عرض مشاركة واحدة
 
  #17  
قديم 11-22-2011
رفيق بالخصم رفيق بالخصم غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 50
افتراضي رد: حزب التحرير، نشأته وسيرته ،ملف الوثائق والنشرات, أرشيف لوثائق انطلاق مسيرة حزب التحرير

تابع

ثانياً: الأخذ بالظني في العقيدة:
وهذا واضح بلا غموض في مسألة عزير. يقول في صفحه 40: "وكموت عزير في الدنيا وبعثه حياً من جديد، وعزير هو نبي من أنبياء بني إسرائيل..".
أن الحزب يتبنى:
1 - أن العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين، أي أن الدليل القاطع شرط لاعتبار العقائد، فعزير لا يعتبر من العقائد لعدم وجود دليل قاطع على نبوته.
2 - الحزب يشترط الدليل القاطع لتبني العقائد، بمعنى أنه لا يتبنى الأفكار المتعلقة بالعقائد إلا إذا ارتفعت إلى مستوى الجزم، أي أنها مادامت مجرد تصديق لا يتبناها مطلقاً. من هنا كانت القيادة المعزولة قد خالفت قواعد الحزب في التبني، بتبني ما لم يثبت بدليل قاطع: أن (عزير) نبي.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الثغرة التي أُدخل منها عزير على عقيدة المسلمين، لن تمنع المهدي المنتظر من الدخول أيضا، وما قد يجلبه الإيمان بمجيء المهدي المنتظر من إقعاد للمسلمين عن التلبس بفرض حمل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية. كما أن القيادة المعزولة قد استدلت بالظن على حزب التحرير بأنه الطائفة الظاهرة.

ثالثاً: جعله الآية معجزة:
في صفحه 17 يقول المؤلف: "وحيث أن هذا القرآن المعجزة يتشكل من جمل، فان هذه الجمل فيها الإعجاز الدال على أن الله سبحانه هو قائل هذه الجمل وهو منزلها على نبيه ورسوله. لهذا أطلق التعبير القرآني كلمة آية وآيات أي علامات دالة على وجوده سبحانه. فالقرآن يتشكل من جمل، كل جملة منه علامة دالة على وجود الله، لان غير الله لا يستطيع الإتيان بمثلها… فالقرآن سمى جمله التي يتشكل منها آيات، بمعنى علامات دالات على وجود الحق سبحانه".
1- القول بأن آيات القرآن تتشكل من جمل، قول لا ينطبق على واقع الآيات كلها، فهناك آيات تتشكل من حرفين مثل (حم) (يس) (طه) وهناك آيات كل آية تتشكل من كلمة واحدة مثل (القارعة) (الرحمن).
2- وصف الآية بأنها معجزة قول خاطئ لأن المعجزة هي: أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرون عن الإتيان بمثله، فهناك شرطان للمعجزة، أن يكون الأمر خارقاُ، وان يكون هناك تحد. والقرآن لم يتحد الكفار بان يأتوا بآية واحدة بل كان اقل ما تحداهم به سورة، ولذلك لا يقال أن الآية معجزة، فالمعجزات متعلقة بالعقيدة والغيبيات، والدليل على العقيدة والغيبيات يجب أن يكون قطعياً.
3- القول بان الآيات تدل على وجود الله قول خاطئ، فالقرآن الكريم هو دليل على نبوة محمد ليس غير.
فالتفكير بنصوص القرآن كلغة عربية لا يدل إلا على انه كلام عربي معجز، وأما ما تحتويه النصوص من لفت نظرٍ إلى الكون والإنسان والحياة ليس دليلاً على وجود الخالق من تلك النصوص، بل التفكير بالكون والإنسان والحياة في أنها ليست أزلية، أي عاجزة وناقصة ومحتاجة يدل على أنها مخلوقة لخالق.
4- إن الخطورة بالقول أن الآية معجزة من شأنه أن يسقط إعجاز القرآن الكريم، لان آية (حم) ليست بمعجزة، فمن يقول (جم) يكون قد أبطل التحدي واسقط إعجاز القرآن.
5- هناك تناقض بقوله أن الآية معجزة عندما يقول: إذ لو نظر في نصف الآيات أو ربعها فلم يجد ضعفاً ولا هبوطاً ولا ضحالة، فإن الحجة عليه لا تقوم. ويقول: "فحتى تكون جمل القرآن آيات، أي علامات على وجود الخالق القدير لابد من استعراضها بالكامل". وقوله "فإن الإيمان هذا يحتاج من الإنسان لأن ينظر في آيات الله التنزيلية كلها".
ففي الوقت الذي يقول فيه أن الحجة تقوم في الآية باعتبارها معجزة حسب قوله، يقول بأن المسلم لا تقوم عليه الحجة حتى لو قرأ نصف القرآن أو ربعه، فضلاً عن أن هذا القول بأن الحجة لا تقوم بتدبر ربع القرآن أو نصفه يعتبر إبراءا لكفار مكة وإسقاطا للحجة عنهم، لأنهم لم يتدبروا القران كله.

رابعاً: إن هذا الكتاب مليء بالأخطاء والخطايا، حيث لا تتسع هذه الرسالة لإيرادها، وسأذكر بعض هذه الأخطاء الواردة في الكتاب كأمثلة لبيان مستوى جهل القيادة المعزولة بفكر الحزب وعجزها.
1- قوله: مالا يتعارض مع الأفكار والأحكام الشرعية. قول يخالف ما يتبناه الحزب من أن ما يوافق الإسلام وما لا يخالف الإسلام، كلها أحكام كفر وليست من أحكام الإسلام، فالحزب يشترط في الأحكام الشرعية أن تنبثق انبثاقا صحيحاً عن العقيدة، ولا تبنى بناءً كالأفكار.
2- تأثر المؤلف بأسلوب التفكير المنطقي، ومجانبته للطريقة العقلية في التفكير.
3- إيراده الكثيف لحكم لم ينص عليها الشرع، كقوله في صفحة 38 - "أما الحكمة من هذا فهي أن كل نبي...".
وفي الصفحة 22 - "هذه هي الحكمة وهذا هو القصد من استعمال لفظ تدبر..".
4- وصف المؤلف لإيمان موسى عليه السلام بأنه في القمة، وانه لم يشك بوعد الله. بينما وصف محمد في غزوة الأحزاب بأنه زلزل هو وصحابته وظنوا بالله الظنونا.
5- إنه لا يكاد يخلو موضع في هذا الكتاب إلا وفيه خطأ أو انحراف أو مخالفة للمتبنى.

وبعد ذلك يقول الأمير المعزول أنه قراْ الكتاب ثلاث مرات ولم يجد فيه أي خطا أو أي مخالفة للمتبنى. وضحى بالحزب وفكرته التي أخذ العراقة في الأمة على أساسها، وضحى بشباب الحزب المخلصين ونضالهم، ضحى بكل ذلك من أجل منصبه وسلامة حاشيته.
أما السير وراء الأمير المعزول بحجة الطاعة فإن الطاعة في الإسلام هي الطاعة الواعية. وهي الطاعة في حدود الشرع، فقد جاء في شرح الطاعة صفحة 52 في الملف التكتلي: (ولم يكتف الإسلام بطلب الطاعة من الأمة حتى يكون فيها خلق الطاعة سجية، بل نهى صراحة عن بعض الطاعات فقال "يا أيها الذين آمنوا أن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين". "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"... حتى يكون تكوين الطاعة في نفوسنا منصرفا إلى إيجاد الانضباط العام في كل موضع كياني، سواء أكان للامة أو الحزب أو الدولة، وحتى يبعد الانضباط عن المواطن التي يصبح فيها هذا الانضباط ضررا على الكيان إذا وجدت الطاعة. ولذلك يجب على المسلم حين يلبي أمر الله بالطاعة أن ينتهي عن طاعة من نهى الله عن طاعتهم، وبذلك يتكون الكيان تكوينا سليما، ويوجد الانضباط العام وجودا سليما.). لذلك فان الطاعة في الحزب هي طاعة على الأمر المشترك، وهذا من بديهيات حزب التحرير، والذي هو من بديهيات الإسلام. فللأمير حق الطاعة مادام ملتزما برعاية الأمر المشترك، وإذا قصر أو عجز أو خالف الأمر المشترك لا طاعة له على أحد.
فالذين يتباكون على عزل الأمير، الأحرى بهم أن يدركوا أن أميرهم قد فرط بإمارته للحزب، وفرط بجزئيته الحزبية وهو الذي أخرج نفسه من الحزب ابتداء بخروجه عن الأمر المشترك مما أوجب عزله.
صحيح انه مادام للأمير شبهة دليل تجب طاعته، إلا أن ذلك يكون في تنفيذ القرار، وليس في التبني، ومخالفته للمتبنى هو خروج عن الأمر المشترك، فيسقط بذلك اعتبار طاعته آلياً، وتسقط جزئيته الحزبية.
وأما القول بأن المفروض أن يتم عزل الأمير ضمن الآلية الإدارية في الحزب، فإن القانون الإداري أسلوب وهو من المباحات، ولا يجوز أن يعطل تنفيذ واجب، غير أن الذي خالف القانون الإداري للحزب هو الأمير المعزول، فديوان المظالم الذي يعتبر قراره قطعيا من حيث الالتزام به، ومن واجب الأمير تنفيذ قراراته، قد عطله الأمير المعزول عندما عزل مسؤول ديوان المظالم الذي قضى بحق كاتب نشرة أوسلو بأنه قد جانب أمانة النقل، في حين أبقى على كاتب النشرة المُدان في منصبه، وعين مسؤولاً لديوان المظالم من محاسيبه، فكان الأمير المعزول قد خالف القانون الإداري بعدم تنفيذ قرار ديوان المظالم بحق كاتب نشرة أوسلو. ويستطيع أي شاب بالرجوع لنشرة أوسلو وكتابي بيريز وكتاب محمود عباس ليتأكد من كذب وتلفيق كاتب النشرة، والذي زور بعض ما نقله من تلك الكتب ليخدم رأيه.
كما يستطيع كل شاب أن يدرك بالحس أن مسؤول المظالم الحالي متواطئ مع الأمير المعزول وحاشيته، وهو أن الأحداث تعصف بالحزب ما يزيد على السنة ولم يسمع أحد من الشباب أن المظالم قد حركت ساكنا، وتدخلت لوقف الانحراف وفض النزاع.
وكون وصف ديوان المظالم السابق لكاتب نشرة أوسلو بأنه جانب أمانة النقل، أي انه خان الأمانة، وكون الخيانة لا تتجزأ، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أشار على أخيه بأمر وهو يعلم الرشد في غيره فقد خانه"، يكون الأمير المعزول قد خالف قول الله عزَّ وجل (ولا تكن للخائنين خصيما) بدفاعه ومخاصمته عن كاتب تلك النشرة.
أما المدعون بأن ما حصل هو شق للحزب، ويطالبون بالوحدة، فإن هذا القول ينم عن عدم تبلور مفهوم الحزب لديهم فالحزب تكتل يقوم على مبدأ آمن أفراده به يراد إيجاده في المجتمع، وليس تكتلا يقوم على شخص الأمير، ووحدة الحزب لا تكون بالالتفاف حول شخص الأمير، بل بالالتفاف حول الفكرة التي تتجسد في مجموعهم، فيتشكل كيان الحزب، ويكون كيانا فكريا، و شخصية معنوية، وشبابه هم المظهر المادي للكيان الفكري.
وما حصل في الحزب تحديدا، هو قيام قيادة الحزب المعزولة بسلخ نفسها عن الحزب وخروجها منه بتبنيها أفكار وأحكام غير الأفكار والأحكام التي قام عليها الحزب، وكونه التف حول هذه القيادة المعزولة مجموعة من الشباب فيكون الأمير المعزول هو الذي شق الحزب وأسس حزبا آخر على أفكار جديدة، جاءت بكتاب "حمل الدعوة الإسلامية واجبات وصفات"، وبعض الأفكار التي ادخلها على كتب الحزب كنظام الحكم والنظام الاجتماعي، وبعض النشرات كنشرة النقابات والجمعيات الخيرية.
فانشطار الحزب يكون بالاختلاف حول الفكرة والطريقة، ولا يكون بالاختلاف على الأساليب أو على شخص الأمير، وحين يكون الخلاف حقيقيا لا مصطنعا، وهذا قد أشار إليه الحزب في النشرات التكتلية صفحة 50.

تابع
رد مع اقتباس