عرض مشاركة واحدة
 
  #74  
قديم 11-16-2011
المحرر السياسي المحرر السياسي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 106
افتراضي رد: ثورات اليوم مأساة من مأسي المسلمين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو البراء الشامي مشاهدة المشاركة
يا محرر سياسي
ان كانت هناك مصائب فانتم احداها
لانكم اعوان للانظمة وادوات لها
يقول حزب التحرير في نقطة الانطلاق فقرة 34:
(34- قيام الحزب في مهمته وهي حمل الدعوة الإسلامية تحتم عليه أن يكون سائراً حسب الطريقة الإسلامية. وطريقة الإسلام في حمل الدعوة إلى العالم هي الجهاد، وطريقته في حملها للناس في المجتمع هي دعوتهم له بطريقة الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن. قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). والحكمة هي البرهان العقلي، والموعظة الحسنة هي التذكير الجميل، ويعني إثارة مشاعر الناس عند مخاطبة عقولهم، وإثارة أفكارهم حين مخاطبة مشاعرهم، حتى تكون المشاعر مرتبطة مع الأفكار، فيُنتج العمل إنتاجاً كاملاً. وأما الجدال بالتي هي أحسن فهو النقاش الذي يُحصر بالفكرة ولا يتعداها إلى الأشخاص، وهذه الأحوال الثلاث في طريقة الدعوة لا بد من ملاحظتها لأن أكثر من يواجه الدعوة في المجتمع ثلاث فئات:

إحداها: فئة تريد أن تـفهم الإسلام وأن تحمل الدعوة له، ولكنها تريد أن تقف عليه من طريق عقلي حتى يقتنع عقلها ويطمئن قلبها، وهذه لا بد من دعوتها بالبرهان العقلي والدراسة العميقة، ويكون ذلك بالثـقافة المركزة التي لا تأتي لأي إنسان إلا في الحلقات يلتقي بها في أول مرة، ثم يصبح هو يثـقف حلقات أخرى، والذي يتثـقف بالحلقات يُدعى بالحكمة، والذي يثـقِّف الحلقات يدعو بالحكمة. وهذه هي الثـقافة الواعية التي تُحدث الانقلاب الفكري في الإنسان وتجعله قادراً على أن يُحدث الانقلاب الفكري في غيره وفي المجتمع.

ثانيها: فئة جمهور الناس، وهم الذين لا يجدون من وقتهم أو من استعدادهم أو من ظروفهم ما يمكّنهم من متابعة الثـقافة المركزة. وهؤلاء منهم من درس في الحلقات وانقطع، ومنهم من لم يدرس في الحلقات، وهؤلاء يُدعَون بالثـقافة الجماعية، وهي تشمل الخطابة والكتابة والإذاعة والصحف ووسائل النشر كافة، على أن يُفهم جلياً أن الثـقافة التي تعطى جماعياً يجب أن يلاحَظ فيها التأثير على المشاعر حين البحث العقلي، وإعطاء الأفكار العميقة، وأن يلاحَظ فيها إثارة الأفكار العميقة حين البحث العاطفي ومخاطبة المشاعر، حتى لا تكون عقلية بحتة فتغدوا جامدة غير مستساغة عند جمهور الناس، ولا تكون عاطفية محضة فتصبح تافهة غير مقبولة عند المفكرين. وليلاحَظْ أن هذه الثـقافة الجماعية هي التي تحرك الجماهير وتوجِد الفهم فيهم، وهي التي تجعل الدعوة في المجتمع إعصاراً جارفاً وتياراً كاسحاً يسوق الناس في الدعوة سَوْقاً لتحقيق أهدافها. ولذلك كان لا بد من العناية بهذه الثـقافة عناية خاصة.

ثالثها: الذين استهوتهم أفكار أخرى، ومنظمات أخرى، أو الذين هم في دَوْر الحيرة. وهؤلاء المضبوعون بالأفكار الأخرى والحائرون لا بد من الدخول معهم في مناقشات في الفكرة الإسلامية، وتجب دعوتهم لتفهُّم الإسلام وحمل دعوته، مع العلم بأنهم سيتصدون للدعوة في إثارة الشكوك فيها، وإعطاء المفاهيم المغلوطة عنها ومهاجمتها. ولذلك لا بد أن يكون حامل الدعوة واسع الصدر معهم، وأن يأخذ دور الهجوم على أفكارهم الفاسدة ومفاهيمهم المغلوطة وطرقهم المعْوَجَّة، وأن يتجنب دور الدفاع، وأن لا يقبل أن يكون الإسلام متهماً، بل يرفض ذلك كل الرفض، ويبادر بشرح الأفكار الإسلامية بأسلوب البيان والشرح لا بأسلوب الدفاع، ويجب أن يكون جدله بالتي هي أحسن؛ أي أن يكون الجدل نقاشاً لا جدلاً عقيماً، وأن يحاذر في نقاشه مسألتين يحاول أصحاب الأفكار الفاسدة تحويل البحث نحوهما حين يحسون بالهزيمة. أما المسألة الأولى فهي الانتـقال من بحث كاد يصل حامل الدعوة فيه إلى الحقيقة المقنعة إلى بحث آخر قبل أن يتم البحث الأول. وهذا الانتـقال يجعل النقاش يدور في حلقة مفرغة ينتـقل من بحث إلى بحث فيمضي وقت طويل دون أن يصل إلى الغاية من النقاش. وأما المسألة الثانية فهي أن حمَـلة الأفكار الفاسدة حين ينهـزمون يلجأون إلى الشتائم وإلى الهجوم على شخص المناقِش أو أشخاص الدعوة حتى يحوّلوا حامل الدعوة إلى الشتائم، أو إلى الدفاع عن شخصه أو عن أشخاص الدعوة، فليحذر ذلك. ولا يجوز الدخول في الدفاع عن شخصه أو عن أي شخص في الدعوة، وكذلك ليحذر الإجابة على الشتائم، فإن كل ذلك تحويل عن الفكرة وعن التـفكير العميق وهذا ما يريده أصحاب الفكر الفاسد. ولذلك لا بد من حصر البحث في الأفكار فقط، وفي الدعوة فحسب، ويجب أن تكون كذلك أفكاراً مسلَّم بها عند الطرفين حتى يُرجَع إليها في البحث، وما لم توجد هذه الأفكار أساساً مسلَّماً به بين الطرفين لا يمكن الدخول في نقاش، لأنه لا يكون نقاشاً).
رد مع اقتباس