عرض مشاركة واحدة
 
  #9  
قديم 07-20-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: هل صحيح أن خلافة النبوة الثانية لا تكون إلا للمهدي

وأما استدلالهم على وجود خلافة قبل خلافة المهدي بحديث أُم سلمة رضي الله عنها الذي رواه أبو داوود وأحمد وغيرهما ( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام) الجواب عليه: إن هذا الحديث فوق كونه خبر آحاد لا يصلح دليلاً على الغيبيات فإنه حديث مضطرب الإسناد مداره على قتادة وهو مدلس من الطبقة الثالثة على ما ذكره العسقلاني في طبقات المدلسين، فقد عنعنه ولم يصرح بالسماع، فرواه مرة موصولاً معنعناً، ومرة منقطعاً، ومرة مرسلاً، ومرة عن مجهول، وبالجملة فقد قال الألباني عنه كما في تحقيقه لمشكاة المصابيح: إسناده ضعيف، وكذلك البستوي في المهدي المنتظر، وأكثر ما يمكن أن يقال عنه أنه حديث مختلف على صحته، وما كان هذا حاله فلا يرقى حتى إلى الظن ولا يصح الاحتجاج به في الغيبيات، أضف إليه أن لفظة (خليفة) في الحديث تحتمل أن لا تكون بمعناها الشرعي المعروف في الفقه، لأنها جاءت نكرة، تفيد العموم والشيوع في جنسه، فتحتمل أن يكون المعنى (عند موت ملك) ويؤيد ذلك ما رواه الطبراني من وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الخليفة تحديداً بالملك فقال: (ثم يسير ملك المغرب إلى ملك المشرق فيقتله فيبعث جيشاً إلى المدينة فيخسف بهم) ومن المعلوم أن الاحتمال لا يقوم به استدلال لا في الفقه ولا في الامور الغيبية، فيسقط بذلك كله الاستدلال بهذا الحديث.
رد مع اقتباس