إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى الفكري

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 04-30-2012
المحرر السياسي المحرر السياسي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 106
افتراضي مجلة صوت الأمة.. العدد 13.. اليمن ونهاية الانتفاضة

اليمن ونهاية الانتفاضة


رغم دعوات الحوثيين وبعض فصائل الحراك الجنوبي وجزءٍ من شباب الانتفاضة بمقاطعة الانتخابات في اليمن إلا أن أميركا نجحت في حشد الرأي العام الداخلي والخارجي بالمشاركة في انتخاب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً لليمن مدة سنتين يُصاغ خلالهما دستور ونظام انتخابي جديدان، وتجرى خلالهما انتخابات تشريعية. إن نتائج الانتخابات سواء شارك فيها الناس أم قاطعوها هي مجرد تحصيل حاصل لما أرادته أميركا من خلال المبادرة الخليجية للمحافظة على مصالحها في اليمن ودول الخليج وعلى رأسها السعودية. لقد نجحت أميركا من خلال هذه المبادرة وما ترتّب عليها من قانون الحصانة والإنتخابات في إنهاء "انتفاضة اليمن" بعدعام من انطلاقها.
فرغم كل الخسائر في أرواح الناس الذين قضوا أثناء المظاهرات والإعتصامات، كشفت تلك الإنتخابات أن القادة الفعليين للإنتفاضة سواء من الشباب أو الأحزاب كانوا مجرد أدوات في يد أميركا مثلهم في ذلك مثل نظام علي صالح. فهذه توكّل كرمان التي كرَّمها الغرب بجائزة نوبل للسلام وأحد ما يسمى بزعماء الثورة وعضو سابق في جماعة الاخوان المسلمين، وفي حزب الإصلاح دعت للمشاركة في الإنتخابات وترشيح الرئيس هادي بدعوى القضاء على حكم صالح. وهذا اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية في الجيش اليمني والذي انشق عن صالح "لحماية الثوار" أعلن تأييده للمرشح الرئاسي منصور هادي، داعياً اليمنيين إلى انتخابه. وقبل ذلك دعت التنسيقية العليا للثورة اليمنية التي تضمّ عدداً كبيراً من ائتلافات الانتفاضة بتاريخ 6 شباط/فبراير إلى التفاعل الإيجابي مع الانتخابات الرئاسية المبكرة باعتبارها تحقّق الهدف الأول من الثورة وتكفل إزاحة نظام الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم وإلى الأبد بطريقة سلمية تجنّب اليمن مخاطر الانزلاق في حرب أهلية.
هذا في الداخل أما في الخارج فقد سبق وأن أصدر سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والخليج العربي أوائل شهر ؟؟؟ ، بيانا يدعو صنعاء إلى مطالبة اليمنيين بإنجاح الاقتراع. وتعهد الاتحاد الأوروبي بإرسال 9.2 ملايين دولار لدعم العملية الانتخابية، وبحشد بعثة خبراء مستقلين لمراقبتها. أما السفير الأميركي في اليمن جيرالد فايرستاين فقد ذكر خلال مؤتمر صحفي الخميس 16/2/2012 قائلاً: "إن مقاطعة الحوثيين والحراك الجنوبي لن تؤثر على العملية الانتخابية". وتابع بالقول أن "إعاقة الناس عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية دليل على الضعف وليس على القوة". وأضاف بأن الانتخابات تعدّ واحدة من"الإنجازات الإيجابية" في سبيل تنفيذ اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها. وأكّد السفير أن الانتخابات ستكون بداية المرحلة الانتقالية وليس نهايتها وبأنّ "هناك التزامًا إقليميًا ودوليًا بإنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة، ونعمل مع حكومة الوفاق في سبيل إنجاحها وضمان مشاركة أكبر قدر ممكن من الناخبين في عملية التصويت يوم الاقتراع".
ومن جانبه وصف سفير الاتحاد الأوروبي ميكيلي سيرفينه دورسو مقاطعة فصائل في الحراك الجنوبي للانتخابات بـ"الخطأ" وأعلن عدم القبول بفرض القوة لمنع الانتخابات وقال أن القضية الجنوبية هي إحدى القضايا الرئيسية في عملية الحوار الوطني التي ستلي الانتخابات، وأكد وقوف المجتمع الدولي مع الحكومة "لكي تكون عملية الحوار الوطني ذات مصداقية ولكي تؤخذ وجهات النظر بعين الاعتبار". وأشار إلى أن قوى الحراك الجنوبي قوى مبعثرة و"لا توجد مجموعة منفردة في الجنوب لتتحدث باسمه". وقال أيضاً "إذا ذهبت إلى المحافظات الجنوبية سواء في عدن أو الضالع أو حضرموت فلن تجد رؤية موحدة".
هذا قبل الإنتخابات، أما بعدها فقد رحبت الولايات المتحدة الأميركية بسير الإنتخابات الرئاسية اليمنية، مؤكدة استمرارها والمجتمع الدولي في دعم اليمن فيما يعمل على تطبيق الإصلاحات ومواجهة التحديات. وأصدرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بياناً قالت فيه "باسم الولايات المتحدة، أود أن أهنئ الشعب اليمني على الإنتخابات الرئاسية الناجحة". وأضافت كلينتون "هذه خطوة مهمة أخرى على طريق عملية الانتقال الديمقراطي. واستمراراً للعمل المهم من أجل الإصلاح السياسي والدستوري". وشدّدت على أن هذه الانتخابات "توجه رسالة واضحة بأنّ الشعب اليمني يتوق لمستقبل ديمقراطي". لكنّ وزيرة الخارجية الأميركية أكّدت أنه "لا يزال ثَمّةَ عمل لا بد من القيام به، وسيجتمع اليمنيون في مؤتمر حوار وطني لمعالجة المسائل الحساسة المتعلقة بالوحدة الوطنية والتركيبة الأساسية للحكومة والمجتمع اليمني، في ظل اتخاذ خطوات لمعالجة التحديات الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية الملحّة".
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو: ما الذي مكّن أميركا من إسدال الستار على "انتفاضة اليمن" ووضع حد لها بعد كل تلك الخسائر في الأرواح والأموال؟
في الواقع هناك عوامل عديدة سهّلت لأميركا التحكّم بداية ونهاية بمجريات "الثورة في اليمن"، نذكر أهمها كالتالي:

1) منذ بدء أحداث انتفاضة اليمن أظهرت أميركا تمسّكها بنظام علي صالح إلى أن وقعت مجزرة 18 آذار/مارس 2011 وما تبعها من انشقاقات كبيرة في الجيش والحزب الحاكم وعلى مستوى القبائل وبخاصة قبيلة حاشد. ومنذ ذلك الوقت تخلت أميركا عن عبد الله صالح لكنها كانت تبحث عن مخرج آمن له وانتقال سلمي وسلس للسلطة. فكانت مبادرة صالح ثم المبادرة السعودية وأخيراً المبادرة الخليجية التي هرعت إليها أحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها حزب الإصلاح، فقصمت أميركا بذلك ظهر التحركات الشعبية وأعطت متنفساً للنظام حتى يرتب أوراقه. فقد كان أكثر ما تخشاه أميركا هو دخول اليمن في حالة من الصراع العسكري على الأرض والنفوذ بين ما يسمى بمجاهدي القاعدة وتيار الحوثيين في الشمال وميليشيات الحراك الجنوبي، مدعومين جميعاً بقبائلهم المسلحة. وما يعنيه ذلك من إمكانية حدوث حرب أهلية أو انفصال يهدّد الإستقرار الذي تريده أميركا بل يبدو أنها تراه ضرورياً في الوقت الحالي وخلال الفترة الإنتقالية للحفاظ على مصالحها في اليمن ودول الخليج. ولذلك ضغطت أميركا على النخبة الحاكمة في اليمن وعلى رؤساء الأحزاب والقبائل وقادة الجيش وزعماء الإنتفاضة مباشرة أو عن طريق السعودية وأفهمتهم أن قضية الإستقرار في اليمن خطّ أحمر لا يمكن تجاوزه.
وبناء عليه تعدّ هذه الإنتخابات الرئاسية طوق النجاة بالنسبة للمصالح الأميركية في اليمن والخليج. فقد نقلت صحيفة الحياة عن مسؤول أميركي رفيع لم تسمّه قائلاً: إن هناك فرصة حقيقية لانتقال نوعي وبمساعدة آلية الدول العشر ومجلس التعاون الخليجي والدعم الروسي. وعن المرحلة الانتقالية، ذكر المسؤول أن آلية الدول العشر لمساعدة اليمن "فاعلة جداً اليوم" وسيكون لها دور في استكمال بناء الشراكة ودعم مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في مرحلة ما بعد الانتخابات. وشدّد المسؤول على أن واشنطن تريد انخراطاً والتزاماً منهجياً في مساعدة اليمن، وليس انتظار أزمة أخرى للتحرك. وردّاً على سؤال حول الدعم الروسي للمبادرة اليمنية ومساعدتها في المرحلة الانتقالية، قال المسؤول الأميركي "نتوقع من روسيا أن تكون داعمة. إن خوف الروس الأكبر هو من حصول تدخل عسكري خارجي أو تغيير للنظام أو فرض حلّ على اليمنيين، وهذا لم يحصل اطلاقاً". وأضاف إن "الحل (في اليمن) هو تفادى العنف الذي نراه في سورية اليوم. وهذه العملية صنعت في اليمن". أما فيما يتعلق بالأطراف التي تتصارع على الأرض عسكرياً وسياسياً مع النظام فقد أبدى المسؤول الأميركي قلقه أولاً من تنظيم "القاعدة" بعد "توسيع التنظيم رقعة امتداده مستفيداً من الاضطرابات"، ومضيفا أن التنظيم يحاول إفشال مرحلة الانتقال السياسي وأن "القضاء عليه سيأخذ وقتاً"، ومنوهاً بالتعاون الاستخباراتي "الممتاز" بين واشنطن وصنعاء حتى في غياب صالح.
ثانياً يرى المسؤول أن مسألة المتمردين الحوثيين في الشمال "يمكن حلّها عبر التفاوض، وليس باستمرار النزاع" .
وثالثاً يشير المسؤول إلى أن الانتخابات الرئاسية تتيح "فرصة حقيقية للعيش في يمن موحّد، وربما ذي طابع فدرالي أكثر، بشكل يوفّر التوازن بين مجموعاته وتطلعاتها".

2) ـ السعودية: تمتلك السعودية تأثيراً كبيراً في اليمن داخل كل من النظام الحاكم وأحزاب المعارضة وبخاصّة حزب الإصلاح مادياً ومعنوياً وبوسائل متعددة أهمها نفوذها بين زعماء القبائل والعشائر. إن السعودية تخشى دائماً من أي نظام في اليمن لا يمكنها التحكم فيه عبر رؤساء الأحزاب وقادة العشائر، والذي يخشى منه آل سعود أكثر هو أن يمتدّ زخم "انتفاضة اليمن" إلى تحريك الأوضاع السياسية الراكدة في الداخل السعودي. ولذلك عملت السعودية جاهدة بدعم من الولايات المتحدة على ضبط إيقاع التحركات الشعبية وتصرفات النظام والجيش في اليمن لضمان قيام سلطة منبثقة من هذه الإنتخابات ترضي الإحساس بالتغيير عند الناس وتضمن الحفاظ على مصالح أميركا وفي نفس الوقت تحدّ من حركة الحوثيين المرتبطين بإيران والذين يتردد صداهم في الأوساط الشيعية السعودية. ولذلك ليس غريباً أن تقوم السعودية بالتدخّل عسكرياً في البحرين من خلال قوات درع الجزيرة بدعم من أميركا كحركة استباقية تحول دون سقوط أسرة آل خليفة، باعتبارها أضعف الأسر الحاكمة في دول الخليج كلّها.

