عرض مشاركة واحدة
 
  #8  
قديم 03-06-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مواقع ومراجع ومصادر متعلقة بالقدس

الثلاثاء 13 ربيع الثاني 1433

ودعوا حي المصرارة - كتب خليل العسلي خاص لـpnn
التفاصيل نشر بتاريخ الخميس, 26-01-2012 || 16:27

كم كان حي المصرارة قبالة باب العامود متوترة للغاية هذا الصباح؟! كم كانت الأجواء مشحونه بين الناس ؟! وكم كان منظرهم يثير الشفقة ويقطع القلوب خاصة كلماتهم العفوية التي خرجت من افواهم وبدون قصد ولكنها تعبر عن الواقع المؤلم الذي تعيشه المدينة المقدسة وسكانها؟!

كم كان منظر ذلك الرجل المازح كل يوم تثير الحزن وقد انقلبت أساريره وعلت محياه علامات الغضب ولسان حاله يقول: ما في اليد حيله ؟!

إننا نتحدث عما جرى هذا الصباح في حي المصرارة، الذي يعتبر باختصار مفتاح باب العامود والذي هو بوابه البلدة القديمة أي انها بوابة القدس برمتها، وفي حال ضاع حي المصرارة التاريخي القديم، فان القدس قد ضاعت، وكما قال صديقي المخلص الاول للقدس د. علي قلبيو الفنان والكاتب الذي جسد القدس بكل اعماله الفنية، ويرفض ان يطلق عليه لقب مثقف، لان هذا اللقب غير حقيقي ولا يعنى أي شئ، قال قليبو في وهو سارح في فضاء منزله المقدسي الاصيل التقليدي النادر" ان القدس تتقلص يوما بعد يوم، ان القدس تختفي شيئا فشيئا ونحن ننظر اليها، حتى انه سياتى يومنا علينا نبحث عن قدسنا فلا نجدها " صمت لدقيقة وكأنه يحاول أن يحبس أحاسيسه التي لا يستطيع أن يقاومها، وهو يتحدث عن المدينة التي عشقها واخلص لها ".. يا صديقي سيأتى يوم لن يكون فيها شئ اسمه القدس التي ستتحول إلى أن تكون شيئا افتراضيا شيئا خياليا شيئا لا يتواجد إلا على الانترنت فقط أو في مخيلتنا.."! قلت له أتمنى ان تكون مخطأ !!

ولكن ما أن وصلت إلى المصرارة حتى شعرت ان نبوء "الصديق" قد تتحقق وان ما قاله المقدسي "قلبيو" هو واقع يحدث كل دقيقة، فلقد فاجئيني ابن حي المصرارة "أبو اشرف" الذي يعمل في موقف السيارات مقابلة باب العامود وتملكه عائلته منذ ثلاثينات القرن الماضي: انظر ماذا وصلنا قبل قليل من السلطات الإسرائيلية؟! فاخرج من جيبه ورقة باللغة العبرية مكتوب فيها، بانه تمت مصادرة الموقف للصالح العام ويجب اخلاءها خلال ايام معدودة، هذا الصالح العام هو للقطار الخفيف الاسرائيلي الذي يخدم سكان الاحياء اليهودية والمستوطنات شمال المدينة، وليس لصالح سكان القدس العرب الذين يهمهم ان يبقى الصالح العام على ما هو عليه كما عرفوه عشرات السنين!! ولكن هيهات.. هيهات!!

اقتراب احد تجار حي المصرارة من ابو اشرف وقال له وهو يضرب كف بكف في إشارة واضحة إلى عدم القدرة على عمل أي شئ: والله انها كارثة يا رجل! ماذا سيحدث لنا؟!! إنها طريقة أخرى لإبعاد الناس عن القدس حتى يسهل السيطرة عليها!! ان الاستيلاء على موقف السيارات في المصرارة (وهو الموقف الوحيد القريب من البلدة القديمة) يعتبر ضربة حقيقية للمدينة وللاهلها ولكل من تعلق قلبه فيها وهم كثر!

ما علينا

ان قضية حي المصرارة هي اخطر بكثير من قضية موقف سيارات فقط، فهذا الموقف هو البداية وهوالنهاية ايضا، انه نهاية القدس وبداية تحول بالغ الخطورة في شكل وطابع القدس، الذي لن يكون عربيا ولا إسلاميا ولا مسيحيا بالتأكيد، الشئ الخطير في هذا القضية التي أربكت سكان وتجار حي المصرارة بل وسكان القدس عامة، هو أنهم شعروا فجأة أن أيامهم أصبحت معدودة، وان الأخر اعد العدة، وجهز نفسه، واختار الوقت المناسب للانقضاض، للمرة الأخيرة، على هذا الحي مفتاح البلدة القديمة وهمزة الوصل اليهودية بين الشرق والغرب!!

فإضافة إلى الاستيطان الهادئ في الحي خلف الحوانيت، نجد أن هناك حراك غير مسبوق في أروقة المحاكم الإسرائيلية يقودها حارس أملاك الغائبين لإنهاء ملف المصرارة والى الأبد، حيث قال احد التاجر المعروفين أن ثلثي حوانيت المصرارة، يتم دفع اجرتها لحارس أملاك الغائبين، يعنى إنها أملاك يهودية او هكذا يقولون!، ويعنى انه في كل دقيقة يمكن لهذا الحارس ألامين أن يمارس حقه في استعادة تلك الأملاك إليه وتسليمها للمستوطنين، لتصبح عندنا بين ليلة وضحاها حوانيت غير تلك التي نعرفها منذ أيام الأتراك...! صاحب مقهى في المصرارة قال: صحيح أنى كسبت القضية ضد امر اخلاء من قبل حارس املاك الغائبين، ولكن هذا مؤقتا لان المحكمة سمحت لي بالبقاء في المقهى لاربع سنوات اخرى..

كل هذا يحدث بشكل يومي في حي المصرارة وامام الجميع وفي وضح النهار وفي المحاكم الاسرائيلية، الغائب الوحيد عن هذه الكارثة هي القيادة المحلية "ان كان هناك قيادة محلية"، والشخصيات التي تصف نفسها بالوطنية وصاحبة الكلمة في حياة السكان بالقدس، هذه الشخصيات والقيادة لا نراها الا في افتتاح معرض، او افتتاح ندوة او عزاء او عرس احد الأصدقاء، المبكى ان هذه القيادة عندما يتجه إليها المقدسي تقول له ماذا سنفعل لك؟!، هذه الأملاك لليهود وعليك الاخلاء!!! هذا ما قاله احد تجار المصرارة واجمع عليه بعض أصحاب المحال في البلدة القديمة، وبعد ذلك فورا نسمع أصواتها عبر الإذاعات وفي الفضائيات يصرخوا بكل ما أوتوا من نعيق وزعيق يقولون: القدس عربية! وانه يجب مقاومة الاحتلال.. وكل الكليشهات الفارغة من أي معنى!!

وعند جد الجد.. يختفون وكان الأرض ابتلعهم لفترة... ويقولون لنا القدس عاصمة فلسطين !! أي عاصمة... واي ..وانت تشهدون تقلصها يوما بعد يوم.. ولم تحركوا ساكنا لحفاظ على بقاء حجر واحد في مكانه ..!

لك الله يا قدس ولكم الله يا اهل القدس... وحسبان الله ونعم الوكيل.

وللحديث بقية
رد مع اقتباس