عرض مشاركة واحدة
 
  #17  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

فإن قيل بأن هذا يعني إسقاط العديد ممن قيل أنهم صحابة لأنهم لم يحصلوا إلا على مجرد الرؤية.
الجواب عليه: أولاً: لا يضُرنا ولا يضُر الدين أنهم ليسوا صحابة طالما أنهم لم يرووا لنا شيئاً نتبعه ونحتاجه في ديننا، ثانياً: لا يضرهم أن لا يكونوا صحابة، إلا أنهم لم يحصلوا على زيادة الفضل، فهو بيد الله يؤتيه من يشاء، ثالثاً: إنهم ممن اختلف عليهم أصلاً بين العلماء تبعاً لاختلافهم في معنى الصحبة كما قد علمت، فليست سابقة أن لا يُعتبروا من الصحابة، رابعاً: يضُرنا ويضُر الدين أن نجعلهم من الصحابة لأن معظم أو جميع ما نسبه الحاقدون والمنافقون من هنات ومخالفات للصحابة إنما هو عن مثلهم لا عن من طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك، ومن أُولئك الحكم بن العاص والوليد بن عقبة وحرقوص بن زهير ومروان بن الحكم وبسر بن أبي أرطأة وعمرو بن الحمق، وغيرهم سنأتي على ذكرهم في باب عدالة الصحابة. خامساً: لقد زعم بعض أهل الحديث والطبقات أن عدد الصحابة يصل إلى قرابة مائة ألف معتمدين على تقدير عدد من حج مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ومنهم من قدرهم بثلاثين ألف صحابي معتمداً على تقدير عددهم يوم تبوك، غير أنهم حينما جاءوا لإحصائهم وتدوين أسمائهم لم يستطيعوا إثبات إلا قرابة اثني عشر ألفاً مع المختلف فيهم، ومن ضمنهم النساء، وهذا يتفق مع ما رواه الخطيب بسند صحيح عن سفيان الثوري قال: "من قدم علياً على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفاً مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض" ، وفي رواية أبي بكر الخلال "من قدم على أبي بكر وعمر أحداً فقد أزرى على اثني عشر ألفاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض" ، ويتفق أيضاً مع ما ثبت من أن عدد الصحابة في غزوة حنين كان اثني عشر ألفا وهي من آخر غزواة النبي صلى الله عليه وسلم التي حصل فيها قتال، ليدلك قطعاً على أنه ليس كل من رآه يعتبر صحابياً، أضف إلى ذلك أن آلافاً رأوه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ولكن عن بعد، بل وربما لم يسمعوا منه شيئاً، ولذلك لم يدوَّنوا لا في دواوين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا في دواوين الإسلام.
ثم ومن عجيب حال أهل الحديث بعد اختلافهم وتباينهم مع أهل الفقه والأُصول في معرفة من هو الصحابي أنهم اتفقوا معهم على وضع طريقة في معرفة الصحابي، فقالوا: ويعرف كون الصحابي صحابياً تارة بالتواتر، كأبي بكر وعمر وبقية المبشرين العشرة وغيرهم، وتارة بالاستفاضة كضمام بن ثعلبة وعكاشة بن محصن وغيرهما، وتارة بشهادة آحاد الصحابة له أنه صحابي كشهادة أبي موسى الأشعري لحممة بن أبي حممة بالصحبة .
رد مع اقتباس