01-09-2011
|
|
عضو فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: بيت المقدس
المشاركات: 132
|
|
مراقبة الله عز وجل
كان هناك رجل آسمه نوح ابن مريم ,كان ذي نعمة ومال وثراءوجاه,وفوق ذلك صاحب دين وخلق ,وكان معه عبد آسمه مبارك لا يملك من الدنيا قليلا ولا كثيرا ولكنه يملك الدين والخلق ,ومن ملكهما فقد ملك كل شيء.
أرسله سيده إلى بساتين له,وقال له : إذهب إلى تلك البساتين وآحفظ ثمرها وكن على خدمتها إلى أن آتيك.
مضى الرجل وبقي في البساتين لمدة شهرين, وجاء سيده ,جاء ليستجم في بساتينه,ليستريح في تلك البساتين .
جلس تحت شجرة وقال يا مبارك , آتني بقطف من عنب .
جاءه بقطف فإذا هو حامض.
فقال آتني بقطف آخر إن هذا حامض!!
فآتاه بآخر فإذا هو حامض .
قال آتني بآخر , فجاءه بالثالث فإذا هو حامض.
كاد أن يستولي عليه الغضب وقال يا مبارك أطلب منك قطف عنب قد نضج , وتأتني بقطف لم ينضج.
ألا تعرف حلوه من حامضه؟
قال والله ما أرسلتني لأكله وإنما أرسلتني لأحفظه وأقوم على خدمته .
والذي لا إله إلا هو ما ذقت منه عنبة واحدة.
والذي لا إله إلا هو ما رقبتك , ولا رقبت أحدا من الكائنات , ولكني راقبت الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء , أعجب به , واعجب بورعة وقال الآن أستشيرك, والمؤمنون نصحة , والمنافقون غششة ,
والمستشار مؤتمن .
وقد تقدم لابنتي فلان وفلان من أصحاب الثراء والجاه ,فمن ترى أن أزوج هذه البنت ؟
فقال مبارك لقد كان أهل الجاهلية يزوجون للاصل والحسب والنسب .
واليهود للمال .
والنصارى للجمال.
وعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , يزوجون للدين والخلق .
وعلى عهدنا هذا للمال والجاه .
والمرء مع من أحب , ومن تشبه بقوم فهو منهم .
أي نصيحة ومشورة ؟
نظر وقد فكر وتملى فما وجد خيرا من مبارك , قال أنت حر لوجه الله (أعتقه أولا ).
ثم قال لقد قلبت النظر فرأيت أنك خير من يتزوج بهذه البنت .
قال إعرض عليها فذهب وعرض على البنت وقال لها :
إني قلبت ونظرت وحصل كذا وكذا , ورأيت أن تتزوجي بمبارك .
قالت أترضاه لي ؟
قال نعم .
قالت فإني أرضاه مراقبة للذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء .
فكان الزواج المبارك من مبارك .
فما الثمرة وما النتيجة ؟
حملت هذه المرأة وولدت طفلا أسمياه عبد الله ,لعل الكل يعرف هذا الرجل .
إنه عبد الله إبن المبارك المحدث الزاهد العابد الذي ما من إنسان قلب صفحة من كتب التاريخ إلا وجده حيا بسيرته وذكره الطيب.
إن ذلك ثمرة مراقبة الله عز وجل في كل شيء .
أما والله لو راقبنا الله عزوجل حق المراقبة لصلح الحال , وآستقامة الامور. |
آخر تعديل بواسطة محبة المسجد الاقصى ، 01-09-2011 الساعة 11:50 PM
|
العرض العادي
