المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل ...  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات يوسيرين: رفع مستوى روتين العناية بالبشرة مع ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    اكتشفي منتجات لاروش بوزيه الفريدة من نوعها في ويلنس سوق  آخر رد: الياسمينا    <::>    منتجات العناية بالبشرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    استكشف سر جمال شعرك في ويلنس سوق، الوجهة الأولى للعناية بالش...  آخر رد: الياسمينا    <::>    ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال  آخر رد: الياسمينا    <::>    موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > مكتبة الأقصى الخثنية > منتدى اللغة العربية وعلومها
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 06-17-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم


كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

في هذا الموضوع سنعرض كتاب الأستاذ سليم الحشيم، بجميع أجزائه، وذلك بناءاً على موافقة الأخ الكريم سليم الحشيم، نفع الله به الإسلام والمسلمين، يرجى عدم الرد على هذا الموضوع حتى ننتهي من سرد كل الكتاب، وجزاكم الله خيرا.


الإهداء

إلى والدي ومعلمي لغة العرب الخال العزيز الأستاذ

"كمال محمد خليل الحشيم" الأزهري

وإلى أستاذي في اللغة العربية الأستاذ

"خضر سليم ضبابات"

وإلى كلِ من علّمني حرفًًا في اللغة العربية



الكاتب: سليم إسحق الحشيم
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 06-18-2009 الساعة 10:00 AM
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 06-17-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للأستاذ سليم إسحق الحشيم

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين الذي أنزل القرآن بلغة عربية ولسان مبين، على رسوله ونبيه محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، عليه الصلاة والسلام من رب العالمين، أفصح العرب لسانًا وأقواهم بيانًا وأضربهم بنانًا وأنداهم جنانًا، وصلى الله على آله وصحبه أجمعين...
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل في نفسه المشاعر والأحاسيس والعواطف، فكان الإنسان يحب ويكره، يحب ما يراه في نظره القاصر خيرًا له، ويكره ما يراه شرًا له، وما يحب يقربه إلى نفسه ويجتهد في وصاله، وما يكره ينفر منه ويغالي في بونه، والإنسان يصبح عدوًا لإنسان آخر أو لشيء لسببين:
1.جهله به وعدم معرفته على حقيقته، وعدم معرفة قوته أو ضعفه.
2.معرفته به جيدًا ومعرفة مدى قوته وسر منعته.
واللغة العربية قد جمعت بين هذين الصنفين من الأعداء، وشر البلية أنجل أعداء اللغة العربية لجهلهم بها وعدم معرفتهم لها على حقيقتها وعدم معرفة قوتهاهم العرب أنفسهم، والقسم الآخر من غير العرب ومن غير المسلمين، وهم القسم القليل، وجل أعداء اللغة العربية والذين هم على معرفة بها وحقيقتها ومدى قوتها وسرمنعتها هم غير العرب وغير المسلمين، ولكل منهم شأنه وغرضه من البغض والكراهية.... ولا يخفى عليكم شأن وغرض غير العرب وغير المسلمين من بغضهم للغة العربية!!
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 06-18-2009 الساعة 10:03 AM
رد مع اقتباس
 
 
  #3  
قديم 06-17-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم كمال محمد خليل الحشيم

في "أصل اللغة العربية"
اللغة هي من نتاج اجتماع البشر للتعبير عما يريدون والإفصاح عما يصول في صدورهم ويجول في عقولهم، ومن الطبيعي أن يبحث الإنسان عن وسيلة لينقل ما في ذهنه إلى الآخرين كي يتأتى التفاهم ويوفى الغرض من إيجاده، والوسائل التي يملكها الإنسان ويمكنه أن يستعملها لا تخرج عن ثلاث، أولها اللفظ (النطق)، وثانيها الإشارة، وثالثها المثال وبما أن الإشارة والمثال فيهما تكلف وعدم التوفر وعدم الإحاطة لكافة الأشياء والمفاهيم مثل الإيمان والصدق والكرم والحب والكراهية أي الموجودات حسية وعقلية، والمعدومات ممكنة وممتنعة، لجأ الإنسان إلى اللفظ (النطق) لأنه أيسر واعم في التعبير وهو طبيعي في الإنسان وينتج من حركة اللسان الطبيعية في التجويف الفموي بين الفكين واهتزاز الأوتار الصوتية، ويكون طبيعي وبدون تكلف أو عناء، وهذا من إبداع الخالق وعظمته في تصوير بني آدم ونعمته عليه. وهذا ينطبق على كل بني آدم من عرب ومن عجم على الإطلاق، وقد يكون للبيئة أثر في انتقاء اللفظ واعتماد النطق، فالبيئة من قسوة ووعورة أو سهول وخضرة تأثر في جزالة اللفظ وبيان نطقه أو في ركاكته _هذا ما أراه _، فكل قوم وضع ألفاظًا تدل على أشياء وأفعال، وهذه الألفاظ المركبة من الحروف إذ تواطؤوا عليها تصبح لغة تخاطب بينهم ووسيلة تعبير عما في النفس، والعرب كغيرهم وضعوا ألفاظًا واتفقوا واصطلحوا عليها فيما بينهم وأصبحت لغتهم التي يتسامرون ويتحادثون بها، فهي من اصطلاح العرب وليست توقيفًا من عند الله تعالى، ولكن لكونها لغة سامية (بمعنى راقية) في التعبير والإيجاز وذات ألفاظ دقيقة رقيقة اختارها الله تعالى على ما سواها من لغات وجعلها لغة كلامه (القرآن). والمعلوم أن اللبنة الأولى للمجتمع البشري كانت مكونة من آدم عليه السلام وزوجه حواء وأولادهما... ولا يعقل أن أفراد الأسرة الواحدة وخاصة في تلك الظروف أن يتكلموا لغات مختلفة... فهذا يؤدي بنا إلى أنهم جميعًا تكلموا لغة واحدة، والسؤال هو: ما هي تلك اللغة التي تكلموا بها؟ القرآن يذكر لنا أن الله سبحانه وتعالى علم آدم الأسماء في قوله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة2: 31)، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الجارحة فلا يد له ولا قدم ولا لسان على الحقيقة فهو قد علّم آدم الأسماء بالإلهام لا بالتلقين، وآدم بما حباه الله من خاصية النطق وخلق له جارحة اللسان فقد تميز عن باقي المخلوقات، وآدم عليه السلام نطق في الجنة ونطق قبل هبوطه إلى الأرض، والدليل هو قوله تعالى في نفس السورة: "قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ"، فقد أنبأهم بأسمائهم أي أخبرهم آدم عليه السلام بأسماء ما علمه الله، وآدم عليه السلام أخبر، والإخبار لا يكون إلا بالنطق أو الإشارة... وأما الإشارة فلا بلاغة ولا فضل بها، فيوجب هنا النطق، ولأن الأسماء المقصود بها المسميات والخواص ولا طاقة للإشارة في إخبار الخواص، فهذا كله دّل على أن آدم عليه السلام قد نطق أي تكلم مستعملًا جارحة اللسان، فهو عبّر عن الأسماء (مسمياتها وخواصها) بأصوات، وحد الصوت هو اللغة، وعليه فهو تكلم بلغة ما، أو بلغات عدة. وآدم عليه السلام بعد هبوطه إلى الأرض وتكاثر ذريته ومن الطبيعي أن يتفاهموا مع بعضهم البعض بواسطة النطق، وهذا يوجب عليهم أن يستعملوا نفس الألفاظ للدلالة على الأشياء أو المعاني، فهم تخاطبوا بلغة واحدة، والسؤال يعاود نفسه، ما هي هذه اللغة؟. اللغة بما أنها هي وعاء الفكر، والفكر واسع النطاق ومتعدد الجهات ويحتاج إلى وسيلة بليغة دقيقة راقية أي ألفاظ تدل على الأشياء والمعاني، ومجموع هذه الألفاظ والمعاني تحدد اللغة وجب أن تكون اللغة _عقلًا_ لها صفات وخاصيات تفوق غيرها

ومن هذه الخصائص:

1. الصوت أو النطق: حيث يتسع مدرج الصوت ويضم مخارج متنوعة للحروف، ولا تقتصر على مخارج معينه، وتستخدم كل تجويف الفم من شفتين وحلق ولسان، وهذا من شأنه أن يوجد التوازن والانسجام بين الأصوات، ويعطيه الـتآلف الموسيقي. فلا يكون هناك نفور ووحشية في اللفظ وصعوبة في النطق، فلا يجد المتكلم عناءًا ولا السامع نفورًا يصم آذانه.

2. اتساع اللغة: وهذا يعني وجود خاصية الاشتقاق والصياغة، فالاشتقاق يغني المتكلم عن حفظ ألفاظ أو مقاطع كثيرة، حيث يمكنه أن يشتق من المصدر ما يشاء من ألفاظ، ويعبر عما يريد دون عناء وبيسر وسهولة، والصياغة تعطي اللغة خاصية الحيوية، فلا تكون لغة جامدة أمام التطور والتقدم المادي وغيره.

3. الإيجاز: ويعني استعمال اقل ما يكون من الألفاظ للدلالة عما في نفس المتكلم دون تكلف أو صعوبة، فخير الكلام ما قلّ ودلّ.

