عرض مشاركة واحدة
 
  #8  
قديم 08-19-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: حوار بين رمضانين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر رمضان"سقوط الأندلس":نعم ,هذا عظيم حتى ذلك الزمن,واستمر الحال على نفس النغم,فكان عصر ملوك الطوائف في القمم,وبعدهم أبدع المرابطون بلا نزاع,فعجت الدولة بالعلماء والشعراء بابداع,فابن زيدون لمع نجمه في الآفاق,ففتق الشعر الأندلسي في فيه وفاق,وزرياب طار صيت صوته في الغناء,وابن البيطار فريد في علم الأعشاب والأدواء,وابن الزرقالي في الفلك والأجواء,وابن حزم عالم نحرير وصاحب "الملل والأهواء",وابن فرناس شهيد الطيران السبّاق,وغيرهم كثر لا يسعهم السياق.
شهر رمضان" فتح الأندلس":الله...الله...وما شاء الله,كل هذا في الأندلس ,والله ما خاب,ولا يجوز في حقه الغياب,فكيف هُدمت حضارة قامت على عبادة رب الأرباب؟
شهر رمضان"سقوط الأندلس":صبرًا أخي رمضان"فتح الأندلس",فقد تعاقبت الأحداث وتلاحقت الأخبار,وجاء المرابطون وهم خير الأخيار,فبرعوا وقادوا الأمة في ازدهار,حتى جاء بنو الأحمر وساءت الأزمان,فتكالب العلوج على أسيادهم في الإيمان,فانحصر الحكم الإسلامي في غرناطة والجوار,وتقلصت دولة المسلمين وحل الصّغار.
شهر رمضان" فتح الأندلس": لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم,وهل بقي ذكر للمسلمين في تلك البلاد,أم محاها من الأرض ماح جلاد؟
شهر رمضان" سقوط الأندلس":نعم ,لقد محيت من الأرض ولم يبق لها خيال,ومسح كل معلم وطواه الزوال,وطرد المسلمين من فردوسهم شر طردة,وتمزقوا شر ممزق,وقطعت أوصالهم وهم أحياء.
شهر رمضان" فتح الأندلس":هذا مصير كل تارك للجهاد ,وتلك سنه الله في العباد, يقول الله تعالى:" فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً",ويقول في موطن اخر:" سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً",فاتعظوا عباد الله,ولا تهنوا ولا تتركوا الجهاد,فلا عز لكم إلا بالقتال,ولا رفعة لكم إلا بالنزال.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:" ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا".
ومن بوادر الضعف أيضًا الفرقة والشرذمة,فلا قوة إلا بالوحدة, ولا وحدة إلا بالإعتصام بحبل الله,فهو الوحدة الحقة وهو الإتحاد الصحيح.
شهر رمضان" سقوط الأندلس":نعم ,هذا ما حصل في الأندلس, وهكذا ضاع العقد الفريد,وانطفأ ضوء سعيد, وأفل نجم نجيد.
وقال الشعراء في رثاء الفردوس المفقود,فنظم الشاعر الأندلسي الرندي صالح بن يزيد "أبو البقاء" قصيدة سميت مرثية الأندلس:


لكل شيء إذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العــيــش إنسانُ
هي الأمور كما شاهدتها دول = من سرهُ زَمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد = ولا يدوم على حال لها شانُ
يُمزق الدهرُ حتماً كلّ سابغة = إذا نبت مشرفيات وخرصانُ
وينتضي كل سيف للفناء ولو = كان ابن ذي يزنٍ والغمد غمدانُ
أين الملوك ذوي التيجان من يمن = وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأين ما شادهُ شدّاد في إرم = وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأين ما حازه قارون من ذهبٍ = وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟
أتى على الكل أمر لا مرد له=حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملكٍ = كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ
فجــــائع الدهر أنواع منوعةٌ=وللزمان مــســــراتٌ وأحزانُ
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له = هوى له أحــــدٌ وانهدّ ثهلانُ
أصابها العين في الإسلام فارتأزت =حتى خلت منه أقطار وبلدانُ
فاسأل (بلنسية) ما شأن (مرسية) =وأين (شاطبة) أم أينَ (جيان)؟
وأين (قرطبة) دار العلوم فكم = مـن عالم قد سما فيها له شان؟
وأين (حمص) وما تحويه من نزه = ونهرها العذب فياض وملانُ
قواعدٌ كن أركان البلاد فما = عسى البقاء إذا لم تبق أركــــانُ
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف = كما بكى الفراق الألف هيمانُ
على الديار من الإسلام خالية = قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائس مـا = فيهن إلا نواقيس وصلبانُ
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة = حتى المنابر ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهر موعظة = إن كنتَ في سنةٍ فالدهر يقظانُ
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه = أبعد (حمص) تغر المرء أوطانُ !!!؟
تلكَ المصيبةُ أنْسَـتْ ما تَقَـدَّمَها = ومــالهَا مــن طوالِ الدَّهـرِ نِسيــانُ
يا راكبينَ عــتاقَ الخيلِ ضــامرةً = كـــأنَّها في مجــالِ السَبـقِ عُقبانُ
وحاملينَ سيـوفَ الهنـدِ مــُرهَفةً = كــأنَّها في ظَـلامِ النَّقــعِ نــيرَانُ
أَعنــدكُم نبأٌ مـــن أهــلِ أنــدلُسٍ =فقد ســرى بحــديثِ القــومِ رُكبــانُ
كَم يستغيثُ بنا المستضعفـونَ وهُم = قَتلى وأسـرَى فمـا يهتـزُ إنسانُ
لماذا التـــقاطعُ في الإســلامِ بينكمُ = وأنتــم يا عبــادَ اللــهِ إخْـــــوانُ
يا مــن لـــذلَّةِ قــومٍ بعدَ عـــزَّتِهِم = أحــالَ حـــالهُمْ جــــورٌ وطُغيـانُ
بالأمـسِ كانُوا مُـلُوكاً في مـنازلهِم = واليومَ هم في بلادِ الكفـرِ عُبدانُ
فـلو تــراهُم حَيَارى لا دليــلَ لهــم =عليهِــمْ مِــن ثيــابِ الـــذُّلِ ألوَانُ
يا ربَّ أمٍ وطفــلٍ حِيــلَ بينهُـــما=كـمـــا تُــفــــرَّقُ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلـةٌ مثـلَ حُسـنِ الشمــسِ إذ = طلعـت كأنَّما هي ياقــوتٌ وَمَرجانُ
يقودُها العِلْـجُ للمكــروُهِ مكــرَهةً = والعـــينُ باكيـــةٌ والقَـلـبُ حيـرانُ
لمثلِ هـذا يبكِي القــلبُ مِن كَمــدٍ = إن كـانَ في القَلـبِ إســلامٌ وإيمانُ
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس