عرض مشاركة واحدة
 
  #47  
قديم 05-29-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *


حكم المظاهرات والخروج على ولي الأمر

في ظل المظاهرات التي عمت العالم الاسلامي الداعية الى اسقاط الانظمة وتغيير الدساتير والدعوة الى الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، ظهر جدل فقهي بين المشايخ منهم من يبيح المظاهرات والخروج على الحاكم ومنهم من يحرمها ويعتبر المشاركين فيها فئة ضالة ويطلق خوارج هذا العصر، ومنهم من يتوقف عن الفتوى ويحيلها الى اهل البلاد المعنية . فما الحكم الشرعي فيها ؟
ان هذا التخبط في الفتاوى مرده الى عدم تحديد مناط الحكم اي الواقع الذي نعيش فيه، ان التخبط في وصف الواقع الذي نعيشه هو سبب التخبط في الفتاوى التي نسمعها، فما هو واقع الانظمة التي تحكمنا؟ هل هي نظم اسلامية ام علمانية، وهل الحكام اولياء امر يجب طاعتهم ، ام ليسوا كذلك؟
من هو ولي الامر؟
ولي الامر بالنسبة للمسلمين هو الذي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، هو الذي يحكم بما انزل الله ، ولي الامر هو الذي اختاره المسلمون بارادتهم الحرة وبايعوه على العمل بكتاب الله وسنة رسوله
هذا هو ولي الامر الذي حدثت النصوص على طاعته في قوله تعالى يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم
اما حكام اليوم فليسوا بأولياء امر للمسلمين وبالتالي لا طاعة لهم في اعناق المسلمين
قال تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون ،
ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الظالمون ،
ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الفاسقون،
فانى لمن وصف بهذه الاوصاف الثلاثة ان يكون ولي امر تجب طاعته
ويؤكد هذا المعنى حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:سيكون عليكم امراء من بعدي يأمرونكم بما لا تعرفون ويعملون ما تنكرون فليس اؤلئك عليكم بأئمة
لقد نفى الله الايمان عمن يرفض التحاكم الى شرع الله ويصر على اتخاذ البشر اربابا له قال تعالى( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
هذا ليس كفر دون كفر، لان هذا الكلام ينطبق على الحاكم الذي تطبق في بلاده الشريعة الاسلامية ولكنه بخالف الشرع مع بعض الافراد محاباة ، او عجز او تهاون ..
اما ان يشرع الكفر دستورا ونظام حياة وتقوم القوانين والانظمة على اساس الفصل بين الدين والحياة ويوضع الشرطة والجيش في حماية القوانين المخالفة لامر الله ويجبر الجميع على الالتزام بها وتنفيذها بقوة الجندي وصرامة القانون ، فذلك كفر بواح عندنا من الله فيه سلطان
لقد ظهر الكفر البواح الذي اشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث عن عبادة بن الصامت قال:دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما اخذ علينا ام يابعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وان لا ننازع الامر أهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان. رواه الشيخان البخاري ومسلم
نعم لقد ظهر الكفر البواح في مظاهر عدة :
تحريم ما احله الله
فقد حرموا الجهاد واعتبروه ارهابا وحرموا الامر بالمعروف والنهي عن االمنكر واعتبروه تطرفا وتحريم اقامة الحدود وتجريم الدعوة الى اقامة الخلافة والوحدة الاسلامية، ووضع انظمة في الاقتصاد والحكم والاجتماع والسياسة الخارجية مخالفة للاسلام .
اباحه ما حرمه الله
فقد اباحوا الربا والزنا والسفور والاختلاط والخلوة والتبرج والخلاعة والفجور وشرب الخمر والارتداد عن الدين والاحتكار وسلب الاموال العامة
موالاة اعداء الله ومظاهرتهم على المسلمين واطلاعهم على عوراتهم وتمكينهم من اغتصاب ثروات الامة وحرمان الشعوب منها
ويضاف الى مظاهر الكفر امر آخر ينفي الشرعية عن الحكام وذلك اغتصاب الحكم ، فقد جاء الحكام جميعا: اما على ظهر دبابة امريكية او بريطانية او فرنسية او روسية ، او جاء بانتخابات مزورة ، والزور باطل وما بني على الباطل باطل.او انتقل الحكم اليه وراثة
فهل بعد ذلك يقال ان الحكام اليوم اولياء امر يجب طاعتهم ، لقد عصوا فوجب عصياتهم لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وكما قال ابو بكر رضي الله عنه عندما تولى الخلافة(
اطيعوني ما اطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم)
ما حكم الخروج على حكام اليوم؟
عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون امراء تعرفون وتنكرون فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يبعث نبيا الا وله حواريون فيمكث بين اظهرهم ما شاء الله يحكم فيهم بكتاب الله وسنة نبيه، فاذا انقضوا كان من بعدهم امراء يركبون رؤوس المنابر يقولون ما تعرفون ويعملون ما تنكرون ، فاذا رأيتم اولئك فحق على كل مؤمن يجاهدهم بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقليه وليس وراء ذلك اسلام .
ان الخروج المسلح او الخروج السلمي على الحكام اليوم مرتبط بالقدرة على تحقيق الاهداف على ارض الواقع
لقد جربت الحركات الاسلامية الخروج المسلح فوقعت رهينة الدول المانحة لهم بالسلاح والمال ، وبدلا من تحقيق اهداف الامة في العزة والنصر ، وقعوا في فخ الاعداء .
اما الخروج السلمي فقد رأينا اثره في التخلص السريع من طاغوتين في اقل من شهرين ، وها هم ثلاثة في طريقهم الى السقوط، ولم تمض على الثورات الشعبية خمسة اشهر .
ولذا يجب التركيز على هذا الاسلوب مع دعوة الامن والجيش ليقفوا مع امتهم فهم جزء من هذه الامة يعزهم ما يعزها زيذبهم ما يذلها
الخروج المسلح ضد النظام الحاكم تغييرللمنكر باليد وهو حكم شرعي واجب على أصحاب القوة من جيش وامن،
الخروج السلمي ضد النظام الحاكم بالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات والمهرجانات هو تغييرللمنكر بالسان وهو حكم شرعي واجب على للشعوب العزلاء شرط المطالبة بتطبيق الاسلام لا غيره، بجعل الحاكمية لله وليست لغيره ، بتوحيد الله لا للاشراك به
وعلى الاغلبية الصامتة ان تخرج عن صمتها وتعلن الخروج السلمي على الحكام ، او العصيان المدني حتى تغير الانظمة من انظمة علمانية الى نظام خلافة اسلامي وتتغير الدساتير من دساتير رأسمالية علمانية مدنية الى دساتير اسلامية
واخيرا تحركت الشعوب وقالت كلمتها، واستطاعت التخلص من بعض العتاة المجرمين، ممن اذاقوها الويل والثبور، وسيأتي طوفان الشعوب على جميع الطواغيت.
استطاعت الشعوب ان تكسر حاجز الخوف في نفوسها ، فهل تستطيع المؤسسات العسكرية والامنية ان تكسر حاجز الخوف وتقف الى جانب امتها.. املنا بها كبير فلا زال الخير في الامة الى قيام الساعة

FROM: "tamam falah" <najah7@maktoob.com
__________________
[
رد مع اقتباس