ماذا تفيد صيغة الامر

ابو حسام الرملي · #1 09-05-2010

بسم الله الرحمن الرحيم

ترددت في المكان الذي اضع فيه هذا البحث هل اضعه في منتدى الفقه وعلومه كون هذا البحث هو في اصول الفقه ام في منتدى اللغة العربية وعلومها كون العنوان هو عن صيغة الامر ودلالتها فاستقر الرأي عندي على ان اضعه في منتدى اللغة العربية والجدير بالذكر ان هذا البحث هو بحث لي في منتدى صوت الامة الفكري واليكم البحث
بعد ان بينت في احد التعليقات ان الامر يأتي بعدة صيغ منها صيغة(إفعل ) وصيغة (ليفعل ) والمصدر النائب عن فعله والاستفهام والخبر في هعنى الطلب وهذه الصيغ ندرك أن في النص خطابا أما الامر العري عن القرائن ففيها اربعة اقوال هي :
1-الامر يفيد الوجوب واستدلوا على ذلكبعدة نصوص منها :
أ-قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة
من امرهم ) .
ب-قال تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ) .
ج-خلع النبي عليه السلام نعليه عند دخول المسجد للصلاة ففعل اصحابه ذلك ثم سألهم لماذا خلعتم نعالكم ؟ فقالوا : رأيناك فعلت ذلك فقال :إن جبريل اخبرني ان بهما اذى .
2-الامر يفيد الندب وذلك لان الفرض والندب هما امران من الله والامر هو الطاعة والقربى فإن
الاصل هو الندب ولا يرتفع الى الوجوب الا بقرينة واستدلوا على ذلك بفوله علبه السلام (إذا
امرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) فلو كان للوجوب لما قال ما استطعتم وكذلك قالوا ان جملة
افعال النبي عليم السلام على الندب .
ومن الجدبر بالذكر ان الفريقين السابقين لم يعتبروا المباح امرا .
3-الامر يفيد الاباحة وقالوا بأن هناك نصوص ورد فيها امر وتفيد الاباحة بدون خلاف كقوله
تعالى (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض ) وقوله ايضا (وإذا حللتم فاصطادوا )
فلذلك قالوا ان الامر يفيد الاباحة ولا يرتفع الى الندب او الوجوب الا بقرائن وقالوا ان معظم
افعال الرسول صلى الله عليه وسلم على الاباحة .
4-الامر يفيد الطلب حيث ان كلمة (امر ) هي كلمة عربية مثل اي كلمة عربية اخرى فطريقة
فهم الالفاظ العربية تكون كما يلي :
أ-نبحث عن الحقيقة الشرعية فتؤخذ إن وجدت كألفاظ الصلاة والصيام .
ب-إذا لم توجد الحقيقة الشرعية او تعذرت تؤخذ الحقيقة اللغوية .
ج- إذا تعذرت الحقيقة اللغوية ينظر إلى المجاز .
بالنسبةلكلمة (امر )فلا يوجد نص من الكتاب او السنة يعطي معنى شرعيا لهذه الكلمة فنرجع
للمعنى اللغوي لهذه الكلمة الذي يعني الطلب والقرائن هي التي تحدد دلالته للندب او الوجوب او
الاباحة فلا بد من البحث في القرائن .

القرائن
تأتي القرينة في النصوص الشرعية على ثلاثة احوال هي :
1-في نفس النص مثل قوله تعالى (انما الصدقات للفقراء والمساكين ....فريضة من الله)
2- في نص اخر كقوله (وأقيموا الصلاة ) وقوله (ما سلككم في سقر )
3- في نفس اللفظ كقوله عليه السلام (اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الاخر منهما )
القرائن التي تفيد الجزم
1- أن يـأتي في النص دلالة تدل على الفريضة او الوجوب او التحريم
قال تعالى ( انما الصدقات للفقراء والمساكين ....فريضة من الله)
قال تعالى (وأحل الله البيع وحرم الربا )
2-أن يترتب على الفعل عقوبة في الاخرة
قال تعالى (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)
قال تعالى ( الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما )
3- أن يترتب على الفعل عقوبة في الدنيا
قال تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )
قال عليه السلام في حق مانع الزكاة (....فإنا آخذوها ونصف ماله ...)
4- أن يأتي في اللفظ وصف مفهم مناسب للحكم
قال تعالى (ولا تنكحوا مانكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا
وساء سبيلا)
قال تعالى (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض )
5- اذا كان تحت قاعدة (ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ) ويشترط لأن يكون جزء من
الحكم كأركان الصلاة وليس خارجا عنها كالوضوء مثلا فإنه يحتاج الى دليل آخر يدل
على وجوبه لأنه ليس جزء من الصلاة بل شرط لها مثل
أ- أركان الصلاة كلها كتكبيرة الاحرام والركوع والسجود
ب- قال تعالى ( ثم اتموا الصيام الى الليل ) وبالتالي يجب دخول جزء من الليل
6- اذا كانت الزيادة تبطل العمل مثل ركوعين في صلاة الخسوف فلو لم يكن الركوع
الثاني واجبا لبطلت الصلاة وكذلك صلاة الخوف
7-اذا كانت الاعمال المأمور القيام بها من هذا الطلب فرضا مثل :
أ- قال تعالى(ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
فمطلوب ايجاد جماعة عملها الدعوة الى الاسلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهذه الاعمال فروض ولذلك كان ايجاد الججماعة التي تقوم بمثل هذه الاعمال فرضا
8-اذا كان الطلب بيانا لفرض سابق لأن البيان تابع للمبين مثل
أ- قال عليه السلام (صلوا كما رأيتموني اصلي )فالصلاة فرض وكل عمل بينه
الرسول ففي صلاته فهو فرض ايضا
ب- قال عليه السلام( خذوا عني مناسككم )فالحج فرض وكل عمل من اعمال الحج
بينه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو فرض ايضا
9- الطلب مع المشقة مثل
أ- قال تعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم )
ب- طلب النصرة من اهل القوة والمنعة فقد طلبها الرسول سبع عشرة مرة ولقي العنت
الشديد ومع ذلك ظل مصرا عليها
10-اذا كان هناك تخيير بين عدة امور كان الاتيان باحدها فرضا مثل
أ- قال تعالى (واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )
ب- قال عليه السلام (من كانت له ارض فليزرعها اوليمنحها اخاه )
11- أن يقترن الطلب بالايمان،رجاء الله مثل
أ- قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر)
ب- قال عليه السلام (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه)
12-أن يقترن بالطلب منع مباح مثل
أ- قال تعالى ( اذا نودي للصلاة من يوم الجمعةة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع )
فالبيع مباح ولكنه منع وقت صلاة الجمعة التي هي فرض
13-أن يأتي بعد الطلب الاول طلب اخر مندوب فيكون الطلب الاول فرضا مثل قوله تعالى
(وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم )
القرائن التي تفيد عدم الجزم
1-إذا ورد فبها ثناء دون قرينة من قرائن الجزم مثل :
أ-قال عليه السلام (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الامم يوم القيامة )
ب-قال عليه السلام (تبسمك في وجه اخيك صدقة )
2- إذا كان فيه قربة الى الله دون جزم مثل :
أ-قال عليه السلام (من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر )
ب-قال عليه السلام ( الدعاء هو العبادة ) فالدعاء قربة الى الله دون قرينة جازمة تدل
تدل على وجوبه .
3- إذا ورد نهي واقترن بإقرار من الرسول عليه السلام فيكون الفعل مكروها مثل
أ-قال عليه السلام ( لاشفاء في نجس )وإقرار الرسول التداوي بأبوال الابل .
ب-النهي عن لبس الحرير للرجال وإقراره لهم في حالة المرض .
القرائن التي تفيد الاباحة
1- ان يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلان دون تخصيص مثل :
أ-ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أننه مرت عنه جنازة فوقف ومرت عنه جنازة
ثانية فلم يقف .
ب-شرب الماء واقفا وجالسا .
2-ان تشمل عمومات الادلة المرنبطة بالخلقة كالافعال الجبلية فالاصل فيها الاباحة ما لم يرد
دليل التحريم مثل :
أ-قال تعالى (كلوا واشربوا من رزق الله )
ب-السماع حرام ولكن النجسس حرام .
3-ان يكون هناك امر على الاباحة فيمنع ثم يزول المانع فيعود لاصله نثل :
أ-اباحة البيع بعد صلاة الجمعة .
ب- قال تعالى (وإذا حللتم فاصطادوا ) .
4- نفي الحرج مثل :
أ-قال تعالى (ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج )
ب-فال تعالى ( فلبس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا او اشتاتا )
5-اي إقرار من الرسول عليه السلام لأي فعل مجرد من القرائن الجازمة وغير الجازمة مثل
أ-إقراره عليه السلام اكل الضب
ب-إقراره عليه السلام لصحابيين المشاركة في المغنم يوم بدر اي اباحة شركة الابدان .
6-ذكر لفظ الحلال مثل قوله تعالى ( احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة )
7-النصوص على الافعال المرتبطة بالاشباء فإباحة الشيء يعني اباحة الفعل المتعلق به مباشرة
قال تعالى (وكلوا واشربوا ) فهذه الاية تدل علا اباحة اكل وشرب كل ما اباحه الله .