عرض مشاركة واحدة
 
  #24  
قديم 06-21-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

السلطان عبد الحميد الثاني
وهو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من أمتلك سلطة فعلية منهم. وولد في 21 سبتمبر1842 م، وتولى الحكم عام 1876 م. أبعد عن العرش عام 1909 م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير1918 م. وتلقى السلطان عبد الحميد تعليمه بالقصر السلطاني واتقن من اللغات: الفارسية والعربية وكذلك درس التاريخ والأدب. دعا جميع مسلمي العالم في آسيا الوسطى وفي الهندوالصين وأواسط أفريقيا وغيرها إلى الوحدة الإسلامية والانضواء تحت لواء الجامعة الإسلامية، ونشر شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتحدوا"، وأنشأ مدرسة للدعاة المسلمين سرعان ما أنتشر خريجوها في كل أطراف العالم الإسلامي الذي لقي منه السلطان كل القبول والتعاطف والتأييد لتلك الدعوة، ولكن قوى الغرب قامت لمناهضة تلك الدعوة ومهاجمتها. قرَّب إليه الكثير من رجال العلم والسياسة المسلمين واستمع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم. عمل على تنظيم المحاكم والعمل في "مجلة الأحكام العدلية" وفق الشريعة الإسلامية. قام ببعض الإصلاحات العظيمة، حرص على إتمام مشروع خط السكة الحديدية التي تربط بين دمشق والمدينة المنورة لِمَا كان يراه من أن هذا المشروع فيه تقوية للرابطة بين المسلمين، تلك الرابطة التي تمثل صخرة صلبة تتحطم عليها كل الخيانات والخدع الإنجليزية، على حد تعبير السلطان نفسه. وتوفي السلطان عبد الحميد الثاني في المنفى في 10 فبراير من عام 1918 م، رحمه الله وأدخله الجنة. هذه جولة سريعة في سيرة بعض سلاطين الدولة العلّية العثمانية كي نرى مدى اهتمامهم في الدين الإسلامي واللغة العربية، وأنهم لم يضمروا أي عداء للغة القرآن، بل حافظوا ودافعوا عن الإسلام وعقيدته، وتعلموا اللغة العربية وأحبوها ونشروها الإسلام في شتى أنحاء المعمورة. هذا ما كان من شأن السلاطين والحكام الأتراك المسلمين، وأما أمر العلماء فحدث ولا حرج، فقد اهتم العلماء المسلمون عربًا وتركًا على مر عصور الدولة العثمانية بالعلوم على تباين أنواعها وتنوع أصنافها، فقد برعوا في الهندسة والطب والفلك والكيمياء والفيزياء، وأبدعوا في العلوم الشرعية من فقه وعقيدة وعلوم الحديث وعلوم اللغة العربية، وكفى العصر العثماني الناهض العالم العلامة البحر أحمد بن مصطفى المشهور بطاش كبرى زاده التركي الأصل، صاحب المؤلفات القيّمة باللغة العربية والعلوم الشرعية، وهو صاحب كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، وصاحب كتاب "مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم" وهذا كتاب ماتع جدًا جدًا يدل على سمو وعلو كعب الكاتب وتبحره في علوم اللغة العربية، وفي هذا الكتاب جاء باعتراف جليل من عالم مبجل بحق اللغة العربية حيث قال_رحمه الله_:"ثم أن تركيبات تلك الحروف، لما أمكنت على وجوه مختلفة، وأنحاء متباينة مع التغاير الحاصل في حروفها، من جهة المخارج والأوصاف، حصل لهم أسنة مختلفة ولغات متباينة، بحيث لا تعد كثرة، إلا أن أفضلها وأعلاها اللغة التي خصت بها أوسط الأمم، وهم خير أمة أخرجت للناس.وخير الأمور أوسطها، وقد نزلت عليها أشرف الكتب وأعلاها وأقومها وأدومها، أعني التنزيل الذي شرفه الله تعالى بالبراءة من النسخ والتبديل.سيما وقد نطق بهذه اللغة أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأشرفهم وفص خاتمهم. وهل اتصف لغة غير هذه بالبلاغة والإعجاز، وبسحر الكناية والمجاز.وهل اختص غير هذه بفنون لو عُدّ أشهرها لبلغت إلى الأربعين، وهل تشرف ما عداها بالتحدي حتى فاق واجد على مئين.وقل لي هل ظهرت العلوم منقحة بلغة آخرى؟ أفليست هذه بالتعظيم والتبجيل أحرى، الحمد لله الذي جبلني على الحب لهذه اللغة الجليلة الشأن.والشغف بهذا اللسان الباهر البرهاني".اهـ
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس