عرض مشاركة واحدة
 
  #9  
قديم 06-27-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم


سؤال6 :
كيف نوفق بين هاتين الآيتين ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )]ال عمران85[ , وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )]المائدة69[ ؟

الجواب :
لا تعارض بين الآيتين كما يوهم السؤال , وذلك لأن آية الإسلام هي بعد أن تَبلُغً دعوةُ الإسلامِ أولئك الأقوام الذين وصفهم الله عزوجل في الآية الثانية ( فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) وذكر منهم الصابئة , والصابئة حينما يذكرون يسبق إلى الذهن أن المقصود بهم : عُباد الكواكب لكنهم –في الحقيقة- كل قوم وقعوا في الشرك بعد أن كانوا من أهل التوحيد فالصابئة كانوا موحدين , ثم عرض لهم الشرك وعبادة الكواكب , فالذين ذُكروا في هذه الآية هم المؤمنون منهم الموحدون , فهؤلاء قبل مجيء دعوة الإسلام هم كاليهود والنصارى , وهم ذُكروا أيضاً في نفس السياق الذي ذُكر فيه الصابئة فهؤلاء مَنْ كان منهم متمسكاً بدينه في زمانه , فهو من المؤمنين ( فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

ولكن بعد أن بعث الله عزوجل محمداً عليه الصلاة والسلام بدين الإسلام , وبلغت دعوة هذا الإسلام أولئك الناس من يهود ونصارى وصابئة , فلا يقبل منه إلا الإسلام .

إذاً قوله تعالى ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا ) أي : بعد مجيء الإسلام على لسان الرسول عليه الصلاة والسـلام , وبلوغ دعوة الإسلام إليه , فلا يُقبل منه إلا الإسـلام .

وأما الذين كانوا قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام بالإسلام , أو الذين قد يوجدون اليوم على وجه الأرض ولم تبلغهم دعوة الإسلام أو بَلَغَتْهُمْ دعوةُ الإسلام ولكنْ بلغتهم محرفةً عن أساسها وحقيقتها , كما ذكرتُ في بعض المناسبات عن القاديانيين –مثلاً- الذين انتشروا في أوربا وأمريكا يدعون إلى الإسلام لكن هذا الإسلام الذين يدعون إليه ليس من الإسلام في شيء , لأنهم يقولون بمجيء أنبياء بعد خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام , فهؤلاء الأقوام –من الأوربيين والأمريكيين الذين دعوا إلى الإسلام القادياني , ولم تبلغهم دعوة الإسلام الحق – على قسمين :

*قسم منهم على دين سابق وهم متمسكون به , فعلى ذلك تحمل آية ( فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

*وقسم انحرف عن هذا الدين –كما هو شأن كثير من المسلمين اليوم –فالحجة قائمة عليهم .

أما من لم تبلغهم دعوة الإسلام مطلقاً –سواء بعد الإسلام أو قبله- , فهؤلاء لهم معاملة خاصة في الآخرة , وهي أن الله عزوجل يبعث إليهم رسولاً يمتحنهم - كما امتحن الناس في الحياة الدنيا – فمن استجاب لذلك الرسول في عرصات يوم القيامة وأطاعه دخل الجنة , ومن عصاه دخل النار(14) .
رد مع اقتباس