إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الدراسات والأبحاث والإصدارات

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #31  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

وعلى ما تقدم كله لم يبق مجال لنفي وجود صحابة غير السابقين الأولين إلا عند المنافقين المكابرين الحاقدين أصحاب الأهواء والبدع.
أما احتجاجهم على أن من أسلم بعد الحديبية وبعد فتح مكة لا يُعد من الصحابة بحديث {أنا وأصحابي حيز والناس حيز} وحديث {المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض} .
أما الحديث الأول: فأولاً: هو حديث ضعيف لانقطاعه، فلا أعلم له رواية إلا من طريق أبي البختري الطائي عن أبي سعيد الخدري، ولم يدرك أبو البختري أبا سعيد الخدري ، وكفى الله المؤمنين القتال، وثانياً: إنه يتعارض مع القطعي من أن كل من أسلم بعد الحديبية وبعد فتح مكة هم صحابة كما أسلفنا ذكره من قوله تعالى في سورة الأنفال آية(75) {والذين أمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأُولئك منكم} وقوله في سورة الحديد آية (10) {من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى} فهذان نصان قاطعان على أنهم منهم، وكذلك ما أوردناه من الأحاديث، وثالثاً: لو صح هذا الحديث ففيه دليل على أن كل من كان معه يوم الفتح هو من أصحابه سواء صحبه قبل الحديبية أو بعدها، سيما وأنه جاء في روايته أنه قاله يوم فتح مكة، وبذلك كله يبطل احتجاجهم به.

رد مع اقتباس
 
 
  #32  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

وأما الحديث الثاني: فأولاً: ليس مذمة أن يكونوا طلقاء فهو عفو لهم من الله ورسوله حينما قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: {ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخٌ كريم وابن أخ كريم، قال: إذهبوا فأنتم الطلقاء} ، وفي رواية أقول لكم كما قال يوسف لإخوته {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} ، وقد كانوا نحوا من ألفي رجل، وفيهم من صار من خيار المسلمين كالحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وصفوان بن أُمية وعكرمة بن أبي جهل ويزيد بن أبي سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وحويطب بن عبد العزى وعتاب بن أسيد الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم مكة لما فتحها وأبي سفيان بن حرب الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم نجران لما فتحها وغيرهم.
رد مع اقتباس
 
 
  #33  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

ثانياً: لقد ثبت بالنص القطعي أنهم مؤمنون قال الله تعالى في سورة التوبة آية (26) {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين} فكان الطلقاء بهذه الآية من المؤمنين لأنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في تلك المعركة.
ثالثاً: معروف على ظاهر الكف أن الطلقاء والعتقاء ليسوا من المهاجرين والأنصار ولا بفضلهم، لكن القرآن جعلهم معهم في الأجر سواء، وجعلهم منهم في الولاية، قال الله عز وجل في سورة الحديد آية(10){لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى} وقال في سورة الأنفال آية (75) {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأُولئك منكم}.
رابعاً: إن كان قصدهم من وراء ذلك إخراج معاوية بن أبي سفيان من الصحابة ظانين أنه أسلم بعد الفتح، فهو ظن لا يغني من الحق شيئاً، لأنه رضي الله عنه أسلم عام القضية أي عام الحديبية قبل فتح مكة، وأخفى إسلامه عن أبيه على ما ذكره أهل السير كابن سعد وابن عساكر والطبري والبغدادي والذهبي وغيرهم بأسانيد متعددة .
ومما يؤكد أنه ليس من الطلقاء مع أنها ليست تهمة كما قد علمت، فقد كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد الفتح، في حين كان الطلقاء ممنوعين من الهجرة إليها، كصفوان بن أُمية، فإنه لما قدم مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالرجوع قائلاً له: {إرجع أبا وهب إلى أباطح مكة فقروا على سكنتكم فقد انقطعت الهجرة ولكن جهاد ونية} .
رد مع اقتباس
 
 
  #34  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

أما الدليل على أنه كان في المدينة، أنه قام ببعض الأعمال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها: أنه كُلف بالذهاب مع وائل الكندي لتسليمه أرضاً أقطعها إياه، وكان ذلك في المدينة ، ومنها: أنه آخى بينه وبين الحتات المجاشعي وكان ذلك يوم وفد عليه في المدينة ، ومنها: أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم أنه كان في المدينة ، ومنها: أنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مئة وستين حديثاً لم يحفظ عددها أحد من الطلقاء ، ومنها: أنه أشهده على ما أقطعه للداريين ، كل ذلك يدل قطعاً على أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، كما وأنه ممن اتفق على صحبته عند الصحابة والتابعين وتابعيهم منذ العصور الأُولى الممدوحة، والحمد لله الذي تتم بنعمه الصالحات.
رد مع اقتباس
 
 
  #35  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

الأحد 16 ربيع الثاني 1435

وصلنا الى صفحة رقم 42 من الكتاب وهي تحت عنوان

الصحابة كلهم عدول:

يتبع النشر بالغد إن شاء الله

وما هذا إلا تذكير وبيان لمكان الوصول .
رد مع اقتباس
 
 
  #36  
قديم 02-17-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

الاثنين 17 ربيع الثاني 1435

الصحابة كلهم عدول:
بعد أن عرفت من هم الصحابة وعرفت أدلة عدالتهم، ينبغي أن تعرف أيضاً أن كل من ثبت كونه صحابياً على طريقة جمهور أهل الفقه والأصول والحديث واللغة، فهو عدل ثقة بإجماع أهل الإسلام على مر العصور ، ما عدا الخوارج والشيعة ومن لف لفيفهم من منافقين وأهل أهواء وبدع، فهم يُفسقون ويُكفرون جميع الصحابة ما عدا نفر قليل، وقصدهم من ذلك الطعن في المنقول إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قد علمته عن أحد زنادقتهم قبل أن يقتله الرشيد، وليس لهم على مذهبهم هذا سوى تأويلات سخيفة وادعاءات باطلة لا يصح منها شيء، وما صح سنده فهو إما آحاد لا يقاوم القطعي، وإما ضعيف المتن أو مُتأوَّل لا يصلح في الأحكام فضلاً عن المغيبات، كما ستعرفه لاحقاً.
ومن أهم ما يدّعونه دليلاً على عدم عدالة كل الصحابة:
أولاً: قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الحوض {وإنه سيجاء برجال من أُمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً} وفي لفظ {فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم} .
ثانياً: ادّعاؤهم أن في الصحابة فساقاً وفجاراً، كالحكم بن أبي العاص ومروان بن الحكم والوليد بن عقبة وحرقوص بن زهير وبسر بن أبي أرطأة وأبي الأعور السلمي وعمرو بن الحمق وكركرة غلام النبي والرجل الذي تزوج زوجة أبيه.
ثالثاً: ادّعاؤهم أن الصحابة اقتتلوا وقتل بعضهم بعضاً فيما يُسمى الجمل وصفين، وقالوا من كانت هذه حاله فليس بعدل بل هو فاسق عاص لله تعالى، لا تُقبل روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بغية إلغاء السنة النبوية.
رد مع اقتباس
 
 
  #37  
قديم 02-17-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

أما بالنسبة لحديث الحوض فإنه مردود رواية ودراية فلا تقوم به حجة على ادّعائهم.
أما رده رواية: فإنه حديث مضطرب المتن، فمرة روي بلفظ {رب أصحابي} ، على الكثرة، ومرة بلفظ {رب أُصيحابي} ، على القلة والتصغير، ومرة بلفظ {رب أُمتي} ، على العموم، ومرة بلفظ {رب قومي} ، على الخصوص، ومرة بلفظ {رب رهطي} ، على أخص الخصوص، ومرة يدعو عليهم بلفظ {سحقاً سحقاً} ، ومرة يدعو ويتوسل لهم بلفظ : فأقول كما قال العبد الصالح {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} ، فكما ترى فإن الحديث ورد بألفاظ مختلفة مضطربة لا يمكن الجمع بينها، وما كان هذا حاله من الاضطراب فإنه موجب للضعف كما هو مقرر في أُصول ومصطلح الحديث ولو كان صحيح الإسناد، فلا تقوم به حجة في الأحكام فضلاً عن الأُمور الغيبية .
رد مع اقتباس
 
 
  #38  
قديم 02-17-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

وأما رده دراية فمن وجوه:
أحدها: أنه يتعارض مع القرآن والسنة في أن كل من صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة لا من أهل النار، كما تقدمت الأدلة عليه في حق المبشرين العشرة، وفي حق المهاجرين والأنصار، وفي حق أهل بدر وأُحد والرضوان، وفي حق الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، هؤلاء هم أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين أخبر القرآن والسنة بالأدلة القاطعة أنهم من أهل الجنة، ولم يثبت عن أحد منهم ارتد أو حتى فسق ومات دون توبة، فلا يستقيم البتة أن يُلغي ذلك حديث ولو كان صحيحاً، فكيف بحديث مضطرب المتن يخضع للظن والاحتمالات، فمن باب أولى أن لا تقوم به حجة في ذلك.
ثانيها: إن هذا الحديث يصطدم مع القرآن والسنة أيضاً في أن الصحابة لن ولم يرتدوا، قال الله تعالى من سورة التحريم آية(8) {يوم لا يُخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم} ومعلوم أنه لا يأمن من الخزي في ذلك اليوم إلا الذين ماتوا والله ورسوله عنهم راض، وهذا خاص بأصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى {والذين آمنوا معه} ولم يقل {آمنوا به} وهذا ما عليه أئمة المسلمين وفقهاؤهم على مر العصور .
وكذلك يصطدم مع حديث عقبة بن عامر الثابت المتفق على صحته {وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها} ، فهو صريح في أنهم لن يشركوا ولن يرتدوا فهو قَسَمٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
فهذان النصان من الكتاب والسنة كفيلان برد حديث ردة الصحابة ولو كان صحيحاً غير معتل، فكيف وهو مضطرب المتن؟!!! فمن باب أولى أنه يُرد ولا تقوم به حجة في هذا الموضوع.
ثالثها: على فرض سلامته من العلل والمعارضة، فإنه يحتمل أكثر من معنى، فقوله صلى الله عليه وسلم {رب أصحابي} يحتمل معنى مجازياً غير ما زعموه، أي الذين على ديني، لا في خصوص الصحابة، كما تقول أصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة، أي الذين على مذهبهما ورأيهما ولو لم يلتقوا بهما، ويدل عليه ما جاء في بعض الروايات {رب أُمتي}.
وأما قوله {رب أصيحابي} على التصغير والقلة، فيحتمل أنه أراد المنافقين الإثني عشر بقوله صلى الله عليه وسلم {في أصحابي إثنا عشر منافقاً لا يدخلون الجنة} ، فيحتمل أنهم دخلاء بين الصحابة لقلتهم لا أنهم من صحابته، لأنه قال {في أصحابي} ولم يقل {من أصحابي} ثم إن هؤلاء الإثني عشر قد انكشفوا حين همّوا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من غزوة تبوك، وأخبر حذيفة عنهم وعن أسمائهم ، وفيهم نزل قول الله تعالى {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا} ، وقيل هم أهل مسجد الضرار ، وسواء عرفناهم أم لم نعرفهم، فإنه لم يثبت لأحد منهم رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكونون من الصحابة إلا على سبيل الانتساب لهم ادعاءً وكذباً، سيما وأن الله تعالى قد أخبر عن كفرهم في الآية آنفاً.
أما ما يقال بأنهم لما طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث من يقتل أولئك المنافقين، قال: {أكْرَهُ أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه} ، فهو على اعتبار الظاهر من أحوالهم عند الناس، لا على اعتبار أنهم صحابة لا شرعاً ولا لغةً ولا عرفاً، وهذه المقولة قالها أيضاً في حق ابن أُبي بن سلول حينما طلب عمر قتله ، ولم يقل عنه أحد أنه من الصحابة ومن أهل الرضا، وبهذه الاحتمالات يسقط الإستدلال بحديث الحوض على ما أرادوه من هذا الوجه أيضاً.
رد مع اقتباس
 
 
  #39  
قديم 02-17-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

رابعها: إنه يخالف الواقع حيث الثابت على ظاهر الكف أن الصحابة رضي الله عنهم قاموا بمحاربة المرتدين بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل قطعاً على أنهم ليسوا منهم، إلا أن يقال بأن مسيلمة والعنسي ومن ارتد معهما عن الإسلام هم أهل حق وأن الصحابة أهل باطل، ولا يقول هذا من كان في قلبه ذرة إيمان أو مسكة عقل.
خامسها: لقد أورد الزاعمون بردة الصحابة ما يناقض ادّعاءهم ويسقطه، فقد أوردوا في كتبهم أن قرابة ثلاثة آلاف صحابي من المهاجرين والأنصار قاتلوا مع علي في صفين والجمل كما ستعرفه في موضعه، مما يعني حسب هذا الادعاء أن آلافاً من الصحابة لم يرتدوا، لا كما يزعمون من أنهم بضعة نفر لا يتجاوزون الثلاثة أو الخمسة.
أما بالنسبة لادعائهم أن في الصحابة فساقاً وفجاراً، كالوليد بن عقبة، وحرقوص بن زهير، وبسر بن أبي أرطأة، ومروان بن الحكم، والحكم بن أبي العاص، وأبي الأعور السلمي، وكركرة الغلام، وعمرو بن الحمق، والرجل الذي تزوج زوجة أبيه وغيرهم.
فهؤلاء ومن كان على شاكلتهم ممن لهم هنات، حتى ولو كانوا ثقات فليسوا صحابة، بمعنى أنه لم تثبت صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولو رأوه، فإن الصحبة هي المعاشرة والملازمة لا مجرد الرؤية، وهذا مذهب الغالبية العظمى من أهل الحديث والفقه والأُصول والعرف واللغة كما تقدم بيانه في صدر هذا البحث، ولا حاجة لإعادته هنا، وأكثر ما يمكن أن يقال إنه اختلف في صحبتهم كما هو في كتب التراجم، فلا يمكن الجزم لهم بها، بل يمكن الجزم بأنهم ليسوا صحابة، فإضافة إلى عدم انطباق تعريف الصحبة عليهم، فإنه لا ينطبق عليهم أي طريقة من الطرق في معرفة كونهم صحابة، لا بالتواتر ولا بالاستفاضة ولا بالآحاد، على ما اتفق عليه بين العلماء آنفاً.
ثم أضف إليه أيضاً أنه لم يثبت على أي صحابي ثبتت صحبته بالطرق المتفق عليها أنه صدر منه ما يخرم المروءة والعدالة، وبذلك كله تسقط مقولتهم صحابي محسن وصحابي مسيء، بل كل من ثبتت صحبته فإنه محسن مرضي، وما ظُن أنه أساء فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم منا أن نتجاوز عنه، بقوله {أهل بيتي والأنصار كرشي وعيبتي فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم} ، وكفى الله المؤمنين القتال.
رد مع اقتباس
 
 
  #40  
قديم 02-17-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

وأما بالنسبة لادّعائهم وزعمهم أن الصحابة اقتتلوا في صفين والجمل وقتل بعضهم بعضاً، فهو عماد دعوة الشيعة ومن لف لفيفهم من معتزلة ومنافقين وحاقدين على الإسلام ونقلته، وهو ادّعاءٌ وزعم باطل مردود رواية ودراية:
أما رده رواية:
أولاً: ليس لهم عليه إسناد يثبت سوى أقاويل وروايات تاريخية تالفة، أو أخبار آحاد ضعيفة، وفي أحسن أحوالها مضعفة مختلف عليها لا تقوم بها حجة في موضوع الإيمان والكفر ولا في موضوع العدالة والفسق كما ستعرفه لاحقاً.
ثانياً: أن رواياته مضطربة المتن متباينة.
ثالثاً: أنها نقلت نقلاً آحادياً يتعارض مع مفهوم قاعدة عموم البلوى.
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.