موقع كوبون جديد للحصول على اكواد الخصم  آخر رد: الياسمينا    <::>    إيجار ليموزين في مطار القاهرة  آخر رد: الياسمينا    <::>    ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين  آخر رد: الياسمينا    <::>    حفل تكريم أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2023.  آخر رد: الياسمينا    <::>    دورة البادل، كانت فكرة وبالجهد نجحت  آخر رد: الياسمينا    <::>    لاونج بموقع مميز ودخل ممتاز للتقبيل في جدة حي الخالدية  آخر رد: الياسمينا    <::>    تورست لايجار السيارات والليموزين في مصر  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    كود خصم تويو 90% خصم 2024  آخر رد: الياسمينا    <::>    المحامية رباب المعبي تحاضر عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإر...  آخر رد: الياسمينا    <::>   
 
العودة   منتدى المسجد الأقصى المبارك > المنتدى العام لمشاركات الأعضاء
التسجيل التعليمات الملحقات التقويم مشاركات اليوم البحث

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
  #1  
قديم 10-29-2011
ابو عمر ابو عمر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 92
افتراضي النهضة التونسي وامريكا

حزب النهضة في تونس: نحن ما تحتاج له أميركا
تكشف وثائق صادرة عن السفارة الأميركية في تونس، ضمن تسريبات «ويكيليكس» عن علاقة جيدة جداً تربط بقايا حزب النهضة الإسلامي التونسي في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالبعثة الدبلوماسية الأميركية. زيارات متبادلة بين الطرفين، وتشديد من قادة النهضة على تمثيلهم الإسلام المعتدل، وهو، برأيهم، الحل للديموقراطية في المنطقة، وتونس تحديداً

ديما شريف
يكتب بعض مناصري حزب النهضة الإسلامي التونسي في منتديات إلكترونية عدّة أنّ السلطة، في أيام حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، كانت تلاحقهم وتضطهدهم بناءً على طلب أميركي. فالولايات المتحدة لا تريدهم أن يصلوا إلى السلطة، رغم أنّهم يمثلون «الإسلام المعتدل الذي سيحقق العدل والمساواة والديموقراطية». لكنّ مجموعة من برقيات السفارة الأميركية في العاصمة التونسية تشير إلى أنّ العلاقة بين الحزب والسفارة كانت متقدمة.

