نهاية ثقافة ام انهيار شركة
13.06.09 - 08:25
خليل العسلي/pnn- اصر خطيب المسجد الاقصى في خطبة الجمعة على ان الازمة الاقتصادية التي يمر بها العالم بصورة عامة، والرأسمالية بشكل خاص هي عقاب على الربا متوقعا ان تستمر الازمة بشكل الخاص لعدة سنوات اخرى
وساق في خطبته بعضا من اعتراف رجال الاقتصاد الغربي ان نظام الراسمالي الحالي اعلن فشله كما سبقه الى ذلك النظام الشيوعي والذي ساد لعشرات السنوات ولا يزال يعشش في عقول البعض هنا ... مقترحا النظام الاقتصادي الاسلامي ليكون هو الحل فهو يحمل في طياته الحلول لكل المشاكل المالية الحالية .. وما لم يقله الخطيب هو ان البنوك الاسلامية هي الوحيدة التي لم تتعرض لهزات كبيرة على غرار البنوك الاخرى!!!
هذا الكلام بحاجة الى الكثير من التفكير بجدية اكثر، خاصة واننا نشهد هذه الايام اختفاء بعض اهم رموز الرأسمالية بل اهم رموز الولايات المتحدة الامريكية، فبعد البنوك الكبيرة مثل البنك الذي ارتبط اسمه بالثقافة الامريكية "ستي بنك" والان نرى اختفاء اهم تلك الرموز الا وهو شركة جنرال موتورز التي كانت تمثل كل ما هو ضخم وكبير وهي تمثل الثقافة والعقلية الامريكية.
فانهيار جنرال موتورز لم يكن اقتصاديا بحتا رغم انه يبدو كذلك، الا انه انهيار ثقافي فهل كان هناك من يتوقع ان يقوم رئيس امريكي بالقول بأنه حان الوقت بالتفكير بانتاج سيارات صغيرة فكانه يقول لهم غيروا طريقه تفكيركم.
الطريف في هذا الموضوع هو انه في الخمسنيات كانت جنرال موتورز اكثر شركة ناجحه في تاريخ العالم في عصر العولمة الذي هو نتاج امريكي بحت اصبحت عولمة الاسواق العالمية المصدر لانهيار هذه الشركة العملاقة .
فقط من باب العلم فان شركة جنرال موتورز تاسست عام 1908 في ديترويت ويبلغ عدد موظفيها اكثر من 266 الف في مصانعها المنتشرة في 35 دولة، وتنتج العديد من الماركات العالمية مل كاديلاك، بيويك، شيفرليه، جي ام سي، اوبل، بونتياك، ساب..!
وقال الصحفي الاقتصادي جوى كاي في صحيفة الفينانشال تايمز :" إن انهيار جنرال موتورز أمر فيه عبر، شأنه في ذلك شأن صعودها. الإنتاج بالجملة هو الآن نشاط لذوي الدخل المتدني في البلدان ذات التكلفة الرخيصة. ...إذا كان نجاح "جنرال موتورز" هو الذي حدد الأجندة الإدارية للقرن العشرين، فإن إخفاقها سيحدد بالمثل الأجندة الإدارية للقرن الواحد والعشرين."
اما الصحفي الاقتصادي السيد حامد فلقد قال: ويشكل إعلان إفلاس "جنرال موتورز" نهاية حلم للعمال الأمريكيين، ساعدت فيه الشركة علي مدار تاريخها الطويل على نقل مئات منهم إلى الطبقة الوسطي. حيث تعتبر الوظيفة في هذه الشركة فرصة ذهبية للعامل الأمريكي تفتح أمامه فرصاً يقدمها لأولاده، "فالوظيفة في جنرال موتورز تنتقل عبر الإرث".
الان فان الانظار تتجه حو المنافس الثاني ورمز اخر من رمزو الثقافة الامريكية لمعرفة الى متى سيصمد امام هذه الازمة العالمية والمقصود هناك شركة فورد التي تناصل من اجل البقاء والسؤال الى متى ؟!!!
اذاً فنحن امام تحولات بالغة التاثير وبعيدة المدى سوف تشكل القرن القادم، والذي لن يكون بالتأكيد كما هو عليه الان فان الكثير من الرموز التي تربت عليها اجيالا كامله سوف تختفى وتصبح اثر بعد عين وسوف تظهر رموز اخرى لثقافة اخرى...
وللحديث بقية
نهاية ثقافة ام انهيار شركة
العرض العادي
