عرض مشاركة واحدة
 
  #16  
قديم 02-16-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

الجواب عليه: لا أظن أن عاصم الأحول وابن أبي حاتم والخطابي وابن عبد البر وغيرهم ممن قال {له رؤية ولا صحبة له} لا يعي ولا يدري أن النكرات في سياق النفي تفيد العموم ، أي كل صحبة عامة كانت أو خاصة، سيما وأنهم من عصر التدوين والنهضة وعصر الاقحاح، فافهم هذه العبارة تكن من المبصرين، ودع عنك قيل وقال ما دام من غير دليل ولو كان قائله علماء، فالعصمة للأنبياء وحدهم.
ومن الدلائل على أنهم لا يقصدون هذا التفريق المزعوم أنهم صرحوا في أكثر من واحد أنه من التابعين مع أنه ممن ثبتت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم كما قد علمت آنفاً فيُرد هذا التأويل.
ومن القرائن أيضاً على أن الرؤية لا تعني صحبة، أنه صلى الله عليه وسلم حين طلب اتّباع الصحابة لم يأت على ذكر الرؤية، فقال في الفرقة الناجية مثلا {هي ما أنا عليه وأصحابي} وقال {وأصحابي أمنة لأُمتي} وقال {وأصحابي كلهم خير} وقال {إحفظوني في أصحابي} إلى غير ذلك، كما وأنه حينما يُذكر فضائل الصحابة لا يُكتفى بمجرد الرؤية بل يُذكر جهادهم ونصرتهم وخدمتهم وسائر أعمالهم لا مجرد الرؤية، فمن ذلك: قوله عليه الصلاة والسلام {لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه} ، وقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنه {لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره} ، وقال سعيد بن زيد أحد المبشرين العشرة {لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمّر عمر نوح عليه السلام} .
إلى غير ذلك من الأحاديث التي تمدح المهاجرين والأنصار وأهل بدر والحديبية على جهادهم ونصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لا لمجرد الرؤية، ولسنا بصدد حصرها في هذه العجالة وهي موجودة لمن طلبها من مظانّها، وسنأتي على ذكر بعضها في باب عدالة الصحابة إن شاء الله تعالى.
رد مع اقتباس