عرض مشاركة واحدة
 
  #7  
قديم 07-20-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: هل صحيح أن خلافة النبوة الثانية لا تكون إلا للمهدي

ثم أضف إلى ذلك أن هنالك موانع صريحة تمنع وجود خلافة على المنهاج وغير المنهاج قبل خلافة المهدي، فمن ذلك: امتلاء الأرض ظلماً وجوراً قبله كما في الحديث آنفاً، يعني كل الأرض، فدخول الألف واللام على النكرات يفيد الاستغراق لغة وأُصولاً، فلو قال أرض العرب أو الحجاز أو الشام لأفاد الخصوص والتعيين، ولكنه أطلق وعمم، ومن الموانع: أن خلافة النبوة لا تكون أكثر من مرتين كما في حديث حذيفة الآتي، المرة الأُولى في عصر الصحابة والمرة الثانية والأخيرة في آخر الزمان ولا تنطبق إلا على المهدي وأنصاره وأتباعه كما تقدم بيانه، فلا دليل على وجود خلافة ثالثة على منهاج النبوة، ومن الموانع: الاقتتال في بلاد الحجاز قبل المهدي كما في حديث الكنز، فأي دولة وأي خلافة هذه التي ستُملأُ الأرض في عهدها ظلماً وجوراً والتي يكون عصرها عصر فُرقة واقتتال، وأي خلافة هذه التي لا تستطيع أن ترفع الظلم والجور عن الأُمة ؟!! ومن الموانع أيضاً: أنها لن ترجع لأي بلد خرجت منه فتستقر فيه وإنما استقرارها في بيت المقدس، فقد روى نعيم بن حماد في الفتن وابن عساكر في تاريخ دمشق مرسلاً عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا الأمر-يعني الخلافة- كائن بعدي بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس فإذا كانت ببيت المقدس فثم عقر دارها ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبداً) فهذا الحديث وإن كان مرسلاً فهو أفضل من الرأي كما هو معمول به عند أئمة الفقه والحديث، سيما وأنه غيب طابق الواقع ولم يتعارض مع الصحيح، فلن تعود هذه البلدان كما في هذا الحديث دار خلافة أبداً، فإن قيل: إن الحديث ذكر المدينة بعد العراق مما يدل على رجوعها إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الجواب عليه: إن المقصود والله أعلم من المدينة بعد العراق هي مدينة هرقل أي القسطنطينية كما جاء في تسميتها بالمدينة في حديث (أي المدينتين تفتح أولاً؟ قال مدينة هرقل) وقد نزلت الخلافة في هذه المدينة وصارت دارها في العهد العثماني، وهذا الفهم يتفق مع قوله في الحديث (ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا) وإلا كان تعارضاً، ثم وفي ذلك بشارة على أننا على أبواب الخلافة التي ستنزل بيت المقدس، لأنها خرجت من هذه المدينة ولم يبق إلا نزولها بيت المقدس، ولا نعلم أثراً يدل على أن صاحبها الذي ينزل بها بيت المقدس غير المهدي، بل الوارد كما في سنن ابن ماجة وغيره أن الحرب مع اليهود ودجالهم والقضاء عليهم يوم ينطق الحجر والشجر إنما يكون قائدها المهدي وبصحبة عيسى بن مريم عليهما السلام، وكما في حديث الداني في سننه (أن المهدي ينزل بيت المقدس) وكما في حديث الداني والحارث بن أبي أسامة من نزول عيسى عليه السلام على المهدي والصلاة خلفه ببيت المقدس، وفي فتن نعيم عن علي بن أبي طالب وكعب بن مالك ومحمد بن الحنفية وأرطأة بن المنذر أن المهدي يسير إلى بيت المقدس وينزلها.
رد مع اقتباس