هذه أهم خصائص اللغة حتى تكون سامية راقية... والآن لنعد إلى بداية التاريخ... إلى آدم عليه السلام وأسرته، فالمعلوم أن الحضارات نبعت من أراضي ما بين النيل والفرات، وبما أن آدم عليه السلام بعد هبوطه من الجنة سكن هذه الأراضي على أرجح وجه، وأصل اللغات لغة واحدة وهي اللغة التي تكلمها سيدنا آدم عليه السلام مع أهليه، فتكون اللغة الأولى هي إحدى لغات تلك المنطقة، وعن هذه اللغة تفرعت باقي لغات العالم. لغات أراضي ما بين النيل والفرات: يكاد يجمع علماء اللغة والتاريخ أن لغات هذه المنطقة هي اللغات السامية، وقد قسمها العلماء إلى:

1. اللغات السامية الشرقية.

2. اللغات السامية الشمالية الغربية.

3. اللغات السامية الجنوبية الغربية أو الجنوبية.

اللغات السامية الشرقية
لم يعد يعرف منها إلا اللغة الأكادية، وهى أقدم لغة سامية تم تأكيد وجودها على أساس النصوص المسمارية. وكانت الأكادية مستعملة في بلاد ما بين النهرين منذ حوالي سنة ٣۰۰۰ قبل الميلاد حتى ما يقارب ١۰۰ سنة بعده. واستمرّ استعمالها لغة كتابة منذ حوالي 2000 ق.م، وحتى القرن الثاني أو الثالث الميلادي. وقد تطور منها لهجتان هما البابلية في الجنوب والآشورية في الشمال، اللتان خلفتهما الآرامية في القرن السادس ق. م. إنّ الفرق الرئيسي بين اللغات السامية الشرقية واللغات السامية الغربية هو اختلاف نظام الأفعال.

اللغات السامية الغربية
اللغات العمورية والأوغاريتية والكنعانية والآرامية. أما العمورية فهي لغة اكتشفت استناداً إلى بعض الأسماء الشخصية التي دخلت في النصوص الأكادية والمصرية وتعود إلى النصف الأول من الألف الثاني ق .م. والأرجح أن العموريين القدماء كانوا من الأقوام البدوية السامية.

وتمثل اللغة الأوغاريتية شكلاً قديما من الكنعانية وكانت مكتوبة ومنطوقا بها في أوغاريت (رأس شمرا) على الساحل الشمالي لفينيقيا في القرنين ١٤ و ١٣ ق.م. والنصوص الأوغاريتية الأولى التي عثر عليها في أواخر العشرينات من القرن العشرين مكتوبة بأبجدية مشابهة للخط المسماري.

أمّا الكنعانية فتتكون من عدد من اللهجات المترابطة فيما بينها ترابطاً وثيقاً والتي كانت مستعملة في فلسطين وفينيقيا وسورية. وتعود مدوّناتها إلى حوالي سنة ١٥۰۰ ق.م. واللغات الكنعانية الرئيسية هي الفينيقية والفونية والمؤابية والأدومية والعبرية والعمونية وكانت كلها بادئ الأمر تُكتب بالخط الفينيقي.

السامية الجنوبية الغربية أو الجنوبية
وهي اللغات:

1. العربية الجنوبية.
.

2. العربية الشمالية.

3. اللغات الاثيوبية.

العربية الجنوبية
وتضم العربية الجنوبية بضع لهجات منها السبئية والمعينية والقتبانية ولهجة حضرموت. أما اللغات المعاصرة لجنوب الجزيرة العربية فليست مكتوبة وهى في طريقها إلى الانقراض نتيجة انتشار اللغة العربية الشمالية. وأشهر تلك اللغات هي المهرية والسقطرية.

العربية الشمالية
وتنقسم إلى العربية البائدة وهي التي كان يتكلمها أبناء قبائل ثمود ولحيان في شمال الحجاز وسكان الصفا في بلاد الشام. وثمة آلاف النصوص القصيرة المنقوشة على الصخور التي تعود إلى فترة ما بين ٧۰۰ ق.م .و٤۰۰ م. ويعود أقدم النصوص العربية المكتوبة بالخط المشتق من الأبجدية النبطية إلى القرن الرابع للميلاد. ويقع مهد اللغة العربية الباقية (الفصحى) في شمال الجزيرة العربية.

اللغات الاثيوبية
تشبه لغات جنوب الجزيرة العربية أكثر مما تشبه العربية الشمالية. وأقدم تلك اللغات هي الجعزية المعروفة باسم الإثيوبية. هذه هي اللغات السامية والتي من بينها لغة آدم عليه السلام، اللغة الأولى في العالم والتي عنها تفرعت باقي اللغات، ومن هذه اللغات منها ما باد وانقرض ولم يعد يذكر لها آثر في الحياة، ومنها ما زال، من هذه اللغات والتي ما زالت هي العربية _لغة القرآن_، والعبرية، والأثيوبية على نطاق الكنيسة.

واللغات هذه تتألف من حروف ولكل لغة عدد معين من الحروف:

اللغة العبرية لها 22 حرفًا، وأما اللغة العربية فلها 28 حرفًا، واللغة الفينيقية لها 22 حرفًا، وكذلك الآرامية لها 22 حرفًا، بينما اللغة الأوغاريتية لها 29 حرفاً. والحروف المشتركة بين هذه اللغات هي ما جمعت في العبارة التالية: "ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت" وهي 22 حرفًا، والملاحظ أن اللغة العربية لا تكرار للحرف كما هو في اللغات الأخرى غير السامية مثل الإنكليزية، واللغات السامية مثل العبرية، ولا حرف منطوق باجتماع حرفين أو ثلاثة، مثل الشين في الإنكليزية sh، أو ch، أو تسيمخ بالعبرية צ، والذي يلفظ تس... فمثل هذا التكرار واجتماع الحروف دليل على قصر اللغة ومحدوديتها، فالتكرار يؤدي الى اختلاط الأمر على السامع فلا يعد يعلم ما هو الحرف المقصود إلا بكتابة رسمه، واجتماع الحروف لتكوين حرف آخر دليل على عدم أتساع اللغة نطقًا وصرفًا... بينما اللغة العربية وهي التي تملك 28 حرفًا تضم كل مخارج الحروف ولا تكرار فيها ولا اجتماع حروف.

واللغات السامية متقاربة فيما بينها في النطق والنحو والصرف ومن أهم الصفات المشتركة:

1. وجود حروف الحلق مثل: ع، غ، ح، خ، هـ، ء. لكن بعض هذه الأصوات لم يبق على حاله في بعض اللغات، بل تغير بعضها إلى أصوات أخرى.

2. وجود عدد من حروف الإطباق وهي: ق، ص، ط، ض، ظ لكنها لم تبق أيضا على حالها في جميع هذه اللغات، بل تغير بعضها. ولم يحتفظ كاملة إلا العربية الشمالية والعربية الجنوبية.

3. وجود صيغ للتثنية في الأسماء والضمائر المنفصلة والمتصلة الدالة على المخاطب والغائب.

4. تمييز المخلوقات والأشياء إلى مذكر أو مؤنث ولا ثالث لهما، نحو شمس، بئر، سماء، وجبل، قمر، ليل، نهار.

العربية هي اللغة الوحيدة التي احتفظت بمعظم أصوات اللغة السامية وخصائصها النحوية والصرفية.

1- فقد احتفظت بأصوات فقدتها بعض اللغات مثل: غ، خ، ض، ظ، ث، ذ. ولا ينافسها في هذه المحافظة إلا العربية الجنوبية.

2- احتفظت العربية بعلامات الإعراب بينما فقدتها اللغات السامية الأخرى.

3- احتفظت بمعظم الصيغ الاشتقاقية للسامية الأم، اسم الفاعل، المفعول. وتصريف الضمائر مع الأسماء والأفعال: بيتي، بيتك، بيته، رأيته، رآني.

4- احتفظت بمعظم الصيغ الأصلية للضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.

5- يضم معجم العربية الفصحى ثروة لفظية ضخمة لا يعادلها أي معجم سامي آخر. ولهذا أصبحت عونا لعلماء الساميات في إجراء المقارنات اللغوية أو قراءة النصوص السامية القديمة كنصوص الآثار الأكادية والفينيقية والأوغاريتية وحتى نصوص التوراة العبرية.

وقد أعترف علماء اللغة العبرية بمكانة اللغة العربية في فهم نصوص التوارة وتفسيرها... فقد قال مروان بن جناح القرطبي:"أفلا تراهم [الضمير عائد إلى علماء التلمود] يفسرون كتب الله من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإفريقي وغيره من الألسن؟ فلما رأينا ذلك منهم لم نتحرج [من الاستشهاد] على ما لا شاهد عليه من العبراني بما وجدناه موافقاً ومجانساً له من اللسان العربي إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني شبهاً بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم".

مما سبق يتضح لنا أن اللغة العربية هي أرقى اللغات السامية وأعذبها وأوسعها نطقًا وأكثرها إتساعًا، وأفصحها لفظًا وأبلغها إيجازًا وكلمًا. ويبقى السؤال التالي قائمًا:"هل اللغة العربية _لغة القرآن_ هي نفس اللغة التي أنبأ بها الملائكة الأسماء التي علمه الله إياها؟

اللغة التي تكلمها آدم عليه السلام لا بد وأن تكون من أفصح اللغات وأيسرها وأوسعها نطقًا، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى علّم آدم الأسماء (مسمياتها وخواصها)، وهذا يعني أن اللغة التي أنبأ آدم بها الملائكة قد أحاطت بكل كبيرة وصغيرة ومن مسميات وخواص، ومما ذكر في تفسير قول الله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء" قول الرسول: "وعلّم آدم الأسماء كلّها حتى القَصْعَة والقُصَيعة"، وكذلك ما رواه إبن عباس رضي الله عنه: "علمه أسماء جميع الأشياء كلّها جليلها وحقيرها".

لقد تعرض علماء المسلمين لهذه المسألة (لغة آدم) ومنهم إبن حزم حيث قال في كتابه "الإحكام لأصول الأحكام" "قال قوم:هي السريانية، وقال قوم:"هي اليونانية، وقال قوم :"هي العبرانية، وقال قوم: هي العربية".اهـ، ولم يجزم ابن حزم في تحديد إحدى هذه اللغات، واكتفى بالخاتمة المشهورة "والله أعلم"، وقوله هذا يرد علميًا لأن اليونانية لا يمكن أن تكون اللغة التي تكلمها آدم للأسباب التي ذكرتها في أول المقال، وأن اللغات المحتملة وحسب المنطقة التي تواجد فيها آدم هي :السريانية، العبرية، والعربية، ويبدو أنه نهج هذا النهج لأنه كان من القائلين بأنه لا تفاضل ولا تمايز للغة على لغة، فلا العربية تفضل غيرها ولا العبرية ولا السريانية ولا غيرها على غيرها، وهذا منهج غريب وخاصة انه كان على علم ودراية باللغة السريانية واللاتينية وأبدع في العربية، وكما أنه نفى أن تكون اللغة العربية لغة أهل الجنة محتجاً بأن القرآن قال على لسان أهل النار: "وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ" (الملك67: 10)، ورغم أنه شنع على جالينوس عندما قال: "إن اليونانية هي أفضل اللغات لأن سائر اللغات إنما تشبه إما نباح الكلاب أو نقيق الضفادع"، فرد عليه قائلًا:"وهذا جهل شديد لأن كل سامع لغة ليست لغته ولا يفهمها فهي عنده في النصاب ما ذكر جالينوس ولا فرق" اهـ، وله قول أعجبني _واراه_ يوافق الحقيقة في أن أصل اللغات لغة واحدة وخاصة السامية حيث قال: "إلا أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مضر لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت بتبدل بمساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي، ومن الخراساني إذا رام نغمتهما. ونحن نجد من إذا سمع لغة فحص البلوط، وهي على مسافة ليلة واحدة من قرطبة، كاد أن يقول إنها غير لغة أهل قرطبة. وهكذا في كثير من البلاد فإنه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبدلاً لا يخفى على من تأمله.

ونحن نجد العامة قد بدلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلاً وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى ولا فرق، فنجدهم يقولون في العنب "العينب" وفي السوط "أسطوط" وفي ثلاثة دنانير "ثلثدا". فإذا تعرب البربري فأراد أن يقول الشجرة قال "السجرة"! وإذا تعرب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول "مهمداً" إذا أراد أن يقول "محمداً". ومثل هذا كثير. فمن تدبر العربية والعبرانية والسريانية أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل". اهـ

اللغة التي تكلم بها آدم عليه السلام والتي هي إلهام من الله هي لغة توقيفية وذلك لأنه لا يحسن أن يكون قد تعلمها من الله بالتلقين لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجوارح، ولأنه لم يكن مع آدم بشر كي يضعوا لغة ويتواطؤن على ألفاظ، وهذه اللغة ولنطلق عليها "اللغة الآدمية" قد حباها الله من الخواص والمميزات مما جعلها الله قادرة وبليغة في التعبير عن الأشياء ومسمياتها وخواصها، حتى روي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏وَعََلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا"‏ قال‏:‏ علّمه كلَّ شيء علَّمه القَصْعَةَ وَالْقُصَيْعَة والفَسوَة والفُسَيْوَةَ أخرجه ابنُ جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر في تفاسيرهم بلفظ‏:‏ علَّمه اسمَ الصحْفَة والقدْر وكلَّ شيءٍ حتى الفسوة والفسيّة‏.‏

وأخرج ابنُ جزيّ في تفسيره من طريق الضَّحاك عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏"وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا"‏ قال‏:‏ هي هذه الأسماء التي يَتعارف بها الناسُ إنسان ودابة وأرض وسهل وبَحْر وجَبَل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. وأخرج وَكيع وعبد بن حميد في تفسيرهما عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏"وَعَلَّم آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا"‏ قال‏:‏ علَّمه كلَّ شيء ولفظ عبد بن حميد‏:‏ ما خلقَ اللّهُ كله‏.‏

وأخرج عبد عن قَتَادة فِي قوله تعالى‏:‏ ‏"وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا"‏ قال‏:‏ علم آدم من أسماء خَلْقه ما لم يُعَلِّم الملائكة فسمَّى كلَّ شيء بِاسْمِه وأَلْجَأ كلَّ شيء إلى جنسه. وأخرج إسحاقُ بن بشر في كتاب المبتدأ وابن عساكر في تاريخ دمشق عن عطاء قال‏:‏ ‏"يا آدم أنْبئْهُم بأسمائهم"‏ فقال آدم‏:‏ هذه ناقةٌ جمل بقرة نعجة شاة وفرس وهو من خَلْق ربي فكلُّ شيء سَمَّى آدم فهو اسمُه إلى يوم القيامة وجعل يدعو كلَّ شيء باسمه وهو يمرُّ بين قلت‏:‏ في هذا فضيلةٌ عظيمة ومَنْقَبَةٌ شريفة لِعلْمِ اللغة‏.‏ فهذا يدل على بلاغة اللغة التي تكلمها آدم عليه السلام _اللغة الآدمية_ وأنبأ الملائكة من خلالها، وهذه اللغة لا يمكن أن تكون هي نفس اللغة العربية التي نزل بها القرآن، وذلك لأن اللغة العربية أول من تكلم بها هو النبي إسماعيل عليه السلام، قال محمد بن سلام الجمحي في كتاب طبقات الشعراء‏:‏ قال يونس بن حبيب‏:‏ أولُ من تكلم بالعربية إسماعيلُ بن إبراهيم عليهما السلام ثم قال محمد بن سلاّم‏:‏ أخبرني مِسْمَع بن عبد الملك أنه سمع محمد بن عليّ يقول - قال ابن سلاّم‏:‏ لا أدري رَفَعَه أم لا وأظنه قد رفعه - أولُ من تكلَّم بالعربية ونَسِي لسانَ أبيه إسماعيلُ عليه السلام‏.‏ قال محمد بن سلاَّم وأخبرني يونس عن أبي عمرو بن العلاء قال‏:‏ العربُ كلُّها ولدُ إسماعيل إلاّ حِمْير وبقايا جُرْهم وكذلك يروى أن إسماعيل جاوَرهم وأصْهر إليهم ولكنَّ العربيةَ التي عنى محمد بن علي اللسان الذي نزل به القرآن وما تكلّمت به العربُ على عهد النبي وتلك عربيةٌ أخرى غير كلامنا هذا‏.‏ وقال الحافظ عِمَاد الدين بن كَثِير في تاريخه‏:‏ قيل إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل عليه السلام والصحيح المشهور أن العربَ العاربة قبلَ إسماعيل هم عاد وثمود وطسم وجَديس وأُمَيم وجُرْهم والعماليق وأمم آخرون لا يعلَمهم إلاّ اللّه كانوا قبل الخليل عليه السلام وفي زمانه أيضاً فأما العربُ المستعربة وهم عربُ الحجاز فمن ذرِّية إسماعيل عليه السلام وأما عربُ اليمن وحِمْيرَ فالمشهورُ أنهم من قَحْطان واسمه مهزَّم قاله ابن مَاكُولا‏.‏ وذكروا أنهم كانوا أربعةَ إخوة‏:‏ قحطان وقاحط ومقحط وفالَغ وقَحْطان بن هود وقيل هود وقيل أخوه وقيل من ذريته وقيل إن قحطان من سُلالة إسماعيل حكاه ابنُ إسحاق وغيره‏.‏ والجمهور على أن العربَ القحطانية من عرب اليمن وغيرُهم ليسوا من سلالة إسماعيل. وقال الشيرازي في كتاب الألقاب‏:‏ أخبرنا أحمد بن سعيد المعداني‏:‏ أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق الماسي حدثنا محمد بن جابر حدثنا أبو يوسف يعقوب بن السكِّيت قال‏:‏ حدَّثني الأثرم عن أبي عبيدة حدثنا مسمع بن عبد الملك عن محمد بن علي بن الحسين عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أول مَن فُتق لسانُه بالعربية المتينة إسماعيلُ عليه السلام وهو ابنُُ أربع عشرة سنة فقال له يونس‏:‏ صدقت يا أبا سيار هكذا حدثني به أبو جزيّ هذه طريقةٌ موصولة للحديث السابق من طريق الجُمَحِي‏.‏ "فاللغة الآدمية" هي غير اللغة العربية وغير اللسان العربي المبين، ولكن هذا لا يعني أن تكون حصة اللغة العربية من البلاغة والفصاحة ضئيلة وأن أسلوب نظمها وحشي غريب، وألفاظها صعبة النطق متنافرة الحرف وإيقاعها يصم الآذان، فاللغة العربية قد أثبتت سموها ورفعة نظمها حتى اختارها الله عما سواها في التعبير عن كلامه النفسي، وجعل القرآن مهيمنًا على غيره من الكتاب، يقول الله تعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ" (المائدة5: 48)، و {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} أي عالياً عليها ومرتفعاً، والعلو والإرتفاع في كونه ناسخًا لما جاء في الكتب الأولى وكذلك في النظم والأسلوب، لأن الهيمنة تحمل في طياتها علو الأسلوب وبلاغة النص وإظهار حجة النسخ وكذلك الإكمال والإتمام. وأما بخصوص اللغة الآدمية وبعد أن تكاثر البشر، وانتشروا في الأرض واختلفت بهم البيئة واحتياجات الحياة تبلبل لسانهم وتنوعت لهجاتهم، واصطلح كل قوم على ألفاظ وتواطؤا على كلام فيما بينهم، وهذه آية من آيات الله في خلقه، يقول الله تعالى:"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ" (الروم30: 22). واللغة العربية لما حافظت عليه من حروف ولتميزها على غيرها من لغات من جزالة اللفظ وسعة التعبير تكون أقرب اللغات من اللغة الآدمية والتي كانت من خصائصها البلاغة وسعة التعبير لسعة العلم الذي تلقاه آدم عليه السلام من الله عز وجل وأنبأ الملائكة بها.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #4  
قديم 06-18-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

مكانة اللغة العربية
كل لغة لها مكانتها عند أهلها وناطقيها، وكل قوم يفخر بلغته حتى ولو كانت بدائية، فكل إنسان يبدع في لغته فتتدفق المشاعر وتتداعى الأفكار وتنساب الألفاظ، والذي يزيد ويرفع من مكانة اللغة أي لغة هو إتساع رقعة نفوذها وكثرة عدد متكلّميها وزيادة الإقبال على استعمال ألفاظها، وهذه الأمور تعود إلى سببين:
1. القوة المادية.
2. القوة المعنوية.
أما القوة المادية فهي تتمثل في القوة العسكرية والاحتلال وبسط السيطرة والنفوذ على البلدان وجعل لغة البلد هي لغة المنتصر، بل وإجبار السكان الأصليين على التخاطب بلغة المحتل، كما حصل في الماضي مع الإمبراطورية الرومانية، وكذلك المستعمرات البريطانية في إفريقيا واسيا، وكما حدث في أمريكا مع الهنود السكان الأصليين للبلاد.
وأما القوة المعنوية فهي تتمثل في قوة اللغة نفسها وبلاغتها ورقتها وجمال ألفاظها وتفوقها أدبيًا أو علميًا أو دينيًا، أو كلها مجتمعة... فمثلًا اللغة الفرنسية تفوقت على غيرها من لغات أهل الغرب في أدبها حتى كادت أن تصبح لغة الغرب الأدبية لغزارة مفكريها وأدبائها، واللغة الإنكليزية قد تفوقت على أقرانها علميًا فأصبحت لغة العالم العلمية، واللغة اللاتينية والتي أصبحت أشبة ما تكون اللغة الدينية للنصارى...
وأما اللغة التي اجتمعت فيها كل هذه الأمور هي اللغة العربية فقد تفوقت على غيرها من اللغات في البلاغة والأدب وكانت حتى عهد ليس ببعيد لغة العالم العلمية وكانت وما زالت لغة الدين لكل المسلمين على اختلاف جنسياتهم وتباين لغاتهم الأصلية، فتجد المسلم العربي القح الضارب في البداوة يتكلم العربية ويستعملها في القيام بالفرائض والواجبات الإسلامية، وكذلك تجد المسلم الاندونيسي والإيراني والباكستاني والهندي والإفريقي، والدين كونه يمس شفاف القلوب ويسمو بصاحبه روحيًا جعل منه الدافع والوازع في تعلم اللغة العربية والإقبال عليها بل والإبداع فيها، وتاريخ الأمة الإسلامية يحفل بعلماء اللغة العربية من أصل غير عربي، وجعل من المسلمين على اختلاف لغاتهم يتألقون في دراسة اللغة العربية وبلاغتها والتفاني في صونها وحمايتها وحمل لوائها في كل الأمصار.
يمكننا أن نقسم مكانة اللغة العربية إلى قسمين:
1. مكانتها في العصر الجاهلي وما قبل الإسلام.
2. مكانتها في العصر الإسلامي، وفي شقي العالم الشرق والغرب (الأندلس).
مكانة اللغة العربية في العصر الجاهلي
لم تكن للغة العربية قبل الإسلام أي مكانة عالمية أو أثر ذي بال، إلا أنها كانت بين أهلها أسع وأكبر وسيلة اتصال وكانت لها مكانة في نفوسهم حتى أنهم أقاموا أسواقًا للشعر يتفاخرون ويتبارون فيها ويتبادلون فيها الخبرات وكل ما هو جديد من شعر أو نثر أو خطابة، وكان لهم حكام يفصلون بين المتنافسين، من أشهرهم النابغة الذبياني الذي كانت تضرب له قبة حمراء من أدَم فيحكم بين الشعراء. ومن الحكام أيضًا أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة والأقرع بن حابس وعامر بن الظَّرِب وعبد المطلب وأبو طالب وصفوان بن أمية وغيرهم. أشهر أسواق العرب في الجاهلية حتى ظهور الإسلام سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق مَجنَّة، والمربد.
مكانة اللغة العربية في العصر الإسلامي
بعد أن انتشر الإسلام وجاءت الفتوحات الإسلامية تترى ودخل غير العرب في الإسلام اتسع استعمال اللغة العربية بين أفراد الأمة الواحدة، وأصبحت هي اللغة الوحيدة والمفضلة للتخاطب، وبفعل العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية تربعت اللغة العربية على عرش اللغات وتوجّت عليها ملكًا، ثم أصبحت لها مكانتها في نفوس الأمة وتقلدت الصدر في العلم والأدب والسياسة وكل مرافق الحياة أكثر من عشرة قرون من الزمن دون منازع، وهذا ما لم يحصل للغة من قبل. اللغة العربية لها مميزات لا توجد في باقي اللغات فاستأثرها الله سبحانه وتعالى في تنزيل القرآن، فأنزل القرآن بلسان عربي مبين، يقول الله تعالى: "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ" (الشعراء26: 195)، ويقول رب العزة: "
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 06-18-2009 الساعة 03:39 PM
رد مع اقتباس
 
