إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>    مساعدة عائلة محاصرة في قطاع غزة يواجهون مخاطر الموت  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى الفرق الإسلامية

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #11  
قديم 09-22-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

الأربعاء 14 شوال 1431
رد مع اقتباس
 
 
  #12  
قديم 09-30-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

بسم الله الرحمن الرحيم


إلى وسائل الإعلام كافة:

كلمة واحدة:إما أن تنقلوا أخبار الدعوة وحملتهـا ونشاطاتها،

وإلا حين تقوم الخلافة فلا كيل لكم عند الأمة ولا تقربون.

د. محمود محمد

لقد تابعنا وبإهتمام بالغ الزهد الرهيب لدى وسائل الإعلام في تغطية أحداث جسام تصب في صلب مصلحة الأمة، وذلك في الذكرى التاسعة والثمانين لهدم دولة محمد صلى الله عليه وسلم، دولة العز والسؤدد، دولة الخلافة الإسلامية، مما جعلنا نكرر طرح السؤال مرة أخرى، لمصلحة من تغطى أخبار اللهو المنظم وأخبار الساقطات والمراهقين السياسيين، سواء أكانوا حكاماً أو أنصاف حكام، وتعمى عن الأمة أخبار تلك الثلة الواعية، صاحبة الإحساس المرهف، والصوت المخلص الصادق الذي يدعو مساء صباح من أجل بعث الأمة من مرقدها هذا لتعود تقتعد صدارة الأمم؟! لمصلحة من؟!.

لماذا عندما يتعلق الأمر بتوافه الأمور وبالرويبضات من الناس، تجد التنافس قد حمي وطيسه بين هذه الوسائل الإعلامية، تتبارز في نقله مباشرة وتسجيلاً وتصويراً، وإبرازه على أنه حدث سيقلب أمور الكون، ثم تنبري الأقلام المأجورة في تحليل كل شاردة وورادة تتعلق بهذا الحدث؟ أما إذا ما تعلق الأمر بمصالح الأمة الحقيقية، وباعتقال حملة الدعوة، أو تعذيبهم الذي يفضي أحياناً إلى الإستشهاد، أو تعلق الأمر بنشرة كفاحية توزع على الأمة تستصرخها أن تنفض غبار الذل عن كاهلها، أو إذا تعلق الأمر بفعاليات تستنهض همم الأمة وتذكرها بماضيها التليد، وجدتهم قد صمتوا صمت أهل الكهف بل قل أهل القبور. وكأن هذه الأحداث لا تجري تفاصيلها على ذات الكوكب الذي تعمل فيه هذه الوسائل.

إننا نخاطب وسائل الإعلام ونذكرها أنه يجب عليها أن تكون في صف الأمة، تنقل للأمة كل ما من شأنه أن يرفعها من مستنقع الأنظمة الكافرة الجاثمة على صدرها، وأن تعمل مع المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية من أجل تحريرها من القيود التي تكبلها وتجعلها هدفاً لكل طامع ومرمى لكل رام. وسائل الإعلام هذه تمول من أموال المسلمين ويعمل فيها أبناء المسلمين، والأصل أن تجير لصالح المسلمين. ولذلك كان حقاً عليها أن تترك السياسة الإعلامية المتبعة حالياً، وتتخذ لنفسها سياسة إعلامية صحيحة تتفق مع الشرع الإسلامي، وتلبي إحتياجات الأمة الإعلامية في هذه المرحلة الدقيقة من حياتها.

وحين تقوم الخلافة فإنها لن تعتمد سياسة عشوائية تتناسب مع مصالح الأسياد في لندن وواشنطن، كما تفعل معظم وسائل الإعلام في العصر الحاضر، كل شيء يأتيها من فوق، وهي تردد صدى صوت الأعداء بألسنتنا، ومن على منابرنا، ومن أفواه أناس هم من أبناء جلدتنا.

إن هذه السياسة الحكيمة هي سياسة مستوحاة من الشرع الذي أنزله الله تعالى من فوق سبع طباق، وهو أعلم بما يصلحنا وما يصلح لنا.

وأود أن ألفت نظر وسائل الإعلام التي تزهد في تغطية أي قضية تتعلق بما يطرحه حزب التحرير بالذات من أفكار إسلامية يريد منها رفع شأن أمته وتطبيق شرع ربه، أود أن ألفت نظرها إلى حقيقة أن الخلافة باتت قاب قوسين أو أدنى، وهذا ليس رجماً بالغيب، بل حقيقة قرآنية ينطق بها الواقع ويصدق بها سياسيو الغرب، وهذا واضح من كون الخلافة صارت كالعلكة في أفواههم ومن السيل القوي من التصريحات عن الخلافة والحزب.

إذن لقد باتت الخلافة قائمة لا محالة، والمسألة مسألة وقت ليس إلا. ومن أجهزة هذه الدولة الموعودة والفريضة الغائبة جهاز الإعلام. قال الحزب في أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة ما نصه: [هذا فضلاً عن أن كثيراً من أمور الإعلام مرتبط بالدولة ارتباطاً وثيقاً، ولا يجوز نشره دون أمر الخليفة. ويتضح ذلك في كل ما يتعلق بالأمور العسكرية، وما يلحق بها، كتحركات الجيوش، وأخبار النصر أو الهزيمة، والصناعات العسكرية. وهذا الضرب من الأخبار يجب ربطه بالإمام مباشرة ليقرر ما يجب كتمانه، وما يجب بثه وإعلانه].

فالأخبار الساخنة، ذات الأهمية الكبيرة ستكون بيد الدولة، وهذه الوسائل الموجودة اليوم، إذا بقيت دكاكينها مفتوحة وستحاول عرض بضاعتها على المشاهدين، فإنها لا شك ستلجأ إلى الدولة لتحصل على الأخبار التي تجعل منها محطات جديرة بالمتابعة وصاحبة خبطات إعلامية قوية، ولكن السبق الصحفي سيكون ساعتها لوسائل الإعلام المخلصة لربها ودينها وأمتها، وستكون أخبار هذه الوسائل الإعلامية "الغريبة التوجه" أخبار قد عرضت من قبل وستضطر إلى إغلاق أبوابها لأنها لن تستطيع أن تنافس الإعلام المخلص وإعلام دولة الخلافة، فلماذا تزهد هذه الوسائل الإعلامية فيما هو آت آت، وتدير ظهرها لمشروع الأمة الكبير، وتنقل الغث وقلما تأتي على ذكر السمين؟

أليس من الحق أن لا تدير ظهرها للحزب وهو يطرق آخر الأبواب ويهدم آخر القلاع التي تحول بينه وبين الحكم؟! أليس من الحق أن تقف في صف مشروع الأمة الكبير الذي لا بد وأن ساعته قد اقتربت وأن زمانه قد أظلنا؟! لا سيما وأنها تمول من جيوب المسلمين وتنفق عليها المليارات من ثروات الأمة.

فإما أن تقفوا الآن في صف الدعوة والمشروع الإسلامي الكبير، مشروع الخلافة، وإلا فسيلفكم الندم على ما فرطتم في جنب الله، وساعتها لا كيل لكم عند الأمة في دولة الخلافة ولا تقربون.
رد مع اقتباس
 
 
  #13  
قديم 10-26-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

رحلة العذاب إلى غزة


فهمي هويدي

http://fahmyhoweidy.blogspot.com/201...g-post_09.html

الرحلة إلى غزة أو مغادرتها عبر البوابة المصرية أصبحت قطعة من العذاب، ونموذجا للمذلة التي يتجرعها أبناء القطاع في صبر مسكون بالدهشة، في حين أنها تشين مصر وتسيء إليها أيما إساءة.

ذلك أن الغزاويين الذين يحنون إلى وطنهم وأهليهم ما إن يصلوا إلى مطار القاهرة الدولي حتى يزج بهم في قبو قذر، لا نظافة فيه ولا خدمات، ولا من يسمع إلى شكاوى المحتجزين، ولا من يستجيب إلى طلباتهم، ولا ماء لديهم ولا طعام،

وإنما عليهم أن يشتروا من حر مالهم، لأنفسهم وأطفالهم وللشرطة التي تحرسهم، الطعام والشراب والدخان، وبالسعر الذي يفرض عليهم، فلا أحد يقوى على المساومة أو النقاش، فمن يرد أن يأكل فليدفع، ومن ليس معه فلا يلزمه.

في ذلك القبو البائس، الذي يتناقض تماما مع مطار القاهرة الدولي، الذي يتيه ببنائه، وبالخدمات الرائعة ذات النجوم الخمسة التي يقدمها للمسافرين منه، أو العابرين فيه، يجتمع مئات الفلسطينيين مع عشرات آخرين من جنسيات مختلفة، ولكن الصبغة العامة للمحتجزين أنهم من أبناء غزة، من الرجال والنساء، والشباب والصغار والأطفال، الذين يجتمعون في مكان واحد، تختلط أنفاسهم، كما يضيق المكان بأجسادهم، وتضج ساحته الضيقة بصراخ وبكاء الأطفال،

وهم الذين جاءوا من أماكن عديدة، كانوا يتمتعون فيها بالحرية، ويزهون بالكرامة، وينتقلون كيفما شاءوا من مطار إلى آخر، دون قيود أو عقبات، وكانوا يعتقدون أنهم سيجدون من السلطات المصرية، معاملة حسنة تليق بهم كفلسطينيين عرب، عائدين إلى أرضهم ووطنهم،

ولكنهم يفاجأون باحتجازهم من دون المسافرين وأخذ جوازاتهم منهم، وبعد ساعتين أو أكثر يظهر شرطي حاملا رزمة جوازات السفر، ويتولى النداء على الأسماء، ليسوق الجميع إلى القبو الآثم، بعد أن تجري سلطات الأمن فرزا مقيتا للمسافرين، فتفصل الأم عن أطفالها، وتعزل الأب عن أولاده، وتحتجز الأم دون الأطفال، وأحيانا الأطفال دون الأم، وأمام موقف من ذاك القبيل لا تجدي الدموع، ولا تنفع العبرات، ولا تغير الاستجداءات ولا الدعوات ولا آهات النساء، وصراخ الأطفال. بل هي قرارات يجب أن تنفذ، وما على رجل الأمن إلا أن ينفذها بكل ما تحمل من خشونة وقسوة.

في الصباح الذي قد يتأخر لأيام عدة، وبعد أن يصل عدد الفلسطينيين المحشورين في القبو إلى المئات، تبدأ عناصر الشرطة في دفع الناس إلى حافلات خاصة، وتسيرهم ضمن قوافل محروسة، ومواكب أمنية إلى معبر رفح الحدودي، فيما يشبه عمليات نقل الأسرى والمعتقلين، دون مراعاة لحرارة الجو اللاهبة، أو لطول المسافة ومشقة الطريق، أو لحالة الصبية والأطفال، والشيوخ وكبار السن، تبدأ الرحلة إلى غزة، في ظروف قاسية، وحافلات غير مريحة، فيقسم المرحلون فيها ألا يعودوا لمثلها من جديد، وألا يغادروا قطاع غزة مرة أخرى، وأن يبقوا في غزة مرابطين لا يغادرونه.

أما الزائرون فيقسمون ألا يفكروا في زيارة قطاع غزة عبر معبر رفح، وأن يكتفوا بالتضامن مع أهله عن بعد، وفي نصرته من مكانهم، دون الحاجة إلى الانتقال إليهم. وبعضهم تجشم عناء المغامرة وركب البحر ضمن قوافل الحرية، ليدخل إلى غزة عبر البحر، ليتخلص من المعاناة التي يلقاها المسافرون في طريقهم إلى معبر رفح.

حين يمر المرء بتجربة من هذا القبيل فإنه لا يستطيع أن يكتم مشاعره. وإنما يظل يستعيد على مسامع أهله ومعارفه قصة المعاناة في الذهاب أو الإياب، كأن المخططين لمسار رحلات الذل والهوان، يريدون أن يتناقل الناس هذه القصص والحكايا، ليمنعوهم من مغادرة القطاع، وليحولوا دون عودتهم إليه.

