عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 06-06-2009
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي المهدي المنتظر...حقيقة أو خرافة؟

السلام عليكم
إن مسألة المخلص مسألة قديمة قدم الديانات في تأريخ البشر...وقد جاءت الديانات على إختلاف منابعها على إحياء وبث هذه الدعوى من أجل خلاص هذه الأمم من ظلم وجور وقعا عليها...ولا تكاد ديانة وضعية كانت أو سماوية إلا وقد وعدت بمجيئ هذا المخلص وإن إختلفت التسمية...وأول ما ظهرت بوضوح ونادى بها هم اليهود لما وقع عليهم من ظلم وجور وقتل من قِبل الأمم آنذاك..وطرد وتشريد ونبذ وحتى إحتقار وإضطهاد.
ومن بعدهم تلقفت النصرانية هذه الدعوى وإنتظروها وينتظرونها الى يومنا هذا.
لقد تسلل أصل هذه الفكرة قديماً - بفعل دخول بعض اليهود وكثير من النصارى في الإسلام، وتواجد الكثيرين منهم في أوساط المسلمين - إلى المسلمين أنفسهم، وظهرت بأشكال تتوافق – بصورة أو أخرى - مع طبيعة دينهم!
وتلقفت الفكرة رؤوس الفرق والطوائف، وقامـوا بنشرها وإشاعتها بين العوام، ودعموها بروايات منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتظهر في أوساطهم باسم (المهدي) أو (المهدي المنتظر) أو (الغائب)! من أجل تحقيق مآرب سياسية في مقابل السلطة الحاكمة. فالسبأية ادعت مهدوية علي بن أبي طالب وقالت بغيبته. والكيسانية ادعت ذلك في محمد بن علي. وعبد الله بن الحسن ادعى المهدوية لولده محمد، ولقبه بـ(النفس الزكية). وهكذا..! وقد جرت بسبب هذه العقيدة حروب وويلات.. وفتن وانشقاقات لا يعلم آثارها ومدى ما جلبته على الأمة من أضرار إلا الله!
وتنازعت الفرق المختلفة (المهدي) فيما بينها. حتى العباسيون ادعوا أن (المهدي) منهم! ووضع أشياعهم الروايات فيه. ويبدو أنهم - من هذا الباب - لقبوا بعض خلفائهم بـ(المهدي) و(الهادي) و(الرشيد) .
والحق أن أصل قدوم المخلص ورد في القرآن ...وبيّن لنا أن المخلص والذي على يديه سوف يزول الظلم وعبودية الإنسان للإنسان ,يقول الله تعالى:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران:81).
وقد بشر به كل الأنبياء والرسل (خروج المخلص_محمد عليه الصلاة والسلام_) والمسيح عليه السلام قد بشر بقدومه,يقول الله تعالى:"(يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ"...إذن المخلص الخقيقي والوحيد هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولم يستغل فكرة (المهدي) أحد أو طائفة كما استغلها الفرس! وهو عندهم رجل من آل كسرى ينتقم لهم فيقتل العرب، ويعيد إمبراطورية فارس، ويتخذ من العراق عاصمة لملكه، ويلحقه بإيران ويعيده كما كان من قبل ولاية تابعة لها. وسترى تفصيل هذا في آخر الكتاب. وحتى تروج هذه الخزعبلات اخترعوا لها روايات كثيرة نسبوها إلى كبار أئمة البيت العلوي، ونشروها باسمهم بين عوام الناس.
وتسللت روايات إلى الدواوين الحديثية عند أهل السنة – ليس من بينها الصحيحان - فيها تلميح أو تصريح بذكر (المهدي)، شاعت بينهم حتى صارت عقيدة عند جمهورهم. في الوقت الذي قد اجتاحت فيه هذه الفكرة أغلب الفرق الشيعية، فأطلقوا لقب (المهدي) على الكثير من رموزهم. حتى إذا مات الحسن العسكري دون ولد ظاهر يخلفه ادعت الفرقة التي كانت تقول بـ(إمامته) أن له ولداً اسمه محمد، وقد اختفى خوفاً على نفسه، وسيظهر قريباً فانتظروه.
من باب الأمانة والصدق والإخلاص للتاريخ...إن أهل فرس(أيران اليوم) كانوا على المذهب السنّي طيلة قرون ودخلها التشيع على يد الصفوي..وهناك وجدت فكرة التشيع أرضًا خصبة وأحضانًا وسعتها وقلوبًا ضمتها وهذا للأسباب التالية:
1.الحقد الدفين في نفوس أكثر الفرس على العرب حين تم للمسلمين القضاء على مملكتهم
2.والفرس كغيرهم من الأمم السابقة كانت تؤمن بقدوم مخلص لهم من تحت نير العرب المسلمين
3.التقاء الدم العلوي بالدم الكسروي على حد قولهم وذلك لإقتران الحسين بزوجته شهربانو بنت كسرى التي ولدت له ولده علي بن الحسين.
فكانت عقيدة المهدي التي حوروها بما يمكن ملاءمته مع المظاهر الإسلامية انعكاساً لهذه العقيدة. ومن له اطلاع على رواياتهم بشأن ذلك المخلص وشأن المهدي المنتظر عندهم يجد الشبه واضحاً، والصورة واحدة لكنها مموهة قليلاً حتى يمكن قبولها إسلامياً.
وهذا واضح من أقوال علمائهم ومنظريهم (المراجع كما يحبون أن يطلقوا عليهم):
*عدد النوري الطبرسي - وهو أحد أعمدة التشيع وصاحب كتاب (مستدرك الوسائل) أحد الكتب الثمانية التي عليها مدار المذهب – أسماء المهدي، فكان الاسم السابع والأربعون من أسمائه هو.... (خسرو مجوس).
*الشيخ علي اليزدي الحائري يذكر من أسمائه: ﭙرويز بابا، وبهرام!! ويعطي للاسم الأول الرقم (25)، والثاني (26)، ويفسر الاسم الأول فيقول: ترجمته بالعربية أبو الـﭙرويز .
ومعلوم أن ﭙرويز وبهرام من أكاسرة الفرس. وأن الأول على الأغلب هو الذي مزق كتاب رسول الله .
*الكاتب علي الكوراني قال في كتابه" الممهدون للمهدي " وكان محوره الأحاديث الواردة في مصادر السنة والشيعة عن الحركة الإسلامية الموعودة في بلاد المشرق على يد الفرس، وقوم سلمان، وأهل خراسان، ودورها في التمهيد للمهدي المنتطر عليه .
وغيرها من أقوال تعج بها كتبهم ومكتباتهم.
هذه كلها تؤكد أن الفرس وحقدهم على العرب قد إتخذت من عقيدة المهدي المنتظر مخرجًا شرعيًا ينسلخون به عن جسد الأمة الإسلامية ...والتاريخ لا ينسى محاولاتهم منذ عهد الصفوي الى أيامنا هذه في الإنسلاح عن الدولة الإسلامية وإقامة دولتهم الشيعية الفارسية.

_يتبع_
رد مع اقتباس