عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 06-25-2009
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: لورنس العرب...خرافة القرن العشرين

هذا كذب وإفتراء وتزوير الحقائق التاريخية,وأما سبب ظهور نجم لورنس آنذاك فيعود الى عدة أمور:
1.معرفته اللغة العربية ,فهذا سهل التعامل والتفاهم معه أكثر من غيره,فكان في مهمة مترجم ليس إلا.
2.معرفته بعادات العرب وخاصة البدو لمعاشرته إياهم إبان ترحاله وتنفله بينهم في تتبع الآثار.
3.معرفته بالآثار والخرائط
وهو لم يكن يعلم ما يدور على الساحة السياسية على المستوى العالي,فقد كان دوره ثانويًا جدًا كي يجعلوه يتطلع على أدق الأمور السياسية,الدليل هم ما قاله عن نفسه في كتابه,حيث قال:"
إن أخبار هذه المعاهدات من وراء ظهري قد وصلت إلى آذان بعض العرب عن طريق تركيا ..حينئذ طلب مني الأصدقاء العرب أن اضمن لهم تعهدات بريطانيا التي انتمي إليها ولكني لم اكن قد أبلغت رسميا لا بتعهدات ( مكماهون ) ولا بمعاهدة ( سايكس بيكو) لان هذه المعاهدات وضعتها وزارة الخارجية البريطانية دون علمي".
فهو في كلامه هذا يؤكد عدم إطلاعه على ما يدور في الساحة السياسية الدولية,والدليل ايضًا مراسلات الحسين – مكماهون"...فهذه لم تذكر لا قريب ولا من بعيد أسم هذا اللعين لورنس ودوره في تحريك العرب ضد الدولة العثمانية أو أن له أدنى أثر في الثورة العربية.......

يبدو أن الإنكليز كانوا يلعبون على الحبلين...ففي الحجاز كان الشريف حسين ويرافقه لورنس, وفي نجد ان آل السعود ويرافقهم ويحميهم فيلبي...وكان لورنس يريد لقاء الشريف, ولم يكن في خلده أن يلقى آل السعود,ويبدو أن لورنس هذا لم يقابل أحدًا من آل السعود على وجه القصد والتعمد ,بل صدفًا, فكما قلت أنه أنشأ "المكتب العربي في القاهرة , وهو عبارة عن خليه تجسسية وكانت تعقد فيه اللقاءات السرية المشبوهة...
وأما الإنكليز ولعبهم على الحبلين,فهم _أي الإنكليز_ لم يكن في تصرفتهم تتويج الشريف حسين ملكًا على السعودية ,بل أن تصرفاتهم كانت تدل على الشرافة وليس الملوكية...
في المكتب العربي في القاهرة تم إنعقاد مؤتمر في 23 مارس 1918,تحت رئاسة السير ـ ريجنلد ونجت ـ المندوب السامي في مصر وبحضور الجنرال ـ كليتون ـ وـ الكومودور ـ هو جارت ـ وـ الميجر كورنوالس ـ ، وبحضور الكولونيل ـ سيريل ولسون ـ ممثل الحكومة البريطانية لدى شريف الحجاز.. وقف السير ولسون ممثل الحكومة البريطانية بشدة وحدة ليقول : ( من المستحيل أن تجد بريطانيا من تستطيع أن تقوده ,أو تسوقه , أو توقفه متى شاءت , أو تحركه طوع إرادتها فيتحرك , خلاف عبد العزيز بن سعود مهما كثر عملاء بريطانيا… انّه أخلص المخلصين لنا… ولهذا يجب أن ننهي الشريف حسين من الحجاز, وأنه لا مجال للمقارنة بين الشريف حسين وعبد العزيز آل سعود.
وإذا طلب منا الشريف حسين معرفة رأي بريطانيا عن تجاهلنا له فيجب أن نصارحه بالأمر الواقع، أما إذا لم يطلب فسنتركه حتّى يتولى مكانه ابن سعود.
والمهم أن نمكّن عبد العزيز ماليًا وعسكريًا لاحتلال حائل , فهي الخطر الصامد أمامنا بقبائلها , قبائل شمر المقاتلة القوية ونقضي على آل رشيد) .
فرد الكولونيل سيريل ولسون على السير كوكس مؤيدا الإبقاء على الشريف مع محاولة الإنتفاع بالاثنين ـ الشريف وابن السعود ـ وممّا قاله: (إنك قد تعلم يا سيد كوكس أن مشيك على قدم واحدة في الجزيرة العربية يتعبك جدا) .
فرد السير كوكس عليه قائلا: (كلاّ … إننا سنمشي على قدمين مع أن الإنسان قد يستغني عن واحدة إذا أصيبت بداء فيقطعها.. إنني أكدت لكم أن ابن السعود أصلح لنا من الشريف حسين الذي رفض التوقيع أو الموافقة لإقرار وضع اليهود في فلسطين , ولهذا نريد أن نرسل ابن السعود لتأديب الشريف حسين وإخضاعه لنا، وإذا لم يخضع فسيرى الجميع آنذاك أن استئصاله أصلح لنا مع الاستفادة من أبنائه في أماكن غير الحجاز وتسليم الحجاز لابن السعود!..

