عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص

نشأت في الهند وامتدت إلى معظم دول العالم

"جماعة الدعوة والتبليغ": لا نتدخل في السياسة لأنها سياسة رأي وانتقام ,ليست سياسة دين ورحمة

ما هي قصة "أهل الدعوة" أو "جماعة الدعوة والتبليغ" التي تنشط في طرابلس والشمال، وما هي أصولها ومبادئها، وما هي هيكليتها التنظيمية؟

كيف انتقلت من الهند وباكستان إلى لبنان، ومن هم مؤسسوها…؟

لماذا لا يشاركون في الحياة السياسية وكيف ينظرون إلى العمل السياسي وكيف يفصلون بين الدين والسياسة…؟ ولماذا ترحب بهم الحكومات العربية ولا تعترض على عملهم الحكومات الأجنبية؟

أسئلة كثيرة ترتسم حول "جماعة الدعوة والتبليغ" حملتها "الرقيب" إلى أمير "جماعة الدعوة والتبليغ" في طرابلس الشيخ عبد القادر صالح العبدو (أبو إبراهيم)، فكانت إجابات رسمت صورة واضحة لمعالم هذه الجماعة.

النشأة التاريخية… والمؤسس الأول

س: متى نشأت "جماعة الدعوة والتبليغ" وأين؟

ج: الدعوة إلى الله في الأساس هي عمل الأمة وفق قول الله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير" و "كنتم خير أمة أخرجت للناس".

وقد بدأت الدعوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن لم نحدث جديداً في ما نقوم به، لكن الأمة تركت نيابة النبوة… تركت واجب الدعوة.

وقبل نحو قرن من الزمن رأى أحد كبار العلماء والمشايخ في الهند، وهو فضيلة الشيخ مولانا محمد إلياس رحمه الله، حالة المسلمين الدينية في الهند في وضع سيء للغاية، ووجد من المسلمين في بعض المناطق الهندية من لا يعرفون عن الإسلام إلاّ اسمه، حتى أن بعضهم لا يحسنون التلفظ بالشهادتين.

تألم الشيخ من هذه الحال، وبدأ التفكير في العمل للعودة بهؤلاء الناس إلى أصول دينهم، فبدأ بهذه الدعوة من قرية "نظام الدين" خارج دلهي عاصمة الهند، فكان يخرج إلى السوق وإلى القرى ويتصل بالمسلمين ويدعوهم إلى المساجد وحلقات التعليم…

المبادئ والأصول

س: ما هي أهم مبادئ جماعة الدعوة والتبليغ وأصول العمل فيها؟

ج: اجتمع حول الشيخ اليأس نخبة من مختلف الطبقات من التجار والموظفين والأساتذة والطلاب والعمال وغيرهم…

وقد وضع بعض الأصول لهذه الجماعة ومنها:

-الخروج على النفقة الخاصة، فكل من يخرج في سبيل الله ينفق من جيبه الخاص، لا على حساب جمعية أو تبرعات، ومن لم يستطع الخروج أو الإنفاق فليعمل في مسجد الحي وفي الجولات المحلية.

-عدم التدخل في الأمور السياسية.

-عدم التعرض للمسائل الاجتهادية الخلافية، بل كل مسلم يعمل في ضوء المذهب الفقهي الذي اختاره، أو الرائج في بلده.

-الاهتمام بالإيمان والإخلاص، والصلاة والعلم والذكر وإكرام المسلم والدعوة إلى الله…

الأهداف والطموحات

س: ما هي أهم أهدافها وطموحاتها على المستوى الإسلامي العام؟

ج: نحن نعمل في كل أنحاء العالم على دعوة الناس إلى هذا الدين، ولنا جهود واضحة في معظم دول العالم: فرنسا، استراليا وغيرها، إضافة إلى الدول العربية والإسلامية… وفي هذه البلاد لا تعارض الحكومات العربية عملنا، لأننا لا نتدخل في السياسة ولا في شؤون الدولة أو الأعمال المسلحة، وهذا مقبول في عالمنا العربي.

"الدعوة والتبليغ" في لبنان

س: متى تأسست "جماعة الدعوة والتبليغ" في لبنان؟

ج: تأسست الجماعة في لبنان منذ حوالي 35 سنة على يد الشيخ حبيب سرحال من دلهون (إقليم الخروب) والشيخ عبد المجيد أبو الذهب (بيروت) والشيخ سعد الدين عكاوي (بيروت)، ثم انتشر العمل الدعوي في لبنان.

ومن أوائل المؤسسين في طرابلس: الشيخ مصطفى الحاج (أبو أنور)، الشيخ عمر فاهمة والشيخ محمد مرعي.

انطلق العمل في طرابلس في البداية من جامع محمود بك في التبانة، عندما قدمت جماعة من الباكستان والهند وصارت تتجول في مساجد المدينة، ثم انتقل مركز الدعوة إلى مسجد طينال.

الأنشطة وأساليب العمل

س: ما هي طبيعة الأنشطة التي تقوم بها "جماعة الدعوة والتبليغ"؟

ج: يترتب على كل عضو في الجماعة أن يخرج في العمر أربعة أشهر إلى الهند والباكستان حتى يقوم على تعلم أصول عمل أهل الدعوة والتبليغ… ونحن نخرج للدعوة في كل سنة 40 يوماً للدعوة، وفي كل شهر ثلاثة أيام، وفي الأسبوع لدينا جولتان: جولة في مسجد الحي، وجولة في مسجد آخر، وحلقتا تعليم: واحدة في مسجد الحي وثانية في البيت لتعليم الزوجة والأولاد.

والجولة للدعوة كالعمود الفقري للدعوة، وموضوع الجولة هو أن الله تعالى جعل حل مشاكلنا وقضايانا في الدنيا والآخرة في أن نعيش في هذه الدنيا على سنّة نبينا صلى الله وعليه وسلم وسيرته الطيبة، ولكي نحيي هذه السنّة في حياتنا لا بد من جهود، ولكي نرغّب أهل الحي لا بد من أن نجمعهم في المسجد للجولة، وذلك عن طريق الاعلان بعد صلاة الجماعة، ولو تولى الاعلان أحد الشخصيات من أهل الحي أو إمام المسجد لكان أحسن وأولى، ولكن لو فوّضوا أمر الاعلان إلى الدعاة فليقم أحدهم بالاعلان.

وفي الاجتماع بالمسجد يقوم بإلقاء الكلمة من يتم اختياره بالمشورة، وفي نهاية البيان يطلب الدعاة من الحاضرين الخروج في سبيل الله لأربعة أشهر بالجدّ، وتُكتب أسماء الملبين فوراً، ثم تكتب الأسماء لأربعين يوماً، ثم يُقبل أي وقت يرغب فيه راغب ويختاره.

المطالبة والتشكيل

س: كيف ينتظم المدعوون في الجماعة؟

ج: إن الجهود عند المطالبة والتشكيل تصبح روحاً للدعوة، فلو لم تُصرف الجهود بالجد على المطالبة تأخرت الأمور المطلوبة، ولم تظهر التضحية فذهبت روح العمل…

ويبدأ صاحب البيان (الخطاب) نفسه بالطلب ويقوم بتسجيل الأسماء شخص آخر، ولا يطيل الكلام الكاتب والمسجّل. ثم يتم لقاء أخوي يتذاكر فيه الدعاة تضحيات الأنبياء والصحابة ويرغّبون الحاضرين في تشكيل جماعة محلية.

المناهج والتعليم

س: ما هي أهم المراجع التي تعتمدها الجماعة لتهيئة الدعاة؟

ج: يتم إعطاء الأولوية للآداب وإنشاء الرغبة لطلب العلم، والتركيز على فضائل القرآن الكريم والتمرين على قراءة سوره بالتجويد… وأما الكتب فهي مؤلفات شيخ الحديث مولانا محمد زكريا ومنها: "فضائل القرآن المجيد"، "فضائل التبليغ"، "فضائل الذكر"، "فضائل الصدقات"، كذلك يُقرأ تأليف الشيخ احتشام الحسن الكاندهلوي "العلاج الوحيد لانحطاط المسلمين اليوم".

الهيكلية التنظيمية في لبنان

س: ما هو الشكل التنظيمي الذي تعتمدونه، وهل هناك هيكلية مركزية للجماعة في لبنان؟

ج: تعتمد "جماعة الدعوة والتبليغ" منهج الشورى، انطلاقاً من قوله تعالى "وشاورهم في الأمر" وقوله سبحانه "المشورة" حيث يتشاور الأخوة مجتمعين في مقتضيات هذه الدعوة، وفي نظم الترتيب لها، وفي وضع الجدول لاتمام هذه المقتضيات، والتنظيم المناسب، فيكون مجلس "المشورة" متسماً بإبداء الرأي مع عدم إصرار أحد على رأيه، وعدم استعمال أسلوب المعارضة لرأي الآخر. وليست كثرة الآراء أساس القرار عندنا، وليس من الضروري أخذ رأي كل شخص في كل الأمور، ولكن لا بد من إرضاء الجميع.

ولدينا أيضاً فيصلة وهي موقع "الأمير"، والأمير ليس ثابتاً بل يتغير كل ثلاثة أشهر، وأمير لبنان هو الشيخ حبيب سرحال، وهو يشاور أهل شورى طرابلس لتحديد من يكون "الفيصلة"-أو الأمير-في أمور أهل الجماعة كل ثلاثة أشهر، والأمير يفصل في كل أمور الجماعة وترتيب أعمالها.

مراكز النشاط

س: ما هي أبرز المراكز التي تنشطون فيها في لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً؟

ج: نحن نعمل في كل أنحاء لبنان، ولدينا مراكز منتشرة بدءاً من بيروت (مسجد الدنا) وفي صيدا (جامع الإمام علي) وفي البقاع (مسجد أبي بكر الصديق) وفي طرابلس (مسجد طينال) ونتجول في بقية المناطق المحيطة، ونخرج إلى بلاد خارجية مثل استراليا وألمانيا وأي بلد يعطينا تأشيرة نخرج إليه للدعوة في سبيل الله.

المشاركة السياسية

س: لماذا لا تشاركون في الحياة السياسية (الانتخابات مثلاً) وهل تنطلقون في ذلك من أنكم تحرّمونها أم تفضلون التفرغ للدعوة؟

ج: نحن لا نشارك في الحياة السياسية لأننا نترك هذا الأمر لأهل السياسة لمعرفتهم بأمور السياسة ولمعرفتنا بالأمور الدينية، ونحن نشارك في الانتخابات من دون أن نرشح أحداً من الجماعة لموقع ما، بل إننا نشارك في انتخاب الرجل المناسب للمكان المناسب، ونحن لا نشارك رغبة منا في التفرغ لأعمال الدعوة وليس لأننا نعتبر ذلك حراماً.

ونحن نفصل بين السياسة والدين، لأن هذه السياسة ليست سياسة إسلامية، بل هي سياسة رأي، لأن مفهومنا لسياسة الدين إشاعة الرحمة والشفقة والعدل بين الناس. أما المفهوم الراهن والسائد للسياسة فهو يعتمد على الانتقام فضح الأمة.

س:كيف هي علاقتكم بالحركات الإسلامية؟

ج: نحن نحترم كل الحركات الإسلامية، ولا نُكره أحداً على الانضمام إلينا، ونلتقي معهم على الدعوة إلى الله تعالى.

رد مع اقتباس