 
  #5  
قديم 06-18-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

مميزات اللغة العربية
1. المميزات النطقية (الصوتية)
فحروف اللغة العربية لها مخارج محددة معينة وتتدرج من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين، مما أدى إلى انسجام صوتي مع توازن و ثبات بالإضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها، و لكل صوت من اللغة العربية صفة و مخرج و إيحاء و دلالة و معنى داخل وإشعاع وصدى وإيقاع ووقع موسيقي على ألآذن البشرية _هذا ما شهد به المستشرق ماسينون عام 1949 عندما تحدث عن تركيب اللغات المختلفة. والحروف في اللغة العربية لا تكرار فيها كما هو واضح وظاهر في باقي اللغات، ومع خبرتي في اللغة الرومانية يُلاحظ ان حرف العلة الالف يتكرر ثلاث مرات مما يجبر على التكلف في النطق وكذلك وجود حروف _هي بالواقع مؤلفة من حرفين أو أكثر مثل حرف (تسي) في اللغة الرومانية.وارتباط الحروف مع بعضها البعض مكونة الكلام ليس له نظير في اللغات الآخرى حيث أن هذا الارتباط والاجتماع يُبعد الوحشية والشذوذ والغرابة في اللفظ والنطق على السواء.فمثلاً لا تجتمع الزاي مع الظاء والسين والضاد والذال. ولا تجتمع الجيم مع القاف والظاء والطاء والغين والصاد، ولا الحاء مع الهاء، ولا الهاء قبل العين، ولا الخاء قبل الهاء ، ولا النون قبل الراء ، ولا اللام قبل الشين. وكذلك اجتماع الحروف له درب منطقي ومنحنى رفيع الذوق، فمثلاً اجتماع حرف السين والراء يدل على الخفاء والستر _كلمة سر_ ولو اُضيف حرف الفاء الدال على الإفصاح والتشهير _لفظة فسر_ يصبح اللفظ كاشفاً مبيناً.كما وأنه من الناحية التركيبية فإن كلام العرب وُضع على المبدأ الثلاثي _أي ثلاثة حروف_ وقليل منها أصله رباعي أو خماسي لكيلا يطول النطق و يعسر، فلم يكثروا من الألفاظ الثنائية خشية تتابع عدة كلمات في العبارة الواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه ما يشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة من حرفين، كما هو حاصل في غير اللغة العربية.وقد شهد المستشرق رينان في كتابه (تاريخ اللغات السامية) للغة العربية قائلاً: "تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ورقة معانيها و حسن نظامها، ظهرت كاملة من غير تدرج". وهناك أمر آخر في اللغة العربية لم اقرأه في كتاب من كتب اللغة وهو إن اللغة العربية لها استعمالات رفيعة فريدة في الحروف المفردة، والتي لم أجد له مثيل في غيرها من اللغات، فمثلاً حرف الباء_ويستعمل للإستعانة فتقول _كتبت بالقلم_، وحرف اللام المستعملة للإختصاص والتاء للقسم.واللغة العربية لغة موسيقية ولها وقع مميز على الآذان ومن موسيقاها أن العرب أكثر ما أبدعوا في الشعر الموزون المقفى وكانت أسواق أدبية يتبارزون فيها وكان الشعر أسمى ما يتكلم به العربي الخلص، حتى قيل: "الشعر ديوان العرب"... أي أن الشعر مرجع وقياس للغة العربية.
2. المميزات النحوية والصرفية
النحو: من نحوت نحوًا أي قصدت قصدًا، وهو إنتحاء سمت كلام العرب، في تصرفه من إعراب وغيره، كالتثنية، والجمع، والتحقير، والتكسير والإضافة، والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة، فينطق بها وإن لم يكن منهم، وإن شد بعضهم عنها رد به إليها. وقيل هو: علم بأحوال الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء، وتأثير السياق فيها.
بينما الصرف:علم تعرف به بنية الكلمة بعيدة عن السياق. واما الاعراب: هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ، فمثلاً عند قولما يحترمُ احمدٌ أباه، وشكر سعيداً أبوه، علمت برفع أحدهما ونصب الآخر الفاعل من المفعول، ولو كان الكلام شرجاً واحداً لاستبهم أحدهما من صاحبه. قال إبن جني في الخصائص: "وأصل هذا كله قولهم "العرب" وذلك لما يعزى إليها من الفصاحة، والإعراب، والبيان. ومنه قوله في الحديث "الثيب تعرب عن نفسها" والمعرب: صاحب الخيل العراب، وعليه قول الشاعر:
يصهل في مثل جوف الطوى ==== صهيلاً يبين لـلـمـعـرب
أي إذا سمع صاحب الخيل العراب صوته علم أنه عربي. ومنه عندي عروبة والعروبة للجمعة، وذلك أن يوم الجمعة أظهر أمراً من بقية أيام الأسبوع، لما فيه من التأهب لها، والتوجه إليها، وقوة الإشعار بها، قال: بوائم رهطاً للعروبة صيماً ".اهـ
وبفضل الإعراب نستطيع التقديم والتأخير في الجملة وفق ما يناسب المعنى ويعطيه دلالات أعمق، مع المحافظة على مراتب الكلمات، فالفاعل يبقى فاعلا وإن أخرناه، والمفعول يبقى مفعولا وإن قدمناه ، لكنا نكون قد حظينا بمعان جديدة.وإن تأملنا فيما تقدم ظهر لنا أن الإعراب نفسه هو ضرب من ضروب الإيجاز في اللغة لأننا بالحركات نكتسب معاني جديدة دون أن نضطر لزيادة حجم الكلمة أو رفدها بمقاطع أخرى أو بأفعال مساعدة.ومن أهم المميزات أيضًا الإيجاز، وقولهم (البلاغة الإيجاز) مشهور جدا، فكأنهم قصروا البلاغة عليها، والإيجاز المقصود هو بالطبع ليس ما ينشأ عنه الخلل في الفهم، لكنه ما يستغني عن زوائد الكلام، ويحتفظ بالمعنى المراد.
وخاصية الإيجاز واضحة في أمور كثيرة، في اللفظ وفي الكتابة، فمن مظاهر ذلك أن الحرف المتحرك تكتب حركته فوقه أو تحته، ولا تكتب منفصلة عنه، فلا تأخذ حيزا في الكتابة، وهذه الحركة لا تكتب إلا في المواضع التي قد يضطرب فيها الفهم، فترسم لمنع اللبس.
كما سبق وذكرتُ أن اللغة العربية ليست توقيفية، فهي من وضع العرب، والعرب كغيرهم من الأمم وضعوا ألفاظًا واتفقوا واصطلحوا عليها فيما بينهم وأصبحت لغتهم التي يتسامرون ويتحادثون بها، فهي من اصطلاح العرب وليست توقيفًا من عند الله تعالى، ولكن لكونها لغة سامية (بمعنى راقية) في التعبير والإيجاز وذات ألفاظ دقيقة رقيقة اختارها الله تعالى على ما سواها من لغات وجعلها لغة كلامه (القرآن). الألفاظ وضعت ابتداءً للدلالة على معاني معينة، وقد وصلت إلينا هذه الألفاظ عن طريق الرواية الصحيحة وقد اشتهر بعض الرجال بالرواية منهم خلف الأحمر وحماد الراوية، فكل لفظ كي يكون عربيًا لا بد وان يروى عن العرب بالرواية الصحيحة، والمقصود بالرواية الصحيحة هو النقل المتواتر وخبر الآحاد.
هذه الألفاظ _كما يسميها أهل العلم الحقيقة_تشمل ثلاثة حقائق:
1. الحقيقة اللغوية:هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا في اللغة.
2. الحقيقة الشرعية: هي اللفظ الذي نُقل عن مسماه اللغوي إلى الشرع لاستعماله له.
3. الحقيقة العرفية: هي اللفظ الذي نُقل عن مسماه اللغوي الى غيره للاستعمال العام في اللغة، مثل اصطلاح علماء اللغة والنحو على استعمال الفاعل والمفعول به وغيره.
والذي يهمنا هنا هي الحقيقة الشرعية لأنها هي التي لها اكبر الأثر على المسلمين من عرب وعجم، فكل مسلم عليه أن يعرف الأحكام الشرعية واستنباطها من أدلتها الشرعية، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية، فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، يقول الله تعالى: "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ" (الشعراء26: 195) (195)/الشعراء، وغيرها من الآيات.ومع توسع الفتوحات الإسلامية ودخول شعوب غير عربيه إلى الإسلام مثل الفرس والتتار والترك وامتداد الرقعة الإسلامية مروراً بدولة الفرس والأتراك ودول البلقان وجنوب الجزيرة وشمال إفريقيا بدأ يظهر أثر العربية على كل تلك اللغات، وتقلدت موقعها بينها أي الصدر، وقد أجاد المسلمون غير العرب في اللغة فتعلموها وأتقنوها ونطقوا بها خير منطق، فمن فطاحل اللغة العربية ابتداءً بسيبويه وابن نفطويه ومرورًا بأبي علي الفارسي وابن جني والزركشي وحتى سعيد الأفغاني_رغم أن مولده كان في دمشق_ فوالده جاء من كشمير، كل هؤلاء قد برعوا وبرزوا وتقلدوا أسمى المراتب لمعرفتهم اللغة العربية.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #6  
قديم 06-18-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

أثر اللغة العربية في باقي اللغات
أكثر اللغات التي تأثرت باللغة العربية هي الفارسية والتركية والاوردية والمالاوية والسواحلية، والكلمات العربية في الإسبانية والبرتغالية ثم في الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلة أيضاً.والذي أريد أن الفت النظر إليه هوأن اللغة العبرية أيضًا تأثرت باللغة العربية وخاصة القواعد حيث أن اللغة العبرية لم تقعّد لها القواعد إلا في القرن الحادي عشر الميلادي وعلى يد عالم يهودي له باع في العربية وهو موسى بن ميمون وطبق قواعد العربية على اللغة العبرية وأصبحت بعد ذلك لغة مستقلة ولكن لا آداب لها حتى ظهور دولة إسرائيل وتبنيها أدباء على غرار العربية. ومن تأثير اللغة العربية على تلك اللغات أصبحت الحروف العربية هي المعتمدة في الكتابة وما زالت إلى أيامنا هذه بعضها تكتب بالحروف العربية، حتى اندونيسيا كانت تكتب بالحروف العربية. القرآن الكريم كونه متعبد بتلاوته، فقد وجب على كل المسلمين أن يقرؤوه بلغته التي أُنزل بها وأن يتخاطبوا بها خارج هذا، ومع امتدادا الرقعة الإسلامية في بقاع الأرض والدولة الإسلامية كانت الأُولى في العالم وأثرها مشاهد والمسلمون قادوا العالم وكانوا هم الأقوى فكانت لغتهم هي المتداولة حتى في تلك الأصقاع، والنهضة الفكرية والانجازات العلمية آنذاك على أيدي المسلمين جعلت منها اللغة الدارجة علميًا تمامًا كما هي اللغة الانكليزية الآن. قال (جورج سارتون) في كتابه (تاريخ العلم والإنسانية الجديدة) : "منذ منتصف القرن الثامن وحتى أواخر القرن الحادي عشر كانت الشعوب التي تتكلم العربية تتقدم موكب الإنسانية وبفضلهم لم تكن العربية لغة القرآن المقدسة وحسب بل أصبحت لغة العلم العالمية وحاملة لواء التقدم البشري. وكما أن اقصر طريق يسلكه شرقي الآن إلى المعرفة أن يلم بلغة من لغات الغرب الرئيسية ، كذلك كانت العربية خلال تلك القرون الأربعة مفتاحاً وأن شئت فقل "المفتاح الوحيد" إلى الثقافة التي ملكت ناصية الفكر". لا نغالي إذا قلنا أن لغات الأُمة الإسلامية على اختلاف أعراقها تحتوي في ثناياها على نسبة ما يقارب 50-80% من المفردات العربية. و لدينا منها لغات تمثل ثقافات واسعة الانتشار كالإسبانية التي ترد كلمة عربية من كل خمس كلمات فيها أي 20%، وتشمل تجمعات اللغات الفارسية والتركية والهندية والأفريقية والبلقانية. فنجدها مثلا في لغات وسط آسيا القازانية والتترية والقرمية والكاراسية والأذرية والداغستانية والجركسية والقرغيزية والجغتائية والتكية والأوزبكية والكشغيرية. أما في اللغات الهندية فنجدها في الهندستانية والأوردية والدكنية والكشميرية والسندهية والجادكية والملقية ولسان الجاوأو البيجون. وفي اللغات الفارسية نجدها بالفارسية الحديثة و الأفغانية أو البنبتوية(البشتون) والكردية بلهجاتها البادنانية والسورانية والفيلية وكذلك في البلوشية. أما في اللغات الأفريقية فنجدها في البربرية بلهجاتها الشلحية والقبائلية (الصغرى والكبرى) وكذلك النوبية والحوسية (الهاوسا) والسواحلية (خليط بين الباذبو الافريقية والعربية تشكل 70% منها)وكذلك في الملكاشية. و انتشرت العربية وأثرت في اللغات واللهجات الإندونيسية ، التي تشكل ثقلاً ثقافياً عالميا كبيراً، وأثرت العربية في لغات أهل البلقان بمجموعها السلافية واللاتينية واليونانية والألبانية.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #7  
قديم 06-18-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

عداء اللغة العربية
في الوقت الذي نزل الروح الأمين ومعه القرآن كان العرب على عاداتهم وتقاليدهم، واللغة العربية هي لغة التخاطب والتحادث والتسامر، وفي زمن كانت اللغة العربية في أوجها والبلاغة قد سمت، والفصاحة قد علت، والشعر قد أخذ من ألباب العرب وقلوبهم أي مأخذ، والرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان عربي اللسان فصيح المنطق بليغ الكلام، وكان قد بدأ دعوته بين أهله وربعه من العرب ممتثلًا لأمر الله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء26: 214)، وخاطبهم بلغتهم التي يعرفونها ويتقنونها خير إتقان، وبلسان عربي مبين لا عوج فيه، فقد كان عليه الصلاة والسلام من أفصح العرب، فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:"أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، ورضعت في بني سعد بن بكر"، ، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال للرسول: "ما بالك أفصحنا، ولم تخرج من أظهرنا"، بمعنى أنك لم تخرج من بيننا، ومع ذلك فأنت الأفصح. ولم يفند أحدهم عربية لسان النبي عليه الصلاة والسلام ولم يشكك أحدهم بذلك رغم كثرة أعدائه وشدة وطأتهم عليه، كما ولم يدّع أحدهم أعجمية القرآن أو رطانة لسان النبي عليه الصلاة والسلام، بل كل ما لازموه من وصف لم يخرج عن الشعر والجنون، وحين ادعوا أن راهبًا نصرانيًا أعجميًا يعلمه القرآن من ضعف حجتهم وضيق حيلتهم، دحض الله سبحانه وتعالى قولهم الساذج هذا بحجة عقلية لا تقبل الرد حيث قال الله تعالى: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ" (النحل16: 103)، قال الرازي في تفسير هذه الآية: "إن العرب تسمي كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بلسانهم أعجم وأعجمياً. قال الفراء وأحمد بن يحيـى: الأعجم الذي في لسانه عجمة وإن كان من العرب، والأعجمي والعجمي الذي أصله من العجم قال أبو علي الفارسي: الأعجم الذي لا يفصح سواء كان من العرب أو من العجم، ألا ترى أنهم قالوا: زيادة الأعجم لأنه كانت في لسانه عجمة مع أنه كان عربياً" اهـ، وقال أيضًا: "وأما تقرير ووجه الجواب فأعلم أنه إنما يظهر إذا قلنا: القرآن إنما كان معجزاً لما فيه من الفصاحة العائدة إلى اللفظ وكأنه قيل: هب أنه يتعلم المعاني من ذلك الأعجمي إلا أن القرآن إنما كان معجزاً لما في ألفاظه من الفصاحة فبتقدير أن تكونوا صادقين في أن محمداً صلى الله عليه وسلم يتعلم تلك المعاني من ذلك الرجل إلا أنه لا يقدح ذلك في المقصود إذ القرآن إنما كان معجزاً لفصاحته وما ذكرتموه لا يقدح في ذلك المقصود. واعلم أن الطعن في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمثال هذه الكلمات الركيكة يدل على أن الحجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة باهرة، فإن الخصوم كانوا عاجزين عن الطعن فيها، ولأجل غاية عجزهم عدلوا إلى هذه الكلمات الركيكة.اهـ في مثل هذه الظروف نزل القرآن الكريم وبلّغ الرسول الأمين محمد علية الصلاة والسلام ما تنزّل عليه بلغة أشد ما يفهمونها، فلم يقدر أحدهم على الطعن بلغة القرآن ولم يستطع أحدهم أن يعادي لغة الدين الجديد، بل وحتى أشد الناس عداوة وبغضًا وأحملهم على سيدنا محمد، كان كلام الله يمس شفاف قلوبهم ويحرك فيهم سليقتهم اللغوية فيبهرهم ويأسر أسماعهم، فقد جاء في كتب السيرة أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا. فجمعهم الطريق فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ، ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا. فلما أصبح الاخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها ، وأعرف ما يراد بها ، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها ، قال الاخنس وأنا والذي حلفت به. قال ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال ماذا سمعت، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه والله لا نؤمن به أبدا، ولا نصدقه. قال فقام عنه الأخنس وتركه"اهـ، وها هو الوليد بن المغيرة يشير ببداهة العربي وسليقته على عظمة القرآن وعلو كعبه اللغوي: "إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلو وما يعلى عليه".اهـ، فهذه شهادات على بلاغة القرآن وسمو لغته وحسن أسلوبه، مما سبق يتبين لنا أن اللغة العربية لم يقدح فيها أحد ولم تعان من بغض أو كره أو اضطهاد وذلك للأسباب التالية:

1. اللغة العربية كانت لغتهم كما كانت لغة القرآن ولغة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فالطعن فيها طعن في أعز ما كانوا يملكون، وكرهم لها واضطهادهم لها هو كره لأنفسهم واضطهاد ذاتهم.

2. معرفتهم بلغتهم جعلتهم يميزون الحسن من القبيح من الكلام، فلو وجدوا ما يطعنون فيه من لغة القرآن لما تخلف أحدهم عن ذلك وفيهم الشعراء والخطباء، وهم واضعو الألفاظ لتلك المعاني، فأنى لهم الطعن والنكير.
3. جاء القرآن بأسلوب رفيع في عرض الأحكام والأحداث، واستعمل ألفاظًا هم أعلم بها فلو كانت على غير طريقتهم في البلاغة لاستنكروها وما عنّوا، ثم إن بلاغة القرآن فاقت بلاغة الرسول عليه الصلاة والسلام واختلفا الأسلوبان، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يحدّث بما أتاه الله من بلاغة كما كان يبلّغ ما يوحى إليه من القرآن، وكان طعنهم كما جاء سابقًا في تعليم الراهب النصراني وقد فنّدها القرآن. وكان هذا الحال في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، فقد بقيت اللغة العربية الملك المتوج على اللغات والمنهل الذي منه يعب الدارسون والعلماء، ولم تعرف العربية كرهًا أو ذمًا.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #8  
قديم 06-18-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

