عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 06-04-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: من منتدى المسجد الأقصى الى منتدى المسجد النبوي .


شرف الوقوف على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
والسلام من قرب عليه وعلى صاحبيه
أي مؤمن صادق الإيمان، وأي مسلم صحيح الإسلام لا يشعر بالشرف والفخار عندما يقف أمام نبيه ورسوله وحبيبه وشفيعه وقائده ورائده فيسلم عليه وعلى صاحبيه سلاما ملؤه الإجلال والإكبار، والتعظيم والوقار؟

وأي مؤمن كامل الإيمان، وأي مسلم حسن الإسلام، لا يحن شوقا لرؤية حجرة ضمت خير مولود، وسيد الوجود.

‎ وما حـب الديــار شغفــن قلبـــي ــــــــــــــــــــــــــ ولكــن حـب مـن سكــن الديــارا

ولهذا لم يزل المسلمون قديما وحديثا يتشوقون، بل يتحرقون لرؤية المدينة وما ضمت من آثار عظام، وما حوت من بركات للنبوة جسام، بها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبره، ومسجد قباء وفضله، وأحد وشهداؤه، والبقيع ونقباؤه، كل ذلك جعل المسلم يجتهد في اغتنام فرصة أداء فريضة الحج ليهيئ بها له ظروفا تمكنه من الحصول على أعظم قربة وخير وسيلة، وأشرف نافلة، تلك هي زيارة مسجد الرسول، والصلاة والسلام من قرب على خير فاضل غير مفضول، صلى الله عليه وآله، ما قال قائل وأحسن القول.

كيفية زيارة المسجد النبوي
والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه
لما كانت زيارة المسجد النبوي مشروعة بإذن الشارع فهي إذا قربة وعبادة وكل عبادة تفتقر إلى نية لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فيتعين على من أراد زيارة المسجد النبوي أن ينوي بزيارته التقرب إلى الله تعالى، ثم إن هذه الزيارة لا تختص بوقت معين ككثير من أنواع القربات والطاعات التي جعل الشارع زمنها مطلقا كالعمرة مثلا تصح في أي وقت من أوقات السنة .

وبناء على هذا فتخصيص زيارة المسجد النبوي برجب، و إطلاق اسم الرجبية على هذه الزيارة ليس بمعروف شرعا، بل هو من تحسين الرجال، ومبتدعات الضلال، فالأقرب إلى الشريعة والذي ينبغي اتباعه ألا يخصص شهر خاص من شهور السنة لزيارة المسجد النبوي، بل يراعي كل زائر ظروفه ومصلحته.

ولذا كان لا مانع من فعلها في وقت أداء فريضة الحج، لأن العلة في ذلك ظاهرة وهي الاقتصاد في النفقة، والتجنب للكلفة المترتبة على إنشاء سفر خاص تهيأ له ظروفه، وتعد له أزودته.

فمن عزم على زيارة المسجد النبوي فليطب مكسبه، وليختر رفقته ، ولينو بزيارته التقرب إلى الله، والاستنان بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى يتقرب إليه بالفرائض والنوافل، والرسول يتحبب إليه بالعمل بسنته واتباع طريقته، وقد سن عليه الصلاة والسلام هذه الزيارة ورغب فيها بقوله: لا تشد الرحال إلا إلا ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى فإذا وصل الزائر المدينة المنورة يحسن به أن يتطهر ويتطيب ويلبس زينته يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ويأتي المسجد النبوي فإذا دخل قدم رجله اليمنى كما هي السنه في دخول سائر المساجد، ثم يقول: باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك ، ثم إذا صادف الصلاة قائمة صلى مع الجماعة الصلاة المكتوبة ، وإلا قصد الروضة المباركة إن أمكنه ذلك، أو أي ناحية من نواحي المسجد فيصلي ركعتين لله تعالى بنية تحية المسجد إن كان في وقت لا تكره النافلة فيه، ثم يقصد الحجرة الشريفة فيقف مستقبل المواجهة الشريفة فيسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا أكرم الخلق على الله ، ويصلي عليه قائلا: صلى الله عليك وعلى آلك وأزواجك وذرياتك أجمعين، وبارك عليك وعلى آلك وأزواجك وذرياتك أجمعين، كما صلى وبارك على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنه حميد مجيد، صلى الله عليه أفضل صلاة وأطيبها وأتمها وأزكاها.

ثم يتنحى قليلا إلى اليمين فيسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه قائلا: السلام عليك أبا بكر الصديق، صفي رسول الله وثالثه في الغار، جزاك الله عن أمة سيدنا محمد خيرا ، ثم يتنحى أيضا قليلا إلى يمينه ويسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا: السلام عليك عمر الفاروق ورحمة الله وبركاته جزاك الله عن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، وإذا أراد أن يتوسل إلى الله تعالى بزيارته لمسجد نبيه، وبالصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم فلا مانع، لأن هذه الزيارة وهذا السلام من العبادات المشروعة والتي يتقرب بمثلها إلى الله تعالى، فليقف أو يجلس مستقبل القبلة في أي ناحية من نواحي المسجد شاء، ثم ليسأل الله تعالى حاجته، وليتخير من الدعاء أعجبه إليه فقمن أن يستجاب له بشرط ألا يتعدى في دعائه، لأن الله نهى عن الاعتداء في الدعاء فقال: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين

ومن الاعتداء في الدعاء أن يسأل منازل الأنبياء ودرجات المرسلين، أو يسأل شيئا جرت سنة الله تعالى ألا ينال إلا بأسبابه الخاصة وهولا يطلب تلك الأسباب ولا يعمل على إعدادها كأن يسأل الولد وهو راغب عن سنة الزواج فلم يتزوج، أو يسأل نصرا على أعدائه وهو لم يعد لقتالهم عدة، ولم يوطن نفسه لمحاربتهم، وباختصار، فلا يسأل شيئا من ذوات الأسباب حتى يحضر سببه، ويضع مقدمته، وإلا فهو معتد في دعائه لا يستجاب له، ولا يظفر برضي الله تعالى حيث عصاه .
رد مع اقتباس