وواقع الحال يقول إن السلطات الأمنية المصرية تبالغ في إجراءاتها القاسية. إذ فضلا عن احتجاز المسافرين والعابرين في أقبية مطاري القاهرة والعريش، فإنها تمنع أي وافد غزي من الدخول إلى مصر، حتى يحصل على إذن أمني أو تأشيرة مسبقة.

وإذا حدث أن وصل إلى المطار دون أن يحصل على الموافقة الأمنية والتأشيرة الرسمية، فإن سلطاته تجبر الشركة الناقلة بإعادة المسافر من حيث أتى، أما إذا حصل على الإذن أو التأشيرة فإن هذا لا يعني أن يجتاز الأراضي المصرية حرا إلى معبر رفح، وإنما يعني أن يسافر مخفورا إلى القبو انتظارا لقوافل السبي التي تقوده مع مئات إلى معبر رفح الحدودي.

حين تلقيت هذه الرسالة على البريد الإلكتروني من أحد ضحايا الرحلة الحزينة وهو من حملة شهادة الدكتوراه، قلت: لا خير فينا إذا لم ننشرها. وها هي بين يديك للعلم والنظر.

ولنا تعقيب

يقول " باترسون سميث " في كتابه " حياة المسيح الشعبية " ( باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاَ خطيراَ وقع بعد ذلك، حينما بعثت إنكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة. إن حملة أللنبي على القدس أثناء الحرب العالمية ألأولى هي الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة.) لذلك فإن هذا القائد الصليبي الحاقد يتبجح عند دخوله القدس الشريف يرفع صوته قائلاَ: اليوم انتهت الحروب الصليبية. وينتهزها " لويد جورج " وزير خارجية بريطانيا فرصة سانحة حين هنأ الجنرال أللنبي بانتصاره على المسلمين، ليصف تلك الحرب::الحرب الصليبية الثامنة. لذا فلم يكن غريباَ ولا مُستهجناَ على الجنرال الفرنسي " غورو " حين تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق، التوجه فوراَ إلى قبر قاهر الصليبيين " صلاح الدين الأيوبي" ويركله بقدمه قائلاَ: ها قد عُدنا يا صلاح الدين.

وقد تحقق لهم النصر الكامل على المسلمين بعد زوال دولة الخلافة الإسلامية( العثمانية ) في اسطنبول ( القسطنطينية / الآستانة ) بمساعدة ودسائس ومؤامرات عملائهم المجرمين من العرب والأتراك دعاة القوميتين العربية والطورانية ويهود الدونمة وعملاء الفكر الغربي والمضبوعين بحضارته وتقدم علومه، سنة 1343 هـ / 1924 م.، فتم لهم السيطرة التامة على بلاد المسلمين واستعمارها. فقاموا بتقطيع أوصال الدولة الواحدة إلى دويلات هزيلة أقاموا عليها عملاء ونواطير لهم من أبناء المسلمين، أعطوهم ما يسمى بالاستقلال وألقاب الملوك والرؤساء والأمراء والمشايخ وغيرها.

جاء في تعقيب " الدكتور أحمد عبد الرحمن " على كتاب الشيخ " سِفر بن عبد الرحمن الحوالي " المسمى " وعد كيسنجر والأهداف الأمريكية في الخليج " المطبوع سنة 1991م.:: ( بعد الحرب العالمية ألأولى سقطت دولة الخلافة (العثمانية) على يد القوى الصليبية العظمى ( بريطانيا وفرنسا ) – ذلك السقوط الذي قاد إلى نتائج مدمرة في قلب العالم الإسلامي – وأهم النتائج : تجزئة المنطقة العربية إلى دويلات مصطنعة تحكمها أنظمة حكم من اختيار وإعداد وتربية إمبراطورية الصليب الدولية. تلك الأنظمة قامت بتهيئة الأجواء العربية لتقبل الضربة الصليبية النهائية ضد القلب الإسلامية " مكة والمدينة". وضربة القلب سبقتها ضربة قوية جدا من منطقة القلب فلسطين – حيث سيطر اليهود على أرض فلسطين – في خطوتهم قبل النهائية للسيطرة على المقدسات الإسلامية جميعا. وفي حديثه عن الحشود لغزو العراق 1991م.: ( بلغت القوات الأميركية في السعودية والخليج حوالي نصف مليون جندي، أكثر من ثلاثين ألف منهم نساء مقاتلات وعدد كبير لم يُعلن عنه من اليهود الذين أدوا احتفالاتهم الدينية بإشراف حاخامات من إسرائيل في مدينة خيبر وفي كل المدن السعودية والخليجية التي تواجدوا بها. بل يتحدث الآن مفكرون صليبيون في أمريكا وغيرها في إجلاء المسلمين من مناطق النفط في الجزيرة والخليج.

وجعلوا من خريطة " سايكس بيكو " ( 16.05.1916 م. ) التي رسمها لهم الفرنسيين والإنجليز أعتا وألد أعدائنا، جعلوا من تلك الخريطة دستورا ومرجعا يرجعون إليه ويحافظون عليه ويتحاكمون إليه في محاكم الكفار، لحل خلافاتهم و لفض نزاعاتهم حول حدود حاراتهم ومشيخاتهم وإماراتهم، ولسد الثغرات المقصودة به والتي قصد منها راسمها إبقاء الشقاق والنزاع والخلاف بينهم، بهدف الإبقاء عليهم كنواطير لمصالح المستعمرين، وللحيلولة دون عودة دولة الخلافة وتوحد المسلمين كافة في كنفها. وكمثال على ذلك تحاكُم دولة الإمارات وقطر حول الحدود أمام محاكم الكفار بموجب قانون خارطة سيكس بيكو، وتحاكم دولة الإمارات ودولة السعوديين حول الحدود بينهم إلى خريطة سايكس بيكو، والمنطقة المحايدة المتنازع عليها بين السعوديين والكويت والعراق، والحارة المتنازع عليها بين أمارتي الشارقة وعجمان العضوين في دولة الإمارات الخليجية، وتحاكم دولة مصر ودولة يهود بصفتهم جيرانه أصحاب فلسطين، حول منطقة طابا المتنازع عليها بينهم، هل هي من حدود مصر أم من حدود فلسطين التي ورثها اليهود، وذلك أمام محاكم الكفار بقانون سايكس بيكو.وبالنسبة للطوق المفروض على غزة فجميعهم يقره، حتى قادة حماس أكدوا في قمة حصار مصر لقطاع غزة حق مصر في الحفاظ على حدودها !!!

كما جعلوا من ميثاق الأمم المتحدة قانوناَ ملزماَ لكل الدول في العالم، تلك القوانين التي وصفوها بالشرعة الدولية والقانون الدولي، وجعلوا من " مجلس الأمن " شرطيا يتدخل في سيادة الدول وفي شؤونها الداخلية، ومن المفروغ منه أن جميع قرارات الأمم المتحدة " ألأسرة الدولية " يتم فرضها والتحكم بها من قبل الدول الخمسة أصحاب النفوذ جميعهم أو بعضهم لتأمين مصالحهم على حساب مصالح باقي الدول.

وأخيراً:

كنت أتمنى على الكاتب " فهمي هويدي " أن يتناول المشكلة بمسبباتها وأبعادها الحقيقية فحكامنا العملاء الراقصون على جراحنا المنتفعون من مصائبنا هم السبب الرئيسي في معاناة أهلنا في غزة، حكامنا جميعهم لا أستثني منهم أحداً.......

لا أمل للأمة في بقاء تلك الأنظمة فهي من الأسباب المباشرة لمشاكل المسلمين، والحل الوحيد الذي يخلص أهل غزة والعراق وكشمير وأفغانستان من تلك الأنظمة وهؤلاء الحكام، هو العمل الجاد لإزالة تلك الأنظمة وتخليص الأمة من هؤلاء الحكام العملاء، واقامة دولة الخلافة ففيها وحدها الخلاص من العذاب وبها يتحقق عز الأمة وسلام العالم وأمنه.

طالب عوض الله
رد مع اقتباس
 
 
  #14  
قديم 01-20-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

طرد طاغية

د. أكرم حجازي

ثورة الكرامة




مات والده تاركا له عربة خضار وعائلة من ثمانية أفراد تتضور جوعا وبردا. إنه محمد البوعزيزي من ولاية سيدي بو زيد، البالغ من العمر 26 عاما، الحامل لشهادة الفيزياء والعاطل عن العمل. في 17/12/20010 كان بوعزيزي على عربته يبيع الخضار لما داهمه أعوان البلدية وصادروا عربته بحجة ممارسة مهنة بائع متجول بلا ترخيص، فاحتج أمام مقر الولاية طالبا تشغيله فما كان من إحدى الموظفات إلا صفعته على وجهه في حين انهالت الشرطة عليه بالضرب المبرح، فسكب مادة البنزين على جسده وأشعل النار بنفسه. وكانت الشرارة التي أطاحت، بعد 30 يوما، بواحد من أعتى نظم الحكم البوليسية في العالم العربي ممن حاربوا الله ورسوله والمؤمنين. وعاثوا في الأرض فسادا وتجبرا واستكبارا وازدراء لله ولدين الله. وسبحان الله !!! الذي يضع سره في أضعف خلقه ويسبب به الأسباب. شاب مجهول لم يكن أحد ليسمع به فإذا هو بين عشية وضحاها حديث الناس على وجه الأرض، وعلى لسان كل زعيم ومسؤول.

الذي يعرف المجتمع التونسي والشعب التونسي يعلم جيدا أنه شعب مسالم لأبعد الحدود، شعب لم يعرف عنه العنف حتى في ظل الاستعمار الفرنسي الذي حل بتونس منذ سنة 1882 ورحل عنها سنة 1956، ولم يواجَه بطلقة واحدة قبل العام 1952. لكنه ما تخلف يوما عن الانتفاضات الشعبية الطاحنة حتى في زمن الرئيس بورقيبة.

ثمة حكاية طريفة عشنا وقائعها مع بعض الزملاء لما كنا ندرس في تونس في ثمانينات القرن الماضي. ففي يوم صيف ملتهب، بعد الظهر، كان ثمة زميلين من بلد عربي في طريق عودتهما إلى المنزل حيث يسكنان في شقة في الطابق الثالث. وقد سبق أحدهما الآخر بينما أُغلق على الثاني فصعد إلى الطابق الرابع. ولما حاول فتح الباب بالمفتاح فلم يستجب القفل، فطرق الباب فإذا بفتاتين ما بين 14 – 16 عاما من العمر تفتح إحداهن الباب، فدخل زميلنا البيت دون بصيرة وتوجه إلى ما يفترض أنها غرفته وآوى إلى سريره آمنا مطمئنا! فسارعت الفتاة وأختها إلى والدهما يخبرانه بأن رجلا غريبا دخل البيت ويرقد على السرير .. فدخل الرجل متعجبا مما يجري!! فلم يشتم ولم يزبد ولم يهدد أو يرعد ويزبد .. وما أن بادره بالسؤال عما يفعل حتى كان زميله يطرق الباب باحثا عنه، فربما يكون في غفلة أو أنه أصيب بضربة شمس لم يعد معها يفرق بين شقته وشقة جيرانه. فسارع الأب إلى الباب فبادره زميلنا بالقول: هل جاء إليكم شاب قبل قليل؟ فقالوا: نعم. إنه يرقد بالداخل على السرير. ففهم أن الأمر يكاد يصل إلى حد الكارثة .. فتعذر لصاحب البيت معللا أن الشاب فقد والديه في حادث سير وهو الآن واقع تحت تأثير الصدمة. فما كان من صاحب البيت إلا الدعاء: اللطف .. اللطف يا رب. فالتقط صاحبنا زميلنا ونزل به إلى الشقة. ولما التقيته، وأنا أعلم أنه تعرض لإغلاق في أكثر من موقف سابق، عاتبته وقلت له: ألم تلاحظ بأنك في بيت غريب؟ فقال لي: والله لقد رأيت فتاتين واستغربت من وجودهن في المنزل .. ثم نظرت إلى السرير فإذا به مرتب ترتيبا جميلا وأنيقا .. صحيح أنني شعرت أن الغرفة غرفتي لكن كل ما بها غريب لا يشبه سريري ولا الستائر ولا طلاء الغرفة .. كما أنني سألت الفتاتين من هما وماذا تفعلان هنا؟!! وما كدت ألتقط أنفاسي إلا وزميلي يطرق الباب وينقذ الموقف .. والحمد لله أن هذا الحادث لم يقع ببلدي وإلا لكانت مذبحة.
هذا هو منطق الحياة عند الشعب الذي يعرف العالم أجمع أنه مسالم ومحب ومتعقل وليس عدائيا ولا أحمقا ولا متسرعا. فلا يستطيع أحد أن يتهمه بالتطرف ولا بالعدوانية ولا بالسذاجة ولا بالتهور أو التعجل كما يرى الرئيس الليبي معمر القذافي. لكن أعجب ما في هذا الشعب أنه واضح في أهدافه ومطالبه. فإذا انتفض قدم مطالبه واضحة لا لبس فيها. وسواء كانت صغيرة أو كبيرة لا يهم. المهم أنه يجهد في تحقيقها ويظل في الشارع حتى ينال ما يريد. فلما انتفض ضد بورقيبة سنة 1984 بسبب رفع أسعار الخبز امتلأت شوارع تونس بالمحتجين من شمالها إلى جنوبها رغم أن مطالبه لم تتعدى التراجع عن الأسعار الجديدة. فخرج بورقيبة من قصره لمقابلة المحتجين وأبلغهم بأن الأسعار ستعود إلى ما كانت عليه. وما أن فعل ذلك حتى عاد الناس إلى بيوتهم وعاد الهدوء إلى البلاد وكأن شيء لم يحصل !!!

إذن شعب تونس ليس عدائيا. هذه هي الحقيقة وهذه هي السمة الغالبة عليه. لذا لم يكن أحد يتوقع أن تؤدي الاحتجاجات الجديدة إلى الإطاحة بالرئيس بن علي. لكن الحقيقة البالغة الدلالة أن هذه الانتفاضة ما كان لها أن تحدث بهذه القوة لولا أن بلغ السيل الزبى. فقد كذب صاحب 7 نوفمبر، يوم عزل بورقيبة، وقال في بيانه التاريخي: « لا رئيس مدى الحياة »!!! وكذب مرات ومرات، وبدأ حملة بطش ضد المجتمع وضد الدولة وضد القوى السياسية وضد القوى الاجتماعية وضد الأفراد والجماعات وضد الدين وضد الإسلام برمته وضد الإعلام وضد المؤسسات التعليمية والعلمية وضد الحريات وضد الأخلاق وضد الحقوق. لكنه كان أشد وأنكى في انتهاكه للكرامات البشرية وللحرمات حين اغتصب عفة النساء ورجولة الرجال وسحقها سحقا مريعا، في مشاهد مذلة ومؤلمة ومشينة، أمام الأهل والذرية، وفي الشريعة والقانون، حتى أن الانتفاضة بدت شبه خالية من العنصر النسائي.

صحيح أن الشرارة كانت اقتصادية لكن عمق الفعل لم يكن له أية علاقة بالخبز ولا بالتشغيل بل بالكرامة. فكان أبلغ شعار رفعه التونسيون هو: « بن علي يا جبان .. تونس تونس لا تهان». وبدا أنه آن الأوان لتصفية الحساب مع « عصابة المافيا» التي حكمت تونس بحسب وثائق الويكيليكس. عصابة لم تدرك الكرامة ولم تعرف لها طعم ولا معنى في يوم من الأيام، فكان سهلا عليها أن تمارس ليس السرقة فحسب ولا السطو على الحقوق ولا مصادرتها بل النهب المنظم لمقدرات البلاد ومصادرتها، وإذلال العباد دون النظر في المحرمات، وممارسة الغطرسة والاستعلاء والتمييز وإشاعة المحسوبية والفساد بلا حسيب أو رقيب، وممارسة التعذيب الفتاك في السجون والمعتقلات، وانتهاج القتل العمد بلا أي رادع، وتهجير الناس خارج بلادهم، ومطاردة من في الداخل على مدار الساعة والدقيقة، ومحاربة الدين والإسلام وازدرائهما بلا هوادة، وإشاعة الفاحشة والانحراف الخلقي بين الناس بأبشع صور الرذيلة وأشدها انحطاطا، وجعلها من أبرز شروط الحداثة والتقدم وشهادة براءة من التخلف وعلامة على السلوك الحسن! حتى اتخذ بعض الناس من المجاهرة في المعاصي وارتكاب الفواحش على مرأى الحاكم وسائل ناجعة للتخلص من مضايقات السلطة وظلمها. ليس عجيبا أن تنتفض تونس وتفاجئ العالم أجمع، بل أنها فاجأت بن علي نفسه، وفاجأت القوى السياسية والاجتماعية، وفاجأت المحللين والمراقبين، وكشفت عن عمق الشخصية التونسية وشجاعتها الفذة وإصرارها على تحقيق أهدافها حتى لدى التونسيين أنفسهم. لكن العجيب حين تدير الثورة ظهرها لكل هؤلاء بحيث يتقدم الشعب .. كل الشعب لتكون له كلمة الفصل بعيدا عن أية وصاية من أية جهة كانت. إنه حقا تدخل اجتماعي أسقط كل الحسابات والمعايير والآليات والأدوات التقليدية، بل أنه أسقط كل المناهج ونظريات التغيير الحزبية والأيديولوجية والوضعية التي ثبت بؤسها، وأسقط كل وصاية أو تدخل من الخارج، وأسقط فتاوى طالما روجت لسيادة الطغاة والطغيان بقصد أو بدون قصد.

الطاغية والطغيان

قالوا عنه، كما قالوا عن غيره وما زالوا يقولون، إنه ولي أمر تجب طاعته .. وصدعوا رؤوس الأمة بفتاواهم الظالمة بعدم جواز الخروج على ولي الأمر حتى لو أكل مالك وجلد ظهرك!!! حتى لو كان فاسقا أو ماجنا أو مجرما أو حتى مرتدا .. نادوا بالوحدة الوطنية بدلا من الفتنة، وبالمواطنة بدلا من التمييز، وبالعيش المشترك بدلا من الاقتتال، وأفتوا بأن عصمة الدماء أولى من سفكها، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع. ولما كان في قمة السلطة برؤوه من كل نقيصة، وأسبغوا عليه الشرعية الدينية والمشروعية السياسية والقانونية، وأثنوا عليه، وأنكروا ظلمه وإجرامه وطحنه للإسلام والمسلمين، ونهبه لثروات الأمة .. ولما فرّ من البلاد وصفوه بـ « الطاغية »!!! و « سفاك الدماء»!!! سبحان الله! لأول مرة نسمع عن حاكم « طاغية» كان قبيل لحظات « ولي أمر» ثم ثبت فجأة أنه « سفك الدماء» !!!

كذا ببساطة سقط الطاغية بلا صناديق اقتراع .. وبلا فتن .. وبلا خوف على شماعة الوحدة الوطنية .. وبلا فتاوى منحرفة وفارغة من أي سند شرعي .. سقط الطاغية رغم أنف الجامية والمرجئة .. سقط الطاغية رغم أنف وعاظ السلاطين .. سقط رغم أنف المناهج السلمية والديمقراطية في التغيير.. فقط سقط .. فأي فتوى ظالمة ستعيده؟ وأي انتخابات ديمقراطية ستأتي يه؟ وأي حاشية ستنتصر له؟ تُرى! ما قول أمثال هؤلاء اليوم وقد خرجت أمة بحالها على « ولي الأمر»؟ ما حكم هؤلاء الناس؟ هل هم « خوارج» و « صناع فتن»؟ أم أن ما فعلوه موافقا للشرع؟ أم أن فقههم عاجز عن الفتوى؟ ما حكم أولياء الأمور المماثلين لبن علي وهم أوضح من الشمس في رابعة النهار؟ ما هو حكم من يستقبل طاغية وقد رفضه حتى أخلائه من الغرب واليهود؟!!!! ما حكم من يعين طاغية على طغيانه ويشرع له؟ في 11/4/2009 كتب الشيخ سلمان العودة مقالا في أعقاب زيارة قام بها لتونس واستقبله خلالها الرئيس بن علي. وفي حينه لاقى المقال عاصفة من الشجب والاستنكار من التوانسة وغيرهم من المسلمين الذين عايشوا مظلمة هذا الشعب وكنت واحدا منهم. وعجبت كل العجب أن يكتب العودة بهذا الاستخفاف بالعقول رغم الدماء المسفوكة والجرائم الوحشية والحرب الطاحنة ضد الإسلام وكل مظهر إسلامي في تونس، بل أنني حين عدت إلى تونس سنة 1999 لمناقشة رسالة دكتوراه عن: « المسألة الإسلامية في فلسطين المحتلة سنة 1967 » لم أحمل معي إلا نسخة واحدة وقرص cd أخفيته خشية مصادرة الرسالة من الأمن التونسي في المطار . ثم يأتي الشيخ سلمان ليكذبنا بما عشناه وشاهدناه حين يقول: « زرت بلداً إسلامياً, كنت أحمل عنه انطباعاً غير جيد، وسمعت غير مرّة أنه يضطهد الحجاب، ويحاكم صورياً، ويسجن ويقتل، وذات مؤتمر أهداني أخ كريم كتاباً ضخماً عن الإسلام المضطهد في ذلك البلد العريق في عروبته وإسلاميته. ولست أجد غرابة في أن شيئاً من هذا القيل حدث ذات حين؛ في مدرسة أو جامعة, أو بتصرف شخصي, أو إيعاز أمني, أو ما شابه .. بيد أني وجدت أن مجريات الواقع الذي شاهدته مختلفاً شيئاً ما ؛ فالحجاب شائع جداً دون اعتراض، ومظاهر التديّن قائمة، والمساجد تزدحم بروّادها من أهل البر والإيمان، وزرت إذاعة مخصصة للقرآن؛ تُسمع المؤمنين آيات الكتاب المنزل بأصوات عذبة نديّة، ولقيت بعض أولئك القرّاء الصُّلحاء؛ بل وسمعت لغة الخطاب السياسي؛ فرأيتها تتكئ الآن على أبعاد عروبية وإسلامية، وهي في الوقت ذاته ترفض العنف والتطرف والغلو، وهذا معنى صحيح، ومبدأ مشترك لا نختلف عليه» .

وحده رأى العودة وأمثاله ما لم تره أمة .. بل أمم .. وحده من قال خلال انتفاضة تونس أن « الأمن مقدم على الإيمان والتوحيد »!!! قول استفتيت به عالما عربيا كبيرا، حين كنت في الكويت، فقال لي: « هذا يخرجه من الملة». وبعد سقوط الطاغية كتب يقول مخاطبا الحكام: « أطعموا شعوبكم قبل أن تأكلكم ! إن لقمة الخبز، وثورة الجياع قضية معروفة من عهد مصر الأولى إلى تونس نفسها التي تشهد شيئاً مشابهاً إلى كثير من الدول الأوربية التي عاشت مثل ذلك»!!! حتى هذه اللحظة يظنها العودة كسرة خبز .. وأنّى له أن يظن غير ذلك؟ مثله الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي أصدر بيانا في 13/1/2011 وجه فيه النصح إلى الجهات الآتية .. حيث خاطب فيه الرئيس بصفة السيد: « أولا: إلى رئيس الدولة السيد زين العابدين بن علي »! وبعد إزاحته تغيرت اللهجة فوصفه بـ: « الصنم الأكبر هبل»، الذي يجب أن تسقط معه: « بقية الأصنام المحيطة به من اللات والعزى، وبقية الخدام الذين ينتمون للنظام الذي عانى منه التونسيون سنوات طويلة»!!! اليوم صار بن علي طاغية وبالأمس كان سيدا وولي الأمر!!! ُترى! ما رأي القرضاوي بما سبق للعودة أن قاله خاصة وأنه أحب الناس إلى قلبه من علماء السعودية؟

وفي أعقاب انتزاع السلطات الليبية لمراجعات من بعض معتقلي الجماعة الليبية المقاتلة، وصدرت مؤلفها الضخم الذي خلا من أية آية من آيات الحاكمية، أفرجت عن 214 معتقلا قيل أن من بينهم بعض القيادات في الجماعة. وسارع الشيخ راشد الغنوشي أمين سر حركة النهضة في تونس لإصدار بيان فيه تهنئة ( نشر في 27/3/2010) قال فيه إن: « حركة النهضة إذ تسجل بارتياح كبير هذه البادرة الطيبة، لا يسعها إلا أن:

• تحيي حكمة القيادة الليبية في تناول الملف ومعالجته من خلال الحوار الذي يؤدي إلى استعادة أبناء الوطن ودمجهم من جديد في خدمة بلدهم، مواطنين نافعين. • تحيي د. سيف الإسلام القذافي على ما يبذله من جهد في المساهمة في معالجة الأزمات التي مرت بها ليبيا وترجو له التوفيق في مشروعه الإصلاحي بما يجمع كل الليبيين بمختلف مشاربهم على خدمة بلدهم، بمنآى من كل منزع إقصائي وانتقامي بالمخالف.

• تدعو السلطة في تونس إلى التخلي عن مقاربتها الأمنية العنيفة والإقصائية للتيار الإسلامي التي تعتمد سياسة الانتقام والتشفي بدل العلاج بالحوار وإعادة الإدماج». ما شاء الله!!! .. ما شاء الله!!! أما وسع الشيخ من الحقائق إلا أن يخلع صفة « حكمة » على القيادة الليبية التي لم يسبق أن سمع عنها حتى مواطن عربي واحد منذ اعتلى القذافي السلطة في ليبيا؟ ها نحن نسمعها، للأسف، من الشيخ الغنوشي. والحقيقة أن تصريح الشيخ ذكرني بتصريح سبق وأدلى به سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة « حماس»، لما رفع مجلس العموم البريطاني، قبل سنتين، توصية إلى الاتحاد الأوروبي لفتح حوار مع حركة « حماس»، فما كان من أبو زهري إلا أن وصف التوصية بـ: « الموقف الحكيم لبريطانيا » .. « حكمة » لعلها غابت عن بريطانيا حين أصدرت وعد بلفور سنة 1917 وسلمت، بموجبه، فلسطين لليهود، وحضرت فقط حين فتحت شهية « حماس» للحوار مع أوروبا!!! فماذا يكون رأي الشيخ، وهو المفكر الأكثر « حكمة » بين زملائه ومشايخ الإسلاميين، حين استمع وشاهد الرئيس الليبي وهو يصب جام غضبه على الشعب التونسي الذي لم ينتظر حتى سنة 2014 للتخلص من الرئيس بن علي؟ ويتمنى لو أن بن علي ظل رئيسا مدى الحياة؟ وماذا يقول عن دور المخابرات الليبية وهي تؤمن الغطاء الاستخباري والميداني لفرار بن علي وعودته لاحقا؟

أحمد الريسوني مع الشيخ العودة، عرّاب الثناء على المراجعات الليبية، يشيد، بقدرة قادر، بثورة الشعب التونسي على الطاغية الذي فعل الأفاعيل بدين الله!!! بينما يصف « الشباب المجاهدين» في الصومال بـ « الشباب المجانين»!!! لا بأس! لكن ماذا لو نجح هؤلاء « المجانين» بتولي السلطة في الصومال؟ هل سيحظون من الريسوني بتهنئة تنقلهم إلى مرتبة العقلاء؟ وهل سيغدو شيخ شريف فجأة الطاغية الذي والى الصليبيين وتحالف معهم؟

كنت في مؤتمر العلاقات العربية - التركية في الكويت لما سقط بن علي .. وشاهدت العجب العجاب والناس، رجالا ونساء، يتسابقون على التقاط الصور التذكارية مع هؤلاء!!! لكني والله ما طاوعتني نفسي أن أسلم على أحد منهم أو ألقي عليه التحية لقاء ما ظلموا أنفسهم وظلموا الأمة وخذلوها وضللوها حتى إذا ما انتزعت حريتها وحقوقها بيدها تسابقوا على التهنئة!!! وهم أنفسهم وأمثالهم الذي يصمتون على الجريمة التي تُرتكب اليوم بحق الإسلام والمسلمين في مصر على يد النظام والليبراليين والزنادقة وعصابة شنودة. وهناك التقيت بعض كبار علماء المسلمين من السودان وعاتبتهم على مواقف بعض العلماء وفتاواهم، وقلت لهم: نحن مفكرون ومحللون ولسنا علماء دين، وكلمتكم أقوى من كلمتنا وأولى .. لكننا اضطررنا للتصدي للهجمة على الإسلام ولأحط الفتاوى لأننا لم نجد من العلماء من يرد حتى على الزنادقة إلا قليل من قليل لا يكاد يُذكر أو يُسمع له صوتا، وسردت له سلسلة من فتاوى « طبيخ النور» فكان يستعجب مما يسمع وأعجب لعجبه، ويخبرني بالحكم الشرعي الصحيح .. فيشتد عجبي أكثر !!!

أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر .. التونسيون .. كل التونسيين قالوا كلمة الحق لما تخلى عنها هؤلاء فصمت بعضهم، وانزوى بعض آخر، وشرَّع آخرون للسلطان جوره وبطشه حتى بدا وكأنه إله يعبد من دون الله .. لا يُسأل عما يفعل وغيره مسؤول عن نسمة هواء في قعر كهف. وبعد رحيل بن علي قال بعض علماء الأزهر بأن: « طاعة الحاكم ليست على إطلاقها في الشريعة الإسلامية » وأن ما حصل في تونس « أقرب إلى الشرعية ».. مثل هذه الفتاوى لم تكن لتظهر من قبل، لكنها اليوم بعض الحديث، وبعض الحقيقة الشرعية، وبعض الشجاعة .. ولو كان ثمة قدر من الرقابة أو بعضا من كلمة الحق عند سلطان جائر لما وصلنا إلى هذا الحد من الطغيان ولما تفشى هذا الكم الهائل من الطغاة وممن يدافعون عنهم بلا وجه حق.

فلماذا، إذن، لا يتقدم العلماء ويعترفون بطغيان الحكم في العالم العربي؟ لماذا لا يتحدثون عن الجريمة التي ترتكب بحق الأمة إلا بعد فوات الأوان؟ لماذا لا يتحدثون عن الطغاة وظلمهم إلا بعد انتزاعهم من كراسيهم؟ لماذا لا يرون في هؤلاء الطغاة إلا أولياء أمور تجب طاعتهم؟ هل يختلف الأمر في تونس عنه في ليبيا أو مصر أو الجزائر أو اليمن أو غيرها من البلدان العربية؟ بالتأكيد لا يختلف. لكن حين يكون ولي الأمر على رأس السلطة فهو حاكم شرعي، والخروج عنه فتنة ومعصية وضلال مبين .. أما خارج السلطة فهو طاغية منبوذ تخلصت الأمة منه وتستحق التهنئة. أية معادلة هذه؟ وما قيمة التهاني وقد امتنع هؤلاء، إلا من رحم الله، عن قول الحق وشرعوا للباطل والظلم من قبل؟ ومن يتحمل وزر من حرق نفسه وقد نأى مَنْ هو أولى منه بنفسه عن قول كلمة الحق والصدع بها حين الحاجة إليها؟

بالأمس حرق بوعزيزي نفسه في تونس، ثم تبعه أربعة في الجزائر وواحد في موريتانيا وآخر في مصر. فلماذا يضطر شباب المسلمين إلى حرق أنفسهم؟ ولماذا يحتجون ويُغلَق عليهم بأقسى أنواع الاحتجاج وأشده ظلما للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق؟ ولماذا لم يعد ثمة ثمن للوصول إلى العدالة والحقوق والحرية إلا بحرق النفس أو السجن أو المطاردة أو النفي أو الاعتداء على الكرامة والابتزاز في الحياة والأرزاق؟ هل يرغب المسلمون في الموت دون غيرهم من الخلق؟ هل لأننا نكره الحياة؟ هل لأننا جهلاء لا نعرف الحكم الشرعي؟ بلى . إننا نعرف كل شيء لكنه الإغلاق التام. كل الطرق أوصدت إلى من الحرق !!!! أحرق الله قلب كل ظالم عنيد متجبر .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.



أخبث المؤامرات

بدأت حركة الاحتجاج الشعبي بتونس تتضخم بشكل سريع لم تترك للحكم مجالا لأي تفكير. لكن الحكم الذي اعتاد القتل أصلا، واتخذ القمع والاضطهاد دينا له، لم يتوانى عن ممارسة القتل العشوائي والمنظم عبر فرق القناصة التي نشرها في كل زاوية. لم يكن الشعب التونسي من بدأ القتل، ولم يكن التونسيون ليمارسوه، فالنظام هو الذي سفك الدماء المعصومة وهو الذي استباح الحياة .

حين بدأت الانتفاضة كانت المطالب الأولى تتعلق بتوفير فرص العمل لتشغيل العاطلين خاصة ممن يحملون شهادات جامعية. ثم في مرحلة لاحقة تطورت إلى الحديث عن ظلم في توزيع الثروة والدخل بين الشمال الساحلي الغني والجنوب المهمش، لكن احتجاجات الشمال قالت بأن الحال من بعضه، فليس الشمال بأقل ظلما من الجنوب. وهكذا صارت المطالب ذات طابع شعبي تتعلق بالتنمية الشاملة. لكن المطلب الأهم الذي فجر الغضب المكبوت في صدور التوانسة كان يقع في مضمون الشعار الذي طالب باستعادة الكرامة المهدورة. وتبعا لذلك لم يعد من الممكن بقاء الرئيس في السلطة. هنا استفاق بن علي و« فهم» مطالب الناس على حد قوله، لكنه « فهم» أكثر أن الأوان قد فات. وبعد رحيله المخزي من البلاد صارت المطالب تؤول إلى تصفية إرث الرئيس من اقتصاد وأمن وحزب شمولي ونظام سياسي. هكذا بدت الاحتجاجات التونسية تتخذ شكل ومحتوى الثورة الشاملة التي تسعى لاقتلاع جذري لكافة القوى المادية والمعنوية للنظام السابق ومن يدور في فلكها.

حين بدأت الانتفاضة أيضا كادت الأوضاع تنفجر في كل من الجزائر وليبيا وموريتانيا. وكان الغرب والولايات المتحدة يدركان أن الأمور قريبة من الانفلات الشامل في المنطقة. وإذا حصل هذا سيعني انفلاتا في كافة الدول العربية.
الرائج أن بن علي هرب مهزوما مدحورا، وأنه لم يجد من يؤويه لا من الأوروبيين ولا غيرهم من العرب. ولسنا نعارض ذلك مبدئيا. فلطالما تخلى الغرب والطغاة عن أدواتهم. لكن هذه التصريحات ليست سوى ما نقله الإعلام الغربي والمحلي. أما التبصر في الواقع فيفصح عن أمور بالغة الخطورة على مستقبل الثورة التونسية وليس على وقائعها الماضية.

فالمعلومات المتداولة في ضوء التسريبات وردود الفعل والبيانات الرسمية والتصريحات ذات الصلة والوقائع الميدانية تؤكد على مؤامرة دنيئة وخبيثة جرى تنفيذها على مسارين في تونس قبيل مغادرة بن علي التي كانت محسوبة بدقة بالغة. مسار النظام السياسي البائد والمدعوم عربيا، ومسار القوى الغربية وفي مقدمته فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

بالنسبة لمسار النظام فقد بدا بن علي متحسبا مسبقا لقادم الأيام. فأعد عدته الميدانية والقانونية على قدم وساق، ونهب ما نهب في اللحظات الأخيرة تحسبا من خروج بلا عودة. وقبل أن يغادر البلاد سلم زمام الأمور للوزير الأول محمد الغنوشي لولا احتجاجات القانونيين والناس على عدم دستورية المادة 56 التي تَسلّم الغنوشي بموجبها رئاسة الدولة وهو يعلم علم اليقين بخطأ فعلته من الناحية الدستورية التي تقضي بتسلم رئيس مجلس النواب مهام الرئيس في حالة شغور منصب الرئاسة بموجب المادة 57.

ومع ذلك فالسيناريو واحد خاصة أنه يحيل الفراغ إلى الدستور بحيث تظل تونس حبيسة النظام القائم ورموزه، وحبيسة الدستور المعمول به والذي يستثني القوى المحظورة كحركة النهضة من أية مشاركة في الحكم حتى خلال الفترة الانتقالية المقدرة بـ 45 – 60 يوما، ستكون كفيلة بعودة الهدوء إلى الشارع تمهيدا لعودة الرئيس الذي اعتبر بيان الغنوشي غيابه « مؤقتا»! بل أن بعض الأنباء تقول بأن الرئيس سجل خطاب العودة قبل رحيله، وحتى قبل خطابه الأخير.

لكن ما لم يستطع الغنوشي إنجازه جرى التحضير له ميدانيا بمساعدة من أجهزة أمنية عربية ليست مصر ولا ليبيا ولا حتى السعودية فضلا عن دول المغرب العربي ببعيدة عنه. فحين كانت الانتفاضة على أشدها في تونس كان الضحايا يسقطون تباعا. مع ذلك خرج الرئيس التونسي ليتهم بعض «الملثمين والمندسين» بين الناس ممن يقومون بعمليات القتل والتخريب، واصفا إياهم بـ « الإرهابيين». والحقيقة أنه لم يكذب أبدا. لأن هؤلاء هم من ميليشياته في الحزب الحاكم (التجمع الدستوري) الذين سلطهم على الناس ليعيثوا في الأرض فسادا، ويكون له ما يبرر تدخله الدموي ضد السكان. ولأن الأمر خرج عن السيطرة فقد اضطر للمغادرة دون أن يتخلى عن طموحاته في العودة تاركا هؤلاء وأجهزة الحرس الوطني والأمن الرئاسي ورموز سلطته وحتى بعض أقربائه يعملون بكامل فاعليتهم، ومدعومين بما يحتاجونه من أسلحة، و 800 سيارة تجوب شوارع البلاد وهي محملة بالرعب والدمار تحت قيادة الجنرال علي السرياطي.

من جهتها فقد ساهمت دول المغرب العربي وخاصة ليبيا في مشروع النظام مساهمة فعالة حتى أن الرئيس الليبي لم يستطع كبت غضبه من فشل المخطط المعد مسبقا. وهو الموقف الذي كظمته دول المغرب الأخرى التي صمتت صمت القبور، ليس لأنها تنتظر ما ستنتهي إليه الأمور لتعبر عن مواقفها بل لأنها تتميز غيظا مما انتهت إليه. ومن جهتها فإن السعودية تعلم علم اليقين هي وعلماؤها، الذين صمتوا كالعادة، أنه ما من أحد أشد عداء للإسلام وحربا عليه كما الرئيس بن علي، ومع ذلك فقد استقبلت رئيسا مخلوعا ومطرودا من كل الشعب التونسي وليس من جزء منه. ولم يعد ثمة معنى لهذا الاستقبال إلا أن تكون السعودية ضالعة حتى النخاع في حماية بن علي وتأمين عودته وإسباغ الشرعية على حكمه لأن هروبه إلى ليبيا أو الجزائر لن يمنحه الشرعية التي تنتظره في السعودية. أو أن يكون ما تفعله أو تصدره من مواقف ليس إلا طغيانا يستخف حتى بمشاعر البشر فضلا عن إهانة الشعب التونسي ومصادرة انتصاره.

لكن، وكما يقولون فإن حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر، فقد عملت القوى الغربية بوحشية لا مثيل لها لوأد ثمار الثورة التونسية في مهدها. فالفرنسيون أبدوا استعدادهم لتقديم العون للسلطة، والمعلومات المتداولة تؤكد بأن الجيش الذي كان قائده، رشيد عمار، ضالعا في إجبار الرئيس بن علي على مغادرة البلاد ليست سوى نتيجة لتدخلات أمريكية خاصة وأن الجيش هو الذي مكن بن علي من مغادرة البلاد قبل إغلاق الموانئ الجوية والبرية والبحرية بنحو ساعة من الزمن. وفي تصريحات لقناة الجزيرة قال أحمد الخضراوي الضابط التونسي أن قائد الجيش قبل إقالته من منصبه: « تلقى تعليمات في أخر لحظة من الولايات المتحدة من خلال سفارتها بأخذ زمام الأمور في البلاد إذا خرجت الأمور عن السيطرة»، وأنه: « يستند في ذلك على وثائق بين يديه وهو يتحمل مسئولية هذه المعلومات ويجزم بها».

لا يهم. المهم أن الغرب كان يشعر، لأول مرة في تاريخه، بحجم الخطر الداهم وهو يتهدد المنطقة من كل جانب وسط احتقانات شعبية وصلت أوجها في أغلب البلدان العربية خاصة في مصر. فالاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في تونس تبعتها احتجاجات عنيفة في ليبيا والجزائر، وأخرى كانت تنذر بالانفجار في موريتانيا. لذا فقد بلغت عمليات الاستنفار الرسمي حالاتها القصوى، وأعيد النظر في كافة إجراءات السيطرة والتدخل بأسرع ما يمكن. فما الذي فعله الغرب بالضبط؟

لأن الحريق في تونس قد بلغ ذروته فقد كان أول إجراء اتخذه الغرب مع مخابراته وأجهزة الأمن المحلية يقضي بوجوب (1) تأمين عزل تام لتونس عن جوارها بأسرع ما يمكن من العمل. ثم (2) الدخول في سباق مع الزمن لإطفاء حريق الجزائر وليبيا وهو في بدايته. وبالفعل فقد هدأت الساحتين، عبر بعض الإجراءات المحلية من السلطات، ثم في المرحلة الأخيرة (3) التمهيدا لإخراج الرئيس بن علي من تونس. لأنه لو خرج في نفس الوقت الذي تجري به الأحداث في الجزائر وليبيا لكان من المستحيل إقناع الناس بالعودة إلى بيوتهم أو ترهيبهم أو إنقاذ أي نظام في المغرب العربي، ولكان من المستحيل أيضا التكهن بما قد يفضي إليه الأمر في باقي الدول العربية.

مؤامرة من أخبث ما يتصوره العقل البشري. وفرصة عظيمة للأمة لم تحدث، بهذه القوة والمشروعية، منذ انهيار الخلافة، فجرها أكثر الشعوب العربية وداعة، وكادت أن تكون أقوى لحظة للإفلات من قبضة الغرب الذي استطاع وأدها في مهدها وجعلها يتيمة كحال سابقاتها. أما لماذا نجح الغرب؟ فلأن الأمة محرومة من أدوات القوة الاجتماعية والسياسية، ومن أدوات التنظيم، ومن أدوات السيطرة في اللحظات التاريخية الحاسمة، ومن أدوات الاستثمار. لذا فإذا كانت الثورة التونسية قد أثبتت أن الأمة ذات حيوية عالية وطاقة جبارة باستطاعتها الإطاحة بأعتى القوى الطاغوتية إلا أن ثوراتنا واحتجاجاتنا وفرصنا تضيع وهي تتحول كالمال السائب يسطو عليه هذا وذاك.

كل القوى، بلا استثناء، كانت خارج الحدث، وخارج القدرة على الاستيعاب، وخارج الفعل التاريخي، وخارج الملحمة. إذ لا قيادات دينية ولا سياسية ولا تنظيمية ولا ميدانية ولا مؤسسات أهلية ولا معارضة قادرة على استثمار أية فرصة تلوح في الأفق. ولقد كان مثيرا حقا ما ذكره د. صالح الوهيبي في مؤتمر العلاقات العربية التركية في الكويت حين أشار إلى أن العالم العربي لا يمتلك من الجمعيات الأهلية أكثر من 2000 منظمة أهلية بينما تمتلك إسرائيل وحدها أكثر من أربعين ألف منظمة!!! هذا مؤشر واحد على غياب القيادة والمراقبة الاجتماعية والضبط في النظم السائدة. وهذا ما يشجع هذه النظم أن تمارس أقسى وأشد صنوف القمع والاضطهاد للمجتمع حيث لا حسيب ولا رقيب عليها. فكيف يمكن لنا وهذا حالنا أن نستثمر انتفاضة بنوعية ما أبدعه التونسيون؟ وكيف يمكن للتونسيين أن يفلتوا من السطو على ثمار ثورتهم ولو محليا؟ تلك هي المأساة وتلك هي المشكلة.



رد مع اقتباس
 
 
  #15  
قديم 04-25-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

الاثنين 22 جمادى الأولى 1432

نرحب بتواجد الأخ الكبير والعم

طالب عوض الله
رد مع اقتباس
 
 
  #16  
قديم 04-26-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

الأخ الحبيب : نائل أبو محمد

ترحيب من أخ مضياف أعادني للتأكد من أصالة تمتع بها، فباركالله بك.

أمّا الجهد في النقل من رسائل مجموعة طالب عوض الله البريدية، فحقيقة أنّه جهد مبرور ان شاء الله ، فأدعوه تعالى أن يثيبكم ويجزل لكم في العطاء.

أخي نائل لك مني الشكر الجزيل

قبلاتي: طالب
رد مع اقتباس
 
 
  #17  
قديم 05-04-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

هل اقترب الوعد الحق بانهاء الافساد في الارض
وانتهاء المشروع الخاسر
م. موسى عبد الشكورالخليل


قد يرى البعض انني متسرع ومتفائل اكثر مما يجب في قرب زوال كيان يهود في ظل هذه الانتفاضات التي نجحت في هدم بعض الانظمه ولكنها لم تنجح في اقامة دوله الاسلام الخلافه الراشده حتى الان ولكنني عندما انظر الى حركة امه الاسلام الحركه الذاتيه الجاده التي انتجت وحققت الكثير حيث نقلت الامه الى مستوى عال, ينتابني هذا الشعور حيث ذهب الياس عن امة الاسلام ودبت الحياة فيها من جديد وهي في حركه مستمره غير متوقفه لانها حركة ذاتيه فقد بدات امه الاسلام تعود لما كانت عليه سابقا لا ترضى الظلم ولا تنطلي عليها الامور ولن تقبل بغير الاسلام بديلا وهي امه محبه للامر بالمعروف وتنهى عن المنكر فقد اصبح التغيير والمحاسبه للحكام يوميا فبدات بالرجوع الى ما كانت عليه سابقا تقرا القران وتعمل به فعندما تقرا ايات الجهاد تتذكر تاريخها المجيد وعند تقرا الايه (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا) تتذكر الجهاد وارض الاسلام المغتصبه فتتحرك مشاعرها تجاه الاقصى وفلسطين , فهي امه محبه للجهاد والاستشهاد وعندما تتذكر ما قام به كيان يهود من مذابح تنتفخ أوداجها، وتجري التضحيات في عروقها مجرى الدم فهي مكون من مكونات جيناتها فلا يمكن نزعها منها مهما بلغ الامر في التضليل التي تمارسه الانظمه ومن خلفهم من اسيادهم وما الخوف والوهن الذي انتاب عدد كبير من ابناء امتنا ما هو الا خوف كخوف نبي الله موسى عليه السلام حيث قال تعالى " أننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى "

انتفضت وبدات الامة بالحراك على جلاديها فانتاب الكفار الفزع والارق كما تناقلت وسائل الاعلام والذي اصاب الادارة الامريكية وساسة اوروبا وكيان يهود فبدات تنظر الى هذا الزلزال المفاجئ الذي حصل في العالم الاسلامي فاصابه الغرب الذهول لما له من تفاعلات جانبية ستنتج عن هذا الغليان والتي قد تضع حدا للتدخل الأمريكي والغربي المباشر وغير المباشر في منطقتنا الاسلاميه وتضع حدا لما يسمى كيان يهود. وما اقلق الغرب اكثر هو الشعارات التي انطلقت في الميادين والتي لم يبينها الاعلام وهي على سبيل المثال رايحين بالملايين لتحرير فلسطين والمظاهرات امام سفارة كيان يهود بالقاهره للمطالبه بالغاء اتفاقيات السلام مع اسرائيل والمطالبه بفتح الحدود مع غزه فسارع الساسه ومراكز الابحاث السياسيه والاستراتيجيه بالبحث في كيفيه التعامل مع الوضع الجديد في العالم الاسلامي بعد هذه الانتفاضات وإعداد التوصيات التي تساعد واشنطن في الحفاظ على نفوذها المتفوق في المنطقة، المتصارع عليها لتاريخها القاهر والمرعب للغرب و لثرواتها فاصحاب الجيش الذي لا يقهر مكث على ابواب اوروبا اكثر من ثلاثه عشر قرنا فلن تستقر المنطقه الا بعلو الاسلام على غيره فبدات بعض مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية الأمريكية المعنية بشؤون الشرق الأوسط تعمل ليل نهار في إعداد الأوراق البحثية وإقامة ورش العمل التي تسعى لتوجيه الاداره الامريكيه الراعيه للكيان اليهودي فبدات بوضع البدائل وكشف أسباب عجز واشنطن في عدم القدرة على استغلال واستثمارها الانتفاضات لصالح امريكا وحمايه اسرائيل
ولما انطلقت الشعارات الموحدة من حناجر المنتفضبن ووزعت الحلوى وسمعت هتافات الفرح في كل العالم الاسلامي يسقوط الطواغيت وخاصه مبارك ركن امريكا وداعم اسرائيل في المنطقه ادرك الغرب ان الامه تتحرك بحركه غير معتاده لان دينها واحد وربها واحد وقرانها ومقدساتها واحده تنادي باسقاط النظام ... تعالت صيحات الفرح والسرور والبهجه في العالم الاسلامي بسقوط الطواغيت فخاف الغرب تجمع ميدان التحرير وتكبيرات المسلمون وصلاتهم وكلمه امين التي كانت تخرج موحده من افواه الملايين مما اسرع في ازاحة مبارك فقد أدرك أعداء الإسلام بأن قوة المسلمين تكمن في هذا الدين وفي اجتماعهم حول عقيدته وتمسكهم باحكامه التي تربطهم برابطة الأخوة الإسلامية التي تجمعهم على اختلاف أجناسهم وألوانهم فبدات دول الكفر بالتحرك الخائف والمراقبه الحثيثه

فتم كشفت ضعف أميركا وجريها وراء الاجداث التي بات المسلمون يصنعونها وكشف قلق امريكا اجتماع مجلس الامن القومي يوميا وكشف عدم مصداقيتها وفساد قيادتها للعالم ومكاييلها المتعدده فبدات بالالتفاف على الثورات فهي تعمل ليل نهار خاصه بعد وصول قطار الثورات الى سوريا قلب العالم الاسلامي ومركز ثقله ولما لها من دور فاعل في المنطقه وقرب سقوط حكام سوريا المخلصين في خدمه الغرب الكافر وحمايه اسرائيل وضبط لبنان والعراق حيث قال الخبير الأمريكي جون ألترمان بأن واشنطن لن تستطيع السعي باتجاه إنفاذ برنامج نشر الديموقراطية في كامل منطقة الشرق الأوسط، وذلك لأن حلفاء أمريكا الرئيسيين في المنطقة ( مصر والسعودية ـ دول الخليج العربي ـ المغرب ـ الأردن) سوف يكونون الأكثر تضرراً، إضافة إلى واشنطن التي سيكون أيضاً ضررها مضاعفا.فقد وجَّه وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس عباراتسياسية قاسية لدولة يهود فقال: "إن إسرائيل لا تدرك بعد حقيقة ما يجري في العالمالعربي"، وحذَّر زعماء يهود من حركة الشعوب العربية فقال: "إن الشعوب العربية بدأتتفقد صبرها من الاستمرار في الصراع"، وشرح غيتس الفرق بين النظرة الأمريكيةبعيدة المدى والنظرة (الإسرائيلية) الضيقة للثورات العربية فقال: "الإسرائيليونقلقون جداً من التغييرات التي تشهدها المنطقة
ان الاحداث والانتفاضات قد سجلت نقطه جديده ودقت مسمارا اخر في نعش اسرائيل وهشاشه هذا الكيان وذلك من رده فعل اسرائيل في المجال السياسي والمجال العسكري والتحركات التي قامت بها دوليا فقد كشفت الانتفاضات ان الضربه الاولى ستكون الحكام وزمرهم الفاسده ثم مصالح الغرب فهي مستمره ولن تتوقف باذن الله ثم اسرائيل التي ضاقت عليها الارض بما رحبت والتي باتت تبحث عن طريق تلتمس فيها مستقبلها فهي تسعى بكل ما اوتيت من قوه لتاخير عمرها بسبب "الأخطار الوجودية" التي تنسج لها في ميادين التحرير فاليهود يدركون تماماً أن كيانهم سيكون أول ضحية لظهور الإسلام والذي عبر عنه بيرس ب "صلاح الدين" كناية عن القائد الذي سيحرر فلسطين.
فعلى الصعيد السياسي فقد بدا المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الذي وسع دائرة اهتماماته ببحث الخطر المحدق باسرائيل وكيفيه الخروج منه فقد راى بضروره معالجة القضايا الآتية بعد هذه الحداث :
•ملف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.• ملف التعاون الأمني الأمريكي ـ الإسرائيلي.• ملف المخاطر العسكرية ـ الأمنية التي تهدد أمن أمريكا وإسرائيل• ملف المساعدات العسكرية الأمريكية لدول الشرق الأوسط وتأثيرها على أمن إسرائيل.• ملف تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي. وبسبب النفوذ الكبير الذي يتمتع به المعهد في أروقة البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي. فمن المتوقع أن تجد وجهة نظر هذا المعهد حضوراً ونفوذاً أكبر في عملية صنع واتخاذ قرار السياسة الأمريكية المحتملة المنطقه وخاصه الوضع في سوريا . وبالتالي يمكن أن نتوقع قيام الأجهزة الأمريكية والاسرائيليه من أجل تنفيذ المزيد من العمليات السرية التي يمكن أن تستهدف استقرار اي منطقه قد تشكل خطرا حول كيان يهود
وأما في اسرائيل فقد كان صريحاً رئيس وزراء يهود في التعليق عندما ذكر "أن المنطقة العربية والعالم الإسلامي مقبل على دول إسلامية متشددة تشكل خطراً على "إسرائيل" وروسيا والعالم أجمع. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصادر أمنية وعسكرية إسرائيليةقولها أن ثمة خطرا استراتيجيا كبيرا بات يهدد الجبهة الجنوبية الإسرائيلية، معتواصل المؤشرات على قرب نهاية حكم العقيد الليبي معمر القذافي، وسقوط النظامالليبي وان قيام رئيسالوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يقوم بإعداد خطة تهدف لمنع الحركات الإسلامية منالوصول للسلطة في العالم العربي. . وتشير الاخبار ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سوف يقوم بزيارة فائقة الأهمية للولايات المتحدة الأمريكية، ويتوقع ان يكون موعد الزيارة خلال الفترة القادمه، لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون إضافة إلى لفيف من كبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي. وإلقاء خطاب أمام جلسة الكونغرس الأمريكي حول سياسة الشرق الأوسط إضافة إلى عقد اللقاءات مع كبار رموز الكونغرس الديموقراطيين والجمهوريين ولجان مجلس النواب ومجلس الشيوخ المعنية بالشأن الشرق أوسطي. وإلقاء خطاب أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية ـ الإسرائيلية (الإيباك). وستتركز مباحثات نتانياهو سوف يركز في زيارته على التفاهم حول الحل النهائي لأزمة الخطر الإيراني. والتقييم النهائي للتغييرات السياسية الجارية في منطقة الشرق الأوسط .التفاهم حول كيفية تحديد الأسلوب النهائي لتحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة.بحيث بوضع والتصور النهائي لقيام دولة فلسطينية على 50% من مساحة الضفة الغربية، تحت مبررات دواعي الأمن القومي الإسرائيلي، وتحتفظ إسرائيل بالـ50% المتبي من الضفة لمقابلة وموازنة دواعي الأمن وقال نتيناهو:" إنني اشعر بقلق بالغ من بعض الأصوات التي نسمعها في مصر مؤخرا وكيفية استغلال إسرائيل للأحداث الشرق أوسطية والسعي بأسرع ما يمكن لجهة توجيه وإعادة توجية حركة هذه الاضطرابات بما يؤدي إلى الإطاحة بخصوم إسرائيل الموجودين في المنطقة وفي نفس الوقت عدم تخلى اسرائيل عن القاهرة والسيطرة عليها عن طريق تعزيز قوة حلفاءها الموجودين هناك ودعم صعودهم لتوطيد قوة حلفاء واشنطن واسرائيل في الشرق الاوسط !لمنع حصول خصوم إسرائيل على التكنولوجيات المتطورة ـمع تزايد القوى المتطرفة التي تستخدم العنف معالجه ووضع الدول الفاشلة، والدول الداعمة للإرهاب وزيادة تبادل المعلومات الاستخبارية، والمساعدات المالية والعسكرية والدعم السياسي الدبلوماسي لم تعد أموراً كافية لأمن إسرائيل،
اما نظره امريكا واسرائيل للوضع في سوريا والتاثير عليها فقد بات واضحا إدراك واشنطن المتزايد لمدى خطورة تدهور الأوضاع في سوريا إدراك حلفاء واشنطن المجاورين لسوريا لمدى خطورة الثمن الذي سوف يدفعونه إذا تدهورت الأوضاع في سوريا.عدم قدرة الإسرائيليين على وضع تصور واضح لشكل السيناريو الخطير المحتمل في المنطقة إذا تدهورت الأوضاع في سوريا. حيث قال المستشار السياسي في الاداره الامريكيه برنارد غيفيرتزمان "بأنه سبق وأن عمل لفترة طويلة في قسم الشؤون الشرق أوسطية بالخارجية الأمريكية، وبأنه يدرك جيداً مدى عجز خبراء الإدارة الأمريكية المعنيين بالشأن الشرق أوسطي على القيام بوضع إجابة تتمتع بالمصداقية إزاء أي من خيارات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية المتعلقة بسوريا، وأضاف قائلاً، بأنه قد أصبح عادياً أن يرى هؤلاء الخبراء، وهم أكثر حرصاً على تفادي التعامل بـ(اليقين القاطع)، إزاء ملفات البنية السياسية السورية، وقال بان بوجود مخاوف أمريكية حقيقية إزاء احتمالات أن يؤدي انهيار دمشق إلى صعود القوى والحركات الأصولية المتطرفة بما سوف يؤدي بدوره إلى تهديد استقرار منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص منطقة شرق المتوسط
وقد تحدث الخبير الامريكي جون بي ألترمان، بكل وضوح، قائلاً بأن السيناريو الأكثر سوءاً، والمرعب بالنسبة لأطراف مثلث حلفاء أمريكا في المنطقة: إسرائيل ـ السعودية ـ تركيا، يتمثل في إدراكهم المتزايد لحقيقة أن تدهور الأوضاع في سوريا سوف يؤدي إلى الآتي:الانتشار الواسع لشبكات الجماعات الجهادية المختلفة الأنواع والتوجهات والارتباطات الانتشار الواسع لفعاليات العنف السياسي والإثني والطائفي والقبلي.
الانتشار الواسع لظاهرة حروب الوكالة التي سوف تندلع في المنطقة.
اما بالنسبه للساحة الفلسطينيه فان ضغوطا كبيره مورست على فتح وحماس لتنفيذ المصالحه فقد ضغطت عليهم امريكا والدول العربيه واسرائيل للمصالحه لان الامر اصبح اكبر من المصالحه وخاصه بعد احداث سوريا لان الداعمين للطرفين باتوا في مهب الريح ومع ان المصالحه ليست مصلحه اسرائيليه ولكن اصبحت الان مصلحه لاسرائيل في ظل تهديد وجودها وعدم وضوح ما ستؤول اليه الاحداث في سوريا وما صرح به نيتانياهو للاعلام بمعارضته للمصالحه ما هو الا للاستهلاك المحلى امام شعبه والذي رفض كل فرص السلام التي عرضت له من قبل الانظمه العربيه فالخيار الأفضل لنتانياهو هو العمل باتجاه تهدئه الساحه الفلسطينيه حتى تمر موجه الانتفاضات لتركيز اهتمامات اسرائيل لتوظيف الاضطرابات الشرق أوسطية، بما يدفع صالحها ووجودها ولتخفيف حاله الرعب والانتظار الرهيب في اسرائيل ،
اما على الصعيد الميداني والعسكري فقد بدات تحركات وتدريبات لضبط الامن في الضفه الغربيه كبديل للسلطه وقد قام بيرس رئيس كيان يهود بزياره الجولان للاطلاع على العمليات والاستعدادات ونصب الصواريخ هناك فاسرائيل تتابع منطقه درعا بحذر شديد فالجيش الاسرائيلي لا ينام واستعداداته لم تحدث منذ ثلاثون عاما كما ذكرت الصحف
ان ما ينتاب اسرائيل من خوف مما يجري من الاحداث له ما يبرره وليدل على الانتفاضات هي في المسار الصحيح وان اسرائيل تعلم ان وجودها في المنطقه غير طبيعي وهي دولة لقيطه وان خوفها يدل على انها دوله هشه لا تتحمل لانها قائمه بمؤامرة دربرت في حاله غفلة من امة الاسلام وهي لقيط تابع لا يستطيع اتخاذ قرار الا بمشاوره وباسناد من غيرها اي بحبل من الناس وهي تعلم ان وجدوها مرتبط ارتباطا عضويا بةجود النظمه العميله وهي تعلم انها لا شيئ امام امة الاسلام اذا زمجرت عليها وهي تدرك تماما انها مشروع رخيص واستثمار خاسر للغرب الكافر يكلف بضع مليارات من ورق
ان اسرائيل تعلم علم اليقين ان الغرب الكافر سيتخلى عنها عند مفترق المصالح والاطماع وهي تدرك ايضا انها ستداس بالاقدام ولا تكلف المسلمين كثيرا عند لبس امه الاسلام لباس التقوى والتضحيه وهي تدرك تماما ان التدخل الأمريكي في المنطقة عبر الخيار العسكري صعبا ومكلفا وعلى خلفية نتائج التدخل العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، فإن واشنطن لم تعد راغبة في اعتماد الخيار التدخلي العسكري حتى لمساعده اسرائيل فقد جربت جنود المسلمين وعزمهم وقراة تاريخهم الجهادي ولمسته مباشرة عن قرب وان عمق القلق الذي تبديهاسرائيل حيال ما يجري في العالم العربي. هو ظاهرة صحيه تدل على صحة ما يجري في العالم الاسلامي من تغيير وان نتائجه بدات تظهر وثؤثر على محيطها من دول وبدا المسلمون يتطلعون من حولهم نظرة وعي لاسترداد حقوقهم فهل بدا المسلمون بالتطلع الى فلسطين والعراق والمناطق المحتله بنظره ثاقبه من ميادين التغيير والتحرير والانتفاضت بنظره امل بالاسراع بهدم الكيانات الواقفه امام جحافل الفتح المبين فتح بيت المقدس فهل قرب زحف المسلمين من من القاهره ودمشق وبيروت وعمان الى فلسطين وهل قرب ان ينطق الحجر والشجر يا مسلم ياعبد الله ؟ فهل بات تحرك الجيوش في دمشق ومصر واليمن وسوريا قريب قال صلى الله عليه وسلم " ستفتح عليكم مصر الحديث
وبذلك ستنهار كل الاتفاقيات التي عقدت مع كيان يهود وستكون رجالات السلطه الفلسطينيه الخاسر الاكبر الثاني لان السلطة منذ أن أُنشئت كانت جزءاً من مخطط دولي ماكر يرمي إلى إضفاء الشرعية على احتلال يهود لفلسطين وان تكون حارساً أميناً لأمنه، وقد نطق الواقع بصدق ذلك، والسلطة بانخراطها في هذا المشروع بل بقيام بنيانها على أعمدته، أسقطت هي ومنظمة "التحرير" خيار التحرير من أبجدياتها
لقد بدات الامة الاسلامية بالتعافي من الوهن بالعوده الى الدين ومنه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واسترداد الحقوق ويكون بالارتفاع الفكري على اساس روحي خالص لوجه الله إن الأمة اليوم وهي تسير في طريق التحرر الحقيقي من ربقة النفوذ الغربي بإزالة الطواغيت والسير نحو إقامة الخلافة، ستزحف بجيوش جرارة لتحرر فلسطين عمّا قريب بإذن الله، ولن يدوم احتلالها "للأبد" كما يظن من أسقط الأمة من اعتباراته وخياراته أو نسي وعد الله ورسوله للمؤمنين. فهي معركة بين الحقوالباطل أن العدو القادم هو الإســـــلام • وضوح الحل الإســـــــــلام وسيخضع العالم كله لامه الاسلام كما اخضعت القياصرة والاكاسرة من الروم والفرس , بل هزمتهم وانهت حكمهم , وانتشر الاسلام وسيطر على معظم العالم في فترة وجيزه في اقل من مئه عام, فقد انتهت حالة وهن الامة المرضية الطارئة وبدات بالزوال فالغرس الاسلامي بدا باخذ مواقعه الحقيقيه يتصدر الامه كما جاء في الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا ، يستعملهم فيهبطاعته إلى يوم القيامة "
لقد بدا تصدع جبهه الغرب الكافر امام الحشود في الميادين مما يؤكد ما بشرنا به كثيراً من أن الأمة مقبلة لقلع عدوعا فقد بدا التراجع في صفوف الغرب الكافر وامريكا واسرائيل فالضعف الواضح لقوات الأعداء في أفغانستان ، والضربات الموجعة التي تلقوها في العراق والتي ماكانوا ليفكروا في مغادرته بدونها. ولبنان 2006 وغزه والصفعه القويه التي اصابت الغرب من ميادين التغيير والتحرير كل هذا بشارة بفرب نهايه التسلط الغربي على العالم الاسلامي
وعلى ما تقدمَ فإنه يجب ان نحزم امرنا باننا امه واحده من دون الناس فقد بدانا بالابتعاد عن اسباب الهزيمه بنصرة الله قال تعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم " ويجبُ أن يُدركَ العمل باقصى سرعه ِ عملٌ صعبٌ وشاقٌ لا يستطيعُهُ إلاَّ الأقوياءُ المخلصون. ولكن الثواب عظيم مصداقاً لقولهِ تعالى : ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
لقد بدات صياغه الخبر العاجل الذي سيذاع على شاشت الفضائيات من المسلمين في مصر و اليمن و سوريا و ليبيا والأردن فبدا نجم الغرب يتهاوى ونجم الاسلام يتعالى وبدا العدل بالظهور مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :لا يلبث الجور بعدي إلاقليلا حتى يطلع، فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله، حتى يولد في الجور منلا يعرف غيره، ثم يأتي الله بالعدل، فكلما جاء من العدل شيء، ذهب من الجور مثله،حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره فالى اعادة سيره صلاح الدين الايوبي والى تحقيق وعد الله حيث قال فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #18  
قديم 05-06-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

الجمعة 3 جمادى الثانية 1432
للرفع والتذكير
رد مع اقتباس
 
 
  #19  
قديم 05-07-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

حزب التحرير من المسجد الأقصى "سيُهلك الله بشارا كما أهلك ابن علي ومباركا من قبل، فما للظالمين من نصير".



وجه شباب حزب التحرير في بيت المقدس ومن رحاب المسجد الأقصى المبارك اليوم الجمعة الموافق 6\5\2011م نداءا نصرة لإخوانهم في سوريا جراء ما يتعرضون له من قتل وتعذيب وظلم على أيدي نظام بشار الأسد، حيث ألقي النداء عقب صلاة الجمعة وسط حشد هائل من أهل فلسطين ضم شباب الحزب ومؤيديهم ومناصريهم.

وقال المتحدث مخاطبا أهل الشام من المسجد الأقصى المبارك، عقر دار الخلافة القادمة قريبا بإذن الله، إلى أهلنا في الشام عقر دار الإسلام، وخيرة أرض الله، يَجتبي إليها خيرتَه من عباده، نناديكم ونشد على أياديكم، ونبارك لكم قيامَكم لاسترداد سلطانكم وكرامتكم، وقد تشرفنا سويا بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا وإياكم، {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}. فهو القائل عن بيت المقدس: (فإذا كانت الخلافة ببيت المقدس فثم عقر دارها)، وهو القائل عن أهل الشام: (فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله، وعقر دار المؤمنين الشام).

وقال المتحدث للمنتفضين على النظام "من المسجد الأقصى المبارك، نقول لإخواننا المنتفضين على طاغية الشام بشار: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون}، وستكون لكم العاقبة بإذن الله، وسيُهلك الله بشارا كما أهلك ابن علي ومباركا من قبل، فما للظالمين من نصير".

ووجه المتحدث في الجموع الغفيرة نداء للجيش في سوريا طالبهم بنصرة أهليهم وتحرير فلسطين "من المسجد الأقصى المبارك، نقول لجند الشام البواسل: لقد عطلكم بشارٌ عن استرداد أرض الجولان أربعةَ عقود من الزمن، ولا زال اليهود يحتلونها، ومنعكم من نصرة إخوانكم في أرض العراق، ولا زال الأميركيون يعيثون فسادا فيها،

واليوم يريد منكم هذا الطاغية أن تقتلوا إخوانكم وأبناءكم المطالبين بإزالة حكمه الفاسد والظالم والكافر عن أرض الشام التي بارك الله فيها! فلا تستجيبوا له، بل استجيبوا لله وللرسول إذ يدعوكم أن تنقلبوا عليه، وتوجهوا بنادقكم بعد إسقاطه إلى أعداء الأمة الإسلامية الذين يحتلون أرض فلسطين ولبنان والعراق وغيرها، فتنالوا شرف الإطاحة بالطاغية، وتحرير البلاد الإسلامية المغتصبة، ونصرة المستضعفين من أبناء المسلمين.

فيما علت الهتافت والتكبيرات والشعارات المنددة ببطش النظام السوري بشعبه، وهتفت الجموع "الله أكبر والعزة لله"، "الأمة تريد خلافة إسلامية"

وشدد المتحدث بأن النظام السوري زائل لا محالة "من المسجد الأقصى المبارك نقول لطاغية الشام بشار: لقد دنت ساعة رحيلك عن عرش الشام، فما أنت خليق بحكمها، ولم يكن أبوك البعثي من قبلك خليقا بحكمها، فالشام عاصمة الخلافة الإسلامية، وإن عرش الشام اليوم يبكي شوقا لأمثال عمرَ بنِ عبد العزيز من الخلفاء الذين ملأوا الأرض عدلا، وقد ملأتموها أنتم ظلما! واعلم أن رحيلك قد بات قريبا بإذن الله".