مسألة اللحن في العربية
واللغة العربية لم تعرف الانحراف أو اللحن إلا في العصر العباسي، حيث أنه في العصر الأموي كانت العرب على عصبيتها، ورقعة الأرض ما زالت صغيرة رغم وجود طبقة الموالي، ولكن العرب كانوا يبتعدون عنهم ولا يخالطونهم خوفًا على ألسنتهم من اللحن والعجمة، وكانوا يسمونهم بالحمراء أي الأعاجم ولم يكنوهم لأن الكنية في نظرهم تشريف، وهؤلاء الموالي خوفًا من الوقوع في اللحن فقد أقبلوا على تعلم النحو والصرف وأولعوا فيهما وأبدعوا، وتخرج منهم علماء وفقهاء. وأما مسألة اللحن، فاللحن المقصود به الزيغ عن الإعراب، أي رفع المنصوب ونصب المرفوع وخفض ما لا يخفض، وهذه لم تكن في الجاهلية لأن العرب كما سبق وذكرت كانت في حدود ضيقة ولم يكن لهم أي أثر عالمي...فاقتصرت اللغة عليهم دون غيرهم من الناس وكانوا على سليقتهم في الكلام والتعبير.وأما وبعد أن جاء الإسلام وخرج العرب من أرضهم ودخول غير العرب في الإسلام ومخالطة بعضهم بعضًا، فقد بدأت مرحلة اللحن في البزوغ، وقد ظهرت بين العرب كما كانت أصلًا في العجم، واللحن كان زمن الرسول عليه الصلاة والسلام فقد ورد أن لحن رجل في حضرته عليه الصلاة والسلام فقال:" أرشدوا أخاكم فقد ضل"، فاعتبر اللحن ضلالًا لأن في اللحن صرف اللفظ عن معناه، وبهذا يصرف الحكم الشرعي عن مبتغاه، كما حصل مع أبي الأسود الدؤلي وابنته، فيروى بأن حديثاً دار بينه وبين ابنته هو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو وذلك عندما خاطبته ابنته بقولها ما أجملُ السماء (بضم اللام لا بفتحها) فأجابها بقوله (نجومها) فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء، فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام وحينئذ وضع النحو.وقال لقد لحنت العرب. وكذلك عندما سمع أحدهم يقرأ:" إن الله بريء من المشركين ورسوله) كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي أنها معطوفة على (المشركين) هذا يغير المعنى، لأن (رسولُه) مرفوعة إي أنها معطوفة على الله، فقال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا.الصحابة رضي الله عنهم قد عرفوا حق المعرفة أهمية اللغة العربية والحفاظ عليها وصونها من اللحن والعجمية، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:" تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم"، وهذا أبو موسى الأشعري يقول: "أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي"، وقال الشافعي: "اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب، فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم: ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها؛ لأنه اللسان الأولى بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بأعجمية"، وقال الشيخ إبن تيمية:" إن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلغا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به: لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدين، وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم"، فهؤلاء كانوا على علم بقدر العربية وضبط اللسان العربي في فهم الإسلام وأحكامه ولم يتوانوا في تعلمها وتعليمها خوفًا من اللحن وورعًا من أن يقعوا في الضلال مصداقًًًا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" أرشدوا أخاكم فقد ضل". والمسلمون على مر الزمان وتوالي الأيام جاهدوا بكل ما أوتوا من عزم وعلم في الحفاظ على اللغة العربية نقية خالية من الشوائب واللحن، فهي عنوان تقدمها ورمز عزتهم، وقد كان الكاتب الأديب الشاعر مصطفى صادق الرافعي الذي يعود نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد من حمل على أعداء اللغة العربية من بني جلدتنا، وكان فيه حرص على اللغة كما يقول: " من جهة الحرص على الدين إذ لا يزال منهما شيء قائم كالأساس والبناء لا منفعة بأحدهما إلا بقيامهما معاً "، وقال: "وما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضا على الأمة المستعمرة ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها، ويستلحقهم من ناحيته، فعليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد، أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجنا مؤبدا، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محوا ونسيانا، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها فأمرهم لأمره تبع. إن الأمة الحريصة على لغتها، الناهضة بها المعتزة بها المكبرة لشأنها هي الأمة التي لديها نزعة المقاومة والغلبة والاعتزاز بتراثها وفكرها "، وقد أدرك أن معاول الهدم من الداخل أخطر وأشد أثرًا، فأنشد قصيدة قال فيها:


أمٌّ يكيدُ لها من نَسْلِها العَقِبُ ولا نقيصةَ إلاَّ ما جنَى النَّسَبُ
كانتْ لهم سببًا في كلِّ مكرمةٍ وهمْ لنكبتها من دهرِها سببُ
لا عيبَ في العَربِ العَرْباء إنْ نَطَقوا بين الأعاجمِ إلاَّ أَنَّهُم عَرَبُ
والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما عند الغراب يُزَكَّى البُلبلُ الطَّرِبُ
أتى عليها طَوال الدهرِ ناصعةً كطلعةِ الشمس لم تَعْلَقْ بها الرِّيَبُ
ثم استفاضتْ دَياجٍ في جَوانِبِها كالبدرِ قد طَمَسَتْ مِن نورِهِ السحبُ
ثم استضاءَتْ، فقالوا: الفجرُ يَعْقِبُهُ صبحٌ، فكانَ ولكنْ فجرُها كَذِبُ
ثم اختفتْ وعلينا الشمسً شاهدةٌ كأنَّها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ
سَلُوا الكواكبَ كم جيلٍ تَدَاولَها ولم تَزَلْ نَيِّراتٍ هذه الشهبُ
وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ قديمةٍ جدَّدت من زهوها الحِقَبُ؟
ونحنُ في عَجَبٍٍ يلهُو الزمانُ بنالم نَعْتَبِرْ ولَبِئْسَ الشيمةُ العَجَبُ!
إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها فكيف تبقى إذا طلاَّبُها العَجَبُ!
إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها فكيف تبقى إذا طلاَّبُها ذَهبوا؟
كانَ الزمانُ لنا واللِّسْنُ جامعةٌ فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلِبُ
وكانَ مَن قَبْلَنا يرجوننا خَلَفًا فاليومَ لو نَظَرُوا من بعدهمْ نَدَبُوا

أَنتركُ الغربَ يُلْهِينَا بزُخْرُفِهِ ومَشْرِقُ الشمسِ يَبْكِينا ويَنْتَحِبُ؟
وعندنا نهَرٌ عذْبٌ لشاربهِ فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ؟
وأَيُّما لغةٍ تُنْسِي أمرأً لغةً فإنها نكبة من فيهِ تنسكبُ
لكَم بكَى القولُ في ظلِّ القصورِعلى أيامَ كانتْ خيامُ البيدِ، والطُّنُبُ
والشمسُ تلفحُهُ والريحُ تنفخُهوالظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشُبُ
أرى نفوسَ الورى شتى، وقيمتُها عندي، تأثُّرها لا العزُّ والرُّتبُ
ألم ترَ الحَطَب استعلى فصارَ لظًى لمَّا تأثَّر مِن مَسِّ اللظى الحَطَبُ؟
فهل نُضَيِّعُ ما أبقى الزمانُ لنا ونَنْفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حَسَبُ؟
إنَّا إذًا سُبَّةٌ في الشرقِ فاضحةٌوالشرقُ منا، وإنْ كنا به، خَرِبُ
هيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ، فمايُجدي الجبانَ، إذا روَّعْتَه، الصَّخَبُ؟
ومنْ يكنْ عاجزًا عن دفعِ نائبةٍ فقصرُ ذلك أن تلقاهُ، يَحْتَسِبُ
إذا اللغاتُ ازدهت يومًا فقد ضَمِنَتْللعُرْب أيَّ فخارٍ بينها الكتبُ
وفي المعادنِ ما تمضي برونقِهِ يدُ الصدا، غيرَ أنْ لا يَصْدأ الذهبُ
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #9  
قديم 06-18-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

