الوجدان وموافقة العقل لهذا التصديق. من هنا يجب أن يبحث أثر تطبيق الإسلام على الناس من قبل الدولة الإسلامية في دخولهم في دين الله أفواجا من ناحية تأثير هذا التطبيق على العقل من جهة ومن ناحية تأثيره على الوجدان من جهة أخرى لأن موضوع البحث هنا هو إيمان الناس بالإسلام نتيجة تطبيقه عليهم من قبل الدولة الإسلامية. وحتى يدرك أثر تطبيق الإسلام من قبل الدولة على الإيمان لا بد من إدراك الواقع الذي يحسه الناس جراء تطبيق الإسلام عليهم من قبل الدولة ، وهذا الواقع المحسوس يتمثل بثلاثة أمور رئيسة ، أولها : علاقة الحكام بالمحكومين وثانيها: علاقة المسلمين مع بعضهم البعض من جهة ومع غيرهم ممن يحمل التابعية من جهة أخرى، وثالثها: معالجات الإسلام لجميع شؤون الحياة. هذا هو واقع الإسلام مطبقاً على الناس من قبل الدولة الإسلامية، فما هو أثر هذا الواقع المحسوس على العقل من جهة وعلى وجدان الناس من جهة أخرى بحيث أدى هذا التأثير الى إعتناق الناس الإسلام؟ أما من جهة العقل فقد كان الواقع المدرك حساً لهذه الأمور الثلاثة بمثابة الحافز المحرك للعقول للتفكير في صحة العقيدة الإسلامية، وأما من جهة الوجدان فإن تطبيق الإسلام عليهم من قبل الدولة قد ضمن لهم إشباع الطاقة الحيوية إشباعاً صحيحاً مما جعلهم يشعرون بالطمأنينة في ظل نظام الإسلام، فحصل إرتباط طبيعي وحتمي بين الطاقة الحيوية ومعالجات الإسلام فكان من الطبيعي أن يُوجَدْ فيهم الإستعداد الوجداني للتجاوب مع العقيدة التي انبثق عنها نظام الإسلام. ولما كانت العقيدة الإسلامية موافقة للعقل وموافقة للفطرة ووجد الحافز العقلي لإعمال الذهن ووجد الإستعداد الوجداني لإحتضان الفكرة الإسلامية حصل هذا التجاوب الهائل في إقبال الناس على إعتناق الإسلام والدخول في حظيرته.


أخطاء ومخالفات حزبية وشرعية متفرقة

اولا:- فصل الصفات عن الاحكام

يقول المؤلف في صفحة 5 ما نصه: "يتمثل فيه الاسلام في افكاره واحكامه وما يدعو اليه من صفات وأخلاق حسنة فاضلة..." وفي صفحة 6 ما نصه :"يهييء نفسه لتجسيد الاسلام فيه أفكارا وأحكاما وصفات" وما نصه :"تحلى برأس الخير وقمة الفضل قولا وفعلا وصفات" وفي صفحة 83 ما نصه :"فحامل الدعوة هو الذي يتمثل الاسلام فيه قولا وعملا وخلقا".
التعليق:- أقوال المؤلف هذه تخالف ما تبناه الحزب من ان الصفات هي احكام شرعية باعتبارها من أفعال الانسان. وان المسلم انما يتقيد بها على اعتبار انها احكام شرعية لا على انها صفات حسنة فاضلة. وقد نص الحزب في كتاب الشخصية الجزء الاول صفحة 150 على ان الصفات أحكام شرعية بإعتبارها من أفعال الإنسان بقوله "أما الاحكام الشرعية فهي خطاب الشارع المتعلق بافعال العباد. وبعبارة اخرى هي الافكار المتعلقة بفعل من أفعال الانسان, او بصفة من صفاته باعتبارها من أفعاله."
وفي كتاب نظام الاسلام في صفحة 114 يقول الحزب:- "ومع ان الشريعة الاسلامية فصلت الانظمة تفصيلا دقيقا، كأنظمة العبادات والمعاملات والعقوبات، فانها لم تجعل للأخلاق نظاما مفصلا، انما عالجت احكام الاخلاق على اعتبار انها اوامر ونواه من الله، دون النظر الى تفصيل انها اخلاق يجب ان تعطى جانبا خاصا من العناية يمتاز على غيره، بل هي من حيث تفصيل الاحكام، اقل تفصيلا من غيرها، ولم يجعل لها في الفقه بابا خاصا، فلا نجد في كتب الفقه التي تحوي الاحكام الشرعية بابا يسمى باب الاخلاق. ولم يعن الفقهاء والمجتهدون في أمر الاحكام الخلقية بالبحث والاستنباط".
وعليه فلم يرد في ثقافة حزب التحرير مطلقا وصف الاسلام بانه افكار واحكام وصفات، بل "افكار واحكام" فحسب لان حزب التحرير تبنى ان الصفات احكاما شرعية، وانها تعتبر من أفعال الانسان، اما المؤلف كما هو واضح من النصوص المذكورة أعلاه فقد جعل الصفات شيئا آخر غير الاحكام كما لم يعتبرها من افعاله وذلك انه يقول "افكارا وأحكاما وصفات" و "قولا وفعلا وصفات" و "قولا وعملا وخلقا"، حتى اسم الكتاب اراده المؤلف ان يكون مخالفا لما تبناه حزب التحرير حين أسماه "حمل الدعوة الاسلامية واجبات وصفات" اذ فصل الصفات عن الواجبات فكان ذلك عنوانا وبالخط الاحمر للكتاب الذي تبناه حزب التحرير فجعله بذلك جزءا من ثقافته بل ولاغيا لكل النصوص السابقة له اذا تناقضت مع ما ورد فيه.

