عرض مشاركة واحدة
 
  #19  
قديم 03-03-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: التغيير حتمية الدولة الإسلامية, كتاب للكاتب محمود عبد الكريم حسن

السبت 10 ربيع الثاني 1433

وإنما على الإنسان أن يعمل طائعاً لله متجنباً معصيته فاهماً لسنن الله في مخلوقاته، عازماً على إقامة حكم الله في نفسه وفي الأرض، وعازماً على الثبات في الشدة وفي الرخاء، عالماً بأن الله مبتليه ومراقبه، فعليه أن لا يُرِي اللهَ من نفسه إلا ما يحب، وإلا فسيضل ولو كان ذا علم، وستستهويه الشياطين. وما أكثر العبر فيما قصه علينا القرآن الكريم من قصص النبيين وأخبار السابقين وأن العاقبة للمتقين. لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ (يوسف 111).
قال تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ  وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ  وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (القصص 4-6).
وقال تعالى: وَلَقَدْ كَـتَـبْـنَـا فِي الزَّبـُـورِ مِنْ بَـعْـدِ الذِّكْـرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّـالِحُونَ (الأنبياء 105) وقال: وَاذْكُـرُوا إِذْ أَنْـتُـمْ قَـلِيــلٌ مُسْـتَـضْـعَـفُـونَ فِي الأَرْضِ تَخَـافُـونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْـرِهِ وَرَزَقَـكُـمْ مِنَ الطَّـيِّـبَـاتِ لَعَلَّـكُمْ تَشْـكُـرُونَ (الأنفال 26).
ولقد طمأن الله أولياءه المؤمنين ووعدهم وعد الحق: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 26) قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (التوبة 51) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ  وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِـبَـادِهِ وَهُـوَ الْغَـفُورُ الرَّحِـيـمُ (يونس 106-107) إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا (الحج 38). وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْـبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (الطلاق 2-3).
أخي المؤمن، أخي المسلم، جدد إيمانك، وخلص قلبك من المرض والزيغ ومن نقص الإيمان، وأثبت إيمانك بالعمل الصالح والموقف الثابت المرضي لله عز وجل، والتحق بالمؤمنين العاملين لإقامة حكم الله في الأرض، وصبِّر نفسك عاملاً معهم، واعلم أن الأجل مكتوب والرزق مقسوم، وما كتب الله أن يصيبك أصابك، خيراً كان أو شراً، وما لم يكن في كتاب الله ليصيبك فلن يصيبك ولو اجتمع على ذلك الإنس والجن، وأن الذي لك أو عليك هو الذي عند الله، وأن أهل الأرض جميعاً لو اجتمعوا على أمر واحد ما كان لهم من الأمر شيء، وإنما هي أعمالك يحصيها الله فإما أن تكون لك وإما أن تكون عليك. وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة 105).
فأدرك نفسك والحق بالمؤمنين العاملين لإقامة الخلافة وللشهادة على الناس بحمل الدعوة إليهم، فإن النصر آت، ودينَ الله ظاهر، وأمرَ الله غالب. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة 33 –الصف 9) كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي (المجادلة 21) وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (الأعراف 128- القصص 83)، أما أعداء دين الله من الذين كفروا ومن عملائهم وأذنابهم وجواسيسهم ومخابراتهم فهم موتورون مهزومون، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (الأنفال 36) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (محمد 1) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت 41).
واصبر أخي المسلم فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (غافر 55) وقرر في نفسك موقفاً ثابتاً، تصدق فيه مع نفسك ومع الله سبحانه وتعالى: إِنَّ وَلِـيِّـيَ اللَّهُ الَّذِي نَـزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ  وَالَّذِيـنَ تَدْعُـونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيـعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْـفُسَهُمْ يَـنْـصُـرُونَ (الأعراف 196-197).



 أَلَـيْـسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَـبْـدَهُ وَيُـخَـوِّفُـونَـكَ بِالَّذِيــنَ مِـنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْـلِـلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِـنْ هَـادٍ  وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَـهُ مِــنْ مُضِــلٍّ أَلَـيْـسَ اللَّهُ بِعَـزِيـزٍ ذِي انــتِـقَـامٍ  وَلَــئِـنْ سَـأَلـتَـهُمْ مَـنْ خَـلَقَ السَّـمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَـيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيــْتُمْ مَا تَـدْعُـونَ مِـنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُـرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِـفَـاتُ ضُـرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْـمَـةٍ هَـلْ هُـنَّ مُـمْـسِــكَـاتُ رَحْـمَـتِهِ قُــلْ حَسْــبِـيَ اللَّهُ عَـلـَـيْـهِ يَـتَـوَكَّلُ الْمُــتَـوَكِّــلُـونَ 
(الزمر 36-38)
رد مع اقتباس