كذلك يبدو من الوثائق الاهتمام الأميركي الدائم بما يفعله الإسلاميون ونشاطهم السياسي، فموظفوها لا يوفرون أيّاً من زوارهم السؤال عن الناشطين الإسلاميين على الساحة السياسية، وقوتهم الفعلية على الأرض وحقيقة مشاريعهم.
ففي وثيقة تعود إلى 23 أيار 2005 (05tunis1081) تتناول الوضع في البلاد بعد الانتخابات المحلية بداية الشهر نفسه، يؤكد أحد أعضاء حزب التجديد (الشيوعي سابقاً) أنّ حزب النهضة الإسلامية لا يزال فاعلاً على هامش المعارضة القائمة ويستهدف الشباب الذين يترددون إلى المساجد. ويقول السفير الأميركي في تونس، وليم هادسون، الذي كتب البرقية، إنّ المعارضة العلمانية أدركت أهمية ذلك، واتصلت بالإسلاميين ومن ضمنهم فلول حزب النهضة في البلاد. وقد اعترف رئيس الحزب التقدمي الديموقراطي، نجيب الشابي، للسفير بأنّه التقى أعضاء من النهضة خارج تونس، أخيراً. وأسرّ زعيم حزب التجديد آنذاك محمد حرمل، بأنّه لا يستبعد اتخاذ بعض الترتيبات مع الإسلاميين لتعزيز نشاطات حزبه. لكن انتهازية الشابي وحرمل، دفعتهما إلى تحذير السفارة من التعامل مع الإسلاميين، أياً كانوا، «في العراق أو أيّ مكان آخر»، وانتقدوا «المكاسب السياسية التي ينالها الشيعة في العراق». ولم يقتصر التحذير من الإسلاميين على هؤلاء، بل وصل الى الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات خلال اجتماع في يوم 9 شباط 2006 (06tunis388) مع أحد الموظفين في السفارة. إذ قالت إلهام بلحاج وحفيظة شقير من الجمعية، إنّ القبول بحكومة إسلامية يعني «استبدال ديكتاتورية بأخرى». ورأتا أنّ الوضع مشابه مع من يطلقون على أنفسهم لقب «مسلمين معتدلين».
وفي وثيقة أخرى، تعود ليوم 29 تشرين الثاني 2005 (05tunis2564)، بعنوان «انقسام ثنائي للإسلام في تونس»، يتحدث السفير وليم هادسون عن وضع الإسلام في تونس، ويعرض تزايد التديّن في البلاد وتاريخ العلاقات بين السلطة والحركات الإسلامية. ويبدو من هذه الوثيقة، أنّ العلاقة بين السفارة وأعضاء حزب النهضة الإسلامي المنحلّ جيدة، اذ تستعين بهم السفارة للمعلومات. ففي هذه الوثيقة المذكورة، يقول السفير إنّ أحد أعضاء الحزب السابقين اشتكى لأحد الموظفين السياسيين في السفارة من أنّ المجموعات السياسية الإسلامية لا تهتمّ سوى بالنشاطات السياسية والتحالفات. وأضاف عضو النهضة أنّ الله والدين غير مهمّين لهؤلاء، أي أنّهم ليسوا أفضل من القيادة السياسية الحالية في البلاد.
ويبرز الاهتمام الأميركي بموضوع الإسلام في تونس أيضاً في وثيقة تعود ليوم 22 آذار 2006 (06tunis670) التي تنقل وقائع طاولة نقاش عقدت يوم 8 آذار، مع بعض ناشطي المجتمع المدني، فيعود الحديث دائماً إلى وضع الإسلاميين وقوّتهم.
ويبدو من بعض الوثائق أنّ شخصاً كزياد الدولالتي، وهو اليوم عضو المجلس التأسيسي للنهضة، كان صديقاً للسفارة، وعلى جدول الزوار الدائمين. زائر يسعى ما في وسعه للترويج لحزبه ولشخصه على أنّه يمثل الإسلام المعتدل.
وعلى غرار الدولالتي، يحاول أعضاء الحزب السابقين الترويج لأنفسهم على أنّهم يمثلون الإسلام المعتدل الذي تبحث عنه الولايات المتحدة في المنطقة. ففي وثيقة تعود لـ18 آب 2006 (06tunis2144) تتناول ردود الفعل التونسية على حرب تموز، يلتقي المستشار السياسي في السفارة مع زياد الدولاتلي، والناشط في المجتمع المدني صلاح الدين الجورشي، الذي قال إنّه ترك النهضة لخلافات معهم. قال الاثنان للمستشار إنّ الحرب في لبنان ودور الولايات المتحدة في مساندة اسرائيل قوّيا حزب الله ومجموعات متطرفة أخرى، كما عززا التوجه لدى الشباب التونسي إلى التماهي أكثر مع أفكار مجموعات جهادية مثل «القاعدة» عوض مجموعات «غير عنفية ومعتدلة من النهضة». ويضيف السفير إنّ الاثنين يطلقان على نفسيهما وصف «مسلمين معتدلين».
في الخامس عشر من آب 2006 عقد لقاء بين الإسلاميين التونسيين المعتدلين والمستشارين السياسي والاقتصادي والضابط السياسي في السفارة. وفي برقية في 21 آب (06tunis2155) يرسل نائب رئيس البعثة في تونس ديفيد بالارد تفاصيل ما دار في اللقاء، الذي أعدّه بناءً على طلب التونسيين، رضوان مصمودي، وهو أميركي من أصل تونسي يرأس مركز دراسة الإسلام والديموقراطية في واشنطن. شارك في الاجتماع سعيدة أكرمي، الأمينة العامة للرابطة الدولية لدعم السجناء السياسيين، صلاح الدين الجورشي، صحافي وناشط في المجتمع المدني وعضو سابق في حزب النهضة، وزياد الدولاتلي وهو من مؤسسي الحزب، وقضى 15 عاماً في السجن. وتوضح البرقية أنّ الإسلاميين المعتدلين، كما تسمهيم مع بعض التحفظات، إذ ترفق هذه العبارة بمزدوجين كأنّها تلقي المسؤولية بالتسمية على آخرين، أرادوا مقابلة ممثلين عن السفارة «لإعادة فتح حوار في «القضايا المشتركة». ونكتشف أنّ العلاقة بين الطرفين و«الحوار» بينهما يعودان إلى الثمانينيات وتوقف «الحوار» بعد الحملة الحكومية على الحزب وحلّه وزجّ قادته في السجن. وتضمّن هذا الحوار القديم لقاءات مع أعضاء من الكونغرس زاروا تونس».
المحاورون الإسلاميون رأوا أنّ تونس مثال للإصلاح الديموقراطي في الشرق الأوسط. وقال الدولاتلي إنّ «كون تسعين في المئة من التونسيين علمانيين يشجع على عملية تطوير ديموقراطية حقيقية». محاوروه الأميركيون لم تقنعهم هذه الفكرة، وعبّروا عن ذلك في البرقية، وخصوصاً أنّها تأتي من «إسلامي». وسخروا من ادعائه أنّ حزب النهضة حصل قبل حلّه على ستين في المئة من أصوات المقترعين (انتخابات 1989)، فيما لم تتعدّ النسبة الحقيقية، وفق بالارد، الذي كتب البرقية، الثلاثين في المئة في أفضل الحالات.
التونسيون حاولوا إقناع موظفي السفارة بأنّ التعاطي معهم يصبّ في مصلحة واشنطن كي تعيد الثقة والصدقية لنفسها في الشرق الأوسط، وهي تحتاح الى نموذج ناجح عن الديموقراطية في المنطقة. الدولاتلي، الأكثر تحمساً للتعاون مع واشنطن على ما يبدو، حاول خلال الاجتماع الترويج لبلاده على أنّها الأنسب لتحقيق هذا النموذج، وليس العراق. وقال إنّ من الجيّد أن يكون هناك بديل من «البن لادنية».
وطلبت المجموعة، التواقة ربما إلى اعتراف أكبر قوى امبريالية في العالم، بضع «خدمات» من السفارة. أهم هذه الخدمات زيارة ممثل عن البعثة الدبلوماسية الأميركية لحمادي الجبالي، أحد قادة حزب النهضة، وهو «إسلامي معتدل» كما قالوا، لأنّه ممنوع من مغادرة محافظة سوسة. إلى ذلك، طلبوا إدراج أسماء بعض الإسلاميين المعتدلين على لوائح زوار السفارة والزيارات التي تنظّمها للولايات المتحدة من وقت لآخر.
يقول بالارد في البرقية إنّ السفارة سعيدة لمبادرة المجموعة إلى الاتصال بها، لكنّها لا تأمل تغييراً كبيراً في المستقبل مثلهم، ويقول إنّها (البعثة الأميركية) واعية لدوافع المجموعة إلى الاتصال بها، وخصوصاً بعد تصريح دولالتي عن الستين في المئة.
نفّذت السفارة بعض الخدمات المطلوبة، وزارت الجبالي في إقامته الجبرية، فزار أحد الموظفين السياسيين في السفارة الجبالي في 31 آب 2006 (06tunis2298) في منزله في سوسة، لأكثر من ساعتين. ما لفت نظر الضابط أنّه على عكس كل من يلتقيهم من المجتمع المدني والمعارضة، لم يشتك الجبالي من السياسات الأميركية في لبنان، وإسرائيل والعراق. الجبالي، الذي قال إنّ راشد الغنوشي هو قائد النهضة، أكّد أنّ النهضة في تونس هو نفسه كما في أوروبا. وككل الحركات الإسلامية في حضرة الأميركي، قال الجبالي إنّ النهضة، بما هو حزب، يريد أن يدخل تدريجاً إلى السياسة التونسية، ولا يريد دولة إسلامية. وكما يفعل الجميع، انتقد الجبالي الأحزاب الإسلامية الأخرى التي تعتقد أنّها تملك «الحقيقة الإلهية، ولا تتقبل النقد». الجبالي، رداً على ملاحظة موفد السفارة أنّه يبدو علمانياً، قال إنّه يفصل ممارسته للدين عن الحياة العامة. وأضاف أنّ المسلمين المعتدلين كلّهم يفكرون مثله، ويرفضون العنف. إجابات الأميركي كانت حاضرة لتذكّره بتفجير مناصرين للحزب فنادق في الثمانينيات. ولم يصدق الموفد ما قاله الجبالي عن أنّه ممنوع من العمل، وعن التضييقات بحقه، نظراً إلى بيته المؤثث جيّداً وبذخه في استقبال الضيف. كذلك تطرق الجبالي إلى التطرف الإسلامي الحالي مقارناً بين عناصر النهضة المنفتحين والشباب التونسي المتديّن والمتطرف جداً، نتيجة القمع. وكذلك لمنع النهضة من ترويج أفكاره المعتدلة.
قد لا يكون جميع الناشطين في حزب النهضة، قبل حلّه، والذين بقوا أوفياء لنهجه بعد حظره «أصدقاء» للسفارة الأميركية في تونس، لكن مما لا شك فيه أنّ فاعلين في الحزب، وأهمّ رموزه والمتحدثين باسمه «حاوروا» الأميركيين لسنوات طويلة، طمعاً باعترافهم، ورغبة منهم ربما بتكرار تجربة العراق. فإذا قررت واشنطن قلب الطاولة على صديقها (السابق) بن علي، فالنهضاويون كانوا جاهزين، دوماً وأبداً، لمباركة ذلك وحكم البلاد، وخصوصاً أنّهم، كما كرروا، «معتدلون»، وهو «النوع الإسلامي» المفضّل للأميركيين.
رد مع اقتباس
 
 
  #2  
قديم 10-31-2011
أبو خالد أبو خالد غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 46
افتراضي رد: النهضة التونسي وامريكا

التعليق السياسي

أمس الاثنين شكل الوزير الأول محمد الغنوشي حكومة جديدة بعد الوراثة المؤقتة لعرش الطاغية زين العابدين بن علي، الذي فر من أرض الإسلام في تونس إلى غير رجعة، بعد أن تسلط على رقاب الناس فيها ما يقرب من ربع قرن، أذاقهم فيها مرارة الجوع بعد أن أفقدهم كرامتهم، وحارب إسلامهم بكل ما أوتي من قوة هو وأعوانه من العلمانيين الإستئصاليين والذين رفعوا (شعار تجفيف منابع الاسلام). وقد بلغت الوقاحة والحقد بأحدهم (أبو بكر الأخزوري وزيرالشؤون الدينية في حكومة بن علي) من العداء للإسلام والمسلمين أن صرح في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان التونسي) أن الآذان نوع من التلوث البيئي.

وقبل الخوض في تحليل ما حدث في تونس حاضنة القيروان، فإن أبناء تونس المسلمين أثبتوا لأمتهم الاسلامية فضلاً عن العالم، أن إرادة الشعوب والأمم تعلو على إرادة الطواغيت والفراعنة وجبابرة الأرض، وأن ذريعة بطش الحكام والرعب من تصرفاتهم ذهبت إلى غير رجعة، أمام ما أبداه أهل تونس من وقفة صلبة وبطولية بعد تصميمهم على الوقوف في وجه الطغاة، ووضع حد لتصرفاتهم، ولم يكلفهم ذلك من التضحيات أكثر ما يكلفهم أسبوع واحد من حوادث السير، أو حصيلة يوم واحد من جرائم الطواغيت.

وكانت الأحداث التي بدأت ذاتية قد تسارعت وانتشرت في أرجاء البلاد لوجود أرضية خصبة لثورة الناس على الإهانة والإذلال والجوع والظلم الشديد الذي أوقعه بن علي وزبانيته عليهم دون أن تأخذه وزبانيته بالناس رأفة أو رحمة.

وقد حاول بن علي وقف ثورة الناس بالتصدي للمسيرات والمظاهرات بالقوة، كما حاول احتواء مطالب الناس، سواء أكان ذلك برفع القيود على التعبير، أو الوعد بتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل، أو بإقالته فعلاً لبعض الوزراء ومنهم وزير الإعلام ووزير الشؤون الدينية من الإستئصاليين، ثم إقالته وزير الداخلية، إلا أن خشية أميركا من إمكانية خروج الأوضاع عن السيطرة ورغبتها في ذات الوقت في إيجاد تغييرات في تونس _كانت تمهد لها مع أطراف تونسية مختلفة داخل تونس وخارجها حال انتهاء فترة رئاسة بن علي الأخيرة عام 2014_ جعل أميركا تسارع لوضع ترتيبات سريعة للسيطرة على الموقف، والعمل على التخلص من بن علي الذي لم يعد يصلح للخدمة وبات من الضروري استبداله قبل الموعد المتوقع بحكم جديد يحظى بشعبيه وفقاً للمقاييس التي وضعت لأنظمة الحكم المطلوبة في مشروع الشرق الأوسط الكبير.

ويبدو أن الرئيس الذي طالما خدم أميركا والغرب الكافر قد استشعر أنه قد جرى التخلي عنه، وأن أميركا لم يصدر منها أية إشارة تشير إلى التمسك به، بل يبدو أنه بات واضحاً لديه أنه سيلقى مصير شاه إيران بعد الحياد الواضح للجيش، فقادة الجيش قد أخذوا أوامرهم بعدم الدفاع عن رموز النظام الذين يجب أن يرحلوا، وبعدم التعرض للشعب أثناء التظاهر والاكتفاء بحماية المواقع الحساسة في البلاد وحراسة الممتلكات العامة، وكان الجيش يفصلُ أحياناً بين الشرطة وجماهير الناس. وقبيل رحيل بن علي شوهدت سيارات الشرطة تحترق والجيش على بعد أمتار دون أن يلاحظ أنه يحرك ساكناً. ومع إبداء الجيش تعاونه في ملاحقة العصابات المسلحة التي هاجمت بعض الأحياء السكنية يكون قد حافظ على صورة حسنة في أذهان الناس تؤهله لحماية النظام القادم والدفاع عنه.

لقد أصبح واضحاً أن بن علي قد أذعن لما أملي عليه بمغادرة البلاد والحفاظ على حياته وحياة أسرته وتجنيبه المحاكمة مقابل تنازله عن السلطة وتمهيد الطريق لتنفيذ خطة أمريكا في التغيير، وكان ذلك واضحاً في خطابه الأخير قبل يوم من هروبه. فقد أعلن بن علي في ذلك الخطاب عن إصلاحات واسعة مثلما تريد أميركا؛ ومن ذلك إعلانه عن حل الحكومة وتنظيم انتخابات خلال شهور ورفع الرقابة على الإنترنت وعدم استعمال الرصاص مع المتظاهرين وإطلاق حرية التعبير. وبمجرد رحيل بن علي من تونس صرَّح الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلاً: "إن لدى الشعب التونسي الحق في اختيار زعمائه" مشيداً "بشجاعة وكرامة الشعب"، وبعد أن أدان استعمال العنف ضد المتظاهرين، دعا إلى "إجراء إنتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب".

وبعد تشكيل الوزير الأول محمد الغنوشي المحسوب على التكنوقراط أمس حكومة انتقالية لمدة ستة أشهر، مهمتها الإعداد لإنتخابات عامة رئاسية وتشريعية. فإن الحكومة الجديدة ستعمل على كسب ثقة أبناء الأمة في تونس، وكسب المصداقية في تصرفاتها، فبعد الإعلان عن العفو عن السجناء السياسيين والسماح بعودة المغتربين السياسيين، ستقوم الحكومة المشار إليها بملاحقة بعض رموز الفساد والإجرام من السياسيين والأمنيين المنتمين للتجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقاً بغية محاكمتهم. كما ستعمل على التخفيف من أعباء الناس الحياتية. وبذلك تكون أميركا قد ورَّثت الحكم للعملاء الجدد الذين تتوقع منهم خدمتها وتنفيذ ما تخطط له، ويتوقع أن تشكل عودة راشد الغنوشي من المنفى أحد الركائز للحكم المقبل وبخاصة أنه قد تعهد بتقديم المساعدة لإقامة نموذج لنظام إسلامي ليبرالي" ؟؟!!.

لقد بات واضحاً الآن أن هناك أطرافاً داخل النظام وأطرافاً خارج النظام وعلى رأسهم منصف المرزوقي وأحمد نجيب الشابي وراشد الغنوشي تقوم بالتحضير بأمر ودعم من أميركا لدعم تنفيذ سياسة التخلص من العلمانيين الإستئصاليين (ألآتاتوركيين) أصحاب نظرية "تجفيف منابع الإسلام" داخل جهاز الحكم وخارجه، وذلك من أجل إيجاد أرضية مشتركة تسمح بتنفيس الاحتقانات السياسية والفكرية والإعلامية التي عانى منها الناس في تونس. أما الهدف من ذلك فهو انتقال السلطة إلى عملاء أميركا الجدد بعد أن تنتهي فترة حكومة الوحدة الوطنية التي كُلف بها الوزير الأول محمد الغنوشي بأمر من رئيس الدولة المؤقت فؤاد المبزع الذي كان يشغل رئاسة البرلمان، ومن ثم قطع الطريق على أي عمل للتغيير الحقيقي لواقعي الدولة والمجتمع واستبداله باحتواء ودمج ما يسمى بالإسلاميين "المعتدلين" بالتيار العلماني غير الإستئصالي، كما حصل في أكثر من منطقة من بلاد المسلمين تنفيذاً للإرادة الأميريكة.

أيها المسلمون في تونس حاضنة القيروان..

رغم كيد الكفار ودهائهم وتسخيرهم للأدوات الرخيصة في خداعكم واحتواء وقفتكم الشجاعة في وجه الطاغوت، فإن الفرصة ما زالت سانحة للتخلص من الحراس الجدد الذين تهيء أميركا لتثبيتهم في حكم البلاد، ولا ينبغي الاكتراث بعقبات دستورية أو قانونية يتسلح بها من يريدون خداعكم ممن يلبسون ثوب الإسلام أو ممن خلعوه فانفصلوا عن أمتهم وإسلامها التي كلفها الله بحمله، فكما أطحتم برأس الخيانة والكفر فإن بإمكانكم أن تواصلوا المسيرة للاطاحة بقوانين وأنظمة الكفر، فالدستور التونسي ليس قرآناً منزلاً، والقوانين في تونس ليست أحكاماً شرعية، بل هي شرائع غربية كافرة.

إن أبناءكم في الجيش هم أهل القوة والمنعة، ولا يعقل أن يطيع أخوتكم وأبناؤكم في الجيش العلمانيين الكفرة ويحرسون أدوات الكفار في بلادنا ويبذلون مهجهم دون المساس بهذه الأرواح، ويتركون نصرة إسلامهم وتحكيم شرع ربهم، فاطلبوا منهم أن يكونوا معكم في الإطاحة بكل من يعترض على تحكيم شرع الله، واطلبوا منهم تحقيق مطلب الأمة الذي يكاد أن يجمع عليه ابناؤها وهو وضع الإسلام موضع التطبيق وحينها يرضى الله عنا وينصرنا وتعاد لنا عزتنا وكرامتنا.

أيها المسلمون..

إن الفرصة أصبحت سانحة أكثر لسير أميركا في خطتها فيما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذي يقتضي إيجاد الإصلاحات السياسية والتي تستهدف استبدال بعض نظم الحكم في المنطقة، وإيجاد نظم أكثر شعبية من النظم الحالية خدمة لمصالحها، وهذا ما يفسر مدى الرعب عند عملائها الذين يشاهدون بأم أعينهم ما حل بأمثالهم من عبيد أميركا، حتى لو ساعدتهم على النجاة بأرواحهم كما فعلت مع بن علي وشاه إيران من قبله.

إن المشروع الأمريكي (الشرق الأوسط الكبير) يركز على إعطاء دور للشعوب في عملية التغيير من أجل الإمعان في تضليلها بجعل ما تسعى أميركا إلى تنفيذه من خطط وكأنها مطالب للشعوب. لذلك هي معنية بسرقة تضحيات مسلمي تونس وركوب موجة التغيير وتوجيهها، والسعى لتنفيذ ما تخططه من أجل ذلك، وهذا ما يفسر تصريحات السيناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية والذي قال فيها "إن فرار الرئيس بن علي ستتجاوز تداعياته حدود تونس. إن الشرق الأوسط يضم شعوباً فتية تتطلع إلى مستقبل خالٍ من أى قمع سياسي وفساد وجمود اقتصادي".

فهل ستتجاوز تداعيات ما حدث في تونس حدودها لمصلحة الامة أم لمصلحة أميركا والغرب الكافرمن ورائها؟؟

أيها المسلمون..

إن مما يحز في النفس فعلاً أن يشارك رجال يحسبون على الإسلام من أمثال زعماء حركة النهضة في محاولة تضليل المسلمين ودفعهم لتقديم دمائهم وأرواحهم في سبيل تنفيذ مخططات الكفار، ومن ذلك مزجهم الإسلام النقي بدنس الكفر في مطالبتهم بما بسمى بالإسلام الليبرالي. ولكن مع ذلك فإن مما يثلج القلب ويبعث الأمل في نفس الأمة أن تلقى الخطب الجماهيرية وتنزل مظاهرات في شوارع العاصمة تونس ترفع فيها شعارات تقول "لا للرأسمالية ولا للديمقراطية نعم للخلافة". وهو ما يثبت أن الأمة قد ارتقت بفكرها ومطالبها حتى وضح أن المطالبة بإقامة الخلافة ليس مشروع حزب سياسي بعينه بل هو مشروع الأمة كلها باعتباره حكماً شرعياً وفرضاً لن يسقط إثم القعود عنه إلا عمن تلبس بالقيام به، وإن التضحيات التي يقدمها الناس في دمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم يجب أن تذهب في مكانها الصحيح، وهو أن تكون قربة لله تعالى في تسييد عقيدته وإنفاذ شرعه.

( يا أيها الذين أمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )

حزب التحرير

14/صفر/1432هـ
18/01/2011
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.