ثانيا:- مقومات الشخصية الاسلامية هي :القول والفعل والصفات

ورد في صفحة 63 ما نصه: "فان عليه ان يمثل الاسلام في شخصه، في قوله وفعله وصفاته، فان لم يكن يمثل الاسلام في قوله وفعله وصفاته فانه لا يكون حامل دعوة, ولكن مجرد مسلم من المسلمين"
ويتابع المؤلف قوله في صفحة 64 فيقول "فان الواجب عليه ان هو قال ان يقول افكارا واحكاما شرعية او ما لا يتعارض معهما، والواجب عليه ان هو فعل فعلا ان يفعله حسب الاحكام الشرعية، كما ان الواجب عليه ان يتصف بالصفات المشروعة، والاخلاق الحميدة الفاضلة، ولا يتصف بأية صفة او خلق ذميم، فما حث عليه الاسلام من الصفات اخذها، وما ذمها ونهى عنها تركها وكرهها، ولا يكون المسلم حامل دعوة ان نقصت فيه احدى هذه المقومات الثلاث، فحامل الدعوة هو المثال الحي للاسلام، وهو القدوة بين الناس، وهو الامام فيهم، وبقدر تمثل الاسلام فيه في القول والفعل والصفات بقدر صلاحه لحمل الدعوة ونجاحه فيه ..." وفي نهاية الصفحة يقول :"ولا يجوز له ان يتهاون في اي من هذه المقومات الثلاث لشخصه كحامل دعوة".
التعليق:- هذه النصوص من أولها لآخرها تخالف ما تبناه حزب التحرير سواء فيما يتعلق بفصل الصفات او الاخلاق عن الاحكام الشرعية وجعلها امرا آخر غيرها او فيما يتعلق بالشخصية الاسلامية ونصه على ان لها مقومات ثلاث هي القول والفعل والصفات او افكارا واحكاما وصفات، وقول المؤلف بان الشخصية لها ثلاث مقومات يؤكد على ان المؤلف يفصل فعلا بين الاحكام والصفات وانه يجعل من الصفات امرا مغايرا للاحكام، والا لما صلحت الصفات ان تكون احدى ثلاث مقومات للشخصية الى جانب الافكار والاحكام لو لم تكن شيئا آخر او امرا مغايرا لها.
ورد في كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الاول في صفحة 5 ما نصه "الشخصية في كل انسان تتالف من عقليته ونفسيته" وفي صفحة 7 يقول "ومن هذه العقلية والنفسية تتكون الشخصية". الا ان المؤلف وهو عضو في حزب التحرير وقد أقسم كغيره من شباب حزب التحرير على تبني افكار الحزب لم ينص ولا مرة واحدة في كتابه "حمل الدعوة الاسلامية صفات وواجبات" على ان الشخصية الاسلامية تتكون من العقلية الاسلامية ومن النفسية الاسلامية، بل جعلها بدلا عن ذلك تتكون من مقومات ثلاث هي :القول والفعل والصفات. وفوق ذلك فان ما قاله حزب التحرير قول صحيح، منطبق على الواقع تمام الانطباق وما قاله المؤلف قول خطأ ولا ينطبق على الواقع ولا بوجه من الوجوه، فاذا كان لا بد للمؤلف من ان ينص على امر في الاسلام بالغ الاهمية في تكوين الشخصية الاسلامية فهو العقيدة لا الاخلاق، اذ العقيدة هي اساس تكوين العقلية والنفسية. والاخلاق باعتبارها من افعال الانسان، انما يتقيد بها المسلم باعتبارها احكاما شرعية منبثقة عن العقيدة الاسلامية، ولا يكون تقيده بهاعلى هذا الوجه الا اذا كانت نفسيته نفسية اسلامية اي الا اذا كانت دوافعه مربوطة بالمفاهيم التي تكونت بها عقليته. لذلك لم تصلح الاخلاق ولا حتى العبادات او المعاملات ان تكون ايٌ منها بحد ذاتها مقوما من مقومات الشخصية.
ما قام به المؤلف من فصل الإخلاق عن الأحكام الشرعية، ومن جعل الأخلاق واحدة من ثلاث مقومات لشخصية حامل الدعوة يدل على أن المؤلف قد قصد إبراز الناحية الخلقية في الدعوة والى إعطاء الأخلاق جانباً خاصاً من العناية يمتاز على غيره، على النقيض مما تبناه الحزب في هذه المسألة، والذي يؤكد على ذلك ما أورده المؤلف من نصوص يبرز فيها العناية الخاصة التي أولاها المؤلف للدعوة الى الأخلاق، وذلك مثل قوله في صفحة 5 ( فمن نهض من المسلمين بمثل عمل الأنبياء والمرسلين فإن عليه أن يجعل من نفسه مثالاً للفضل والكرم والخير، يتمثل فيه الإسلام في أفكاره وأحكامه وما يدعو اليه من صفاتٍ وأخلاقٍ حسنة فاضلة، وإلا لم يصلح للقيام بهذا العمل وإن قام به لم ينجح فيه ولم يجرِ الخير على يديه ) وفي صفحة 66 يقول ( ويجب على حامل الدعوة كذلك أن يتحلى بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة ) وفي نفس الصفحة يقول( وهؤلاء بدلاً من أن يتخذهم الناس قدوة لهم يقلدونهم في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم) وفي صفحة 67 يقول (وقد حض الإسلام على التحلي بحسن الخلق وحث كثيراً عليه ) وفي نفس الصفحة يقول ( فليحرص حامل الدعوة على التحلي بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة الفاضلة لينال الفضل من الله سبحانه، وليكتمل تمثل الإسلام فيه) وفي صفحة 83 يقول ( وحامل الدعوة هو الذي يتمثل الإسلام فيه قولاً وعملاً وخلقاً)

ثالثا: وجه النصر الذي انزل على موسى وعيسى عليهما السلام:

ورد في صفحة 43 ما نصه : "وان الله سبحانه ينصر الأنبياء انفسهم كما نصر نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا، او ينصر شرائعهم كما نصر شريعة موسى وشريعة عيسى، او ينصر النبي وشريعته كما نصر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم" انتهى النص
ما اورده المؤلف في هذا النص خطأ ويتناقض مع نصوص القرآن وبيان ذلك على النحو التالي:-
حسب تصنيف المؤلف لاوجه النصر او حالاته نجد انه قد استثنى موسى وعيسى عليهما السلام من الوجه الاول للنصر وهو "نصر الانبياء انفسهم" وبناء عليه استثناهما من الوجه الثالث للنصر وهو "نصر النبي وشريعته" من أجل ذلك اصطنع لهما وجها آخر للنصر مختلفا عن الاول والثالث وهو "نصر شريعتهم او دعوتهم او فكرتهم" كما نص على ذلك في أكثر من موضع من هذا البحث.
وفساد هذا القول ومناقضته لنصوص القرآن يظهر اذا ثبت لنا ان موسى وعيسى عليهما السلام قد انجاهما الله تعالى كما نجا نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا، وانهما لا يفترقان عن هؤلاء الانبياء من هذه الناحية في شيء، فيكونان وجميع هؤلاء الانبياء سواء من حيث انطباق الوجه الاول من النصر عليهم، لان نصر النبي نفسه هو عين نجاة النبي كما عبر عن ذلك القرآن بقوله تعالى مخبرا عن نوح "فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ..." وعن هود "ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ" وعن صالح "فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ ..."
وعن شعيب "ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين" وعن لوط "وان لوطا لمن المرسلين. اذ انجيناه واهله اجمعين الا عجوزا في الغابرين. ثم دمرنا الآخرين". ثم لننظر ماذا أخبرنا تعالى عن موسى عليه السلام:- قال تعالى "وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين" ثم ماذا اخبرنا تعالى عن عيسى عليه السلام:- قال تعالى "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما" وقال تعالى "وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات...".
أليس ينطبق على موسى وعيسى ما ينطبق على جميع الانبياء سالفي الذكر تمام الانطباق؟ ألم ينجهما سبحانه وتعالى كما نجا نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا؟ فإذا كان ذلك كذلك فان المؤلف يكون قد أخطأ باستثنائه موسى وعيسى من الوجه الأول للنصر وهو "نصر النبي نفسه" لأن هذا ثابت بنص القرآن القطعي، ويكون قد أخطأ أيضا باستثنائهما من الوجه الثالث للنصر وهو "نصر النبي وشريعته" على اعتبار أن المؤلف يرى أن الله سبحانه وتعالى قد نصر شريعتهما.
أما كيف انتصرت شريعة موسى وعيسى عليهما السلام فهذا ما يحتاج الى شرح وبيان من قبل المؤلف؟!

رابعا: الايمان بوعد الله بالنصر

كتاب "حمل الدعوة الاسلامية" تضمن عبر صفحاته مقارنة -بقصد أو بدون قصد- بين إيمان موسى ويقينه بوعد الله وإيمان محمد ويقينه بوعد الله عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم، فأي الايمانين وأي اليقينين ايمان موسى ويقينه أم ايمان محمد ويقينه كان هو الراجح في ميزان المؤلف؟!
ورد في صفحة 46 ما نصه:- "ثم ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لو كان يملك أسباب انزال النصر لأنزله في معركة أحد لشدة حاجته اليه، ولأنزله في معركة الخندق عندما ضيق عليه الحصار فزلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون، يقول تعالى في سورة الأحزاب: "إ‎ذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا" انتهى
هنا ينص المؤلف على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في معركة الخندق قد زلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون.
أما ايمان موسى عليه السلام ويقينه بوعد الله فقد قام المؤلف بوصفه في صفحة 34-35 حيث قال ما نصه:-
"قال تعالى في سورة الشعراء مخاطبا موسى وهارون: "فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني اسرائيل" فاعتبره نبي الله موسى أمرا مؤكدا لا بد من وقوعه، وقد تكرر الأمر هذا في آية أخرى من نفس السورة: "فأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي انكم متبعون"، فأيقن أن خروج بني اسرائيل من مصر ونجاتهم من فرعون كائن لا محالة لا يشك قي وقوعه وحصوله، ولهذا لما وصل أصحاب موسى الى شاطيء البحر ورأو جيش فرعون يتعقبهم فشكوا في الوعد الالهي: "فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون" لم يشك نبي الله، ولم يجعل الحالة الصعبة التي كانوا عليها تؤثر في ايمانه بوقوع وعد الله، وانما أجابهم اجابة الواثق بوعد الله بالنجاة والخلاص من فرعون: "قال كلا ان معي ربي سيهدين"... فهذا نبي الله موسى قد أمره ربه بتخليص بني اسرائيل من حكم فرعون وتسلطه، فاعتبر أمر الله قائما لا يتطرق اليه الشك، حتى عندما سار ببني اسرائيل، فوصلوا الى بحر لا يملكون السفن لاجتيازه ورأوا جيش فرعون الذي لا قبل لهم بقتاله خلفهم، وظل الايمان ايمانا واليقين يقينا، رغم أن موسى عليه السلام لم يقف آنذاك على كيفية حصول النجاة، ولا رأى أمامه أية وسيلة للنجاة، ومع ذلك بقي على ايمانه بحصول النجاة فقال: "كلا ان معي ربي سيهدين" فكلمة (كلا) تعني أن جيش فرعون لن يصل اليهم لأن وصوله يعني عدم تحقق النجاة اليقينية عنده، وقد قال ما قال رغم أنه لم يكن واقفا على كيفية النجاة وهنا قمة الايمان فقال: "إن معي ربي سيهدين" انتهى النص
وعليه فالمؤلف يقول أن محمدا عليه السلام قد زلزل هو وأصحابه وظنوا بالله الظنون، أما موسى عليه السلام فانه أولا قد اعتبر مجرد أمر الله تعالى له بتخليص بني اسرائيل من حكم فرعون "أمرا مؤكدا لا بد من وقوعه" وأيقن أنه "كائن لا محالة لا يشك في وقوعه وحصوله" و "يقينا قائما لا يتطرق اليه الشك" وثانيا أنهم لما وصلوا الى البحر يتعقبهم جيش فرعون "لم يشك نبي الله ولم يجعل الحالة الصعبة التي كانوا عليها تؤثر في ايمانه بوقوع وعد الله" "وانما أجابهم اجابة الواثق بوعد الله بالنجاة والخلاص من فرعون: "قال كلا إن معي ربي سيهدين" "وظل الايمان ايمانا واليقين يقينا" "وهنا قمة الايمان""
لذلك نجد أن مؤلف كتاب "حمل الدعوة الاسلامية" قد خص موسى عليه السلام بالاقتداء به في إيمانه بوعد الله كما ورد ذلك في صفحة 35 حيث يقول المؤلف بالنص:-
"فعلى حامل الدعوة حين يتلو قوله تعالى في سورة النور: "وعد الله الذين آمنوا منكم..." أن يثق بوعد الله هذا، وأن الله القوي العزيز سيمكنه من اقامة الخلافة، وأن هذه الخلافة لا شك ستقوم وان هو لم ير الأحوال المواتية ولا الظروف المهيئة، ولا القوى الى جانبه، مقتديا بنبي الله موسى في ايمانه بوعد الله رغم عدم رؤيته للأحوال والظروف المواتية..".

خامسا:- خالف المؤلف رأي الحزب في مدلول لفظ الجلالة "الله"

ورد في صفحة 27 ما نصه:- "وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الاله واجب الحمد".
أما الحزب فقد فرق بين مدلول لفطة "إله" ولفظ الجلالة "الله" وقد بين ذلك في كتاب الفكر الاسلامي في صفحة 18-19 حيث يقول:- " و"اله" في اللغة ليس لها إلا معنى واحد هو المعبود، وليس لها أي معنى شرعي غير ذلك. فلا إله، معناها في اللغة وفي الشرع لا معبود. وإلا الله معناها في اللغة، وفي الشرع، الذات الواجب الوجود، وهو الله".
وفوق ذلك فان المعنى الذي قال به الحزب للفظ الجلالة "الله" هو الصحيح، وما أورده جلال السيوطي في كتاب الأشباه والنظائر في النحو يؤكد على صحة قول الحزب.
في الجزء الرابع صفحة 5 نص على ما يلي:- "حكى أبو القاسم الزجاجي قال: أخبرنا أبو اسحق بن السري الزجاج، قال: أخبرني محمد بن يزيد المبرد، قال سمعت المازني يقول، سألني الرياشي فقال لي، لم نهيت أن يكون الله تعالى أصله الإله ثم خفف بحذف الهمزة كما يقول أصحابك، فقلت لو كان مخففا منه لكان معناه في حال تخفيف الهمزة كمعناه في حال تحقيقها لا يتغير المعنى، ألا ترى أن الناس والأناس بمعنى واحد؟ ولما كنت أعقل لقولي: الله فضل مزية على قولي الإله، ورأيته قد استعمل لغير الله في قوله "وانظر الى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا" وقوله "أألهتنا خير أم هو" ولما لم يستعمل الله إلا للباري تعالى، علمت أنه علم وليس بمأخوذ من الإله".
وأيضا ما أورده الأديب اللغوي أبي هلال العسكري في كتابه "الفروق اللغوية" حيث قال:- "(الفرق) بين قولنا الله وبين قولنا إله أن قولنا الله اسم لم يسم به غير الله وسمى غير الله إلها على وجه الخطأ وهي تسمية العرب الأصنام آلهة وأما قول الناس لا معبود إلا الله فمعناه لا يستحق العبادة إلا الله تعالى.


سادسا:- "ما لا يتعارض مع الأفكار والأحكام الشرعية"
يقول مؤلف الكتاب في صفحة 64 ما نصه "فان الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكارا وأحكاما شرعية، أو ما لا يتعارض معهما".
وهذا يتناقض مع ما تبناه حزب التحرير وما نص عليه في كتبه ومنشوراته مناقضة صريحة فقد
ورد في كتاب التفكير في صفحة 145 ما نصه:- "وإذا كانت الأفكار تبنى على العقيدة، فتكون مقياسا لصحة هذه الأفكار وعدم صحتها، أي لتعيين الموقف منها للأخذ أو الرفض فان الأحكام الشرعية تنبثق انبثاقا من العقيدة، أي تستنبط وتؤخذ من العقيدة، فما انبثق من هذه العقيدة وكان حكما شرعيا كان وحده هو الذي يؤخذ، وما لا ينبثق عنها يرفض كله، سواء وافق العقيدة أو خالفها لذلك فانا لا نأخذ ما يوافق الاسلام، وإنما نأخذ فقط ما هو اسلام ليس غير، لأن الحكم الشرعي ينبثق عن العقيدة انبثاقا ويؤخذ منها ولا يبنى عليها، بخلاف الفكر فانه يبنى على العقيدة بناء" . وورد أيضاً في كتاب كيف هدمت الخلافة صفحة 68 ما نصه "ومن هذا كله المذكور في هذه البنود الثمانية يتبين أن الفكرة التي تقول: "إن ما لا يخالف الاسلام ولم يرد نص على النهي عنه يجوز أخذه" فكرة باطلة من أساسها. ويتضح من تدقيق الأدلة أن أخذ أي حكم من غير ما جاء به الشرع أخذ لحكم كفر، لأنه أخذ لغير ما أنزل الله".
وقد عنون الحزب نشرة صادرة بتاريخ 7/8/1966م ب "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف الاسلام كلها أحكام كفر وليست من أحكام الاسلام".
ولا يرد القول هنا أن قصد المؤلف من قوله "أو ما لا يتعارض معهما" هو فيما يتعلق بالعلوم والفنون، وذلك للأسباب التالية
1- التلقي الفكري للكلام الوارد في هذا النص، يقتضي أن نفهم معاني الجمل كما تدل عليه من حيث هي لا كما يريد لافظها أو كما يريد قارئها أن تكون، فلا قيمة لما قد يكون قصده المؤلف أو لما أراده من معنى بهذا الكلام.
2- وفوق ذلك لم أجد في كلام المؤلف حول الموضوع محل البحث أية اشارة تدل أو تشير الى قصد المؤلف بأنه إنما أراد بهذا الكلام "العلوم والفنون وما شاكلها" اللهم إلا إذا كانت القرينة هي عصمة المؤلف من الوقوع في الخطأ والزلل. بل ان "العلوم والفنون" لم يتطرق اليها المؤلف في الكتاب كله.
3- لقد حذر الحزب المسلمين من خطورة فكرة "ما يوافق الاسلام أو ما لا يخالفه" بقوله "فكل ما ليس له دليل من الكتاب والسنة، ولا مما أرشد إليه الكتاب والسنة من الأدلة، فانه أفكار كفر وأحكام كفر، سواء خالفت الاسلام أم لم تخالفه. وافقته أم لم توافقه، فليحذر المسلمون من أن يدخل عليهم أحد خديعة الأخذ بما يوافق الاسلام أو العمل بما لا يخالف الاسلام. فان هذا هو المنزلق الفظيع الذي أدى الى ترك الاسلام وقبول أحكام الكفر وأفكار الكفر، وهذا هو أيضا المنزلق الخطر الذي يؤدي الى التنكب عن الاسلام والانحراف عن طريقه".
فما دامت هذه الفكرة بهذه الخطورة على المسلمين، وما دام كتاب "حمل الدعوة" موجها إلى الشباب وإلى الناس كما يقول مؤلف الكتاب في المقدمة، فكان الأولى به وهو من هو في حزب التحرير أن يتقيد بما تميز به حزب التحرير من "الدقة والوضوح" بأن يتخير الألفاظ والمصطلحات ذات الدلالة الواضحة المحددة بهدف الحفاظ على نقاء مفاهيم الحزب وبلورتها، لا أن يأتي بعبارات غامضة مبهمة تحتمل التأويل والتفسير بأفهام تخالف فهم الحزب وتخالف آرائه. هذا وإن أهم ما تميز به كتاب "حمل الدعوة" من أوله الى آخره هو عباراته الغامضة الفضفاضة التي فيها قابلية المط والشد لتضيق وتتسع حسب الطلب. إن هذا الكتاب كما أسلفت موجه الى الناس كما هو موجه الى الشباب وإن الناس والشباب سوف يقرأون الكتاب ولن يقرأوا الفنجان لمعرفة ما يريد مؤلف الكتاب.
4- وحتى لا تتخذ عالمية "العلوم والفنون وما شاكلها" ذريعة لادخال هذه الفكرة الخطرة الى عقول المسلمين قام الحزب بتوضيح هذه الناحية بما لا يدع مجالا لأي ابهام أو لبس في الموضوع مخرجا العلوم والفنون التي لا تخالف الاسلام من حرمة أخذ ما لا يخالف الاسلام، لقد وضح الحزب ذلك في كتبه ونشراته وعلى وجه الخصوص في نفس النشرة سالفة الذكر "ما يوافق الاسلام وما لا يخالف..." فالحزب قام بالتوضيح وهو في معرض نقض الفكرة فمن باب أولى ان يقوم المؤلف وهو في معرض الترويج للفكرة بتخصيص قوله " فإن الواجب عليه إن هو قال أن يقول أفكاراً وأحكاماً شرعية، أو ما لا يتعارض معهما" بالعلوم والفنون " لا أن يبقيه عاما بحيث يشمل جميع الافكار والاحكام.

