عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 06-25-2009
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي لورنس العرب...خرافة القرن العشرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لورنس هذا اللقيط الذي يقال أنه خدع العرب_ضحك عليهم_وكأنهم قطيع أغنام لا تعرف إلا العلف والبرسيم,والذي أُعطي أكثر مما يستحق من التقدير والتبجيل ليس فقط من الغرب بل ومن العرب المضبوعين بكل شئ غربي ,هل فعلًا هذا اللقيط خدع العرب وضحك عليهم وكأنه ساقهم بعصا؟,هل هو يقارن بالبطل الصنديد عبد الرحمن الداخل الذي إستطاع بمفرده أن يبني دولة ويقيم حكم الله في أرض الغرب؟,هل هو حقًا على ذلك القدر من الذكاء والحنكة والهالة الناصعة التي يلبسونه إياها؟ فمن هو؟,وما هي حقيقته؟...
ولد هذا البريطاني من علاقة غير شرعية بين أمه الذي ولدته وأبيه_مجازًا_ الذي زنى بأمه,وكانت ولادته في 15 أغسطس عام 1888 في تريمادوك من قرىويلز, وأسمه الحقيقي هو توماس إدوارد لورنس, أبوه هو توماس روبرت تايك أيرلندي الأصل والذي هجر زوجته الشرعية (إيديث)من أجل إمرأة تدعى سارة جونير الخادمة التي ترعي بناته الأربع , وسكنا معًا وربطتهما علاقة غير شرعية أسفرت عن مولد خمسة من الأبناء غير الشرعيين ,وكان ترتيب لورنس من حيث الولادة الثاني, الأب توماس روبرت كان قد حصل على رتبة البارون السابع على ويستميث في إيرلندا في عام 1916,سكن الأب مع عشيقته في مكان يسمى بولستيد رود في أكسفورد تحت اسم السيد والسيدة لورنس.
ولورنس العرب هذا كان يعرف في العائلة بإسم نيد,وفي عام 1905 هرب من بيت العائلة ,وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره, وعمل كصبي في خدمة المدفعية الملكية في مدينة كورنويل,وقد كان لأمه أثرًا عليه بسبب تعصبها للمسيحية,ومما تذكره المراجع عن حياته أنه لم يكن على قدر من الجمال كما كان إخوته إلا أنه كان يحب الدراسة والمطالعة,وكان لهذه التربية وتلك النشأة أثرهما في تكوين شخصيته حتى على صعيد الإتجاه الجنسي,فقد ورد أنه كان على علاقة جنسية مع أحد الغلمان أسمه س.أ.د,من هذه النبذة عن حياته يظهر لنا الآتي:
1.أنه لقيط
2.أنه منحرف جنسيًا
3.لم يكن معروفًا ,بل كان شخصًا عاديًا جدًا دون أي طموحات, وكان يسعى للظهور والتفوق خاصة وأن رفاقه وأقرانه كانوا يعايرونه بأنه لقيط ونتاج سفاح وليس زواج .
هكذا تكونت شخصية ذلك اللقيط وخط لنفسه نهجًا في الحياة ميكافيليًا لا يراعي فيه إلاً ولا عهدًا خاصة مع غير قومه,قال في كتابه "أعمدة الحكمة السبعة"لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ، ولو كنت رجلاً شريفاً وناصحاً أميناً لصارحتهم بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم إلاً ولا ذمة.اهـ
حياته قبل خروجه الى بلاد العرب:
في 12 أكتوبر عام 1907 حصل على منحة دراسية في جامعة أكسفورد قسم الآثار,ومن هذا الباب مهدت له الطريق الى دخول بلاد العرب بغية دراسة الآثار فيها ,وقد شجعه الدكتور جيمس هوغارت والذي كان يشرف على متحف أكسفورد على توسيع دراسته في الآثار العربية, وانتهى لورنس من هذه المرحلة الدراسيةفي حياته، وقرر إعداد دبلوم عن تأثير الصليبيين على فن النحت في الأجيال الوسطية وشجعه الدكتور هوجارت _عميل المخابرات البريطانية_، واقترح عليه السفر إلى الشرق لتحضير هذه الدبلوما، فسافر إلى بيروت عام 1909؛ ومنها إلى صيدا والجليل، ثمالناصرة والكرمل، وعكا، وكان يبحث وينقب عن الآثار التي تساعده على إتمام دبلومته،وعاد بعد ذلك إلى دمشق، وترافقه زوجته، وتعرف على البدو وحياتهم،حتى وصل إلى قرية "أورفا" على الحدود التركية، ثم عاد إلى حلب، وأصيب هناكبالملاريا؛ مما اضطره للعودة إلى بيروت، ومنها سافر بحرًا إلى بريطانيا موطنه الأصلي.
وبعد أن إستعاد صحته عاد الى العراق ملتحقًا بالبعثة البريطانية التي تقوم هناك بعمل بحوث عن آثار بابل، وهناك توثقت معرفته أكثر بالصحراءوأهلها، وعرف كيف يحيا الإنسان في الصحراء ومصاعبها،وهكذا أصبح لورنس يعرف العرب، ويعرف عاداتهم، وتعلم لغتهم؛ بل وأصبح يجيداللهجة البدوية.
إستقراره في بلاد العرب:

وكانت بوادر الحرب العالمية الأولى قد بانت وهو في لندن بعد إنتهاء بعثته الى العراق,وحصل أن إغتال أحدهم الأرشيدون النمساوي في عام 1914 وهكذا بدأت الحرب العالمية الأولى, وما كان لعمله في الآثار ومعرفتة بالخرائط وخاصة في البلاد العربية فعين كضابط إحتياط في فرع الخرائط لدى القيادة العامة للقوات البريطانية في القاهرة.
وكما لا يخفى على أحد عمل المخابرات البريطانية ونشاطها في البلاد العربية بغرض تحريضهم وخروجهم على السلطان العثماني ودولة الخلافة وحامية بيضة الإسلام والمسلمين,فقد قررت المخابرات البريطانية تغطية عملها الجاسوسي فأنشأت مكتبًا أطلقت عليه "المكتب العربي",وهذا المكتب عبارة عن فرع من فروع المخابرات البريطانية لممارسة النشاط التخريبي في مصر والأقطار العربية، وبعض البلدان التابعة لدولة الخلافة العثمانية في ذلك الوقت.
كانت تغذية الحركات القومية التي بثتها الدول الغربية في العالم الإسلامي وخاصة في دول من لا يدينون بالإسلام(دول البلقان, اليونان ورومانيا والصرب وغيرها) قد أتت أُكُلها فكانت معاهدة إستيفانو وبرلين,فدول البلقان كانت كبرميل بارود على وشك الإنفجار,وخاصة بعد أن أرغمت الدولة العثمانية على معاهدة إستيفانو ، حيث فرضت هذه المعاهدة على العثمانيين المهزومين أمام روسيا إدخال إصلاحات جوهرية على أوضاع المسيحيين في الدولة العثمانية، خاصة في أوربا؛ وهو ما عني حقوقا وامتيازات للأقلية لا تتمتع بها الأغلبية المسلمة، وكان ذلك يشير إلى رغبة الدول الأوربية في تفجير الدولة العثمانية من الداخل بعد إضعافها للغاية في المحيط الدولي، بحيث تمثل "رجل أوربا المريض" الذي ينتظر الجميع موته لتقسيم تركته الكبيرة.
ففي تلك الفترة التاريخية شهدت المنطقة ثورات ضد الدولة العثمانية، حيث قام سكان الصرب والجبل الأسود بثورة ضد العثمانيين في عام (1876م)، إلا أن الدولة العثمانية استطاعت إخمادها، فكان مؤتمر برلين الذي ترأسه المستشار الألماني بسمارك في برلين 13 يوليو 1878,وأسفر عن تعديل الحدود الجغرافية للدولة العثمانية وخروج العديد من دول البلقان من تحت النفوذ العثماني.