3) ـ النظام اليمني: رغم الإنقسام الذي حدث في داخل نظام علي صالح على مستوى حزب المؤتمر الشعبي الحاكم والمؤسسة العسكرية إلا أنه استطاع أن يصمد الوقت الكافي حتى يُعدّ خليفةً له على مستوى هرم السلطة. ويرجع الفضل في ذلك زيادة على الدعم الأميركي والسعودي إلى تماسك أهم أجهزة الأمن والمخابرات وقوات الحرس الجمهوري التي يسيطر عليها أقارب علي صالح. فنجل الرئيس أحمد علي عبد الله صالح هو قائد قوات الحرس الجمهوري، أما أخ الرئيس غير الشقيق محمد صالح الأحمر فهو قائد القوات الجوية، كما أن الأخ الثاني غير الشقيق للرئيس علي صالح الأحمر يشغل منصب مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ويشرف بشكل مباشر على عمليات قوات الحرس الجمهوري منذ بداية الإحتجاجات في شباط/فبراير من العام الماضي، ويشغل يحيى محمد عبد الله صالح، ابن شقيق الرئيس، منصب رئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي والمسؤول الأول عن قوات مكافحة الإرهاب التي تلقت دعماً مادياً وتدريباً عسكرياً أميركياً عالي المستوى على مدى السنوات العشر الماضية. كما يدير شقيقه طارق القوات الخاصة المنضوية ضمن قوات الحرس الجمهوري، ويعتبر شقيقهما عمار محمد عبد الله صالح وكيل جهاز الأمن القومي المسؤول الأول عن ملف التعاون الاستخباراتي بين الحكومتين اليمنية والأميركية في مجال مكافحة الإرهاب.

بالإضافة إلى هذه السيطرة الأمنية، فإن عائلة صالح من أنسابه وأقاربه تدير عدداً من مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والمدنية، وتتحكم بمفاصل كثيرة في الإقتصاد وبنفوذ قبليّ كبير مثل توفيق صالح عبد الله، أحد أبناء إخوة الرئيس علي صالح، الذي يدير شركة التبغ والكبريت الرسمية ذات الدخل الإنتاجي العالي. ولذلك فمن المتوقع أن تحتفظ أسرة علي صالح ومناصروه السياسيون والقبليون بوجودٍ قويّ في اليمن وسيلعبون على الأرجح دوراً مهمًا في كل ما ستسفر عنه نتائج الإنتخابات. ولقد أدرك علي صالح أن المبادرة الخليجية تمثّل طوق نجاة بالنسبة له ولأسرته ونفوذهما في اليمن، مستغلاً في ذلك مخاوف السعودية من الحوثيين وتأثير ثورتهم مجدداً على شيعة السعودية .
وبالنظر إلى تلك المراكز الحساسة التي يسيطر عليها أقارب علي صالح فإن مسألة إقالة هؤلاء إضافة إلى اللواء المنشقّ عن الجيش علي محسن الأحمر وإعادة هيكلة الجيش والمؤسسات الأمنية وفقاً لأسس وطنية ومهنية بعيداً عن النفوذ الأسري والقبلي هو التحدي الأكبر أمام المبادرة الخليجية.

4) ـ الأحزاب: بعد انطلاق المظاهرات التي كان يقودها شباب يدعون فيها للإطاحة بنظام علي صالح وعائلته ونجاحهم في كسب قاعدة عريضة من التأييد والمساندة الشعبية في ظرف وجيز، استشعرت الأحزاب السياسية وخاصة "أحزاب اللقاء المشترك" أن فرصتها في الخروج من هيمنة علي صالح وحزبه وعائلته تكمن في ركوب هذه "الثورة الشبابية". فقد كان أقصى ما طالبت به تلك الأحزاب في السابق هو عدم ترشّح صالح لانتخابات 2013 أو ترقية ابنه أحمد للرئاسة. وبمجرد اندلاع أحداث الإنتفاضة هرولت هذه الأحزاب وبخاصّة أكبرها وهو حزب الإصلاح في تأييد ومساندة التحركات الشعبية وذلك حتى تستفيد من المكاسب والإنجازات التي سوف تنجز من وراء تضحيات ودماء الناس. وما إن دفعت أميركا بالمبادرة الخليجية للوجود حتى تمسكت بها أحزاب اللقاء المشترك في الوقت الذي ظلّ علي صالح يراوغ في قبولها حتى حققت له مراده في الحصانة القانونية من أية ملاحقات وعدم المساءلة عن ممتلكاته بينما رأت هذه الأحزاب أنها قد نجحت في التخلّص من شخص الرئيس علي صالح وتحديد موعد لانتخاب رئيس توافقي.
إن موقف الأحزاب السياسية في اليمن ليؤكّد أنها مرتهنة لأميركا من خلال النفوذ السعودي عليها، مثلها في ذلك مثل نظام علي صالح. وإذا كان هذا الأخير قبل بالمبادرة الخليجية لإنقاذ نظامه من التهاوي والسقوط على يد التحركات الشعبية فإن أحزاب اللقاء المشترك قد قبلت بالمبادرة للمشاركة في الحكم على حساب دماء وتضحيات الذين سقطوا على يد النظام طوال عام كامل.