وأنهى المتحدث النداء في بيان فضل الشام وأهلها "طوبى لكم يا أهل الشام، فملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليكم، وطوبى لكم، فالإيمان بالشام إذا وقعت الفتن، وطوبى لكم، لا خير في المسلمين إذا فسدتم، وطوبى لكم، أنتم صفوة الله من خلقه وعباده وأرضه، وطوبى لكم، لا تزال طائفة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة، ونرجو الله أن نكون منهم نحن وإياكم".



____________
6/5/2011



الجمعة، 03 جمادي الثاني، 1431 هـ 06/06/2011 م رقم الإصدار: ص / ت ص 81 / 011
تصريح صحفي
جهات مشبوهة تكذب بشأن نداء حزب التحرير في المسجد الأقصى لمساندة أهل سوريا وتدعي أنه لرفض المصالحة

قال المهندس أحمد الخطيب عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير أن جهات مغرضة ومشبوهة نشرت على وسائل الإعلام خبرا كاذبا ومشوها مفاده أن النداء الذي وجهه حزب التحرير – في فلسطين من ساحات المسجد الأقصى كان لرفض المصالحة، بينما كان العمل لنصرة أهل الشام ضد جرائم النظام السوري الذي ارتكب أشد الفظائع ضد شعبه البطل.
وأضاف الخطيب لقد نشرنا على موقع مكتبنا الإعلامي تفاصيل الحدث بالصوت والكلمة والصورة، حيث بينا بشكل واضح فحوى الكلمة التي ألقيت في الجماهير المحتشدة في ساحات المسجد الأقصى وطبيعة الهتافات التي ملأت أرجاء المسجد الأقصى، والتي كانت تصب في دعم أهل الشام وضد النظام السوري ولا علاقة للحدث مطلقا بالمصالحة.
وبين الخطيب أن جهات مشبوهة ومدافعة عن النظام البعثي القمعي في سوريا لا تريد أن يظهر أهل فلسطين وخاصة من المسجد الأقصى أنهم يساندون أهل الشام في ثورتهم ضد القتل والظلم والطغيان الذي يمارسه بشار الأسد وزمرته.
واستهجن الخطيب نشر بعض وسائل الإعلام هذا الخبر المشوه والعاري عن الصحة واعتمادها على جهة لا تتسم بالمصداقية، خصوصا أن العمل الذي نظمه حزب التحرير في المسجد الأقصى لمساندة أهل سوريا في انتفاضتهم معلن عنه قبل يوم الجمعة وعلى الموقع الرسمي لحزب التحرير في فلسطين.
وشدد الخطيب على الوسائل التي نقلت الخبر الكاذب، أن تقوم بإزالته وأن تنشر الخبر الصحيح الموجود على موقع المكتب، بل وعليها قبل نشر أي خبر عن الحزب في المستقبل أن تتأكد من دقة الخبر وخاصة من موقع المكتب الرسمي أو من أعضاء المكتب المنتشرين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.infoموقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.infoتلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info
__________________
[
رد مع اقتباس
 
 
  #20  
قديم 05-12-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *


بسم الله الرحمن الرحيم



الإسلام الذي يريدون..



عبد العزيز كحيل
عندما استفحلت الحملة التغريبية في الربع الأول من القرن العشرين وطالت الثوابت باسم التجديد سخر الأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله من أصحابها الذين يتستّرون وراء مصطلح التجديد للنيل من الإسلام والعربية وقال إنهم يريدون أن يجدّدوا الدين واللغة والشمس والقمر !!! ويدور الزمان دورته ويستفحل التغريب من جديد بعد أفول ، ويتفادى رموز ه مجابهة دين الله و يسلكون مسلك التجديد المزعوم ويعلنون بمناسبة وبدون مناسبة أنهم هم المسلمون حقا وأنهم حماة الإسلام من " الظلاميين المتطرفين " وأن مشاريعهم تهدف بالدرجة الأولى إلى احترام الإسلام وتمجيده وترقيته،وقد أضافوا منذ مدّة قصيرة عبارة جديدة هي " الإسلام كما عاشه أجدادنا " (أي الإسلام التقليدي)الذي صيّرته عصور الانحطاط عبارة عن أشكال ورسوم وممارسات أقرب إلى البدع والطقوس الفلكلورية ، وهو على كل حال إسلام فردي لا صلة له بالمجتمع والتغيير والحضارة ، أي دين لا طعم له ولا رائحة ولا لون !!


وبالإضافة إلى الطابع الفردي والوجداني للدين يفرغ التغريبيون الإسلام من كل ما يحتوي من قيم ومبادئ مميّزة وأخلاق فاضلة وأحكام قطعية فضلا عن الظنية ويستبدلون بها شعارات فضفاضة " إنسانية " في نظرهم ، هي في أحسن الأحوال حق يراد به باطل مثل " دين العدالة والمساواة والتسامح والرقي..." ، وهكذا نجدهم يرفضون قانون الأسرة ويعتبرونه أحد أبرز مظاهر الأصولية والرجعية ويصفونه بالخزي والعار وهم يعلمون يقينا أنه مستمدّ من الشريعة الإسلامية بل يعادونه لهذا السبب بالضبط،كيف لا وهذا زعيمهم المغوار – في بلد عربي مسلم - يتهدّد الأحزاب الإسلامية بالويل والثبور إذا هي لم تنزع من برامجها كل إشارة إلى تطبيق الشريعة ، فلا تسييس للإسلام إذن حتى ولو تمسّكت أغلبية الشعب بذلك ، ولا دخل للدين ورجاله وتعليماته في" الحياة الشخصية "،فجسم المرأة مثلا ملك لها يحقّ لها وحدها أن تتصرّف فيه كما تشاء ، وتنظيم العلاقات الجنسية أمر بدائي عفا عليه الزمان وعصرنا عصر الحرية،ولهذا تزدهر أخبار"الأمّهات العازبات"واللقطاء والمومسات في الصحافة التغريبية ، وتقام ندوات وتنشأ جمعيات وتنجز بسرعة فائقة دور للنساء "المضطهدات" ضحايا قانون الأسرة وأخرى لـ"براعم"المجتمع العصراني المنشود الذين لا يعرف لهم آباء...ولا أمّهات في بعض الأحيان،وفي هذا السياق نذكر أن العلمانيين يرفضون بصورة قطعية إدراج الالتزام الديني في الوقاية من السيدا ويستبعدون بالشدة نفسها أيّ دخل للإسلام فيما يتصل بهذا الداء ويفضلون معالجته والوقاية منه بالعوازل الجنسية التي طلبتها بطلاتهم من زعماء الغرب،ورغم أن جميع البشر متأكدون من أن الالتزام بأحكام الشرع كفيلة بمواجهة السيدا فإن العلمانيين عندنا يفضّلون انتشاره على انتشار الإسلام...ومع ذلك فهم المسلمون حقا !!! بل هم وحدهم المسلمون


وفي ميدان الإنتاج الأدبي والفني لا يعترف دعاة الحداثة للإسلام بحق النظر من طرف المرجعية الدينية ولو كانت رسمية ، ويرفضون ذلك باعتباره رقابة لا تغتفر،وفي مقابل"المتعصّبين" الذين يدعون إلى حماية الدين يدعون هم إلى حماية المبدعين وإفساح المجال بلا حدود لكل إنتاج مهما كان نوعه ومحتواه،فما دخل الإسلام في الصور العارية والقبلات المتبادلة والتراث الإنساني؟والحق- عندهم- أن الإسلام مع الأدب والفن والإبداع بلا قيود لكن الأصوليين هم الذين شوهوه.. هكذا يزعمون ... أما ما يعتقونه بالفعل فلا يخفى على أحد .


أما الاقتصاد فلا ينقضي عجب المتنوّرين من إقحام الدين فيه،فما للإسلام والاقتصاد؟ الكلام عن الربا انتهى مع عصور الجمل والحمير،وكل من يتحدث عن الاقتصاد الإسلامي هو دجال أو انتهازي يجب حماية المجتمع منه و تعزيره حتى يرعوي !!


لكن دعنا من هذه المواضيع المتشعّبة ولنعد إلى مجال العقائد والعبادات أي إلى خصوصيات الإسلام ومميّزات المسلم،فإنها هي الأخرى محلّ " تجديد " من طرف أمثال حسين أحمد أمين وفرج فودة وجمال البنّا ،فأضحية العيد تبديد للثروة الحيوانية وآلاف الحجيج استنزاف لخزينة الدولة ..(أما استقدام المطربين والمطربات واللاعبين بمبالغ خيالية فسخاء..إسلامي..أو حداثي) ، وبناء مساجد تكثير لخلايا الإرهاب وتشجيع للعطالة ، واتخاذ يوم الجمعة عطلة شذوذ عن النسق " الإنساني " وضربة قاضية للاقتصاد الوطني،وصيام رمضان شأن خاص لا دخل للمجتمع فيه بالإنكار بل لا بدّ من تشغيل مرافق التغذية خلال الشهر المبارك عملا بمبدإ التسامح وعدم الإكراه الإسلامي...والصلاة؟تلك هي المشكلة،أن يصلي العجائز في الخلوات فأمر مقبول،وأن تدبّج خطب الجمعة لإضفاء الشرعية على السلطة المستبدّة الحاكمة وتبرير انحرافاتها العقدية والحضارية فأمر محتوم،أما أن يلتزم الشباب بالصلاة وتصبح شعيرة يأبه بها المجتمع وينادي لها حتى في الفجر وعبر الإذاعة المسموعة والمرئية فذلك ما لا يمكن أن يقبله العصرانيون بحال لأنّه تمكين للأصولية...أما تلاحظون أن واحدا من أقطابهم يفخر بأن والده كان يصلّي !! وثانيا يعتزّ بأن أباه أدى فريضة الحج... نعم هكذا...أما هم فقد رفعت عنهم التكاليف..


وبقدر ما يهوّنون من شأن الأعياد الإسلامية ويشوّشون على أصالتها بحشرها في شبكة تقاليد الأجداد والعادات المحلية فإنهم يحتفون بما يعتبرونه أعيادا عالمية مثل ميلاد السيد المسيح حيث الخمور والخلاعة والمجون والتحرّر من قيود الدين باسم الدين نفسه... وهم مع ذلك مسلمون !!! ويبقون مسلمين مع أنهم يرفضون حجاب المرأة ولحية الشاب المتدين بل يبغضون المتديّن حتى ولو كان أمرد ويرتدي ثيابا عصرية،ويجمع حديثهم عن الدين الإسلامي بين التحريف والخرافة والأسطورة والوهم ، فقد خصصت جريدة"ليبرتي" الجزائرية الناطقة باسم الحداثة والعصرنة في أحد شهور رمضان ركنا للدين اختارت له محورا واحدا هو تفسير المعوذتين ، فكان الكلام كلّه عن الجنّ والشياطين والعفاريت بحيث يتقزّز منه القارئ...وذلك هدف الجريدة بالتأكيد، ومن يعرفها لا تغيب عنه نيّتها .


أما تاريخ الإسلام فيقرؤونه قراءة انتقائية مغرضة - كما فعل فرج فودة في كتاب الحقيقة الغائبة - يهمّشونه في حاضره ويستميتون في تلغيم مستقبله..ومع كل هذا فهم مسلمون !!!


هذا هو الإسلام الذي يريدون...دين لا ثوابت له،لا يحرّم شيئا ولا يقام باسمه حدّ ولا دخل له في المناهج التربوية ولا يصلح مرجعا فلسفيا أو إيديولوجيا أو سياسيا..إنهم يرفضون "هؤلاء الأموات الذين يحكموننا" كما كتب أحد أساطينهم وهو يقصد النبي عليه الصلاة والسلام ومن حكم بعده بالشريعة.


إنهم باختصار أنشؤوا شيئا سمّوه الإسلام ليس له من خصائص دين الله شيء،فهل تخلو البلاد يوما من حماة العقيدة حتى يتحقّق هذا الإسلام الذي يريدون؟


منقول عن : مجلة الزيتونة
__________________
[
رد مع اقتباس
 
إضافة رد

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.