العصر العباسي
ولما صار الأمر إلى العباسيين، والأعاجم قد تسلمت مناصبًا وأصبح لهم مكانةً ومقامًا فتفشى اللحن وشاع فساد اللسان، إلا أن هذا الأمر لم يصل إلى حد الكراهية والبغض للعربية، فهم وعلى لحنهم وفساد ألسنتهم كانوا يحبون العربية ويجتهدون في تعلمها لأنها لغة قرآنهم وسبيل معرفتهم لدينهم وسبب محبتهم لرسولهم عليه الصلاة والسلام، وقد صدق الثعالبي عندما قال في كتابه "فقه اللغة وأسرار العربية":"من أحب الله تعالى أحب رسوله ومن أحب رسوله العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية ومن أحب العربية عني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها". وفي هذا العصر أشتد ساعد الحركات الشعوبية، والتي هي في الأساس قامت على كره العرب وامتداد سلطانهم وتمييز اللغة العربية وتفوقها على اللغات المحلية للشعوب والأقوام التي دخلت الإسلام إما حربًا أو سلمًا. وأصل كلمة الشعوبية مشتقة من كلمة شعب، وجمعها شعوب وهو الجيل من الناس وهو أوسع من كلمة القبيلة. وجاء في القاموس المحيط:"والشعوبي بالضم محتقر أمر العرب وهم الشعوب"، قال عنها القرطبي هي حركة "تبغض العرب وتفضل العجم" وقال الزمخشري في أساس البلاغة: "وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم". هذه الحركات الشعوبية وإن قامت فقد قامت بين فئتين من الناس:
1.فئة أظهرت الإسلام وأبطنت الكفر، وهذا حدث أيضًا في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وسموا بالمنافقين، والسبب في ظهورها هو الحقد على الإسلام كدين جديد ونمط عيش متميز، وكون الإسلام قد قوّض دولهم، وهدم عقيدتهم، فالكراهية والعداء كان منبعه العرق والجنس والعقيدة وليس اللغة، وهؤلاء كان شأنهم أحقر من أن يؤثروا في اللغة العربية أو أن يدعوا لهدمها أو حتى إظهار العداء لها، وهم علاوة على هذا قلة حقيرة لا شأن لها في الحياة الأدبية أو العملية.وقد أعياني البحث عن حدث مسند يظهر فيه عداء هؤلاء للغة العربية أو التخفيف من شأنها، وللأمانة وجدت بعض الأمور التي قد توحي بذلك، ولكن بعد النظر يتضح أن العداء كان من أصله للدين والعقيدة وقد يلفه شئ من العزة و حب العرق، ومن هذه الحوادث ما ذكر أن السلطان محمود الغزنوي احد أمراء الحركة الشعوبية عندما حاول إن يؤجج مشاعر العداء الفارسي ضد الإسلام والعرب كلف الشاعر الشعوبي أبو القاسم الفردوسي(411-329هـ) بكتابة قصائد شعرية يمجد فيها تاريخ فارس وحضارتها ويشتم فيها العرب وحضارتهم الإسلامية ويحط من شأنهم وقد تعهد له بأن يعطيه وزن ما يكتبه ذهبا انه هو فعل ذلك. ومن شعره في ملحمته"الشاهنامة":
زشير شتر خور دن وسو سمار
عرب را بجايي ر سيده است كار
كه تاج كيانرا كند آرزو
تفو باد بر جرخ كردون تفو
وتعني ترجمتها: من شرب لبن الإبل وأكل الضب بلغ الأمر بالعرب مبلغا أن يطمحــــوا فـي تــاج الملك فتبا لك أيها الزمان وسحقا.
وكذلك الشاعر يعقوب ليث الصفارين وهو احد أمراء الشعوبية ومن المتمردين على الدولة العباسية أنشد أبياتاً مشابهة أرسلها للخليفة المعتمد العباسي يقول فيها:
أنا ابنُ الاكارمِ من نَسلِ جَموحائزٌ اِرثِ مُلوكِ العَجمِ
َومُحي الَـذي باد من عِزَهَـموكَفى عَليَه طُوالُ القِدَم
فَقل لِـبنَي هـاشِم أجمعينهَلُموا إلى الخَلع قبل الندَمِ
فَعُودوا إلى أرضِكُم بالحِجاِزلأكلِ الضٌبِ ورعي الغِنَمِ
فالملاحظ من خلال هذه الأبيات أن الحقد والكراهية كان إما للعرب كعرق أو للإسلام كدين، فالذي قال الشعر هذا بالعربية يدل على معرفة باللغة العربية والبحور والعروض وغيرها من علوم اللغة...وقد ذكر الباحث الإيراني ناصر بوربيرار أن الذي دفع الفردوسي لكتابة ملحمته هذه المصلحة الشخصية وحفنة من الدنانير والدراهم.وهناك ايضًا مسألة معارضة القرآن من قبل ابن المقفع حتى قيل أن كتابه"الدرة اليتيمة" جاء معارضًا للقرآن، الأمر الذي لم يبن من خلال كتابه، ويبدو أن المسألة طعنًا في أديب عُرف بالعلم وسعة الأدب، وغيره من الأدباء والشعراء وإن حاولوا، فكلها لا تعد عداءًا أو كرهًا للغة العربية بقدر ما فيها من إعتزار وفخر وقوة بلاغة القرآن الكريم الذي كان وما يزال محط أنظار العلماء والأدباء والشعراء على اختلاف مشاربهم اللغوية والعرقية والعقائدية، فهي شهادة أن القرآن مثال البلاغة والفصاحة وقوة الأسلوب وحسن النظم.وأما قصة أبي العلاء المعري وإلحاده وشعره الذي يعارض فيه القرآن قد فندها وبيّن زيفها ووقف على صدق نيته وسلامة عقيدته الصاحب كمال الدين ابن العديم المتوفي سنة 660 هـ وأحد أعلام عصره، فقد ألّف كتابا أسماه العدل والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري وفيه يقول عن حساد أبي العلاء " فمنهم من وضع على لسانه أقوال الملحدة، ومنهم من حمل كلامه على غير المعنى الذي قصده، فجعلوا محاسنه عيوبا وحسناته ذنوبا وعقله حمقا وزهده فسقا، ورشقوه بأليم السهام وأخرجوه عن الدين والإسلام، وحرفوا كلامه عن مواضعه وأوقعوه في غير مواقعه. و كان يحرم ايلام الحيوان ولذلك لم يأكل اللحم خمساً و أربعين سنة."اهـ، وأما ما وقع من مسيلمة الكذاب ومضاهاة القرآن فهي لا تعدو سخافات عديمة المعنى وإن تنمقت لفظًا جزلًا، وهو عربي حاول أن يقلد القرآن بلغته الممجوجة فما بلغ، ورغم عربية لسانه وفصاحة حرفه فما استطاع أن يوفي غرضه في المضاهاة، فتعس في الدنيا والآخرة.
2.فئة أسلمت وأخلصت لله ولرسوله وللمؤمنين وأصبحت جزءًا من الأمة الإسلامية، وتعلموا العربية ومنهم من أبدع، بل ومنهم من دافع عن العربية ولسانها أمثال الجاحظ ووقف بالمرصاد لكل متعنت بائس، وقسم من هذه الفئة بقيت في نفوسهم آثار العصبية والأنفة لقومهم وبني جلدتهم، إلا أن أمرهم كان يسيرًا ولم يصل الى حد العداء والكراهية للغة العربية، وبغض النظر عن طبيعة نشأة هذه الحركات الشعوبية فلم تستطع أي فئة أن تجهر بعدائها للغة العربية وللأسباب التالية:
1. قوة سلطان الدولة الإسلامية، فقوة اللغة من قوة دولتها، والدولة الإسلامية عُرفت بقوتها وصلادتها واتساع نفوذ سلطانها.
2.اهتمام المسلمين باللغة العربية كوسيلة أساسية في فهم القرآن الكريم، وإدراكهم أنه لا يمكن أداء الإسلام أداء كاملاً إلاّ بها، فاللغة العربية بالنسبة للإسلام هي بمثابة الروح للجسد.
3.بروز اللغة العربية لغة للعلم فإنه لم ينصرم القرن الثالث للهجرة إلا واللغة العربية أصبحت لغة كل العلوم الشرعية منها والطبيعية من طب وصيدلة وفلك وكيمياء وغيرها، وكل من يريد أن يغرف من مناهل العلوم ومصادرها عليه أن يعرف العربية، فكان محالًا لطالب العلم أن يحصّل شيئًا من العلوم إلا من الكتب والمراجع العربية ومعرفته اللغة العربية والخط العربي...فتميزت اللغة العربية أي تميّز وتفوقت أي تفوق. هذا ما كان من أمر اللغة العربية في المشرق، وأما في المغرب(الأندلس) فقد احتلت اللغة العربية مكانة عالية وتبوأت سورة ترى كل لغة غيرها تتذبدب...
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
 
  #10  
قديم 06-18-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

نبذة عن فتح الأندلس
افتتح المسلمون جزيرة الأندلس في شهر رمضان سنة 92 من الهجرة وكان فتحها على يدي طارق بن زياد وكان والياً على طنجة مدينة من المدن المتصلة ببر القيروان في أقصى المغرب بينها وبين الأندلس الخليج المذكور المعروف بالزقاق وبالمجاز رتبه فيها موسى بن نصير أمير القيروان وقيل أن مروان بن موسى بن نصير خلف طارقاً هناك على العساكر وانصرف إلى أبيه لأمر عرض له فركب طارق البحر إلى الأندلس من جهة مجاز الجزيرة الخضراء منتهزاً لفرصة أمكنته وذلك أن الذي كان يملك ساحل الجزيرة الخضراء وأعمالها من الروم خطب إلى الملك الأعظم ابنته فأغضب ذلك الملك ونال منه وتوعده فلما بلغه ذلك جمع جموعاً عظيمة وخرج يقصد بلد الملك فبلغ طارقاً خلو تلك الجهة فهذه الفرصة التي انتهزها. وقد كان من الذين دخلوا الأندلس وقتئذِ رهط من التابعين أذكر منهم:

1.محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري يروي عن أبي هريرة.

2.حنش بن عبد الله الصنعاني يروي عن علي بن أبي طالب وفضالة بن عبيد.

3.عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي يروي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

4. يزيد بن قاسط وقيل ابن قسيط السكسكي المصري يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

5.موسى بن نصير الذي ينسب الفتح إليه يروي عن تميم الداري.

كما وضّح عبد الواحد بن علي المراكشي في كتابه:"المعجب في تلخيص أخبار المغرب". وأما عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأندلس الملقب بالداخل فقد دخلها في عام 138 للهجرة، وحارب يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبدة بن عقبة بن نافع الفهري الوالي على الأندلس فهزمه واستولى عبد الرحمن على قرطبة دار الملك وكان دخوله إياها يوم الأضحى من السنة المذكورة فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة 172. وقد اهتم الأمراء والحكام في الأندلس بالعلم والأدب وكان للشعراء والبلغاء حظوة عندهم، وهذا ليس غريب على قوم سليقتهم العربية، فالعربي الذي جاء الأندلس فاتحًا، جاءها بلغته التي يعتز بها، ولغة دينه الذي يموت من أجله، وبناءًا على هذا فإن الأدب المغربي كان إمتدادًا للأدب المشرقي، والحضارة التي قامت في المغرب كان أساسها اللغة العربية والدين الإسلامي، والأندلس كانت تمثل اللقاء بين الشرق والغرب، الشرق بحضارته ونهضته الفكرية والعلمية، والغرب بتخلفه وخشونة طبعه، ففي الأندلس لم تواجه الحضارة الإسلامية حضارة أخرى تصمد أمامها، فاستحوذت على عقول وألباب السكان الأصليين للبلاد، فانكبوا على دراسة اللغة العربية والإسلام. وقد نبغ علماء كثر في الأندلس من أدباء وشعراء وفقهاء وعلماء في الطب والفلك والهندسة. ومصنفاتهم كُتبت بلغة العلم آنذاك ولغة الدين، اللغة العربية.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.