عرض مشاركة واحدة
 
  #4  
قديم 05-23-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

وأن انحسار الثقافة الأوروبية يعود إلى "تراجع الإيمان بالقيم الغربية، في الوقت الذي يستميت فيه آخرون (في إشارة إلى المسلمين) في سبيل إعلاء قيمهم وثقافتهم" وحذر دنينبيرج من أن " الهيمنة الإسلامية سوف تغزو الولايات المتحدة بعد أوروبا باعتبارها الهدف النهائي للمسلمين ".وهذا ما أكدته مقررات مؤتمر عقد مؤخرا في الغرب حضره مفكروا الغرب وسياسيوه الذين باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى أن الإسلام قادم قادم, لذلك أعلنوا في مؤتمرهم متسائلين: إن الإسلام قادم إلى الغرب فماذا نحن فاعلون ؟! أما بات بوكانان وهو جمهوري أمريكي محافظ فيقول "الحقيقة هي أن ثبات الإسلام وقدرة الاحتمال لديه شيء مبهر حقاً. فقد تمكن الإسلام من البقاء رغم قرنين من الهزائم والإذلال... لقد تحمل الإسلام أجيالا تعاقبت على الحكم, واقتبست النمط الغربي، برغم ذلك صمد الإسلام أمام الملوك والحكام التابعين للغرب، بل وتصدى الإسلام بسهولة للشيوعية ... وبرهن على قدرته على التحمل أكثر من الوطنيات التي سادت في العالم العربي. وما نراه الآن هو أن الإسلام يقاوم الولايات المتحدة آخر قوة عالمية كبرى... وطالما تمكنت فكرة الحكم الإسلامي من السيطرة على الشعوب الإسلامية، فلن يتسنى آنذاك لأضخم جيوش الأرض الحيلولة دون ذلك". وهذا يؤكد الحقيقة التي قالها الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون "نحن نؤخر خروج المارد الإسلامي من القمقم." نعم ... سياسيوا الغرب يدركون أكثر من غيرهم خطر الإسلام عليهم وعلى مبدأهم, فهم يعيشون لمنعه من الانبعاث من جديد في دولته, وتصريحاتهم التي تدل على هذا أكثر من تحصى في هذا المقام, فكم مرة صرح بوش الإبن أنه لن يسمح "بقيام الخلافة الإسلامية"؟, وكم مرة أعلن بلير أن "مشكلتنا" هي "مع العاملين لإعادة الخلافة"؟ ولكن ...هل يجب أن يعرف أعداء الإسلام عن قوته وخطره عليهم أكثر منا أبناء المسلمين؟ وإلى متى يظن البعض منا أن الأمة غير قادرة على النهوض مرة أخرى لتقتعد مكانتها الطبيعية بين الأمم وهي مقام الريادة والقيادة؟ متى يدرك أبناء الأمة أن دينهم ينتصر كل يوم, وأن أسهم الأمة الإسلامية في صراعها مع أعداءها في ارتفاع, وأن الغرب الرأسمالي في انحدار وانحسار؟ ومتى لا يتلفت بعض أبناء الأمة إلى الأقلام العلمانية المأجورة التي تشكك في مبدأ الإسلام, وعودة الأمة إلى سابق مجدها؟ متى يدرك أبناء الأمة أن أمريكا نمر من ورق؟ ألا يرون ما يحصل لها وحلفاءها في العراق وأفغانستان على أيدي مجموعات ولا أقول دول؟ هل أدرك هؤلاء أن لا سبيل لأمريكا علينا إذا ما قامت دولة المسلمين الجامعة الواحدة؟ هل ما زال البعض يحمل عقلية الضعف والهزيمة؟ ألا يرون كيف سقطت الإشتراكية بعد أن لم يتوقع أحد ذلك؟ ألا يرون كيف تعاني الرأسمالية اليوم من جراء أفكارها الفاسدة, وكيف تترنح ؟ ألا يرون كيف أن كثيرا من رجال ونساء الغرب اعتنقوا الإسلام على الرغم من حملات التشويه الرسمية والمبرمجة هناك؟ ألا يرون انحسار كل الأفكار التي كانت رائجة في بلاد المسلمين لصالح فكر الإسلام الصحيح؟ ألا يرون تقدم المد الإسلامي في العالم كله من خلال عودة الناس إلى الوعي على الإسلام, ومن خلال عمل من يقود الأمة نحو وحدتها, وتحكيم نظم إسلامها في خلافتها؟ ألا يتفكرون في ما تعلنه الأوساط السياسية والإستخبارية في الغرب من أن ما يحصل الآن من حراك سياسي في العالم الإسلامي, على أيدي أبناءها المخلصين, سيقود خلال سنين إلى دولة تجمع شمل المسلمين, وأن هذا أصبح واقعا لا يمكن إيقافه؟ ألا يرون كيف يتعرض الإسلام والمسلمين للملاحقة في الشرق والغرب وكيف يستهدفون حتى يجبنوا ويتراجعوا عن نصرة دينهم, ومع ذلك يرفعون لواء التحدي؟ نحن الأمة وبلاد المسلمين لن نبقى مزرعة للدول الاستعمارية, ولن نبقى ممزقين إلى بضع وخمسين دويلة كرتونية, ولن نقبل أن تطبق علينا أنظمة الكفر والضلالة التي يسمونها القيم الغربية, فنحن قادرون على تجسيد هذا الرفض, وهذا التحدي, وإبرازه إلى حيز الوجود من خلال إحداث الانقلاب المطلوب على أوضاعنا, لنقود العالم مرة أخرى قيادة لا تقوم على استغلال الشعوب, ومص دمائها, بل قيادة تقود العالم إلى الهدى, وإلى مساواته بأنفسنا حين يحمل عقيدتنا وقيمنا, فقيادة العالم رسالة اختار الله الأمة الإسلامية وحدها بعد محمد (ص) لحملها للناس, وهو القائل {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 إن الأمة اليوم قادرة على إقامة المنهاج الإسلامي من جديد, واستئناف حياتها الإسلامية في دولتها, وقادرة على حمل الدعوة إلى العالم: 1. فلا يوجد في البلاد الإسلامية اليوم نظام يحمل له المسلمون الولاء, فالحكام في واد والناس في واد آخر. 2. وقد ثبت فشل كل الأنظمة التي طبقت علينا من اشتراكية وقومية, وبعثية وملكية وجمهورية وعلمانية, وفشلت الأنظمة البوليسية, والأنظمة الليبرالية الغربية, وأدرك المسلمون أن لا خلاص لهم إلا بنظام الإسلام ودولة الإسلام. 3. والمسلمون يتحركون من أجل إعادة النظام الإسلامي, وغالبية المسلمين الساحقة يريدون الخلافة, ولا يمنع إقامتها إلا وقوف الأنظمة المأجورة القمعية ومن لف لفها من علماء سلاطين في طريقها خدمة للغرب. 4. والمسلمون مستعدون للتضحية في سبيل دينهم. ظهر هذا جليا في مناسبات كثيرة, ما يبشر أنهم قادرون على أحداث التغيير والدفاع عنه. وما تحرك الأمة أثناء حرب غزة وفي موضوع الصور المسيئة للرسول الأعظم, وما يحصل على أيدي المجاهدين في العراق وأفغانستان إلا أمارات على قوة كبيرة كامنة في الأمة ستظهر عما قريب ظهور جليا مزلزلا في دولة كونية كبرى للمسلمين تقود البشرية لما فيه خيرها. 5. وبعد أن أدرك الغرب أن العاملين للتغيير يسيرون بالأمة نحو عزتها, وبعد أن أدرك أنهم مصممون على إرجاع وحدتهم السياسية, المتمثلة في الخلافة, وأنه لا يستطيع إيقافهم, بدأ بالالتفاف على عملهم من خلال صناعة دين جديد روج له في بلاد المسلمين أسماه (الإسلام المعتدل) ليقف للأمة بالمرصاد, لكن مكره أصبح مكشوفا للكثير. إن الأمة إذا تركت التشاؤم واليأس والإحباط, وأدركت أن مصيرها بيدها, وعملت باتجاه دولتها ووحدتها, فإن الله لن يترها عملها, وستكون العاقبة لها بإذنه تعالى. وإن وحدة الأمة الإسلامية مرة أخرى أصبح قريبا بإذن الله, وهذه حقيقة راسخة يعلمها العدو قبل الصديق, ولا ينكرها إلا مكابر. إن أمتنا تمرض ولكن لا تموت, وأمتنا تضعف, ولكن لا تنتهي ولا تنهزم ... والمسلمون اليوم في مشارق الأرض ومغاربها بدأوا في الاستيقاظ الحقيقي من غفلتهم وسباتهم العميق, وأخذوا بالتململ والتحرك الرشيد, والإسلام قادم لا محالة ليسود مرة أخرى حتى ينقذ البشرية مما هي فيه من شقاء وظلم. والمسألة مسألة وقت حتى يحصل هذا, وإن لم يحصل في الخطة الخمسية, فليكن في العشرية ... لكنه في الأجندة بالتأكيد, ولا يوجد سواه ولا بديل عنه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55. من رسائل طالب عوض الله .



رد مع اقتباس