عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 07-03-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: نسأل الله الهدى والسلامة لهدى

كلام صريح ..
هدى هو أسم .. لأم ستضع طفلها الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ويعلم ما في الأرحام)
(إنّ الله عنده علم السّاعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت إنّ الله عليم خبير) (لقمان 34). منذ سنوات، يتساءل بعض الأطباء والمتعلمين، عن معنى قوله تعالى (ويعلم ما في الأرحام)، خاصّة وأننا بواسطة العلم اليوم نستطيع معرفة جنس الجنين منذ الشهر الرابع للحمل، وأنه في بعض التجارب الفردية أمكن ذلك منذ بدء الحمل بحسب تلقيح سلالة المرأة بسلالة رجل مذكرة أو مؤنثة. كما أننا نستطيع بواسطة العلم معرفة بضعة أمراض وراثية قد تصيب الجنين منذ الشهر الرابع وهو لا يزال في رحم أمّه، بواسطة فحص السائل الأمينيوسي الذي يسبح فيه. فإلى المتسائلين عن حسن نيّة أو عن سوء نيّة نقدّم هذا التوضيح:
أولاً: في الحديث الصحيح التالي الذي رواه البخاري ما يوضح هذا الالتباس في أذهان البعض: (مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمهنّ إلا الله، وتلا الآية الكريمة أعلاه). لذلك نفهم قوله تعالى (ويعلم ما في الأرحام) بمعنى: ويعلم غيب ما في الأرحام. فلا أحد غير الله يعلم ما سيكون عمر الجنين وتوقيت أجله وما سيطرأ عليه من أمور غيبيّة. والحديث الشريف الآتي يفصّل ما أجمله الحديث الأول ويوضح معنى قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام)، (إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكاً فقال يا ربّ مخلّقة أو غير مخلّقة؟ فإن قال غير مخلقّة مجّتها الأرحام دماً، وإن قال مخلّقة قال أي ربّ شقيّ أم سعيد؟ ما الأجل، ما الأثر، وبأيّ أرض تموت؟) (عن عبد الله بن مسعود، أخرجه ابن أبي حاتم وغيره).
ثانياً: أين علمنا اليوم بالجنين؟ وهو علم سيظلّ ناقصاً - مهما بلغ من تقدّم - بالنسبة لعلم الله الأزلي الجامع، والمحيط بجميع ما سيطرأ على الجنين من قبل أن يتخلّق، وخلال تخلّقه، وبعد تسويته، وخلال حياته وموته وبعثه؟ وهل اقتصر علم ما في الأرحام على معرفة جنس الجنين وبضعة أمراض وراثيّة من آلاف الأمراض التي قد تصيب الجنين؟ إن علم الله بالأرحام هو كلّي محيط بجميع الموجودات مرئيّها ومغيّبها. وفي الاية الكريمة التالية (الله يعلم ما تحمل كلّ أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكلّ شيء عنده بمقدار) (الرعد 8) تفصيل لمعنى قوله تعالى (ويعلم ما في الأرحام)، فهي من مثانيها.
ثالثاً: قوله تعالى (ويعلم ما في الأرحام) لا نفهمه بأنه يمنع الإنسان من معرفة ما في الأرحام. فلو اراد المولى أن لا يعلم الإنسان شيئاً عمّا في الأرحام لما أنزل في كتابه الكريم عشرات الآيات التي وصفت مختلف أطوار الجنين. كما أنبأنا سلفاً بأنه سيرينا مضمون هذه الآيات لاحقاً، وهو الحاصل اليوم: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ، أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد) (السجدة 53).
رابعاً: إن معرفة ما في الأرحام، سواء كانت معرفة لجنس الجنين أو للأمراض الوراثية أو للتشوّهات الخلقيّة، ليست معرفة غيبية. فهذه الأشياء هي مقدّرة وموجودة في البويضة الملقّحة، ولكن العلم كشفها في الجنين.
خامساً: إن تساءل بعضهم قائلاً: كيف يعرف الملك المولج بالنطفة عمر الجنين وأجله ورزقه - وهي أمور غيبيّة أختصّ المولى بها نفسه، فإنّا نورد له نصّ الآيات الكريمة التالية وفيها الجواب المقنع على تساؤلاته: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً. إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً) (الجن 26، 27)، (ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء) (البقرة 255). فلكلّ عموم خصوص ولكلّ قاعدة استثناء.

رد مع اقتباس