5) ـ الجيش: كانت مذبحة المحتجين في 18-3-2011 من قبل قوات تابعة لصالح والتي تسببت في قتل 52 شخصاً نقطة تحوّل في موقف أميركا من بقاء علي صالح في الحكم لفترة أطول، وهنا أوعزت إلى السعودية باستعمال نفوذها في اليمن لمنع خروج الأحداث عن السيطرة أو تحول البلاد إلى الإقتتال الداخلي بسبب الولاءات القبلية وثقافة الثأر. وبالفعل أعلن اللواء علي محسن الأحمر في 21 آذار/مارس من العام الفائت انشقاقه ودعمه وحمايته للمحتجين الذين يسعون إلى إزالة الرئيس من السلطة. ثم كان انضمام كبير مشايخ "اتحاد قبائل حاشد" صادق الأحمر إلى دعم المحتجين، كل ذلك من شأنه أن يسحب فتيل إمكانية توجه اليمن نحو الصراع القبلي أو الإحتراب الداخلي.
إن المتابعة الدقيقة لأحداث "انتفاضة اليمن" تظهر بجلاء أن أميركا قد وضعت خطة للتحكم بمسار الأحداث وباشرت السعودية في تنفيذه من خلال نفوذها القوي في الأحزاب والقبائل والسلطة اليمنية وعبر المبادرة الخليجية وذلك بغية تثبيت المصالح الأميركية مع إدخال مسحة من التغيير عبر رحيل صالح من السلطة. أما حيثيات هذه الخطة فهي أن يقوم علي محسن الأحمر بانشقاق عسكري شكلي ويعلن انضمامه للثورة بحجة حمايتها فيما يتزعم حميد الأحمر (حزب الإصلاح) صدارة المعارضة ويقفز على الإنتفاضة. والغاية من وراء ذلك هو كسب ثقة المحتجين والمتظاهرين ومن ثم السيطرة على القرار في الشارع وساحات الإعتصام وجرّهم في آخر المطاف إلى اتفاق تقاسم السلطة بين المعارضة وما تبقى من نظام صالح. وذلك مقابل حصول علي عبد الله صالح وأفراد عائلته على ضمانات من أية محاكمة أو حجز لثرواتهم.
إن أهم التحديات التي تواجه أميركا في اليمن هو أن يتمكن الرئيس الجديد من تطهير المؤسسات الأمنية والعسكرية من أقارب صالح أو ما سمّته المبادرة الخليجية بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية. إلا أنه ليس من السهل أن يتخلى أقارب صالح عن امتيازاتهم العسكرية والأمنية والإقتصادية. ولذلك فأغلب الظن أن اليمن سيشهد موجة احتجاجات ومظاهرات أخرى عاجلاً أو آجلاً بعد أن يكتشف عامّة الناس، والشباب منهم بخاصة، أنهم قد استعملوا وقوداً لخطط أميركا في ربيعها العربي. ولتفادي ذلك وحفاظا على الاستفرار المطلوب في المرحلة الحالية، فإنه من المتوقع أن تعالج أميركا هذه المشكلة بإلقام قادة الحراك الجنوبي طعم الفدرالية للجنوب وإدماج الحوثيين والحركات السلفية "الجهادية" في الحياة السياسية وعلى مستوى الإدارات المحلية. أما عامّة الشعب فستغدق عليهم أميركا وعوداً بمشاريع الإستثمار في البنية التحتية ومكافحة الفقر، أسوة بالوعود التي قطعتها لأهل العراق وأفغانستان والصومال. وهذا مصداقاً لقوله تعالى: {وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}.

http://sawtalummah.com/index.php?option=com_docman&Itemid=42
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.