عرض مشاركة واحدة
 
  #4  
قديم 05-12-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع

مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته، وأقرت له بالخلق جميع مصنوعاته، سبحانه وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه, أرسله الله رحمةً للعالمين، وإماماً للمتقين, وحجةً على الخلائق أجمعين. وبعد.

فإن للمسجد الأقصى المبارك في نفوس المسلمين أهميةً خاصةً ومكانةً عظيمةً، يُكنّون له الودّ الشديد, والحب العميق, وما ذلك إلا لتفضيل الله إياه، فيما خلق الله، ثم اصطفاه واجتباه (وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة)[1], والله جلّ وعلا طيّب؛ لا يختار من موجوداته تفضيلاً وتشريفاً إلا ما كان شريفاً طيباً مباركاً. خلق السموات سبعاً فاختار منها أعلاها فجعلها مستقراً لملائكته المكرّمين. ومحطًّاً لأرواح عباده الأبرار المقربين، واختصها بالقرب من كرسيّه ومن عرشه، (فتبارك الله أحسن الخالقين)[2], وخلق الملائكة فاصطفى منهم رسلاً وسادةً، كجبريل وميكائيل وإسرافيل, وخلق من الماء بَشَراً, فجعله نسباً وصهراً, فاختار منهم نبيين مائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً جماً غفيراً, ثم اصطفى منهم رسلاً مبشّرين ومنذرين حجة منه عليهم وعدلاً, وخصّ منهم خمسةً من أولى العزم منّةً منه عليهم وفضلاً, ثم اجتبى من خيار الخيار عاقِبهم وخاتمهم الآخر السابق الذي أمّهم جميعاً بمسجد الأقصى ليلة الإسراء, صلى الله عليه وعلى سائر إخوانه الأنبياء الأصفياء.

ومن ذلكم كذلك اختيار الله تعالى البقاع المباركة الثلاثة من سائر مناحي الأرض التي دحاها. كما قال عزّ وجلّ مُقْسِماً بها: (والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين)[3] ؛ لأنها استنارت بنـزول أعظم المنح السماوية, وتباركت بتنـزُّل أفضل الكتب الإلهية.

ومن لطف الله تعالى بعباده, ورحمته السابغة وجُودِه أنْ خصّ لنا من المساجد والأمكنة الأماجد ماتضاعف فيه الحسنات, وتكفّر بالخطا إليه السيئات، ومسجدنا الأقصى المبارك من تلكم الأصقاع, تشد إليه الرحال، وتضاعف فيه الأعمال, وتحط في ساحته الأوزار، ولكن! أوّاه.. أوّاه..!! على المسجد المسلوب, مسرى النبي صلى الله عليه وسلم المغصوب, حُرِمنا من وصاله والسفر إليه لمناجاة الله العظيم وعبادته في فنائه. حيل بيننا وبينه ووُتِرنا نحن هذا الجيل باليهود وإذنابهم فمنعونا خيره. أواه.. أواه..!! المسجد الأقصى, كَلْمٌ غائرٌ نازفٌ في قلوبنا, فراقه غصةٌ نتجرعها في حلوقنا, ودمعه تجري في عيوننا.
اليهود اليوم مع أمريكا يثيرون نقعاً وغباراً هنا وهناك، يوارون به سوأتهم القادمة من زعم هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم فوق ترابه، ودويلات العرب مشغولة باللهو واللعب، مهمومة بالمنافسات الكروية، والأولومبيات الرياضية العاليمة:
أيا عمر الفاروق هـل لك عودة فإن جيوش الروم تنهى وتأمـر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم وجيشك في حطين صلوا وكبروا
نساء فلسطين تكحــلن بالأسى وفي بيت لحـم قاصرات وقصر
وليمون يـافـا يابس في أصولـه وهل شجـر في قبضة الظلم يثمر
ولكن.. هيهات.. هيهات خاب ظن اليهود، وطاش فألهم، فإن الله جعل الجولة الأخيرة للمؤمنين اتباع المسجد الأقصى من الموحدين، وليس لليهود وأمريكا وأشياعها (ولتعلمن نبأه بعد حين).
ولكأني بطائفة الحق قد قامت مستندة إلى ولاية الله وحمايته ورعايته، وأعداؤهم مستندون إلى ولاية الشيطان وغوايته، يقفون على أرض صلبة، آوين ظهورهم إلى ركن شديد، واثقين بدفع الله عنهم، فهم يخوضون معركة لله ليس لأنفسهم ولا لقومهم أو جنس لهم فيه نصيب، يقاتلون اليهود تحت راية واضحة سوية غير جاهلية عمية، في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله، وتحكيم منهجه وشرعته السنية، أرضاءاً له سبحانه، وقياماً بواجب الأمر والنهي والجهاد، وثأراً للحرمات والأعراض، فمن بقي منهم حياً فحياة عزة وكرامة، ومن فاز بشهادة نال جنات الخلد وزيادة.
سيعود المسجد الأقصى، وسننتظم جميعاً –بإذن الله- صفوفاً طويلة، وندك بأقدامنا حصباءها المستنيرة، ونجلس سوياً نسمع صوت إمامنا مدوياً مردداً قول الله تعالى : (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً)[4].
وكتبه:
محمد بن عبدالكريم الشيخ
الخرطوم 19/شعبان/1421

مستقصى فضائل المسجد الأقصى



[1] القصص آية 68.

[2] المؤمنون آية 14.

[3] سورة التين 1-3.

[4] الإسراء آية 7.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس