عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 05-23-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله *

الأمة يمكن أن تضعف ... لكنها لا تموت ... والإسلام قادم

دكتور حازم عيد بدر

لا يشك عاقل أن الإسلام مطبقا في دولة جامعة تجمع المسلمين تحت لواء واحد كما كانوا أصبح على مرمى حجر. والمسألة مسألة وقت لا أكثر حتى يتوحد المسلمون في دولتهم الكبرى دولة الخلافة, والتي انفرط عقدها مع بداية القرن الماضي, ما أدى إلى تشرذمهم في دول تحكم فيها المستعمر سياسيا واقتصاديا وثقافيا. أما أن نظام الإسلام مطبقا في دولته غائب منذ بضع وثمانين سنه فسببه أن أبناء الأمة قبلوا أن ينحى جانبا بعد أن ضعفت ثقتهم به ما أغرى أعداءهم في النيل منهم عن طريق أساليب استعمارية معروفة أهمها ضرب فكر الإسلام في نفوسهم, خصوصا الجانب السياسي فيه (أي تطبيق نظم الإسلام في دولتة), ومنه هيمنته السياسية في بلادهم, من خلال أنظمة مأجورة تابعة له, ومنه هيمنته الاقتصادية عن طريق السيطرة على مقدرات الأمة وخيراتها. ومنذ أن سقط نظام الأمة السياسي والمستعمر يعمل من أجل هدفين: الأول عدم عودة المسلمين قوة واحدة في دولتهم, والثاني امتصاص ثرواتهم ليستقوي بها عليهم. والغرب الذي يحارب الإسلام على جميع الجبهات يدرك أن وحدة المسلمين السياسية مرة أخرى من شأنها أن تهدد وجوده, وتقطع يده من أن تمتد إلى بلاد المسلمين, لذلك لا يترك سبيلا لمنعهم إلا سلكه, فتارة يضلل المسلمين بالاستقلال المزعوم هنا وهناك, وتارة يتهم دينهم ليغرقهم بالدفاع عنه ليحرف بوصلتهم, وتارة يزرع الفتن بينهم ليمعن في تفريقهم, وتارة يشوه دولة الخلافة في أذهانهم لينفرهم منها, وتارة يضللهم (بالإصلاح) المفروض عليهم على طريقته, وتارة يتهمهم بالإرهاب (تلك الكذبة الكبرى, والنكتة المكشوفة) حتى يرفعوا الرايات البيض, وينبطحوا أمام إملاءاته, وتارة يهاجمهم عسكريا في عقر دارهم ويقتلهم بالجملة لإطباق سيطرته عليهم كما يفعل في غير بلد من بلادنا. والملاحظ يجد أن الغرب الرأسمالي (وهو يحارب الإسلام وأهله) لم يحمل شيئا من فكره الفاسد للمسلمين يجعلهم يتطلعون إليه, أو حتى يتشككوا في فكر إسلامهم, ذلك أنه مفلس فكريا, ومهزوم أمام مبدأ الإسلام في معركة الأفكار, وهو نفسه يعاني من جراء عقيدته وأحكامه في بلاده! والغرب - والحالة هذه - يعلم قوة الإسلام, وقوة أمة الإسلام إذا هي أخذت زمام أمرها أكثر من كثير من أبناء المسلمين الذين لا يدركون ما هم قادرون على فعله, وما هم قادرون على تحقيقه إن هم انتفضوا وقامت لهم قائمة, ولذلك نرى استعار هجومه على الإسلام والمسلمين مؤخرا, ما يدل على أنه يرتعد من فكرة عودة الأمة لدينها ودولتها, ويرتعد من فكرة أن الإسلام ما زال قويا رغم كل ما يحاك ضده. أما الأمة العظيمة, فبعد سنوات من التيه والضياع تلت سقوط دولتها, وبعد أن جربت كل شيء لم ينفعها, وبعد أن صار في الأمة من يعمل لعودة الإسلام ... يأخذ بيدها, ويرشدها إلى عزتها, فإن أداءها باتجاه دينها وهويتها وقضاياها (والحمد لله) يرتفع باطراد, خصوصا في السنوات الأخيرة, وهذه بشارة على أن الأمة يمكن أن تضعف, لكنها لا تموت, وإذا استمرت وتيرة وعيها على إسلامها, فالنتيجة حتمية وهي انبعاثها من جديد قوة كونية. إن المتبصر يدرك أن العاملين الأهم في استيقاظ الأمة وصحوتها يتمثلان في: 1. عامل داخلي بين ظهراني الأمة: وهو عمل أبناءها الدؤوب والظاهر و الصادق من أجل نهضتها, وعودتها خير أمة أخرجت للناس ... هؤلاء الدعاة المستنيرين الواعين على قضايا الإسلام, والعارفين بما يجب على الأمة أن تسير فيه إن هي أرادت الانبعاث من جديد. وهؤلاء الدعاة السياسيون من أبناء الأمة كلها يحققون اليوم نجاحا (على الرغم من التضييق الكبير عليهم ) عظيما في استنهاض الأمة, والسير بها لما يريد الإسلام من وحدة سياسية, وتحكيم لأنظمة الإسلام بعد التخلص من دويلات الذل والهزيمة. 2. عامل خارجي: وهو محاربة الغرب للإسلام والعاملين له. وهذا عامل كشف للأمة أعداءها أكثر, وجعلها تعرف ما الذي يعزها ويرفعها, وجعلها تعرف طريق الخلاص, وأسباب نهضتها. وها هم أعداء الإسلام يكررون أخطائهم التاريخية تجاه مبدأ الإسلام وأمة الإسلام ... وهم لا يدركون أن اشتداد هجومهم على الإسلام وأهله معناه شيء واحد: رجوع أهل الإسلام لإسلامهم, واشتداد عودهم ... والتاريخ يقدم النماذج للعبرة. إن هذا الهجوم الكبير على الإسلام والمسلمين في الشرق والغرب يؤكد أن الأمة الإسلامية حية, ولو أن الأمة ميتة, ما ضربها أحد أو هاجمها أحد. وإن هجوم الغرب علينا وعلى ديننا دليل على صحوتنا. ففي مقال نشرته صحيفة (ذا بوليتان) يوم الجمعة 15-5-2009 حذر الكاتب الأمريكي هيرب دنينبيرج مما سماه بـ"الغزو الإسلامي" لأوروبا قائلا "إن هدف المسلمين حاليا ربما يقتصر على النيل من إسرائيل، ولكن هدفهم الأساسي يتمثل في السيطرة على أوروبا " وأضاف أنه إذا كانت أوروبا في الظاهر تعتبر "قارة غربية مسيحية" إلا أنها قريبا ستكون خاضعة للسيطرة الإسلامية، معتبرا أن "انهيار أوروبا المسيحية يمضي بخطى متسارعة"

يتبع .





رد مع اقتباس