وبعد أن رأت الدول الغربية اثر النعرة القومية في سلخ وفصل الأقاليم المتعددة عن جسد الدولة العثمانية بدأت تفكر في إحياء هذه النعرة بين أفراد الدولة العثمانية ممن يدينون بدين الإسلام, وهؤلاء هم العرب والترك,وبدأت تبث في العرب مقولات مغلوطة وأنهم أحق من الأتراك في الخلافة , فالإسلام خرج من عندهم والقرآن عربي اللسان ,وغيرها من المغالطات والحيل,وكان هناك أناس تواقون للسلطة وآذان صاغية للغرب ,وبدأت النعرة تأخذ سبيلها بين أفراد الأمة الواحدة, هذا مع توغل الغرب وخاصة الإنكليز في المراكز القيادية الهامة في الدولة العثمانية وتبنيها للطاغية الأكبر مصطى كمال آتاتورك...فكان لها ما أرادت.
وكان الإنكليز أكثر دول الغرب تفانيًا في القضاء على الدولة العثمانية والذي هي إمتدادًا للحروب الصليبية , فبعد ن أدرك الغرب أن الإسلام هم الدين المنتصر دومًا ,وأن خسارتهم وهزيمتهم في الحروب الصليبية لا يمكن أن تصبح نصرًا إلا إذا قضوا على منبع عزهم وقوتهم وأس إعتصامهم...فبدأؤا منذ ذلك التاريخ وعلى مدار خمسة قرون وخاصة بعد سقوط الأندلس يخططون للقضاء على الإسلام والمسلمين,والنتائج ليست إلا حصيلة عمل دؤوب متواصل من دول عدة ورصدوا له اموالًا طائلة وأنفسًا غالية....ولم تكن حصيلة خداع أو ذكاء فرد واحد مثل اللقيط لورنس _ملك العرب غير المتوج_,ذلك الأرعن الذي قابل رجالًا إعدوا للثورة والخروج على الخليفة ...فكان لقاء هذا الأرعن مع آل السعود في 12 أكتوبر سنة 1916 حيث توجه السير ستور البريطاني إلى السعودية، وكان اسمها الحجار أو الجزيرة العربية، يرافقه لورانس وبعض الضباط البريطانيين، وكانت الحرب على قدم وساق,وهناك قابل لأول مرة الشريف حسين شريف مكة أي بعد أربع سنوات من طرح الشريف حسين نفسه على الأنكليز حيث بدأ يفكر في دولة تساعده على مناهضة الأتراك وإقامة دولته العربية المستقلة ,وحدث هذا في عام 1912 عندما زار عبد الله ابن الشريف حسين، المعتمد البريطاني في القاهرة "كتشنر"، وعرض عليه الموقف في الحجاز وسأله عن موقف الإنجليز إذا نشبت الحرب بين الحسين والاتحاديين، ويبدو أن الإنجليز قد رفضوا التورط في خطة لمساعدة الشريف حسين؛ حفاظًا على الصداقة مع العثمانيين كي لا يضيعوا عميلهم مصطفى كمال آتاتورك , وكان موضوع المفاوضة ينحصر في مسألة الشرافة.
هذا كان الموقف في الحجاز وقبل أن يصل خادع العرب لورنس اللقيط الى الشريف حسين,فكيف وأين خدع لورنس المزعوم العرب وضحك عليهم في جعلهم يخرجون على الخليفة ثم أن الشريف حسين كان قد أعلن الثورة العربية في 10 يونيو 1916م ,وأطلق بنفسه في ذلك اليوم أول رصاصة على قلعة الأتراك في مكة؛وجاء في المنشور الذي وزع آنذاك:" وانفصلت بلادنا عن المملكة العثمانية انفصالاً تامًا، وأعلنا استقلالاً لا تشوبه شائبة مداخلة أجنبية ولا تحكم خارجي", ولورنس هذا إلتقى بالشريف حسين بعد ذلك التاريخ بأربعة أشهر,فأنى له التأثير على ثورة قد بدأت قبل أن يلتقي بها
.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس