عرض مشاركة واحدة
 
  #8  
قديم 10-17-2011
المحرر السياسي المحرر السياسي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 106
افتراضي رد: كتاب مفتوح من حزب التحرير

أخي أبا عمر..
سأل أحد شباب حزب التحرير الحزب حول ما ورد في نشرة "كتاب مفتوح من حزب التحرير" وإليك نص السؤال، ونص جواب الحزب:

بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
سؤال: أقول إن إجراء أى استفتاء عند المسلمين إنما تكون في الأمور التي هى من حقهم أو التي أعطاهم الشرع الحق فيها ولا تكون في الأمور التي تم البت فيها وأصبح المسلمون ملتزمين بالعمل بمقتضاها.
فالمسلمون لهم الحق في اختيار خليفة لهم بدليل قيام عبد الرحمن بن عوف بأخذ رأى المسلمين فيمن يريدون ولكن لم يكن لهم الحق في أن يؤخذ رأيهم في الحديبية.
إن كلمة استفتاء أصبحت متداولة سياسياً من أجل تفعيل ما يسمى بالديمقراطية وتمرير المخططات على الأمة بحجة رأي الأكثرية.
أرجو منكم الرد.
الجواب: إن المسلمين الذين أعطاهم الله الحق في اختيار خليفتهم، لم يحدد لهم الشرع أسلوب الاختيار سواء كان عن طريق الاقتراع السري أم العلني أم عن طريق غيره من الأساليب، كما لم يحدد لهم وسائل إجراء الانتخابات سواء باتخاذ صناديق اقتراع وفرز الأصوات أم بالاقتراع والفرز الإلكتروني، فإن هذا كله أساليب ووسائل لأداء الاختيار بالرضا، ولذلك لا تدخل تحت الحكم الشرعي، ولا في مناط الحكم الشرعي الذي هو الموضوع الذي جاء الحكم لمعالجته؛ لأنها ليست من أفعال العباد، ولا هي محل انطباق الحكم الشرعي عليها، وإنّما هي وسائل لفعل العبد الذي جاء الحكم الشرعي له؛ أي الذي جاء خطاب الشارع متعلقاً به، ألا وهو نصب الخليفة بالرضا في حالةٍ من التمكين التام من إبداء الرأي. وعليه ليست هذه الأساليب والوسائل مما يُبحث فيه عن الأحكام الشرعية.
فالأسلوب لا يستند إلى دليل شرعي بل يجري عليه حكم أصله، ولذلك لا يجب التزام أسلوب معين، ولو فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل كل أسلوب للمسلم أن يفعله ما دام يؤدي إلى القيام بالعمل فيصبح فرعاً له، ولذلك قيل إن الأسلوب يعينه نوع العمل.
والاستفتاء إنما هو أسلوب لاستجلاء أمر ما، وهو في موضعه هنا مما تم الاستفسار عنه مجرد أسلوب. حيث أن مما تبناه الحزب هو أنه لا يقيم الحكم إلا على الفكرة، ولو سلم إليه الحكم قبل وجود الفكرة في المجتمع فإنه لا يأخذه، وذلك تأسياً بسيرة المصطفى بإقامة الحكم في المدينة على الفكرة؛ أي على العقيدة.
أما أسلوب التأكد من خيار الأمة أو خيار ممثليها الحقيقيين في احتضان الفكرة الإسلامية، فقد يكون باستقراء أعراض معينة تبدو على الأمة (كما هو مسطر في كتيب محاولة أخذ قيادة الامة)، وقد يكون بإجراء استطلاع رأي الأمة أو ممثليها الحقيقيين، وقد يكون بإجراء استفتاء بعد تحديد واقع ما يراد الاستفتاء عليه.
والذي طلب الحزب من العسكر في مصر الاستفتاء عليه هو التأكيد على اختيار الأمة لعقيدتها لتكون أساساً لحياتها، وأنها ليست عقيدة روحية كهنوتية فحسب. فقد ذكر الحزب في الكتاب المفتوح ما نصه: (خامساً: إجراء استفتاء على خيار أبناء الأمة في مصر ليتأكدوا من خيارهم بناءً على قناعاتهم في الفكر الذي يريدون بناء حياتهم على أساسه ليكون أساس دولتهم ونظام حياتهم).
صحيح أن الاستفتاءات تستخدمها الأنظمة الديمقراطية، ولكنها تبقى مجرد أسلوب.
ولقد سبق ذلك حديث الحزب بوضوح في البند الرابع من الكتاب عن فتح وسائل الإعلام لطرح الفكر الإسلامي المبلور.. مما يمكن الناس من اختيار مرجعيتهم الفكرية _أي العقيدة_ لتنظيم حياتهم العامة، وأوضح أن نهضة الأمم إنما تقوم على فكر ترجع له الأمة في حياتها. فكان موضوع الإستفتاء هواستجلاء الرأي؛ ليـتاكد قادة الجيش من خيار الأمة في الفكر الذي يريدون بناء حياتهم عليه.
ومع ذلك ومنعاً لإمكانية حدوث لبس عند من يطلع على إصدارات الحزب، وحتى لا يتم التوهم بالإنسياق مع موجة الفكر الغربي، ولإمكانية التعبير بألفاظ أخرى فإن الحزب لا حرج لديه من تجنب التعبير بمثل هذا اللفظ.
8/جمادى الأولى/1432هـ
12/4/2011م
وآمل أن تلاحظ في هذا الموضوع عدة أمور:
أولاً: ما طلبه الحزب من الاستفتاء ليس لتقرير بأي نظام يُحكم المسلمون في مصر، وإنما هو استفتاء للتأكيد على خيارهم بناءً على قناعاتهم في الفكر الذي يريدون بناء حياتهم على أساسه ليكون أساس دولتهم ونظام حياتهم، والحزب قد أكد بعد هذه الفقرة مباشرة بقوله:
(وإننا في حزب التحرير إذ ندرك تمام الإدراك أن خيار الأمة هو الإسلام، وأنها ستختار حكم الإسلام لا حكم الجاهلية) ولذلك قال بعد هذا: (فإننا نحيطكم علماً أن حزب التحرير قد أعد دستوراً كاملاً وجاهزاً للتطبيق مع الأسباب الموجبة له. وهو دستورٌ إسلاميٌّ خالصٌ حيث اعتمد فقط على النصوص الشرعية وما دلت عليه وحسب) فالنص ليس فيه لا من قريب أو بعيد أن الاستفتاء هو للتخيير في تطبيق الإسلام، وإنما هو لتأكيد خيار المسلمين الذي هو حكم الإسلام. لكنك لا تخاطب عقولاً، وإنما تخاطب خشباً مسندة!!
ثانياً: ومع كل ذلك، اعتبر الحزب مناقشة الشاب مناقشة صحيحة، وأن ما ذكره من فهم الاستفتاء على تطبيق الإسلام محتمل، فأجاب بقوله: (ومع ذلك ومنعاً لإمكانية حدوث لبس عند من يطلع على إصدارات الحزب، وحتى لا يتم التوهم بالإنسياق مع موجة الفكر الغربي، ولإمكانية التعبير بألفاظ أخرى فإن الحزب لا حرج لديه من تجنب التعبير بمثل هذا اللفظ). فهو قد اعترف بأن اختيار لفظ الاستفتاء غير موفق، وأنه يجلب لبساً، ويحدث خللاً في الفهم، وما دام الأمر فيه سعة، فلا بأس بتجنب استعمال هذا اللفظ. وهذا من تمام النزاهة والجرأة في قبول المناقشة وبيان الرأي والرجوع عن الخطأ. وهذا ما عهدناه في الحزب، أنه وقاف عند الحق، لا يخشى في ذلك لومة لائم.
وهؤلاء الذين يعرّضون بالحزب ممن لا نصيب لهم من فكر أو فهم، قلنا لهم مراراً وتكراراً، يا ناس يا عالم، قولوا لأميركم المهندس عطا، أن يصوِّب لكم معلومة يقطع الكل بخطئها، وهي أن الحرب العراقية الإيرانية نشبت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وليس قبل ذلك، لكن كما يقولون أذن من طين وأذن من عجين. ولرب قائل يقول: ما ورد في الكتاب المفتوح خطأ فكري، وما ورد في نشرة ( نـداءٌ من حزب التحرير إلى الأمّـة الإسـلامية وبخـاصّـة أهـلُ القـوّة فيها) الصادرة عن حزب المهندس بتاريخ 28 رجب 1426هـ الموافق 02/09/2005م خطأ في معلومة، ولا تقاس تلك على هذه، فعلى الرغم من عدم التسليم بأن الخطأ في نشرة كتاب مفتوح هو خطأ فكري، وإنما هو خطأ في التعبير، إذ استخدم لفظاً موهماً، ومع ذلك أجاب الحزب شبابه ولم يتركهم دون جواب كما فعل حزب المهندس عندما ترك الخطأ قائماً، وفي نشرة موقعة فهي تكون في هذه الحال متبناة، فإن قلتم أن الحرب العراقية الإيرانية كانت قبل انهيار الاتحاد السوفييتي تكونون مخالفين للمتبنى، وتستحقون العقوبة! وإن قلتم أنها كانت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فإنكم تخالفون الواقع والحس! ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولذلك يا أخي أبا عمر..هوّن عليك ولا تُذهِبْ نفسك عليهم حسرات.. وأنت تحتمل منهم ما لا يُحتمل من قلة أدب وإساءة بالغة.. فلم نعهد منهم غير ذلك.. فليسوا أهلا لنقاش فكري.. بل ترتعد فرائصهم من الفكر.. وتسبب لهم صداعاً قوياً يزلزل كيانهم، فيعبرون عن ذلك بما في صدورهم من غيظ بالسباب والشتم..
فاصبر فإنما هم أخوة لك.. استحوذ عليهم الشيطان..
والله المستعان على ما يصفون

رد مع اقتباس