وأما سبب شهرته وبزوغ نجمه

قبل الشروع في بيان أسباب بزوغ نجمه,سوف أنقل لكم وفاته من أجل تمام معرفة سيرته,بعد عودته الى بلادة الباردة ,وبينما كان يقود دراجته النارية المفضلة وهو عائد الى بيته من مكتب البريد في احد شوارع لندن اعترضه فجاة صبيان يركبان دراجة هوائية فحاول تجنبهما وتحاشى صدمهما بدراجته الناريه فاختل توازنه وسقط على الارض فاصطدم راسة باحجار الرصيف السوداء بقوة ففقد وعيه ونقل الى المستشفى حيث توفي بعد خمسة ايام,وكان هذا في 13 آيار عام 1935.
لقد كان يرغب في أن يصبح كاتبًا مشهورًا ,وبدأ موهبته هذه منذ زمن ,وبدأ مشروع كتابه "أعمدة الحكمة السبعة" من خلال رسائله ما بين عامي 1919-1920,وكان قد بدأ كتابة النسخة المبدئية لهذا الكتاب في فرنسا في عام 1919 أثناء إنعقاد مؤتمر باريس للسلام,وكان قد قال أنه كتب ما يعادل 250000كلمة,إلا أنه وجد صعوبة في إتمام مشروع الكتاب هذا لأن مخطوطاته اليدوية سرقت منه في محطة" Reading Station",وأعلن عن فقدانه في الجرائد إلا أنه لم يعثر على المخطوطة.
وبعد هذا شرع في تكملة الكتاب من ذاكرته...فهذا يدل على عدم مصداقية ما ورد في الكتاب,فالإنسان مهما بلغ من الذكاء وحدة الفهم والحفظ لا بد وأن ينسى ,فيبدأ يحلق في خياله كما وكيفما شاء.
وكان قد كتب كتابًا آخر بإسم"ثورة في الصحراء", وآخر تحت إسم "النعنع" "The Mint , ومع هذا لم يكن معروفًا ككاتب بارع....
بعد وفاته لفه النسيان ,ولم يعد أحد يذكره إلا نادرًا,وبعد مرور ثلاثة عقود جاء المخرج ديفيد ليين David Lean, وحوّل كتاب "أعمد الحكمة السيعة" الى فلم سينمائي من بطولة Peter O'Toole، عمر الشريف، و Anthony Quinn.ومنذ عرض الفلم أول مرة في عام 1962 وأصبح أسم لورنس العرب على كل لسان...
وهكذا نبغ نجم لورنس ككاتب وسياسي عمل من أجل إمبراطوريته بعد أن طوته أيدي النسيان,وسهت عنه أعين الإنسان...ولكن كيف حدث هذا؟:
مع تطور رسائل الإعلام وظهور السينما كوسيلة لنقل المعلومات ودسها ,سهلت عملية إبراز أي شخصية وإظهارها من حيز الركود والنسيان الى عز الحركة والشهرة...ولكن لماذا هذه الفلم ؟
في الفترة التي ظهر فيها الفلم (الستينات من القرن العشرين) كانت الصراع بين العرب واليهود من طرف ومحاولات الغرب في إحتواء الشرق وخاصة الدول العربية من طرف آخر قد بلغ أوجه,وكان الغرب يحاول بكل ما اؤتي من عزيمة وحيلة أن يُظهر العرب بمظهر البدو والتخلف والغباء وسهولة التحكم فيهم ,وأنهم شعب لا يستحق الحياة,وأنهم غير قادرين على إدارة حياتهم ورعاية شوؤن أنفسهم بأنفسهم....فهم بحاجة الى من يقوم عليهم ويسوسهم...وهؤلاء هم الغرب أو اليهود ,كما أن إختيار الممثل عمر الشريف العربي لكي يعطي مصداقية تامة لكل معلومة تورد في الفلم,ولم يكن إختياره بناءً على خبرته أو حسن تمثيله,والدليل هو أن المنتج رفض حضوره في العرض الإفتتاحي للفلم، مبررا ذلك بأنه من الأحسن أن يركز في الفيلم علي بطل واحد فقط، وهو بيتر اوتول، أما أن يدفع باثنين غير معروفين للجمهور في وقت واحد فان ذلك لن يكون من صالح الفيلم، إلا أن بيتر اوتول اتخذ موقفا إيجابيا حينما قال للمنتج : (إذا لم يحضر عمر فأنني لن احضر أيضًا).
قال عمر الشريف : (سويا دخلنا إلى قاعة السينما المضيئة من الخارج، وفي الميدان إضاءة لا حد لها.. ثم اشعاعات الجواهر والجمال لهؤلاء النجـوم.. النجوم "السوبر".. النجوم هم اليـزابيث تايلور.. شيرلي ماكلين.. ريتشارد بيرتون.. جريجوري بيك. هؤلاء كانوا هناك ضيوفا على حفل الافتتاح. لقد عرفتهم .. أنا، الولد الذي لم تقع عيناه عليهم، لقد كانوا المثال بالنسبة لي في سنوات مراهقتي، وهذه الليلة أصبحوا حقيقة أمامي. بيتر اوتول لم يكن أقل مني غربة بالنسبة للسينما العالمية، لورانس العرب كان هو الفيلم الذي حصل فيه على اكبر أدواره.. تماما كما كان الموقف بالنسبة لي، ولكن اسمينا ظهرا بحروف ضخمة على الشاشة الكبيرة، وكنا نجلس علي مقاعد مريحة ولكننا كنا نتطلع إلى الناس ننتظر رد فعل.. ولم ننتظر ذلك طويلا.. كان زمن الفيلم أربع ساعات، وعندما نزلت الستارة، وجدنا أنفسنا، بيتر وأنا وسط أوركسترا أنساني تقدم لنا التهاني. تبادلنا نظرة مرتجفة، سريعة جدا. ثم وجدنا أننا قد انفصلنا، أحسست أنني قد ولدت من جديد بواسطة إعصار ".
هذا ما كان من أمر لورنس العرب الملك المزيف....وحبذا لو يثري الأخوة الموضوع بما سهوت عنه من أجل بيان عوار وزيف هذا "الملك غير المتوج".
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس