عرض مشاركة واحدة
 
  #8  
قديم 02-10-2012
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: القاعدة الشرعية"شرع من قبلناليس شرع لنا"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الادلة من السنة :
1.عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُعطيتُ خمساً لم يُعطهُنّ أحد قبلي: كان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثتُ إلى كل أحمر وأسود"، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فُضّلتُ على الأنبياء بستٍ فذكرهن وفيها وأُرسلتُ إلى الخلق كافة)، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن كل نبي قبله عليه السلام إنما بُعث إلى قومه خاصة، وهذا يعني أن كل نبي جاء بشرع لقومه,وهذا الشرع خاص بذلك القوم ,وكون النبي بعث لقوم بعينه ولم يبعث لكل الناس فهذا يعني أن شرعه جاء فقط لذاك القوم بعينه,وهذا يدل على أن غير هذا القوم لهم شرع غير شرع قوم النبي .
وأما سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقد بعث لكل الناس من أحمر وأبيض ومن عرب ومن عجم ,وهذا يدل على أن شرعه يصلح لكل الناس,وأن شرعنا شرع لكل الناس ,أي أن القاعدة بشكل صحيح ودقيق يجب أن تكون على هذا النحو"شرعنا شرع لغيرنا".
2.ما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه أتى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فغضب، فقال: «أَمُتَهوِّكُون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوه، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى صلّى الله عليه وسلّم كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني".
هذا الحديث حجة ساطعة على أن شرعنا هو المهيمن وهو الشرع الذي يجب أن يكون لكل الناس,وأن شرع من قبلنا ليس بشرع لنا,ودليل هذا هوغضب الرسول عندما سمع عمر بن الخطاب يقرأ من التوراة,فلو لم يكن حرج فيما قرأه عمر رضي الله عنه لما غضب الرسول,ولما قال له:أَمُتَهوِّكُون فيها يا ابن الخطاب؟ ومتهوكون تعني الساقطون في هوة الردى,فهي من التهوك,ومعنى السقوط في الردى أي الخسران وعدم الفلاح في الدنيا والآخرة.
وكما روي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: إنا نسمع أحاديث من يَهُودَ تعجبنا أفَتَرى أن نكتبها؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أمُتَهَوِّكونَ أنتم كما تَهَوَّكَتِ اليهودُ والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقِيَّةً ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي",وقال أبو عبيدة: معناه أمُتَحَيِّرونَ أنتم في الإسلام حتى تأخذوه من اليهود؟ وقال ابن سيده؛ يعني أمتحيرون؟ وقيل: معناه أمُتَرَدِّدُونَ ساقطون؟ وإنه لمُتَهَوِّكٌ لما هو فيه أي يركب الذنوب والخطايا. الجوهري: التَّهَوُّكُ مثل التَّهَوُّر، وهو الوقوع في الشيء بقلة مُبالاة وغير رَوِيَّةٍ.
ربما يقول أحدهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال هذا لما خرجت اليهود والنصارى عن العقيدة الصحيحة,ولكن قوله عليه الصلاة والسلام في أخر الحديث وما روي عن عمر رضي الله عنه"والذي نفسي بيده لو أن موسى صلّى الله عليه وسلّم كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني" يدحض هذا الإدعاء فعبارة "والذي نفسي بيده " هي قسم متين ,ولا يقسم الرسول عليه الصلاة والسلام إلا لأمر جلل ألا وهو حرمة إتباع غير هذا الدين من عقيدة وشريعة ,وغير هذا الشرع لا يستوجب الإتباع,ولأن النبي موسى عليه السلام ما كان ليتبع غير العقيدة البيضاء النقية,فدل هذا على أن المقصود هو الشرع ,وهذا يعني أن شرعنا هو شرع لغيرنا لا شرع غيرنا شرع لنا,وإلا لكان قول الرسول في اتباع موسى عليه السلام له في غير محله,وهذا محال على المعصوم المعتصم.
ولو كان شرع غيرنا شرع لنا لما غضب الرسول عليه الصلاة والسلام,ولأقر عمر على اتباع ما نزل في التوراة على موسى عليه السلام من أحكام شرعية.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس