إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > القرآن الكريم > منتدى القرآن الكريم لمشاركات الأعضاء

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 02-05-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي تفسير سورة البقرة (21) الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

الأحد 13 ربيع الأول 1433
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 81، 82].

هذه الآية الكريمة فيها رد لأكاذيب الإسرائيليين وتمنياتهم الباطلة، ومحاولتهم تبديل كلمات الله، أو وصفهم له بالمحاباة، وأن نسبهم بشفع لهم عنده، فلا يعذبهم إلا أياماً معدودات.

وقد تقدم ذكر ما يدفع مفترياتهم ويدحضها بأوضح منطق وأتم بيان، وأن الله سبحانه لقن نبيه الحجة القاطعة الدامغه باستفهام فيه معنى الإنكار والتوبيخ، ثم ثنى بذكر هذا الجواب القاطع والحقيقة الفاصلة الشاملة التي ليس فيها محسوبية ولا محاباة، وإنما فيها تقرير الجزاء على جنس العمل، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر، فقال سبحانه: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾. فقوله {بلى} إلى آخر الآية، فيها إبطال لدعواهم، وقوله: ﴿ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ يعني: طوقته الخطايا من كل جانب وحصرته وأخذت بأحاسيسه وجوانب وجدانه كأنه محبوس فيها، لا يجد لنفسه مخرجاً منها، قد رانت على قلبه وجعلته غلفاً مظلماً محشواً بالباطل، فكان بنفسه لها أسيراً سجيناً، وهو يحسب أنه حر طليق، هذه حقيقة معنى إحاطة الخطايا بالإنسان وبالناس، وسبب إحاطتها على ما وصفنا هو الإصرار على الخطيئة والاسترسال فيها.

وقد أشكلت هذه الآية على بعض المفسرين؛ بحيث فسروا معنى الخطيئة بالشرك، وبعضهم اضطروا إلى تأويل الخلود بالنار بطول المكث فيها، خوفاً من الالتقاء مع الخوارج القائلين بخلود أهل الكبائر في النار، ولم يفطنوا أن فتحهم باب التأويل خطيئة، لأنهم إذا فتحوا باب التأويل للمغرضين والمتهوِّكين والمسلِّطين عقولهم الفاسدة على النصوص، لم يبقَ نصٌّ فيه وعيدٌ إلا تأوَّلوه، وقد فعل ذلك بعض من لا خَلاق له.

وهذه الآية - بحمد الله - ليس فيها إشكال ولا غموض لمن عرف اللغة العربية، وقارن هذه الآية مع مدلول اللغة بالنصوص الأخرى في الكتاب والسنة، ذلك أن الخطيئة مهما كبرت إذا أتبعت بالتوبة النصوح محاها الله، خصوصاً إذا أعقب التوبة أعمالاً صالحة بدل الله سيئات صاحبها حسنات، ولكن إذا أصر على الخطيئة حتى يتبعها خطايا أخرى إلى أن يستحسنها، فتكون له سجية، ثم يقسو عليها حتى تورثه الاستهزاء بضدها والتكذيب بتحريمها، فإنها تكون شركاً وكفراً، كما قال سبحانه: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الروم: 10]، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلَا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].

وروى الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححاه، والنسائي وابن ماجه وابن حبان وغيرهم، من حديث أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكته سوداء، فإن تاب ونزع صقل قلبه، وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله تعالى في القرآن: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ما كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14][1].

ولهذا السبب كان السلف يقولون: المعاصي بريد الكفر، وقال ابن القيم رحمة الله في الكلام على قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48، 116] وعلى قوله في الحديث القدسي: ((لو أتيتني بتراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة))[2]، قال: "إن هذا الحديث لا يدلُّ على أن ما عدا الشرك كله صغائر، بل يدلُّ على أن من لم يشرك بالله شيئاً فذنوبه مغفورة، كائنة ما كانت، ولكن ينبغي أن يعلم ارتباط إيمان القلوب بأعمال الجوارح وتعلقها بها، وإلا لم يفهم مراد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقع الخلط والتخبيط، فاعلم أن هذا النفي العام للشرك ألا يشرك بالله شيئا البتة، لا يصدر من مصر على معصية أبداً، ولا يمكن مدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة أن يصفو له التوحيد حتى لا يشرك بالله شيئاً، هذا من أعظم المحال، ولا يلتفت إلى جدلي لا حظَّ له من أعمال القلوب، بل قلبه كالحجر أو أقسى، يقول: وما المانع؟ وما وجه الإحالة؟ ولو فرض ذلك واقفاً لم يلزم منه محال لذاته! فدع هذا القلب المفتون بجدله وجهله.

واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وتوكله على غير الله، ما يصير به منغمساً في بحار الشرك، والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل، فإن ذل المعصية لا بد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله، وذلك شرك، ويورثه محبة لغير الله، واستعانة بغيره في الأسباب التي توصله إلى غرضه، فيكون عمله لا بالله ولا الله، وهذه حقيقة الشرك - إلى أن قال -: "وليس التوحيد مجرد إقرار العبد؛ بل التوحيد يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء والحب والبغض - ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها.. "، حتى قال: "وإذا أردت زيادة الإيضاح لهذا المعنى؛ فانظر إلى ذكر من قلبه ملآن بمحبتك، وذكر من هو معرضٌ عنك، غافلٌ ساهٍ مشغول بغيرك، قد انجذبت دواعي قلبه إلى محبة غيرك وإيثاره عليك. هل يكون ذكرهما واحداً؟ أم هل يكون ولداك اللذان هما بهذه المثابة، - أو عبداك أو زوجتاك - عندك سواء". انتهى ما أردت نقله لعظيم فائدته.

وأقول: إن الله سبحانه لم يقل: {ولا تشركوا به صنم} بل قال: ﴿ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]؛ لأن الشرك ليس مقصوراً على عبادة صنم ونحوه، وإنما هو عامٌّ في انصراف القلب عن الله إلى غيره، فمن انصرف قلبه إلى غير الله بحبٍّ أو إجلالٍ أو تعظيمٍ، أو خوفٍ أو رجاءٍ، أو رغبٍة ونحو ذلك، فقد أشرك مع الله غيره، واتخذ لله أنداداً من محبوبات نفسه ورغباتها.

وهذا النوع من الناس هو الذي إذا أذنب لم ينزع من الذنب، بل يسوف بالتوبة على الأقل حتى تتراكم عليه الذنوب وتحيط به؛ لوقوعه في حالة من الشرك التي صوَّرها ابن القيم رحمه الله، هذا إذا لم يتعلَّق قلبه بحب الطواغيت أو بعضهم، فيستحسن ما يصدرون من مخالفة ما أنزل الله في أي ميدان، أو يتمنى عزّهم أو تفوُّق بعضهم على المسلمين، ونحو ذلك مما هو هدم لأصل التوحيد، ولا شك أن التائب من الخطايا قبل الموت في وقت تقبل فيه توبته، فإنها لا تحيط به ولا تطوقه، فتحبسه عن الانطلاق في مجال التوحيد والأعمال الصالحة، وإنما هي تكون كذلك مع عدم التوبة، لأن صاحبها استساغها ورضي بها، واطمأن إليها والتذَّ بها، ورضيها كسبًا له، حتى تحيط به، وتأخذ بجوانب وجدانه وأحاسيسه، فإن في قوله سبحانه: ﴿ وأحاطت به خطيآته ﴾ تجسيم لهذا المعنى، وهذا من خواص التعبير القرآني؛ ليجعل له وقعاً في النفس، لأنه لو أحس بخسارة المعاصي ما أقدم عليها متحمساً، ولا يسمح لنفسه أن تنجس فيها وتنغمس في أتونها، ولكنه على ما وصفنا حاله من الالتذاذ بها والاطمئنان بها، فلهذا أحاطت به، وكان حظة الخلود في النار لإخلاله بالتوحيد المنجي من الخلود.

فهذا مصير الشطر الأول في حكم الله، الشطر الذي حظه الخلود في النار أبداً، ليس مكثه أياماً معدودة كما زعمت اليهود، فالشطر الأول الذي اختار لنفسه تطويق المعاصي بمواصلة الرغبة فيها وعدم التوبة منها فهو الخالد في النار، والشطر الثاني هو من عكس الأمر، فحقق إيمانه، وصدقه بالأعمال الصالحة، وراقب الله فيما يأتي ويذر؟ ولم يصر على معصية دفعته إليها شهوته، أو وسوسة شيطانه، بل يذكر الله ويبادر بالتوبة فهذا الصنف هم المؤمنون حقاً، وهم في حكم الله أصحاب الجنة هم فيها خالدون.

وهذه الآية كغيرها من الآيات التي تؤكد للمسلمين أنه ليس للإيمان وجود صحيح بدون الأعمال الصالحة، وأن وجود الأعمال الصالحة دليل على وجود الإيمان، وانتفاؤها دليل على انتفائه، وأن دعوي الإيمان بالقلب دعوى فاسدة كاذبة يكذبها واقع صاحبها من حركاته وسكناته، والله أعلم.

[1] أخرجه الترمذي (3334) والنسائي في الكبرى (6/110) وابن ماجه (4244) وأحمد (2/297) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان.
انظر: صحيح ابن حبان (3/210).
[2] أخرجه مسلم (2687/22), وابن ماجه (3821), وأحمد (5/153, 169) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/37594/#ixzz1lXvtlX9A
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.