الدعاة الجهلاء
كل دعوة ولها ناشر ويختلف مسماه من زعيم الى نبى أو رسول ولم نسمع على مدى التاريخ البشرى ان رسالة سامية من العقائد الدينية أوالأهداف الدنياوية انتشرت وقامت واصبح لها شأن إلا على يد شخصية من ضمن مميزاتها العقل والحكمة. ولكى يستمر انتقال العقائد بشكل سليم وصادق من جيل الى اخر لابد وان يكون على يد علماء تؤمن بالله. و بعض الأراء ترجح بأن الشخص لا يطلق عليه لفظ عالم إلا أذا كان مؤمن بالله وذلك لكتمال علم الدنيا والدين لديه . كما ان الشخص الذى لا يؤمن بالله يكون علمه ناقص حيث انه يؤمن ببعض النظريات المادية والتى يتترجم مفهومها عنده بأن خلق الكون وليد الصدفة أو الطبيعة أو غير ذلك فهذا لا يطلق عليه لقب عالم وان كان ذو معرفة واسعة وذلك لأن علم العقائد السماوية وخاصة العقيدة الأسلامية أوسع ويشمل كل العلوم . ويوجد صنف من علماء الدنيا يطلق عليهم لقب ( الداعى الجاهل ) ولكى تستوعب معنى هذا اللقب فيجب اولا ان نتعرف على ما هو الجهل ومن هو الجاهل.
الجهل. وهو اعتقاد الشيء على خلاف ماهو عليه .
والجاهل . هو شخص لدية افكار ومعتقدات قد تكون ثابتة أو تتغير تبعا لفكره الخاص أو فكر مكتسب والتى تتعارض وتختلف وتشذ عن معتقدات وافكار المجتمع الذى يعيش فيه او عن العصر الذى يتواجد به.
كما انه لا وجه للمقارنة بين الجاهل والغير متعلم أو الأمى . فالشخص الغير متعلم كصفحة بيضاء يمكن الكتابة عليها والرسم فيها كيف شئت. أما الجاهل فيصد كل فكر يحاول ان يعدل من معتقداته التى اقتنع بها إلا من رحم الله . كما إن القرأن اخبرنا بأن الجاهل واضح للبشر كالشمس التى نرها وذلك فى قوله تعالى (وَلَكِنِّي أَرَكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ) ونعود الى ( الداعى الجاهل ) وهو يجلب التفرق والتشتت فى المجتمع الذى يعيش فيه حيث ان اقتناعه بما يعتقده يجعله ذات تأثير على الأشخاص التى لا تعلم المعتقدات السليمة فيتحولون الى جهلاء مثله فى العلم الذى يدعو اليه. ونتيجة هذا يقسم المجتمع الى فرق تختلف فى افكرها ومعتقداتها تبعا لتعدد الدعاة الجهلاء. كما اصبح انتشار الأفكار اسهل ما يكون فى زمن الفضائيات والأنترنت. والحقيقة افضل حصن ضدد هؤلاء هو البعد والأعراض عنهم تماما كما فى قوله تعالى (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ") (199) الأعراف والجاهل عدو نفسه ويجلب عليها ما يجلبه الشيطان من هلاك النفس بسحبها الى نار جهنم . والجاهل بوجه عام شخصية شكاكة يملائها الظن السيء وذلك نابع من تشكيكه فى افكار ومعتقدات الغير . والجهل والجهلاء بلاء يجب التعوذ منهم ومن شرهم فى كل مكان وزمان كما جاء فى قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
اشكــــــــــــــركم
مع تحياتى / يحيى حسن ح
آخر تعديل بواسطة يحيى حسن ، 08-28-2010 الساعة 04:19 PM
|
العرض العادي