سابعا:- مفهوم الخير والشر

ورد في صفحة 105 ما نصه:- "إن البلاء في ذاته شر، وإن العذاب شر كذلك، وأنهما أمران لا بد لحامل الدعوة من مجابهتهما..".
ما قاله المؤلف يخالف ما تبناه الحزب في مسألة الخير والشر، وذلك كما ورد في كتاب المفاهيم في صفحة 21:-
"أما الأفعال التي تحصل من الانسان أو عليه في الدائرة التي تسيطر عليه فان الانسان يصفها بالخير أو الشر تبعا لمحبته وكراهيته، أو نفعه أو ضره، "إن الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا" "وإنه لحب الخير لشديد" لكن هذا الوصف لا يعني أنه وصف لها في حقيقتها، فقد يرى شيئا خيرا وهو شر، وقد يراه شرا وهو خير "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".


ثامناً:- حمل الدعوة .

ورد في صفحة 107 ما نصه ( حمل الدعوة كلمتان ثنتان ، "حمل" و "الدعوة" ، فالحمل شيء والدعوة شيء آخر أما الدعوة فهي مجموعة الأفكار والأحكام الشرعية أو هي الإسلام كله، وأما الحمل فهو التبليغ بمعنى أنه تبليغ الناس الأفكار والأحكام الشرعية).
رد مع اقتباس
 
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.